رواية الخطيئة الفصل الرابع عشر
#البارت_الرابع_عشر
**__**__**__**__**&&&&&
يفتح نور ورشتها لأول مره منذ ماتت سهيلة، ويجلس بها وهو يشعر بالملل ونفاذ الصبر من الانتظار المميت،وذلك بعد إن مرت أكثر من ساعه علي زيارة أبية وامه لأهل مايا ، لطلب يدها وإلي الأن لا تظهر أي بادرة تطمئنه بالقبول أو بالرفض”
ويتطلع لمنزلها بين الحين والآخر يترقب خروجهم بقلق، كي يعرف ما حدث “
ويتسأل مع نفسه “،
هل تستطيع مايا أقناع أهلها بلأرتباط بي ، أم ساتستسلم لهم كاعادتها وتتركهم يقرون لها ، هل ستصبح زوجتي وأنتقم منها لكبريائي الجريح بعد إن أستغلت حبي وأحتياجي لها وأوقعتني في براثن الخطيئة ، أم ستظل حلم صعب المنال لن أستطيع الحصول عليها حتي بعد أن أقمت معاها علاقة عابرة ،كانت لي كالنعيم وكانت لها مكيدة رخيصه عليا ،بها هزت رجولتي وأهدرت كرامتي وقللت من قدري أمام نفسي “
،ويعنف نفسه ويلومها قائلا في سره
ليه بتتمناها يانور أنت فعلا عايز تنتقم منها ، ولا لقيتها فرصه أنك تحقق حلمك في أنه تصبح زوجتك وملكك ،هل تريدها لنفسك لأنها حبيبتك أم لتمنعها من أن تكون لغيرك ،هل تريدها كزوجه تمحي بها كل العادات السيئة التي اكتسبتها من زاوجك بسهيله التي قتلت فيك نقاء نفسك وروحك، وجعلتك منك مسخ لرغباتها، أم زوجه تعوض حرمانك”
ويصمت برهه وهو في دهشه من إمر نفسه،”
ويحدث نفسه مره أخره بحيرةواستغراب “،ليه أنا واثق كده في مايا، ومن أنها تستطيع مساعدتي لأستعادة نفسي و نور القديم ،مع أني بستحقرها لخداعها، وبعدين معاك ياقلبي لسه بتحبها وعايزني ارضخ لسلطانك تاني وأستسلم لعشقها؛ والغي كل الشواهد اللي بتاكد خيانتها ليك ، ولا أسمع لعقلي وأدوس علي قلبي وأثأر لكرامتي ورجولتي اللي كسرتهم”
ليعود من صراعه مع نفسه علي صوت مراد وهو يحدثه “
آيه روحت لفين كده مش سامعني بكلمك ، شكلك مش هنا خالص، كنت سرحان في آية كده قولي ،وكمان أنت فتحت الورشه ليه مش قولنا هنركز علي شغل المكتب الفترة الجاية؛ علشان نعملنا أسم في السوق”
يتنهد نور وياخذ نفس عميق وينظر لمراد باسمآ”
تعالي أهدي كده علي نفسك واقعد ، وقولي كنت مختفي فين اليومين اللي فاتو ، وياعم متقلقش من شغلي في الورشه ، أنا فعلا هركز علي شغلي في المكتب جمب الورشه بس هجيب واحد يشتغل فيها في أثناء غيابي لأني مش هتنازل عنها ، دي وش الخير عليا وزي ما بيقولو من فات قديمه تاه، أما فتحت الورشه ليه كنت زهقان شويا من قعدتي لوحدي بالشقة، قلت أنزل اشغل نفسي بحاجه لحد ما أهلي يرجعو”
يجلس مراد بجواره وينظر له بأستغراب ” قائلا
وأهلك راحو فين غريبه أنهم كلهم يخرجو ، أية بيزورو الأوليا
ولا راحو يزورو نجوي ، عمتنا أنا هفضل معاك لحد ما يرجعو ، لاني عايز في شغل مهم ، عايز تعرف كنت فين اليومين اللي فاتو ، (ويفتح شنطته ويطلع مجموعه من الأوراق) أتفضل،
ده عقد لبناء مجمع تجاري ، وتسليمه تشطيبات لوكس ، يعني المكتب هيسلمه كامل جميع المرافق، وعلشان كده قبل ما أوقع العقد اتفقت مع مقاول من الباطن للتشطيب ، هنسلمه المجمع بعد ما نخلص المباني، وهو هيشطبه ، ومكسبنا من العقد مش هيقل عن نص مليون جنية أية رأيك”
يغمره نور بسعادة ويصفق له شكرا علي مجهوده ‘
برافو عليك بجد انت ونعمه الصاحب والشريك ، “وياخذ منه العقد و يوقعه ” أتفضل أدي امضيتي ، قولي هنستلم الموقع أمتي علشان نبدء وكمان أرتب ظروفي تحسبا لزواجي “
ياخذ منه مراد العقد ويضعه في الشنطه وينظر له بدهشه”
جوازك أنت ناوي تتجوز تاني ، مش كنت تصبر فترة لحد ما
تخرج من حالتك دي ، وتختار كويس اللي تناسبك ، متنساش أنت عندك طفل لازم تعمل حاسبه قبل نفسك ، أنا مش عارف مستعجل علي آية، ولا أقولك ليك حق ما انت حر نفسك محدش ليه سلطان عليك ؛ مش زيي غادة مطلعه عيني
ولحد دلوقتي مش عارف عايزاني ولا لاء”
يضحك بمرح ويدفعه في كتفه مازحا”
علشان مش قادر تملي عينها ، هي محتاجه راجل يحسسها بالأمان وأنها تقدر تعتمد عليها، غادة بنت اتعودت تعتمد علي نفسها وأتكونت شخصيتها القوية من المحن اللي مرت بيه، فا لو مقدرتش تكون السند اللي تلجاء ليه وقت الشدة ، أتاكد أنها مش هتسلملك قلبها وهتطلعك بره محور حياتها ، بسهوله جدا لانها محدده أهدافها كويس، ومش هتتنازل عنها ولا هتضعف ليك مهما حصل بصراحه بحسها بنت بمية راجل”
وانت شاب جدع وعاقل ومحترم ، وأنا شايف أنك تستحقها بجد، بس محتاجه شويا شده معاها واظهار قوة شخصيتك ، عليها لتثبت ليها أنك جدير بيها “
يرمق مراد نور بنظرة غامضه مستفسرة “
مش عارف حاسس أنك عايز تطفشها مني ، انا لما بحاول أمسك أيدها علشان اتقرب ليها بتاكلني كأني هخطفها، وأنت
عايزني أفرض عليه قوة شخصيتي علشان تتبعد عني خالص، وبدل ما نقرب لبعض نفترق، لاء يا عم أنت متعرفهاش دي مفترية ومستقوية متقولش راجل متنكر في بنت”
يضحك نور بهستريا لطيبة صاحبه “
لا كده أنسي البت مسيطره عليك يا مان ، ولا هتعرف تأخد معاها لا حق ولا باطل ، أسمع نصيحتي اظهر قوة شخصيتك ليها وأفرض سيطرتك عليها ، وعرفها أنك الراجل اللي تقدر تعتمد عليه، لأما تاخدها من قصارها وتبعد عنها وتنساها قبل ما تبعد هي عنك وهتبقي وحشه أوي في حقك “
يحك مراد ذقنه بيده مفكرا وبمط شفتاه في تعجب “
أقولك أنا هجرب مش هخسر حاجه المهم مخسرهاش ، علشان بصراحه انا مش قادر أتخيل أني ممكن أكمل حياتي من غيرها ، شكلي بحبها يا مان يقطع الحب وسنينه “
وفجاء يصيح مراد بدهشه يقول لنور بأستغراب “
أبوك وامك كانو عند المهندس فخري بيعملو آيه ، وليه لما سالتك مقولتليش أنهم بيزوروهم ؛ولو هما بيزروهم علشان أهل مراتك الله يرحمها أنت ليه مروحتش معاهم ،وليه شكلك كده مش علي بعضك وميريحش ، من ساعه ما دخلت وأنت عينك كل شويا علي بيتهم، هو في آيه يا نور ، شكلك مخبي عليا حاجه ، قلبي بيقولي وحاجه كبيرة اووي كمان””
ينظر نور لمنزل مايا ويري أبيه وامه وهما يتوجهون لشقته
يتطلع لمراد بارتباك ويقول له”
خد ويعطيها مفاتيح الورشة” أقفل الورشه وبكره في المكتب لما اجيلك هنتفق علي بداية العمل ، وأحكيلك كل حاجه بس الأول، أروح أشوف أبويا وأمي عملو آية يلا سلام”
ويتركه ويذهب مسرعا إلي شقته، ويقفل مراد الورشه وهو يضرب كف بكف، قائلا” والله يانور شكلك عامل مصيبه وعلشان كده مخبي عليا لأنه مش طبعك يا صاحبي “؟
**********
يفتح نور باب شقته ، ويتطلع لابيه وأمه بتمعن يحاول أن يستشف من ملامحهم ، ماحدث وما كان ردهم “
ليسألهم بلهفه وقبل أنا ياخذ نفسه ويقعد يستريح”
تضحك أمه من لهفته وتقول له”
طيب أقعد خد نفسك الأول الدنيا مش هتطير ، اللي يشوفك يقول اول مره هتتجوز ، بس ليك حق مايا تستاهل “
وبيبتسم له أبية ، ويشاور له “
تعالي يا نور أقعد جمبي ، عايز أتكلم معاك كلمتين”
يجلس نور بجوار أبيه ويزفر بضيق ويقول بنفاذ صبر”
ها اديني قعدت ممكن حد منكم يقولي عملتو آية ،وفين فارس مجاش معاكم ليه'”
‘يبداء ابيه بالحديث مبتسمآ “
فارس استأذني انه يخرج مع مصطفي يجيب ليه لبس وشوية طلبات عايزهم قبل من نسافر، أما عملنا أية هقولك”
مايا رفضتك وده مخليني مستغرب من رفضاها ليك رغم أنها أكدت ليا أنها بتحترمك وتقدرك و……
يهب نور واقفا بعصبيه وتحدث بحده وغضب”
مقاطعا كلام ابيه قائلا ،خلاص يابابا رفضت رفضت هو اللي خلقها مخلقش غيرها ؛ياريت نقفل موضوع الجواز خالص دلوقتي ؛لان عندي عقد لازم أنفذه ومش فاضي أفكر في أي حاجه تاني غير شغلي في الوقت الحالي ؛”
يجذب أبية يده ليجلس بحواره مره أخره قائلا له”
أهدي كده يا أبني ،وأقعد وأسمعني للاخر مالك واخدنا علي الحامي كده ليه ، البنت مش رفضاك لشخصك لكن لصموحها ودراستها ومستقبلها اللي شاغل كل تفكيرها … فلاش باك
تدخل مايا عليهم وتطلب أمه تجلس بجوارها ويساله أبوه
يا مايا نور عايز يتجوزك وتكون أم لابنه أية رايك”؟؟
تنظر له مايا بأرتباك وعيونه تتجول بين أبيها وأمها ،وترتعد من نظراتهم المتوعدة بالترهيب والتهديد وتبلع ريقها وتحسم أمرها وتقول لهم بكل ثبات “
أسفه يا عمي انا رافضه أتجوز نور ، مش علشان كان متجوز بنت عمي لو لعيب في شخصه ، بالعكس أنا بقدره وبحترمه جدا لكني عندي أولويات في حياتي ومنها دراستي الجامعيه وبعدها دراساتي العليا ،ده غير أني هدفي أشتغل ويكون ليا
كياني الخاص اللي أخدم بيه بلدي وأستقل بشخصيتي، رغم كل ده فيه حاجه مقدرش أغفلها، ارتباطي الوثيق بمعاذ، واللي من صعب أتخلي عنه علشان طموحي ، وكنت أتمني أن نور يتركه لينا نرعاه ونربيه في وسطنا ، لكن لو كان السبيل الوحيد علشان يكون ليا دور في حياة معاذ وأقدر أربيه أني اتجوز نور فأنا موافقه أكون زوجه ليه وأم لأبنه ”
تنصدم مايا من نظرات الحقد والغضب التي ينظر بها أمها وأبية وتشيح بنظرها عنها لتستقبل القبلات والاحضان الحنونه من أم نور وتسمع صوت أبيه وهو يقول”
والله يا مايا أنت ست البنات وكلامك عين العقل ، وأنا اوعدك قدام أهلك أن نور عمره ماهيقف في طريق مستقبلك ، بالعكس هيدعمك ويساععدك تحقق كل طموحك وأن شاء الله ربنا هيحققلك كل اللي بتتمنيه لأنك تستاهلي كل خير”
ويمد أيده لابيها ويقول له نقراء الفاتحه، والجمعه الجاية بأذن الله الخطوبه والشبكه، وبعد أمتحاناتها ما تخلص بأذن الله ، يكون الزفاف والدخلها وأنا هعملها ليلة من آلف ليه آية رأيك يا باشمهندس ولا هترجع في كلامك ومش هتوافق”
يمد فخري يده له ويقول له بغضب مكتوم “
الراجل الحر مبيرجعش في كلمته ، وأنا موافق مدام بنتي شايفه أن ده فيه مصلحتها ، وهتقدر توفق بين طموحها وبين تحمل مسؤولية طفل ودورها كزوجه لابنك “
ويقراءو الفاتحه ويتفقو علي كل الترتيبات اللازمه
وتشعر مايا أنها في دوامه وواقعه بين شقي رحي، بسبب قبولها الزواج مرغمه من نور في سبيل أنقاذ سمعة أهلها ؛وبين غضب أهلها منها بعد أن عصتهم ووافقت علي زواجها من نور ضد رغبتهم ، وتتاكد أنها مقبله علي مواجهه عنيفه لاقناعهم برأيها وسبب موافقتها دون الرجوع لهم ، وذلك وبعد التاكيد عليها برفضه “
ومن ناحية أخره ألتزامها بمسؤوليتها تجاه معاذ، بسبب تعلقها به وحبها الكبير له وأحتياجه إليها، وخوفها الأكبر من معاملة نور الفظه لها بعد ما سممت سهيله أفكاره عنها “
وتتضارب الأفكار برأسها بين الخوف والتهديد والمسؤولية والطموح ؛لتغيم الدنيا في عينيه ويضرب راسها دوار عنيف، يسحبها معه إلي غيهاب الظلمات، لتسقط مغشيا عليها “
باك…….!!
وفضلنا جمبها لحد ما فأقت وأطمنا عليها ،وقرآنا الفاتحه وأتفقنا علي كل حاجه الحمد لله”
هو ده سبب تأخرينا، ودلوقتي أقدر أفرح ليك وأقولك “
الف مبروك يا نور اخيرا مايا هتبقي من نصيبك “
يتنفس نور الصعداء وتهلل أساريره ،وتتجسد الفرحه علي محياه ليستغرب من فرحتها لكنها يعيش اللحظه ، ويتناسي مؤقتا كل ما يضمره له، كي لا يلاحظ أهله ويسعدو به “
******
في شقة المهندس فخري
بعد أنصراف اهل نور، يدخل فخري وزوجته أشجان الي غرفة مايا النأىمه علي فراشها تستريح بعد أفاقتها من الأغماء ويطلبو من ميار مغادرة الغرفه “
تخرج ميار وتغلق وراءها الباب ،وتنهض مايا لتجلس أحترام لوجود أبيها ، وتشعر بالقلق من نظرة أبيها الغاضبه “
ويقول له بصوت هادر يملاءه الغضب ” أنتي آية اللي عملتيه دي أزاي تقبلي تتجوز نور وتنزلي من نفسك علشانه ، أنتي من أمتي بتخلفي رأينا وتنفذي من دماغك ، أنتي عارفه عملتي فيا أية وقللتي من قدري قدامهم أزاي ، لولي أنك بنت أنا كنت طردتك بره البيت ، ودفعتك ثمن أنك متسمعيش كلامي وتمشي تحت طوعي زي ما كنتي طول عمرك ، ويمسكها من كتفها ويهزها بقوة ” أنطقي أيه خلاكي تتنزلي عن طموحك وتتجوزي واحد كان ليه حياة قلبك وولد من بنت عمك اللي هتفضل بينكم طول العمر، أزاي تبقي تكوني أم بديله لأبن مش أبنك ، وتلزمي نفسك لواحد مايلقش بيكي ولا يرتقي للمستواي اللي كنت بفكرك ليك بيها، ده أقل واحد أتقدم ليكي وكنت برفضهم علشان محدش فيهم ينفعك ولا يقدر يقدرك
حق قدرك من نسبك وتدينك وتعليمك، ليه نور يا مايا انطقي ليه نور بالذات ومين سمحلك أنك تعصيني انطقي”
ترتعد مايا وتنهج من أنفعالات أبيها،الغاضبه وترد عليه بتردد”
عايز تعرف لية نور لأنه نصيبي يا بابا ، حتي لو حاربنا القدر المقسوم لينا مكتوب علي جبينا مبيتغيرش ، ونور قدري حتي لو زي ما بتقول مايلقش بيا ، لكن عايزه افهم منك حاجه واحدك، مش ده نور اللي كنت مبهور بيه ، ومن كفاحه لانه بقي مهندس رغم ظروفه، وأنه كان العائل لأهله من صغره، وكلنا حسبنا ترك التعليم علشان يقدر يصرف عليهم ، مش ده نور اللي جوزته بنت ادأهوك لشهامته معاك ، مش ده نور اللي اعتبرته واحد منا ودخلته بيتك وحطيت أيدك في أيده ، أية بيغيبه دلوقتي أنه كان متجوز وعنده أبن، ما الولد أبننا وكلنا بنحبه وأنت نفسك مفتقدة بتقولي ضحيت بطموحي، وضيعتي مستقبلي ، يمكن علشان أنقذ مستقبل طفل من الضياع، بتلومني لأني خرجت عن طوعك ووافقت علي نور رغم رفضك ليه ، وحطيتك قدام الأمر الواقع لأما توافق، وتخافظ عليى كلمتك لأما ترفض وتنزل من نظرهم لعدم احترامك لكلمتك، ايوة لاني خلاص زعقت وتعبت ، أكون مسلوبة الأرادة ، محرومه من حقي في أختيار شريك حياتي؛
كنت طول عمري أقول حاضر وطيب ونعم ؛ ووصلت لأيه لأنسانه ضعيفة الشخصيه مش قدره أواجه أو احسن التصرف في موقف مفاجئ لعدم خبرتي وبسبب ورجوعي الدائم ليكم في كل صغيرة وكبيرة في حياتي ، خليتني أتخلي عن موهبتي في كتابة الشعر بعد ما اخدت جايزة عليه وقولتلي ده مضيعه للوقت ، عايزه تكتبي أكتبي لنفسك ، أحتكرت كل مقدرات حياتي وخليتني أشوف الدنيا بعيونكم وبس؛ بقيت بتوه لما بشوفها بعيوني لأني مش عارفه كده صح ولا غلط، أه ملتزمه دينيا وأخلاقيا وحلم كل شاب؛ لكني ضعيفه محدش يقدر يعتمد عليا مش هقدر أكون زوجه قوية أقف في ضهر جوزي وقت المحن ، أو أم ترشد اولادها لأني متعودتش أكون عون لحد حتي لنفسي ، لكني خلاص يا بابا ، فتحت وشفت الدنيا وفهمت يعني أية بنت شخصية قوية ، اللي بسببكم بفتقد لكل مقاومتها ، علشان كده قبلت نور لأنه راجل يعتمد عليها، هياخد بأيدي وانجح زي ما نجح عرفت ليه وافقت أني اتجوزه يا بابا”
يصفق فخري لأبنته بسخريه ويتهكم عليها”
هياخد بايدك ، وانا اللي ضعيت كل اللي ورثته من أبويا علشان اعلمكم وأحطكم علي طريق النجاح، كان أية بتقولي أني ضعفت شخصيتك ، شوفي الكل بيشكر فيكي أزاي ومن تربيتك أنتي واخواتي ،اعتبرتكم ثروتي اللي بنميها بنجاحكم
وبفتخر واتباهي بيكم في كل مكان وأقول لنفسي أنا ربيت صح ، علشان تجي أنتي وتدمري كل أحلامي وتتجوز واحد أقل منك هتقوليلي مهندس لكنه هيفضل أسطي مهما عمل، هيفضل الأسطي نور العجلاتي، وأنتي هتبقي مرات الأسطي نور، بعد ما كنتي بنت المهندس فخري والاستاذة أشجان المربية الفاضله ، شوفتي الفرق وأزاي نزلتي من نفسك ، كل ده علشان آية عايزه تثبتي لنفسك آية، حقك في أختيار شريك حياتي حتي لو رفضناه لكنه حقك ولازم تفرضيه علينا
الف خسارة يامايا ، شكل علاقتك بغادة أثر عليكي وخلاكي تظني أننا بنفرض رأينا عليكي بالغصب ،لكن لا احنا بنفرض رأينا لاننا بنفكر في مصلحتك وشايفين الأصلح ليكي من واقع خبرتنا في الحياة مش نظرة واحده مراهقه”
ترد مايا علي أبيها في استحياء لكن بثقه”
لا بابا غادة دي احسن حاجه حصلتلي في حياتي، هي اللي فتحت عنيا ،ووقفت جمبي وسانديتني وقت ضعفي واحتياجي ، وعرفتني أن ليا حق مينفعش أتنازل عنه ، ومنهم أختيار شريك حياتي، وأنا مقتنعه بنور شريك حياتي لأني اللي بيهمني الجوهر، مش المظهر والمظاهر الخداعه، ممكن يكون دكتور أو مهندس لكن أخلاقه سيئة ، أو انسان في مركز مرموق لكن اتربي علي عدم المسؤولية وممكن يضيعني معاه ، أنا عايزه أتجوز راجل يكون ليا الأمان من غدر الزمان ،يقف جمبي ويدعمني دايما ، ويقويني وقت ضعفي ، مش يكسرني ويلغي وجودي لنجاحي الشخصي أو لاثبات رجولتي بفرض سيطرته عليا ، كأنه سي ابسيد في زمان ، ياريت يابابا ، تعلم ميار اللي حرمتوني منه أنها تعتمد علي نفسها في أتخاذ قرارات حياتها ومتكنش تابع لحد حتي لو ليكم؛”
يصيح فيها أبيها بغضب وصل الي ذروته معنفا قائلا”
خليكي في تفسك وفي سوء أختياراتك ، اتجوزي نور وعيشي مع الراجل اللي أنتي شايفاه فيه بس أسمعي ، لو في يوم رجعتي تشتكي من سوء معاملته ليكي أوي لما يجي عليكي ويظلمك ، أنا مش هقف جمبك ولأ هنصفك وأتحملي عواقب أختيارك لوحدك ، أم ميار ملكيش دعوة بيها وأنسي أنها ترجع ليكي كأخت كبيرة في أي حاجه تخصها، أنت يوم ما تخرجي من البيت ده وتتجوزي، هيكون دخولك هناكضيفه وبس، زي أي ضيف ليه حق الضيافه وبس فاهمه يا عروسة”
ويخرج ويصفق وراء الباب بقوة، وامها تنظر لها بحسرة وتخرج وراه بدون ما تقف جمبها أول تحاول تفهم مشكلتها ،
لتتاكد مايا من أنها خسرت أهلها في سبيل أنقاذ سمعتهم ، وتدفن وجهه في وسادتها وتنهار باكية ، لتربت يد علي كتفها
ترفع وجهه لتراه أختها ميار التي تختضنها بقوة وتقول لها”
أللي عملتيه هو الصح ، نور هو الوحيد اللي هيقدر يسعدك ، ويستاهل أنك تخسري الدنيا علشانه وتدافعي عن حقك فيها مهما كانت عواقب اختيارك ، لكن صدقيني لما يشوفو حياتك معاها وازاي أنتي سعيده وياه ، ويعرفو أنهم كانو هيظلموكي بحرمانك منه ؛ هيعترفو بغلطهم في حقك وهيسمحوكي”
ثم مفيش عروسة بتعيط ، اميرا هبقي أخت العروسه ، وتمسح دموعها وتحضنها بحب لتعوضها غضب أهلها عليها”
**********
وبعد يومين تخرج مايا من كليتها لتتصتدم بوجود نور في أنتظارها؛ تتتحاشي النظر له وتكمل طريقه لكلية غادة كأنها
لم تراه ” تتفاجاء به يسحبها بقوة من ذراعها ويوجهه ليه”
وينفعل عليها بغضب قائلا “
آية مش شايفاني ولا قصدك تتجاهليني ، عمتنا مش’ هعاتبك دلوقتي، تعالي معاياة عايزك في كلمتين ضروري “
ترتبك من سطوته عليها من الأن “وتتسال مع نفسها
لما بيعملني من دلوقتي بتسلط ، ياتري لما نتجوز هيتعامل معايا أزاي، أكيد بيفكر أنه هكون عبده ليه لكنه بيحلم”
ترد عليه وتقوله ” أتفضل قول عايز آيه كلي آذنا صاغية”
يضحك ويسحب ذراعها ويفتح ليها باب سيارة “
أركب هنروح مكان نقعد فيها ونتكلم ؛ مش هنتكلم في الشارع والرايح والجاي يتفرج علينا ”
تنظر له بأستغراب وتساله ”
لا مش هركب وقول اللي أنت عايزه هنا ، أو استني لما تجي يوم الجمعه وتخطبني رسمي؛ وتكلمني زي ما أنت عايز”
ثم سيارة مين دي ؟
ياخذ نفس عميق ليتملك نفسه منالغضب عليها”
دي سيارتي لسه مستلمها، وقلت أنولك شرف أنك تكوني أول واحده تركبها، وكمان فعلا عايزك في موضوع مهم ، مينفعش نتكلم فيها بالشارع قدام الناس”
أ تفضلي أركبي وخلصيني (ويرفع صابعه بوجهه مهددا) وأسمعي وحطي الكلمتين دولي في راسك وأحفظيهم، كويس أوعي عقلك يوزك وتفكري ترفضي آمر ليا أو تقوليلي علي حاجه لاء مهما حصل فاهمه ولا لاء”
تسحب ذراعها من يده بقوة وتصيح فيه بصوت غاضب”
لاء يانور هقول لاء ،ومش هسمح ليك أو لغيرك يتحكم فيا تاني، أنا خلاص خرجت من القمقم اللي كان بابا وماما حابسيني فيه سنين، وقدرت أقف ليهم واقول لاء، واتمسك بقراري ،ولأني بقت أعرف اقرر لنفسي كويس ،وأقدر أتحمل مسؤولية أختيارتي فانا هقولك أنت كمان لأء،و لولا أني عندي فضول أعرف أنت عايز مني آيه؛ مكنتش هركب معاك حتي لو فيها موتي، واللي يحصل يحصل”
وتفتح باب السيارة بكل هدوء ،وتجلس بداخله في انتظاره “
يجز علي أسنانه بغيظ ” ويقول لنفسه ياه اتغيرتي أوي يا مايا ياريتك أتغيرتي كده من زمان كنت قدرت اقربلك وأفهمك”
ويركب السيارة ويجلس خلف المقود وينطلق “
ويقف أمام كافتيريا ؛وينزل هو وهي ويدخل في ركن بعيد عن الناس ويجلسها ويجلس في المقعد المقابل لها “
ويطلب لهم مشروب وينتظر حتي يحضر المشروب وينصرف الجرسون ، ويبدء حديثه وهو يحدق في عينبها ،ليس كالسابق بعشق وهيام، بل بشك وريبه يكتنفها الغموض “
ويقول لها بعد تنهيدة مقلقه” تحبي نخلي كتب الكتاب والزفاف الجمعه الجاية مع الخطوبة؟؟
تنظر له بأستغراب وتهز رأسها وتسال باستفسار”
ليه ، آية الداعي للسرعه ، لو علي معاذ خليه معايا ؛ لحد ما أخلص دراستي ونتجوز، وأوعدك أني هحطه جوه عنيا”
يتأفف نور ويقول بصراحه عن سر كلامها “
بصراحه مش حابب آمر علاقتنا ينفضح ، لو اتجوزنا بعد ٣ شهور هيكون حملك ظهرك وحتي لو مظهرش ازاي هتولدي بعد أربع شهور من جوازنا ، فا……”
تقطع مايا كلامه وتقول له بعصبيه ودهشه”
ومين قالك أني حامل ، متقلش يا باشامهندس أنا مش حامل وعمره ما كان هيحصل حمل بعلاقتي معاك”
لتنتقل الدهشة لنور ويسأله”
أزاي متاكده أوي كده آية هو أنت عندك مشكله تمنعك من الحمل،ولو عندك عرفتي أزاي وأنت لسه بنت ولا آيه حكايتك”
تتوتر من أتهامه المبطن لها وتتحدث من تحت اسنانه لتكتم غضبها وغيظها من الأنفجار فيه”
أنا فاهمه نيتك السيئة ؛ لكن هريحك دي حاجه خاصه ، بينا وعرفتها لاننا درسناه في الاحياء بالثانوية العامة”
يقرب علي الترابيزه ويضع وجهه أمامها ويساله بفضول”
هي ايه اللي درستها ، أنا عايز أعرف علشان أرتاح وأطمن”
تبلع ريقها بصعوبة، من الموقف المحرج الذي وضعت نفسها فيه ؛ وتقول بصوت هامس يكاد يسمع بصعوبة”
لأني فترة الاخصاب كانت انتهت’؛ والبويضه ماتت وأستحاله كان يحصل الحمل قبل الميعاد الشهري بيوم ؛”
يرجع راسه للخلف ويري وجهه وقد أحمر من الخجل ويقول بأستهزاء وسخرية؛ فهمت يعني كنتي مرتبة نفسك كويس وواخده كل أحتياطاتك اللازمه لا برافو غليك”
تنهض مايا من مقعدة وتنظر له بأسف وتمشي للخارج”
يدفع نور الحساب ويحصلها ويمسكها من ذراعها ويعنفها ويحتد عليها بعصبيه”
أنت مين سمحلك تقومي وتخرجي وتسبيني بالشكل ده ؛ زعلانه أوي لتجريحي فيك ، للاسف كل ما أحاول اتناسي سبب اللي حصل بينا بترجعي وتثبتيلي أني كنت أكبر مغفل “
اتفضلي اركبي ؛”مفيش فايدة أنا اللي أستاهل أني سمحت ليكي تخدعيني ببراتك وقبلتك لما استسلمتي ليا ،كنت لازم أفهم أن ليك غرض دنئ من وراء كده ، لكن حبي ليكي وشوقي لأحتضانك ، ورغبتي فيكي لغي تفكيري”
تحط مايا كفها علي أذنها وتصرخ ،” أسكت أسكت خالص
أنا حبيت ارضيك علي حساب نفسي، لما شوفت عذابك وشوقك وكنت في قمو أحتياجك، ودي كانت غلطتي “
يضحك نور ويقهقة ساخرا”
افهم من كده أنك كنتي بتشفي عليا، بجد بتبهريني بقلبك الكبير وعطفك اللي ملهوش حد؛ وياتري كل واحد هيصعب عليكي هتمنحيه نفسك بكل سهولة كده؛ ولا أنا ليا بس اللي ليا حق الأمتياز للحصول عليكي “
تصرخ مايا بيأس وألالم من كلماته الجارحه يمزقها أشلاء”
لا يا نور أنت وبس اللي كنت همنحه نفسي ، مش حد تاني لأن ده حقك عليا ، ولأني ندمانه علي كده أنا هريحك مني”
وتفتح باب السيارة وهي منطلقه ل……. ؟؟؟
☆☆☆☆●●●●☆☆☆☆☆☆