روايات رومانسية

روايه ملازي الحلقه 3

سمع صوت خطواتها الرقيقة فرمقها بطرف عينيه وجدها لاتزال ترتدي فستانها وتتجه الي بعض الاوزان في الارض …عقد حاجبيه علي غباءه فقد نسي حقيبتها في السيارة ولم يدخلها ….
النسيان عاده يكرها ولم يعتادها ولكن منذ ان اقتحمت حياته من جديد واصبحت عاده ملازمه له ….
نسي تمارينه وتوقف وهو يراها تجثو وتنظر الي الاوزان وكأنها قطعه من الذهب …
ابتسم رغما عنه عندما حاولت بصعوبة رفع اصغرهم الذي لا يتعدى الكيلو جرام من الارض…..
-ده ميعديش كيلو ، انتي عضلات ايدك ضعيفة اوي كده !!


احمر وجهها علي فضولها وتركت الوزن بحرج فقد ظهرت ضعيفة للغاية امامه الان …
-طول عمري نفسي اروح الجيم بس مكنش عندي وقت !…
رفضت ان تخبره بانها لم تكن تملك المال لمثل هذه الرفاهية فعائلتها البديلة كانت بسيطة للغاية ولم تكن لتضغط عليهم وهم الذين يغرقوها محبه و حاولوا ان يحققوا كل ما قد تطالب به يوما دون ان تفتح فاهها….
وقف من الارض لتري بوضوح انه بدون قميص فقط سروال رياضي ليزداد خجلها اضعاف وتتسع عيونها بصدمه …
زادت دقات قلبها وخفقاته وهي تحاول ابعاد عيونها المتفحصة عن صدره العريض….
ولكنها ظلت تتابعه عندما اعطاها ظهره ليمسح جسده بمنشفه قبل ان ينظر لها قابضا عليها تطالعه وكأنها تري جسد رجل لأول مره ….
انتفخ صدره من هذا التفكير و كبرياء رجوليته يأبي التفكير بانها رأت احد قبله ، بلل شفتيه ليردف …
-الجيم عندك ، تقدري تتدربي الوقت اللي عايزاه….
دارت عجله تفكيرها سريعا وهي تحاول استغلال كلماته لتردف بخجل وهي تنظر الي الارض و تبعد نظراتها عن جسده ….
-لا مش لازم اصل مش هعرف اتدرب لوحدي …انا اكيد هبقي عايزة اتدرب مع مدرب …انا اشترك مع مدرب في الجيم احسن !!…..
بلل شفتيه ليردف بهدوء وهو يستدير ويبحث عن التيشرت الخاص به رافضا تماما فكره المدرب ورجل اخر يدخل حياتها ….
-تقدري تتمرني معايا ..هبقي اساعدك…
قامت بحركة راقصه من فرط حماستها ونجاح خطتها لإيقاعه لتقول وهي تكبت ابتسامتها الواسعة…
-مكنتش عايزة اعطلك !! …. احم شكرا بجد هنبدأ امتي ؟!!
تلك السعاده والحماسة التي تحاول اخفاءها في نبرتها انطلقت كالسهام الي قلبه ….
التفت نحوها يطالع ابتسامتها الخفيفة التي تنير وجهها الذي يعشق ملامحه…
كاد يردها اليها عندما انتبه لعدم ارتدائها احجاب و لاحظ خصلات شعرها العسليه تقع علي كتفها كأمواج !! ….
لطالما عشق خصلات شعرها البنية كوجهه القهوة في الفنجان خاصته ….اختفت ابتسامتها تدريجيا لتعض علي شفاها السفليه بخجل عندما رأته يتفحصها وينظر لها بعيونه الجريئة الحادة بما يشبه الشوق وشئ اخر تخجل من تفسيره ؟! ..
خفق قلبها بجنون عندما رأته يتجه نحوها بهدوء وخفه ….
عادت خطوة الي الوراء وهي تمسك طرفي فستانها بقبضتيها واطرقت رأسها الي الارض تحاول تنظيم تنفسها حتي لا تخجل نفسها اكثر ….
ابتعدت خطوتين وهي تراه يتقدم منها بلا كلل ليحمر كل وجهها بتوتر و قله الهواء الذي يرفض الدخول الي رئتيها ….
التصقت بالحائط فاتسعت عيناها وهي تراه يتقدم حتي وقف امامها مباشرا لتصل رائحته الرجولية الي انفها والتي عملت كمخدر لعقلها ….
هل مهمتها بتلك السهوله ؛ ايخضع لها من اول يوم ؟!!!!
اطرقت برأسها اكثر وهي تغمض عينيها بشده عندما مال برأسه نحوها ….
رفع عينيه الي التي شيرت المعلق خلفها وابتسم يطالع جفونها المغلقة بشده ….
سمح لنفسه بأن يقرب انفه من شعرها المموج يلامسه برقه و يستنشق عبق عطرها الخلاب بينما يرفع ذراعه لجذب ملابسه …
شعرت بشيء يسحب من خلفها و هي تستند علي الحائط ؛ فتحت احدي عيونها بتساؤل لتجد صدره العاري في وجهها وذراعه يجذب قطعه ملابس كانت تسند عليها من خلفها ….
فتحت كلتا عيونها واحمر وجهها اكثر ولكن هذه المرة من الاحراج فقد ظنت انه سيقبلها ؟؟!!!!
جزت علي اسنانها عندما ابتعد 3 خطوات وهو يرتدي ملابسه بإهمال وكأن شئ لم يكن وقربها لا يؤثر به كما يؤثر قربه بها …
ابتعدت بحنق عن الجدار بعد ان اخجلت نفسها ووقفت كالغبية تنتظر قبلته ، كيف يجرء هذا المتعجرف لن يتغير ابدا !!! ….
اسرعت بخطوات شبه متدبدبه تخرج من امامه …. بينما زفر وهو يشعر بسيطرته تتهاوي امامها فقد كان علي وشك رمي كل مخاوفه بعرض الحائط وتقبيلها !!
يعلم ان القدر يهوي تعذيبه بأعادها اليه ولكنه لا يجد في قلبه ذره كره او بغض لظهورها في حياته مره اخري !!

###############

فلاش باك منذ شهرين و نصف …..

خفق قلبه بشده وبطئ متناقضان للحظات ، هل يراها بالفعل ؟ ماذا اتي بها الي هنا ؟ ايحلم مجددا اعفت عنه كوابيسه لتحل محلها احلام لا يجروء علي تمنيها !!
ظلت عيونه تتابع كل حركة وارتعاشه توتر صغيرة من جسدها الضئيل وهو يرسم ملامحها بعينيه يروى فيها ظمأ سنوات حاكله مريرة بدونها ….
علت انفاسه كالمراهق واغمض عينيه مرة واثنتان و وصل به الامر ان يهز رأسه حتي يستفيق …
تبا مازالت امامه ! هي بالفعل هنا !!
لماذا حضرت الي شركة والده الخاصة بالحراسة ما حاجتها لها…هل حياتها بخطر هل اعمته حاجته عن حاجتها ؟!
ام انها …… !!!
توقف تفكيره و شعر بدقات قلبه في رأسه كالطبول ، مجرد التفكير باحتماليه مجيئها من اجله وبحثها عنه يجعله شبه فاقد للوعي ….
زفر بحنق يناجي رباطة جأشه انه يمارس وظيفته وفي وقت عمله هذا خطأ صغير يكلفه حياة من كلفه لحمايته ومن كلفه ليس اي شخص !!
انه والده الذي سيؤدي تيهه و ضلاله تفكيره الي ايذاءه….عبس ونظر امامه محاولا تفادي النظر لها ومتجاهلا وجودها ودقات قلبه المتعالية معها كذلك ….
مناشدا عقله بالرجوع الي الخلف قليلا وتذكر ما اكد عليه والده بضرورة اتباعه لمن يدخل من ذلك الباب الي مكتبه !! …
الامر الذي حتم عليه وقوفه خارج باب مكتب والده المطل علي غرفه السكرتير والملحقة بمكتب خشبي خاص به كقائد الحرس ومرافق والده اللواء السابق ماجد الشناوي وصاحب اكبر شركة للحراسة متعاقدة مع الجمهورية ومجهزه من امهر وافضل ضباط الحراسات الخاصة والمختصين !!
ماهي الا لحظات حتي دلف رجل ومعه 3 حراس …وقف سكرتير والده (عبد الرحمن ) سريعا وتوجه نحوه يصافحه …
اردف عبد الرحمن بملامح محترفه …..
-اهلا يافندم ماجد باشا مستني حضرتك ومنبه انك تدخل فورا ….
ابتسم الرجل التي اظهرت عنجهته مكانته كعضو مهم في البلد واردف…
-اهلا بيك … تمام تمام انا محتاج اتواصل معاه فورا ….
وبدون كلمه اكثر توجه الرجل للدخول ، شعر محمد بألفه ملامحه لابد انه رءاه مره او اثنتان في مكان ما او ربما صورته في جريدة !!
بالتأكيد هو رجل اعمال كبير او احد شاغلي الوظائف العليا في الدولة ….
رفع محمد كفه بحزم وملامح جامده يوقف تقدمهم ليردف بجديه….
-ممنوع تدخل بالحراسه يافندم …حضرتك تقدر تاخد واحد بس …
هز الرجل رأسه واشار لحارس يضاعف حجمه مرتين ويبدو اجنبي الجنسية للدخول معه ولكنه لم يهدد ثقته للحظه في قدرته علي اخضاع المسكين في لمح البصر …
دلف محمد امامهم واشار لهم باتباعه …..
تنفست جميله الصعداء و مسحت العرق علي وجهها اخيرا ابتعد عنها بعيونه المراقبه …
منذ ان خطي بقدمه خارج مكتب المدير وهو يحملق ويتابعها بعينيه بشكل اربكها واجج داخلها يبدو انه الحارس الشخصي للمدير ويبدو ايضا انها ستراه كثيرا !!…
لمحته مره واحده فقط والتقت عيناهم وكانت تلك اللمحة كفيله بان تخضع عيناها الي الارض وهي تستشعر نظراته تخترقها من كل جانب، اتاها صوت عبد الرحمن في هذه اللحظه …
-جميله تقدري تقعدي علي المكتب اللي هناك ده هيبقي بتاعك متقفيش فوق راسي كده انتي مساعده سكرتير مش الوصي عليا !!
خجلت من تعليقه وشعرت بسخافتها فأردفت بخفوت …
-اه حاضر انا اسفه اصل مكنتش عارفه اعمل ايه !!
-ولا يهمك طبيعي تبقي متوترة ده اول يوم ليكي ، بس انا بقولك اهوه مفيش داعي انتي بنوته كويسه و ذكيه وهتستمري معانا ان شاء الله …
ابتسمت له بخجل علي المديح التي لا تعتده كثيرا ، فاخر عمل لها علم صاحب العمل بانها من دار للايتام وحاول التحرش بها وعندما اعترضت قال لها بكل برود ؛ انها ابنه حرام فلما الظهور كالعفيفه ….هزت رأسها تبعد افكارها عن لك الحقير واردفت ….
-شكرا لحضرتك انا رايحه اهوه واتمني تقولي المفروض اعمل ايه لو سمحت ! .
-تمام انا لازم اجمع اوراق ضروري وهفهمك دورك بالظبط اول ما افضي لكن دلوقتي اتفضلي استريحي هناك …
جلست جميله وهي تعدل حجابها وتخشي اعلان احدي خصلاتها تمردها والخروج بشكل غير لائق….
ليعيدها عقلها الي تلك العيون التي اشعرتها بألفه غريبه واعادتها لسنين محفورة في ذاكرتها …
هزت رأسها وطلبت من عبدالرحمن وصف المصلي لها لاداء صلاتها فاعطاها مفتاح الارشيف واخبرها بانها الانثي الوحيده في الشركه وانه من الافضل ان تختلي بصلاتها بهدوء …
-شكرا يا استاذ عبدالرحمن…
-العفو بس خدي بالك عليه لو ضاع هنروح في داهيه ….
ابتسمت بخفه…
-متقلقش !!

انتهي الفلاش باك……

#########################

نعود الي (بني سويف)……….

وصل فهد الي دارهم لتعلو زغاريد والدته المكان و اصوات الفرحة ، عانقته بشده و لهفه فهي لم ترا ابنها منذ ست سنوات متواصلة …..
-كده ياولدي توجع جلبي كل الوجت ديه !!
قالتها بلهجتها الصعيديه التي رفضت التغير مع الوقت وهي تمطره بوابل من القبلات وتضمه بهيئتها الضئيله اليها ودموعها تتساقط فرحا …..
وقعت منه دمعه اجاد اخفاءها فقد حرم نفسه من ذلك العناق الغالي كثيرا ….
-معلش يا امي انا اسف بس ظروفي كانت كده ….
ضحك والده بتهكم و فرحه خفيه ليردف….
-سيبيه يا حاجه ياخد نفسه اللاول وبعدين وجت العتاب هياجي !! ….
ضحك الجميع الا ان فهد تأكد من عزم والده علي معاتبته فهو لا يرمي بكلمات في الارض ….
توجه فهد يقبل يد والده بحب واحترام ليربت والده علي رأسه بحب ابوي نادرا ما يظهره ليتجه اليهم عمر بمشاغبة قائلا ….
-ايه الجو القديم ده ادخل في صدر ابوك علي طول كده اهوه ……
قالها وهو يدفع فهد الي والده ليتناسي فهد غضب و لوم من قرار قد اتخذه والده ليغير حياته بالكامل و يكون سبب في عذابه و شقائه تلك السنوات !!
جالت عيناه حوله عن فتاة كانت المصدر الاساسي لهذا الشقاء والبعاد هربا منها ومن عيونها التي تلومه براءتها …..
وكأنها سمعته يناجيها هبطت بكامل زينتها وهي مرتديه تلك العباءة التي اوصتها ام فهد بارتدائها ووجهها مزين برقه املا في ارضاء والدته…..
هربت انفاسه للحظه لرؤيته تلك العيون !! لن ينساها ابدا او يخطئ بها انها حياة ولكن ليست حياة التي باغتت وعاشت في افكاره !!
فمن تطل امامه الان هي امرأه يافعة ذات قوام ممشوق يفرض نفسه عنوه بالرغم من عباءتها الواسعه كالفراشه….
وقف مشدوها انها طفلته بالفعل الا انها لم تعد طفله علي الاطلاق !!!

###########

فلاش بااااك…….

منذ ست سنوات مضت …..

وقفت والدته تعدل له عمامته بسعادة و قلب يرفرف بزواج ابنها الوسط الحبيب فقد زوجت اخيه الاكبر عثمان و الان فهد ولا ينقص سوي عمر الصغير وقريبا ستفرح به هو الاخر ….
قبلته واحتضنته بحنان وفرحه فابتسم لها حتي لا يكسر بخاطرها اذا اكتشفت ما يخفيه بداخله ….
لا يصدق ان والده اجبره بالفعل علي الزواج من طفله !!!
نعم طفله لم تتم الرابعه عشر من عمرها اي فرق 6سنوات بينهم صحيح ليس بالكبير ولكنها تظل طفله !!!
اردفت والدت فهد بسعادة …
-جوم يا جلبي اعروستك افجودتك فوج ، ربنا يوفجكم ويرزجكم يالذرية الصالحه … يلااا همل ياولدي …
-الله يخليكي يا امي ….
ربت اخيه عثمان بتهنئه علي كتفه ومر امامه يصعد الي غرفته …
كم يحسده في هذا الوقت فالفرق بينه وبين زوجته لا يتعدي ال3 سنوات وقد وصله من اخيه الصغير المتطفل عن وجود علاقه حب مستتره بينهم قبلها ، قبل ان يوبخه فهد بانه سيقطع له ذلك اللسان الطليق اذا تحدث عن اخيه الاكبر و زوجته لايا كان ….
صعد بقلب يدق و ضمير يشتاق الي اختفائه للحظات طويله حتي تمر ليلته بسلام …..
فتح باب غرفته فوجد فتاه يانعه البنيه قصيرة بضفائر منسدلة تنتظره كالهدية علي فراشه ..
و ما ان دلف حتي انتفضت من عليه وتراجعت الي احد المقاعد في احدي الزوايا …
جزء كبير داخله متأكد ان ما حدث كان عفويا وانها لم تقصده الظهور كالقط المذعور ، الامر الذي جعل قلبه يعتصر بحنق علي براءتها وطفولتها ….
تنحنح و توجه ببطء الي الأريكة بجوار مائده خشبيه موضوع عليها طعام العرائس ….
وعقله يحارب للعثور علي حل سريع لهذا المأزق الذي فرض عليه وتم في خلال يومين من معرفته بامر وعد والده وزواجه منها !!!
خلع عمامته وجلس يتفحصها من بعيد ،
جلست تفرك كفيها الصغيران و تبلل شفتيها المزينه بأحمر شفاه قاتم لا يلائمها ….
مرر انظاره علي باقي وجهها الطفولي بطريقه تتمرد علي الزينه واحمر الشفاه….
لتصبح اقرب الي عروسة المولد من انثي مقبله علي الزواج هذا وان صح اطلاق مردف انثي عليها !!!…
رفعت عيونها السوداء والتي لا ينكر جاذبيتهم الخلابة والمريبة بالنسبة له فبها رونق جذاب فريد من نوعه… امسك بتلك العيون الصريحه وكأنه يسمعها تتحدث بالفعل و يسمع مناجاتها لروحه وتوسلها له بأن يبقي بعيدا ….
تاه في افكاره حول زفافهم و مرض والدها المفاجئ والذي كان سببا في زواجهم السريع ، والزامه لوالده بان يوفي بكلمته بتزويجها الي ابنه رغبا في الاطمئنان عليها قبل ان يداهمه الموت وقد اشتد به المرض ….
ضاقت عينيه بغيظ فحدث مثل ذلك قد يكلفه حلمه ومستقبله فمن الممنوع عليه كطالب في كلية الشرطه الزواج حتي التخرج ….
وها هو يخالف القوانين ويرمي بحلمه في التهلكة وكل ذلك لإرضاء والده وتنفيذ وعد قطعه علي نفسه منذ سنوات ليكون هو وهي ضحيتها…
صحيح تحجج والده بان زواجهم سيكون بالعرف في البلد وان امره لن يفضح فالفتاه رسميا لم تتعد ال 18 عشر وكأن ذلك يطمئنه ،
اجل هو معتاد علي ذلك وهو ما يحدث بالفعل بين كثير من العائلات و تلك عاداتهم وتعتمد علي الاشهار اكثر تنهد ينظر اليها ،
(حياة ) هو اسم يلائم عنفوانها وبريق عينيها ، لطالما رأها تركض و تلعب مع الاطفال امام منزلهم و كثيرا ما وبخهم علي ازعاجهم له، خاصا عندما تجتمع مع اخيه الاصغر الشيطاني…..
ذلك العنفوان الذي اختفي منذ ان عقد قرانه عليها اليوم واصبح زوجها الفعلي تماما والدموع تنساب منها الان….
قطع هذا تفكيره بخضه ..
دموع؟؟؟؟
لما البكاء هوبعيد عنها ولم يقربها !! ….
وقف سريعا عندما سمع شهقات بكاءها وهو يتابع محاربتها لتلك الشهقات في محاوله لتهدئه نفسها !!
توجه نحوها خطوه ليمنع بكاءها الذي اكتشف الان انه يكرهه ويمزقه بشده ، واردف بهدوء وخفوت ….
-انتي بتبكي ليه يا حياة اني مقربتش منك خالص و مش هقرب اهوه !! …
نظرت له بكل براءة وهزت رأسها بالنفي وكأنها تؤكد له كذب اقواله … لينتفض كامل جسدها بشهقات مكتومه برعب….
زفر بحنق ولم يستطع رؤيه انهيار تلك الصغيرة فقرر الهروب من امامها علها تهدأ قليلا اذا اختفي عن انظارها…
وحش !! …
كلمه سترسخ في عقله سنوات طويله وسيبقي حبيسها !!
خرج من غرفته ليراه عثمان ويتجه نحوه متسائلا ….
-في حاجه يا فهد ؟!
نظر له بعيون غاضبه ليردف…
-اه في !! في يا عثمان !!
-مالك في ايه فهمني !!
-افهمك ايه بس ، ابوك دمرني خلاص …انا مش قادر اقرب منها انتم اكيد مش بني ادمين ابوك ده ظالم ، انا مقدرش اعمل كده في طفله دي طفله يا عثمان طفله !!
اسكته عثمان بخوف ليخفض صوته ويجذبه من ذراعه نحو غرفه عمر بالاسفل بعيدا عن غرف نوم الجميع …
-ممكن تهدي ابوك لو سمعك هيدشدش دماغك !!
اردف فهد بتصميم و عناد…
-ياريت يسمع يمكن يحس بالمصيبه اللي وقعني فيها انتو ايه يا اخي كفره و لا شياطين … انا خلاص بكره الصبح راجع لكليتي ومش هتشوفوا وشي تاني !! …
جلس عثمان طوال اليل يقنعه بالعدول عن قراراه الا ان فهد كان قد اتخذ قرارا و لن يعود فيه و بالفعل سافر في اليوم التالي بحجه كليته و لم يعد ابدا بعد ذلك و طوال سته سنوات …..

انتهي الفلاش بااااك…..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه الخديعه الحلقه 3

 


انتهى الحفل ومع الحفل انتهى غافر من قيود اخيه كما يعتقد ، كان بالنسبة لحلم هو احسن عيد ميلاد مر عليها بوجود اخوانها ، والاهم بسفر باسم فهى تبغضه كثيرا .

في اليوم التالى كانوا جميعا بالمدرسة ، كانت واقفه بجانب عليا لترى نهال تقترب من عمر وتتحدث معه ، وهو يبتسم لتمد نهال يدها له لينظر عمر قليلا بالأرض ثم يهتف لها بكلمه أخرى لتؤما له نهال بالموافقة ليمد يده ويسلم عليها لتضرم النيران داخل حلم ، لتراه يقترب بعد ذلك عليهم لتهمس لعليا وتتحرك مسرعة ، ليقف عمر مستغربا ما حدث



” هى راحت فين ؟
لترفع عليا كتفيها وتهتف وهى تبحث بعينها عن اخيها

” معرفش بتقول جعانه راحت تجيب اكلها ، مشفتش عبد الرحمن .”

ليؤما لها نافيا ، ليراه يقترب ليشير لها تجاه اخيه
” اهو جاى .”
ليتحرك مسرعا خلف حلم ليفهم ما بها هو واثق أنها راته يقترب منهم ، وهرعت عندما اقترب عليهم .

” هو في ايه يا عليا”
هتف عبد الرحمن بحديثه لإخته وهو يري عمر يمر من امامه دون أن يتحدث بكلمه واحده معه .

” معرفش حلم اول ما شافته جريت وقالت جعانه ، مع أن اول ما جينا نخرج قالت مش جعانه ، وكمان اكلها معايا ، ماما الصبح عملت لينا اكل سوا في شنطتى .”

ليكفهر وجه ويتسأل ماذا حدث

داخل الفصل كانت حلم جالسه مكانه هادئة لتلمح عمر يدخل عليها لتنشغل بحقبيتها

” مالك يا حلم ، قاعدة لوحدك ليه .”

” ابدا تعبت من الوقفه والشمس قوية ، وعلي فكرة لو المستر دخل وشافك هنا هيحصل مشكله لأنه مش فصلك .”

ليقطب جبينه من تصرفها هذا ، وبالفعل تمر مشرفة لتنهر عمر وتخرجه خارج الفصل ، ليستغرب من صمت حلم ، وعدم التدخل ليفهم أنها مستائة منه لكن لم هذا الغضب لا يعلم .!
………………………….

في المساء
كانت جالسة داخل غرفته صامته تماما حاولت عليا كثيرا معها أن تخرجها ولكنها كانت ترفض بدون تبرير واضح .

كان عمر واقفا في شرفتهم ينتظر خروجها لكنها لم تخرجه مطلقا ، مرت الايام ليمر اسبوع كاملا وهى علي هذه الحالة لا احد يعلم ما بها ، ولا تتحدث مع احد تذهب للمدرسة في صمت غريب وتعود لتدخل غرفتها في هدوء حاول عامر معها كثيرا لا يعلم ما بها .

* دا اللي قولته ومحدش صدقنى الهانم زهقت من اللعبه واهى بانت وبكرة تلاقوا الباشا والدها بيخبط ويقولنا معلش خدو القرشين دول ونرجع البلد تانى ، وكل اللي قولته حصل وهيحصل .”

لينظر له عمر بقلق فالأول مرة يبدأ في تصديق حديث أخيه ، هل بالفعل سيطلب والده أن يبتعدوا عنها هو لا يفرق معه المدرسة ولا البيت ولا أى شئ كل ما يفرق معه فقط هى فقط حلم وقبل أن يفيقوا من صدمة حديث عبد الرحمن يستمعوا لصوت طرقات الباب ليتساقط قلبهم في أرجلهم من الرعب وتبدأ ضربات قلبهم في تزايد ، ليقترب عبد الرحمن ليفتح الباب ويري امامه والد حلم ليعلم أنه الوقت .، ليفسح له المجال ليدخل ليصطفوا بجانب والدتهم خوفا من حديث عامر .

” اتفضل يا باشا نورت .”

ليجلس عامر والهم باديا علي وجه ليبتسم عبد الرحمن بخفه فهذا هو المتوقع .

ليهتف عبد الرحمن
“إحنا عارفين حضرتك منورنا هنا ليه ، ومتقلقش من بكرة هنرجع البلد تانى وقول لبنت حضرتك تقدر تخرج وتلعب تانى براحتها .”

ليصدم عامر من حديثه
” بلد ايه ؟وخروج ايه ؟

لتنهره رئيفه
” مش هتبطل تتسحب من لسانك ، حقك عليا بس حالة حلم مضياقنا كلنا ، وعبد الرحمن يعنى .”

ليتفهم عامر

” بص يا عبد الرحمن والكلام ليكم كلكم حلم صحيح تبان مدلعه وطلباتها اوامر وتبان طفله كل يوم برأى ، لكن هى عكس كدا تماما حلم اتحرمت من امها وهى صغيرة يدوب 4 سنين وانا دخلت غيبوبه شهور فضلت فيهم مع اخوي ومراته وباسم وكانوا بيعاملواها اسوء معاملة لدرجه أنها بطلت اكل وشرب وكمان كلام ، وبعد ما فوقت لقيتها كدا كل نظراتها عتاب وبس ، عرضتها علي دكاترة كتير ومفيش استجابة مع الوقت بدأت تتكلم وتاكل وتشرب بس كانت هادية ، لغاية ما جيتم انتم رجعت تانى منطلقه ، سعيدة واكيد أنتم شفتوا دا ، واهى رجعت لحالتها تانى ومحدش يعرف السبب ولسه الدكتور ماشي من عندها وكالعادة مفيش حل ، أنا جيت افهم حصل حاجة في المدرسة لأن المدرسين بيأكدوا أنها كانت طبيعيه وفجاه اتغيرت .”

لينظروا لبعضهم بحزن علي حالها ويخجل عبد الرحمن من تسرعه هذا لتهتف عليا
” لا محصلش حاجه كانت كويسة وفعلاً لوحدها كدا سكتت من غير اى سبب .”
ليؤكد عمر علي حديثها ،ليتدخل عبد الرحمن
” طيب ما تخليها تغير جو ،يمكن زهقت .”
” لا حالة حلم دى لم بتزعل بتكون كدا ،وانا تعبت ومش عارف اتصرف .”

رئيفه بهدوء
” أنا هجرب حظى معاها ، وفكرة عبد الرحمن حلوة بكرة الجمعه وعندهم لغاية الاحد إجازة حتى لو غابوا مش مشكلة ، نسافر البلد تغير جو والبلد بقي الخير كله شمس وخضره راحه بال للكبار ما بالك الصغار .”

ليوافق عامر علي فكرتها لتدخل رئيفه المطبخ لتعد لحلم طبق الكيك المحبب لها ، وتذهب لها لتدخل عليها لتراها تذاكر دروسها بجد لتستغرب حالها هذا

” حبيبتى بصي عملتك ليكى كيكة البرتقال اللي بتحبيها .”
لتؤما لها وتعود بإنظارها إلي كتابها ويظل الصمت سائد الموقف لتحاول رئيفه فتح أى حديث معها لكن تجيب عليها حلم بإيمائه فقط سواء موافقة أو بالرفض ، لتخبرها بفكرة السفر في الغد لتنظر لها بقلق من فكرته اختفائهم هى حزينه من عمر لكن لا تريد أن يبتعدوا عنها لتؤما لها بالموافقه وبالفعل جهزت نفسها للسفر بينما عمر في قراره نفسه يقسم أن لا يعود إلا إذا تحسنت وعلم ما الذي اوصلها لهذه الحالة .

…………….
في البلدة كان صوت قهقه عليا وعبد الرحمن عاليه بينما كانت حلم تنظر لهم فقط وكان عمر يراقبها جيدا ،ليري أنها تبتسم عندما تفعل عليا حركاتها الكوميديه ، وعندما يقترب هو تنظر له بغضب وتزيح وجهها من أمامه ليعلم أنه هو سبب حزنها هذا ، ولكن ما الذي فعله لتحزن هكذا .

ليستمع لنداء والدته عليهم بعدما اعدت الغداء ، لتهرول عليا وعبد الرحمن ، للداخل بينما تتبعهم هى بخطوات هادئة ليعترض طريقها هو لتحاول أن تبتعد لكن كان يحاوطها يمينا ويسارا ، لتقف بغضب حارق وتضع يدها خلف ظهرها دليل علي توترها فهذه عادتها عندما تتوتر تضع يدها خلف ظهرها ، ليستغرب طريقه يدها ليحاول أن يري ما بيدها لتهرب منه مسرعه ليمسك يدها وتقف امامه عنوه .

” حلم أنت زعلانه منى أنا دا واضح ،لكن ليه زعلانه منى دا إلى مش عارفه .”
ظلت صامته ، ليكمل بهدوء
” طيب أنا آسف ، بس أنت لازم تقولى ليه زعلانه منى .”
لكن لا إجابة صمت ….. سكون …..
ليغتاظ من صمتها
” طيب واضح أن عبد الرحمن صح أنت زهقتى مننا ، أنا هبلغ عم فهيم ترجعى معاه لوحدك ، واحنا هنفضل هنا .”
لتنظر له بخوف شديد ، ليستغرب خوفها هذا
” اهدى ، اهدى أنا مش قصدى .”
لتبدء في بكاء شديد ليستغرب حالتها ويراها تحاول الكلام ، ليبتسم ويحثها علي الحديث

” قولى يا حلم مالك .”

لتبدء في الحديث ببكاء
” بلاش تسبونى علشان خاطرى .”
ليبتسم براحه عندما واستمع صوتها حتى وإن كان مصحوب ببكاء فكفي أنه صوتها اخيرا ، ليمسح دموعها بهدوء.
” طيب ممكن نبطل عياط علشان نتكلم براحه واعرف أنا زعلتك في ايه .”

لتتذكر سبب حزنها وتنظر له بحزن عارم
” للدرجه دى زعلتك لا أنا استاهل الضرب والقسمه كمان .”
لتبتسم علي حديثه
” أنت لسه بتكره الرياضه .”
” اعمل ايه مادة رخمه ومش فاهم عايزة مننا ايه ، قسمة مطولة ومقصرة ، حاجة رخمه .”

لتنظر له بخبث
” فعلا رخمه زى نهال كدا .”
ليقطب جبينه
” نهال ايه علاقة نهال بالقسمه .”
لتضع يدها في خسرها
” مش بتقول رخمه وأنا بقول زى نهال اللي بقت صحبتك صح ، زعلت أن بقول عليها رخمه .”

” حلم أنا بكره اللف دا في الكلام قولى علي طول .”
لتبدء في الحديث دون توقف كأنها بركان وانفجر
” أنت كلمتها وكمان سلمت عليها وكمان اديتك من اكلها لولا عليا قربت عليك كنت هتاخده بقت صحبتك وأنا ايه مش مهم زعلانه مضايقه مش مهم ، هى بقت حلوة وأنا وحشه صح .”

ليرتعد من طريقتها العدائية الصريحه لكن استمع لها
” خلصتى ، ولا في كلام تانى علشان ارد “

لتصمت ليعلم أنها انتهت
” أولا أنا عمرى ما كنت هاخد منها حاجة ولم عزمت أنا رفضت وعليا جت قالت ليا أن عبد الرحمن عايزنى فمشيت ، ثانيا هى جت وطلبت منى اصلحكم علي بعض وأنها بتحبك ومدت أيدها علشان نبقي صحاب قولت ليها وعد أنها متزعلكيش ابدا وهى وافقت وبس .”

” بس أنا مش بحبها بكرها .”
” هى معملتش حاجة علشان تكرهيها ، هى غلطت واعترفت وأنا مش شايف دا سبب إنك تزعلى علشانه يا حلم .”
” لا سبب عمر أنا صحابي وأنا بحبك ومش عايزة نهال تاخدك وتصاحبها هى .”

لم يفهم عمر جيدا سبب اصراراها لكن وافق علي حديثها وهذه اول غلطة في علاقتهم !

” خلاص يا ستى وأنا كمان بحبك وانت بس صحابتى ها خلاص كدا .”
” لا مش خلاص لازم عقاب ليك علشان أنا بسببك بابي جاب ليا الدكتور الرخم دا وفضل يدينى حقن كتير .”

” طيب حقك عليا موافق يا ستى ايه عقابك .”
لتفكر قليلا ثم تنظر له بخبث
” لقيتها بس توعدنى توافق .”
ليخاف من نظرتها
” يا خوفي شكلك ميطمنش خالص ، بس هقول ايه وعد يا حلم خير .”
” لا متخافش حاجة اسهل من الحقن اللي خدتها ، عايزة الشهر دا تطلع الاول في الرياضه وتبقي اشطر واحد بيعرف يضرب ويقسم كمان وبس . “

لينظر لها بصدمه ولكن هو وعدها ليؤما لها بالموافقه لتقفز عاليا من فرحتها ثم تنظر له بتحذير
” والاهم مفيش كلام مع نهال خالص في حلم ، حلم وبس .”
” موافق يا ست حلم .”
هو لايعلم لماذا يطوعها في كل طلباتها لكن هو سعيد لسعادتها حتى وإن كانت سعادتها ستكون سبب هلاكه فهو موافق .”

” خلاص اومر تانية .”
لتؤما له بالنفي وتتحرك معه للداخل ليسعد الجميع بعودتها للحياه وبالفعل انتهت الإجازة بشفاء حلم وعادوا للدراسة ونفذ عمر اتفاقه كاملا مع حلم حتى جاء نتيجه اختبار الشهر هى من خوفها من النتيجه ادعت مرضها ولم تذهب للمدرسة بينما عادوا جميعا لتراهم من الشرفه وترى عمر حزين لتعلم أنه لم يحقق وعده لتحزن وتترجل لتقف بجانبه وتهون عليه فيكفي انه بالفعل حاول وكان يذاكر بجد ونشاط .

” هاى يا حلم هدخل اغير وارجع ليك علي طول .”
لتؤما لها لتقترب من عمر وهو حزين لتشعر أنها ستموت بسبب حزنه هذا
” عمر ! مش مهم أنا كنت بهزر معاك ، متزعلش .”
ليظل صامتا لتبدء في البكاء حزنا عليه
” علشان خاطرى متزعلش ورد عليا .”
ليخاف عليها ويبتسم
” عبيطة أنا عمر الأباصيري لم احط حاجة في راسي بعملها وأنا قررت اطلع الأول وطلعت .”
ليخرج لها ورقة الإجابة لترى أنه اخذ العلامات النهائية لتبتسم بسعادة كبيرة
وينظر لها بغرور
” مش بس كدا عارفه ، هطلع في مسابقه علي مستوى الادارة ولو كسبت هاخد 10000 ج ايه رايك بقي .”
لم تصدق نفسها من نجاحه هذا لتقفز داخل احضانه ليضمها إليه ويدور بها مرارا وتكرارا ، ليدور بهم الزمن ويكبر عمر وتكبر حلمه هى الأخرى وكل طلباتها بالنسبة لعمر هى أوامر فقط ليجيب هو وكان متيم بسعادتها وابتسامتها ، لتنتهى مرحلة الطفولة وتبدأ مرحلة جديدة في حياتهم لتبدء معركة عمر الحقيقة للفوز بحلمه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى