روايات رومانسية

رواية دوامة عشق الحلقة 16


ظلت (نورهان) تنظر لتلك الورقة وهى لا تفهم شئ عوجت فمها ثم حدثت نفسها
-طب وده معناه ايه ؟ ومين اصلا ده ٠٠ وليه بيكلمنى انا ؟! يوووه انا هنزل اروح عند خالتو احسن بدل اللغبطة دى يمكن حد بيهزر ولا سخيف فايق ورايق ٠٠
**************
بعد إن علم (عمر) إن (سيف) سيسافر فى الغد قد عرض عليه إن يتناول العشاء معه ومعهم كلا من (يمنى) و (سچى) كما طلبت (سچى) من (عمر) إن تلك فرصة مناسبة لكى تتعرف على (يمنى) وإن الفتيات يتعرفون إلى بعضهم البعض بإسرع وقت ممكن ويستطيعون إن يكونوا افضل من اصدقاء العمر فى خمس دقائق فقط ٠٠
جلسوا على طاولة كبيرة وطلب (عمر) لهم الطعام كانت (يمنى) تجلس بجوار (سچى) وفى المقابل كلا من (سيف) و (عمر) وهم يتناولون طعام دهست (سچى) قدم (عمر) بحذائها ذو الكعب العالى عن قصد فنظر لها (عمر) متألما فحركت عيناها بإن يتحدث فيما اخبرته فإبتلع (عمر) ريقه ثم قال
-مش كنتى يا حبيبتى تفضلى قعدة فى البيت تذاكرى انتى عندك امتحان بعد بكرة إن شاء الله
ابتسمت (سچى) قليلا ثم قالت
-ده امتحان تافه وبعدين مش معقول يعنى يبقى فى فرصة نبقى فيها سوا وانا ارفض
ابتسم (عمر) قليلا فقالت (يمنى)
-اصل كشري بيه دحيح اوووى ميعرفش قيمة الكم ساعة قبل ليلة الأمتحان دى مفيدة اد ايه اعتقد عمره ما زنق نفسه فى مادة قبل الأمتحان
ضحك (سيف) قليلا ثم قال
-(عمر) ده عمره ما عرف يعنى ايه زنقة اصلا ده ليلة الامتحان من كتر ماهو حافظ المادة مكنش بيذاكر اصلا
نظر (عمر) بضيق ل (سيف)
-مانت طول عمرك فاشل متعرفش قيمة الوقت
ابتسمت (يمنى) وقالت
-بصراحة (عمر) فظيع فى شرحه بيبقى سهل كده خالص وبفهم منه مش زيك يا (سيف) خلينا صرحة
عوج (سيف) فمه بتذمر ثم قال
-انتى اصلا ناكرة للجميل ومهما اذاكر ليكى مش بتفهمى
ابتسمت (سچى) قليلا ثم قالت
-بصراحة بقى (عمر) فعلا شرحه حلوو اووى اصلى انا فى تجارة وساعات بحتاجه يشرح ليا حاجات بجد مش بفهم من الدكاترة زى ما بفهم منه
رفع (عمر) احدى حاجبيه فهو لم يشرح قط أى شئ ل (سچى) فنظرت (يمنى) لها ثم قالت
-فعلا شرحه تحفة
فنظر (سيف) بطرف عينه إلى (يمنى)
-طب هى بتحلى شكل خطيبها اهتمى انتى بحبيبك
ضحكت (يمنى) ثم قالت
-الحق حق يا سيفو ٠٠
عوج (عمر) فمه بضيق لأنها تلقبه بسيفو فلاحظت ذلك (سچى) ثم قالت
-(عمر) ٠٠ ممكن اطلب منك طلب
قال (عمر) ببرود
-نعم
قامت (سچى) بدهس قدمه مرة اخرى فتآلم (عمر) قاائلا
-ااا٠٠ ايوة يا حبيبتى
ابتسمت (سچى) وهى تضع يدها اسفل شعرها بدلال قائلة
-نفسى فى شيكولا اووووى ٠٠ روح جبلى
قال (عمر) محاولا الأبتسام
-ح٠٠ حاضر 
ثم نظر ل (سيف) قائلا
-هحاسب انا وبعدين نطلع بارة عشان نجيب اللى (سچى) عاوزه
-تمام
وماهى الا دقائق حتى اتى النادل فوضع (عمر) النقود فى الشيك ثم خرجوا سويا كانت (سچى) تتحدث مع (يمنى) قليلا وما إن لاحظت ان (عمر) و (سيف) يسبقوهم ببضغ خطواته حتى قالت (سچى) إلى (يمنى)
-ثوانى 
لم تنتظر ردها حتى اقتربت من (عمر) بصوت خافت وقالت
-بقولك ايه مش تجبلى شيكولا واحدة خليك چنتل وجبلى حاجات كتير
فقال (عمر) بعدم فهم
-ليه يعنى ؟
قالت (سچى) بضيق
-هبقى احاسبك يا معفن
توقف (عمر) عن السير ونظر لها مطولا فإبتلعت (سچى) ريقها بتوتر
-متزعلش كده ٠٠ انا بس عاوزها تحس انك چنتل ومش بخيل وكده
-مااشى
فقالت (سچى) بصوت منخفض
-اضحك شوية
-مش فاهم
-اضحك متبقاش قفل بقى اسمع الكلام وانت ساكت ولا وحشك كعب الجزمة
ضحك (عمر) بشدة على طريقة حديثها هنا نظرت لهم (يمنى) وعوجت فمها ثم قالت ل (سيف)
-هو ايه ده يا (سيف) بيوشوشوا بعض كده ليه ؟ هو مفيش احترام اننا معاهم خالص
هز (سيف) كتفاه بلا مبالاة ثم قال
-واحنا مالنا يا (يمنى)
زمت (يمنى) فمها بتذمر طفولى ثم حدثت نفسها قائلة
-وانا مالى فعلا
ثم نظرت إلى (سيف) وهى تقول
-تعالى نستناهم فى العربية
-تمام
استقل كلا من (سيف) و (يمنى) السيارة
وماهى الا دقائق حتى وجدت (يمنى) إن (عمر) آت مع (سچى) ومع (سچى) صندوق كبير يحتوى على الكثير من الحلوى وما إن استقلو السيارة حتى قال (عمر)
-اطلع الاول على بيت (سچى) ٠٠ عشان هى اتأخرت
قال (سيف) بإبتسامة
-شوفير اللى جابكوا انا ٠٠
قال له (عمر) بحدة
-اطلع من غير ما تبرطم
-طيب طيب
قاد (سيف) السيارة ثم قالت (سچى)
-بس كتييير ده اوووى يا حبيبى كل دى حلويات
نظر لها (عمر) بطرف عينه
-يااارب بس يقعدوا معاكى للصبح
شعرت (سچى) بالضيق وهى تقول
-يا رخم
هزت (يمنى) كتفاها بلا مبالاة ثم نظرت إلى الطريق من نافذة السيارة ٠٠
****************
ما إن وصلت (سچى) إلى فيلا (آل البلتاجى) حتى دخلت بصندوق إلى الداخل وجدت (منير) يجلس على اريكة ما بالآسفل فجلست بجواره على الأريكة ثم وضعت الصندوق على قدمها لتفتحه نظر لها (منير) بطرف عينه ولم يهتم ففتحت (سچى) الصندوق ونظرت للحلوي بالداخل وهى تقول
-وااااااو ٠٠ دى كل الشكولاتات اللى بحبها
سمعت صوت هاتفها فإخرجت الهاتف من حقيبة يدها ثم قامت بالرد على الهاتف وهى تقول
-ايوة يا حبيبى ٠٠ لا انا دخلت جو وفى البيت دلوقتى اطمن ٠٠ تصبح على خير يا حبيبى
نظر لها (منير) وهو لا يفهم وتمتم قائلا
-حبيبى !!
فنظرت (سچى) إلى (منير) وقالت ببرود تام
-ازيك يا مونى
رفع (منير) احدى حاجبيه ثم ابتسم و تذكر اخر مرة قالت له (مونى) عندما كان يشرب السيجار ولم تكن بوعيها ثم اضيقت عيناه وهو يقول
-مونى !! انتى كنتى فين يا (سچى) ؟
-كنت مع خطيبى
رفع (منير) احدى حاجبيه ثم قال
-خطيبك !!! هو ادالك ايه تشربيه اييه (مونى) دى
قالت وهى لا تفهم شئ
-ادانى ايه يعنى ايه مدنيش حاجة غير علبة الشيكولا دى كلها
ابتلع (منير) ريقه وصمت فقد ظن ان (عمر) اعطاها سيجارة ما تجعلها تهلوس ثم قامت (سچى) بإعطاء (منير) قطعة من الشكولا وهى تقول
-تاخد
نظر لها (منير) بضيق ثم قال
-انا طالع انام
شعرت (سچى) بالضيق وما إن وجدته صعد الدرج حتى ضربت قدمها عار الأرضية بضجر وهى تقول
-هتشوف يا (منير)
***************
بعد إن وصلت (نورهان) إلى منزل خالتها دخلت غرفتها وامسكت هاتفها وهى تنام على فراشها تقرأ فى رواية ما وهى مبتسمة كانت مندمجة بشدة فى الرواية حتى رأت إن (أكمل) قد يتصل وقطع عليها احد اهم مشاهد الرواية فمطت شفتاه بضيق ثم اجابت بإنزعاج
-الو
اجاب (أكمل) بهدوء
-انا اتصلت فى وقت مش مناسب انتى فى العيادة ؟
ابتلعت (نورهان) ريقها ثم قالت
-لا ٠٠ عموما خيير 
-انا هرجع القاهرة على بكرة الصبح بدرى كنت ناوى اجى بعد بكرة بس خليها بكرة احسن إن شاء الله و ٠٠ كنت بشوف ينفع اقابلك امتى ؟
-انا بابايا جاى بكرة من السفر إن شاء الله وهقعد معاه طول اليوم
-تمام
فسألته (نورهان)
-فاضى بعد بكرة إن شاء الله
-ايوة
-خلاص تيجى تتغدا معايا انا وخالتو وساعتها هشوف اى طريقة ندخل بيها اوضة (نرمين) من غير ما خالتو تحس
-تمام ٠٠ مع السلامة
-مع السلامة
اغلقت (نورهان) معه الهاتف ونظرت للهاتف وهى تقول
-قتل فضولى عن الرواية انا هنام كته القرف بجد ٠٠ مش بكرهه من شوية ٠٠
*****************
فى عصر اليوم التالى فى فيلا (آل البلتاجى) يتناولون طعام الغداء على مائدة الطعام جميهم فتحدث (رضا) قائلا والد (منير)
-(منير) انت هتنزل الشغل من بكرة فعلا
ابتلع (منير) ريقه قائلا
-ايوة يا بابا
شعرت (سچى) بسعادة كبيرة ولم تكن تصدق ما تسمعه ابدااا (منير) سيبدء عمل مع والداه وبمفرده دون ان يتحدث معه احدا ٠٠ شعرت بسعادة كبيرة 
نظر (يوسف) إلى (منير) بعدم تصديق
-انت هتشتغل يا (منير) معانا ؟
ابتلع (منير) ريقه ثم قال
-ايوة ٠٠ عند حضرتك اعتراض ولا حاجة ؟
هز (يوسف) كتفه بلا مبالاة
-هعترض ليه ؟!
نظر له والداه بضيق وهو يقول
-ياريت تعاملك مع (يوسف) يبقى بإحترام ياريتك يا أخى تبقى زيه او نصه حتى بدل مانت فاشل
ترك (منير) الطعام وهو يشعر بالضيق فنظر (يوسف) إلى عمه
-يا عمى بلاش الكلام ده ٠٠
زفر (رضا) بضيق فنهض (منير) عن الطعام وخرج ليجلس بالخارج ٠٠
كانت (سچى) تشعر بالحزن من أجل (منير) وبالضيق من حديث عمها معه ٠٠
****************
جلست (نورهان) تتنااول طعام الغداء مع والداها وخالتها وهى تشعر بسعادة كبيرة بعد إن عادوا من المطار سويا فتحدث والداها قائلا وهو يقول
-اخبارك ايه يا حبيبتى وشغلك ؟ ٠٠ مش ناوية تيجى تشتغلى معايا بقى يا (نورهان) وتسيبك من المجانين بتوعك
مطت (نورهان) شفتاها بعدم رضا
-(ماجد) انت عارف انا مليش فهم فى شغل الأستيراد والتصدير
تحدث والداها بحزن
-يعنى لما اموت يا بنتى مين هيمسك كل ده ؟
اجابت (نورهان) مسرعة
-بعد الشر عليك يا بابايا ٠٠ ليه السيرة دى طيب ؟
تحدث (ماجد) بجدية
-انا نفسى يا بنتى تشتغلى معايا وتشيلى معايا الحمل شوية
ثم نظر إلى خالتها قائلا
-ما تقنعيها يا (سلوى) ٠٠
نظرت (سلوى) إلى (نورهان) بحنان ثم قالت
-ابوكى معاه حق يا نورا 
قالت (نورهان) بضيق
-بس انا بحب شغلى ٠٠ مش حابة ابدل شغلى ارجوكوا افهمونى
شعر (ماجد) بضيق شديد ولاحظت ذلك (سلوى) فتحدثت قائلة
-طب بصى يا بنتى احنا نقسم البلد نصين زى ما بيقولوا
نظرت (نورهان) إلى خالتها بعدم فهم فإوضحت (سلوى) قائلة
-انتى كده كده عيادتك بليل ٠٠ ايه رآيك تروحى تشتغلى مع ابوكى الصبح ساعة ساعتين تتمرنى فيهم لحد ما تتعودى وتتعلمى الشغل وان معجبكيش الحال او حسيتى ان الشغل مش لطيف فكده كده انتى بتشتغلى اللى بتحبيه بس انا متأكدة إن شاء الله انك هتحبى الشغل ده
فكرت (نورهان) قليلا ثم قالت
-تمام موافقة
ابتسم (ماجد) ونظر إلى (سلوى) بإمتنان ٠٠
**************
بعد إن انتهى (عمر) من عمله وذهب إلى منزله امسك هاتفه وجد إن (سچى) قد قامت بالإتصال به وهو لم يرى فعاود الأتصال بها فجائه صوتها قائلة
-ايه يا بشمهندس سنة عشان ترد عليا
اجاب (عمر) مبررا
-معلش يا (سچى) كان عندى اجتماع ٠٠ خير فى ايه ؟ 
زفرت (سچى) بضيق ثم قالت
-مضايقة على (منير) اوووى يا (عمر)
فتحدث (عمر) قائلا
-بقولك ايه انا فاضى دلوقتى خاالض وتلحقى تلحقينى كده قبل ما انشغل واحكيلى كل حاجة عن سى (منير) بتاعك ده ٠٠
ظلت (سچى) تقص عليه الكثير من المواقف التى تحدث بينها وبين (منير) حتى إن انتهت بموقف عمها ذاك صمت (عمر) قليلا فتحدثت (سچى) قائلة
-ها روحت فين ؟
ابتلع (عمر) ريقه ثم قال
-بصى يا (سچى) انا عاوزك تفهمى بس حاجة (منير) ده انسان مش مناسب ليكى ٠٠ انتى بنت رقيقة وجميلة ومحترمة ومعندكيش خبرة كتير منكرش ان المواقف اللى حكتيها عنه بتقول انه رجولة وشهم بس بتاع ستات وبيشرب وبيحشش وفاشل ٠٠ قوليلى صفة واحدة يتحب عليها
شعرت (سچى) بالحزن ثم قالت
-بس راجل وشهم زى ما قلت ووقت ما بحتاجه بلاقيه جنبى ٠٠ عمره ما بصلى بصة وحشة رغم انى بنت عمه يعنى حتى لو لابسة حلو وشيك بيبص اعجاب اكتر من كده لأ ٠٠ يعنى دايما بحس ان علاقته ب (يوسف) متوترة ومش فاهمة ليه ٠٠ بس عمره ما عاملنى زى ما بيعامل (يوسف) ٠٠ عارف كمان مخلص ووفى فى حبه اه هو بتاع ستات بس مش عاوز واحدة تدخل جو قلبه غير (سهيلة) اللى معرفش سبب موتها دى ٠٠ انا بحبه يا (عمر) وانت قلت هتساعدنى
صمت (عمر) قليلا ثم قال
-طب خلاص تمام ٠٠ انتى على طول فى وشه حسب كلامك ولما بتشوفيه بتحسسيه انه سلطان زمانه وانتى مغرمة عاشقة ونفسك يحن عليكى بنظرة
قالت (سچى) معترضة
-مش دايما على فكرة
-بس هو خد الانطباع ده
انزلت كتفاها بخيبة امل وهى تقول
-طب اعمل ايه طيب ؟
-طنشيه ٠٠ ولا كأنه موجود ٠٠ فى مرة تبقى بتكلميه اغلطى فى اسمه وقولى اسم حد تانى حسسيه انه ماضى وكان ٠٠ والحاضر مهوش فيه ومش على بالك
لم تشعر (سچى) بالرضا من ذلك الكلام ثم قالت
-بس ده هيخليه يبعد عنى زيادة
تحدث (عمر) بثقة
-اسمعى كلامى تكسبى ٠٠
-اما نشوف ٠٠
******************
فى المساء ذهب (ماجد) إلى منزله القديم وطلبت منه (نورهان) إن تظل مع خالتها حتى لا تتركها وحيدا فإقتنع (ماجد) ولم يضغط عليها فى ان تأتى معه إلى المنزل ٠٠
***************
ذهب (عمر) إلى منزل (أكمل) ليتناول معهم طعام العشاء بعد إن طلب منه (أكمل) ذلك فوجدها (عمر) فرصة مناسبة لرؤية (يمنى) ٠٠
جلسوا حول مائدة الطعام يتناولون طعام العشاء فقال (عمر)
-دى (دولت) هانم متوصية بيك اوووووى اووووى بقى من ساعة ما رجعت
فتحدث (أكمل) بسعادة
-بطنى نشفت من المعلبات
قالت (يمنى) بعدم تصديق
-معلبات ايه يا هندسة انت هتهرج ولا ايه بقى اكل الفندق بتاعك عاوز تفهمنى انه مش 10 Stars على الاقل عشان يناسب مستوى (أكمل النصار)
ابتسم (أكمل) قائلا
-يا بت اتلمى ٠٠ عموما انا فقرى من يومى مبحبش اكل الفنادق ال 10 Stars وبحب اكل (دولت) هانم
نظرت له (دولت) بتعالى مصطنع
-تقصد ايه يا (أكمل)
تنحنح (أكمل) قائلا
-مقصدش يا حبيبتى ٠٠ اقصد ان فين وفين عقبال ما سياداك تتكرمى علينا وتحنى وتدخلى المطبخ وتبهرينا بطباختك
نظرت (دولت) لهم جميعا بضيق مصطنع
-طب ده احنا عندنا فى المطبخ شيف عالمى وعاوزيين تفهمونى انكوا بتملوا من اكله وبتشتاقوا لأكلى انا
نظرت (يمنى) إلى اعلى وهى تطلق صافرة بينما ابتسم (عمر) فإبتلع (أكمل) ريقه وقال
-زيادة الخير خيرين يا ام (أكمل)
هزت (دولت) رأسها بإسى وهى تقول
-ام (أكمل) !!! ٠٠ متقعدش تانى مع (سيف) يا حبيبى ده عامل زى المبيد الحشرى بيرش على الكل
ضحك الجميع وما إن انتهوا من تناول الطعام حتى جلس كلا من (أكمل) و (عمر) و (يمنى) فى الحديقة بالخارج فتحدثت (يمنى) قائلة
-لو نعرف انك لما تروح الغردقة هترجع كده فريش كنا سفرناك من زمان
تحدث (أكمل) قائلا
-مفيش حاجة بتفضل على حالها
-فعلا
فى تلك اللحظة سمع (أكمل) صوت هاتفه ينم عن وجود اتصال بخصوص عمله فإبتعد قليلا وهو يجيب ٠٠
فإستغل (عمر) تلك الفرصة ونظر إلى (يمنى)
-اخبارك ايه ؟ ٠٠ بتذاكرى كويس
نظرت له (يمنى) وقالت
-الحمد لله ٠٠ وانت ؟
-انا بخير الحمد لله ٠٠
نظر لها قائلا
-مفيش حاجة مش فاهمها
نظرت له (يمنى) نظرة جانبية ثم قالت
-كفاية عليك انك بتشرح لخطيبتك مش معقول هبقى انا وهى عليك ٠٠ لو احتاجت حاجة عمو عندى
نظر لها بضيق وصمت قليلا ثم قال
-بس انا دايما وقتى ملكك
ابتلع (عمر) ريقه وشعر بإن ثقل على قلبه قد انزاح قليلا بينما اتسعت عينان (يمنى) مما سمعت ثم نظرت إلى (عمر) وجدته يشعر بالتوتر فقالت بعدم تصديق
-انت قلت ايه ؟!
نظر لها فى عيناها بقوة وردد
-مسمعتيش ولا ايه
هزت رأسها نافية وهى تقول
-سمعت
ابتسم قليلا ثم قال
-اى وقت هتلاقينى جنبك ٠٠ وبعدين لازم تعرفى كويس انا مقبلش تفهمى من حد تانى غيرى فاااهمة ٠٠ لا (أكمل) ولا ٠٠ ولا سيفو
شعرت (يمنى) بتوتر كبير بينما ازدادت ابتسامة (عمر) وهو يراها بذلك التوتر وما إن اتى (أكمل) حتى تحدث (عمر) بإريحية مع (أكمل) شديدة وكإن شئ لم يكن وتلك المسكينة ظلت تنظر له بشرود دون إن تفهم ما قاله (عمر) للتو فإنه يحمل الكثير من المعانى ٠٠
******************
فى ظهيرة اليوم التالى كان قد اتى (أكمل) إلى منزل (سلوى) وجلس معها يتحدثون قليلا فى امور شتى فقد كانت (سلوى) تفتقده فى تلك الأيام الماضية نظر (أكمل) حوله فلم يجد (نورهان) فتوتر قليلا ثم قام بسؤال (سلوى)
-اومال دكتورة (ورهبان) فين كده ؟
اجابت (سلوى) قائلة
-زمانها جاية يا حبيبى ٠٠ اصل بابها طلب منها تشتغل فى الشغل بتاعه وهى اتفقت معاه انها هتنزل ساعتين فى اليوم تدرب معاه
هز (أكمل) رأسه بتفهم ثم تابع الحديث مع (سلوى) ٠٠
*****************
فى تلك الاثناء كان (يوسف) يجلس فى مكتبه وهو يشعر بضيق واختناق شديد فنظر له (كرم) بضيق ثم قال
-شكلك مضايق فى ايه ؟
تحدث (يوسف) بضيق
-من اخر مرة كلمتها يا (كرم) وهى مش عاوزة تكلمنى خلاص تعبت تعبت جداا ٠٠ هو المفروض ابقى عادى وهى بتقولى انها اتكلمت مع راجل تانى مش من حقى اغير ولا لازم ابقى راجل لامؤاخذة عشان اعجب
حاول (كرم) تهدئته قائلا
-فى بنات بتشوفها قلة ثقة ٠٠ وبعدين متديش المواضيع حيز اكبر من حجمها
-يعنى المفروض كل مرة هى تزعل او انا ازعل اروح واعتذر مش كده ؟! ٠٠ مشاعرى مش مهم صح ؟
-خليك صريح مع نفسك مشاعرك لسه هى مش بتبادلها ليك وهى كانت صريحة معاك فى ده يا (يوسف) وانت بدل ما تحاول تشوف طريقة تخليها تعجب بيك بتنفرها منك اكتر
زفر (يوسف) فى ضيق ولكنه بدء فى ان يهدء قليلا ثم قال
-صح معاك حق يا (كرم) ٠٠
*******************
كانت (سلوى) فى المطبخ تجهز طعام الغداء و (أكمل) بالخارج ينظر إلى الساعة ثم استمع إلى صوت احدهم يفتح باب الشقة فنظر بعينه وجد (نورهان) ترتدى فستان طويل ذو اكمام لونه ازرق وحجاب لونه احمر هو لم يعتاد على تلك الهيئة التى يراه الأن ولكن حاول إن لا يظهر لها ذلك اقتربت منه (نورهان) وهى تجلس وتضع حقيبتها وهاتفها على المنضدة التى امامها ثم تحدثت قائلة
-حقيقى اسفة لو ٠٠ اتأخرت يعنى بس بابا طلب منى انزل شغل معاه واصلا انا مش حابة الشغل بتاعه ده خالص ٠٠ ملل حقيقى ملل
وبدى على وجهها الحزن وهى تجلس ظهرت على وجه (أكمل) شبح ابتسامة خافتة ثم صمت ولم يتكلم فتحدثت (نورهان) بصوت خافت
-هى خالتو فين ؟
فبادلها نفس النبرة الخافتة قائلا
-جو فى المطبخ
-اهاا
ثم قالت بنبرة خافتة
-طب دلوقتى تحب ندخل دلوقتى اوضة (نرمين) انا ممكن اجيب الأسكتش هنا اصلا من الاوضة افتكر ده احسن
-براحتك
نظرت له وإلى نفسها
-هو انا بوشوشك ليه محدش معانا اصلا والمطبخ بعيد
ابتسم (أكمل) وهم يضع قدم فوق الأخرى قائلا
-قولى لنفسك
مطت شفتاها بتذمر ثم تحدثت قائلة
-هروح اجيب الأسكتش من جو ٠٠
-اوك
توجهت نحو غرفة (نرمين) فسمع (أكمل) صوت هاتفها نظر بفضول إلى الهاتف وجد ان اسم المتصل هو (يوسف) اضيقت عيناه قليلا ثم وجد (نورهان) قادمة من الغرفة فسمعت (نورهان) صوت هاتفها وضعت الأسكتش بالجوار واخذت الهاتف مطت شفتاها بعدم رضا وهى ترى إن (يوسف) هو المتصل فإجابت على الهاتف
-ايوة يا (يوسف) 
تحدث (يوسف) بنبرة معتابة
-يعنى ينفع كده بجد متسأليش عنى خالص كده ٠٠
قالت (نورهان) بضيق
-انت السبب ٠٠ اسلوبك معايا وحش جداا وبتزعق فيا
نظر لها (أكمل) وإلى حديثها ثم ابتسم بسخرية محدثا نفسه قائلا
-ايه الغبية دى بعد ما عرفت انه كان على علاقة ب (نرمين) عادى عندها ٠٠ ما صحيج هى متربية بارة اصلا
اجاب (يوسف) على (نورهان)
-بغير عليكى ومش قادر اتخيل انك ممكن تكلمى راجل غيرى ايه غلط كده ٠٠ ولا تحبينى راجل Free ؟
ابتسمت (نورهان) قائلا
-لا طبعا ٠٠ شرقى دمك حامى افضل بس تثق فيا على الأقل
-واثق بس الغيرة مجنونة
-ماشى
-حيث كده ٠٠ انا اسف وبحبك على فكرة
احمر وجه (نورهان) بشدة ولاحظ (أكمل) ذلك فقالت
-طب سلام دلوقتى ٠٠ هكلمك بعدين
ثم قامت بإغلاق الهاتف فنظر لها (أكمل)
-قالك ايه عشان وشك يحمر كده ؟
نظرت له (نورهان) وهى لا تفهم
-افندم !!
قال (أكمل) بهدوء
-قالك ايه عشان وشك يحمر كده ؟!
ابتلعت (نورهان) ريقها ثم قالت
-بس دى حاجة خاصة بيا
عض (أكمل) شفتاه بضيق ثم قال
-هو انتى ازاى تكلميه بعد كل اللى حصل وانك تبقى عارفة انه كان على علاقة بغير شرعية ببنت خالتك و ٠٠
ردت (نورهان) قائلة
-مش صحيح
ثم قامت بتوضيح الصورة لها كما قال لها (يوسف) فإبتسم (أكمل) بإستهزاء فقالت (نورهان)
-انت برضه مش مصدق ٠٠ طب بتدور على القاتل ليه وتاعب نفسك ليه فى موضوع المشروب
ابتسم (أكمل) بثقة ثم قال
-يمكن فضول ٠٠ ويمكن عاوز اعرف مين يستحق جايزة نوبل اللى قتلها ده
شعرت (نورهان) بضيق
-احنا كنا ماشيين كويس ٠٠ ارجوك راعى انها بنت خالتى وانها صديقتى الوحيدة
هز رأسه بضيق ثم قام بفتح الأسكتش على الصورة الخاصة بالمشروب الغازي فقد كان يبدو مشابها تماما للمنتج الذى يوجد حاليا فى الأسواق نظر لها ثم قال
-شوفى كده بنفسك
اخذت (نورهان) منه الأسكتش الخاص بالرسومات وظلت تنظر للرسمة جيدا وتمتمت قائلة
-ده هو !!
هز (أكمل) رأسه موافقا ثم قال
-فعلا
نظرت جيدا (نورهان) للأسكتش ثم وجدت اسفل تلك الرسمة رسومات صغيرة جدااا اتسعت عيناها ثم قالت
-بص ٠٠ (أكمل) انت شايف ده ؟
نظر (أكمل) مدققا فى الورق ووجد ثلاث رسومات صغيرة بالأسفل تحتوى على نجمة ونقود واسرة فنظر لها (أكمل) وهو لا يفهم
-وده معناه ايه ؟
قالت (نورهان) بشرود
-دى رموز ٠٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى