روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه 1

 

انتفض ظافر من مقعده الذي التصق به منذ عودته من العمل ليتجه نحوهم بهلع ،امسك بذراع طفله الصغير يضغط عليه بحده ……
-انا مش قلت تشوف وانت بتجري ؛ كده خبطها !!
ارتعبت من صوته الرعدي فما بال الطفل المسكين الذي لم يتعدى الخمسة اعوام !!
تدخلت شروق وهي لا تزال تضع يدها علي احشائها خوفا علي من بداخلها من اثر صدمة يوسف الصغير بها و الذي كاد يصيبها بشكل مباشر لولا انتباهها في اللحظة الأخيرة !!


جذبت يوسف من بين راحتي والده الي جنه ذراعيها هاتفه …..
-انت بتزعقله ليه ؟! طفل طبيعي ما يخدش باله وهو بيجري وبيلعب !!
خبأ يوسف الصغير رأسه في جسدها يكاد يبلل سرواله من الذعر فهو لم يعتد سوي صوت والده الحاد و لم يجرب قسوة يداه يوما ، ليعيد عقله الصغيرة الي تلك من كان يطلق عليها “ماما” دون اي اهتمام منها بمرادفات وعمق تلك الكلمة فصار يخشاها حتي في احلامه ، فتختفي تلك الام بشكل مفاجئ لم يهتم له كطفل صغير كثيرا منصبا اهتمامه بأخته الاصغر …….
انشغل ظافر للحظات بتلك الشعلة المنبثقة من عيناها الزيتية الزائغة كشجرة زيتون في القدس تتمايل بتمرد في ليله عاصفة متشبثه بجذورها منتظرة السلام !!
(السلام أخوتي في الله 😍 نسعي له و لا ننتظر مجيئه تحت اقدامنا )
ليردف بهدوء غائم ….
-مفيش حاجه اسمها ميقصدش ، انا نبهت عليه بدل المرة الف ويوسف مش صغير ؛ انا ربيت ابني علي تحمل المسئولية واللي عمله ده تهور ،كان ممكن يحصل مضاعفات ؛ هما اقل من تلت أسابيع عدوهم علي خير !!
زفرت لا تريد المشاكل معه في اخر الليل لتردف وهي تمرر يدها بحنان علي شعر الصغير فتلين عينا ظافر بتروي وتلقائيه ، خاصة عند وصول شهقات ابنه المكتومة الي مسامعه ….
اطرق رأسه لحظه يستعيد بها ذاته مقررا محادثه صغيره و لكنها بكل فظاظة سبقته ….
-يويو وبعدين !! مش احنا قلنا الرجالة مش بتعيط ؟!
قطب جبينه بغيظ ليردف ظافر مستهجنا …..
-هيبقي راجل ازاي وهو يويو اسمه يوسف ؛ انتي كده بتشتتي تكوينه!!
نظرت له وكأن له 7 رؤوس ، ماذا يعرف عن التكوين بجفاء شخصيته الحمقاء ؟!
اغمضت زيتونيتها لحظه متجاهله اياه لتستكمل للصغير وهي تمسح بكفيها وجنتيه الحمراء…
-خلاص هات بوسة يلا واوعي تعيط تانى … بابا مكنش يقصد يزعقلك ؛ مش كده يا بابا !!!!
قالت اخر جملتها بحده و تحذير مستتر ، لتنعكس نظرتها منذ لحظات علي ملامح وجهه العابس وهو ينظر لها غير مصدقا وقاحتها وهي تأمره بكل عنجهية متناسيه انه هو والده ؛ وليست هي الصغيرة الحمقاء مفسدة الاطفال !!
كاد يفتح شفتيه باستنكار يغلي داخله لكنها وللمرة الثانية علي التوالي تتولي زمام الامور ….
-شفت اهو قال ميقصدش ؛ قول لبابا انك مسامحه !!..
فغر فاهه مشدوها فهو لم ينبث حرفا واحدا !!
نقل بصره الي الصغير الذي ابتعد عنها بضع انشات رامقا اياه بنظره تحليليه ؛ قبل ان يمسح انفه قائلا….
-مسامحك !!

لا يدري ايهما يوبخ الخرقاء صاحبه البطن الممتلئة و التي توازي ابنه طفوله ام صغيره السمج الذي استدار بكل وقاحه يرمقه بتعالي مذبذب ..
فتح ظافر شفتيه دون جدوي ؛ توقف عقله عن تجميع حروف الكلمات !!
تابع ابتسامه يملئها النصر ترتسم على وجهها قبل ان تقبل راس صغيره و توجهه الي غرفته بخفه….
-يلا نام و اوعي تطفي النور فيري بتخاف !!
هز يوسف رأسه و كاد ظافر يشتعل وهو يراها مهمله اياه تماما ولكن الصغير توقف علي بعد خطوة واحده من غرفته ملتفتا الي اباه قائلا…
-انا اسف يا بابا ؛ اخر مره ؛ تصبح علي خير !!…
راقبت شروق تلك الخطوط التي تفرض ظهورها علي اطراف عيون ظافر والتي باتت تدغدغ عيناها منذ فتره وتستهويها ؛ ليرسم تلك الابتسامة الحصرية لأطفاله ملوحا بيده ليوسف بخفه….
-انا عارف يا يوسف ، وانت من اهل الخير !!
لتختفي ابتسامته بشكل فوري ما ان اغلق الباب …..
استدار كلاهما في نفس اللحظة ، هي تستدير و تعطيه ظهرها تحاول الهروب الي غرفتها وهو مستدير نحوها قبل النجاح في ذلك ، فقد سئم هروبها الدائم من افعالها ام انه سئم ذلك الهروب منه هو شخصيا !!!
-لحظه يا شروق !!
اغلقت جفنها الايسر مع انكماش نصف وجهها مستشعره جمود لهجته …..
وضعت يدها علي ظهرها قبل ان تئن بخفه ليهرع نحوها بتساؤل سامحا لنفسه بلا وعي بملامستها !!!!!
-مالك يا شروق ؟؟ اتصل بالدكتور ؟! ده مش معاد الولاده ؟!

استطاعت تميز ذعر تعلو نسبته مع كل كلمه يتفوه بها لتندم للحظة ، فقط لحظه واحده علي هذه التمثيلية للهرب من احدي خطاباته عن وجوب نضوجها وعدم افساد ابناءه ولكنها اختفت سريعا !!
نعم و كأنها تحتاج دروسا عن النضوح ففي نهاية كل ليله تقف امام المرآه لتنظر الي تلك الفتاة التي نضجت و عانت في تسعة أشهر اكثر من ما تحملت في الثلاث و العشرين عام التي عاشتهم ….

ارتسم ظل ابتسامه علي ثغرها ترفض الغوص في مآسيها امام عينيه الثاقبة كعيون الشاهين ، متناسيه اصطناعها للألم وهي تشعر به يلتفها بذراعيه ، فيقفز ذلك الشعور الطاغي الذي أولده داخلها ، و يلازمه الشعور بالذنب والذي اصبح يتأكلها كثيرا هذه الايام ،
ابعدت يده بلوعه من علي كتفها والأخرى من علي جنينها وكأنه كان يحادث الطفل بالداخل حتي لا يخرج قبل موعده !!
-انا كويسه ؛ تصبح علي خير !!
تابع هروب عينيها و راسها المطرقة وهي تتحرق شوقا للهرب منه ، لم يغفل عليه انها لم تتحمل لمسته لها بضع ثواني !!
تجمدت ملامحه و هو يردف ببرود اصطنعه …
-انا خايف علي اللي في بطنك و شايف اننا نروح لدكتور !!
نظرت له بحنق لتردف بحزم….
-مفيش داعي قولتلك متقلقش عليا …
ليجيبها بعناد فاقها …
-مش قلقان عليكي انا قلقان علي اللي جواكي !!
بالطبع !! يا لغبائها ؛ لما سيقلق عليها ؛ هو يريد ما تملكه ويمني نفسه به وليس هي !!
لا تدري لما شعرت باختناق كاسح او كأن عظامها تتكسر ، فتنزل دمعه نافره قبل ان تمسحها بقسوة وترفع عيناها نحوه قائله بابتسامه خاليه من المرح …
-اكيد مش هتقلق علي ابني اكتر مني !!
هز رأسه ولم يفته كسره الحزن بعينيها ،تلك العيون التي كانت تشع سعادة وطاقه استثنائية ارهبته يوم التقاها ، و كذلك الدمعة التي فرت قبل قليل ….

تري هل يشاهده الان بخذل و يبغضه ؟
هل ينمق عليه لأحزانها ام لانصهاره التام بأقل حركة تفعلها وهي تتوهج امام عينيه يوما بعد يوم و يزيدها الحمل جمالا و انفها الصغير الذي كبر قليلا بشكل لا يلاحظه سوي عيونه المراقبة ، و لكنه يبقي اقل اهتماماته بين ما يلاحظه يزداد كبرا بهيئتها القاتلة …
-تصبح علي خير !!
لم تنتظر اجابته متجهه بخطوات متعثره نحو غرفتها الكئيبة ……..

………………..

اغلقت الباب متنهدة بحسره قبل ان تلتقي عيناها بالاطار المعلق علي الحائط بكل فخر و اعتزاز ….
رقت عيناها وحنت منها دمعه دافئة وهي تلامس بنظراتها من كان باب الحياة و السعادة التي لم يعرفوها طويلا ، ليتم انتشاله من بين يديها دون حق !!

خرجت منها آآآه تحمل بين طياتها الكثير و الكثير …..
توجهت الي فراشها مقرره التخلي عن بؤسها واراحه ظهرها الذي يقتلها واصابع قدمها المستغيثة المطالبه بالراحة ….
ما ان استلقت حتي اتسعت عيناها وهي تشعر حاجتها للمرحاض للمرة الالف اليوم !!
احكمت حجابها مره اخري وهي تمسك بأسفل بطنها وتدعوا ان يكون قد صعد الي اعلي فقد تأخر الوقت وهي لا تريد ان تواجهه مره اخري !!

فتحت الباب سريعا عندما شعرت بحرج موقفها و رغبتها في الدخول الي الحمام تزداد ، لتلعنه هو بالأساس و تتجه بسرعه الي المرحاض ….
و تلعن غبائها عندما قررت بكل سذاجة اختيار الغرفة البعيدة عن غرفته التي لا تحتوي علي مرحاض خاص كباقي الغرف خوفا من الاقتراب منه ، ليفاجئها هو بأنه لن يبيت معها ومع اطفاله من الاساس !!
فتحت الباب الي المرحاض لتخرج منها شهقة وهي تؤدي رقصه غريبه تفرض طقوسها فها هو يقف و يحلق ذقنه عاري الصدر امام صنبور الماء …
نظر لها باعين متسعه لتخرج مغلقه الباب لحظه لتعاود فتحه في اللحظة التالية قائله بحده وذعر…
-اطلع برا برا برا مش قادررره !!!
ارتفع حاجبيه بذهول وهو يراها تقف امامه عاقده ساقيها وتقفز من قدم الي اخر والهلع مرتسم علي وجهها …
-براااااااا !!
انتفض متحركا سريعا الي الخارج لتغلق الباب في وجهه …نظر الي الباب وهو يرمش قليلا محاولا استيعاب ما حدث للتو !!
ولما يقف خارج الحمام نص عاري و نصف وجهه محلوق و الاخر لا كالمعتوه !!

انتهت شروق بتأفف ، فكالعادة كل تلك الغوغاء من أجل بضع قطرات مثيره للشفقة تفرغها مثانتها !!
غسلت يداها متجاهله احمرار وجنتها و ما حدث قبل ثواني يفرض نفسه في عقلها … لا شك انه يظنها مجنونه ؛ يا للأحراج !!
ولكنه خطأه ؛ لماذا لم يستخدم حمامه الخاص او افضل لما لم يصعد الي الشقة العلوية بعد !!
فتحت الباب لتجده يطالعها بشيء من المرح قائلا …
-احسن ؟!
اطرقت رأسها لتتوالي الالوان علي وجهها غير مجيبه فتهرع بخجل سريعا الي غرفتها وصوت ضحكاته تتابعها !!
اغلقت الباب و منه الي فراشها بحنق و خجل وهي تغطي وجهها بالوسادة ، وقلبها يدق تلك الدقات المتتالية….
ها هو الشعور بالجنون الصاخب يطغو من جديد !!
اغمضت عيونها منتظره ثبات النوم بعد دقائق طويله ليصل الي اذانها صوت نقرات تعرفت عليها بسهوله ….
حاربت سطوة النوم وهي تسب غباءها لما تغلق الباب وهي تعلم انها ستأتي !!!
وقفت ببطء تحاول ازاله غشاوة النوم عنها واتجهت لفتحت الباب بابتسامه جميله ناعسه …
وقفت فريده صاحبة الثلاث أعوام تعانق لعبتها المحشوة المفضلة وتنظر لها كأنها جرو تم ركله من منزله للتو فتقول …..
-ممكن انام هنا ؟!!
اشارت الي الفراش الظاهر من فتحه الباب ، لتمد شروق يدها نحو الطفلة وتجذبها بحنو الي الداخل…
-بيتك و مطرحك يا فيري ، انا اصلا معرفتش انام من غيرك انهارده !!
اتسعت ابتسامه الطفلة الناعسة غير ملاحظه جفون شروق التي تحارب للسقوط …
-متخافيس انا هكون دوبي بتاعك ، انا احضن دوبي وانتي تحضنيني ومس هخليكي تخافي من الضلمه !!!
خرجت ضحكه خفيفة منها وهي تساعدها علي الفراش وتستلقي جوارها….
-ايوة مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه !!
قبلتها الصغيرة قبل ان يستقر رأسها في احضان شروق بسعادة الدنيا و ما فيها ….
تنهدت شروق بحسره ، متسائلة بداخلها كيف تنام والده تلك الملاك بعيدا عن احضان طفليها !!
كيف يكون قلبها بهذه القسوة !!
وهي التي لم تري طفلها بعد ، ضحت بكل ما هو امامها من مستقبل وفرص لأجله !!!
جال تفكيرها الي الحزن القابع بعيون كأناء العسل ؛ اذا كانت جافيه بهذا الشكل مع اولادها فماذا بشأنه هو ؟!
لتتمتم بحنق …
-خليكي في حالك انتي فيكي اللي مكفيكي !!
تسارعت للنوم حتي لا تتذكر ذلك الشاب الرائع ذو العيون البريئة الطاهرة والتي تشبه الي حد كبير عيون العسل ، ذلك من لم تسنح لها الحياة معه كثيرا او تسنح له الحياة اطلاقا !!…
مصير قاسي علي يد من ترفض ان تطلق عليهم لقب بشر او انسان بل هم وحوش بلا قلب او رحمه يلطخون الدين و الشرف بأيديهم وافعالهم القذرة !!

فرت دمعه ترفض السكون لتشعر بذراع هش يزيد من ضغطه عليها وصوت ملائكي برئ يردف…
-انتي لسه خايفه من الضلمه !!
-لا يا حبيبتي طول ما انتي معايا مفيش ضلمه خلاص !!
مسحت فريده بكفها الصغير وجهه شروق قائله ….
-بحبك اوي يا سيري !!
-وانا كمان يا حبيبتي !!
قبلتها شروق مره اخيره قبل ان يغوص الاثنان معا في نوم عميق !!

……………………………….

اما هو فقد وقف يراقب دخول طفلته اليها كعادتها بقلب ينزف علي براءتها المناجية لأم لها متناسيه…
فلم يجد في قلبه ان يوبخها ويمنعها عن اللجوء لشروق …..
دلف بقلب متعب الي غرفته التي بات يكره كل تفصيل بها يذكره بعلاقته بفاقدة الامومة …. اخذ سلسله مفاتيحه واحكم النوافذ قبل ان يغلق باب الشقة بأحكام للصعود الي اعلي للنوم …..
وهو يفكر الي اين سينتهي بهم الحال ؟!!

……………………………………….

في الشقه المقابلة لهم ………

جذب يزيد نفس عميق يتمني لو يملئ به ذاته و يفرغه بكل همومه و مخاوفه الي الخارج متمني مضي تلك المحنه المقيتة او ان يعالجها الله بتعقيل زوجته الخرقاء التي تحارب لإبعاده بسبب عدم انجابها وكأن في ذلك نهاية الحياة ،
ارتفعت شفتاه في ابتسامه يحرص الا تفارقه في وجودها ليدلف إلي شقة الزوجية التي تجمعه بمن تملك كل ذره بقلبه (سلمي) …
وجدها جالسه تشاهد التلفاز بنظرات يجزم انها تخترق الجهاز الالكتروني سارق عقول البشر وانها لا تري حركه واحده مما يحدث من مشاهدة أحدي الافلام الاجنبية و عقلها منشغل بطرق جديده تتفننها لإبعاده !!!
-مساء الخير ياحب عمري !
نظرت له بخضه واضعه يدها علي صدرها و عيناها تلتمع بشوق تكتمه داخلها سريعا باحترافيه قاسيه فتدرسها عيونه المتربصة الملاحقة لكل رمشه تطرف منها لتردف بجمود عاهده منذ سته شهور و لم يتوقع غيره ….
-ايه قله الذوق دي ؛ خضتني يا بني ادم !
تجاهل نبرتها الجليدية وهو يقترب محافظا علي ابتسامته فيميل عليها يخطف قبله من وجنتها الحمراء محبطا محاولتها بالفرار منها ليقول بحنان…
-حقك عليا يا زلومتي ، هاخد بالي المره الجايه !!
كزت اسنانها بحنق بالغ علي الاسم الذي اكتسبته منذ مده وهو يشتكي قله ابتسامتها و كثرة اظهارها لوجهها العابس امامه لتتحول من سلومتي الي زلومتي ومن سيء الي اسوء !!….
-قولت مش بحب الاسم المزعج ده ، انت قاصد تضايقني !!

تغيرت ملامحه فجأة ليميل بشقاوة عيناه ، سر ذوبانها به عشقا وهياما ….
تشنج جسدها بتوجس و قد توترت كل عضله بها من اقترابه منها لتردف وهي ترغم انفاسها علي الانتظام !!
-ايه ؟!!!!
ارتفعت شفتاه بابتسامه مشاكسه يملأها الاغراء و هو يعض شفتيه السفلي قائلا بعفويه …
-ايه ريحه البرفيوم ده !!
قالها وهو يمرر انفه علي رقبتها لتزداد قشعرة بدنها ودقات قلبها فترفع يدها تدفع صدره بتوتر ….
ولكنه لم يمهلها الوقت وهو يهبط بفمه ويحضن شفتيها بشفتيه و يعتصر وجهها الاحمر بين راحتيه و كالعادة تخمد مقاومتها سريعا بعد عده لحظات …..
فتتركه يروي ظمأ عاشقان احدهم يحارب القدر و الاخر يحارب للانصهار ….

فينتهي الامر بدوامه من العشق تبدأ وتنتهي في احضانه ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه 1



إعتاد (ريان) أن يذهب إلى المطعم الخاص ب (ندا) كل نهاية أسبوع فقد مر شهران الآن منذ أخر لقاء يجمعهم ولكنه فوجئ بأنها قد سافرت ولا يعلم متى ستأتى خصوصا أنها لم تبلغه بسفرها المفاجئ ودوماً يسئل عليها من يعملون بالمطعم ولكن لا أحد يُجيب فلا أحد منهم يعلم موعد مجيئها ولما سافرت ولكنه فى خلال الشهران استمر على الذهاب للمطعم لعله يعلم بعودتها لكن دون جدوى فكان يتناول طعامه فى صمت ويرحل ٠٠
إما (ريما) فقد شعرت بأن (رائد) اصبح ليس له مكان فى حياتها فلم يعد يسئل عليها كما كان صحيح تتفهم أنه رجل متزوج الآن ولكن شئ ما بداخلها لا يستطيع تفهم الأمر لذا قررت الإهتمام بالقرية السياحية الخاصة بها وأن تصب كل حزنها ووحدتها كم اعتادت أن تفعل وقد اتصلت ب (شادى) كى يعمل معها من أجل تطوير القرية فهى تثق به دوما وبذوقه أما هو حاول خلال الفترة الماضية أن يتفهم أن ما يجمعه ب (ريما) لن يكن أكثر من العمل ٠٠
********************
بعد أن تناول (ريان) طعام العشاء فى المطعم الخاص ب (ندا) ولم يسمع بخبر وصولها كالعادة عاد إلى المنزل مكتئباً متأففاً فرأته والداته على ذلك الحال فشعرت بالحزن عليه هى لا تعرف سر اكتئابه هكذا ولكنها خمنت أن سر حزنه ذلك بسبب زواج (عتاب) لذا قررت أن تدخل خلفه الغرفة الخاصة به فطرقت باب الغرفة وجدته ينزع المعطف الخاص به فتسئله
-احوالك مش عجبانى !!
ابتلع (ريان) ريقه ثم قال
-خير يا ماما
-مالك يا (ريان) ؟
-مانا زى الفل اهو
-لا أنت مضايق وأنا عارفة ٠٠ أنت مشكلتك انك ع طول متسرع
-أنا !!
-أيوة روحت حبيتها بسرعة ولسه بتفكر فيها لحد دلوقتى
ابتلع (ريان) ريقه فكيف علمت والداته بوجود (ندا) فى حياته فهو لم يقص عليها أى شئ فتلعثم قائلا
-ا٠٠ اصل ٠٠ يعنى ٠٠
قاطعته والداته
-اصل ايه وفصل ايه دى واحدة متجوزة يا بنى لازم تشيلها من دماغك
فهم (ريان) أن والداته تتحدث عن (عتاب) فقال
-تقصدى (عتاب) ٠٠ ماما أنا شيلتها من دماغى تماما متقلقيش
ابتسمت والدته براحة ولكن سرعان ما اختفت تلك الأبتسامة وهى تسئله
-معنى كده أن فى واحدة تانية
حك (ريان) مؤخرة رأسه بيده ولم يعرف ماذا عليه أن يجيب فوبخته والدته
-يا بنى أرحم نفسك ادى قلبك فرصة مش أى واحدة تتعلق بيها كده
-لا دى شعورى بيها مختلف
-(ريااان) مينفعش ٠٠


قاطعها قائلاً
-اطمنى يا ماما هى اصلاً قالتلى مش هتوافق عليا إلا لما تتأكد من مشاعرى
-جدعة ٠٠ بس هو ده بقى اللى مضايقك ؟
-لا مضايق عشان سافرت ومعرفش سافرت فين وليه أصلاً
-هترجع بالسلامة إن شاء الله
-يااارب
لاحظت تلك اللهفة التى يتحدث بها فهزت رأسها بآسى فقالت والداته
-أنا طالبة منك طلب
-خير يا ماما
-اوعدنى أنك تنفذه
-إن شاء الله يا ماما ٠٠ قلقتينى
-(أسما) يا بنى بقى وضعها صعب بعد الطلاق و ٠٠
-وأنا مالى يا ماما ٠٠ دى حياتها وهى اختارت
-هى محتاجة دكتور يتابع حالتها .. حالتها فى النازل وأنت الوحيد اللى ممكن ٠٠
لم يجعلها تكمل حديثها وهو يقول
-مستحييييل يا ماما ٠٠ مش هيحصل
-ليه كده يا بنى دى بنت حلال وطيبة و ٠٠
-اعفينى يا ماما الدكاترة كتير و موجودين فى كل حتة مخلصوش من البلد يعنى
-يا بنى ٠٠
-ماما أرجوكى
زفرت (نادية) بضيق فهى تعلم أنها مهما فعلت لن يعدل شئ عن رأيه ٠٠
********************
فى شرم الشيخ داخل الفندق الخاص ب (ريما) أتى (شادى) كى يقابلها فتوجه تجاه المكتب الخاص بها وعندما دلف المكتب الخاص بالسكرتيرة الخاصة بها لم يجد أحد فنظر لساعة يده ثم نظر إلى باب المكتب الخاص ب (ريما) وجده مغلق رفع إحدى حاجبيه وتذكر المرة الأولى التى أعطته بها موعد ولم تأتى هز رأسه بآسى وتحدث بنبرة خافتة
-اللى فى داق مبيبطلوش
ولكنه قرر طرق باب المكتب ربما تكون السكرتيرة معها بالداخل وعندما لم يأتى له الرد فتح الباب بهدوء شديد ولم يجدها على المكتب بحث بعينه فى ارجاء الغرفة وجد فتاة ترتدى ملابس خاصة بالصلاة وتصلى نظر بإندهاش لكنه ظل واقفا أمام باب الغرفة منتظر أن يعلم من تلك الفتاة وأين (ريما) وما أن انتهت الفتاة من الصلاة همت لتنزع حجابها وهى تنظر تجاه باب المكتب وصدمت حين رأت (شادى) أمامها وتوقفت عن نزع الحجاب ولا تعلم ما السبب بينما لم يكن هو أقل دهشة منها عندما علم من معالم وجهها أنها (ريما) أرتبكت قليلاً ثم قالت
-ادخل
شعر بتوتر كبير وشعر أيضاً بتوترها معه فقال وهو يشر تجاه الباب بينما ينظر لها
-أنا لما جيت ملقتش السكرتيرة بارة و ٠٠
قاطعته قائلة
-ولا يهمك ٠٠ اقعد
اقترب من المكتب وجلس على المقعد المقابل لمكتبها ثم قال
-قلتى أنك عاوزنى فى شغل
-اه فعلاً
جلست على المقعد الذى أمامه بملابس الصلاة شعرت بالخجل من أن تنزع أمامه الملابس لذا فضلت تكملة اللقاء بملابسها تلك سئلها دون مقدمة
-هو إنتى اتحجبتى ؟!
ابتلعت ريقها ولكنها هزت رأسها نافية فتفهم هو الوضع لذا قال
-كنتى بتقولى عاوزنى فى شغل ؟
-ا٠٠ أيوة ٠٠بالنسبة لهنا للقرية فى شوية مبانى عاوزة تعديلات ٠٠ كنت بدور ع مكان مكان يكون كويس يبقى مقر يعنى لجمعية خيرية عاوزة اعملها لأى حد محتاج
ابتسم (شادى) ابتسامة جذابة وهو يقول
-ده شئ كويس جدا
-بس المشكلة يعنى انى معرفش اماكن كويسة تنفع لمكان زى ده قلت بحكم شغلتك هتفهم
-من عينيا اللى أنتى عاوزه.. ادورلك
-ميرسى اووى يا (شادى) عموماً فى منطقة فاضية جنب القرية هنا كنت وانا عرفت اشتريها واضمها للقرية كنت بفكر اعمل فى المنطقة دى نظام القرى الريفية يعنى يبقى الإقامة فى بيوت شبه القرى القديمة حتى بفكر اجيب ناس فلاحين فعلاً يكونوا محتاجين الشغل لانهم هيعرفوا يعملوا الاكل الفلاحى مظبوط الفطير والزبدة والاكل كله كله لو تعرف حد فقير فعلاً واكله جميل يااريت انت هتتعب معايا فى المكان لحد ما تحوله لقرية ريفية حتى عاوزة اعمل حظيرة واسطبل و ٠٠
قاطعها قائلاً
-ده نظام المزرعة السعيدة بقى
رفعت إحدى حاجبيها ثم زمت شفتاها وقالت
-متتريقيش عليا
-بالعكس عجبنى تفكيرك جداً
-أنا بحب اقعد فى الاماكن الهادية دى عايزة اعمل ساقية وشجرة اقعد تحتها حتى بفكر ان اللى يدخل المكان ده لازم يلتزم بالزى الفلاحى
-هو اوفر بس مش بطال
-المهم هتساعدنى
هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-إن شاء الله بس محتاجين وقت وعمال
-اللى تشوفه مناسب اعمله ولو تعرف ناس بسيطة بتعرف تعمل الاكلات دى اكون شاكرة ليك لو متعرفش أنا هدور
-هشوف واقولك إن شاء الله ٠٠
*****************
فى المساء داخل غرفة (أسما) فى شقة والداتها شعرت بأنها تريد رؤية (ريان) للغاية ولكنها تعلم أنها لن تستطيع مواجهته خصوصاً بعد رفضه القاطع لها فى المرة الأخيرة التى قابلته فيها ونظراته لتلك الفتاة التى كانت معه فيبدو جلياً وأنه مُعجب بها أغمضت عيناها وهى تتكأ على فراشها ونزلت الدموع من عينيها لما فعلت هكذا لما خسرته للأبد ألم يكن سهلاً أن تعتذر له وتطلب منه أن تبدء معه صفحة جديدة كل هذا حدث بسبب غرورها وحبها لذاتها أكثر من كل شئ لقد كانت أنانية بخيلة فى مشاعرها معه لقد اضاعت (ريان) بسبب كبريائها وخسرت كل شئ نتيجة إستغلالها ل (تامر) أما الرسالة التى كانت تفتخر بها قد ذهبت سدى لم يعد يتبقى لها شئ وعندما حاولت أن يعود لها الماضى المتمثل فى (ريان) فقد رأى حياته مع غيرها فلا يوجد فى حياتها الآن حب أو حتى شخص تستغله لكى تنفذ ما تريد ولا الرسالة التى ستجعل لها شأن وقيمة كل شئ قد ذهب ولن يعود وما يذهب لا يعود مجدداً لما لا تنهى حياتها الآن حتى تنتهى من حياتها البائسة تلك فلماذا ستعيش إذاً لذا نهضت من أعلى الفراش واسرعت إلى درج طاولة الزينة الخاصة بها واخرجت حبوب المهدئ الذى كانت تأخذه فى الفترة الماضية حتى تأخذ النسبة التى تجعلها تفارق تلك الحياة فلا مكان لها الآن بعد فقدانها كل شئ فتحت علبة الدواء وأخرجت العديد من الحبوب فى يدها وقامت بابتلاعهم فوجدت والدتها تفتح عليها باب الغرفة لتخبرها
-العشا يا بنتى
ابتلعت (أسما) ثم هزت رأسها بالأيجاب سألتها والداتها
-أنتى كويسة؟
شعرت (أسما) بثقل فى قدمها لكنها هزت رأسها نافية بمعنى لا يوجد شئ نظرت لها والدتها وقد شعرت بأن ابنتها ليست على ما يرام لكنها لم تعلق واتجهت نحو الخارج حيث مائدة الطعام وتبعتها ( أسما) فى هدوء وببطئ وجلسوا سويا على مائدة الطعام بدئت (أسما) فى أخذ الملعقة لتناول الطعام كى تتقن أنها بخير ولكنها بدئت أن تتعرق بغزارة وشعرت بدوار كبير وبدء معدل الرؤية لديها فى الأنخفاض وبدء جسدها يرتخى فوقعت الملعقة من يدها وهبطت رأسها على مائدة الطعام لتنتبه والداتها لما يحدث وتصرخ وهى تقترب منها محاولة منها فى إيفاقتها
-(أسمااا) ٠٠ (أسما) ردى عليا يا بنتى جرى ايه ؟!
ولكن لم تستجيب (أسما) وكأنها فى عالم آخر ركضت والداتها نحو الهاتف كى تتصل بالأسعاف ٠٠
***************
فى أمريكا ٠٠
وقفت (ندا) بالمطبخ تعد الحساء ثم وضعته على صينية وبعدها اتجهت نحو غرفة ما بالشقة طرقت باب الغرفة ثم فتحت الباب حيث كان بها شاب فى عمر الثالثة والثلاثون ينام على الفراش وهو مستقيظ ينظر لها وهو يبتلع ريقه بينما وضعت هى صينية الطعام على مائدة صغيرة بالجوار ثم وضعت وسادة خلف ظهره ليستند عليها ذلك الشاب ابتسم على فعلتها ورأت هى بسمته فتلاشتها وكأنها لا تراها فهز رأسه بآسى ثم وضعت صينية الطعام أمامه وآشارت له بعينيها كى يأكل فنظر هو ليده المجبسة بقلة حيلة وهز كتفاه ورأسه نافياً بأنه لا يستطيع تناول الطعام بمفرده فقالت هى بضجر
-كل يا (عبد الرحمن) باليمين متمثلش
-مانتى عارفة أنى اشول
اضيقت عيناها بغيظ شديد ليبتسم هو فقالت بضيق
-كل بقى متضايقنيش
-خدى بالك أنك لحد دلوقتى مبتكلميش معايا وده شئ أنا مستحملك عليه من ساعة ما جيتى
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت
-أنت عارف كويس أنى مكنتش احب اعرف اللى حصل من (زياد) ياريت كان منك
-أنا كنت نازل مصر فعلاً لولا الحادثة وإنتى عارفة
وجهت سبابتها تجاه وجهه وقالت
-وقولتلى أنك اجلت سفرك عشان شئ مهم ناوى تخلصه يروح (زياد) قايل ليا أنك عملت حادثة
أجابها بضيق
-اهو ده بقى مربط الفرس ولما اشوف (زياد) هضربه أصلاً يكلمك بتاع ايه وليه
أخذت نفس عميق ثم قالت
-أنا مفيش بينى وبينه كلام وأنت عارف كده يا (عبد الرحمن) هو بس صعب عليه أنك قاعد لوحدك وعامل حادثة وهو معاه حق فى دى
-عموماً نهاية الأسبوع هنرجع مصر إن شاء الله ٠٠ ولما نرجع نبقى نشوف موضوع (زياد)
عقدت حاجبيها بعدم فهم فتابع (عبد الرحمن) وهو يتناول الحساء
-إنتى عارفة كويس انه بيحبك متستعبطيش وانه عملنى حجة عشان تيجى ويعرف يشوفك
ابتلعت ريقها وشعرت بتوتر كبير فهى دوماً لا ترى (زياد) سوى مجرد شقيق فى تلك الأثناء دلفت (نور) للداخل ثم جلست بجوار (عبد الرحمن) على الفراش وقالت
-معقول سيباه ياكل لوحده إنتى بقيتى شريرة اوى
ثم وجهت نظرها إلى (عبد الرحمن) وهى تأخذ ملعقة الطعام
-هأكلك أنا يا خالو
-حبيبة خالو إنتى الطيبة مش زى ناس كده
هزت (ندا) رأسها بآسى ثم قالت
-ولو .. لسه زعلانة برده ٠٠
******************
فى ذلك الوقت كانت والدة (أسما) بالمشفى خارج الغرفة التى بها (أسما) والطبيب منتظرة خروجه لكى يبلغها كيف اصبحت حالة ابنتها وهى تشعر بتوتر وخوف كبير وبعد مدة ليست بالكثيرة ولكنها مرت عليها كدهر كامل خرج الطبيب فاسرعت هى نحوه لتقول بنبرة كلها قلق
-هى عاملة ايه دلوقتي يا دكتور دلوقتى ؟!
-الحمد لله هى بخير دلوقتى تقدرى تشوفيها ٠٠ كويس انك جيتى فى الوقت المناسب
-يعنى اقدر اشوفها ؟!
-أيوة
أسرعت والداتها نحو الداخل وجدتها ممدة على الفراش ولونها شاحب للغاية ويبدو عليها الأرهاق فسئلتها
-ليه كده يا بنتى ؟! ليه تعملى فى نفسك كده
ابتلعت (أسما) ريقها بصعوبة ولم تستطع التحدث فماذا ستجيب والداتها لتتابع والداتها قائلة
-ردى يا بنتى ريحى قلبى
-ت٠٠ تعبت ٠٠ تعبت يا ماما ومبقتش قادرة استحمل حياتى اللى ملهاش نعمة ٠٠ أرجوكى ٠٠ أرجوكى يا ماما سبينى لوحدى أنا مش قادرة اتكلم ٠٠ ولا عاوزة حتى اتكلم
شعرت والداتها بقلق عليها فجلست بجوارها تمسد على شعرها دون أن تتحدث ترى دموع ابنتها حيث تنهمر دموعها بدون صوت بدون أى انفعال حتى وهى مغمضة العينان فدعت والداتها ربها بأن يحفظ لها طفلتها وأن لا ترى بها بئس ابدا انتظرت حتى ذهبت فى ثبات عميق بعدها خرجت والداتها لتتحدث مع الطبيب فيما يخص ابنتها وقفت عند باب الغرفة الخاصة بالطبيب ثم طرقت باب الغرفة وعندما سمعت إذنه بالدخول فتحت الباب ودلفت نحو الداخل وقالت
-عاوزة اسئلك بخصوص حالة (أسما) يا فندم ؟!
-اتفضلى
قالها وهو يشير لها بالجلوس فجلست فى المقعد الذى أمام مكتبه ثم قالت
-هو ٠٠ هو المفروض اعمل ايه معاها هى كده بقت كويسة ؟!
-جسمنياً متقلقيش عليها احنا بفضل ربنا عملنا اللازم لكن نفسياً منصحكيش تسبيها كده اللى حصل ممكن يتكرر مفيش واحد عاقل بيروح ينتحر أكييد نفسيته بتبقى تعبانة عشان كده لازم تتكلم مع دكتور ويعرف ايه الاسباب اللى وصلها لكده وأن كنتى المرة دى لحقتيها يا عالم المرة الجاية
على الرغم من أن حديث الطبيب جعل قلبها يتألم إلا انه معه حق أخذت والداتها نفس عميق ثم قالت
-شكراً يا دكتور وإن شاء الله هعرضها ع دكتور فى اقرب وقت ممكن ٠٠
*****************
مرت الأيام سريعاً وكانت والدة (أسما) تحاول إقناعها بشتى الطرق أن تتحدث مع طبيب نفسى أو تفهم منها ما حدث ليجعلها تقوم بالأنتحار هكذا ولكن لا فائدة فابنتها عنيدة للغاية وأصبحت لا تريد التحدث وكلامها قليل للغاية حتى فى يوم سمعتها تتحدث إلى نفسها فى الشرفة وهى تبكى واستمعت إلى أسم (ريان) من وسط حديثها شعرت والداتها حينها بقلب ابنتها الممزق وعلمت أنها تندم منذ افتراقها عن (ريان) لن تتحمل والداتها مرة آخرى أن تراها تعاود محاولة الأنتحار تلك لذا دخلت الشرفة عليها وقالت وهى تتصنع عدم رؤيتها لدموع ابنتها
-الغدا جاهز يا (أسما)
مسحت (أسما) دموعها سريعاً وقالت
-ح٠٠ حاضر ٠٠ حاضر يا ماما
ثم خرجت مسرعة خلفها وجلست على مائدة الطعام وهى تتناول طعامها ببرود فكرت والداتها جيداً فيما ستقول لكنها حسمت امرها فى النهاية ستفعل ما بوسعها حتى لو ترجت (ريان) ثم قالت
-(ريان) ومامته اتصلوا يطمنوا عليكى
ابتسمت (أسما) وتهللت اسريرها حين نطقت والداتها باسم (ريان) فتابعت والداتها
-لما عرف أنك حاولتى تتنحرى مصمم يكلم معاكى عشان يعرف السبب
وضعت (أسما) شعرها خلف أذنها وسئلتها بابتسامة عذبة
-بجد يا ماما
حين رأت والداتها وجهها المزين بالابتسامة شعرت بسعادة وأرادت أن تجعلها أكثر سعادة
-أيوة
-خلاص أنا ممكن اتكلم معاه أنا محتاجة اووووى اتكلم مع حد يسمعنى ويفهمنى
ابتلعت والداتها ريقها ثم قالت
-ه٠٠ هاخد منه ميعاد يكون فاضى فيه

ظل وجه (أسما) مزين بالابتسامة العذبة بينما نظرت والداتها لأعلى وهى تدعو الله سراً أن يوافق (ريان) على تلك المقابلة ٠ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى