روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه 2

لا تعلم كيف وصلت سلمي الي فراشهم وانتهت بين ذراعيه محاوله التقاط انفاسها من هول مشاعر يفرضها عليها ….
ولكنه بالطبع الخبير في تغييب عقلها للاستسلام اليه ، اليس هو الحبيب الذي دام حبها له سبع سنوات قبل ان يتوج بزواجهم …..
اغمضت عيناها وهي تعيد السنوات الأربعة التي قضتهم زوجه له ، كم عاشت بها اسعد اوقاتها معه و كم سعي لإسعادها و حمايتها خاصة من تهكمات والدته واخته المؤلمة عند ذكر عدم امكانيتها للإنجاب او نعتها بالأرض البور فيزبل قلبها رويدا رويدا ….


شعرت بحزنها يعود بحده و يتجمع خلف جفونها بألم ، لتتخذ القرار بأبعاده عنها حتي يتزوج باخري ويحصل علي الابن الذي يتمناه ذويه و يتمناه هو في السر كأي رجل !!!
هل ما تفعله الان بين ذراعيه يسمي ابعاد !!!!!!!!!!
اين حبها له و امنيتها له بالسعادة و انجاب الخليف !!!!
كان هذا اخر ما روادها وهي تنفض ذراعه من علي جسدها الشبه عاري لتحكم الغطاء الناعم عليها ، متجاهله النظر لوجهه حتي لا تنطفئ عزيمتها من نظراته الحزينة و المحبطة و الخذلان الذي يظهر جليا علي وجهه مع كل دفعه منها….
اطبق يزيد اسنانه بشده علي شفتيه يتنفس من انفه ها هي تفيق من دوامه عشقهم لترمي بالرفض و الاشمئزاز في وجهه ….
يعلم انها تتعمد ذلك ولكنه لا يستطيع ان يبعد ذلك الشعور بالإهانة لرجولته و الحرقة بداخله بانه شخص قذر يقوم باستغلال حبها وليس زوجها و شريك الحياه ليزفر بغضب وهو يضغط بكفيه علي عينيه متمتا….
-هتفضلي تكسري فيا لامتي يا مالكه النفس و الروح ….
اما هي فقد استسلمت لدموعها والماء الحارق ينساب علي جسدها وتدعو في سرها نجاح خطتها وانتهاء ذلك العذاب سريعا لتتمتم بحزن وقهر….
-كنت فاكره نفسي قويه بس واضح اني هنتهي ببعادك عني ؛ ابعد بقي و سيبني لعذابي لا طايله راحه ولا طايله بعاد …..

………………………..

اليوم التالي ….

في شقه ظافر …….

استيقظت شروق لتجد نفسها وحيده في غرفتها علي رنين هاتفها ،اعتدلت لتجيب….
-الو ؟!
-انتي لسه نايمه ؟! قومي انا زهقانه !!
-عايزة ايه يا سلمي !!
-وحشتيني !!
-وحشتك انا كنت لسه معاكي يا مجنونه !!
– قومي يا نكد ايه القرف ده علي الصبح ؛ انا غلطانه اني جبتلك نوتيلا وكنت هخمسها معاكي اول ما يزيد ينزل ، ظافر نزل مش كده ؟؟
فركت شروق عيناها وهي تستقيم بحده ….
-مش عارفه هشوفه واتصل بيكي بس هو غالبا مشي انتي عارفه بينزل علي طول مع مروان يدوبك يدي النصايح و الوصايا العشرة ليوسف و ينزل كأن يوسف ولي امري انا وفيري مش العكس، يلا المهم ثانية وتكوني قدامي بالنوتيلا !!
خرجت ضحكه من سلمي جارتها في الشقة المقابلة وزوجه يزيد والذي يصادف كونه صديق ظافر المقرب بجانب مروان الصديق الثالث في الدور الأعلى المقابل للشقة التي شهدت بدايه حياتها الزوجية ونهايتها معا ….
والتي يصادف بقاء ظافر بها وقضاءه لليل حتي اشعار اخر تفرضه حياتهم او بمعني اخر مجيء ذلك الطفل بداخلها !! ….

-ماشي هستني اتصالك !!
اغلقت شروق الهاتف و مطت ذراعيها تحاول اخراج الوخم من جسدها لتقرر الخروج و رؤيه الاولاد فالساعة تشير الي العاشرة ،
لابد انه توجه للعمل في طريق مروان ذلك الصديق اللطيف ، غايه في الرقة و لايزال اعزب رغم انه يكبر ظافر بسنه علي حد علمها ولكنه دائما ما يثني عليها ويواسيها بكلمات قليله و كأنها شقيقته !! ….
تأففت وهي تشعر بألم قدميها ما ان ارتدت خفها البيتي لتمط شفتيها بحنق وتقرر عدم ارتداءه و الانضمام للطفلين الرائعين بالخارج …
لابد انهم يتحرقون شوقا لإيقاظها و لكن تحذيرات ظافر لهم عن عدم ازعاجها اذا غفت ولو ثوان ، تقف حائل بينهم …….
ابتسمت رغما عنها لتختفي تلك الابتسامة سريعا، ارتكزت بجسدها علي احدي المقاعد بجوارها وقلبها يدق بعنف و خجل !!
لما لم تتذكره !!
و لم يكن هو اول تفكير طرأ عليها ما ان استيقظت كما يحدث في الشهور الثمان الماضية ، فقد كان هو اول واخر تفكير يجول بخاطرها حزنا علي فقدانه و فقدان فرصتها في الحياة وندبا علي تيتم طفلها !! ……
شعور قاسي بطعم مراره الذنب ملئ فمها لتزفر محاربه دموعها وهي تحاول تمالك نفسها للخروج للأولاد ….
مرت دقائق طويله قبل ان ترتسم ابتسامه حزينة علي وجهها و رفعت عينيها الي الاطار الكبير المعلق نصب فراشها ، بصوره شاب بالغ الوسامة بعيون مشاكسه وابتسامه يملئها التفاؤل وعنفوان الشباب …..
ابتسامه لطالما اجبرتها علي الابتسام ……

###########

#فلاش_باااااك…..

-يا الف اهلا و سهلا … نورتونا والله !!
قالت والدة شروق بابتسامه واسعه وهي تشير للعريس المتقدم لابنتها و ابن عمه بالجلوس !!

-بنورك والله يا طنط ؛ كلك ذوق ، اكيد شروق طلعه بشوشه لحضرتك !!
قال يحيي بعيون مرحه ذائعه وقلبه يتراقص بحماسه ….
قاطعهم صوت ظافر وهو يمسك يد يوسف الصغير ….
-امسك ايد فريده اختك و اقعد هنا قدامي !!
وجهت والده شروق حديثها اليه لتردف بسلاسة …
-يوة سيبه ياابني يلعب الاولاد احباب الله … ميهمكش حاجه !!
ابتسم لها ظافر بأدب دون ان يجيب …
تنحنحت السيدة لتردف …
-انا هدخل انادي شروق !!
ما ان اعطتهم ظهرها حتي اتسعت ابتسامه يحيي …ولكنها سرعان ما اختفت وهو يلاحظ جلوس شقيق شروق علي المقعد امامهم دون ان ينطق بحرف …
سعل بخفه وهو ينظر بريبه الي ظافر الذي رفع له حاجبه يأمره خلاله بسخريه ان يهدأ قليلا….
-بابا عايز اعمل بيبي !!!
تنهد ظافر قبل ان يلتفت ليوسف و يردف بخفه….
-طيب استني طنط تيجي الاول !!
هز يوسف رأسه بالنفي بحرج طفيف وبراءة لمست قلبه ليبتسم له قليلا قائلا لشقيق شروق العابس ….
-الحمام منين لو سمحت !!
وصف له الطريق وكاد يدلف ظافر الي المرحاض مع ابنه ولكنه اصر علي الدخول بمفرده …
-اقف انت هنا يا بابي !!
-هقف جوا معاك !!
رفع ذقنه بكل عجرفة يمتلكها طفل قائلا …
-لا طبعا ؛ انا مش صغير !
كاد يبتسم ظافر لولا حرج الموقف ليردف…
-دخلني معاك و هديك ضهري !!
عقد ساقيه وكأنه يتمالك نفسه بطريقه سحريه ليردف برفض وهو يمط حروفه…
-لوحدي !!
-اتفضل يا استاذ يوسف لوحدك ..بس خد بالك احنا مش في بيتنا اوعي تعمل حاجه غلط !!
هز رأسه بالموافقة ودلف سريعا الي الداخل مغلقا الباب في وجه ابيه …
فرك ظافر ذقنه يرغب بالضحك فهذا الصغير ذكره بنفسه مع والدته رحمها الله ؛ لا يزال يذكر بقوة رفضه للاستحمام بيدها منذ ان كان في السادسة من العمر !!
سمع همهمات قادمه من اخر الرواق الذي يقف به لينفتح باب يفصله عنه بضع خطوات وتخرج شابه بملامح رائعة تطغو عليها الرقة والأنوثة ….
تسمر مكانه وانحسرت انفاسه في صدره بذهول ، اغلقت الباب بمشاكسه مانعه ايا كان معها بالداخل من الخروج ….
لابد انها شعرت بنظراته المتفحصة …
لأنها رفعت عيونها بتوجس لتهاجم نبض قلبه المتهالك بعيون خضراء مكحله بدقه لإذابة القلوب….
اتسعت تلك العيون بصدمه واختفت بسمتها الطفولية و اكتست وجنتها باللون الاحمر ….
لا تصدق انها خرجت بكل عفويه لتري العريس المتقدم لها امامها والتي لم تتوقع طوله و وسامته الحاده التي اربكتها بشده وتلك العيون العسلية التي تكاد تقسم انها تسمعها تخرج الحروف !!
انفتح الباب خلفها لتخرج والدتها وهي تهز رأسها علي سخافة ابنتها لتصطدم بظهرها المتشنج ، كادت توبخها فلاحظت ظافر يقف امامهم بكل جمود …..
وضعت يدها علي كتف ابنتها كمؤازره ، فهي صاحبه الخمسين عاما تشعر بالتوتر امام ملامحه المحيرة بتعبيراتها …
انقذهم خروج يوسف الصغير ؛ رف ظافر بعينيه مره قبل ان يسمع ولده ….
-انا خلصت اقفلي الحزام يا بابي!!
قالها بصوت رسم ابتسامه واسعه علي وجهها …. تريد اكل ذلك الكائن اللطيف بصوته المقطر بالعسل كعيون بابي !!…
-ربنا يخليهولك يا ابني …احم دي شروق بنتي !!
اطرقت شروق رأسها بنهيدة راحه وشعرت بعضلاتها ترتخي براحه طفوليه ان ذلك العابس الوسيم ليس العريس المترقب فهي ترفض بشده الارتباط برجل وسيم بشكل مرعب بملامح قاسيه تكفي رواياتها التي لطالما اخبرتها والدتها بانها ستكون سر تعاستها وحيرتها عند الزواج…..
(مش لوحدك يا شابة انا ورايا اجيال بخرب بيتهم 😂 يلا فدايه 😁)
خرج الثلاثة سويا فوقف يحيي بسعادة بالغه يرحب بهم واعينه معلقه بها …خجلت قليلا ولاحظت التشابه المريب بطريقه غريبه و مختلفة في ذات الوقت عن ابن عمه صاحب العيون العسلية النعسة !!
نفس لون العيون ولكن شقاوة يحيي تعطيها طابع اخر اكثر مرحا …هزت رأسها علي سذاجتها لماذا تقارن بينهم !!!
بعد فتره طويله من الاحاديث والاتفاقات جلس يحيي اخيرا بمفرده معها ليقول بشوق عارم….
-كان لازم ال3 شهور دي ، مش كنا اتجوزنا في شهر بالكتير !!
اطرقت شروق رأسها خجلا فهذا الشقي يعبث بمشاعر وجدانها بنظراته الحارقة وهو يقتحم اولي تجاربها بالحديث مع رجل …
-لازم نتعرف علي بعض و بعدين 3 شهور مش كتير بالعكس انا شايفه انهم قليلين اوي !!
امال يحيي رأسه للجانب بهيام ليردف …
-بس حلوين عشان شعري يطول في الفرح و ميقولوش اتجوزتي واحد اقرع …
ضحكت رغما عنها لتتسع ابتسامته قائلا…
-الله اما صلي عليك يا نبي ، يخربيت ضحكتك هو انتي جننتيني من شويه !!
-اه انت شكلك هتتعبني !!
رفع يده باستسلام …
-لا والله العظيم ده انا طيب اوي ؛ بس انتي متعرفيش انا كنت ماسك نفسي ازاي طول ال 6 شهور اللي فاتوا عشان اتقدملك اول ما اتخرج من الكلية الحربية !!
نظرت الي الجهة الأخرى بخجل فهو اول رجل يطري عليها و يقترب الي مسامعها البريئة بمثل هذه الكلمات ….
نظر لها مطولا بحب ليقول…
-مش عايزة تعرفي انا شوفتك ازاي …
نظرت له بهدوء تحثه علي المتابعة ….ليستكمل هو بعنايه …
-بالرغم انك اول مره تشوفيني بس انا شوفتك من 6 شهور في فرح واحد صاحبي و من ساعتها وانا مجنون بيكي …
-بطل تحرجني يا يحيي لو سمحت ؛ و كمان انا مش صغيره هتضحك عليا بالكلام ده !!
قالتها برغم ان وجهها يعكس فرحتها البتول لمثل هذا الاهتمام ، فمثلها مثل باقي الفتيات بأن تعيش قصه حب و هيام ولكنها رفضت ان ترخص قلبها وتتركه طليقا لكل من هب و دب تعطيه نطفه منه فلا يتبقى لها و لنصيبها سوي خيبه الالم ولملمه الحطام …
(واخد بالك انت ياحج عجه نصيبها بس لي الحب و المحن وده بعد الجواز بردو😁😂 الخطوبه و الصحوبيه مش تبع السنه 😈 و انا مش عايزة اصدمكم بس الحلال مش بيبتدي غير بعد كتب الكتب والاشهار 😂 احنا شباب و بنات عائلات محترمات 😂 😎)
مضي الوقت سريعا وذهب يحيي و ظافر وتوجهت شروق للنوم بعد تأديتها صلاة استخارة…
لا تدري لما جاءت صورة ظافر في مخيلتها لكنها ابعدتها بعيدا بتوبيخ …
شكرت الله انه اعطاها ذلك الشاب المرح الذي لطالما شكلته في مخيلتها كفتي الاحلام الرقيق و المحب بعفويته رافضه فكره الرجل الغامض ب وسامته العنيفة كي لا يخذلها يوما ….
فكره سخيفة ولكنها تبقي معلقه برأسها منذ الصغر وهي تري صديقاتها يقعن في حبالهم لتموت براءتهم شنقا علي ايدي رجال اتخذوا من الوسامة سبيل لانهاك قلوب الفتيات والتنقل بينهم يقطفون مشاعرهم بلا اي اهتمام او تأنيب ضمير ….
مرت الثلاث شهور بين مأمورياته ومهامه حتي يتمكن من اخذ اسبوعين كإجازة لعرسهم ….

لم تتعرف عليه كثيرا ولكن المرات القليلة التي رأته فيها او حادثته اثبتت لها انه احن و أطيب مخلوق قد تراه يوما ، مما هيئها نفسيا للخوض في مرحله جديده في حياتها و بدأ حياه زوجية سعيدة معه……
لم تري ظافر سوي مرتين بعدها وقد لاحظت انه يتجاهلها تماما واذا حدث وتحدثا يرفض ان تلتقي عيونه بعيونها !!
لاتعلم لما فكرت في الامر او حاولت تفسيره ولكنه الفضول لأنه لا يهتم بتواجدها او يتعمد ذلك فينتهي بها الامر فتوبخ نفسها فلما تهتم هي من الاساس ؟!!!!!
فهناك حياة اكثر تشويقا و سعادة في انتظارها ولكن للأسف كان للقدر رأي اخر في سير تلك الحياه الجديدة…

#انتهي_الفلاش_باك ……

#####################

خرجت من افكارها علي صوت بكاء فريدة فانتفضت بخضه وهي تضع يد علي بطنها بتلقائيه و تهرع الي الخارج ….
-ايه اللي حصل ؟ بتعيطي ليه ؟
قالتها شروق لفريدة الباكيه لتشير بإصبعها الصغير نحو يوسف التي احمرت اذنيه بتوتر لتردف باتهام…..
-يويو زقني !!!
نظرت له شروق بتأنيب واضح قائله….
-ليه يا يوسف كده في حد يضرب اخته الصغيرة !!
ليردف بمدافعه و ضيق طفولي….
-انا كنت بتفرج علي بين تين و هي بتقف قدام التي في عشان متفرجش !!
اتي الدور علي فريدة لتشعر بتوتر عندما نظرت لها شروق رافعه حاجبها لتردف الصغيرة مدافعه…
-مس كان عايز يلعب معايا !!
-تروحي تضايقي لا مينفعش اللي حصل ده ، يالا اتأسفوا لبعض حالا ! ….
مطت الصغيرة شفتيها وهي تخفض رأسها قائله…
-سوري يا يويو…
-سوري يافيري …انا هلعب معاكي متزعليش ! ..
اتسعت ابتسامتها وركضت الي لعبتها الصغير تحملها بحماسه قائله…
-يلا نودي دوبي الدكتور عسان سخن !!

ضحكت شروق وهي تري يوسف يعدل الهاتف المتدلي من رقبته ولا يفارقه بناء علي اوامر والده و اتجه بكل ثقه نحو فيري يجذبها الي غرفتيهما لبدأ اللعب ….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه2


فى المساء كان (ريان) عائداً من العيادة الخاصة به وهو يشعر ببعض الأرهاق فجهزت له (نادية) طعام العشاء وجلسوا سوياً على المائدة ليتناولوا الطعام شعرت (نادية) بإضطراب كبير كيف تستطيع أن تطلب من (ريان) ذلك الطلب وهل سيوافق أم لن يوافق بعد أن ترجتها والدة (أسما) عبر الهاتف فهم (ريان) أن والدته بها خطب ما لذا سئلها بوضوح
-فى حاجة يا ماما ؟
ابتلعت (نادية) ريقها ثم قالت
-ب٠٠ بصراحة اه يا ابنى ٠٠ أنا عارفة أنك مكنتش تعرف وأنا مردتش اقولك لما أنت قولتلى أن فى واحدة تانية فى قلبك
-فى ايه يا ماما متقلقنيش ؟
-من يجى اقل من اسبوع كده (أسما) حاولت تنتحر
اتسعت عينان (ريان) وهو لا يصدق وترك الطعام الذى بيده فتابعت
-أنت دكتور وعارف أن الانتحار ميجيش إلا فى ظروف نفسية صعبة هى رافضة تتكلم مع أى حد شايفة أنها مش محتاجة بس ٠٠
رفع (ريان) أحدى حاجبيه ثم قال
-كملى يا ماما
-لما والداتها يعنى ٠٠ يعنى جابت سيرتك (أسما) رحبت اوووى أنها تتكلم معاك
-اه ٠٠
-أنت ايه رأيك ؟
صمتت لكى لترى ردة فعله فسئلها هو
-هى بخير دلوقتى صح ؟!
-جسمنياً بس يا (ريان) لكن نفسياً الله اعلم بيها انت عارف أنا وامها اصحاب ازاى ارجوك يا بنى لو فى إيديك تساعدها متبخلش بالمساعدة
ترك (ريان) مرة آخرى الطعام ثم أخذ نفس عميق وقال
-ماشى يا ماما هروحلها اتكلم معاها فى البيت بكرة إن شاء الله ٠٠ بس لازم تعرفى حاجة إنتى ومامتها أنا مجرد دكتور وبس
ابتسمت والداته بخبث ثم قالت
-اه طبعاً يا حبيبى
عندما رأى (ريان) تلك البسمة على شفاه والدته ترك الطعام واتجه نحو غرفته هو يعلم جيداً أن ما وافق عليه ليس إلا لعب بالنار كيف سيتناقش مع واحدة كان يكن لها مشاعر حتى وأن كانت قليلة فقد كان يكن لها بعض المشاعر ماذا لو تطور الأمر ماذا عن (ندا) ٠٠ فى النهاية أخذ يطمئن نفسه بأنه يعلم جيداً كيف يفصل بين حياته الشخصية وعمله لقد فعلها مرة مع (عتاب) والآن سيفعلها بأذن الله سيفعلها اغمض عيناه ثم توجه نحو الفراش واتكأ عليه وهو ينظر للأعلى ويفكر فيما يخبئه له الغد ٠٠
*********************
فى صباح اليوم التالى كانت (ندا) تعد الحقائب من أجل العودة تأكدت من حقيبتها هى و (نور) ثم تأكدت من أمتعة (عبد الرحمن) وهى تغلق حقيبته استمعت لصوت أحدهم يدق جرس الباب فاتجهت لكى تفتح الباب وجدته أمامها شعرت بتوتر كبير فسئلها
-خلاص مسافرة بكرة ؟!
فركت يدها ثم قالت
-ا٠٠ انت عارف يا (زياد) أن حياتى وحياة (نور) هناك فى مصر مش هنا كمان ٠٠ كمان (عبد الرحمن) أصلاً هيستقر هناك
-للأسف عارف ٠٠ بس ٠٠ بس ده كان أحلى شهر قضيته هنا فى أمريكا من ساعة ما جيتى
توردت وجنتى (ندا) ثم قالت
-(عبد الرحمن) جوا
ابتسم وهو يعلم جيداً أنها تتهرب منه كعادتها فى تلك اللحظة أتى (عبد الرحمن) من خلفها وقال بصوت أچش
-ايه اللى موقفكوا كده ؟!
توترت (ندا) بينما ابتلع (زياد) ريقه وقال
-كنت داخل اهو
تركتهم (ندا) ودلفت نحو الداخل فى غرفتها جلست على الفراش الخاص بها وهى تفكر لما تتورد دائما أمام (زياد) هل لأنه صديق خالها ويعرفها منذ الطفولة أم هناك شئ آخر فهى دوماً جريئة تأخذ حقها بيدها أو بالأحرى لسانها لما أذن تبدو أمام كلاً من (عبد الرحمن) و (زياد) الفتاة المدللة الناعمة الرقيقة ابتسمت وهزت رأسها لتخبر نفسها بأن هذا لابد نوع من أنواع ازدواج الشخصية لابد أن تقابل طبيبها حتى يشخصها بمناسبة طبيبها هل يشتاق لها كما تشتاق هى له أم فى غيابها اتجه إلى الرابعة فقالت بصوت مرتفع وهى تتكأ على الفراش
-قادر ويعملها ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى بشرم الشيخ ٠٠
كانت (ريما) تجلس على طاولة ما بداخل مطعم الفندق كى تتناول طعام إفطارها حيث كانت تنظر إلى هاتفها بضجر وتذمر واضح على وجهها فى ذلك الوقت كان (شادى) يراقبها من الطاولة التى بجوارها وهو يشعر بضيقها فأخذ نفس عميق وهو يتابعها كم يود ولو يعلم ما يضايقها حتى يخفف عنها ولكنه ليس بذلك القرب منها استمع إلى صوت هاتفه وابتسم حين رأى أن (منير) هو من يحدثه فأجاب الهاتف على الفور وهو يقول
-صباح الخير ٠٠ تصدق جيت فى وقتك
-ايه فينك كده بقالك كم يوم كده مش بتتصل
-أنا فى شرم أصلاً
-عند حبيبة القلب صحيح هتسئل فيا ليه
ضحك (شادى) ثم قال
-صراحة جيت فى وقتك
-ليه فى ايه ؟!
-أنا قاعد بفطر وهى كمان بتفطر ع التربيزة إللى قدامى وشكلها مضايقة بس مش عارف ايه السبب
-طب ما تروح تفطر معها
-وهو ده مش تطفل ؟!
نظر (منير) للأعلى وهو يجيبه
-الرحمة من عندك ياارب ٠٠ اومال هتقرب منها ازاى ؟!
-وهو أنا لازم اتطفل عشان اتقرب منها !!
-اومال هتقرب ازاى باللاسلكى !!
-وهى ليه متعجبش بيا زى ما اعجبت بيها
-أنت أُعجبت بيها وبشخصيتها عشان اهتميت أنك تعرفها أكتر لكن هى لسه متعرفكش منتظرها تحبك عشان أنت مهندس شاطر
زفر (شادى) بضيق فتابع (منير)
-أنا شايف أن دى فرصة حلوة تتعرف عليها أكتر
هز (شادى) رأسه بإقتناع وهو يقول
-ماشى
-يلا قوم ورينا الهمة
أغلق (شادى) الهاتف مع (منير) ثم توجه نحو الطاولة التى تجلس عليها (ريما) وقال
-اتمنى مزعجكيش
ابتسمت له (ريما) ثم قالت
-اتفضل اقعد
جلس (شادى) معها ولاحظ صمتها وعبوثها وشرودها وهى تتناول الطعام فابتلع ريقه لكنه قرر أن يسئلها
-شكلك مضايقة ٠٠ مش العادى بتاعك
-هو باين عليا اوى كده ؟!
-بصراحة اه
ابتسمت رغماً عنها ثم قالت
-مضايقة أنا و (رائد) ابن خالتى كنا قريبين اوى من ساعة ما اتجوز متكلمناش غير مرة واحدة بس ومن يومين كلمته مردش عليا ومكلفش خاطره يسئل عليا حتى أو عاوزه فى ايه
-يمكن مراته بتغير عليه
-ده صحيح هى غيورة بشكل يخنق ويمكن ده اللى مضايقنى
-مش فاهم ٠٠ إنتى بتحبيه؟
ابتسمت بسخرية ثم قالت
-لا طبعاً (رائد) كان قدامى من زمان ولو كنت عاوزة اقرب منه مكنش هيبقى صعب خصوصاً أنى ليا مكانة خاصة عنده ٠٠ الفكرة كلها إنى فهمت مراته علاقتى بيه من وهما مخطوبين فكرة أن (رائد) يتجاهلنى عشان مراته تقوله ابعد عنها دى مش حباها مش عاوزة يكون ده سبب عدم رده عليا لو ده السبب بجد هتجرح لأنى مش هخطفه منها يعنى أنا كان عندى فرص كتير اكسب فيها قلب (رائد) أنا اللى مش عاوزه ع فكرة
ابتسم (شادى) على جنونها ذاك وعلم أن غاية ما يزعجها هو جرح كبريائها وكرامتها من أنثى آخرى لذا قال
-طب ما يمكن فى أى حاجة تانية هى اللى خلته ميكلمكيش مش لازم تكون مراته يعنى
هزت كتفاها بلا مبالاة وقالت
-مش عارفة ٠٠ عموماً سورى دوشتك بأمور متخصكش بس لاقيت نفسى بتكلم أو يمكن كنت حابة اتكلم
-أبداً ٠٠ أنا اللى كنت مهتم
رمشت بعينيها مرتان متتاليتين وهى تنظر له فابتلع هو ريقه وحاول إصلاح الأمر بقوله
-ا٠٠ اقصد يعنى كنت مهتم اعرف واحدة بتدى طاقة إيجابية ونشاط لأى مكان تروحه زيك ايه ممكن يزعلها
ابتسمت قليلاً ثم قالت
-ميرسى ده من زوقك
صمت كليهما لم يستطعا أن يتحدثا أو لم يجدا شئ أخر يتحدثان به فسئلته
-مستنية شغلك اووى فى القرية مشتاقة اشوف المكان اللى حلمت بيه
-يااه للدرجة
-أنا بحب الهدوء جداً وبعشقه ونفسى اكون فى مكان هادئ كل ما ازعل اروحه ارجع بالطاقة الإيجابية اللى بتقول عليها دى عشان محدش يشوف منى الوش اللى خدت بالك منه أنت
-إنتى مضايقة انى عرفت أنك زعلانة
-أنا مبحبش ابين زعلى وكونك خدت بالك منه يبقى كان باين عليا وده شئ أنا مش حباه عشان كده نفسى فى مكان اروحه كل ما ازعل
ابتسم بخبث وقال وهو يتناول الطعام
-بس خدى بالك كل ما تروحى هناك هبقى أنا الوحيد اللى عارف أنك زعلانة وبتهدى اعصابك
اتسعت عينها ورمشت بعينيها ثم ضربت جبهتها بكف يدها على غبائها فابتسم وهو يأكل الطعام بالشوكة وهز رأسه بآسى ٠٠
*******************
فى عصر اليوم التالى ذهب (ريان) لكى يتحدث مع (أسما) مثلما وعد والدته لا يعلم لما يشعر بذلك التوتر الكبير للغاية كان عليه أن يرفض جلسة مثل تلك ولكنه لا يستطيع أن يتغاضى الأمر ف (أسما) فهى لها مكانة فى قلبه اغمض عينيه قبل أن يدق جرس الباب وهو يحدث نفسه تباً لتلك الكلمة حقاً فكل واحدة لها مكانة فى قلبه لا يعرف تحديدها جيداً ولكن ما يثق فيه أن شعوره نحو (ندا) مختلف وجديد طرق باب الشقة وانتظر حين فتحت له والداة (أسما) الباب ورحبت به كثيراً وجعلته يجلس فى حجرة الجلوس حتى تقابله (أسما) ٠٠
كانت (أسما) فى غرفتها لا تصدق أن (ريان) بالخارج الآن فقد سمعت صوت جرس الباب وقفت أمام المرآة تنظر إلى نفسها قد كانت ترتدى فستان لونه وردى يصل إلى بعد الركبة بقليل يغطى نصف ذراعها فشعرت بقليل من الرضا ثم بدئت فى تمشيط شعرها وتلك البسمة تزين وجهها فطرقت والداتها باب الغرفة ثم فتحت الباب وأخبرتها
-(ريان) بارة يا بنتى
حاولت (أسما) رسم الجمود على ملامح وجهها وأن الأمر سيان بالنسبة لها أمام والداتها فى حين أن قلبها كاد أن يقفز فرحاً جلست على مقعد كى تتدلل أكثر وأكثر فى مقابلته وما أن مر عشر دقائق حتى نظرت فى الساعة التى بيدها وتأهبت لمقابلته وتوجهت نحو الخارج .. اقبلت نحوه تأمل كلا منهما الأخر هو شعر بتغيرها كثيراً بتلك الأنوثة التى أصبحت تشع منها يا ليتها كانت بتلك الأنوثة والجمال الساحر وهى معه أما هى فقد كانت تشتاق له ظنت أنها أحبت (تامر) ولكن فى الحقيقة لم يكن (تامر) سوى محطة إنتقام فى حياتها لتنتقم من (ريان) به ولكن كان اسوء محطة بحياتها كان كابوس ياليته حقاً كان كابوس افاقت منه ولكنها تعلم أن ما حدث ليس مجرد أوهام نسجها عقلها الباطن بل حقيقة مرة فقالت برقة متناهية لتقطع كل تلك الأفكار
-عرفت أنك عاوز تقابلنى
ابتسم لها ابتسامة دبلوماسية ثم قال
-المفروض أنك دكتورة يا (أسما) وعارفة أنك لازم متطنشيش اللى حصل
ابتلعت ريقها وجلست بهدوء على المقعد المقابل له ثم قالت
-اللى حصل مش شرط يكون أزمة نفسية
رفع (ريان) إحدى حاجبيه بإستنكار لتزفر هى بضيق وتتابع
-مكنتش حابة اتكلم مع حد
-وده معناه اللى حصل ممكن يتكرر
ابتسمت ابتسامة بها حزن كبير ثم قالت
-مش هخسر أكتر من اللى خسرته
-أنتى مخسرتيش حاجة يا (أسما)
نظرت له بتوسل كى يكف عن تلك الترهات وهى تقول
-أرجوك يا (ريان) بلاش البوقين دول اللى بنضحك بيهم ع عقول الناس أنا خسرت كتير ٠٠ كتييير أوى خسرت الشخص اللى حبيته ووظيفتى ورسالتى وفوق ده كله بقيت مطلقة كله راح من تحت إيدى مفيش حاجة واحدة حلوة فضلت ليا
-خسرتيهم ليه يا (أسما) ؟


أخذت نفس عميق ثم قالت
-عارفة كنت أنانية كنت عاوزة كل حاجة
-اللى بيبقى عاوز يمسك كل حاجة بيطير اللى فى إيده وهو مش واخد باله
-ندمانة ٠٠ ندمت يا (ريان) ٠٠ وأنت ببساطة شفت حياتك مع واحدة غيرى ٠٠ هى لسه معاك مش كده ؟
سئلت ذلك السؤال وهى تتمنى أن يجيب بلا بينما اغمض عينيه هو وهو لا يعلم ما الذى اقحم نفسه به هى تحبه ؟! ٠٠ مازالت تحبه ؟! ابتسمت وهى تسئل بفرحة
-ايه سبتوا بعض ؟!
-لا اختفت فجاءة
ابتسمت بسخرية وقالت
-زى مانت اختفيت فجاءة من حياتى
-(أسما) !!
قالها وهو لا يريد يسمع تلك النبرة منها فتابعت هى حديثها
-ايه مش فاكر الطريقة إللى سبتنى بيها انت اللى عملت فيا كده ٠٠ أنت مسئول عن الحالة اللى بقيت فيها
-لا يا (أسما) أنا مش مسئول .. مش مسئول عن الحالة دى ٠٠ اختياراتك واولوياتك هما اللى غلط انتى مبتعرفيش تصنفى حياتك ولا تشكليها صح ولا عارفة ايه اولوياتك لو عاوزة تسمعى كمان اسمعك أنا لما سبتك مروحتش اتجوزت واحدة فى شهر ولا شهريين عشان انتقم منك سبت حياتى تاخد مجراها وقرار الجواز عمرى ما هتسرع فيه أبداً إلا لما اعرف قلبى اختار مين ٠٠ لكن إنتى !! ٠٠ إنتى بتعملى ايه غير انك تختارى غلط
-هى دى الطريقة إللى جاى تهدينى بيها ؟!
-أحياناً القلم إللى بيوجع بيفوق شخص فقد وعيه
ابتلعت (أسما) ريقها واشاحت بوجهها بعيداً فحاول (ريان) تهدئة نفسه لما لا يستطيع أن يتحكم فى مشاعره وسخطه تجاه (أسما) تلك المرة بينما هى نظرت له ثم قالت
-أنت معاك حق
انتبه هو لحديثها فتابعت هى
-معاك حق فى كل كلمة أنا اللى عملت فى نفسى كده لو كنت اعتذرت كان زمانا لسه سوا
-انسى الماضى
-مش هعرف ابدء صفحة جديدة غير لما اخلص القديمة
-جميل اعتبرى كل صفحة من القدام إنتهت
-هتبقى جنبى مش كده ؟! صدقنى عاوزك جنبى مش هعرف اعمل أى حاجة من غير وجودك
صمت (ريان) قليلاً
-هبقى جنبك بس كدكتور يا (أسما) ٠٠ دكتور وبس
عضت شفتاها بضيق ولكنها هزت رأسها بالإيجاب وتمنت بداخلها أن تتطور العلاقة بيهم لأكثر من ذلك ٠٠
******************
كانت (ريما) تسير على الشاطئ فى وقت الغروب وهى تنظر لذلك المنظر البديع وهو كيف تذوب الشمس فى الماء حين غروبها هى تعشق ذلك المشهد ودوماً فى ذلك الوقت تشعر برغبة عارمة فى السير على الشاطئ استمعت إلى صوت هاتفها الممسكة به بيدها اليمنى فرفعت الهاتف لكى ترى من المتصل فوجدت والدها ابتسمت قليلاً وأجابت على الفور
-ازيك يا بابا وحشتنى جداً
-إنتى كمان يا (ريما) ٠٠ أخبارك ايه يا حبيبتى
-بخير الحمد لله
-بصى يا ستى أنا متصل ابلغك بحاجة
-خير يا بابا
صمت والداها لبعض الوقت فلا يعرف كيف يحدثها فى ذلك الأمر فهى دوماً ترفض من يتقدم لخطبتها ووالداها يشعر بالضجر لذلك الأمر ولكنه فى نفس الوقت لا يستطيع إجبارها على أى زيجة لا ترغب بها فقال
-بصى يا ستى فى عريس
لوت شفتاها بضيق قائلة
-تاااانى ؟!
-تانى وتالت ٠٠ ايه المشكلة يعنى بنت شابة جميلة وغنية زيك طبيعى يجيلك أكتر من شاب وأنا شايف بصراحة أن الشاب ده لقطة
-لقطة !!
-أيوة شاب غنى عاش معظم حياته فى أمريكا وهينزل مصر قريب وأنا ووالده حضرنا ميعاد عشان تتقابلوا فيه
زفرت (ريما) بضيق
-أنا مش شايف سبب للرفض المتكرر ده بصراحة
-يا بابا أنا بحب شغلى وأنى ابقى حرة و ٠٠
قاطعها والداها
-اعتقد شاب سبور زيه عاش حياته معظمها بارة هيديلك مطلق الحرية اللى عاوزها
فكرت (ريما) لبعض الوقت ثم قالت
-ماشى يا بابا
ثم اغلقت الهاتف وهى تشعر بعدم راحة وظلت تسير على الشاطئ بلا هدف رأها (شادى) وهى تسير فقد كان يقوم بتصوير مشهد الغروب لأنه يعشق ويهوى التصوير للطبيعة كثيراً وجدها هائمة على وجهها أندهش لتلك الحالة ايعقل أنها مازالت تفكر فى ابنة خالتها أن كان الأمر كذلك فهى إذن تشعر بالحب نحوه وهى لا تدرى شعر بغصة فى قلبه لتلك الفكرة ولكنه قرر أن يقترب منها ويسئلها سار بجوارها دون أن تشعر هى ثم قال
-يااااه للدرجة دى وجودى زى عدمه !!
انتبهت (ريما) لصوته ثم ابتسمت وقالت
-اوه سورى يا (شادى)
-ليه سرحانة فى ايه ؟! ٠٠ معقول لسه بتفكرى فى ابن خالتك ؟!
ابتسمت بسخرية ثم لوحت بيدها اليمنى فى الهواء بمعنى أن لا شئ من هذا القبيل وهى تقول
-لا مش للدرجة دى
-اومال وشك باين عليه الزعل ؟!
عقدت يدها نحو صدرها ثم نظرت له وهى ترفع حاجبها الأيمن وهى تقول
-وبعدين معاك ؟! ٠٠ دى تانى مرة تعرف انى مضايقة من غير ما اقول ولا حتى ابين ٠٠ ماهو ياما انا فقدت القدرة ع السيطرة على إنفعالاتى ياما أنت ٠٠
صمتت ولم تستطع أن تكمل فسئلها
-ياما أنا ايه ؟!
هزت كتفاها بلا مبالاة وهى تقول
-معرفش حقيقى ٠٠ معرفش بتعرف ازاى أنى مضايقة
أجابها بمرواغة
-مستعد اسمع
ابتسمت وهزت رأسها بآسى ثم قالت
-لا عادى ٠٠ عريس بابا كل يومين والتانى يجبلى واحد يتقدم ليا وأنا ارفض
شعر بضيق شديد ولكنه سئلها
-وبترفضى ليه ؟!
-عشان ٠٠ عشان مش هلاقى اللى يفهمنى مش هلاقى اللى يسبنى ناجحة فى شغلى وميطلعش عقده عليا ٠٠ أنا ست شاطرة اوى فى الشغل حياتى كلها للشغل معنديش وقت للمشاعر والكلام الفاضى ده ولو فرضنا انى اديته وقت فى النهاية هو راجل شرقى مش هيحب الست بتاعته تبقى ناجحة أكتر منه
-طب ما تبصى لراجل ناجح فى شغله ٠٠ ناجح أكتر منك
-مشوفتش
-مش معنى انك مشوفتيش انه مش موجود
-مش عارفة يا (شادى) أنا زهقت وتعبت بس عموماً هشوفه وساعتها ربنا يحلها
ابتلع هو ريقه وشعر بمشاعر مضطربة كان شعور الغيرة هو المسيطر على كل تلك المشاعر ورغم ذلك لم يستطع أن لا يأخذ لها تلك الصورة وهى تنظر للشاطئ دون أن تنتبه ٠٠ انتبهت فقط حين استمعت إلى صوت ألة التصوير الخاصة به وهو يلتقط الصورة فنظرت له بدهشة ليقول متلعثماً
-ال٠٠ المنظر جميل جداً
قالها وهو مرتبك ثم بدء فى تصوير أماكن مختلفة آخرى لتهز هى رأسها بآسى على جنونه ٠٠
*****************
فى المساء بعد أن انتهى (ريان) من العمل بالعيادة الخاصة به فكر فى حديثه مع (أسما) أحقاً هو مسئول عن ما حدث لها كيف انتهى الأمر بتلك الطريقة ولكن كلا هى التى اهملت فيه يجب أن يعترف حتى بينه وبين نفسه أن (أسما) لم تكن إلا فتاة جميلة رشحتها له والداته لأنه أراد الزواج كما أنه لاحظ أنها معجبة به من فترة لذا قبل حتى أن تعرضها عليه والداته فقد تخصصت فى الطب النفسى لأنها تحبه هو احب حبها له ولكن بعد ذلك ماذا حدث إهمال تجاهه وكل ما كانت تفكر به أن يجعلها فخور بها أى رجل ذلك الذى يريد فتاة لكى يفخر بها هو لم يرد سوى حبها وإهتمامها به الذى شعر بفتور ذلك الإهتمام يوم تلو الأخر من مخطأ منهما ؟! هو أم هى زفر بضيق ووجد نفسه توقف عند المطعم الخاص ب (ندا) ابتسم ابتسامة هادئة ثم ترجل من سيارته لكى يدلف إلى المطعم ثم جلس على طاولة بعدها سئل نادل ما هل عادت (ندا) أم لا فأخبره النادل بلا فشعر بغضب شديد أين اختفت كل تلك المدة حتى لم تودعه لم تخبره بسفرها ولا تحدثه عبر الهاتف حتى .. اتلك طريقتها فى التهرب منه هى لا تريد أن تراه مرة آخرة شعر بإنفعال شديد وحاول أن يتملك ذلك الغضب وطلب الطعام من النادل وظل يفكر هو يشعر بذنب كبير تجاه (أسما) لكنه ليس مسئولاً عن تسرعها فى إتخاذ قرارتها لم يخبرها أن تتزوج أول شاب يتقدم لخطبتها دون أن تتخطى حبها القديم له لما ٠٠ لما وافق على أن يقابل (أسما) كان عليه أن يرفض لولا ضميره المهنى ذاك ٠٠ تباً له ٠٠
نظر تجاه باب المطعم ووجد (ندا) تدلف داخل المطعم ظن بالبداية انه يتوهم ولكن ذلك كان حقيقى ابتسم ونهض لكى يسئلها كيف اختفت طيلة تلك المدة لكنه صدم حين وجد شاب يدلف خلفها وهى تنظر له وتبتسم ويبدو أنها منسجمة معه ضم قبضة يده وشعر بغيظ شديد أو غيرة واضحة صراحة لا يعلم سوى أنه يشعر بشعور سئ سئ للغاية نهض عن الطاولة التى يجلس بها واقترب منها وامسك رسغها بعنف لا يليق بشخصيته أبدأ الرزينة
-كنتى فين كل ده ؟! ٠٠ اختفيتى ليه كده
رمشت (ندا) عدة مرات ونظرت تجاه (عبد الرحمن) وهى تشعر بقلق وخوف شديد الذى لم يقل ذهولاً عنها من ذلك المتطفل الذى يمسك يد ابنة شقيقته بتلك الطريقة فامسك يد (ريان) بيده السليمة وهو يقول
-أنت اتجننت ولا ايه شيل إيديك
ازاح (ريان) يده بعنف بكل الغضب الذى يشعر به وهو يقول
-ملكش دعوة محدش وجهلك كلام أصلاً
لم يستطع (عبد الرحمن) تحمله أكثر من ذلك لذا قبض بيده السليمة على ملابس (ريان) بغضب شديد هنا كان يجب أن تتدخل (ندا) وهى تبعد يد (عبد الرحمن) عن (ريان) وهى تقول
-يا خالو أنت فاهم غلط ٠٠ ده ده ٠٠ دكتور (نور) حكتلك عنه قبل كده
نظر (ريان) لها نظرة طويلة وهو يردد بعدم تصديق

-خالو ! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى