روايات رومانسية
رواية دوامة عشق الحلقة 10
لم تكن (نورهان) تتفاجئ من رد فعل (فريدة) فقد سألت (نورهان) (شريف) الكثير من الاسئلة بخصوص (فريدة) عن شخصيتها وعن رد فعلها مع كل طبيبة تحضر لها كما انها طلبت منه ان يطلب من مربيتها ان لا تعطيها اى ادوية او مهدئات فتلك المهدئات المتواصلة هى احد اسباب ضعفها كما إنها لا تفيد بشئ فى علاجها فقالت (نورهان) وهى تجلس ببرود على مقعد ما بالجوار
-مستنية ايه ارمى نفسك ؟
اتسعت عينان (فريدة) فإبتسمت (نورهان) قليلا ثم قالت
-انتى انسانة متدينة يا (فريدة) مستحيل تنتحرى وانتى عارفة انه حرام مش هتضيعنى دنيتك واخرتك يعنى
ابتلعت (فريدة) ريقها ثم قالت
-انتى عاوزة ايه معنديش قدرة انى اتكلم
هزت (نورهان) كتفاها بلا مبالاة
-ومين قالك انى عاوزكى تتكلمى
اضيقت عينان (فريدة) وهى تقول
-بقولك ايه يا انتى اخرجى بارة انا مش قادرة اتكلم
لم تستطع (فريدة) الوقوف اكثر من ذلك فخارت قواها وجلست على الأرضية بضعف فتحدثت (نورهان) قائلة
-عارفة انتى هبلة اصلا
نظرت لها (فريدة) بضيق وبوهن واضح على ملامح وجهها فتابعت (نورهان) موضحة
-لسه بتصلى ولا بطلتى صلاة ؟ اعتقد لسه والا كنتى انتحرتى من بدرى
هزت (فريدة) رأسها بالإيجاب فتابعت (نورهان)
-بس اعتقد مش بتقرى قرآن ولا كتب زى الاول صح ؟
نظرت لها (فريدة) بضيق
-انتى عاوزة ايه انا مش فايقة مش قلتى مش جاية تتكلمى
قالت (نورهان) ببرود
-وهو انا قولتلك (شريف) برئ ولا اطلعى وشوفى رجالة تانى بالعكس القصر هنا تحفة جداا واوضتك جميلة اوووى اوووى بقى ٠٠ عموما انا مش هقعد بس جاية اقولك كلمة واحدة انا قلت للمربية بتاعتك انها تجبلك اكل
قالت (فريدة) بغضب
-يوووه مش عاوزة اكل
قالت (نورهان) بنفس برودها
-ارجوكى متقاطعنيش ٠٠ انتى شايفة انه خاين صح ؟
لم تجب (فريدة) واشاحت وجهها للأتجاه الاخر فتابعت (نورهان)
-بصى انا عرفت ان اكلتك ضعيفة ويمكن مش بتاكلى خااالص وده باين عليكى اوووى المهم ٠٠ انا مش عاوزكى تخرجى بارة الاوضة دى الرجالة فعلا وحشين يا (فريدة) وخاينين تعرفى انا كمان فى رجالة بيعاملونى وحش انتى احسن ليكى انك تقعدى فى اوضتك دى بس ارجعى زى زمان زى قبل ما تعرفى (شريف) مش انتى بتقولى انه خانك ٠٠ خانك وانا سمعت انك جميلة اوووى وباين عليكى بس انتى خسيتى اوووى وبقيتى ضعيفة لازم ترجعى زى الاول لازم يندم لازم تبقى قوية وتواجهى اول حاجة لازم تعمليها تزبطى وزنك ووشك اللى خس ده انا هجيلك تانى بس مضطرة امشى
وذهبت نحو الباب فقالت (فريدة)
-ثانية واحدة
ابتسمت (نورهان) ابتسامة جانبية ثم التفت لها وهى تقول
-ايوة
-هو (شريف) مقالكيش انه برئ زى اللى قبلك
ابتسمت (نورهان) ثم قالت
-بصراحة قال انه برئ
نظرت لها (فريدة) بشك وهى تقول
-مش بتدافعى عنه ليه طيب ؟
هزت (نورهان) كتفاها بلا مبالاة
-هو قال انه برئ بس انا معرفش لازم اسمع منك واعرف انتى شايفاه خاين ليه مش يمكن يطلع خاين فعلا
ابتسمت (فريدة) قليلا فقالت (نورهان)
-هجيلك تانى إن شاء الله
****************بعد إن عادت (سچى) من جامعتها إلى المنزل كانت ستدخل باب الفيلا اصطدمت ب (منير) نظر فى عيناها قائلا
-انتى خرجتى النهاردة ؟
عادت للخلف خطوة واحدة حتى لا تصطدم به اكثر ثم قالت
-(يوسف) صحانى الصبح عشان اروح الجامعة ومكنش ينفع خالص يا (منير) انى اعترض او اقوله انى مرهقة انت عارف (يوسف) بيقلق عليا اد ايه ؟
هز رأسه بتفهم ثم قال
-مفيش خروج ليكى بعد كده بعد الساعة 6 المغرب واخر وقت ترجعى فيه للبيت يكون 6 فاهمة
ابتسمت (سچى) بسعادة وشعرت انه بدء يهتم بها قليلا سمعت صوت هاتفها فإخرجت الهاتف وجدت ان (عمر) من يتصل شعرت بضيق ثم نظرت إلى (منير) فقالت لكى تختبر مشاعره
-ده (عمر) خطيبى اللى بيتصل
تحدث ببرود وهز كتفاه بلا مبالاة
-ماشى ٠٠ عن اذنك انا خارج
اتجه (منير) نحو الخارج فشعرت (سچى) بخيبة امل كبيرة فدائما ما يبعد عنها بخطوة واحدة حتى لو اقتربت هى سيظل هو يبتعد ٠٠
نكست رآسها لأسفل وهى تشعر بالضيق واتجهت نحو الدرج لتصعد غرفتها ٠٠
****************
جلست (نورهان) مع صديقتها (رحمة) فى شقتها الخاصة فتحدثت (رحمة) وهى تقول
-اخبار چو ايه ؟
عوجت (نورهان) فمها قليلا
-مش عارفة بقاله كم يوم مش بيسأل حاسة انى مضايقة اوووى ومكسوفة اتصل بيه هيقول عليا ايه
فكرت (رحمة) قليلا
-طب ادخلى ع الفيس شوفيه لو اون لاين كلميه
انزلت كتفاها لأسفل بخيبة امل وهى تقول
-هو مش عندى على الفيس
رفعت (رحمة) حاجبها بعدم تصديق وهى تقول
-انتى بتتكلمى جد بقالك كل ده عارفاه ومش عندك الاكونت بتاعه
-ماهو كان بيسأل عليا يا (رحمة) مكنش مدينى فرصة احس انه وحشنى فجاءة اتقطعت اخباره
-طب ما يمكن عيان ولا حاجة
شعرت (نورهان) بالقلق
-انتى بتقولى ايه ؟! عيان !! ياا خبر
ابتسمت (رحمة) وهى ترى القلق فى عيون صديقتها
-انا بقول يمكن
امسكت (نورهان) هاتفها ثم قالت بتفكير
-اكيد اسمه على الفيس (يوسف البلتاجى) مش معقول يكون مسمى نفسه انا چو ولا چو الخطير مثلا
اطلقت (رحمة) ضحكة صاخبة ثم قالت
-يخرب بيت فقرك يا نورا ٠٠ اعملى سيرش وورينى
بحثت (نورهان) عنه من خلال رقم هاتفه ووجدت الصفحة الشخصية له امامها ابتسمت قليلا وهى تفتح صورته فقد اشتاقت إلى ملامح وجهه فوغزتها (رحمة) فى رسغها
-اعمليله ادد وبطلى شغل نحنحة
نظرت لها بضيق
-طيب طيب
ارسلت له طلب صداقة ثم تركت هاتفها بجانبها ونظرت ل (رحمة) وهى تقول بنبرة قلقة
-ممكن يكون تعبان بجد
هزت (رحمة) رأسها بإسى وهى تقول
-الرحمة يااارب ٠٠
******************كان (أكمل) فى غرفته يأخذ بعض اغراضه المهمة فسمع صوت احدهم يطرق باب الغرفة فقال
-ادخل
دلفت (يمنى) إلى الداخل وهى تقول
-خلاص كده مسافر ؟! انا مكنتش عاوزك تسافر يا عمو
هز رأسه بإسى ثم قال
-اه لو تبطلى عمو دى هتبقى الحياة فل
رفعت (يمنى) احدى حاجبيها وهى تقول
-فل!! انت مين يا (أكمل)
قطب (أكمل) حاجبيه ثم قال
-بذمتك زعلانة انى هسافر ده انتى اتلاقيكى هتزقططى من جو مانا هسافر عشان حبيب القلب يجى
احمر وجه (يمنى) قليلا
-وبعدين معاك بقى
تحدث (أكمل) بجدية
-بصى يا (يمنى) انا صحيح مسافر اليومين دول عشان فعلا (سيف) تعب بس ٠٠ بس ده مش معناه انك تزيطى فيها الكلام يبقى بحدود وانا هخلى (عمر) رقيب عليكى فى غيابى
ابتسمت (يمنى)
-ما مرات عمو هنا
ابتسم (أكمل) بسخرية
-ده انا بشوفها صدفة بلاش نضحك ع بعض و (دولت) هانم زى مانتى عارفة حفلات وسهرات عند صحبتها معظم الوقت هى اه بتقعد معانا بس مش هتراقبك ال 24 ساعة
قالت (يمنى) مطمئنة إياه
-متخافش انا ب 100 راجل واعرف اوقف سيفو عند حده كويس
هز (آكمل) رآسه بإسى وهو يقول
-سيفو !!! لا ده انتى حالتك بتزداد خطورة اتلكك ومسافرش وانا عاوز مسافرش
ضحكت (يمنى) وهى تقول
-حرام عليك يا عمو الواد متمرمط سفريات ريحه شوية
تحدث (أكمل) مصطنع الضيق
-محدش مظلوم فى الليلة دى ادى
ضحكت (يمنى) بعد ان فهمت ما يرمى إليه بإنه لا يوجد لديه حبيبة ثم ضربت كتفاها بكتفه قائلة
-ده انت الستات بتترمى تحت رجلك يا كيمو بقى حد يشوف العيون العسلى ولا الغمزات اللى عندك دى وميقعش فى غرامك متسلفهوملى الله يخليك
عدل (أكمل) من ياقة قميصه وهو يقول بفخر
-بعينك
عوجت فمها بتذمر وهى تقول
-ماشى يا هندسة
-امشى يا بت من قدامى جبتيلى العصبى
ضحكت (يمنى) وخرجت من غرفته وظل (أكمل) يرتب فى حقيبته مرة اخرى ٠٠
***************
فى المساء بعد إن انتهت (نورهان) من عملها ذهبت إلى بيت خالتها وكانت تتناول معها طعام العشاء على المائدة وهى تقول
-انا قدامى يا خالتو حالة مريضة عندى نفسى اوووى اعالجها ادعيلى يا خالتو
قالت (سلوى) بإبتسامة
-ربنا يوفقك يا بنتى
ثم نظرت (سلوى) لها بحنان وهى تقول
-تعرفى يا (نورهان) وجودك خفف عنى حاجات كتيرة اووووى انا لو كنت عايشة لوحدى كان زمانى مت بعد (نرمين) انا بشوفك كإنى بشوفها انتى شباهها اووى يا بنتى
وقفت (نورهان) عن مقعدها ثم اقتربت من (سلوى) وقبلت رأسها وهى تقول
-طبعا انتى امى مش مجرد خالة انا امى الله يرحمها بس انتى عايشة يا خالتو
ابتسمت (سلوى) وملست ع شعر (نورهان) بحنان
-ربنا يطمنى عليكى
بادلتها (نورهان) ابتسامة حنونة ٠٠
ثم وقفت (نورهان) لتلملم اطباق الطعام لكى تغسلها وما إن انتهت حتى ذهبت إلى غرفتها فجلست على الفراش وامسكت هاتفها وقامت بفتح صفحتها الشخصية على موقع التواصل الأجتماعى فوجدت ان (يوسف) قد قبل صداقتها شعرت بسعادة ثم وجدت رسالة منه عبر تطبيق الماسنچر الخاص بموقع الفيس بوك قامت بفتح الرسالة
(مش مصدق اخيراا سألتى عليا)
نظرت لتلك الرسالة وشعرت بالضيق قليلا محدثة نفسها
-يعنى هو كويس اهو مفيهوش حاجة اماال مكنش بيسأل ليه
ثم قامت بكتابة رسالة فحواها
(انا برده اللى مش بسأل ولا انت قطعت لوحدك كده
(انا معذور يا (نورهان) مش فى القاهرة سافرت امبارح من الصبح وعندى شغل كتير فى الغردقة وتقريبا انا كل شوية بين القاهرة والغردقة)
(اهاااا ٠٠ وهترجع امتى ؟)
(إن شاء الله كمان اسبوع)
(تمام اكيد هقابلك إن شاء الله)
(أكيد بإذن الله هكلمك لما اوصل)
(تمام اوووى)
وضعت هاتفها بجانبها ع الفراش وهى تشعر بالسعادة ٠٠
*****************مر يومان لم يحدث بهم أى جديد ٠٠
طلب (عمر) مقابلة (سچى) فى النادى جلست (سچى) على منضدة ما بالنادى نظرت للساعة وجدت إن الوقت قد تأخر و (عمر) لم يآتى بعد زفرت بضيق وهى تحدث نفسها قائلة
-لما هو مش فاضى كده طلب يقابلنى ليه من اصله ؟! مكنش يحدد ميعاد بقى
وماهى الا دقائق حتى وجدته قادم فتحدث بنبرة متأسفة وهو يجلس على المقعد المقابل لها
-اسف بس فى عميل رخم اخرنى مكنتش متخيل انى هتأخر معاه اووى كده
زفرت (سچى) بتأفف ثم اصطنعت انها تقدر موقفه ولكنها فى الحقيقة غاضبة للغاية فقال (عمر) محاولا الاعتذار بلباقة مغيرا مجرى الحديث
-طب تحبى تشربى ايه ؟
نظرت حولها ثم قالت
-مش عارفة انا زهقانة عاوزة اروح
نظر لها وتحدث بنبرة حانية
-مكنش قصدى يا (سچى) غصب عنى بجد اكيييد مش هحب يعنى انك تقعدى فى النادى لوحدك
رأفت (سچى) بحاله قليلا ثم قالت
-المشكلة مش كده يا (عمر) المشكلة ان وقت ما بحتاجك بجد مش بلاقيك جنبى
قطب حاجبيه بعد فهم فإبتسمت (سچى) ببرود
-عصير ليمون هيقضى الغرض
ابتسم (عمر) قائلا
-وده عشان تهدى اعصابك منى ولا عشان تعصريه على نفسك وانتى قعدة معايا
لم تستطع (سچى) منع نفسها من الضحك فتحدث (عمر) قائلا
-فى الحالتين جتنى خيبة حقيقى
ظلت تضحك عليه فنظر لها وهو يقول
-تعرفى ان ضحكتك حلوة بجد
احمر وجه (سچى) ثم قالت
-الليمون يا بشمهندس
-برده ليمون !!
هزت رآسها بعناد فإبتسم لها ٠٠
*****************
جلست (يمنى) على الأرجوحة الخاصة بها فى الفيلا وهى تشعر بالسعادة حتى اتى (سيف) من خلفها واقترب من اذنها وهو يقول
-وحشتينى اوووى
انتفضت (يمنى) قليلا ثم نظرت له وهى تقول
-خضتنى يا (سيف)
ابتسم لها (سيف) وهو يقول
-مش قادر اصدق ان (أكمل) عفى عنى وسافر بدالى وانا قاعد جنبك يا صغنن انت
تنهدت (يمنى) بإسى
-اعتقد ان (أكمل) عمل كده عشان يغير جو انت عارف اللى حصله
هز (سيف) رأسه بتفهم
-اى حد مكان (أكمل) يتجنن يا (يمنى) حبيته تموت وبعدين يكتشف انها خاينة
قالت (يمنى) بجدية
-هى ماتت يا (سيف) ميجوزش عليها الا الرحمة
-المشكلة انه مكنش باين عليها
-فعلا
فنظر لها (سيف) وهو يقول
-اجنا قلبناها دراما كده ليه ٠٠ بقولك ايه يا صغنن انا جاى اصلا اجيب ملف من المكتب وكشرى بيه لو جاه وشافنى جنبك هيدينى طريحة ويبلغ دراكولا وانا مش اده بصراحة
ضحكت (يمنى) قائلة
-ياما نفسى اقول ل (أكمل) انك مسميه دراكولا
وضع (سيف) يده ع عنقه وهم يقول
-لا ابوس ايدك ٠٠ حكم ايده دى مرزبة ٠٠ مرزبة
وكاان يقلد صوت (عادل امام) فضحكت (يمنى) عليه ٠٠
*****************فى تمام الساعة الثامنة مساءا دخلت (سچى) المنزل وهى تشعر بالسعادة وجدت (منير) بالأسفل يرمقها بنظرة غاضبة تحدث قائلا بصوت اچش
-الساعة كم يا استاذة ؟
انتفضت (سچى) رعبا اثر صوته والقت بحقيبتها ع الأرضية ثم ابتلعت ريقها ثم قالت
-8 يا (منير) حصل ايه ؟
قال بغضب
-وانا مش قايلك مترجعيش بعد 6 ولا عشان (يوسف) سافر هتدورى على حل شعرك
احتدت نظراتها له وهى تقول
-انا كنت مع (عمر) خطيبى وهو وصلنى لحد هنا انت قولتلى مترجعيش لوحدك بعد 6 لكن انا كان معايا راجل
ابتسم (منير) بسخرية قائلا
-راجل اوووى الصراحة
صرخت (سچى) فى وجهه قائلة
-(منييييييير) مسمحلكش
اقترب (منير) منها بضع خطوات وهو يقول
-هشششششش صوتك يوطى يا هانم ولو مبتعرفيش تكلمى رجالة اعلمك تكلميهم ازاى مادام متعلمتيش قبل كده تبقى مع راجل بجد
لم تتحمل (سچى) كلماته تلك فلمعت عيناه بالدموع التى تحبسها بالداخل ثم قالت
-انت ليه بتعمل معايا كده ٠٠ عملت فيك ايه ليه كل ما ابتدى اشوف حياتى تظهر قدامى وتفكرنى انك جوايا ومستحيل امحيك براجل تانى ارجوك اطلع بارة ٠٠ بارة قلبى نهائى
مسحت دموعها وهى تركض نحو الدرج بينما ظل (منير) مدهوشا مما سمع وقف لعدة ثوان كتمثال لا يرمش حتى ٠٠
نظر حوله ليجدها قد انصرفت ابتلع ريقه ثم اخرج من جيبه علبة سجائره المحشوة وتمتم قائلا
-الله يخرب بيتك يا (حازم) ٠٠ الصنف ده عالى اوووى ٠٠ عالى ايه ده مغشوش تهيئات عظيمة بجد ٠٠
ثم نظر ووجد حقيبة يد (سچى) ع الأرضية ٠٠
ضرب وجنته بخفة منبها نفسه
-يخرب بيتك يا (حازم)
ثم اثنى ظهره ليلتقط الحقيبة ووقف مرة اخرى وهو يشعر بإنه ممسك بها بالفعل ثم ردد بذهول
-ده مش حشيش بقى ٠٠ ده حقيقة ٠٠
*******************
مر خمس ايام اخرين كانت تتجنب (سچى) الجلوس مع (منير) هو ايضا شعر بإنه يجب ان يكف عن الحديث مع تلك الطائشة فهو لم يتخيل يوما انها تنظر له على اساس انه حبيبها فقد شك اكثر من مرة من نظراتها وحديثها ولكنه حينما سمع وتأكد اصبح شعوره مختلف تماما فتجنب الحديث معاها ٠٠
كان (أكمل) يعمل فى الغردقة كما يعمل (يوسف) هو الأخر واذا تقابلوا مصادفة كان (أكمل) يتهرب دوما من (يوسف) ومازال (يوسف) يجهل تماما سر تلك الكراهية التى يكنها له (أكمل) ٠٠
قرر (يوسف) العودة بطائرته الخاصة إلى القاهرة بعد إن انهى عمله واتفق مع (نورهان) انه سيقابلها بعد وصوله مباشرة ٠٠
قررت (نورهان) الذهاب مرة اخرى إلى (فريدة) لكى ترى كيف اصبح حالها طوال ذلك الآسبوع عندما دخلت القصر ابتسمت (سعاد) المربية الخاصة ب (فريدة) وقالت
-ازيك يا بنتى ؟ (فريدة) الحمد لله اتحسن بعد زيارتك والغريب انها سألت عليكى كذا مرة
ابتسمت (نورهان) ثم قالت
-ده بجد بقى ؟ّ ٠٠ ده كويس جدا (شريف) بلغنى بكلامك وكنت سعيدة جدااا بالتغير اللى حصل ده انا طالعة اشوف اخبرها بقى
-ماشى يا بنتى
صعدت (نورهان) الدرج ثم اتجهت نحو غرفة (فريدة) طرقت باب الغرفة سمعت صوت (فريدة) من الداخل
-ادخل
فتحت (نورهان) باب الغرفة ثم قالت
-ازيك يا ديدة ؟ ّتسمحيلى ادلعك
ابتسمت (فريدة) ثم قالت
-ايوة ممكن طبعا ٠٠ انتى مجتيش ليه على طول
نظرت (نورهان) إلى فقد استردت حيويتها قليلا كم ان (فريدة) كانت ممسكة بكتاب يبدو وانها تقرء شئ ما فإبتسمت (نورهان) قائلة
-فى تغير حصل اهو اينعم لسه شوية عشان تستردى جمالك انا شفت صورة ليكى ورهانى (شريف) تخبلى
قطبت (فريدة) حاجبيها وهى تقول
-(شريف) !!! مش عاوزة اسمع اسمه وانصحك متقبليهوش ده بتاع ستات
-بس ده جوزك يا (فريدة)
-طلبت منه الطلاق ورفض مش عاوز يسبنى
جلست (نورهان) أمام (فريدة) وهى تقول
-تفتكرى ليه ؟!
نظرت (فريدة) بشرود ثم قالت
-هو عاوز بنت خام بنت محترمة تشيل اسمه زى كل راجل غشاش انانى ميهموش غير نفسه وبس
قالت (نورهان) بتفكير
-يمكن ٠٠ عموما شافك ؟
هزت (فريدة) رأسها نافية وهى تقول
-لا طبعا دادة بتقولى انه بيجى بس برفض اقابله ٠٠ صحيح اسمك ايه ؟
-(نورهان)
-اسمك جميل بس اوحش حاجة فيكى انك معرفة (شريف)
ابتسمت (نورهان) قليلا ثم قالت
-موحشكيش الخروج بارة القصر
نظرت لها (فريدة) بريبة ثم وقفت واعطت لها ظهرها وقالت
-انتى زيك زى اللى قبلك جاية عشان تخرجينى مش كده اطلعى بااارة مانتى مجيبه لازم تبقى زيه
ثم التفت لها (فريدة) وهى تنظر فى وجهها ورفعت اصبعها السبابة قائلة
-انا مش غبية ولا ساذجة مش عاوز اشوف وشك تانى
ابتلعت (نورهان) ريقها ثم قالت
-ممكن تهدى
قالت (فريدة) بغضب
-مش هتزفت سبينى وامشى
تجدثت (نورهان) مبررة
-انتى فهمتى غلط ٠٠ ممكن تبطلى تسرع
مسكت (فريدة) رأسها وجلست ع مقعد ما وهى تقول
-انا قلت انى مش ساذجة صح لا انا ساذجة وعبيطة وهبلة وبيضحك عليا بس تعبت تعبت مبقتش عارفة اتصرف
جلست (نورهان) ع الأرضية مقابل مقعدها وهى تمسح دموع (فريدة)
-انتى مش كده صدقينى انتى مش كده هقولك سيبك خالص من انى دكتورة ومن انى من طرف (شريف)
نظرت لها (فريدة) بعدم فهم فتابعت (نورهان)
-احنا صحاب مش كده ؟
لم تجب (فريدة) عليها فإبتلعت (نورهان) ريقها ثم قالت
-بصى مش هنكر ان نفسى اخرجك بارة القصر بس ده لنفسك مش لحد تانى قولتلك سواء (شريف) خاين او مش خاين لنفسه لازم تواجهى لازم تقابليه وتشوفى حل ولازم يشوفك مش مكسورة بسببه انت قوية بيه او من غيره قولتلك لازم يندم حتى لو مش عاوزة ترجعى ليه منفسكيش تشوفيه ندمان
هزت (فريدة) رأسها بالإيجاب فإبتسمت (نورهان) قائلة
-يبقى تسمعى كلامى
-اللى هو ايه ؟
-هنسافر نغير جو فى اى حتة طبعا (شريف) لما يعرف انك خرجتى بارة القصر وبارة اوضتك هيجى جرى وراكى عشان يشوفك ساعتها لازم يشوف (فريدة) تانية خااالص (فريدة) القوية الجميلة الجذابة اللى اى راجل يتمنى منها نظرة
لمعت عينان (فريدة) بفرحة فهى تعرف غيرة (شريف) عليها فإن وجد رجل ينظر لها اعجبا سيقتله حتما دون تفكير فكم ودت ان يشعر بما شعرت به حينما رأته مع تلك العميلة ثم تحدثت بهدوء
-هتسفرينى فين ؟!
ابتسمت (نورهان) ثم قالت
-ظبطى نفسك وحالك وانا وانتى هنسافر فى اقرب وقت إن شاء الله يومين وهبلغك
هزت (فريدة) رأسها بتفهم
****************جلس (يوسف) فى مطعم ما ينتظر وصول (نورهان) وبعد عشر دقائق كانت قد وصلت (نورهان) التى ما إن رأته قالت وهى تجلس
-حمدالله علة السلامة
ابتسم (يوسف) وهو ينظر لها بشوق
-اخيرا شوفتك وحشتينى اوووى
-بكااش اووووى
فقال (يوسف) دون تفكير
-بس بحبك اووووى
اتسعت عينان (نورهان) بشدة واصابها الفواق ٠٠
-مستنية ايه ارمى نفسك ؟
اتسعت عينان (فريدة) فإبتسمت (نورهان) قليلا ثم قالت
-انتى انسانة متدينة يا (فريدة) مستحيل تنتحرى وانتى عارفة انه حرام مش هتضيعنى دنيتك واخرتك يعنى
ابتلعت (فريدة) ريقها ثم قالت
-انتى عاوزة ايه معنديش قدرة انى اتكلم
هزت (نورهان) كتفاها بلا مبالاة
-ومين قالك انى عاوزكى تتكلمى
اضيقت عينان (فريدة) وهى تقول
-بقولك ايه يا انتى اخرجى بارة انا مش قادرة اتكلم
لم تستطع (فريدة) الوقوف اكثر من ذلك فخارت قواها وجلست على الأرضية بضعف فتحدثت (نورهان) قائلة
-عارفة انتى هبلة اصلا
نظرت لها (فريدة) بضيق وبوهن واضح على ملامح وجهها فتابعت (نورهان) موضحة
-لسه بتصلى ولا بطلتى صلاة ؟ اعتقد لسه والا كنتى انتحرتى من بدرى
هزت (فريدة) رأسها بالإيجاب فتابعت (نورهان)
-بس اعتقد مش بتقرى قرآن ولا كتب زى الاول صح ؟
نظرت لها (فريدة) بضيق
-انتى عاوزة ايه انا مش فايقة مش قلتى مش جاية تتكلمى
قالت (نورهان) ببرود
-وهو انا قولتلك (شريف) برئ ولا اطلعى وشوفى رجالة تانى بالعكس القصر هنا تحفة جداا واوضتك جميلة اوووى اوووى بقى ٠٠ عموما انا مش هقعد بس جاية اقولك كلمة واحدة انا قلت للمربية بتاعتك انها تجبلك اكل
قالت (فريدة) بغضب
-يوووه مش عاوزة اكل
قالت (نورهان) بنفس برودها
-ارجوكى متقاطعنيش ٠٠ انتى شايفة انه خاين صح ؟
لم تجب (فريدة) واشاحت وجهها للأتجاه الاخر فتابعت (نورهان)
-بصى انا عرفت ان اكلتك ضعيفة ويمكن مش بتاكلى خااالص وده باين عليكى اوووى المهم ٠٠ انا مش عاوزكى تخرجى بارة الاوضة دى الرجالة فعلا وحشين يا (فريدة) وخاينين تعرفى انا كمان فى رجالة بيعاملونى وحش انتى احسن ليكى انك تقعدى فى اوضتك دى بس ارجعى زى زمان زى قبل ما تعرفى (شريف) مش انتى بتقولى انه خانك ٠٠ خانك وانا سمعت انك جميلة اوووى وباين عليكى بس انتى خسيتى اوووى وبقيتى ضعيفة لازم ترجعى زى الاول لازم يندم لازم تبقى قوية وتواجهى اول حاجة لازم تعمليها تزبطى وزنك ووشك اللى خس ده انا هجيلك تانى بس مضطرة امشى
وذهبت نحو الباب فقالت (فريدة)
-ثانية واحدة
ابتسمت (نورهان) ابتسامة جانبية ثم التفت لها وهى تقول
-ايوة
-هو (شريف) مقالكيش انه برئ زى اللى قبلك
ابتسمت (نورهان) ثم قالت
-بصراحة قال انه برئ
نظرت لها (فريدة) بشك وهى تقول
-مش بتدافعى عنه ليه طيب ؟
هزت (نورهان) كتفاها بلا مبالاة
-هو قال انه برئ بس انا معرفش لازم اسمع منك واعرف انتى شايفاه خاين ليه مش يمكن يطلع خاين فعلا
ابتسمت (فريدة) قليلا فقالت (نورهان)
-هجيلك تانى إن شاء الله
****************بعد إن عادت (سچى) من جامعتها إلى المنزل كانت ستدخل باب الفيلا اصطدمت ب (منير) نظر فى عيناها قائلا
-انتى خرجتى النهاردة ؟
عادت للخلف خطوة واحدة حتى لا تصطدم به اكثر ثم قالت
-(يوسف) صحانى الصبح عشان اروح الجامعة ومكنش ينفع خالص يا (منير) انى اعترض او اقوله انى مرهقة انت عارف (يوسف) بيقلق عليا اد ايه ؟
هز رأسه بتفهم ثم قال
-مفيش خروج ليكى بعد كده بعد الساعة 6 المغرب واخر وقت ترجعى فيه للبيت يكون 6 فاهمة
ابتسمت (سچى) بسعادة وشعرت انه بدء يهتم بها قليلا سمعت صوت هاتفها فإخرجت الهاتف وجدت ان (عمر) من يتصل شعرت بضيق ثم نظرت إلى (منير) فقالت لكى تختبر مشاعره
-ده (عمر) خطيبى اللى بيتصل
تحدث ببرود وهز كتفاه بلا مبالاة
-ماشى ٠٠ عن اذنك انا خارج
اتجه (منير) نحو الخارج فشعرت (سچى) بخيبة امل كبيرة فدائما ما يبعد عنها بخطوة واحدة حتى لو اقتربت هى سيظل هو يبتعد ٠٠
نكست رآسها لأسفل وهى تشعر بالضيق واتجهت نحو الدرج لتصعد غرفتها ٠٠
****************
جلست (نورهان) مع صديقتها (رحمة) فى شقتها الخاصة فتحدثت (رحمة) وهى تقول
-اخبار چو ايه ؟
عوجت (نورهان) فمها قليلا
-مش عارفة بقاله كم يوم مش بيسأل حاسة انى مضايقة اوووى ومكسوفة اتصل بيه هيقول عليا ايه
فكرت (رحمة) قليلا
-طب ادخلى ع الفيس شوفيه لو اون لاين كلميه
انزلت كتفاها لأسفل بخيبة امل وهى تقول
-هو مش عندى على الفيس
رفعت (رحمة) حاجبها بعدم تصديق وهى تقول
-انتى بتتكلمى جد بقالك كل ده عارفاه ومش عندك الاكونت بتاعه
-ماهو كان بيسأل عليا يا (رحمة) مكنش مدينى فرصة احس انه وحشنى فجاءة اتقطعت اخباره
-طب ما يمكن عيان ولا حاجة
شعرت (نورهان) بالقلق
-انتى بتقولى ايه ؟! عيان !! ياا خبر
ابتسمت (رحمة) وهى ترى القلق فى عيون صديقتها
-انا بقول يمكن
امسكت (نورهان) هاتفها ثم قالت بتفكير
-اكيد اسمه على الفيس (يوسف البلتاجى) مش معقول يكون مسمى نفسه انا چو ولا چو الخطير مثلا
اطلقت (رحمة) ضحكة صاخبة ثم قالت
-يخرب بيت فقرك يا نورا ٠٠ اعملى سيرش وورينى
بحثت (نورهان) عنه من خلال رقم هاتفه ووجدت الصفحة الشخصية له امامها ابتسمت قليلا وهى تفتح صورته فقد اشتاقت إلى ملامح وجهه فوغزتها (رحمة) فى رسغها
-اعمليله ادد وبطلى شغل نحنحة
نظرت لها بضيق
-طيب طيب
ارسلت له طلب صداقة ثم تركت هاتفها بجانبها ونظرت ل (رحمة) وهى تقول بنبرة قلقة
-ممكن يكون تعبان بجد
هزت (رحمة) رأسها بإسى وهى تقول
-الرحمة يااارب ٠٠
******************كان (أكمل) فى غرفته يأخذ بعض اغراضه المهمة فسمع صوت احدهم يطرق باب الغرفة فقال
-ادخل
دلفت (يمنى) إلى الداخل وهى تقول
-خلاص كده مسافر ؟! انا مكنتش عاوزك تسافر يا عمو
هز رأسه بإسى ثم قال
-اه لو تبطلى عمو دى هتبقى الحياة فل
رفعت (يمنى) احدى حاجبيها وهى تقول
-فل!! انت مين يا (أكمل)
قطب (أكمل) حاجبيه ثم قال
-بذمتك زعلانة انى هسافر ده انتى اتلاقيكى هتزقططى من جو مانا هسافر عشان حبيب القلب يجى
احمر وجه (يمنى) قليلا
-وبعدين معاك بقى
تحدث (أكمل) بجدية
-بصى يا (يمنى) انا صحيح مسافر اليومين دول عشان فعلا (سيف) تعب بس ٠٠ بس ده مش معناه انك تزيطى فيها الكلام يبقى بحدود وانا هخلى (عمر) رقيب عليكى فى غيابى
ابتسمت (يمنى)
-ما مرات عمو هنا
ابتسم (أكمل) بسخرية
-ده انا بشوفها صدفة بلاش نضحك ع بعض و (دولت) هانم زى مانتى عارفة حفلات وسهرات عند صحبتها معظم الوقت هى اه بتقعد معانا بس مش هتراقبك ال 24 ساعة
قالت (يمنى) مطمئنة إياه
-متخافش انا ب 100 راجل واعرف اوقف سيفو عند حده كويس
هز (آكمل) رآسه بإسى وهو يقول
-سيفو !!! لا ده انتى حالتك بتزداد خطورة اتلكك ومسافرش وانا عاوز مسافرش
ضحكت (يمنى) وهى تقول
-حرام عليك يا عمو الواد متمرمط سفريات ريحه شوية
تحدث (أكمل) مصطنع الضيق
-محدش مظلوم فى الليلة دى ادى
ضحكت (يمنى) بعد ان فهمت ما يرمى إليه بإنه لا يوجد لديه حبيبة ثم ضربت كتفاها بكتفه قائلة
-ده انت الستات بتترمى تحت رجلك يا كيمو بقى حد يشوف العيون العسلى ولا الغمزات اللى عندك دى وميقعش فى غرامك متسلفهوملى الله يخليك
عدل (أكمل) من ياقة قميصه وهو يقول بفخر
-بعينك
عوجت فمها بتذمر وهى تقول
-ماشى يا هندسة
-امشى يا بت من قدامى جبتيلى العصبى
ضحكت (يمنى) وخرجت من غرفته وظل (أكمل) يرتب فى حقيبته مرة اخرى ٠٠
***************
فى المساء بعد إن انتهت (نورهان) من عملها ذهبت إلى بيت خالتها وكانت تتناول معها طعام العشاء على المائدة وهى تقول
-انا قدامى يا خالتو حالة مريضة عندى نفسى اوووى اعالجها ادعيلى يا خالتو
قالت (سلوى) بإبتسامة
-ربنا يوفقك يا بنتى
ثم نظرت (سلوى) لها بحنان وهى تقول
-تعرفى يا (نورهان) وجودك خفف عنى حاجات كتيرة اووووى انا لو كنت عايشة لوحدى كان زمانى مت بعد (نرمين) انا بشوفك كإنى بشوفها انتى شباهها اووى يا بنتى
وقفت (نورهان) عن مقعدها ثم اقتربت من (سلوى) وقبلت رأسها وهى تقول
-طبعا انتى امى مش مجرد خالة انا امى الله يرحمها بس انتى عايشة يا خالتو
ابتسمت (سلوى) وملست ع شعر (نورهان) بحنان
-ربنا يطمنى عليكى
بادلتها (نورهان) ابتسامة حنونة ٠٠
ثم وقفت (نورهان) لتلملم اطباق الطعام لكى تغسلها وما إن انتهت حتى ذهبت إلى غرفتها فجلست على الفراش وامسكت هاتفها وقامت بفتح صفحتها الشخصية على موقع التواصل الأجتماعى فوجدت ان (يوسف) قد قبل صداقتها شعرت بسعادة ثم وجدت رسالة منه عبر تطبيق الماسنچر الخاص بموقع الفيس بوك قامت بفتح الرسالة
(مش مصدق اخيراا سألتى عليا)
نظرت لتلك الرسالة وشعرت بالضيق قليلا محدثة نفسها
-يعنى هو كويس اهو مفيهوش حاجة اماال مكنش بيسأل ليه
ثم قامت بكتابة رسالة فحواها
(انا برده اللى مش بسأل ولا انت قطعت لوحدك كده
(انا معذور يا (نورهان) مش فى القاهرة سافرت امبارح من الصبح وعندى شغل كتير فى الغردقة وتقريبا انا كل شوية بين القاهرة والغردقة)
(اهاااا ٠٠ وهترجع امتى ؟)
(إن شاء الله كمان اسبوع)
(تمام اكيد هقابلك إن شاء الله)
(أكيد بإذن الله هكلمك لما اوصل)
(تمام اوووى)
وضعت هاتفها بجانبها ع الفراش وهى تشعر بالسعادة ٠٠
*****************مر يومان لم يحدث بهم أى جديد ٠٠
طلب (عمر) مقابلة (سچى) فى النادى جلست (سچى) على منضدة ما بالنادى نظرت للساعة وجدت إن الوقت قد تأخر و (عمر) لم يآتى بعد زفرت بضيق وهى تحدث نفسها قائلة
-لما هو مش فاضى كده طلب يقابلنى ليه من اصله ؟! مكنش يحدد ميعاد بقى
وماهى الا دقائق حتى وجدته قادم فتحدث بنبرة متأسفة وهو يجلس على المقعد المقابل لها
-اسف بس فى عميل رخم اخرنى مكنتش متخيل انى هتأخر معاه اووى كده
زفرت (سچى) بتأفف ثم اصطنعت انها تقدر موقفه ولكنها فى الحقيقة غاضبة للغاية فقال (عمر) محاولا الاعتذار بلباقة مغيرا مجرى الحديث
-طب تحبى تشربى ايه ؟
نظرت حولها ثم قالت
-مش عارفة انا زهقانة عاوزة اروح
نظر لها وتحدث بنبرة حانية
-مكنش قصدى يا (سچى) غصب عنى بجد اكيييد مش هحب يعنى انك تقعدى فى النادى لوحدك
رأفت (سچى) بحاله قليلا ثم قالت
-المشكلة مش كده يا (عمر) المشكلة ان وقت ما بحتاجك بجد مش بلاقيك جنبى
قطب حاجبيه بعد فهم فإبتسمت (سچى) ببرود
-عصير ليمون هيقضى الغرض
ابتسم (عمر) قائلا
-وده عشان تهدى اعصابك منى ولا عشان تعصريه على نفسك وانتى قعدة معايا
لم تستطع (سچى) منع نفسها من الضحك فتحدث (عمر) قائلا
-فى الحالتين جتنى خيبة حقيقى
ظلت تضحك عليه فنظر لها وهو يقول
-تعرفى ان ضحكتك حلوة بجد
احمر وجه (سچى) ثم قالت
-الليمون يا بشمهندس
-برده ليمون !!
هزت رآسها بعناد فإبتسم لها ٠٠
*****************
جلست (يمنى) على الأرجوحة الخاصة بها فى الفيلا وهى تشعر بالسعادة حتى اتى (سيف) من خلفها واقترب من اذنها وهو يقول
-وحشتينى اوووى
انتفضت (يمنى) قليلا ثم نظرت له وهى تقول
-خضتنى يا (سيف)
ابتسم لها (سيف) وهو يقول
-مش قادر اصدق ان (أكمل) عفى عنى وسافر بدالى وانا قاعد جنبك يا صغنن انت
تنهدت (يمنى) بإسى
-اعتقد ان (أكمل) عمل كده عشان يغير جو انت عارف اللى حصله
هز (سيف) رأسه بتفهم
-اى حد مكان (أكمل) يتجنن يا (يمنى) حبيته تموت وبعدين يكتشف انها خاينة
قالت (يمنى) بجدية
-هى ماتت يا (سيف) ميجوزش عليها الا الرحمة
-المشكلة انه مكنش باين عليها
-فعلا
فنظر لها (سيف) وهو يقول
-اجنا قلبناها دراما كده ليه ٠٠ بقولك ايه يا صغنن انا جاى اصلا اجيب ملف من المكتب وكشرى بيه لو جاه وشافنى جنبك هيدينى طريحة ويبلغ دراكولا وانا مش اده بصراحة
ضحكت (يمنى) قائلة
-ياما نفسى اقول ل (أكمل) انك مسميه دراكولا
وضع (سيف) يده ع عنقه وهم يقول
-لا ابوس ايدك ٠٠ حكم ايده دى مرزبة ٠٠ مرزبة
وكاان يقلد صوت (عادل امام) فضحكت (يمنى) عليه ٠٠
*****************فى تمام الساعة الثامنة مساءا دخلت (سچى) المنزل وهى تشعر بالسعادة وجدت (منير) بالأسفل يرمقها بنظرة غاضبة تحدث قائلا بصوت اچش
-الساعة كم يا استاذة ؟
انتفضت (سچى) رعبا اثر صوته والقت بحقيبتها ع الأرضية ثم ابتلعت ريقها ثم قالت
-8 يا (منير) حصل ايه ؟
قال بغضب
-وانا مش قايلك مترجعيش بعد 6 ولا عشان (يوسف) سافر هتدورى على حل شعرك
احتدت نظراتها له وهى تقول
-انا كنت مع (عمر) خطيبى وهو وصلنى لحد هنا انت قولتلى مترجعيش لوحدك بعد 6 لكن انا كان معايا راجل
ابتسم (منير) بسخرية قائلا
-راجل اوووى الصراحة
صرخت (سچى) فى وجهه قائلة
-(منييييييير) مسمحلكش
اقترب (منير) منها بضع خطوات وهو يقول
-هشششششش صوتك يوطى يا هانم ولو مبتعرفيش تكلمى رجالة اعلمك تكلميهم ازاى مادام متعلمتيش قبل كده تبقى مع راجل بجد
لم تتحمل (سچى) كلماته تلك فلمعت عيناه بالدموع التى تحبسها بالداخل ثم قالت
-انت ليه بتعمل معايا كده ٠٠ عملت فيك ايه ليه كل ما ابتدى اشوف حياتى تظهر قدامى وتفكرنى انك جوايا ومستحيل امحيك براجل تانى ارجوك اطلع بارة ٠٠ بارة قلبى نهائى
مسحت دموعها وهى تركض نحو الدرج بينما ظل (منير) مدهوشا مما سمع وقف لعدة ثوان كتمثال لا يرمش حتى ٠٠
نظر حوله ليجدها قد انصرفت ابتلع ريقه ثم اخرج من جيبه علبة سجائره المحشوة وتمتم قائلا
-الله يخرب بيتك يا (حازم) ٠٠ الصنف ده عالى اوووى ٠٠ عالى ايه ده مغشوش تهيئات عظيمة بجد ٠٠
ثم نظر ووجد حقيبة يد (سچى) ع الأرضية ٠٠
ضرب وجنته بخفة منبها نفسه
-يخرب بيتك يا (حازم)
ثم اثنى ظهره ليلتقط الحقيبة ووقف مرة اخرى وهو يشعر بإنه ممسك بها بالفعل ثم ردد بذهول
-ده مش حشيش بقى ٠٠ ده حقيقة ٠٠
*******************
مر خمس ايام اخرين كانت تتجنب (سچى) الجلوس مع (منير) هو ايضا شعر بإنه يجب ان يكف عن الحديث مع تلك الطائشة فهو لم يتخيل يوما انها تنظر له على اساس انه حبيبها فقد شك اكثر من مرة من نظراتها وحديثها ولكنه حينما سمع وتأكد اصبح شعوره مختلف تماما فتجنب الحديث معاها ٠٠
كان (أكمل) يعمل فى الغردقة كما يعمل (يوسف) هو الأخر واذا تقابلوا مصادفة كان (أكمل) يتهرب دوما من (يوسف) ومازال (يوسف) يجهل تماما سر تلك الكراهية التى يكنها له (أكمل) ٠٠
قرر (يوسف) العودة بطائرته الخاصة إلى القاهرة بعد إن انهى عمله واتفق مع (نورهان) انه سيقابلها بعد وصوله مباشرة ٠٠
قررت (نورهان) الذهاب مرة اخرى إلى (فريدة) لكى ترى كيف اصبح حالها طوال ذلك الآسبوع عندما دخلت القصر ابتسمت (سعاد) المربية الخاصة ب (فريدة) وقالت
-ازيك يا بنتى ؟ (فريدة) الحمد لله اتحسن بعد زيارتك والغريب انها سألت عليكى كذا مرة
ابتسمت (نورهان) ثم قالت
-ده بجد بقى ؟ّ ٠٠ ده كويس جدا (شريف) بلغنى بكلامك وكنت سعيدة جدااا بالتغير اللى حصل ده انا طالعة اشوف اخبرها بقى
-ماشى يا بنتى
صعدت (نورهان) الدرج ثم اتجهت نحو غرفة (فريدة) طرقت باب الغرفة سمعت صوت (فريدة) من الداخل
-ادخل
فتحت (نورهان) باب الغرفة ثم قالت
-ازيك يا ديدة ؟ ّتسمحيلى ادلعك
ابتسمت (فريدة) ثم قالت
-ايوة ممكن طبعا ٠٠ انتى مجتيش ليه على طول
نظرت (نورهان) إلى فقد استردت حيويتها قليلا كم ان (فريدة) كانت ممسكة بكتاب يبدو وانها تقرء شئ ما فإبتسمت (نورهان) قائلة
-فى تغير حصل اهو اينعم لسه شوية عشان تستردى جمالك انا شفت صورة ليكى ورهانى (شريف) تخبلى
قطبت (فريدة) حاجبيها وهى تقول
-(شريف) !!! مش عاوزة اسمع اسمه وانصحك متقبليهوش ده بتاع ستات
-بس ده جوزك يا (فريدة)
-طلبت منه الطلاق ورفض مش عاوز يسبنى
جلست (نورهان) أمام (فريدة) وهى تقول
-تفتكرى ليه ؟!
نظرت (فريدة) بشرود ثم قالت
-هو عاوز بنت خام بنت محترمة تشيل اسمه زى كل راجل غشاش انانى ميهموش غير نفسه وبس
قالت (نورهان) بتفكير
-يمكن ٠٠ عموما شافك ؟
هزت (فريدة) رأسها نافية وهى تقول
-لا طبعا دادة بتقولى انه بيجى بس برفض اقابله ٠٠ صحيح اسمك ايه ؟
-(نورهان)
-اسمك جميل بس اوحش حاجة فيكى انك معرفة (شريف)
ابتسمت (نورهان) قليلا ثم قالت
-موحشكيش الخروج بارة القصر
نظرت لها (فريدة) بريبة ثم وقفت واعطت لها ظهرها وقالت
-انتى زيك زى اللى قبلك جاية عشان تخرجينى مش كده اطلعى بااارة مانتى مجيبه لازم تبقى زيه
ثم التفت لها (فريدة) وهى تنظر فى وجهها ورفعت اصبعها السبابة قائلة
-انا مش غبية ولا ساذجة مش عاوز اشوف وشك تانى
ابتلعت (نورهان) ريقها ثم قالت
-ممكن تهدى
قالت (فريدة) بغضب
-مش هتزفت سبينى وامشى
تجدثت (نورهان) مبررة
-انتى فهمتى غلط ٠٠ ممكن تبطلى تسرع
مسكت (فريدة) رأسها وجلست ع مقعد ما وهى تقول
-انا قلت انى مش ساذجة صح لا انا ساذجة وعبيطة وهبلة وبيضحك عليا بس تعبت تعبت مبقتش عارفة اتصرف
جلست (نورهان) ع الأرضية مقابل مقعدها وهى تمسح دموع (فريدة)
-انتى مش كده صدقينى انتى مش كده هقولك سيبك خالص من انى دكتورة ومن انى من طرف (شريف)
نظرت لها (فريدة) بعدم فهم فتابعت (نورهان)
-احنا صحاب مش كده ؟
لم تجب (فريدة) عليها فإبتلعت (نورهان) ريقها ثم قالت
-بصى مش هنكر ان نفسى اخرجك بارة القصر بس ده لنفسك مش لحد تانى قولتلك سواء (شريف) خاين او مش خاين لنفسه لازم تواجهى لازم تقابليه وتشوفى حل ولازم يشوفك مش مكسورة بسببه انت قوية بيه او من غيره قولتلك لازم يندم حتى لو مش عاوزة ترجعى ليه منفسكيش تشوفيه ندمان
هزت (فريدة) رأسها بالإيجاب فإبتسمت (نورهان) قائلة
-يبقى تسمعى كلامى
-اللى هو ايه ؟
-هنسافر نغير جو فى اى حتة طبعا (شريف) لما يعرف انك خرجتى بارة القصر وبارة اوضتك هيجى جرى وراكى عشان يشوفك ساعتها لازم يشوف (فريدة) تانية خااالص (فريدة) القوية الجميلة الجذابة اللى اى راجل يتمنى منها نظرة
لمعت عينان (فريدة) بفرحة فهى تعرف غيرة (شريف) عليها فإن وجد رجل ينظر لها اعجبا سيقتله حتما دون تفكير فكم ودت ان يشعر بما شعرت به حينما رأته مع تلك العميلة ثم تحدثت بهدوء
-هتسفرينى فين ؟!
ابتسمت (نورهان) ثم قالت
-ظبطى نفسك وحالك وانا وانتى هنسافر فى اقرب وقت إن شاء الله يومين وهبلغك
هزت (فريدة) رأسها بتفهم
****************جلس (يوسف) فى مطعم ما ينتظر وصول (نورهان) وبعد عشر دقائق كانت قد وصلت (نورهان) التى ما إن رأته قالت وهى تجلس
-حمدالله علة السلامة
ابتسم (يوسف) وهو ينظر لها بشوق
-اخيرا شوفتك وحشتينى اوووى
-بكااش اووووى
فقال (يوسف) دون تفكير
-بس بحبك اووووى
اتسعت عينان (نورهان) بشدة واصابها الفواق ٠٠