روايات رومانسية

روايه نقطه وسطر جديد الحلقه 2

 



دخلت “جوري” بنتها مرة واحدة و هي ماسكة في ايديها كتاب و سمر مازالت مخضوضة و متوترة لأنها فكرتها ” عمرو “
جوري : مامي هو يعني ايه كلمة ( Immigration)
سمر بخوف و هي بتقفل المكالمة : انتي انتي مش تخبطي وانتي داخلة هو انتي سمعتي حاجة يا جوري
جوري ببراءة : لا .. اسمع ايه
سمر : طيب انتي عايزة ايه دلوقتي
جوري : يعني ايه كلمة immigration يا مامي
سمر بعصبية : يووووه روحي اعملي بحث عنها في Dictionary
دخل عمرو في اللحظة دي
عمرو : في ايه يا سمر بتزعقيلها ليه انتي عملتي ايه لمامي يا جوري
جوري : انا بسألها عن معني كلمة مش عارفاها يا بابي قالتلي شوفيها في Dictionary
سمر : يا حبيبتي مش قصدي انا قصدي يعني شوفيها في Dictionary عشان متنسيهاش بعد كدا
عمرو بإقتناع: اه فعلا مامي عندها حق يا جوري عموما هي معناها هجرة
جوري : اوكيه يا بابي هروح اكمل الهوم وورك
___________________________________
في كافيه ( إسلام قاعد مع صحابه و متضايق بيفكر في موضوع الشغل و صحابه بيهزروا لكن هو مش معاهم )
معتز : بس بقا يا جماعة إسلام متضايق و مصدع
مرام: مالك يا إسلام
معتز : اصل مش عارف يتعين في الجامعة متقبلش
إسلام : معتز خلاص
مرام: يا سلام قول انت بس و من بكرة اخليك تتعين في اي جامعة انت عايزها
إسلام قام من علي الكرسي : ميرسي يا مرام لما احتاج واسطة باباكي هبقي اقولك
____________________________________
رجع البيت و كان قاعد لوحده مخنوق
دخلت نور غرفة إسلام كان قاعد في اوضته مخنوق من اللي حصله انهاردة كل حاجة بالواسطة حتي التعيينات فاق علي صوت نور و هي بتقوله
_ إسلام .. لوما يلا عشان الغدا جاهز
إسلام : ماليش نفس
نور قربت منه و طبطبت عليه: معلش يا لوما والله هتتحل و بعدين يا عم ده المدرسين بياخدو قد كدا و مرتب احسن من المعيد
إسلام بنبرة حزن: انا كنت بذاكر و بتعب عشان اتعين معيد في الجامعة يا نور و في الاخر يرفضوني عشان يعينو ولاد الدكاترة و قرايبهم و اللي معاهم فلوس
نور : ربنا هيعوضك بأحسن من كدا ولله و بكرة تقول نور قالت و يلا بقي عشان تتغدا
اسلام :ماشي

علي ترابيزة السفر
اسلام و نور قاعدين علي كرسين جنب بعض و حسان ( باباهم ) قاعد في اول كرسي و من الناحية التانية عدي اخوهم الكبير و جانبه والدتهم ( شاهيناز )

اسلام بيمد ايده و ياخد من طبق المحشي اللي قدام عدي

عدي بعصبية : يووووه مش قدامك طبق كل منه
اسلام بنفس نبرة عدي: والله طبقي خلص ولا انت مش شايف مثلا
حسان بصوت عالي : ايه في ايه انت و هو هنبتدي خناق ع الأكل
نور : خلاص يا اسلام كل من طبقي و انا هدخل اجيب من جوة طبق تاني
___________________________________
بعد الغداء كان عدي بيحاول يقنع والدته كالعادة و هي باين عليها مش موافقة
عدي: يا ماما عشان خاطري بقي وافقي
شاهيناز : انت عارف ان صاحبتك دي انا مش مرتاحلها
عدي :يا ماما هي هيام عملت ايه بس و بعدين انتي شوفتيها مرة واحدة علي فكرة يعني يا شوشو ملحقتيش تعرفي البنت كويس اومال الخطوبة اتعملت ليه ما تتكلم يا بابا
حسان: انا عن نفسي موافق طالما ابنك بيحبها و هي كمان بتحبه ايه المشكلة سيبيه يختار
شاهيناز : انا بس يا حبيبي قلبي مرتاحلهاش حسيتها مش صريحة كدا و بعدين انا كنت حاطة عيني علي مريم بنت دكتورة زميلتي بصراحة البنت محترمة و بنت ناس و زي القمر يعني مش ناقصها اي حاجة و شكلها يعني بتحبك
عدي : يا ماما مريم بنت كويسة جدا ولله و جميلة جدا بس انا بعتبرها اختي محستش خالص قبل كدا إنها حبيبتي يعني ولا يرضيكي اخطبها و اظلمها وانا مش بحبها
شاهيناز : خلاص يا حبيبي اللي تشوفه حدد ميعاد معاها و نروحلها
عدي بسعادة مسك ايد والدته باسها : أيوة بقي يا شاهي ربنا يخليكي لينا يا حبيبتي
___________________________________

تاني يوم كان اول يوم ل نور في الوظيفة

وصلها علي بعربيته للمدرسة
علي : ايه يا ناني مالك يا حبيبتي اهدي كدا
نور : خايفة اوي يا علي دي اول مرة هدرس فيها
علي : حبيبتي متخافيش ده زي شكة الدبوس
نور بسخرية : علي اساس ان شكة الدبوس مبتوجعش يا غبي
علي ضحك : دایما كبسانى كده
نور بصت ع الساعة : لقد حان وقت المغادره .. يلا روح انت بقي
علي : هتوحشيني
نور : وانت كمان يا بيبي
علي : اموت انا في بيبي دي

دخلت الفصل و هي قلقانة و خايفة كانت بتروح تدريب العملي لكن المرة دي هتشرح و تتحمل مسؤلية بتدعي في سرها اول يوم يعدي علي خير و خايفة خصوصا أنها هتتعامل مع طلبة صبيان مش بنات لكن بررت لنفسها ان التوتر ده عشان اول يوم لكن بعد كدا هتاخد عليهم

دخل كل الطلاب الفصل ( الصف الأول الاعدادي )

نور بجدية : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

احد الطلاب : بركاته ولا بركات الأهلي

كل الفصل بيضحك علي هزاره

نور بعصبية و صوت عالي: انتو بتضحكوا عليه لما اقول السلام عليكم تردوا السلام مش تتريق حضرتك

الكل : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

نور : اتفضلوا اقعدوا ما عدا انت أيوة انت خليك واقف

قربت منه و بهدوء : ينفع اللي انت قولته ده يا انت اسمك ايه

الولد بسخرية : اه ينفع اسمي سمير
نور بغضب : ينفع ينفع سيادتك تتريق علي كلام ربنا ايه فاكر نفسك ظريف مثلا
سمير : في ايه يا ابلة فوكك مني و اشرحي الدرس ولا اخرجي و سيبنا نلعب
نور : انت انت ازاي تكلمني كدا ماشي انا هندهلك المدير يتصرف معاك

خرجت نور و هي متعصبة قابلت الوكيل في الطرقة

نور : مستر محسن مستر محسن من فضلك دقيقة

محسن : أيوة
دخل محسن معاها الفصل و شرحتله الموقف كلو
محسن : في ايه بس يا استاذة نور الولد مغلطش فيكي و بعدين هما طريقة كلامهم كدا
نور بدهشة : نعم مغلطش فيا ازاي حضرتك ده اتريق ع كلام ربنا و استهزأ بيه بغرض التريقة
محسن :يا استاذة نور إن الدين يسر و ليس عسر
نور : بس حضرتك دي سخرية و ده ذنبه كبير عند ربنا .. ربنا سبحانه و تعالي قال :يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون* ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين
محسن : صدق الله العظيم بس دول اطفال اكيد ميقصدش و اهو خلاص عرف غلطه و مش هيكرره اشرحي الدرس عشان الحصة متخلصش
نور : يعني حضرتك شايف ان ده عادي اوكيه تمام

خرج أستاذ محسن و بدأت نور تعرف نفسها عليهم

نور : اتمنى الموقف ده ميتكررش … انا اسمي مدموزيل نور مش ابلة ولا مس .. مدرسة فرنساوي
____________________________________
سافر عمرو مع بهاء و بالفعل عمل توكيل ل سمر بالتحكم في كل شيء

في الشركة

هاني كان موجود و معاهم محامي و سمر مضت علي ورقة الشراكة بينهم و كان معاها حسام

هاني : واخيرا بقي مبروك علينا يا مدام سمر
سمر : الله يبارك فيك
هاني : صحيح انتي واثقة انه هيطلقك
حسام : و لو مرضيش نخلعه يا حياتي
هاني ضحك: تعجبني دماغك يا حوس وانا هوكلك المحامي الكبير بتاعي و اعتبري القضية ناجحة و انك خلاص خلعتيه هو راجع امتي صحيح
سمر : بعد بكرة
هاني : انا هموت و اشوف منظره و هو خسران طب ما كان من الأول يلا يعيش و ياخد غيرها بقي
____________________________________
دخلت نور غرفة إسلام و هي باين علي ملامحها السعادة
نور : إسلام لوما
إسلام : ايه يا نور في ايه
نور : لقيتلك وظيفة يا عم
إسلام : بجد فين
نور : في مدرسة خاصة بنات ثانوي أيوة يا عم والعة معاك
إسلام بضيق: مدرس اشتغل مدرس
نور بسخرية : اومال هتشتغل مهندس مثلا يابني انت خريج تربية هتشتغل ايه حضرتك
إسلام : كان نفسي اشتغل معيد
نور : حبيبي أفهم محدش عارف الخير فين ما يمكن ربنا كاتبلك الخير هنا
إسلام : طيب

موبايل إسلام بيرن كان معتز صاحبه
نور : طيب ده عنوان المدرسة متنساش تروح بكرة
_____________________________________
نور اتصلت ب “علي” خطيبها كان انتظار اتصلت علي الرقم اللي اخدته منه كان انتظار بعد 5 دقايق اتصل عليها (على)

نور : علوش حبيبي
علي : نور ازيك معلش يا قلبي كنت بكلم واحد صاحبي
نور في سرها : صاحبك برضو يا حيوان ماشي يا علي

نور : ولا يهمك يا حبيبي اصل انت وحشتني اوي يا لولو و عايزة اشوفك
علي : وانتي كمان يا حياتي بس بلاش لولو دي عشان دي بتتقال للبنات بس وانا راجل يا حبيبتي
نور : هههه حاضر يا حبيبي المهم عايزة اشوفك بقي
علي : اكيد طبعا من عينيا تحبي نروح فين
نور : نروح مطعم بيتزا هت ممكن
علي : ماشي اجهزي و هستناكي

قفلت نور معاه و غيرت هدومها و كلمته استناها في العربية لأنه ساكن معاها في نفس العمارة وصلوا المطعم و طلبت نور اوردر كبير و غالي و دي مش عادتها

علي : حبيبتي انتي هتاكلي ده كلو متأكدة
نور بدلع : ايه يا علوش مالك مستخسر فيا
علي : ها لا طبعا انا اقدر برضو

بعد 10 دقايق كان الاوردر جهز و الجرسون نزلهم الطلبات
نور اخدت قطعة صغيرة من البيتزا : هات موبايلك يا علي
علي و هو بياكل اللقمة وقفت و بيكح : احم
نور : يا روحي شرقت اشرب ماية
علي بخوف : حاا ضر
نور : هات موبايلك يا علي
علي بتوتر و كأنه متردد يعطيها الموبايل : اتفضلي
نور بعصبية : نعم انت هتستعبط افتح الباسورد

علي فتح الباسورد و اعطاها الموبايل مرة تانية

فتحت نور الموبايل و دخلت علي كذا برنامج و فتحت الواتساب آخر محادثة مكتوب فيها من بنت

_ بس كنت قمر انهاردة يا بيبي
علي : بعتلها ايموشن 🙈 قرد بيتكسف

نور دخلت ع باقي المحادثات و اتأكدت ان علي فعلا بيخونها و مع 4 بنات تانيين حدفت الموبايل علي الترابيزة

نور بعصبية : بتقولك كنت قمر يا بيبي لا و باعتلها قرد بيتكسف

ضربته نور بالبوكس علي خده

نور : ده عشان تتكسف تاني يا حبيبي و تخبي وشك و تبعتلها قرد مكسوف

علي ايديه علي وجهه و بتألم
علي : نور اهدي الناس بتتفرج علينا
نور خبطت الكرسي في الحائط : خليهم يتفرجوا يا حبيبي و يعرفوا ان خطيبي بيخوني خليهم يتفرجوا

خرجت نور من المطعم و علي شاور للجرسون يحاسب
علي : الحساب من فضلك
الجرسون : اتفضل يا فندم
علي بصدمة : يا نهار اسود دي كملت طالبالي اوردر ب 499 جنيه هاتلي يابني باقي الأكل ده تيك اواي
الجرسون :تحت امرك يا فندم

دفع علي الحساب و اخد الاوردر تيك اواي و كانت نور لسة واقفة مستنية اي تاكسي

علي : نور استني بقي
نور : ابعد عني ملكش دعوة بيا فاهم عاملي فيها مكسوف يا عينيا
علي : خلاص بقي يا نانا ده انا حتي بعتلها قرد مكسوف بس ولله مردتش عليها
نور بعصبية : ابعد عني
علي : طب خدي الاكل بتاعك اللي انتي مش اكلتيه طلبتهولك تيك اواي
نور اخدت منه الاوردر و مشيت قدام

نور بصوت عالي و بتصطنع البكاء : يا كابتن يا شباب الحقوني الشاب ده عايز يتحرش بيا ايه يا رجالة هو مفيش راجل يدافع عني ولا ايه

معظم الشباب اللي في المكان مسكوا علي و ضربوه و نور ضحكت و ركبت تاكسي

نور : الحمدلله ده انا مكلتش غير 2 سلايس بس من البيتزا كويس انه طلبلي الاوردر كلو طلعت ذوق يا علوش
_____________________________________
في المساء
علي كان في الصالون و قاعد مع إسلام و علبة الشبكة قدامه

علي : إسلام انا عايزك تساعدني ان نور تديني فرصة انا مش عايز اسيبها يا إسلام ادخل أتكلم معاها و عقلها والله العظيم انا بحبها
إسلام : يعني هو انا سكت يا علي ما هو علي يدك من شوية كلمتها قدامك و انت عارف دماغها انشف من الحجر اعملها ايه يعني

خرجت نور من غرفتها

نور : هيكلمني يقولي ايه يعني يا علي انت عارف دي المرة الكام بسامحك فيها وانت مبتعقلش و بقول يا بت عدي يا بت خلاص اخر مرة لكن واضح ان ديل الكلب عمره ما هيتعدل اتفضل شبكتك اهي و دي كل الهدايا بتاعتك كمان مع انك زبالة و خونتني و متستحقش تاخدهم بس انا عندي أخوات و يمكن بكرة يحصل معاهم كدا خد حاجتك و روح ارتبط ب 2 و 4 و 10 براحتك يا علي و اتفضل بقي من غير مطرود اظن انت عارف مكان الباب فين

عدي دخل في اللحظة دي
عدي: عيب كدا يا نور في ايه
نور : مش عايزة أشوف وشك هنا اتفضل
علي : طيب انا خارج و خليكي فاكرة اني جيت اصالحك وانتي مصممة علي رأيك

خرج علي و قفل الباب وراه بعصبية
عدي بعصبية : ممكن أفهم ايه الموقف الزبالة اللي حضرتك حطيتينا فيه ده
نور ببرود: إسلام هتروح بكرة المدرسة
عدي : متغيريش الموضوع جاوبيني
نور : انت بتزعق ليه دلوقتي
إسلام : نور انتي مكنش ينفع تعملي فيه كدا طب حتى كنتي خدي رأينا انك هتسيبيه
نور بصتله : كنت لازم اعمل كدا ماهو انا لو كنت جيت قولتلكم كنتو هتدخلوا معايا في مناقشات و حوارات عشان اسامحوا و انسي و ده خطيبك و بيحبك و صلي علي النبي و هيتعدل و الكلام ده
عدي : ده مش لعب عيال يا حبيبتي عايزة تفركشي كان ممكن تاخدي رأينا و نتنيل نحل الموضوع لكن تروحي تضربي الواد و تدفعيه اوردر كبير و تطرديه من الشقة علي ايه ده كلو و بعدين انتي مكملتيش كام شهر مخطوباله
نور : اهو الكام شهر دول عدو عليا كأنهم سنين مبقتش طايقاه بني آدم مقرف كداب و خاين ده مسبش واحدة من صحابي الا و حاول يكلمها
إسلام : نور مش هو ده اللي جيتي اتحايلتي علي بابا و ماما يوافقوا عليه و قولتيلنا نساعدك عشان يوافقوا عليه ده ماما لما كانت تسألك ايه اللي عاجبك فيه هبيتي فيها و قفلتي اي باب للمناقشة و قولتي دي حياتي وانا حرة فيها
نور : كنت غبية و اتخطبت له و اكتشفت أن اختياري ده كان غلط و قررت خلاص اصلح غلطي فيها ايه يعني و بعدين يعني معروفة الخطوبة الاولي اتعملت عشان تتفسخ اصلا
عدي: شايف طولة لسانها لا الهانم بتهزر كمان و بتضحك
نور : ايه يعني لما اهزر و اضحك اومال يعني اعيط و اغني ظلموني علي ايه

خرج عدي و هو مخنوق من تصرفات أخته

إسلام : بس قوليلي انتي عرفتي ازاي ان علي بيخونك
نور : بص يا ايسو انا الأول كنت شاكة فيه و بعد كدا اخدت موبايله في مرة و كان عامل نظام كدا يحط 3 أرقام في العرض و بعدين فكرت اشوف مين الارقام دي لقيت رقمي و رقمين تانيين و بعدين حفظتهم و سيفتهم عندي و اتصلت قبلها بيوم عليه بالليل لقيته wait و اتصلت ع رقم منهم كان wait برضو وقتها اتاكدت انه بيخوني و بعدها الرقم رد و كانت بنت
اسلام : الله عليكي بس فيه حاجة معقولة يعني الرجالة ضربوه كدا هي رجالة مصر بقت بخير
نور ضحكت : لا طبعا يا لوما دول رجالة كدا الواد ميشو بعتهملي و اديتهم فلوس و منهم ناس برضو ضربوه معرفهمش بس من الشارع
إسلام : اوووه لا ده انتي طلعتي دماغ ولله بس علي صعب عليا الصراحة مع انه يستاهل الواطي ده
____________________________________
تاني يوم استلم اسلام وظيفته الجديدة
في فصل بنات (فصل 2 ثانوي )

معظم الفصل بيتكلم في مواضيع مختلفة

بنتين بيتكلموا مع بعض

البنت 1 : انتي عارفة اصلا يا بنتي الفيلم كان تحفة بجد و لا البطل هيييح كان فظيع جدا انا لازم اشوف الجزء التاني عارفة بقي كانت البطلة

البنت 2 : ندي اسكتي المستر دخل
ندي: طيب يا روان

دخل إسلام الفصل و اتكلم باللغة الفرنسية
إسلام: bonjour ( صباح الخير )
الكل وقف : bonjour

ندي : بقولك بقي البطلة كانت لابسة فستان كدا سواريه لونه احمر
روان : واااو بجد نفسي اشوفه

إسلام لاحظ صوت لكن مش قادر يحدد منين لكن واضح ان الصوت من الصف التاني

إسلام : Asseyez vous (اتفضلوا اجلسوا )

روان : ندي اسكتي يخربيتك المسيو تقريبا اخد بالو اننا بنرغي
ندي : فوكك بصي متنسيش تفكريني اوريهولك ها

مسك ( إسلام ) قلم السبورة و كتب التاريخ و عنوان الدرس

روان : كان نفسي اجي معاكي السينما و اشوف الفيلم ده
ندي : خلاص الجزء التاني لما ينزل مصر هحجزلك معايا

إسلام : معاكم مسيو اسلام مدرس الفرنساوي هناخد verb etre و نراجع ع الضمائر

je يعني انا

الكل : je
إسلام : je suis يعني انا اكون
Tu
il
Elle
Vous

ندي بصوت عالي : نسيت اقولك بقي تسريحة شعرها يا بت يا روني كانت كيرلي و يلهوي كانت تجنن

إسلام ترك القلم و وضعه علي الترابيزة و قرب منهم

إسلام : ايه اللي كان يجنن ده
ندي و روان كاتمين نفسهم من الضحك و الإحراج

إسلام : بترغوا في ايه من ساعة ما دخلت مبطلتوش رغي

ندي ضحكت
إسلام : أيوة بتزغزغك يعني
روان : ههههههههه سوري يا مسيو بجد مش هنضحك تاني
إسلام : طيب اتفضلي قوليلي انتي و هي تصريفات verb etre
روان: احم هاا
ندي : ههههه سوري يا مسيو اصل احنا ثقافتنا انجلش ف الفرنساوي ده مش بنفهم فيه اوي يعني كلمتين بننجح فيهم و خلاص
إسلام ضحك : لا بجد
ندي و روان :ههههههه أيوة
إسلام بعصبية : مش كفاية ضحك بقي
ندي : هي اللي بتضحكني يا مسيو
روان : انا برضو
إسلام بحدة : خلاص كفاية اتفضلوا اقعدوا و كفاية ضحك ممكن
____________________________________
حددت هيام مع عدي ميعاد يقابل والدها

و بالفعل كان عدي اتفق مع والدته و والده علي ميعاد مناسب و وصلوا العمارة هو و نور و اسلام و والدته و والده

شاهيناز : يعني هي ساكنة في انهي دور فهمنا اتصل عليها
عدي : حاضر يا ماما بتصل اهو .. أيوة يا حبيبتي بقولك احنا وصلنا ااه اطلع انهي دور امممم طيب هطلع و اكلمك
قفل عدي مع هيام و ملامح وجهه متغيرة لكن حاول ميظهرش

شاهيناز : ها انهي دور
عدي : الأخير
حسان:طيب افتح الاسانسير يا إسلام

دخلوا الأسانسير و وصلوا الدور الأخير و بعدها طلع عدي فوق السطوح و هما مستغربين لكن طلعوا وراءه

شاهيناز : عدي فهمني احنا طالعين هنا ليه
عدي وقف مرة واحدة : ماما هيام قالتلي أنها ساكنة فوق السطح من فضلك يا ماما نتكلم في اي حاجة لما نروح
شاهيناز بصدمة: شايف ابنك بيحطنا قدام الأمر الواقع ازاي ماشي يا عدي حسابنا معاك في البيت مش هنا

كانت هيام ساكنة في منزل صغير فوق السطوح

عبارة عن غرفتين و حمام و مطبخ صغيرين و صالة ضيقة جدا عدي فعلا اتفاجأ بكل حاجة هو كان عارف ان مستواها ضعيف لكن متوقعش انها عايشة فوق السطوح في اوضتين رحبوا بيهم أهل هيام كان عندها اختين صغيرين في ابتدائي و والدها و والدتها
والدها ( صابر ) ماسك شيشة و بيشرب و لابس هدوم داخلية فانلة حمالات و شورت ابيض و ده منظر غير لائق تماما اما والدتها باين عليها الطيبة لكن جالسة على الارض نظرا لعدم وجود كراسي

صابر : يا اهلا و سهلا بالضيوف تعالي يا بت يا هيام قدمي للضيوف حاجة تشربوا ايه
شاهيناز : لا شكرا مالوش لزوم
صابر : لا ولله لازم تشربوا حاجة لا مؤاخذة ملحقتش اغير هدومي و البت هيام استعجلتني هاتي يا بت يا روحية الجلابية بتاعتي
روحية: حاضر يابا

والدة هيام ( أمينة ) : يا اهلا و سهلا شرفتونا ولله اومال فين الباشمهندس عدي
عدي : انا يا طنط ازيك
أمينة : اهلا يابني فعلا زي ما هيام وصفتلي ربنا يحميك
عدي: ربنا يخليكي يا طنط
حسان : اومال فين العروسة
أمينة : اهي جاية يا هيام تعالي سلمي علي الضيوف

خرجت هيام و علي ايديها صينية الشاي و قدمته

نور بابتسامة : ازيك .. انا نور اخت عدي
هيام : ازيك يا نور اسم علي مسمي ولله
نور : ميرسي

إسلام بيهمس ل نور في اذنيها: امك ناوية لعدي الليلة شايفة بتبصله ازاي الواد ده هيتمرمط ولله
نور : علي فكرة مش بالماديات ولله شكلهم ناس طيبين بس بصراحة ابوها ده مسخرة بالشورت اللي لابسه ده
اسلام : طب بس اسكتي لاحسن ياخدو بالهم مننا
____________________________________
بعد ما روحوا البيت كان عدي منتظر محاضرة والدته و غضبها منه

شاهيناز بعصبية : كدبت عليا ليه لما سألتك عن مستواها و قولتلي معرفش
عدي : عشان فعلا مكنتش اعرف يا ماما اتفاجأت زيي زيك ولله العظيم
حسان : خلاص يا شاهيناز بكرة نتكلم
شاهيناز : لا مش بكرة انهاردة انت ايه رأيك يا عدي
عدي: اللي شوفته انهاردة مش هيغير حاجة عادي
شاهيناز بنرفزة : نعم يا حبيبي مغيرش حاجة ازاي انا متوقعتش ان مستواها كدا دي كدبت عليك مقالتش مستواها ايه
عدي قاطعها: لا يا ماما هيام مكدبتش هي اصلا مقالتليش قبل كدا مستواها ايه ولا انا سألتها لان مكنش فارق معايا و مازال
شاهيناز : بس هي عارفة يا عدي مستوانا ايه هي عارفة أننا الحمدلله مستوانا المادي كويس و اعلي منها بكتير فيه فرق شاسع ما بين واحدة عايشة في أوضة فوق السطوح و بينا
عدي بسخرية : اه يا ماما احنا عايشين في قصر معلش احنا مستوانا متوسط علي فكرة لا احنا عندنا قصر ولا فيلا
حسان : يوووه كفاية بقي يا عدي عيب اوي كدا
شاهيناز قعدت جنب عدي و حاولت تتكلم بهدوء: يا حبيبي افهمني طب سيبك من المستوي المادي انا مش هبص عليه ده مستوي اجتماعي ينفع تناسبه ده والدها قابلنا بمنظر مش كويس خالص ولا طريقتهم في الكلام صدقني يا عدي عدم التكافؤ والفرق في المستوى هيعمل مشاكل كتيرة بعد الزواج انت بتفكر بعاطفتك بس لو اتجوزتها هتقل المشاعر وهتبتدي تشوف اللي انت عارفه و بتتغاضي عنه دلوقتي ومع الاسف هتكون جوازة فاشله اسمعني بقي يابني الله يخليك شايف والدها بيتعامل معانا ازاي شايف الفرق بينا و بينها ياريت تنهي الموضوع ده من دلوقتي احسن ما تتعب بعدين في المستقبل
عدي : يا ماما انا بحبها ارجوكي كفاية بقي انتي ظالماها هيام بنت كويسة جدا صدقيني يا ماما
شاهيناز بنظرة حزن : انا داخلة اوضتي يارب بكرة تكون عقلت

دخلت والدته غرفتها و هو متضايق و في نفس الوقت مصدوم من مستواها لكن حبه ليها كان اقوي من انه يبص للشكليات دي
بيفكر هو ممكن كلام والدته يكون صح ؟ممكن فعلا هيام تتغير بعد الجواز ؟ممكن الفرق في المستوي المادي و الاجتماعي يفشل علاقتهم؟ أسئلة كتير جواه لكن اللي واثق من إجابتها انه بيحب هيام جدا عشان كدا قرر ميستسلمش و ينفذ وعده ليها بيبص ل نور و اسلام و والده اللي مشغولين بمشاهدة فيلم

عدي : نور هو انتي ايه رأيك
نور : بص يا عدي انا دايما مقتنعة ان اكيد الانسان مبيختارش اهله ولا مركزه ولا بيئته بس بيختار بعقله هو هيكون ايه عشان كدا المستوى المادي ده بالنسبة لي مجرد شكليات الأهم الشخصية و الإنسان اللي هتعامل معاه و انا حاسة أنها كويسة و الله اعلم انت ادري
عدي:صح يا نور عشان خاطري بقي كلميها والنبي ماما بتسمع كلامك و بتقتنع بيه خليها توافق نزورهم تاني و نتفق علي الخطوبة
نور : ماما يومين بس و هتهدي و ان شاء الله تقتنع متقلقش سيب الموضوع ده عليا
عدي قرب منها و باسها من رأسها : ربنا يخليكي ليا يا احلي نور في الدنيا

نور : اه صحيح نسيت أقولكم دي ياسمين بنت خالتي كلمتني و قالتلي اخد نسخة المفتاح اللي سابتها معايا عشان مهندسة الديكور هتظبط حاجات في الشقة و اخوها للاسف سافر مع صحابه اسكندرية و مش هتأمن لحد عليها غيري لحد ما ترجع هي و أكرم من شهر العسل
حسان : خلاص يا بنتي روحي بس شوفي مامتك الأول بس هي بعيد هتيجي كل يوم ازاي
نور : مانا هقعد هناك اليومين دول في الشقة بتاعتها و هاخد معايا طقمين و متقلقوش هطمنكم عليا
اسلام : أيوة بس ازاي تقعدي لوحدك
عدي: أيوة فعلا مينفعش
نور : يعني اعمل ايه يا اسلام انت عارف انا بحب ياسمين جدا و للاسف مقدرتش اقولها لا و هي مش هتأمن حد علي شقتها و حاجتها غيري و بعدين دول يومين يعني
حسان : خلاص يا حبيبتي روحي
نور : طيب بابا انا هاخد عربيتك عشان انت عارف المواصلات و كدا و خلي عدي يوصلك بعربيته بقي
عدي : عشان تعمليلنا حادثة بيها
نور : علي فكرة انا بعرف اسوق ها ريح نفسك يلا انا داخلة اصالح شاهي
____________________________________
في اليوم التالي
في باريس
كان عمرو بيتكلم مع بهاء

عمرو : بيبو خلاص بقي هنرجع بكرة مصر انت خلاص بقيت كويس الحمد الله
بهاء : بجد يا عمو
عمرو : طبعا بس قبلها هخرجك انهاردة و افسحك شوية و نشتري شوية حاجات
بهاء بسعادة: انا بحبك اوي
____________________________________
نور كانت بتجهز شنطتها و جهزت طقمين سمعت صوت زغاريط من البلكونة طلعت تشوف مين كانت والدتها واقفة في البلكونة

نور : ماما مين اللي بيزغرط
شاهيناز : ها لا مفيش
نور : ده جاي من عند شقة نسرين
شاهيناز : صحيح هتمشي امتي
نور لاحظت ان مامتها بتغير الحوار
نور :ماما في ايه

في اللحظة دي خرجت ” نسرين ” صديقتها و جارتها في البلكونة و معاها ” علي ” خطيبها السابق

نسرين : مش تباركيلي يا نونا انا و علي اتخطبنا
نور حاولت تتماسك : بجد مبروووك يا علي الف مبروك
نسرين بتضحك : عقبالك يا نونا
نور : اكيد يا حبيبتي بس هستنضف وقتها
دخلت والدتها و نور معاها و رزعت باب البلكونة وراها اول ما دخلت اترمت في حضن مامتها و عيطت
نور : دي صاحبتي يا ماما صاحبتي و و علي
شاهيناز : بس يا نور اهدي دول ميستاهلوش ولله مش عارفة كان عاجبك فيه ايه بس طب ولله فرحت انك سبتيه بكرة يجيلك اللي احسن منه ولله
نور : صعبان عليا صاحبتي يا ماما دي كانت صاحبتي هي و ميار و خايفة علي يبعد ميار عني
شاهيناز : لا معتقدش ميار بنت جدعة و بتحبك جدا متنسيش كانت بتقولك علي كل بلاوي علي المهم حبيبتي قومي اغسلي وشك كدا و روقي
نور : انا فعلا مبسوطة عشان عرفتها علي حقيقتها كان عندك حق يا ماما لما قولتيلي مش بترتاحيلها
شاهيناز : عشان بعد كدا تسمعي كلامي

خرجت نور و راحت شقة ياسمين بنت خالتها و كانت كلمت المهندسة و العمال و كملوا شغل فيها
_____________________________________
رجع عمرو من السفر كان محتاج يحضن مراته و بنته جدا اول مرة يبعد عنهم و يسافر لوحده كان مفتقدهم جدا دخل الفيلا و لسة هينادي علي سمر اتفاجأ بوجود هاني عدوه و حسام و 2 تانيين ميعرفهمش لكن واضح من شكلهم انهم بودي جاردز

عمرو بعصبية : انت انت بتعمل ايه في بيتي يا هاني
هاني ضحك و رد بسخرية : بيتك ههههه انا بعمل ايه هنا عشان انا شريك دلوقتي في الشركة و طبيعي اكون موجودة في الفيلا عندك
عمرو : سمر في ايه هو ايه اللي بيحصل ده فهميني
هاني : فيه ان مدام سمر خلاص بقت شريكتي ما هي وافقت ع العرض بتاعي
عمرو بصدمة: انتي يا سمر تعملي فيا كدا

وضع ايديه علي رأسه من الصدمة و مش مصدق اللي حصل قرب منها و مسكها من ايديها بقوة و قال بعصبية
عمرو : ردي عليا طب هو هددك عملك حاجة عشان تمضي صح
سمر : لا معمليش حاجة انا مضيت بمزاجي
عمرو : مش قادر أصدق انك زبالة اوي كدا
سمر : ليه يا عمرو ايه شوفتني في وضع مش كويس انا عملت اللي كان لازم يتعمل من زمان بس كنت مأجلاه اه صحيح نسيت أعرفك حسام حبيبي و قريب هنتجوز

عمرو ضربها علي وشها جامد و صرخ : انتي طالق اطلعي برة
حسام : انت ازاي تمد ايدك عليها انت اتجنتت و بعدين
سمر : بس يا حسام ثواني كدا يا عمرو دي شنط هدومك وانت اللي تتفضل برة مش انا لان نسيت اقولك انا نقلت كل حاجة باسمي و الأملاك بتاعتك كلها باسمي هههه عارفة ان الصدمة شديدة عليك بس انا عشان طيبة هديك 2000 جنيه تصرف نفسك بيهم
عمرو : يا ولاد الكلب انتو ايه .. وانتي عملتلك ايه وحش عشان تعملي فيا كدا

البودي جاردز اتدخلوا و منعوا عمرو يقرب منهم

سمر : طلعوه برة و خدو شنطه معاه

كان بيحاول يفلت منهم لكنهم كانوا الاقوى كان عايز يمسكها يقتلها صدمته فيها كانت قوية عايز يصرخ بس مش قادر كل حاجة منه راحت طلعوه برة الفيلا
_____________________________________
بعد ما انتهي العمال و المهندسة من الشغل فتحت الثلاجة افتكرت ان مفيش اكل فيها ف قررت تنزل تشتري طلبات

ركبت العربية و دخلت سوبر ماركت اشترت اكل يكفيها يومين انتهت من التسوق و ركبت العربية شغلت CD لاغنية بتحبها و بتغني معاها و بتخبط بايديها علي الدريكسيون موبايلها رن في اللحظة دي بتدور عليه جنبها و هي مش شايفاه فهمت انه في الكنبة الخلفية بتبص وراها تاخده غصب عنها خبطت في شخص فرملت فجأة و صرخت
نزلت من عربيتها بسرعة كان الشخص المصاب ( عمرو ) و الدم علي وشه و تقريبا فقد وعيه

الناس اتجمعت حواليها بمساعدة الناس ركبته عربيتها و وقفت امام أقرب مستشفي ندهت على الأمن و حضرولو نقالة و دخلوه الطواريء

كانت خايفة جدا و و متوترة لعنت نفسها علي غباءها يا عالم الشخص ده هيفوق ولا لا طب هيعيش ولا لا

افتكرت شنطه اللي معاها في العربية و موبايله اللي الممرضة سلمتهولها حاولت تفتحه لكن معمول ب باسورد دخلت الخط بتاعه في موبايلها كان متسجل رقم باسم sweetheart خمنت ان هي حبيبته او خطيبته اتصلت بالرقم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه نجمه الباشا الحلقه2

 


كانت نجمة في حالة من الصدمة الضاحكة تفشل في التحكم في ابتساماتها الواسعة لا تصدق انها تفعل ما توبخ صديقاتها وتستنكره حين يفعلنه ولكن سليم فرض خيوطه على قلبها ليشعله بشرارة جديدة عليها ودون أن يتفوه بكلمة واحدة.
هو من بدء بالهجوم وما هي فيه ليس سوى حالة غريزية عن صوابها المفقود، فكرت في صلافة ثم التفتت تبحث عنه بعينيها فوجدته يبتعد نحو الخارج يحاول الإجابة على الهاتف، ضاقت عيونها في تساؤل:
ترى مع من يتحدث، هل ستتفاجأ الآن بارتباطه وتسقط فوق جدران أحلامها المحطمة ؟!
عضت شفتيها مفكرة في اتباعه وارضاء الفضول، فماذا ستخسر، لقد تخطت الواقع واستسلمت لجنون إعجاب منذ البداية وسلكت طريق لم تمر به يومًا.
جذبت نجمة حقيبتها مخرجة هاتفها واتبعت خطاه تبحث عنه بعينيها وهي تعبث بهاتفها للاتصال بوالدتها وشعرت بغيظ حقيقي لأنه اختفى عن مرمى بصرها لكنها انشغلت حين قاطعتها والداها التي أجابتها:



-الو يا نجمة، خلصتي الفرح؟

-الو يا ماما لا لسه شوية متقلقيش انا بتصل بس عشان اطمنك عليا.

-طيب متتأخريش أحسن أبوكي يبهدلك نص ساعة بالكتير.

ضحكت نجمة وهي تستمع لهمهمات والدها بجوار والدتها لابد إنه يتذمر لها بانه لم ينطق بحرف وان هي من تتحدث باسمه، وتمنت في تلك اللحظة من كل قلبها أن تجد شريك العمر كي تعيش معه مثل تلك العلاقة الرائعة الطفولية، فقالت مؤكدة بنبرة مشاغبة:

-خلاص يا ست ماما نص ساعة وهروح، مع السلامة دلوقتي.

-خدي بالك من نفسك وكلميني أول ما تتطلعي من الفرح ومتنسيش تبعتيلي اللوكيشن لو ركبتي أوبر.

أسرعت والدتها في تلو إرشاداتها ولكن كل ما لفت انتباه نجمة المرتبكة هو ذلك الشاب المار من جوارها وهو يلقي كلمات الغزل فحاولت إنهاء المكالمة قبل ان تنتبه والدتها وتطالبها بالعودة فورًا ولكن نجدها الله حين توقف الشاب عن مضايقتها وأبتعد دون كلمة أخرى.
على ما يبدو أنه انتبه لحديثها مع والدتها على الهاتف … ابتسمت متهكمه، حسنًا فعلى الأقل لديه مبادئ … كعدم التعرض للفتيات أثناء حديثهن مع والدتهن، فكرت ساخرة قبل أن تقاطع والدتها في نبرة عجلة:

-حاضر، حاضر يا ماما مع السلامة.

-مع السلامة.

تنفست الصعداء ما أن أغلقت الهاتف ثم التفت حولها أمله أن تلمح سليم فتفاجأت به يقف خلفها مباشرةً بطوله الفارع مقارنه بطولها المتوسط الواصل لمنتصف صدره الآن عرفت لما هرب الشاب، شهقت بعنف وما زاد من اضطرابها انه كان محور افكارها فخشيت بان يكون قد استمع لدواخلها بطريقةٍ سحريةٍ ما، لكنها اردفت في حدة متذمرة:

-قلبي كان هيقف على فكرة.

ضحك سليم رافعًا كلا كفيه أمامه في استسلام ثم غمزها بطرف عينه في مكر:

-سلامة قلبك، ان شاء الله قلبي أنا.

حاولت السيطرة على ابتسامة ترغب في الظهور وقالت بينما تعقد ذراعيها أمامها:

-على فكرة الشغل ده مش هينفع معايا.

-طيب ايه اللي ينفع معاكي؟

رمشت أكثر من مرة بعيون متعجبة من صراحته المباشرة لكنه فاجأها أكثر حين استكمل بثبات يحسد عليه:

-شوفي عشان ابقى صريح معاكي، أنا حاسس اني مشدود ليكي وعايز اتعرف عليكي أكتر.

-اه قولتلي…

قالت في نبرة ساخرة قبل ان تقضب حاجبيها مستكملة في حده:

-طيب شوف يا أستاذ سليم، أنا كنت فكراك حد محترم بس جو التعرف والارتباط ده….

-ايه ايه وحدي الله في قلبك كده، انتي فهمتيني غلط، أنا مقصدتش اللي في بالك.

-أومال تقصد ايه؟

عقدت ذراعيها في دفاعية أمام صدرها تنتظر اجابته:

-انا عايز أتعرف عليكي بأي طريقة تعجبك، ان شاء الله تكتبيلي عنوان بيتكم،
انا بعمل كل ده عشان خاطرك مش اكتر لأني حاسس والله أعلم انك هتحبيبني وهتموتي فيا.

قالها سليم بابتسامه كبيرة مشاغبة وعيون لامعة في إصرار فرفعت حاجبها قبل أن تخبره في شموخ:

-ده عشم ابليس في الجنة.

-هنشوف.

قال في تحدي واضح قبل ان يشير للداخل هامسًا في تهكم بعيون مشاكسة:

-اتفضلي لأحسن رقصة تفوتك لا سمح الله!

-حاجة ما تخصكش.

قالت في ميوعة متعمدة التمايل امامه للداخل، فأجابها في غموض وتحدي:

-وماله كله في وقته.

رمقته بعناد والتفتت للعودة تاركة الحبال لابتسامه كبيرة واسعة ابتلعت وجهها، فاقدة السيطرة على قلب يدق بعنفوان، سعيدة وفخورة بأن شعلة الجنون وشرارات الإعجاب كانت متبادلة ولم تتملكها وحدها.
بينما اتبعها سليم بنظراته الثاقبة وخطواته الثابتة وهو يتوعد بأن يمتلكها قريبًا.
***

خرجت نجمة من افكارها حين انتبهت لوصولها واقترابه من منزلها فهتفت به في رفض:

-متدخلش أكتر من كده نزلني هنا.

-لا هوصلك عند بيتك.

-أنت ليه انسان مستفز بقولك نزلني لحد من أهلي يشوفني وتبقى مصيبه.

اخبرته مستنكره عناده واصراره، فصرح متهكمًا:

-أنا عايز كده ومتقلقيش هبقى أصلح غلطتي.

ارتعشت شفتاها وقد جفت من القلق والذعر محاولة الهمس في توسل:

-عشان خاطري يا سليم نزلني هنا، بلاش فضايح!

-لا أنا عايز فضيحة يمكن وقتها ألاقي مبرر اتقدملك بيه ونخلص من حججك الفارغة.

اقترب من مبناهم فهبطت عبراتها وهي تضع طرف أصابعها فوق وجهها وتدور بجسدها شبه تخفي نفسها بالمقعد لتتوسل له باكية بحروف أسمه:

-يا سليم عشان خاطري.

أطبق فكيه والتفت يرمق هيئتها الخائفة فارتعش قلبه الخائن للرعب المتجلي في عيونها ليزفر وهو يضرب بكفه فوق مقود السيارة وينطلق مسرعًا متخطي مبناها وإلى خارج الطريق لكنه لم يتمالك غضبه وصاح في مشاعر حارقة:

-ليه عايزة نبقى كده؟
بدل ما تبقي حلالي، عايزة تبقي جانبي وانتي خايفة كده!

-انت مش فاهم حاجة كده أفضل لينا احنا مننفعش لبعض!

ردت بين شهقات بكائها فاستكمل بلهيب الغضب:

-ليه مُصره تهدمي كل حاجة بينا بالطريقة دي؟

استمرت في البكاء دون ان تجيبه فهتف بها في نبرة تعبر عن الحرقة داخله:

-ليه توصليني اني بدل ما ابقى فخور بتعبي وبمركزي ابقى كاره حتى البدلة اللي لابسها،
عملت أيه عشان العنف الغير مبرر ده عليا وعلى شغلي ؟

-انا اسفه، بس مش هينفع.

اخبرته بين بكاءها المتواصل فهز رأسه بخيبة أمل قبل أن ينظر أمامه بكبرياء قائلًا بنبرة جافة:

-نشفي دموعك وانزلي، انا هرجع وراكي لحد ما توصلي.

هزت رأسها مقهورة ثم مسحت عبراتها قبل ان تحاول الهبوط لكنه اوقفها لا يصدق سخرية القدر الذي دفعه للتصريح بمثل هذه الاتهامات، قائلًا:

-ولو رفضاني كان لازم تفكري في ده قبل ما تلعبي عليا، أنا مش من الرجالة اللي تلفي وتضحكي عليهم وبعدين ترميهم.

نظرت له مصعوقة لاتهاماته المخجلة ونظرته الموجعة فيها ولكنها لن تبرر ولن تدافع فهي تستحق وهي من بدء اللعبة وربما سليم هو عقابها، أغمضت جفونها عندما استطرد هامسًا في خفوت مرعب:

-وابقى خلي اللعب ينفعك، انزلي.

ترجلت وقد نجح في غرز شعور بالرخص داخل صدرها، فتحركت كالمغيبة تجفف دموعها لا تشعر به يتبعها ولا تشعر بالعيون المتسائلة من حولها حتى انقذها القدر أخيرًا بأن وصلت لمبناهم بعد دقائق مرت طويلة وفرت هاربة إلى منزلها.

*****

بعد مرور ساعات دخل سليم إلي منزله يشعر بإرهاق كبير حين اوقفته والدته قائلة:

-أيه يا سليم جاي بدري يعني؟

-لا يا ماما أنا هاخد دوش واريح ساعة وهنزل تاني.

اخبرها وهو يقبل رأسها ويتحرك نحو غرفته لكنها اتبعت مستكملة:

-طيب كويس انك جيت كنت عايزاك أنا وخالتك في خدمة.

ضحك سليم في خفة على اختيارها للكلمات لكنه اخبرها في نبرة صادقة:

-أؤمريني انتي وخالتي.

-الواد نبيل ابن خالتك مدوخها وعايزاك تشده عشان تربيه شويه.

ارتفع كلا حاجبيه في تعجب صريح قبل ان يرد متسائلًا:

-عايزاني احبسهولها؟!

-يووه، تحبسهولها أيه يا سليم، بقولك ابن خالتك!

ضحك سليم وهو يبعثر خزانته بحثًا عن ما يريد وأردف:

-ايوة يعني عمل أيه نبيل ومطلوب مني أيه؟

-المنيل عايز يخلي أمه تبيع الدهب بتاعها كله وتدهوله من ورا ابوه.

توقف سليم واستدار نحو والدته يتساءل في نبرة منذهلة:

-ده اللي هو ازاي؟
هو اتجنن ولا ايه ولا هو مش عارف أبوة.

مطت والدته شفتيها لليمين قائلة في خيبة أمل:

-محدش فاهم دماغه والله يا ابني وكل اللي نازل عليه ان امه تبيع الدهب عشان يتجوز المحروسة!

رمى سليم الملابس من يده فوق الفراش غاضب على ابن خالته وقيمة المهتزة، ليخبرها في انزعاج واضح:

-يا ماما الله يرضى عليكي سبيني أحبسه، ده لازم يتربى.

-والله يا ابني ما عارفة، المهم كلمه وعقله.

عض سليم فوق شفتيه في وعيد صامت لقريبه المجنون قبل ان يخبرها مؤكدًا:

-إلا هعقله، ده أنا هخلي يبوس ايدها قبل وبعد كل وجبة في اليوم.

ابتسمت والدته في رضا لكنها هزت رأسها فاقدة الأمل في فهم ملامحه وتكهناته الغامضة ثم اتجهت للخارج مردفه:

-تسلملي يا حبيبي أنا هروح اجهزلك الغدا، ربنا يباركلي فيك ويرزقك ببنت الحلال قادر يا كريم.

ارتفع جانب وجهه في سخرية مغمغمًا:

-بس متقوليش كده لتتحرق في مكانها.

انعقد حاجبي والدته وسألته قبل أن تغلق الباب:

-بتقول أيه؟

-بقول يارب يا ماما، يارب.

وبذلك دلف إلى المرحاض وكل خلية في تفكيره تحارب لأخذ هدنة من التفكير في نجمة وطبيعة علاقتهما المتدهورة منذ فترة.

*****

أما في منزل نجمة، كانت جالسة في غرفتها تتلاعب بخصلات شعرها بإصبعها بينما ملامحها تتلوى غضبًا، والأفكار تتشابك داخل عقلها كخيوط العنكبوت… تلعنه وتعلن الفوضى التي أثارها بكيانها وتلعن حظها التعس فلأول مرة في حياتها تنسى مبادئها وتخاطر بألقاء شباكها على الجنس الآخر….. وماذا أخرجت من جعبتها …. دونًا عن كل الرجال وقعت في سليم.

-استغفر الله العظيم، فعلًا الغلط عقابه وقتي.

تمتمت تحاول إيجاد مبررات لعقلها الغاضب من اللعبة التي بدأتها هي ويقتلها وصفة لها بالتلاعب فهو الذي يُلاعب أوتار انوثتها بمهارة، يحاصرها بوجوده الرجولي حولها فلا تشعر سوى ونفورها يذوب من حولها.
يحاربها بأقوى سلاح يُذيب الأنثى ..”الاهتمام”.. لا يكف عن جعل تلك الشعلة تلهبها بعاطفة لم تجربها قبلًا.
يحاول ويحاول ليطعن رفضها تحت قدمها، فكيف لها هي ألا تلين؟!
ألا تذوب في متعة ذلك الاهتمام الدافئ وتلك المعاملة التي تشعرها بأنها ملكة يسعى ويحارب للوصول إليها؟!
ولكنها كالعادة كلما تركت نفسها لطوفان العاطفة، سرعان ما يصحو هاجسها من غفوة لذة العشق ليحذرها، يُخيفها، يدهس استسلامها أسفل عجلاته.
تنهدت في حرارة تمنت لو لم تكتشف مهنته أبدًا، وتركت ذاكرتها تتماوج مع ذكريات يوم الزفاف.

***
بعد انتهاء الزفاف وذهاب العروسين، وقفت نجمة بين مجموعة من الفتيات يحاولن التقاط شبكة لطلب تطبيق المواصلات الشهير ولكن ب دقائق من المحاولات تدخل “سليم” المراقب للوضع وبعد إلحاح وافقوا على أن يقوم بإيصالهم بحجة أن الوقت قد تأخر.
كبحت ابتسامه انتصار وهي تتابع عيناه تلاحقها في تذمر حين جلست في الكرسي الخلفي خلفه مباشرةً تحرمه من جلستها جواره لكنها كلما رفعت عيناها العسلية تنظر للمرآة تصطدم بنظراته العابثة المتابعة لها بتفحص ليرميها بغمزة من طرف عينه دون أن يلاحظها غيرها .
أبعدت نجمة وجهها سريعًا محاولة كبح ابتسامة ناعمة خجولة على شفتاها ثم أدارت رأسها بالكامل للجهة الاخرى بتمنع ..
واصلوا الطريق وسط احاديث صديقاتها فقابلوا في طريقهم لجنة للشرطة، أطلقت احدى صديقاتها صفير منخفض توقع مناوشاتهم قائلة مستفسرة:

-اووه ده في لجنة وبيفتشوا هو في حاجة ولا إيه!

هز سليم رأسه بابتسامة خفيفة وثقة متمتمًا:

-عادي متقلقيش.

اقتربوا من الكمين ثم أخرج سليم حافظة البطاقة الخاصة به، مخرجًا رأسه من شباك السيارة ليصيح مشيرًا بيده في تحية عسكرية شهيرة:

-مساء الفل يا باشا.

رد الضابط التحية وما إن نظر للبطاقة في يده حتى ابتسم ونظر للعساكر الواقفة في الطريق آمرًا بحفاوة شديدة:

-افتح يابني عدي الباشا.

ثم أشار لسليم بابتسامة مُجاملة:

-اتفضل يا باشا.

-متشكرين ربنا معاكم.

تمتم بها سليم وهو يستلم محفظته منطلقًا بالسيارة، نال ما حدث إعجاب الفتيات إلا نجمة التي رفعت حاجبها الايسر وتمتمت بشقاوة متهكمة:

-باشا !! هو انت من الأعيان ولا إيه؟

ابتسم سليم في فخر مشاكسًا لها هو الآخر بهزة مؤكدة من رأسه:

-اه طبعًا اومال!

حينها تدخلت إحدى صديقاتها تخبرها بنبرة منبهرة:

-طبعًا من الأعيان يابنتي مش رائد قد الدنيا!

تجمدت نجمة في جلستها لثواني قليلة وشحبت ملامحها وتلك الكلمة تخترق اذنها ضاربة صخرة مخاوفها بمطرقة الصدمة، سعلت بخفة قبل أن تتمتم بعدها بصوت منخفض وكأنها تتوسل التكذيب:

-مين ده اللي ظابط؟
سليم؟

أومأت الاخرى مؤكدة برأسها، بينما قال سليم بمرح مستنكرًا صدمتها:

-إيه ماشبهش ولا أيه!

تحشرجت أنفاسها وحينها فقط… كل المشاعر التي انتابتها، كل الشقاوة والعبث الذي ظهر في حضرته، انقضى وفر ادراج الريح !!
***

أغمضت جفونها وقد عادت نجمة لواقعها عساها تغلق الوميض الخافت داخلها الذي يخبرها أنها تلاعبت به بالفعل، هزت رأسها نافية تنفيه بمبررات واهية.
وحينما أرادت سحق ذلك الوميض بين ثنايا الظلام، أمسكت هاتفها لتتصل بصديقتها المقربة “دنيا” ، أجابتها بعد قليل ليأتيها صوتها المرهق:

-الوو ازيك يا نجمة؟

تمتمت نجمة بود تخفي ارتباكها:

-الحمدلله بخير، ازيك انتي يا حبيبتي واخبار صحتك دلوقتي؟

-انا الحمدلله بخير انتي عامله ايه؟
من يوم المستشفى مشوفتكيش وحشتيني أوي.

خجلت نجمة أن تخبرها بأنها خشيت الاتصال فتتسبب لها بمشاكل جديدة تنتهي بعقاب زوجها المجنون لها، لكنها قالت في تلعثم:

-الحمدلله وانتي وحشاني اكتر، بس الكلية شغلتني شوية،
مال صوتك أنتي تعبانة ولا إيه؟!

اتاها صوت دنيا المبحوح بتعب والذي أثار اوتار شفقتها، وحنقها في آنٍ واحد:

-لأ ده دور برد، وأنا مطبقة من أمبارح بخلص تجهيز عزومه اهل احمد عشان هيجوا بكره ومش عايزه خناق مع أحمد لو ملاقاش كل حاجة جاهزة انتي عرفاه!
هزت نجمة رأسها بتأكيد، كيف لها ألا تعرفه … فحتى لو لم تكفي حكايات دنيا على سبيل الفضفضة لتعرف انه شخص عنيف بربري، يتعامل معها احيانًا وكأنه يعامل احد المجرمين، فتلك الآثار القبيحة التي رئتها توشم جسد صديقتها كافية لتعرف قُبح شخصيته …. فزوج دنيا هو السبب الرئيسي لمخاوفها، فهذا البربري ضابط مُتسلط مستغل لسلطته كذاك الذي يلاحقها هنا وهناك.. !!
خرجت من شرودها لتقول بصوت خرج حاد من فرط انفعالها دون أن تقصد:

-ما تريحي يا بنتي صوتك باين عليه التعب جدًا، وخليه يطلب اكل جاهز او حتى أجلوا العزومة،
انتي هتموتي نفسك عشان هو عايز يعزم أهله هو للدرجة دي مش حاسس بالمصيبة اللي عملها؟!

اتاها ردها في قلة حيلة:

-لو أهلي كنت أجلت العزومة يا نجمة لكن لو قولتله أجلها او هات أكل جاهز مش هخلص منه ومن خناقه وتهزيقه وهجيب لنفسي كلام أنا في غنى عنه!
خلينا ماشيين كويسين بالزق كده احسن، كفاية العيل اللي في بطني!

غمغمت نجمة بغيظ:

-سبحان ما مصبرك عليه بصراحة!

ابتسمت “دنيا” ابتسامة مصطنعة فلولا اكتشافها لحملها لأصرت على موقفها في الطلاق ولكن ذويها وذويه مع تهديداته الحادة بانتزاع الطفل المنتظر منها جعلها تستسلم لقدرها، أغمضت جفونها تصفي ذهنها قبل ان تغير الموضوع:

-سيبك مني المهم انتي إيه اخبارك، مفيش جديد في حياتك؟!

سعلت نجمة ثم تنهدت مردفه بتردد:

-هو بصراحة في، أنا متصلة بيكي عشان أحكيلك حاجة كنت مخبياها!

تشدقت دنيا في لهفة سعيدة بمحور الحديث:

-بجد طب احكيلي بسرعة يا مقصوفة الرقبة.

تنهدت نجمة تعلم رد فعلها لكنها بدأت تقص عليها كل شيء بدءًا من أول مرة رأت فيها ” سليم ” وصولاً بركضه خلفها هنا وهناك وحتى أخر مشاجرة بينهما، صرخت دنيا وهي تدفع كلماتها دفعًا لحافة لسانها:

-اوعي يا نجمة، اوعي!
ظباط لا، الشباب مليانين الدنيا بس اوعي من الظباط دول ملهمش أمان، أنا أتلسعت مرة وبقولك بلاش اديكي شايفة أحمد وشايفة حياتنا عامله ازاي، والله لولا اللي في بطني ما هستحمل!

الاجابة كما توقعتها تمامًا، ولكن شيء داخلها اندفع يسيطر على لجام لسانها وهو يبرر له ولو مرة:

-بس هو مش بيعاملني زي أحمد، اكيد مش كل الظباط زي بعض يعني قصدي آآ….

قاطعتها دنيا بصوت أجش تقطع حيرتها من جذورها:

-لا يا دنيا كلهم كده بحكم شغلهم مبقاش عندهم مشاعر، ولو على المعاملة الحلوة كلهم بيبقوا كده في الأول يا نجمة الممنوع مرغوب هيعمل اي حاجة عشان يوصلك،
ما انتي عارفه أحمد مكنش كده أيام الخطوبة.

حديث “دنيا” وجد صداه بقوة داخل نجمة التي كانت معبئة بتلك الهواجس، فهتفت تنهي ما اتصلت لأجله:

-ده كان رأيي وقراري خصوصا بعد اللي حصل معاكي، بس كنت حابه افضفض يا دنيا،
أنا مش همشي ورا احتمال ١٠٪ انه كويس وادمر حياتي على سبيل التجربة !!

أكدت دنيا لها في سرعة:

-بالظبط، انتي تستاهلي احسن من كده بكتير، تستاهلي تعيشي كل لحظة في راحة من غير تفكير وقلق.

ابتسمت نجمة ابتسامة صغيرة تخفي خلفها قهر كبير ثم قالت في خفوت:

-تسلميلي يا دودو، مش هعطلك اكتر بقا وهسيبك تشوفي اللي وراكي عشان ميجيش ينكد عليكي.

حركت دنيا رأسها مؤكدة في نبرة مرح حمل مرارة في طياته:

-انتي بتقولي فيها، هيجي ينكد عليا فعلًا لو لقاني بتكلم خصوصًا إنه النهارده جاي بدري شوية.

وبلحظة وكأن زوجها كان ينتظر حديثهما، اقتحم المزعج المكان صائحًا بصوت حاد أعلى من اللازم:

-هو ده اللي مش لاحقه تخلصي، أنا شايف انك عماله ترغي في التليفون مع الناس الفاضية!

زفرت دنيا بتمهل تحاول ألا تنفعل وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه، ثم أجابت محاولة التبرير:

-دي نجمة كلمتها شوية عشان بقالي كام يوم مكلمتهاش.

زمجر الآخر بغضب اشتعل من اللا شيء بمجرد تذكر نجمة التي يستشعر مقتها بسهولة كلما قابلها في لقاءاتهم المعدودة:

-وطبعًا بتحكيلها قصة حياتنا والهانم بتسخنك عليا صح؟!

-لا طبعا.

نفت دنيا سريعًا ولكنه لم يعطها الفرصة بل انتشل الهاتف من بين أصابعها هاتفًا في الهاتف بنبرة غليظة:

-متكلمهاش تاني أحسنلك، هي دلوقتي واحدة متجوزة ووراها مسؤوليات مش عندها فراغ زيك وبطلي تدخلي نفسك في خصوصيات الناس!

انهى جملته بأغلاق الهاتف في وجه نجمة التي انتفخت اوداجها بالغضب وهي تهز رأسها فاقدة الأمل في صلاحه.
لن تكرر خطأ صديقتها..
لن تضع نفسها تحت رحمة شخص همجي عنيف يحتاج أن تبرر له لو تحدثت يومًا إلى صديقتها.

أكمل القراءة »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى