روايه قانون ايتن الحلفه5
هتف بقوة عندما سمع صوت تأوهه وفتح الباب ليتفاجأ به ملقى على السلم فسارع بحمله ودخوله إلى الشقة، قائلا ًبنبرة حنان:
-مالك يا حبيبي.. يابني مش عارف تنزل براحة!
والدته بعتاب:
-يعني كان لازم تبعته يا رمضان.. حبيبي انت كويس ؟
والده بقلق وهو يربت علي رجله:
-رجلك بتوجعك لسة!
عمر بألم:
-اااه
والدته بتساؤل:
-طب نوديه لدكتور؟
عمر بخوف وصوت شبه باكي:
– لا لا دكتور لا انا خايف
موجها حديثه إلى زوجته:
-طب هاتي زيت زيتون ادلكهاله طيب ممكن وجعاه من الخبطة بس
اومأت رأسها بإيجاب:
-حاضر سلامتك يا حبيبي
__________________________________
ايتن بفضول وهى تقرأ الذي لفت نظر خديجة علي الورقة
-ايه ده! بيشتغل في شركة سياحة عالمية.. وكمان ماسك منصب حلو هناك
أومأت خديجة بحماس:
-طيب ما ده كويس جدا ..وقريب من مجال شغلك ..يعني لو قولتي لهانى اصلاً علي الشركة دي هيفضل يزن عليكي تشتغلوا معاهم..انا عارفة دماغ خطيبي
ايتن بقلق:
-أيوة بس دول مبيشتغلوش مع اي اوتيل..الشركة دي بالذات بتتعاقد مع اوتيلات مفيهاش أخطاء كتير والريفيوز عندهم عالية جدا
-طيب انتوا مش قليلين برضو..هو بس الفترة الأخيرة كان فيه شوية لخبطة بس انتِ ظبطى حاجات كتير في الاوتيل
قطبت حاجبيها بتفكير:
-مش عارفة انا هشوف مستر هاني كده ونجرب
_______________________________
دلفت منة إلى غرفة عمر سريعا لترى ما حدث له وتطمئن عليه
قائلة بحزن:
-سلامتك يا مورى
نظرت بطرف عينيها إلى عمر وكأنها تكتشف كدبه فهو مازال واقف علي رجليه يمارس اللعب وكأن لم يحدث شيء
زفرت بعمق لترد بسخرية:
-ايه ده! ما انت قرد اهو..لا بس كان حوار حلو وابوك صدقه صح؟
ابتلع ريقه بصعوبة :
-هششش اسكتي بابا وماما هيسمعوكي
منة بذهول:
-ضحكت عليهم وفهمتهم انك اتخبطت ورجلك كانت هتتكسر عشان ايه يعني ! مش عيب كدا؟
عمر بتبرير محاولا اقناعها:
-انا ماكنتش عايز انزل وبابا زعقلي فعملت كده
منة بعتاب:
-بس ده غلط انت كدبت عليهم وخوفتهم عليك وبابا مأنب نفسه أنه خلاك تنزل وانت ماكنتش عايز.. انا هروح اقولهم
عمر بترجى:
– لالا يا منة بلاش
منة بغضب:
-واللى انت عملته ده ايه لازم اقولهم عشان متكررش الغلطة دي تاني
قاطعها بتسرع مدركا خطأه:
-مش هعمل كده تاني خلاص انا اسف
اجابته بشك:
-يا سلام!
-بجد مش هعمل كده تاني
__________________________________
دخلت مكتب مديرها، فهي من يومين أخبرته بالعمل مع هذه الشركة وقد قلق من هذا القرار وتوقع رفضهم ولكن ايتن اقنعته فحددت معهم ميعاد
هانى بابتسامة واسعة:
-اهلا يا ايتن
ايتن بجدية:
-انا خلاص حددت الميتنج مع شركة السياحة اللى هنشتغل معاهم.. يوم الأربع
هانى بتنبيه:
-المقابلة دي في منتهي الأهمية.. دي مش مجرد شركة هنشتغل معاها وخلاص دي شركة عالمية ومديرها عنده علاقات مالهاش عدد، لو قدرتى تخليهم يوافقوا وعملنا Deal معاهم دي هتبقي فرصة حلوة اوي للاوتيل بتاعنا
هتفت ايتن بغرور:
-اعتبرهم وافقوا يا مستر هاني
زفر هاني بحذر:
-الموضوع مش سهل كده يا ايتن ..الشركة دي مبتتعاملش مع اي اوتيل وخلاص!
همست بثقة:
-و الاوتيل بتاع حضرتك مش قليل برضو ..وانا عارفة هقدر اقنعهم ازاي
-أتمني والله
__________________________________
في الشركة التى يعمل بها حمزة
كانت ايتن ترتدى جيب سوداء تصل إلى أسفل ركبتيها، يعلوها قميص أبيض
ذهبت باتجاه مكتب السكرتارية لتستقبلها الفتاة ثم ادخلتها إلى مكتب الاجتماعات وانتظرت قليلا حتى فتح الباب لترى شاب في التاسعة والعشرون من عمره، ذو وسامة قاتلة، وجسدا طويلا رياضيا ينبض بالرجولة، بشرته فاتحة، بملامح جادة ولكن جذابة، انف حادة، يمتلك غمازتين تزيد من وسامته، عيون بنية داكنة، وشعره أسود كثيف، متخرج من كلية الإعلام، يعمل مدير العلاقات العامة فى شركة سياحة عالمية…
عرفها بنفسه لتكتشف أنه حمزة ثم جلسوا ودخل بعده شاب في منتصف الثلاثينيات عرفت أنه “يزيد” مدير الشركة وقرر حضور الاجتماع، بدأت ايتن الشرح، لفتت ايتن فى اثناء الاجتماع أنظارهم بافكارها المتميزة، وتصرفاتها اللبقة
ايتن بابتسامة واسعة:
-أتمني ان العروض تكون عجبتكم
يزيد “رئيس مجلس إدارة الشركة” وهو يرمقها بإعجاب بالغ:
-عجبني جدا جدا
رمقه حمزة بضيق فهو يكره تفريق يزيد في العمل واعجابه لبعض الفتيات..تعب من كثرة ما حاول إقناعه ان مصلحة العمل دائما اهم، ليلتفت إلى ايتن ويرد بجدية:
-لكن احنا محتاجين ندرسه شوية .. حضرتك عارفة ان عملائنا مش قليلين و دي اول مرة هنتعامل مع الاوتيل بتاعكم ..عشان كده لازم ندرس القرار ده كويس
ايتن بإستغراب، كانت تتوقع أن طريقته ليست رسمية هكذا وخصوصا مع الفتيات، لتجيبه بابتسامة ثقة:
-تمام مفيش مشكلة
ثم أخرجت الكارت الخاص بها لتعطيه لحمزة :
-و ده البيزنس كارد بتاعى.. ياريت لما حضرتك تفكر وتاخد قرار تبلغنى
يزيد متدخلا:
-ممكن كارت ليا انا كمان
ايتن بحرج وهي تناوله كارت آخر من حقيبتها:
-ها.. اه اتفضل يا فندم
يزيد بابتسامته المعتادة:
-ميرسي اوي اوي اوي يعني
ايتن بإستغراب:
-علي ايه ؟
أردف يزيد مبررا:
-عشان نورتي الشركة
قهقهت وهى تودعهم:
-هستني رد حضرتكم..عن اذنكم
بعد خروجها تنهد يزيد بابتسامة وهو ينظر اتجاه الباب التى خرجت منه:
-انا لو اعرف ان القمر ده موجود فى فندق هانى..كنت اشتغلت معاهم من زمان
زفر حمزة بعصبية:
-مستر يزيد ..حضرتك لازم نفكر كويس عشان ده في وشنا احنا..لو حصل حاجة هنخسر كتير
صاح بزهق:
-في ايه يا حمزة مالك! ما انا مطمن عادي
نظر له قائلا بسخرية:
-هو حضرتك ركزت في كلامها اصلا؟
تجاهل سخريته قائلا بجدية:
-حمزة حبيبي ركز في الشغل كده وقولى انت وصلت لإيه واللي شايفه اعمله..بس ياريت توافق عشان الشركة فعلا نورت انهاردة
حمزة بنفاذ صبر:
-هقول لحضرتك نصيحة ..البنات موجودة في أي وقت..لكن الشغل لأ
يزيد بعدم اقتناع:
-امممم لا النصيحة حلوة ..وعجبتني كمان.. بس نسيت تقول بقى ان مش كل البنات موجودة دايما
رفع حمزة حاجبيه في دهشة :
-مش فاهم تفرق ايه دي عنهم؟
تنفس بعمق ليجيبه:
-لا تفرق طبعا ذكية، جميلة، عندها أفكار مختلفة جدا..عشان كده عجبتنى وبقلك وافق
حمز بوقار :
-طيب انا هسأل كويس اوى وهراجع اللى هى قالته.. لو تمام هوافق
__________________________________
في قاعة زفاف
كانت منة مع حمزة وخالتها لحضور حفل زفاف إحدى أقاربهم، امسكت هاتفها وفتحت الكاميرا وهي توجه كلامها لخالتها و حمزة:
-خالتو تعالى نتصور..صورنا انت يا حمزة
حمزة بنبرة ساخطة:
-ياريت بدل ما انتِ مركزة مع نص اللي في الفرح
قاطعته لتقول بمرح:
-ثواني تقريبا فيه كراش
حمزة بسخرية:
-كراش واحد بس؟
ضحكت منة:
-لا كتير .. انا هروح أتصور مع العروسة بقي حد هيجي معايا ؟
-لا
توجهت بالقرب من العروسان،بينما هى شردت في المصور، وقفت مكانها لم تتحرك،
اقترب منها المصور ببطء قائلا بابتسامة واسعة:
-حضرتك اتصورتي مع العروسة؟
منة بذهول لم تتوقع أن يسألها بنفسه :
-لا ولا لوحدي حتي
ابتسم وهو يقف أمامها ليلتقط صورة :
– طيب هصورك معاها ولوحدك
-بجد؟
المصور بإعجاب:
-أيوة معقولة الفستان التحفة ده ومتصورتيش لسة !
منة بخجل:
-الله يخليك
ضحكت وهو يلتقط لها صورتان
منة بامتنان:
-ميرسي اوي
-هبقى ابعت الصور للعريس والعروسة لما اخلصهم
-تمام ميرسي بجد
-العفو يا قمر
قاطعهم صوت فتاة في أواخر العشرينات من عمرها وهى ممسكة بيد طفلين:
-حبيبي ..محمد ومكة عايزين يتصوروا زهقوني
منة بفضول:
-ايه القمر دول ولاد اختك؟
المصور بابتسامة:
-لا دي مكة بنتى، و ده محمد ابنى
منة بصدمة :
-وحضرتك المدام طبعا ؟
-اه يا قمر
تركتهم لترجع إلى الطاولة التي يجلس عليها خالتها وحمزة وجلست بجانب حمزة وهي تزفر بغضب:
-هات صبارة وادفني بسرعة يا حمزة
حمزة بقلق:
– في ايه يا منوش؟
منة بمشاكسة:
-الفوتوجرافر بتاع الفرح اول ما شوفته خد قلبي في ثواني
حمزة باستغراب:
– بسرعة كده؟
لتجيبه بملل:
-وبعدها رجعهولي تاني لما شُفت مراته وعياله بيلعبوا..طلع متجوز الواطي!
ضحك ليرد عليها بنبرة ساخطة:
-سيئة الاختيار
أومأت بغيظ:
-جدا يعني .. يلا راح نسناس..يجي ابن الناس بقي
حمزة بدهشة:
-هو مش كان راح قرد يجي غزال تقريبا..!
-لا ما انا حطيت التاتش بتاعي
_________________________________
انتظرت بعض الأيام حتى حادثها حمزة بطلبه مقابلتها ليسألها عن بعض التفاصيل الخاصة بالفندق،
تجلس أمامه فى مطعم ويحتسيان قهوة وهى تشرح وتجاوب على كل أسئلته
حمزة بسخرية:
-ده انتِ عاملة فيها مدير تنفيذي في الفندق بقي!
زفرت بضيق :
-انت بتتريق عليا ؟
ضحك حمزة، فهو لم يتوقع ذكائها بعملها:
-لا بالعكس ..انا مستغرب ان تخصصك الماركتينج ورغم كده اخدة بالك من كل حاجة فى شغلك وتخصصات مش تخصصك اصلا
ضحكت بخوفت قائلة:
-طيب ايه ؟ هتوافق علي الشغل معانا ولا لأ !
ابتسم ليسألها بشك:
-مش قبل ما اعرف اشمعنا الشركة دي اللي فكرتي تتعاقدي معانا فيها؟
ايتن بثبات، عكس ما بداخلها، فهي لم تتوقع سؤاله :
-لا ابدا.. احنا بس حبينا نغير ونتعامل معاكم
ابتسم بوقار :
-من غير لف ولا دوران..فيه حاجات تانية انا لسة معرفهاش واظن ده من حقي
ايتن مصطنعة الثبات:
-عاوز تفهم ايه معلش؟؟ عادي شركة زي اي شركة
اجابها بغرور وثقة:
-لا معلش..شركتنا مش زي اي شركة..وانتي عارفة كويس ان احنا مبنتعاملش مع أي حد
ايتن بغضب طفيف:
-والاوتيل برضو مش قليل..وبعدين انت مالك عمال تحقق معايا ليه؟؟ المفروض الموافقة دي في ايد المدير بتاعك.
وضع قدمه على الاخرى ، قائلا ببرود:
– كان رد عليكي هو وخلاص..انا المسؤول عن التعاقدات دي..ياريت بلاش تغلبيني عشان مش هتقدري
اجابته بنفاذ صبر:
-طيب يعني سيادتك هتوافق ولا لا؟؟