روايه قانون ايتن الحلقه 2
في منزل صغير مكون من دور واحد بحديقة رائعة تسكن فيه “خديجة” صديقة آيتن
كانت تخبرها بمشكلة اليوم مع لمياء فهي الوحيدة التي تعرف معظم أسرار ايتن الخاصة وشغلها السري هذا، تأخذ رأيها فى معظم مشاكل عملائها وأفكارها لمساعدتهم
“خديجة” فى منتصف العشرينات من عمرها لديها أتيليه فساتين..قمحية البشرة بملامح جذابة..ذات شعر بنى غجرى طويل..عيون بنية، متوسطة الطول، تمتلك جسد رشيق
اخرجت ايتن من شنطتها ورقة قائلة بتساؤل لخديجة:
– اومال بسام فين ؟
تناولت خديجة الهاتف لتتصل علي مدير أعمالها وفي خلال دقائق كان أمامهم
-أيوة يا انسة آيتن
ايتن وهى تصور الورقة علي هاتفها :
– بسام هبعتلك دلوقتي بيانات و صورة حد كده علي الواتساب تشوفلي حد يراقبه كويس جدا ولو وصلت لحاجة مهمة تبلغني
أومأ بايجاب:
– تمام
__________________________________
في الصباح اليوم التالي
في شقة منة
ابتسم والد منة وهو يعطي عمر مصروفه.. عمر هو الأخ الاصغر والوحيد لمنة ذو التسع سنوات
والده بنفاذ صبر :
-متعملش مشاكل بالله عليك يا عمر .. انا زهقت من كتر ما بروحلك المدرسة كل يوم .. اعقل كده ها
ابتسم عمر بمكر وهو يستمع إلى تحذيرات والده ليهمس بهدوء مزيف:
-حاضر يا بابا
قبلته والدته من وجنته وهى تهندم شعره الذى يصل إلى اسفل كتفيه، قائلة بنبرة حانية:
-يلا يا مورى أنزل مع بابا عشان الباص بتاعك زمانه جاي
-حاضر
ودعتهم ودخلت غرفة ابنتها ” منة” لتيقظها وقامت بالمسح على خدها ببطء..قائلة بصوت عال:
– منوش ..فوقي من غيبوبتك دي.. عشان تيجي معايا مشوار
فركت “منة” عينيها بيديها فى محاولة الاستيقاظ لتسأل والدتها بفضول:
-مشوار ايه؟ في عريس!
هتفت أمها بحدة وسخرية :
-دايما همك علي الجواز كده
زفرت منة بتذمر:
-اومال افضل قاعدة معاكي اقرف فيكي ؟
زفرت بضيق:
– لا بصراحة تتجوزي ارحم
قهقهت بمزاح :
-شوفتي بقي انا عندي حق اهو
تجاهلت ردها قائلة بهدوء:
– طب يلا يا خفة..فوقي كده وخدي شاور وغيري هدومك وافطري عشان هنروح لطنط علا لأنها عاملة عملية
منة بمزاح:
– عندها مزز طيب ؟
قطبت حاجبيها بإنزعاج، وهى تغادر الغرفة:
– مش هرد عليكي
________________________________
فى شقة آيتن
كعادتها ارتدت بنطال أسود وفوقه كنزة أنيقة سوداء .. ملابسها دائما أنيقة ولكن باللون الأسود فهى تعشق هذا اللون مثل لون شعرها الذي لم تفكر لحظة ان تغيره، هى منذ انفصال والديها لم تستطع إلا حب عملها وشعرها الأسود الطويل و والدتها .. رغم خلافات أمها التى لا تكف عن محاولة إخضاعها لعدم ارتداء الألوان السوداء حتى الفساتين ومعظم الأحذية والحقائب باللون الأسود
صاحت أمها قائلة بضيق:
– نفسي فى مرة الاقيكي لابسة حاجة ألوان كده بدل العزا اللى في دولابك ده ..او حتي تدخلي عليا كده مرة مغيرة لون شعرك للون فاتح كده زي البنات
آيتن بزهق :
– ماما انا بحب اللون ده جدا ومعتقدش ان انا ممكن اغيره..وبعدين انا بشتري أشيك حاجة يعني مش مجرد ألوان غامقة وخلاص ..اما لون شعري ده برضو انا بحبه جدا ومستحيل ارجعه عسلي تاني
أمها بعتاب:
– ده حتي لما بتحضري فرح ولا حفلة برضو لازم تلبسي فستان اسود وجزمة سودة .. دايما كده يا ايتن كلامي مبيتسمعش خالص ولا هيتسمع طبعاً
اقتربت ايتن منها وهى تقبلها من وجنتيها بحب لتنقذ تلك الموقف قبل بدأ شجارهم المعتاد:
– لا طبعا يا ست الكل .. انتِ بس تؤمريني وانا تحت أمرك
تبدلت ملامحها للفرح قائلة بابتسامة:
– بجد يا تونا يعني خلاص هتسمعي كلامي وتغيري الأسود ده
آيتن بتردد:
– ها .. ااه يا ماما هفكر ان شاء الله واغيره بس انتِ ادعيلي
زفرت والدتها بضيق:
-والله؟ ماشي يا ايتن اضحكي عليا بكلمتين
آيتن بابتسامة:
– لا يا ماما انا اقدر برضو .. يلا باي بقى يدوب ألحق انزل عشان كده هتأخر
__________________________________
فى شقة صديقة والدة منة
هتفت علا صديقة والدتها موجهة حديثها لمنة :
-ازيك يا منة..كبرتي ماشاء الله ربنا يباركلك فيها وعقبال ما تفرحي بيها كده
اومأت انشراح بابتسامة:
-ربنا يخليكي يا حبيبتي وتفرحى بولادك
أشارت “علا” على ابنها الجالس بجانبها :
-ده إيهاب ابني مشوفتيهوش انتِ يا انشراح
إيهاب بابتسامة:
-ازيك يا طنط ؟
– الحمدلله تمام .. ازيك انت؟
همست منة بخفوت فى أذن والدتها:
-ماما
امها بتذمر:
-نعم
منة بهيام:
– مش ملاحظة ان إيهاب ابن طنط علا أحلو عن الأول بقى حاجة كده قمر
زفرت امها بضيق :
-يخربيت سنينك اتهدى بقى
قطبت حاجبيها بتعجب:
-الله مش بقلك ملحوظة!
هتفت والدتها بتحذير:
-مش عايزة زفت
إيهاب بصوت عال موجها حديثه للجميع:
-هستأذن انا.. نهاركم سعيد
تمتمت منة لوالدتها بسخرية:
-هو طالع من فيلم قديم ولا ايه ؟
__________________________________
كانت تتحدث مع بسام فى الهاتف لتستفسر منه عن أحدث الأخبار لزوج لمياء
ايتن بدهشة :
-يعني ايه يا بسام بقالك كام يوم بتراقبه معقولة مفيش جديد خالص ؟
بسام بتأكيد:
-انتِ عارفة باخد بالي كويس قوي وبعدين هو بيقابلها في أماكن عامة للأسف بس مرة راحوا اوتيل قضي معاها نص يوم يعني وطبعا مش هينفع اصور حاجة ولا ادخل وراهم
زفرت بضيق :
– طيب يا بسام عموما خلاص هحاول اشوف حل تاني .. باي
ثم أغلقت معه الهاتف وشردت قليلا لمحاولة الوصول إلى حل لمشكلة لمياء
__________________________________
بعد انتهاء فترة عملها، ذهبت إلى خديجة لتتناقش معها بخصوص مشكلة لمياء
اقتربت خديجة وفى يدها فنجان قهوة لآيتن قدمته لها ثم تناولته الاخرى منها
زفرت ايتن بضيق عندما لم تجد حل لهذه المشكلة:
– انا مش عارفة الاقى حل .. وجوزها مش عارفة امسك عليه غلطة، وفي نفس الوقت مش عارفة ارد علي لمياء بإيه
اقتربت منها خديجة مربتة على شعرها، وهمست بوقار :
-بس انا واثقة انك هتعرفي تلاقى حل دي مش اول مرة يا تونا .. يلا انا هسيبك تقعدي شوية مع نفسك علي ما اشوف هاكل ايه عشان جعانة اوى .. اعمل حسابك معايا ؟
زفرت بضيق عندما لم تجد إجابة منها ويبدو أن ايتن شردت لتفكر فى حل مشكلة لمياء فقررت ان تتركها ودخلت المطبخ لتعد طعام سريع
مرت ربع ساعة.. دلفت ايتن المطبخ خلفها، هاتفة بصراخ وسعادة:
-انا لقيت الحل يا ديچا خلاص
تحول هدوء خديجة إلى غضب لتهتف بحدة :
– حرام عليكي خضتيني يا ايتن
همست ايتن بابتسامة:
– سوري يا روحي بس انا اول ما جت فى بالى الفكرة .. قُلت
قاطعتها خديجة بسخرية:
– قُلت ادخل اخض خديجة مرة واحدة مش كده؟
قهقهت ايتن بسعادة لتجيبها بهدوء:
– ابدا يا ديچا .. المهم مش عايزة تعرفى ايه بقى الخطة؟
-ياريت
قصت عليها الخطة التى تساعدها للإنتقام من زوج لمياء وانبهرت خديجة وشجعتها على تنفيذها فورا
ايتن بتردد:
– بس فيه حاجة لازم أتأكد منها الأول بعد كده اكلم لمياء وهقُلها على الخطة دى
__________________________________
في شقة منة
كانت واقفة فى البلكونة تشاهد خطوبة اسفل عمارتهم..اندمجت معهم وخصوصا مع اغانيها المفضلة التي تسمى بالمهرجانات الشعبية كانت تود ان تخرج وتشاركهم ولكن والدها رفض لأنها لا تعرفهم جيدا وخصوصا ان والدتها لم تحضر
توجهت إلى الصالة، وقفت أمام والدها و والدتها، قائلة بشقاوة وعناد طفولي :
-ينفع أنزل ارقص معاهم؟
هتف والدها بانزعاج:
-منة وبعدين .. عيب كده
منة بتذمر:
-بيرقصوا علي اغاني حمو بيكا اللي انا بحبه
اجابها بسخرية :
-وهى إللى زي دي تتسمي أغاني اصلاً ! بوظتو الفن والله
ردت والدتها بإيجاب:
-مش عارفة بيحبوا الأغاني دي على ايه
هزت رأسها بيأس فهي تعلم جيدا أن الكلام معهم بخصوص اختلافهم عنها لا طائل له، فحدثت نفسها بغيظ:
-حقيقي لولا غضب ربنا كنت قومت فجرتهم
_________________________________
فى شقة ايتن
كانت تتحدث مع لمياء فى الهاتف لتخبرها ما تنوى فعله
-بصي يا لمياء .. انا فكرت كده ولقيته حل مناسب جدا وان شاء الله يطلع اللي في دماغي صح وده اللي انا هشتغل علي أساسه
لمياء بفضول :
-تمام ايه هو ؟
– المفروض تخرجي انتِ وجوزك والولاد مع بعض وتروحوا مكان عام .. وحاولي تخلي حد من الولاد يزن علي باباه يخرجوا .. وبعد كده وانتوا قاعدين جوزك مثلا هيسيب موبايله او حد من ولادك يلعب بيه او حتي ياخده معاه .. او يسيبوا معاكي والكلام ده يحصل سواء في الشارع أو جوة المكان اللي انتوا هتروحوه المهم انك تقفلي الفون بسرعة وتخبيه في هدومك و ميبانش خالص ان انتي اللي اخدتيه..فاهمة
لمياء بتفكير:
-اه فاهمة .. هو عموما فيه عيد ميلاد بنت اخت جوزي وعاملينه في كافيه
لمعت عيناها بسعادة:
– حلو اوي وانا عموما هبعتلك حد لو عرفتي تديله الفون من غير ما جوزك ياخد باله يعني في الزحمة كده
لمياء بتردد فهى حتى الآن لا تعلم ما تنويه ايتن بالضبط:
-وبعد كده حضرتك هتعملي ايه؟ هو كده كده اصلا عامل باسورد لفونه ومن فترة كده كان سايبه مفتوح بالغلط وجيت اشوف عليه ايه معرفتش للأسف لأنه عامل باسورد لكل التطبيقات عنده من جوة
قاطعتها ايتن قائلة بحذر :
– هقولك بعدين ..بس اهم حاجة يا لمياء ان جوزك مياخدش باله ابدا انك انتِ اللى ضيعتي الفون او خدتيه .. مينفعش خالص يشك فيكِ، وانا برضو هخلي بسام عينه عليكم
اومأت بإيجاب:
– حاضر متقلقيش
تابعت ايتن بغموض :
-بصى قبل أى حاجة هتنفذيها..هتأكد بس فيه حاجة مش عارفة هتنفع ولا لا
– تمام..هستنى حضرتك تقوليلى اعمل إللى قولتي عليه
-استنى مني مكالمة بكرة اقولك انه تمام ونفذي .. هو العيد ميلاد امتي؟
– بعد بكرة
ايتن بتساؤل:
– طيب .. اه صحيح هو نوع موبايل جوزك ايه؟
-معاه Oppo F7
__________________________________
في صباح اليوم التالي
دلفت ايتن إلى الفندق
لاحظت نظرات الإعجاب بعيون زملائها والنزلاء ولكن كالعادة تتجاهل تلك النظرات فهى لم تسلم قلبها إلى رجل ولن تفعل..
كانت تنظر إلى أي رجل فى الفندق بشكل متساوي ولم تجد الشخص الذي تسمر نظرها عليه أكثر من ثانيتين لتفكر به بنية الإعجاب !
لتدخل إلى مكتب مهندس البرمجيات الذي يعمل بالفندق
نظرت له ايتن قائلة بابتسامة :
– ازيك يا باشمهندس! ممكن اخد من وقتك 5 دقايق لو فاضي
اومأ رأسه بإيجاب..فتقدمت وجلست مقابله، قائلا بابتسامة:
– ميس ايتن .. اه طبعا اتفضلي ولو مش فاضي يعني افضالك..هو حضرتك بتيجي كل يوم مثلا!
ايتن بامتنان:
-شكرا يا احمد ..انا كنت عايزة اسألك علي حاجة كده، هو ينفع افتح باسورد موبايل من غير ما اعمله سوفت وير
احمد بإيجاب:
-اه ينفع بس قوليلي نوع الموبايل وانا هقولك الباسورد يتفتح ازاي لأن كل موبايل وليه طريقة ده لو انتي ناسية يعني
-Oppo F7 نوعه
رد احمد بتوجس:
-ممكن تفتحيه بچيميل وممكن بطريقة تانية بس هو ايه الغرض ملفات يعني ولا عايزة ايه من الفون يعني ايه الغرض من الفتح ؟
تنهدت قائلة بتبرير:
– صاحبتي ابنها عمل باسورد لموبايلها وهى مش عارفة تفتحه وناسيه والفون عليه شغلها كله وخصوصا على الواتساب وصور وملفات محتاجاها
رفع حاجبه بتعجب :
– طيب ما ترجعهم باكونت Gmail والصور من Google Drive
ايتن بضيق مزيف:
-للأسف هي مكنتش بتعمل Backup خالص
احمد بتفكير:
-الموبايل لو هو مقفول وهيتفتح الباسورد من غير ما يتعلمه سوفت وير ويتمسح كل اللي عليه ده بتروحي لحد متخصص سوفت بتوديله الفون وبجهاز اسمه Box بيبدأ يعمل فتح للباسورد
فكرت قليلاً قبل ان تسأله:
-طيب لو الفون عليه تطبيق قافل كل التطبيقات بـ باسورد!
هز رأسه متفهما:
-لو فيه تطبيق اللي هو بيقفل كل التطبيقات والواتس مقفول التطبيق ده ممكن نمسحه في حالة واحدة .. ان التطبيق ده ميبقاش قافل الاعدادت يعني انا قافل الواتساب اه .. وقافل الصور وقافل الرسايل بس مش قافل الاعدادات..بدخل عليها من مدير التطبيقات وأمسح الابليكشن وممكن من جهاز Box برضو نمسح التطبيق بكل سهولة
ايتن بخبث:
-هو الجهاز ده بيفتح اي حاجة في الفون؟
اومأ بإيجاب:
-البوكس ده عبارة عن جهاز صغير كدا بنوصل فيه التليفون وهو بيتحكم في كل حاجة فيه .. معمول لكده يعني ..بيتحكم في الملفات في التطبيقات في كل حاجة يعني بيكون لحالات الطوارئ بس ..اللي هو حد نسي باسورد حد فيه ملفات علي تليفونه مهمة .. حد تليفونه باظ ومش بيفتح
سألته بفضول:
-طيب الحوار ده بينفع مع اي نوع فون ؟
-اه أي نوع أندرويد ينفع عادي،لكن iPhone لا
ايتن بتساؤل :
-طيب.. انت معاك الجهاز ده ؟
هز رأسه بنفى:
-لا مش معايا بس اعرف واحد صاحبي هو متخصص سوفت اصلا ممكن ابعتلك عنوانه ورقمه وتروحيله هيفتحهولك.. لأن طبعا مش أي حد المتخصص بيفتحله الجهاز وخصوصا أنه هيسألك عن تفاصيل كده.. بس ممكن اظبطها واخليه يفتحهولك عادى
اتسعت ابتسامتها قائلة:
– تمام ياريت
__________________________________
بعد مرور يومين
كانت لمياء تجلس على طاولة فى إحدى المطاعم مع زوجها وأولادها لحضور حفلة عيد ميلاد ابنة اخت زوجها، بينما هى مركزة نظرها أمامها بانتباه تحاول ألا تضيع منها فرصة أخذ الهاتف منه، كانت تحاول ترتيب أفكارها وحديث ايتن يتردد فى أذنيها، والخوف يتردد داخلها .. ماذا لو انكشفت وعلم أنها أخذت الهاتف ! ماذا ستقول له؟ ستضيع آخر امل لديها لأخذ حقها منه .. وأخيرا قررت ألا تضيع الفرصة منها وألقت نظرة على ابنها الصغير الذى قاطع شرودها بسؤاله:
-ماما .. عايز موبايلك اتصور
قبل ان تخطيء وتعطيه هاتفها .. تذكرت جملة ايتن لها بحجة ان هاتفها فصل شحنه وتعمدت ان تفصل البطارية لكي لا يفتح هاتفها .. ثم ناولته الهاتف وهى تحاول تشغيله
قائلة بضيق مزيف:
-يا روح ماما .. موبايلي فصل شحن
ابنها بتذمر طفولي:
– انا عايز اتصور يا ماما بقى
لمياء بخبث :
-طب قول لبابا يا حبيبي
-مش هيوافق
– لا قوله مش هاخد وقت بسرعة و زن عليه جامد هيديهولك
ذهب الطفل إلى والده وبعد محاولات عديدة وخصوصا أنه لم يتركه حتي أعطاه الهاتف بشرط ان يسترجعه له بعد 10 دقائق..اقتربت منه والدته بعد دقائق لإطفاء الشمع ووقفت بجانب ابنها الذي حاولت ان تشغله بالتورتة والشموع وسحبت الهاتف بهدوء من أمامه دون ان يشعر به فهو تركه علي الطاولة وانشغل مع الأطفال .. كان المطعم مظلم الأنوار من الناحية التي يوجد بها عيد الميلاد، لحين انتهاء الطفلة من إطفاء الشمع فهذه كانت رغبتها .. تحركت سريعا بهدوء من جانب الطاولة وأغلقت الهاتف وذهبت عند الطاولة التي وصفتها ايتن ورأت الشاب الذي يرتدي قميص أخضر كما وصفته لها ووضعت الهاتف أمامه ليهز رأسه بتأكيد وذهبت إلى الجانب الثاني سريعاً..كانوا علي وشك إشعال الأضواء .. رفعت يدها تضعها علي قلبها وهى تغمض عينيها تحاول تهدئة ثورة قلبها..فحاولت التماسك كي لا يظهر عليها شيء
بعد دقيقتين اقترب زوجها من ابنه ليأخذ الهاتف منه
أجابه ببراءة:
– كنت حاطه علي الترابيزة
حملق به بصدمة، قائلا بغضب :
-نعم ؟ انت هتستعبط ولا ايه.. فين الزفت !
الطفل بخوف:
-حطيته علي الترابيزة يا بابا وملقيتهوش لما النور جه
أردف بنبرة ساخطة:
– وراح فين يعني اتسرق؟
-معرفش
جذبه من يديه بعنف..كان على وشك ضربه فاقتربت منهم لمياء لتنقذ طفلها المظلوم قائلة بضيق:
– في ايه صوتك عالي؟
جاد بعصبية:
– ابنك المتخلف ده ضيع تليفوني
-ضاع ازاي؟ ده كان لسة ماسكه
هتف بعتاب:
-ما انتِ السبب يا هانم لو كنتِ شحنتي تليفونك كويس مكنش ده حصل
سحبت طفلها بقوة من يده وسارع ابنها بالارتماء في أحضانها بخوف.. بينما لاحظت اخته و زوجها صوته العالى فاقتربت منهم لتعرف ما حدث
اخته بتساؤل:
– في ايه يا لمياء حصل حاجة ؟
– موبايل جاد ضاع ومش عارفين راح فين
اخته بتفكير:
– طب ثواني هرن عليه
طلبت رقمه وحاولت الإتصال فسمعت الرسالة المسجلة “الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح”
– مقفول
جاد بسخرية:
-طبعا لازم يتقفل اومال عايزين الحرامي
يسيبهولكم .. حد يشوفلي مدير الزفت الكافيه، ويفتحولي الكاميرات اشوف الحرامى او يفتشولي كل الناس إللى هنا عشان اعرف مين إللى سرق التليفون!
شعرت لمياء بتسارع ضربات قلبها و ازدياد ارتجاف جسدها، فحدث ما لم تكن تحسبه فهو يريد إعادة مشاهدة الكاميرات ليرى ما فعلته به وينكشف كل شيء
_____________