روايات رومانسية

روايه نيران في خيوط الغرام الحلقه 1

 اه قفايا حرام عليك يا أخي بقى، انا محترم سنك من الصبح!

هتف يزيد وهو يبعد رقبته عن متناول ذراع ظافر بحنق و ملامحه تعكس غضبه، فمال ظافر برأسه نحوه قائلاً :
-تعالى يا ياض مد إيدك عليا تعالى!
نفخ يزيد و استغفر الله ثم قال بحدة :
-يا جدع أنت عيب احترمني! ، انا أبو عيال دلوقتي!
إلتوى ظافر للخلف في مقعده الامامي بالسيارة ليمسك بعنق يزيد في المقعد الخلفي ، موبخًا له:
-ولما أنت أبو عيال مش عارف تمسك لسانك اللي عايز قطعه ده ليه!
حاول يزيد دفع يده مدافعًا عن خطئه الذي اشغل حياتهم منذ أسبوع مضى ولايزال ثلاثتهم يعانون منه :
-الله وأنا هعرف منين إنكم مش قايلين لمراتاتكم و مخبيين عليهم.


قطع مروان ذاته الصامتة لأول مرة منذ أن استقلوا السيارة من شركتهم الصغيرة وقال بإستهجان :
-لا مش قادر ارميه من العربية يا ظافر انا مش طايق اسمع صوت الواد ده خلاص!
عبس يزيد وهتف وهو يضرب كفيه على ساقيه :
-حلو أوي، يعني أنتوا اللي غلطانين وبدل ما تعترفوا بغلطكم بتدبسوها فيا!!
-اه انت صح، احنا اللي اتسحبنا من لسانه و قولنا على غراب البين اللي كانت بتلف على مروان و عليا.
التفت ظافر في مقعده نحو مروان ليقول بجدية:
-تصدق شكله غيران إنها معبرتهوش و كان قاصد!
ارتفع حاجب مروان مع هزه خفيفه من رأسه مؤكداً:
-تصدق كلامك صح!!
علا صوت ضحكة يزيد الساخرة ليقول :
-اه فعلاً عشان كده أنا اللي رفدتها!!
-ما أنت رفدتها عشان هي مكنتش معبراك!
قال ظافر وهو يعود لجلسته الطبيعية علي المقعد وابتسم بكل أريحية مضيفاً:
-أصل هي كانت ميالة للنوع الرجولي شوية وملهاش في شكلك اللي يموع النفس!
ضحك مروان بسخرية واحمر وجه يزيد بغضب وهو يدافع عن وسامته :
-اه قول بقى إنكم بتحقدوا عليا..
ابتسم مروان بأصفرار مؤكدًا بشكل ساخر :
-اه جدًا، مش قادرين نعيش مع طعامتك و حلاوتك…
التفت برأسه نحو ظافر مضيفًا بجدية :
-قولتلك ارميه من العربية!!
عقد يزيد ذراعيه وأسند رأسه للخلف مقررًا تجاهلهم ثم أخذ يتمتم بغضب عندما تذكر زوجته الغاضبة منه هي الأخرى لانه كان السبب في تأزم حياة شروق و منار من زوجيهما فالتفت نحوهم قائلاً بغيظ :
-طيب انتوا مراتاتكم زعلانين و غضبانين في شقة شروق، أنا مراتي غضبانة معاهم لية بقالها اسبوع، انا ابني وحشني والله…!
-دول كلاب احنا مخلفين كلاب مش مهم عندهم بابا، المهم ماما

قال له ظافو قد تجهم وجهه متذكرًا موقف اطفالة الثلاثة منه بسبب خلافه مع شروق …

***

-ممكن أفهم انتِ بتتجاهليني لية من ساعة ما مروان و منار و يزيد و سلمي مشيوا!
قال ظافر وهو يقطع عليها الطريق الى خارج المطبخ فنظرت للأسفل تتحاشى النطر إليه بشكل مباشر لا تزال تشعر بدمائها تفور كالبركان منذ ان علمت بأمر تلك الماجنة التي حاولت سرقة زوجها العزيز، الذي يصر على تهميشها في حياته، خرجت من افكارها عندما اقترب منها قائلاً :
-انتِ زعلانة عشان البت دي صح، انا مردتش أقولك عشان متضايقيش مش اكتر، لأني عارف تفكيرك بس الموضوع عادي !!
رمقته شزرًا وهي تبتعد عن ذراعيه قائلة :
-وماله تفكيري يا أستاذ ظافر؟ و عادي بردو إني اعرف من صاحبك؟
ارتفع حاجبه لوضعيتها الهجومية وقد تخصرت بذراعيها لتبرز بطنها المنتفخه بأبنتهم القادمة، فحاول الاقتراب مبررًا:
-مالوش يا شروق، بس انتِ الحمل مش مخليكي مظبوطة وانا محبتش اضايقك وصاحبي ده انا هربيه اقسم بالله!
استدارت تخفي وجهها عنه لتردف بأتهام :
-قصدك تقول إن دماغك هي اللي مش مظبوطة، انا مبقتش فاهمة انت ليه مصر تبعدني عن حياتك…
قاطعها سريعًا وهو يفرك جبينه بتوتر:
-إنتِ مكبرة الموضوع على فكرة!
قال بإرهاق فالتفتت له وهي تشير بسبابتها في وجهه وتقول من بين أسنانها:
-دي مش أول مرة يا ظافر، فاكر حوار منى ولا نسيت ؟
جاور سبابته سبابتها امامه وهو يحذرها بحده :
-قولتلك ميه مرة ما تجبيش سيرة الزفتة دي في البيت ده وقدام ولادي!!
اضطربت أنفاسها بغضب وانكمشت ملامحها تعكس جرحها وهي تقول بخفوت محاولة كبح عبراتها الساخنة :
-اسمها ولادنا ثم هما فين الولاد دول، انت اللي بتتلكك بس ومش طايقني!
تخطته وهي تلقي اتهامها غير منتظرة إجابته، تركت العنان لدموعها التي انهمرت كالشلالات و حاولت المرور من أمام اطفالها اللاهون بألعابهم في منتصف الردهه والهرب إلى غرفتها ولكن دون جدوى، توقفت حركة الصغار تمامًا وقد استوقفهم وجهها الباكي، شهقت فريدة وكانت اول الراكضين خلفها إلى الغرفة بذعر بينما اتخد يوسف مسئوليه حمل يحيى الصغير والركض خلفهم.
-مامي مالك بتعيطي ليه؟
تسائلت فريدة وعيونها الصغيرة تلمع بعبرات تهدد بالانهيار ومرافقه والدتها في حزنها، ارتبكت شروق ومررت رقبة ردائها بشكل تلقائي علي وجهها تحاول إخفاء أثار بكاءها ونفت بسرعة :
-مش بعيط لا دي حاجة دخلت في عيني!
التقت نظرات يوسف و فريدة لثواني قبل ان يلتفتوا لوالدهم الواجم المطل من باب الغرفة، حدجه يوسف نظرة غاضبة وقال بأتهام :
-بابا زعقلك صح؟!
ارتفع حاجبي ظافر بذهول للهجة الصغير الحادة وكاد يصيح في ثلاثتهم للخروج ولكن زوجته المجنونة انهمرت في البكاء وهي تجلس علي فراشهم تخفي وجهها، خبط طافر رأسه بأطار بالباب وأغمض عيناه بنفاذ صبر عندما علا صوت بكاء فريدة تضامنًا مع والدتها، زفر واستغفر الله وهو يتابع فريدة تتوسط احضان زوجته وتستند برأسها الباكي على بطنها بينما يحيى يضع رأسه على ركبتيها ويستند عليها كي لا تخونه ساقاه حديثة المشي ، فقط أهل بيته يقدرون علي إقناعه بأنه وحشًا كاسرًا، اقترب منها وجلس بجوارها هامسًا برفق :
-يا حبيبتي اهدي عشان خا…..
-ملكش دعوه بماااااامي!
صرخت فريدة فانتفض ظافر للخلف في حالة كبيرة من الذهول و الاستنكار ليقول بحدة :
-انتِ بتزعقيلي يا جزمة؟!
-ملكش دعوه بيها!
قالت شروق بين شهقاتها وهي تحاول ضم الثلاث اطفال إليها، طالعهم ظافر بأنزعاج وغيرة وهتف:
-اومال مين اللي له دعوة يا هانم، بوظي العيال اكتر من كده!!
زئر يوسف بأمتعاض ومال يحيط وجه شروق بكفه الصغير قائلاً بحنان :
-تعالي عندي في اوضتي يا مامي بعيد عن الاوضة بتاعته دي وبلاش تعيطي عشان بيرلا!
-بعيد عن الاوضة بتاعته يا عديم التربية، وايه تعالي اوضتي يا مامي دي كده انت واخدها من طوعي يعني ؟، هتاخدها باريس ولا ايه مش فاهم ؟ اوضتك دي اللي هي جوا بيتي انا !!
غمغم بكلمات غير مفهومة عندما قوبل بالصمت من الجميع فقط نظراتهم المستنكرة تهاجمه ثم قال بحدة :
-اطلعوا برا حالاً ومتدخلوش بيني وبين ماما تاني!
حاول إبعاد فريدة عنها فنفضت يده بغضب طفولي قائلة وهي تحاوط شروق بذراعيها:
-لا مامي…!!
-يا نهار ابوكي أسود!! انتِ بتضربيني!
اردف ظافر بأعين متسعه فدافعت شروق سريعًا:
-متقولش ضربتك دي زقت إيدك بس!
صاح ظافر بغضب و حنق :
-انتِ بتستعبطي يا شروق، بتقلبي العيال عليا وبتعمليهم الغلط!!
ارتعشت شفتيها وهي تهمس بحزن:
-كل حاجه شروق مش كده، اقولك روح للسكرتيرة اللي يزيد مشاها يمكن تلاقي اللي عايزه فيها، انا هاخد عيالي واطلع شقتي فوق وسيبهالك مخضره!!

جز علي أسنانه وهتف بحده:
-لا ده انتِ اتجننتي رسمي، اقولك خليكي انتي وعيالك، انا هغور في ستين داهيه!!

***

عاد ظافر من افكاره على صوت يزيد الشاكي :
-طيب انا مش فاهم بردو مراتي غضبانة لية، انا مالي؟!
تنهد مروان ليجيب بهدوء:
-ده عقابك من ربنا!
ابتسم ظافر قبل ان يتسائل :
-يعني انت طول الاسبوع ده مكلمتهاش تعرف مالها هي كمان؟
فرك يزيد رأسه ليقول بخجل :
-اول تلات ايام كنت بتصل من الشغل ومش بعرف اكلمها اوي، و لما كنت بروح مكنتش بحس بنفسي زي اللي بيدخل في غيبوبة نوم لحد تاني يوم.
هز ظافر رأسه بنفاذ صبر ليسأل:
-واليومين اللي فاتوا؟
-كانت بتبقي هي اللي نايمة ومش قادرة تقول كلمتين علي بعض!
تمتم مروان ببعض الكلمات يصف بها حالتهم الميؤسة وهو يأخذ منعطف بالسيارة بينما ضحك ظافر ليقول بنبرة بديهيه :
-يعني من الاخر مراتك طفشتك منك ومن ابنك عشان تستجم وتنام يا ذكي!
عقد يزيد حاجبيه بعدم فهم ورد عليه سريعًا :
-إزاي إن شاء الله؟
-اذا كان انت ذات نفسك كنت بتنام على نفسك، اومال هي اللي مع ابنك الرذل اللي طول اليوم بيعيط، اكيد كانت محتاجة هدنه، إنها تسيبه معاهم وتنام، انت عارف ابنك بيشوف العيال بينبهر وبيبطل زن!!
مط يزيد شفتيه بحزن ورد عليه بحنين:
-بس هي وحشتني أوي والواد ابن الكلب ده وحشني!!
-كويس إنك عارف نفسك!
رد عليه مروان دون أن تهتز ملامحه الثابتة، وهو يأخذ منعطف لليسار، راقب السيارة تتوسط الطريق بأستقامة مرة أخرى، شد قبضتيه و تمنى لو يقدر على ترويض حبيبته بهذة الطريقة ليجعلها هادئة سلسلة تمامًا بالمقود بين أصابعه، ظهرت انحناءه طفيفة علي فمه وهو يتذكر رد فعلها الجنوني بعد ان وشى بهم صديقة الأبله وسط جلسه اجتمع بها الجميع و كانت أكثر من رائعة حتى قرر يزيد إنهاءها بلسانه الذي يسير كالخيل العنيد رافضًا وضع اللجام……

***

صفعت الباب خلفها والتفتت نحوه قائلة :
-ست مين دي ان شاء الله اللي كانت بتلف عليك و معرفش عنها حاجه لية؟
التفت نحوها بملامح جامده ورد بتروي :
-عشان موضوع سخيف مالوش لازمة يتفتح، واحدة استعبطت ومشناها..
-سخيف بردو زي العربية اللي اشترتها لاخويا!
قالت بأتهام وهي تخلع حذائها بعنف فأجابها بحدة :
-مش كل شوية نفتح الموضوع ده ثم انا ضمنته بس!
اندفعت نحوه لتقول بنبرة ساخرة:
-والمقدم اتدفع لوحده!
والمقدم كان هدية مني انا اصريت عليه مش اكتر، بطلي تتكلمي عن اخوكي الكبير، عيب!
اخبرها بنفاذ صبر و عيون مهدده، فأندفعت قائلة:
-ومش عيب إنه يستغلك مرة شغل ومرة سكن و دلوقتي عربيه!!!
-ممكن أفهم انتِ بتعملي لية كده؟

قال مروان ثم عقد ذراعيه أمام صدره بهدوء يحوي غضب مستتر من انفعالاتها المتسرعة وهي تتجول امامه كالثور الهائج، فتوقفت منار وهتفت بضيق وهي تجذب خصلاتها للخلف وتعود لتقف امامه متهمة:

-بعمل لية كده؟ انت اكيد بتهرج!
-بهرج عشان بساعد اخوكي؟
قال مروان بانفعال فضربت يداها على صدرها بغيظ وقالت:
-أيوة عشان انت بتقل مني، انت عارف إننا علي قد حالنا من الأول فبلاش تحسسنا اننا حالة إنسانية وتندمني إني اتجوزت واحد هيفضل طول العمر شايفني أقل منه!
صعق للحظات طويلة من نظرتها المتدنية لنواياه وهز رأسه بخيبه أمل وهو يفرك أسفل وجهه بين أصابعه يحاول كبح إنفعالاته الغاضبة ثم قال بخفوت وقسوة :
-كلامك مش بيدل غير علي شيء واحد بس يا منار وهو إني فعلاً غلطت لما إتجوزت عيله صغيرة زيك!!
اتسعت عيونها بصدمة لأعترافه الذي خرج كالنصل من فمه ليستقر بين ضلوعها ساد الصمت و تركوا لأعينهم حق القتال في غضب و عناد و أخيراً عتاب، استسلمت منار اولاً وابعدت انظارها المتألمة لتقول بصوت يتقطر بالألم :
-ولما انت ندمان كدة، لية بتساعده؟ قولي لية وانت عارف انه قاصد يستغلك؟!
زفر بقوة يحاول إخراج كافة المشاعر السلبية المسيطرة عليه بسبب اتهامها وتقليلها من شأنه و شأن شقيقها، لكنها بالتأكيد فشلت في كبح لسانها السليط لتقول بغرور:
-ولا فاكر إنك كده بتشتريني عشان افضل جنبك !!!
ارتفع جانب وجهه بسخرية و ذهول ليقترب منها خطوة متسائلاً :
-اشتريكي عشان تفضلي جنبي؟؟ ليه عاجز ولا مشلول !!
رفعت رأسها وأعلنت بحماقة وغيظ:
-عشان أنت عارف إني اصغر منك بكتير وخايف ابص لغيرك!
لم يشعر مروان بنفسه إلا وهو يقبض على وجهها بقوة ويقربها منه ليقول بصوت يملئوه القسوة و البرود :
-لما أحس إنك ممكن تبصي لغيري مش هشتريكي، وقتها انا هخلع عينكي الاتنين من مكانها!، فوقي لكلامك شوية !!
علت دقات قلبها بذعر ولأول مرة تستشعر بأنفاسة الغاضبة على وجهها بدلاً من انفاسه المشتعلة بعشقه لها، اهتزت ملامحها قبل ان تنهمر الدموع على وجهها، فأبعتعد مروان كالملسوع ما أن رطبت دموعها أصابعه الخانقة لفكيها ثم اعطاها ظهره وهو يضغط على رأسه للسيطرة علي غضب مجنون اثارته داخله بكلماتها الغير مدروسة والوقحة… الوقحة و الحمقاء… فهذه هي حبيبته حمقاء تقع دائمًا في خطأ الحديث دون تفكير فقط تعتمد على وقاحتها ولكن تلك المرة لن يسمح لها بالافلات من عواقب أقوالها، ولن يستسلم لدموعها أو دقات قلبه الخائن الذي صار كالخادم المطيع يسعى لإرضاءها… وصلهم صوت أطفال ظافر ولوهله ظن إنهم سيطرقون بابه، لم يدم فضوله فقد تكفلت زوجته الغاضبة بفتح الباب وسد تساؤلاته بما يحدث، رأى شروق تعافر لفتح باب شقتها القديمة مع يحيى رحمه الله، ويوسف يحمل يحيى الصغير بين ذراعيه بينما فريدة تقف خلفها بملامح طفولية عابسة، سألت منار بخضة:
-شروق؟ في حاجه ولا إيه؟!
ارتبكت شروق واستدارت نحوهم بخجل وقبل ان تنطق سبقتها الصغيرة :
-احنا طفشانين من بابي!!
احمر وجه شروق وهمست موبخة:
-فريدة!!
ضاقت عيون منار بتفكير قبل ان تلتفت لمروان الذي أرتفع حاجبه بتعجب حين قذفته نظرة تكسوها التحدي ثم تركته واتجهت نحو صديقتها، حملت فريدة وسندتها علي خصرها وهي تقول بنبرة حازمة:
-انا هبات معاكي إنهارده!
لم تبالي شروق تلك المرة بلعب دور الصديقة العاقلة بل امتنعت عن المظر نحو مروان وقالت بمؤازة إنثوية:
-بيتك و مطرحك!!!

دلف جميعهم وانغلق الباب في وجهه مروان المنغمس في حالة من الذهول، زم شفتيه ثم اغلق باب شقته بعنف، حسنًا فلتفعل الوقحة ما تريد، وإن كانت تظنه سيحفي ويتوسل لتشفق عليه برضاها فهي مخطئة و مخطئة تمامًا….

***

حمحم مروان بحرج وحاول إعادة إنتباهه المشتت بذكرياته إلى ظافر الذي يتحدث بأمرٍ ما وانهاه بجديه تامة :
-حالتي دي مع شروق، المعنى الحقيقي لجملة يارب هرمونات الحمل تموت!!

تنهد فلن يفهم عمق تلك الكلمات سواه، تبادل الثلاثي النظرات بريبة قبل ان تملئ ضحكاتهم الرجولية السيارة، ضحكات كانوا بحاجة إليها، ضحكات أظهرت لهم كم يشتاقون لسيدات عرفوا مذاق المحبة و السعادة من أطراف ملاعقهن ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه نيران صديقه الحلقه1

 

تبدأ روايتنا في فيلا المنصوري…….
ندخل لنرى الكل يعمل بجد على قدم وساق اليوم، فاليوم عيد ميلاد مكة المنصوري.
و بالأعلى بإحدى غرف الفيلا المتعددة و تحديدا غرفة مكة تجتمع ثلاث فتيات.
تتساءل مكة ” إيه رأيكم كدا؟”.
أجابت سما مسرعة ” واو يجنن، اللون دا لايق عليكي”.
بينما ردت آية بتبرم “حرام عليكي يا مكة، دي رابع مره الشهر دا تغيري لون شعرك، كده هيبوظ، ويا ريته البعيد بيحس وإلا يفهم”.
تحدثت سما في ثقة” اسكتي إنتِ، مكة أنا حاسه إن باللوك دا والفستان دا تيم هيقر أخيرا ويقول إنه بيعشقك مش بيحبك بس”.
لتتنهد مكة واضعة يدها على صدرها “يا رب”.
بينما اعترضت آية ” احلموا انتم الاتنين مجانين وربنا”.

في الأسفل……………..
نرى رجل من الوهلة الأولى نعرف أنه عبدالله المنصوري
ينادي عبدالله “تيم، تيم تعالى”.
يقترب تيم ” أفندم يا عمي”.
فيحدثه عبدالله بهمس” كلمته؟”.
يجيبه تيم وعيناه على الفتيات الحاضرات للاحتفال “آه وأكدت عليه، بس اتأخر، ليه معرفش؟!”.
تضايق عبدالله “وبعدين لو مجاش يا ابني”.
وأمسك رأسه ليجعله ينظر له هو قائلا ” اهدى خيليتني”.
ليهدئه تيم “متخافش لو مجاش أنا بنفسي هاسافر أجيبه، لإن مكة خلاص آية وسما كلوا دماغها”.
” طيب هاطلع أقول لمكة تنزل”.
” عمي”.
“أيوه يا تيم”.
أخذ نفسا عميقا و قال ” ممكن النهارده أعامل مكة حلو، النهارده عيد ميلادها، أنا باعمل زي ما حضرتك عايز، بس مش عايزاها تزعل، إنت عارف دي زي أختي”.
” تمام هاطلع ليها أنا”.

في غرفة مكة…………….
دخل عبدالله
لتهتف مكة “بابي حبيبي”. واحتضنته
ليرد بسرور “قلب بابي”.
وبادلها الحضن وقبل خديها ورأسها قائلا
“كل سنة وانتِ منوره حياتي”.
لتتساءل في لهفة ” مرسي يا بابي، إيه الأخبار تحت”.
” كله تمام دا تيم بنفسه اللي بيشرف على كل حاجه”.
لتعتريها الفرحة ” بجد؟!”.
” أيوه طبعا، هو احنا عندنا أغلى منك،( وبانتباه) بس انتِ غيرتي لون شعرك تاني ليه؟”.
” آه حلو كده؟”.
ليهز رأسه يمينا و يسارا بتبرم “آه حلو، بس انتِ بخلقة ربنا أحلى”
لتوافقه آية” قول ليها يا عمي، أصل كلامي بيقف فالزور ليهم”.
لتعترض سما ” اسكتي انتِ، برده يا عمي الشكل مهم”.
مكة غاضبة “سما صح يا بابي”.
ليردعبدالله ” بكرة تعرفي مين الصح ومين الغلط، يلا اجهزي وحصليني”.
” أوك”.
وبعد خروج عبدالله التفت مكة لهم بفرح
” شفتم تيم بنفسه هو اللي بيشرف على الحفله”.
لتؤكد سما “أنا متأكده هيشوف الجمال دا هينطق”.
لتتساءل آية ” هو تيمور مش هيجي؟”.
تنهدت مكة قائلة في يأس” ماعرفش، أصلا من سنه مش بيكلمني معرفش ليه؟”.
تدخلت سما ” لو مجاش احنا مالنا، اللي يخصنا تيم”.
لترفع آية حاجبيها اعتراضا” صراحه لو قدامي الاتنين، اختار منهم ييقا تيمور طبعا”.
مكة بغضب ” نعم، قصدك إيه؟، وبعدين ريحي نفسك ابيه تيمور لا يمكن يبص ليكي”.
ليظهر الضيق على وجه آية قائلة ” ليه بقا؟ علشان فقيرة”.
أحست مكة بالاحراج” لا والله مش قصدي كدا، بس أصلا ابيه مش مركز في الموضوع دا”.
تساءلت سما بتركيز “ليه؟”.
أجابتها مكة بغيظ “أصل ييحب واحده وهي متعرفش”.
لتتساءل آية “وانتِ عارفه مين؟”.
عقدت مكة حاجبيها “لا معرفش، ومش عايزه أعرف”.
لاحظت آية تبدل ملامح مكة ” وانت زعلانه ليه؟”.
مكة بإنكار و تردد ” أنا، لا، مش زعلانه أصلا”.
ضيقت آية عينها بعدم اقتناع “يمكن”.
لتقاطع سما ذلك الجدال” يلا ننزل، الجنينه بقت تحفه”.
لتوافق مكة “يلا بينا”.

في حديقة الفيلا …………….
اقترب تيم من مكة قائلا بابتسامة ” كل سنة والبرنسس بخير”.
” وانت طيب”.
“هديتك على وصول، أو لو إتأخرت يبقى على بكره تكون قدامك”.
بلهفة قالت “و يا ترى إيه الهديه”.
” هتعرفي لما توصل، تعالي نرقص سوا”.
سيطرت على مكة فرحة كادت تجعلها تطير إلى السماء
” طبعا يلا”.

في ركن من أركان الحديقة كانت تراقبهما عيون سما وآية
لتقول آية بضيق” يا سما حرام اللي بتعمليه في مكة دا، انتِ عارفه إنها لا يمكن تكون لتيم”.
لترد سما بلا مبالاة ” عارفه بس هي غبيه، وتستاهل، تيمور دا ملكي أنا، وانتِ اسكتي وبس”.
لترد آية بحقد ” عارفه، أنا هاسكت فعلا، لأن مكة ماتستاهلش النعمه اللي هي فيها”.
لتبتسم سما ” يلا مكة بتشاور لينا، وافردي وشك دا”.
لترسم آية ابتسامة مزيفة” يلا بينا”.
وصلتا لمكة التي تساءلت ” كنتم فين؟”.
ردت سما” بنتفرج على الحفله، وبعدين هوانتِ فاضية لينا؟، انتِ مشغولة مع أستاذ تيم بتاعك”.
هتفت مكة في سعادة ” فرحانه جدا إنه رقص معايا،أخيرا اتكلم من غير تكشيرة”.
تساءلت سما “هنطفي الشمع وإلا إيه، الوقت إتأخر”.
” آه يلا، أنا كنت بنادي عليكم علشان كدا أصلا”.
اصطف الحضور أمام كعكة عيد الميلاد
عبدالله بهمس لتيم “مجاش”.
ليجيبه” هسافر ليه الصبح الإسماعليه”.
ليعلو صوت تيم “يلا يا برنسس مكه، اتمني امنيه و اطفي الشمع”.
لبثت مكة قليلا تفكر وهي مغمضة العينين ماذا تتمنى، فلم تجد أمنية سوى وجود تيمور، وجدت نفسها تلقائيا تقول اسمه
في نفس التوقيت كان تيمور يصف سيارته في حديقة الفيلا، وارتجل منها وملامحه تحمل حنين وقلق محدثا نفسه
(رجعت تاني، يا ترى إيه اللي اتغير هنا بعد سنه، من سنة زي النهارده قررت أسيبك، يا ترى أنا صح في رجوعي وإلا غلط). وأطلق تنهيدة (هيبان، كله هيبان يا مكة).
ودخل تيمور وشاهد الجميع ينظرون لمكة وهي تتمنى.
ليحدث تيمور نفسه (كان نفسي ابقى جنبك، وإيدي في إيدك، بس انتِ مصممه إن أنا ابيه وبس).
في نفس اللحظة قامت مكة بفتح عينيها لتراه يقف أمامها بشموخه، لم تصدق عينيها أغمضتهما و أعادت فتحهما ،نعم إنه هو تيمور الذي اختفى منذ عام، بدون أي مبررات ولا سابق إنذار، كانت تقسم أنها لن تتحدث إليه قط، لكن وهي تراه الآن أمامها ذهب كل شيء، ذهب القسم وتبقى فقط شوقها إليه، والذي إلى اليوم لم تعرف سببه، لا تعلم أن قلبها يعشقه، ولكن هي من سلمت مقاليد عقلها لصديقتها لكي تلعب بها كما تشاء.
همست مكة بفرحة ” تيمور”.
وتركت كل شيء وذهبت له وبصوت عالي “ابيه تيمور”.
وألقت بنفسها بين ذراعيه ” وحشتني قوي”.
تيمور كان حاله مثل حالها وربما أكثر بكثير ربت على ظهرها “وانتِ كمان يا مكتي، كل سنه وانت طيبه”.
نظرت له بسرور” فرحانه انك جيت، تعالى طفي معايا الشمع”. وقامت بمسك يده وتحركا سويا ناحية الحضور و كعكة عيد الميلاد، وقامت بإطفاء الشمع، بعدها قام الجميع بالسلام عليه وتعبيرهم عن مدى اشتياقهم له.
ليبتسم تيم ” منور يا حضرة الضابط”.


ليسأله تيمور “أخبارك إيه؟ لسه مطلع عين عمي”.
ليضحك عبدالله “الحق يتقال، مطلعها أكتر من الأول”.
لتضحك مكة “شكلك وحش، صحيح فين هديتي؟”.
” نعم أمال الأخ دا إيه” و هو يشير لتيمور.
مكة بعدم فهم ” يعني إيه؟”.
ليجيب تيم ” يعني حضرة الضابط المبجل هو هديتك، انتِ إيه رأيك”.
مكة بانبهار” يعني انت اللي رجعته”.
“اي نعم”.
مكة ألقت بنفسها داخل بين ذراعي تيم لتشكره وليس لحبها المزعوم له، لكن تيمور كان يعلم مشاعرها تجاه تيم، وتيم يعلم مشاعر تيمور وكان الوضع على صفيح ساخن.
أبعدها تيم بخفة و هدوء ” متشكر، كدا مهمتي خلصت”
و أكمل بمرح” أنا ضبطت الحفله، وكمان جبت تيمور باشا، أظن من حقي أبسط نفسي “.
ليتساءل عبدالله “ودا ازاي بقى؟”.
” أسهر مع الشله بره، سلام “.
وخرج مهرولا بسرعه قبل أي اعتراض.
لتقول آية لتيمور “حمد الله على السلامه”.
رد باقتضاب ” شكرا، عن إذنك”.
تساءلت مكة باندفاع” رايح فين؟”.
“هاشوف حاجه وجاي”.
مكة بغيظ “حاجة إيه دي؟”.
أمسكت آية ذراعها ” كبري دماغك، تعالي نرقص سوا، احنا مش كل يوم عندنا حفله”.
وبالفعل تحركت مكة، ولكنها كانت دائمة البحث عن تيموربعينيها،
استأذنت مكة” يوكا هاروح اشرب وآجي”.
“براحتك”.
ذهبت مكة لوالدها
“بابي هو تيمور فين؟”.
“ماعرفش ،تلاقيه في الجنينه اللي ورا، انتِ عارفه مش بيحب الدوشة”.
” أوك هاروح ليه”.
ذهبت مكة مسرعة لكن كان هناك من سبقها
في الحديقة الخلفية، و التي شهدت على مراحل عمر مكة وشهدت أيضا على أصعب حدث كان سببا في طلب تيمور نقله من القاهرة كلها.
تدخلت سما وقطعت حبل أفكاره
“وحشتك؟”.
رد تيمور باشمئزاز” استغفر الله العظيم، طلعتيلي منين؟”.
” مش مهم، المهم انت أخبارك إيه؟، لسه بتوحشك؟”.
” بقولك إيه اللي بتفكري فيه دا صعب، سامعه، وآه وحشتني، وهأهد أفكارك الخبيثه دي من عقلها، مش علشاني، لا علشانها هي وبس، علشان عمرها ما هتبقى لتيم، لأنه ببساطة مش بيحبها، ولا هيحبها”.
“هنشوف مين فينا اللي هيكسب، ويقدر يخلي مكة تسمع كلامه”.
“انتِ إيه؟”.
بكل جرأة أجابته ” أنا بحبك ومش هاتنازل عنك أبدا”.
وصلت مكة لتقول بصدمة “تيمور! سما!”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

رواية بدايه من النهايه الحلقه 1

 

جلست أمام المرأه كاعادتها تتأمل شكلها شعرها الذى بدأ فى التساقط بكثره وجهها الذي شحب عيناها التي كان يذوب الجميع في لمعتها أصبحت منطفئة،حتي أن حاجبيها لم يستطيعا الصمود بسبب هذا المرض الخبيث،تكره احساس الشفقة و لكنها تتجرعه كل يوم من كل مَنْ يراها ،تكره نظراتهم التي تُشعرها بالعجز، حتي الاطفال الان أصبحوا يخافون شكلها،تشعر بالمرار في كل مرة يقترب منها طفل،و قد تخلي عنها أيضاً اصدقائها لم يعد يزورها أحد منهم،تركها الجميع تتحمل هذا المرض وحيده،من اخبرك أن الأهل هم السند قد كذب،فها هم اهلها لا يعرفون شيئا،لا يعرفون أن هذا المرض ينهش في ابنتهم،ينتشر بها كما تنتشر النيران في الهشيم،لا أحد بجانبها و قد تعبت من المقاومة،تدعو الله أن ينقذها أن يأخذها إليه فقط هذا ما تتمناه.. (emma malik🙌♥)…

دلفت احد الممرضات الي الغرفه و قالت بأبتسامه: “رهف..يلا يا حبيبتي عشان تاخدى الجلسه”
التفت لها رهف و نظرت لها كانت رهف قصيره القامه و عينيها مطعمه بالون الأخضر مثل ورقه الشجر و بشرتها البيضاء التى تكسوها الحمره قليلا و جسدها كان متناسق و كانت فى بدايه العقد الثانى

أقتربت منها الممرضه و قالت بهدوء:
“انا عارفه ان صعب عليكي بس لازم تقوى يا رهف مينفعش تبقى كده..”

نظرت لها رهف و قالت بدموع:
“انا بقالى سنتين بتعالج خلاص فقدت الامل انا مش عارفه اخرج عشان مفيش شعر و تعبت انا تعبت اوووى…و ماما حتى مش بتكلف نفسها و تيجي تسأل عليا دى ما صدقت انى تعبت و رمتنى فى المستشفى..”

نظرت لها الممرضه بأشفاق ثم قالت بتفكير:
“مامتك بعتالك حد يا رهف بس انا خفت ادخلوا..”

نظرت لها بأستغراب ثم قالت بتساول :
“مين؟”

الممرضه بهدوء:
“اسمه عدى اكمل عايز يقابلك..”

رهف بفضول:
“طب داخليه كده..”

خرجت الممرضه و بعد دقائق دلف شاب فى نصف العقد الثانى كان ذو قامه طويله و كان عريض قليلا و ليش ممتلئ بعضلات كثيره جسمه رياضى و شعره كان ناعم مثل الحرير و كان قمحى البشره و عينيه صغيره و كانت بنيه و كان يزين وجهه الغمازات ابتسم و هو يتقدم نحوها ثم قال بهدوء:
“انتى بقى رهف..”

اعتدلت فى جلستها و قالت بتساول:
“اه انا..حضرتك مين؟ “

ابتسم عدى و قال:
“انا يا ستى عدى..انا دكتور نفسي مش هكدب عليكي بس مش والدتك الى بعتانى بس عشان نبدأ على نور كده..”

نظرت له بدهشه و قالت بغيظ:
“انا مش مجنونه على فكره”

ابتسم عدى و قال بسخريه:
” و هما الى تعبانين نفسيا لازم يبقوا مجانين ولا اي يا انسه رهف ..”

نظرت له بعدم فهم ثم قالت و هي تنظر للناحيه الأخري:
“ماما ديما بتقول كده “

جلس امامها على كرسي و أردف بهدوء:
“اول حاجه مش اي حاجه نصدقها غير قبل ما نفهم او نجرب او نسال….المرضى مش مجانين… عموما انا هتابع معاكى يا ستى بعد الجلسه هتلاقيني هنا و فى مفاجأه”

نظرت له بفضول ثم قالت بتساول:
“اي هي ..”

نهض و توجه نحوها ثن امسك يدها و جعلها تنهض و قال بأبتسامه:
“بعد ما تخلصى يلاااا…’

نظرت له ثم أخذتها الممرضه و جلس هو ينتظرها …مر الوقت و دلفت رهف جالسه على أحد الكراسي المتحركه و قالت الممرضه بهدوء:
“دكتور عدى ممكن تساعدنى”

نهض عدى و امسك يدها ثم ساعدها فى الجلوس على الفراش و خرجت الممرضه نظر لها و قال :
” استنى شويه و نبدأ؟ “

نظرت له برفض و قالت بتعب:
“لا عادى ..”

ابتسم و اخرج دبدوب من ورائه و قال بأبتسامه:
“دى اول هديه …كل يوم ليكي هديه بس عايز استجابه للكلام الى هقوله..”

التقطت الدبدوب بسعاده و قالت :
” اي ده الله حلو جدا شكرا “

ابتسم و قال :
” العفو …يلا يا ستى احكيلي ابتديتي ازاى”

تنهدت و عانقت الدبدوب ثم أستطردت بهدوء :
“من سنتين ابتديت اتعب و اكتشفت انى مريضه امى ما صدقت رمتنى هنا مش بتسأل عليا بابا و ماما منفصلين…بابا الى ديما بيسأل عنى ماليش حد اصحابي اختفوا .. بقيت لوحدى الدنيا اسودت قررت اواجه لوحدى..زى ما كنت طول عمرى لوحدى يعنى مش عارفه اضايقت المره دى ليه يعنى..ديما مش موجوده فى حياه حد بيبعونى عشان حد تانى بيجوا عليا كتير جيدا بسكت عشان بحبهم بس ديما كنت بكدب نفسي انهم ديما جمبي و بيحبونى قررت أفضل كده اقوم لوحدى و اواجه لوحدى عملت عالم خاص ليا عدت سنه و التانيه مفيش تقدم يأست بس ..”

نظر لها و قال بهدوء:
“ليه متقوليش مثلا ان انتى مشجعتيش نفسك صح”

نظرت له بحيره و قالت:
“ازاى يعنى “

ابتسم و أجاب بهدوء:
“مثلا بنلعب ماتش و الفريق بتاعنا خسران طول الماتش مفيش امل مفيش خالص و الفريق متقدم علينا ب 1 و هوب قبل ال دقيقه ال 90 و الوقت الاضافى جبنا جول و اتعدلنا”

نظرت له و قالت بتساول:
“هستفاد اي من التعادل.. و لو الفريق متقدم ب 2 يعنى ساعتها اعمل اي ما هى نفس الخيبه”

نظر لها و قال بدهشه:
“اي البؤس ده تعالى طب نحلها كده لو اتعادلنا كل واحد هياخد نقطه يعنى و لو متقدم ب 2 استفدت انى وريته انى مستسلمتش لآخر دقيقه و حاربت ..”

نظرت له و قالت بسخريه:
“و انا الى هحارب يعنى بتهزر انا بقع من اقل حاجه .. شخص جرحنى بعد عنى اختفى بقع “

اراح ظهره الى الخلف و قال:
“يبقى انتى استسلمتى من اول قلم و متكدبيش عليا و تقوليلي استحملت! انتى مستحملتيش اساسا ..ديما كنتى تقعدى و تعيطي و تقولى اشمعنا انا … ليه سبونى..ديما بتفكرى فيهم هما..ازاى يرجعوا مواقف تضايقك فتتعبي اكتر..و انتى مفكره انك لما تبقى كده هتعدى و المركب تمشي و تكسبي! مستحيل طول ما انتى ضعيفه يا رهف مش هتكسبي ابدا هتفضلى واقفه مكانك كده !! مش هتعملى اي حاجه ..الحياه هتمرمطك و هدوس عليكي مش هترحمك..الى عايز يعيش يبقى قوى و يقوى نفسه ميفقدش امل ميقعش يخلي فى ثقه.. يفرح نفسه و ميستنهاش من حد ..مش هقولك الدنيا بخير و الناس بخير نادرا ما هتلاقى بنى ادمين اساسا و فى ضمير..فاهمانى يا رهف ..”

نظرت له رهف و تقاطرت الدموع من عينيها و قالت :
” بس انا مش بحب ابقى لوحدى ..انا لما بتعصب على حد بكره نفسي و مش بعرف انام و ضميري انا مش بعرف ابقى زى الناس وحشه … انت الى فاهمنى محدش بيفهمنى محدش..خالص”

نظر لها و قال بثقه:
“طب تمام انا معاكى يا رهف..للاخر”

نظرت له و قالت بسخريه:
“انت دكتور و انا معرفكش..و انت متعرفنيش “

قاطعها قائلا :
“و مين قالك انى معرفكيش”

نظرت له و لم تجيب فقال هو :
“طب تمام اتفقنا .. اول حاجه استنى “

ذهب خلف الكرسي و امسك لوحات كبيره و اقلام كثيره و قال:
“هترجعى ترسمي و هترجعى حلمك اتيليه كبير فى باريس..”

نظرت للأشياء التي كان يحملها في يده و قالت بأستغراب :
“عرفت منين “

نظر لها و قال بأبتسامه :
“اجى بكره انشالله الاقى لوحه و ده رقمى..اي وقت كلميني و غير كده انهارده انتى هترجعى أحلامك و نفسك رجعى رهف القديمه اقعدوا قصاد بعض و اتكلموا كده و خليكي اقوى و انا معاكى..هيجيلك تانى يا رهف ..سلام”

نظرت له حتى اختفى من أمامها ثم نهضت و امسكت اللوحات و الأقلام و الفرشاه و جلست على الأريكه و و بدأت فى الرسم ..

مر الكثير من الساعات و هى امام اللوحه كان قد حل المساء صدح صوت طرق الباب و دلفت الممرضه فنظرت لها رهف و قالت و هي ترسم :
اتفصلي..”

أبتسمت الممرضه و قالت بهدوء :
“رهف جبتلك الغدا..و فى حد عايزك على التيليفون”

نظرت لها و قالت بتسأول:
“مين؟”

رفعت الممرضه أكتافها و مطت شفاها السفلى فالتقطت رهف الهاتف و قالت بهدوء:
“الوو.. “

اتاها صوته قائلا بمرح :
” يا هلا يا هلا شلونج احوالج و احوال اولادكج..”

انفجرت رهف ضاحكه و أستطردت قائله:
“بتقلب خليجي بليل و لا اي يا دكتور عدى ..”

ابتسم عدى و قال:
“ضحكتك حلوة على فكره…”

صمتت رهف و لم تجيب حتى قال هو بهدوء:
“خلاص خلاص..بتعملى اي ..؟”

رهف بهدوء:
“برسم حاجه مهمه جدا..”

أجاب عدي بثقه :
“حاجه مهمه يبقى بترسميني طبعا “

انفجرت رهف ضاحكه ثم قالت بهدوء:
“لا مش انت …برسم قلبي ..يعنى بحاول اوصف شعورى قلبي حاسس بأى “

ابتسم عدى و قال بهدوء:
“مقبوله منك ياستى..خلاص كلمنا بكره انشالله عن القلب ..:

رهف بهدوء:
“عدى..مش هتقولى مين الى قالك عليا”

عدى بتمثيل:
“اي ده عايز انام فجاه..تصبحي على خير يا رهوفة قلبي “

ثم أغلق الهاتف نظرت رهف للهاتف بدهشه أستطردت بضحك:
“مقبوله منك ماشي ماشي”

ابتسمت الممرضه و قالت:
“الحمدلله انه ظهر فى طريقك يا بنتي متعرفيش الخير فين “

نظرت لها ثم شردت قليلا و قالت فى نفسها:
“يا ترى عدى ممكن يكون الهديه الى ربنا بعتهالى عشان تنورلى حياتى…يعنى معقول يخليني ارجع متفائله تانى”

نفضت تلك الافكار من رأسها ثم نظرت الى لوحتها و قالت بهدوء:
“سيبيها على ربك..يلا نكمل..”

مر الوقت حتى اشرقت الشمس و كانت رهف قد غفت امام لوحتها من شده التعب طرق عدى الباب عدت مرات و لم تجيب فتح الباب و دلف وجدها نائمه ابتسم و قال بمرح :
“انتى يا الى اسمك رههههففف “

انتفضت رهف من نومها و قالت بنوم:
“اي ده الساعه كام..”

نظر عدى الى ساعته و قال:
“9 ونص يا فندم ..”

نهضت رهف و قالت بتعب :
” انا جسمي اتكسر ..”

عدى بأبتسامه:
“طب يلا هتعرفى تفوقى و تغيري لبسك ولا اي “

عقدت حاجبيها و قالت بتسأول:
“ليه؟”

عدى بأبتسامه:
“هخرجك..”

جحضت عينيها و قالت بسعاده:
“عااا هنروح فين ..هه هه “

ضحك عدى ثم قال بأبتسامه:
“أجهزى بس ..و هستناكى هنا “

دلفت الممرضه و قالت بتسأول:
“رهف اساعدك في حاجه”

قالت رهف و هى تركض ناحيه خزانه الملابس:
“لا لا لا هجهز انا “

ضحك عدى و الممرضه على سعادة رهف ..و بعد دقائق دلفت رهف خارج دورة المياه و قالت بحزن:
“عدى انا مش هعرف اخرج بشعرى كده ..معلش”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى