روايات رومانسية

روايه ذوات الرحم الحلقه 3

 

نقضي اليوم التالي سريعا ليلي تنظف المنزل مع والدتها وزوج والدتها في غرفته يتابع التلفاز مع تعليقات ساخره علي كل شئ حوله…

عاد حمزه الي المنزل ليجده هادئ تمام باستثناء ليلي التي تجلس وبيدها كتاب فقرر فركها قليلا…
حمزة بصوت امر ….
-انا جعان قومي اغرفيلي ….
عضت ليلي علي لسانها وهي تلاحظ نظرت سعيد لها بطرف عينيه وكأنه ينتظر خطأ منها …احمر وجهها بغضب مكتوم ووقفت تردف بخفوت ….


-حاضر هقول لماما ….
ليردف سعيد سريعا …
-ماتغرفي انتي هو انتي مشلوله سيبي امك دلوقتي بتجهزلي هدومي ….
تنحنحت وهي تهز رأسها بالموافقه غير راغبه بالتقاء عينها بعيون حمزة حتي لايشعر بنشوة النصر وتوجهت للمطبخ ….
كانت تجهز الطعام متمتمه لنفسها ….
-بالسم الهاري عليك وانت وابوك كائن بجح واناني و زباله …
لتأتيها ضربه مفاجأه خلف رأسها (قفا مصري😂) من حمزة الذي شعر بقليل من تأنيب الضمير فقرر مساعدتها الا ان هذا الشعور اختفي تماما بعد سماعها سبابها عليه هو ووالده …
شهقت لتستدير وتردف بغيظ ….
-انت قليل الادب وهقول لماما !!
ابتسم ببرود ليردف …
-تمام و في السكه نعدي علي ابويا ونقوله علي السم الهاري اللي عليا وعليه …
توترت قليلا لتردف بثقه مذبذبه ….
-انا مقولتش كده !!
ضحك بسخريه….
-بعيدا عن انك كذابه واني سمعك بوداني تفتكري هيصدق مين انا ولا انتي ؟؟
ابتسمت بغيظ لتردف بحنق وبطئ….
-قد ايه انا بكرهك !!
هنا دوت ضحكته الساخره ليردف ….
-لا انا اللي هموت في دباديبك !!
زفرت وهي تعطيه الاطباق بغيظ في صدره حتي يمسكها وتركته لتغادر لتتوقف عند الباب وتعود بابتسامه صفراء فترفع اصبعها تلعقه ثم تضعه في طبق الارز الخاص به وتركض سريعا وهو يتمتم بحنق…
-يابت المعفنه يا جزمه والمصحف لموريكي !!!
نظر الي الطبقان في يده وابتسم بخفه هل تظن بان ذلك سيمنعه عن اكلها …مسكينه لاتعلم ما الذي اجبر علي اكله هو واصحابه في رهاناتهم ومزاحهم !!

تعمد الخروج امامها وهو يراها ترمقه بطرف عينيها ووجه احمر متوتر يبدو عليه قليل من الندم او ربما هي تخشي فقط شكوته لابيه فتضر والدتها …
لمعت عيناه بفكره ليضع الطعام وينادي والده امامها فشحب وجهها وتوقفت انفاسها للحظه المسكينه في حاجه الي دروس لكبح ملامحها !!
-بابا ليلي حطت الاكل ده احمم احمممم تيجي تاكل ؟!
تنفست الصعداء بعد انا كادت تبكي ورمقته بغيظ وهو يغمز لها ….
نظر سعيد الي ابنه وكأنه مجنون فمنذ وفاة والدته لم يوجه اليه سوي الكلام المسيء و لم يظهر سوي العناد والكره….
تنحنح باستغراب ليردف …
-لا كل انت الف هنا عليك يا حبيبي …
كانت علامات التعجب والدهشة هذه المرة مرسومه علي وجه حمزة و ليلي ،غير مصدقين خروج شيء جيد من فم هذا الرجل …..

…………..
في المقهى …..
احمد بغيظ ….
-يابني ركز معايا كده انا هتنقط لو معرفتش المزة دي من عند مين !!

رمقه حمزة بملل ليردف…
-في اي يا احمد انت بقيت لحوح ليه كده ؛ ماقلتلك مش عارف مشفتهاش اساسا ….
لوي احمد وجهه واردف …
-انا غلطان اصلا اني بسألك انا هتصرف يا عم شكرا …..
رفع حمزة حاجبه ….
-ايه يااد انت وقعت ولا ايه ؟!
ضحك احمد بشده ليردف …
-لا طبعا ياعم بس البت دي عليها خجل وعيون بتشقلب حاجه فيا وبحس اني لازم اشقطها !!
وانت عارف نقطه ضعفي الخجل مايهدليش بال غير لما اخليها سفله !!
نظر له حمزة باشمئزاز وهز رأسه ليردف….
-اقسم بالله انت جحش براس كلب ، انت شيطان يابني ماتسيب البنات في حالها !!
-لا والله علي اساس انك شيخ جامع ، اه ما انت مقضيها مع الموزة الاوكرانيا علي النت وفيديوهات بقي وادي جامد ….
-بس يامتخلف انت وبعدين ده طبعهم و هما كده والبت بتحبني و مستنياني اظبط وهتبعتلي علي طول وهتجوزها لحد ما اخد الجنسيه …
ليضحك احمد بسخريه …
-هعيط من كتر التقوي يعني كمان مش هتكمل معاها وبتستغلها عشان الجنسيه ….
اردف حمزة بغيظ لضعف موقفه كيف يخبره ان رغبته في الخروج من هذه البلد لا علاقه لها بكونه رجل شرقي فهو يريد السفر ولكن الاستقرار لديه معناه الزواج من انثي مسلمه يستطيع الانجاب منها والمحافظه عليه ……..
-بقولك ايه انا غاير مروح اقعد انت بقي للموزه …

صعد حمزة لمنزلهم وفتح جهازه للاتصال بحبيبته الاجنبيه ….
بالطبع حدثت تجاوزات بينهم من خلال هذه الشاشه الصغيرة فوسامته تجن فتياته الاجنبيات المهوسين بجمال الشرق وخاصا الفراعنه علي حد قولهم والذي عمل جاهدا للوصول اليهم من خلال برامج التواصل الاجتماعي…
ولكنه يبرر افعاله بانه رجل ناسيا اقوال الله تعالي ورسوله واخلاقه كمسلم التي وضعها خلف ظهره في سبيل رسم حياته …
فنحن اصبحنا في زمن العيب والعادات والركض وراء المصلحة لا المحلل والمحرم من الله ….

خلع قميصه واجري اتصاله اليومي بها ،سرعان ما كان الرد لتظهر امامه وهي ترتدي تي شيرت حمالات لا يترك شيء للمخيلة وابتسامتها مرسومه بحب وهي ترحب ببدأ محادثاتهم …..

في الخارج ……..

-يووووه يا محمد ماتجننيش قوم عشان ننزل الدرس وانا هجبلك عصير يا سيدي وهوصلهولك بس انزل متتأخرس….
قالت ليلي لتحث اخيها المنزعج علي الذهاب الي دروسه لحفظ القرآن ….
-احلفي ؟
ابتسمت له بحب واردفت …
-والله هجبهولك في دقيقتين يلا قوم بقي !!
وقف متذمرا ليتوضأ ويرتدي صندله البني الصغير لينزل معها ….اوصلته ونزلت سريعا الي المتجر المعتاد التي تشتري منه اشياءها….

لمحها احمد فوقف سريعا يحاسب ليلحق بها وقد عقد النيه علي التدخل واكتشاف من هي بنفسه ….
رأته وهي تصعد علي الدرج فتجاهلته بخجل ولكنه تبعها وهو يقول بحنان…
-بس بس يا انسه …
نظرت له بتساؤل لتردف..
-نعم !
-انا عارف اني سخيف و كده بس انا والله قصدي شريف ومش بعاكس …بس اصل يعني انا عايز اعرف اسمك …
احمر وجهها وزاد توترها وهي تقول بنفي…
-انا مينفعش اتكلم مع حضرتك …
استمرت في الصعود ليتبعها وهو يقول ….
-ليه بس والله انا هكلم معاكي بأدب ومش عايز حاجه انا كل اللي طالبه اسمك يعني مش عيب…
وقفت امام باب الشيخ تدقه بتوتر وهي تشير له بيدها ليبتعد حتي لا يراهم احد فصعد قبلها تاركا لها ….
اعطت العصير لأخيها وهو يتابعها من فوق ، صعدت بتوتر وتتمني لو يصعد ويتخطي شقتهم ولكنها وجدت علي منتصف الدرج يبتسم لها بأعجاب لم تعتاد عليه وجعل اسفل بطنها يرفرف بخجل….
نزل درجتين ووقف امامها وهو يقول بلهو صبياني..
-بصي بقي لو مش هتقولي اسمك هنط من علي السلمتين دول وذنبي في رقبتك لو اتكسرت رقبتي…
ضحكت وهي تضع يدها علي فمها لتردف …
-طيب عديني لوسمحت مش هينفع كده …
ظل ينظر الي عينيها ويميل برأسه لاسفل لينظر لها ويزيد خجلها ليردف..
-اسمك طيب ارجوكي انتي معندكيش اخوات صبيان ….انا احمد اسم عادي جدا اسمي احمد اسمك ايه بقي ؟
قالت بخجل ووجه احمر بخفوت..
-اسمي ليلي عديني بقي ….
وضع يده علي قلبه وابتعد الي احد الجوانب يعفو عنها وهو يقول بصوت يلاحق تقدمها السريع الي شقتهم…
-اااااااخ عشان كده اتجنيت اول ماشفتك يا اجمل عيون شفتها في حياتي !!!
اغلقت ليلي الباب بوجه احمر كالفراوله وانفاس متقطعه لا تصدق ما سمعته للتو ومرت به …
ظل قلبها يدق دون توقف وشعرت برهبه وخوف من ان يعلم احد ما حدث من مجرد رؤيتها هكذا …..

اخرجها صوت سعيد المتسائل….
-مالك يا ليلي ؟ حطه ايدك علي قلبك ليه ؟
اسرعت ليلي لتنحني الي الامام مصطنعه الالم ….
-اصلي جريت علي السلم وحسيت بشكه في قلبي …
نظر لها بغيظ ليردف…
-انا ناقص مصايب اقعدي طيب خدي نفسك امك بتطبخ جوا انا داخل انام ااه ولو فضلت توجعك في مسكن مع حمزة بياخده لما بيلعب كورة خدي واحده منه ….
هزت رأسها وتوجهت الي غرفه حمزة وكأنها ستنفذ اقواله….
وضعت يدها علي المقبض ونظرت خلفها لتجد سعيد يغلف باب غرفته خلفه تنهدت ووضعت رأسها علي الباب تاركه المقبض فوصلت الي اذنها صوت امرأه يبدو انها اجنبيه ويتبعه صوت حمزة بنفس اللغه لم تعلم انه يجيد لغات اخري !!
لكن ما لفت انتباهها هو صوت قبلات مرسله ….وضعت يدها علي فمها اهناك فتاه في غرفه حمزة ؟!!!!
سمع حمزة صوت طفيف عند غرفته فتوجه ليري من يتنصت عليه ….
فتح الباب مره واحده دون خجل من قله ملابسه المتمثلة في شورت فقط ليجد ليلي بعيون واسعه ويد علي فمها تنظر اليه بصدمه رفع حاجبه وكاد ينزل عليها بوابل من الشتائم ولكن حركه عينيها وهي تنظر الي الشاشة خلفه وتيفاني الجالسة داخلها جعله يغلق الباب قليلا هربا من عيونها المتهمة و المنهاله بأحكام مسبقه ….
لم تعطه فرصه نظرت له باشمئزاز وكأنه شئ قذر بالرغم من ازدياد خجلها واحمرار وجهها من قله ملابسه بشكل اكبر مما حدث مع الفتي للتو ….
ركضت من امامه و دخلت غرفتها هربا مما يحدث حولها بالنوم فقلبها الخالي من التجارب يهوي امامها الي القاع …..

………………

دخلت فاتن الي غرفتها لتجد سعيد نائما نظرت الي السماء شاكره لا مشاكل الان و لا كلمات قاسيه ، توجهت للاستحمام وازاله ألم متاعبها اليومية …..
تبحث عن شعور الراحة فحياتها الثانية لا تعجبها كثيرا وتشعر فيها وكأنها جاريه بموضع مذبذب وطفله تنتظر العقاب….
تظاهر سعيد بالنوم وهو يستمع لها صحيح انه زوجها من سنتين الا انه احبها اكثر من والده حمزة التي دائما ما احبطت امنياته و شهواته حتي بها ..
زفر بخنقه يستغفر الله بتذكره لمقوله اذكروا محاسن موتاكم ولكنها بالفعل صنعت شرخ كبير في كيان رجولته وعليه قرر العيش بأنانيه في هذه الحياة الجديدة التي قرر هو بناءها والسيطرة عليها بجشع…..
تحت شعار نفسي ثم نفسي ثم نفسي…..
داخله انسانا يخبئه عن اعين الجميع وخاصا مسامعه يخبره بانه يظلم تلك المرأه الحسناء التي لا تزال في اوج انوثتها امرأه لم تدخل الي الاربعينات بعد وصارت ملكه ولكنه يأبى الاعتراف بذلك لها ويمسكها مفاتيح قلبه هو لا يحب ولا يريد معرفه الحب المهين …..
يكفي نظرات اشتياقها لزوجها الراحل التي يراه في عينيها كلما نظرت الي اولادها …
والتي كانت كفيله بإشعال غضبه طوال الوقت وحنقه عليها وعلي اولاد ذلك الرجل الذي ينافسه في حياته الجديدة حتي وهو ميت …..

خرجت فاتن تشعر براحه ورطوبة الماء علي جسدها وقررت ان تمدد جسدها قليلا بجواره …
شعر بدقات قلبه في اذنه رغما عنه وبعد صراع مع النوم وافكار طويل اقترب يلاصقها وهو يحتضنها بذراعه ..
فتحت عينيها مره واحده وهي تستشعر قربه فأغلقتها مره اخري باستسلام الا ان هذه المرة و شعرت بطعم غريب في استسلامها له وبشعاع من التغير في لمساته وبمشاعر من جانبه تخاف المخاطرة بتحليلها ……

………………..

في غرفه حمزة ……

ظل يتلوى في فراشه ونظراتها المشمئزة تؤرقه وتغضبه علي نفسه للاهتمام حتي …
قذف بالغطاء ليلقي ساقيه من علي الفراش ليستقيم …
ارتدي احدي تي شيرتاته الخاصة وقرر معاقبتها فان لم يهنئ هو بالنوم فلن تهنئ هي الأخرى ….
خرج فوجد الهدوء يسيطر علي المكان تعجب فهم مازالوا وسط النهار …..
الا انه توجه نحو غرفتها ليدخل سريعا دون طرق حتي يغضبها ولكن لم يكن في حسبانه ان تكون نائمه ومرتديه ملابس نومها وهي عباره عن فستان قطني بنصف كم طويل نسبيا تحت الركبه الا انه انحسر في نومها ليصل الي اول فخديها تسمر مكانه بعيون مفتوحه وهو يلعق شفتيه وفتح الباب يهرب سريعا الي غرفته ….
اخذ يضرب رأسه وهو يتمتم…
-غبي غبي ممكن تتخمد بقي ، انا اعصابي تعبانه خلقه !! ….
حاول النوم الا ان كل تفكيره كان في ليلي وجسدها الصغير الذي لم يتوقع ان ينظر له بشهوة ابدا …كيف وهو الشاب حبيب الفتيات الجميلات والاجنبيات ….
هز رأسه بحنق وعناد وهو يفكر فن تدني مستوي ذوقه كيف تلفت انتباهه تلك الفتاه العادية فلا شيء جذاب فيها سوي تلك العيون التي تشبه الكتاب المفتوح للجميع وخاصا من يهتم بقراءته و تلك الملامح المخلوطعه بلمحه كسر حزينه تنبع بصدق من داخلها ..

انتفض يعتدل ليصيح في نفسه …
-استغفر الله اتخمد بقي دي اصلا تعتبر اختك ممكن تهدي شويه !!!

واخيرا علي المغرب وبعد ان استيقظ الجميع وشعر بهم وبحركات الحياة خارج غرفته اتجه الي نوم عميق حتي اليوم التالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى