روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه5

 


في شقه ظافر….
-يلا يا سيري عسان خاطري يلا يلا !
ضحكت شروق وهي تضع قدمها علي الاريكه امامها …
-يا خلاثي احلي سيري وعسان خاطري دي ولا ايه !!
ضحكت فيري بمرح طفولي وهي تحاول جذبها من ذراعها …
-يلااااااا يلااااااا عايزززة دلوقتي !!
-يا فيري يا قلبي استني طيب بابا يجي يجبلك !!
عقدت الصغيرة ذراعيها برفض وهي تمط شفتيها بحزن استعدادا لإحضار دموعها لتردف قائله…
-انتي تجبيلي !!!!!!


تنهدت شروق وهي تعتدل لتبتسم بقله حيله قائله …
-روحي البسي الشوز ونادي يويو عقبال ماالبس يا هانم !!
قفزت فيري بسعادة ….
-يوويووو يلاااا هننزل نجيب الكاب كيك مع سيري !!
-يابت امسكي في الشين دي هتندمي !!
قالت شروق وهي تتابع ضحكاتها…
وبالفعل ماهي الا دقائق حتي جهز الجميع و توجهوا الي الفرن المقابل لمبناهم …..
-يا مرحب يا مرحب ايه يا مدام شروق كل دي غيبه !!
قالت منار العاملة الجديدة بالفرن منذ اربعه شهور …
لتبتسم شروق قائله…
-وحشتيني والله يا منار بس زي ماانتي شايفه كده مبقتش اشوف الشارع كتير !!
قالتها وهي تشير الي بطنها المنتفخه امامها … لتبتسم منار بمرح قائله..
-تقومي بالسلامة يا حبيبتي وخدي رقمي لما تعوزي حاجه متنزليش انتي و هطلعهالك ماشي !!
-كلك ذوق يا حبيبتي ربنا يخليكي !!

-انتي بتعملي ايه هنا !!!!

اتاهم صوت ظافر من الخلف فنظرت له شروق بتعجب من حده لهجته و وجوده السابق لاوانه فلم ينتهي دوام عمله لتردف قائله وهي تراه يمسك الولدين منها وينظر لها شزرا وكأنها اجرمت !!…
-كنت بشتري كيك للأولاد !
-مكنتيش قادرة تستني لما اجي او تتصلي بيا اجيب وانا جي !!!
زمت شروق شفتيها بغضب ، اللعنة عليه من يظن نفسه ليوبخها هكذا كالأطفال امام الجميع….
-عادي انا نزلت مع الاولاد نشتري واهو بالمرة اشم هوا ، انا انسانه !!
-عادي ؛ انتي شايفه ان في اي حاجه عادي في حياتنا ؟؟؟!!!!!!!!
عقدت منار حاجبيها بغضب و كادت تتدخل لنجده من تعتبرها صديقه حتي وان كانت لا تليق بها في نظر الكثير فهي ابنه الاحياء الشعبية بل العشوائية و عامله الفرن !!!!

ولكن لسانها عقد عند رؤيه (مروان )ذلك الرجل الطويل ذو القامه المثالية والعيون السوداء وشعره الاسود المزين ببعض الخصلات البيضاء التي تكاد لا تظهر الا في ضوء النهار و الساكن في نفس المبني التي تقيم به شروق وتراه يوميا وهو يذهب مع زوج شروق في نفس الميعاد و بنفس الاتجاه ….
غامت في احلامها وهي تأكله بعينيها متناسيه من حولها ….
راقبته وهو يمسك بذراع ظافر يهمس في اذنه فغارت اذنها متمنيه ذلك الهمس …
قطع افكارها صوت ظافر الذي هدئ قليلا وهو يري العنفوان يتخلل معذبته ذات العيون الخضراء لتصبح كالأشجار المشتعلة…..
-حصل خير يا مروان ، يلا نطلع انا كنت خايف عليكي مش اكتر ….
شاهدته منار و هو يوجه نصف جملته الي شروق بعد ان شكر صديقه مروان بعينيه…..
-متخافش اللي في بطني محدش هيخاف عليه اكتر مني !!
اجابت شروق قبل ان تنطلق متخطيا الي المبني …
كاد يجيبها بان اهتمامه بها يتخطى الصغير فهو يخشي ان يكون شقيقها معتوها ويحاول اذيتها ولكنه زفر و لحق بخطواتها السريعة فيحاول التحدث بهدوء قائلا….
-امشي براحه شويه !!
كادت شروق ان تلتفت اليه وتصفعه علي وجهه و لكنها عزفت عن ذلك و تابعت سيرها تتنفس من انفها ، محاوله التماسك و محاربه هرمونات الحمل القاسية التي تحاول فرط دموعها من عينيها واهانتها امامه وامام الجميع …..

اما مروان فقد التفت يرمق تلك الصغيرة الهائمة به نظرة مستفسرة وكأنه يتعجب من ايجاد مشاعر قوية للأعجاب من شابه مثلها لا تتعدي العشرون عاما به هو من يبلغ الخامسة والثلاثون …
لن ينكر بقاءه في سيارته طويلا فقط للنظر الي جمالها الخلاب منذ ان عملت ولكنه لم يتوقف اهتمامها الذي اصبح واضحا ….

ابتسم عندما نظر امامه مره اخري تلك الوقحة لا تزال تحدق به …

ولكن لما الابتسامة المرتسمة علي فمه اهو شعورة بسخافتها ام شعوره بالإطراء لإعجاب الصغيرة به ؟!!!!!

…………..

في الأعلى ……

دلفت شروق الي غرفتها وصفعت الباب خلفها بعد ان اخبرته بلا مبالاة انها تحتاج الي الراحة ….
زفر ظافر بحنق وامر اطفاله بغضب بان يذهبا الي غرفتهم وانه سيعاقبهم ان ثبت له انهم من اصروا علي نزولها لإحضار الحلوى لهما !!!
-ممكن تهدي شويه ؟!
قالها مروان بقله صبر ليردف ظافر بغضب….
-انا حاسس اني في كماشه ماشي الف حوالين نفسي ومحدش مقدر او فاهمني !!
-ظافر انت عارف انت متعصب ليه فبلاش اللف والدوران !!
ضيق ظافر عينيه وهو يمسك بنظرات صديقه الثابتة والذي يكبره بشهزر قليله…
ليرتفع وجهه بنصف ابتسامه خاليه من المرح ….
-ايه ده هي الاخبار لحقت توصل بالسرعة دي !!
ارتفع حاجبي مروان بتعجب قائلا …
-انت متضايق اني عرفت ولا حاجه !!
هز ظافر رأسه برفض ليقول….
-عادي استقلت و اللي حصل حصل !!
-بسببها هي وانت عارف اني سايبها عشان هي ام ولادك لكن مستني منك الاشارة…
وقف ظافر بغضب قائلا…
-انت فاكر انا سايبها عشان ضعيف ومش عارف اخد حقي ؛ لا انا سايبها عشان للأسف اسمها لو طار هيطير معاه سمعه عيالي !!
وقف مروان يدفعه للجلوس مره اخري قائلا…
-ممكن تبطل عصبيه انا مقولتش كده !!! انا شايف اني اسيبك تهدا شويه قبل مانتكلم في المهم واه اوعي تفكر تقدم في شغل لاني منتظر الفرصة دي من زمان !!
وضع ظافر قدم علي الأخرى وهو يراقب صديقه قائلا….
-انهي فرصه ان طلقتي تروح لصاحب الشركة وتستخدم اسم ابوها وفلوسها وتسم ودانه من نحيتي عشان يطردني لأنها مريضه ومش قادره تتحمل الرفض او اني مستحيل ارجعها وهي الإنسانة الكاملة المخلدة !!!….
-اكيد عندك الف حق تبعد عن اللي تعمل كده و مفكرتش حتي انها ممكن تعرض مستقبل اولادها للخطر مش مستقبلك انت وبس !! ….
-انا بكره اليوم اللي شفتها في و بكره غبائي اني وقعت فيها، وادي النتيجة عيلين لا حول ولا قوه ليهم عايشين اليتم وامهم الحرباية عايشه جو العربده ،انا بعيد اه بس كل اخبارها بتوصلي مع ابوها اللي مقضيها صفقات بمساعده الهانم !!!

قطع حديثهم جرس الباب فتوجه ظافر لفتحه فيجد سلمي الغاضبة وخلفها يزيد الصديق الناقص في الأحجية ….
-شروق في اوضتها !!
قالها ظافر بحاجب مرفوع عندما تخطته سلمي بدون ان توجه السلام حتي !!
اعاد نظره الي يزيد الذي تخطاه هو الاخر متجها الي مكتبه ليجد مروان سابقا له ….
-السلام عليكم !!
-عليكم السلام ، البيه مختفي ليه !!
قالها مروان ليقاطعهم ظافر مستنكرا..
-وانا الكافر اللي داخلين محدش بيرمي عليه السلام !!
ابتسم له يزيد بملل قائلا …
-ايوة !!!
ضحك مروان قائلا…
-براحه عليه عشان ممكن ظافر يتحول عليك دلوقتي الراجل بقي عاطل !!!
-يا ابن ال……
قال ظافر قبل ان يمسك لسانه من اخراج الفاظ تليق بذلك المغرور ولكنها لا تليق علي مسامع صغيريه …

غرق كلا من يزيد و مروان ضحكا …

-لا اصحاب اصيله الصراحة !!

-بقولك ايه فكك من الدراما مروان معاه قنبلة وعلي فكره انا كمان هستقيل الصبح يعني انا وانت عاطلين متزعلش !!
رفع ظافر حاجه بذهول قائلا….
-وتستقيل ليه يا مجنون مش دي الشركة اللي كنت هتجن و تشتغل فيها !!
-اه بس ده كان قبل ما يكون لينا شركه ملكنا !!
نظر لهم ظافر بتساؤل ليأتي دور مروان في التفاخر وهو يضع قدما علي الأخرى قائلا…
-احنا قررنا اننا هنعمل شركه خاصه بينا احنا التلاته !!
عقد ظافر ذراعيه قائلا بحاجبين مرفوعين …
-وكنتوا ناوين تقولولي امتي اني هشترك معاكم ؟ وبعدين بالنسبه للشركتين اللي عندك هتعمل فيهم ايه ؟!
عقد مروان ذراعيه هو الاخر قائلا….
-ما هو ده اللي كنت هشرحهولك قبل ماتخرب علي شروق الغلبانة !!
-اوبا عشان كده اتصلت بسلمي تعيط ؟!
قال يزيد بتحليل لينظر له ظافر بذهول ماذا فعل لتبكي !!!!! …
-جلنف !!!!
قال مروان بيأس ليردف ظافر موبخا …
-بقولكم ايه محدش ليه دخل بينا!!!
-بينكم ؟! لحظه ابكي تراني تأثرت !!هو في حاجه بينكم اصلا !!
قالها يزيد بسخريه فكاد ظافر ان يقتله ولكن صوت مروان الحازم اوقفه …
-يزيد متستفزهوش ولا العلقات بتاعت زمان وحشتك !
نظر لهم يزيد بغيظ وكاد يخبرهم كم يشتاق الي يحيي رحمه الله الاقرب له في السن والاقرب له في تلك الصداقة ولكنه رفض احزان ظافر اكثر …
نظر مروان الي يزيد بعيون لامعه وابتسامته الرزينة فتنحنح قائلا….
-كويس ان ظافر استقال لان شروق علي وش ولادة واكيد هتحتاج دعم نفسي وانت الوحيد اللي هتقدمهولها طبعا !!
نظر له ظافر بتعجب قائلا…
-انا ؟!
-لا ابويا استني هتصل بيه اقوله يجي يشوف شغله …اااه….
صرخ يزيد متألما عندما قذفه ظافر بعلبه فارغه امامه قائلا…
-ايه بتوجع يا حبيبي !!!!
ضيق له يزيد عينيه بغضب فضحك مروان قائلا…
-طبعا انت يا ظافر باشا مش هاتجوزها يعني في حكم خطيبها !! وانت سيد العارفين بالحاجات دي انت مجرب في يوسف و فريده !!
خجل ظافر ان يخبرهم بان طليقته المصونة كانت تقضي شهور الحمل باكيه علي جسدها وتضيعها في انفاق ما يكدح به من امواله و اموال والدها في تجهيزاتها مع اطباء للتجميل وانقاص الوزن بعد الوضع مباشرا !!
شعر مروان بحيرته فرمق يزيد غامزا يحثه علي التدخل فتنحنح الاخير قائلا بعيون تلمع برغبة قلب حقيقة….

-انا ان شاء الله لو سلمي بقيت حامل هنزل اجيب كل هدوم البيبي و هريحها خالص ممنوع تعمل اي حاجه و هبقي اعمل مساج رجليها عشان بيقولوا الحوامل مش بتستحمل تقف علي رجليها كتير بس انتوا عارفين سلمي مش بتعرف تقعد وهفضل اقولها انها جميله اوي اوي ومش مهم انها تخنت شويه من الحمل انتوا عارفين الستات نفسيتها بتبقي وحشه اوي في الفتره دي ومش بتستحمل كلمه !!!

كان يتحدث و يتحدث و عيونه تلمع بالصبر و التمني …..

-ان شاء الله ربنا هيرزقك بالذرية الصالحة انت اصبر بس !!

قال ظافر بابتسامه خفيفة تواسي صديقه الصغير ….
تنهد يزيد مطولا بأمل قائلا…

-مش مهم اجيب عيال المهم انها تفضل معايا طول العمر !!

كان مروان يراقبه واضعا اطراف اصابعه علي جانب وجهه و يحلله بدقه و قلبه يخبره ان صديقهم المرح يخبئ الكثير و الكثير !!!
اما ظافر فكان يفكر انه لم يقدم اي شيء مما قال عليه يزيد لشروق ابدا !!!! حتي انه يوبخها خوفا عليها ….
بالتأكيد هي لا تنتظر منه ذلك ام انها تنتظر ؟!!
هل يخيب املها به يوميا ؟ هل يعجز عن اسعادها مقدما ؟
شعر بقلبه ينقبض فهناك خيط رفيع داخله يشعره بالنقص بانه لن يتمكن من اسعاد اي امرأه ، كما اخبرته الشمطاء قبل طلاقهم ولكنه رفض ان يشكك في رجولته من اجلها !!!
كما انه لطالما تمني سراً ان يتزوج و يعيش بسعادة و بالتأكيد تصر مخيلته ان ترسم ذلك الحلم السري الذي اباحه قلبه مؤخرا فهي ستصبح زوجه له ما ان تضع الطفل!

لحمايتها تحدث عقله سريعا حتي لا ينغمس قلبه باحلاما فيوهمه انه فقط يرغب بالحصول عليها بأقرب وقت !!!

ولكنه لا يعلم كيف يتخطي ذلك الحاجز بينهم يخشي الرفض او ان تظنه يستغلها من اجل انقاذه لها ولطفلها !!

-احنا عارفين انكم حاله مختلفة بس لازم تقدم السبت ،الست ست !! …
اخرجه يزيد من افكاره فانتبه الي حديثهم مره اخري !!!
بعد مرور ساعه من المشحانات و المشاورات والنصائح استأذن الجميع للمغادرة …
-مع السلامه يا مشرقه !!
ابتسمت شروق بخجل من مديح مروان لها قائله…
-والله انا مش عارفه من غير ذوق حضرتك كنت عملت ايه !!
زم ظافر شفتيه بغيرة خفية من اهتمامها بصديقه و لكنه رفض اغضابها مره اخري فتقدم تلقائيا خطوة بجوارها قائلا ….
-تصبح علي خير يا مروان !!
ابتسم له مروان بابتسامه بريئة ثعلبية قائلا…
-وانت من اهل الخير !!
وبذلك اغلق الباب خلفه وهو يشعر بانزعاج مفاجئ ف مروان يحصل علي نصف ابتساماتها و طفليه علي النصف الاخر وهو لا يلتقي منها سوي العبوس و الجمود وكأنهم ليسا مقدمين علي الزواج قريبا جدا …
شعرت شروق بنظراته فظنته سيبدأ موشحاته الغاضبة وقررت الهرب والنوم متسائلة لما يميل الرجل الوسيم الرائع الي النكد الازلي ……
-استني يا شروق !
زفرت تحت اسنانها والتفتت اليه قائله …
-نعم ؟
تنحنح ظافر قائلا…
-انتي زعلانه مني ؟
حسنا هذا سؤال لم تتوقعه بالتأكيد !!! هل ينوي الاعتذار ام ماذا ؟؟؟ نظرت له فقبضت علي عيونه العسلية تتفحصها بعنايه احمرت وجنتها بخجل رغما عنها فنظرت الي اسفل وهي تعدل حجابها قائله…
-لا ابدا محصلش حاجه عن اذنك !
اوقفها سريعا منزعج من رغبتها في الهرب من امامه قائلا ….
-طيب تمام انا كنت خايف عليكي مش اكتر واتمني ان اللي حصل انهارده ميحصلش تاني محدش عارف كان ممكن ايه يحصل او مين يقابلك !
هزت رأسها بصمت متقبله كلماته وقلبها يرفرف بسعادة لا مبرر لها !!
اتكأ ظافر علي الجدار خلفه يراقب خجلها ووجهها الجميل المنحوت ببراعة وجفونها الشبه مغلقه التي تحاول الاختباء منه وتمني للحظه لو كانت زوجته بالفعل دون اي دراما حولهم كان ليميل عليها يلتهمها كالحلوى الاسفنجية !!
شعر بدقات قلبه تتسارع وسعل بخفه قائلا…
-اه صح كنت جايبلك حاجات ثانيه واحده !!
رفعت رأسها تراقبه بتعجب تري ما الذي احضره لها ؟؟ كانت تعبث بأصابعها وكأنها مراهقة فوبخت نفسها متمتمه …
-ممكن تتلمي بقي ده يبقي قريب جوزك الله يرحمه ويعتبر غريب عنك !!
رفضت ذلك التفكير الخفي داخلها والذي يخبرها بانه قريبا سيصبح زوجها !!!!
شاهدته يتقدم منها مرتدي الجينز كعادته و تي شيرت خفيف يظهر عضلات و سمار معصميه ……
رفع يديه بحقيبه ورقية فأخذتها منه بابتسامه ….
-احنا واقفين ليه تعالي نقعد !!
قال بشيء من التوتر اجاد اخفاءه وهو ينتظر اجابتها ، امن الطبيعي ان تكون علاقتهم بمثل تلك السطحية حتي بعد ستة اشهر متواصلة يراها بها يوميا ويعتبر يعيشان سويا ، فكلاهما لا يستطيعان الجلوس بمفردهم للحديث دون الشعور بالتوتر و الخجل !!!…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه 5

 

فى صباح اليوم التالى ..
جلس (ريان) فى المقهى الذى اعتاد أن يذهب إليه كى يهدئ من أعصابه ويستطيع أن يفكر فى ماذا عليه أن يفعل حقاً هو شاب صبور وهادئ غير متسرع بالمرة لما فى مشاعره مع (ندا) غير كذلك لقد أصبح عصبياً غيور بدرجة لا توصف لا يريد من أحد أن يقترب من (ندا) كم يود أن يعرف ماهى طبيعة العلاقة التى تربطها بصديق خالها ولكن حدثه للأسف يخبره بأن ذلك الشخص معجب بحبيبته ولكن هل (ندا) تحبه هل تبادله المشاعر ؟! ولكن كيف؟! .. هو يعلم جيداً أن (ندا) تكن له بعض المشاعر وإلا لما تختبره طوال تلك المدة ولما تريده أن يتأكد من مشاعره تلك المرة زفر بكل الضيق الذى يحمله فى صدره بينما كانت (أسما) على الطاولة التى أمامه فهى قد اعتادت أن تزور ذلك المقهى لأنه المفضل لدى (ريان) لاحظت أنه شارد ويبدو عليه الحزن علمت أنها قد سببت خلاف بينه وبين حبيبته فى المرة السابقة لذا أخذت نفس عميق وتوجهت نحوه ثم جلست بالمقعد المقابل له على نفس الطاولة
-هى مش بترد عليك ؟!
رفع (ريان) رأسه فوجد (أسما) أمامه فتحدث بضيق
-مش قادر اتكلم يا (أسما)
-أنا مش جاية اتطفل عليك ٠٠ ولا حتى اشمت أنا جاية اسمعك لو محتاج تتكلم
شعر (ريان) بالحرج من نفسه ومن تلك الطريقة التى يحدثها بها لذا أخذ نفس عميق ثم قال
-إنتى ملكيش ذنب يا (أسما) قلة الثقة اللى بينا أنا السبب فيها
-الموضوع مش موضوع ثقة ٠٠ دى غيرانة
-لا يا (أسما) ثقة ٠٠ سبب رفضها ليا انى هوائى بعجب بأى بنت وهى معها حق أنا كنت كده من حقها تتأكد قبل ما نرتبط أنى صادق فى مشاعرى فأى مشكلة حصلت دلوقتى لا إنتى ولا هى السبب ٠٠ أنا السبب
ابتلعت (أسما) ريقها ثم قالت
-هى سمعتك عارفة انك بتعالجنى ؟!
-لا هى رافضة تتكلم معايا من اساسه
ابتسمت (أسما) ابتسامة هادئة ثم قررت بينها وبين نفسها أنها ستتحدث معها كى تُفهمها ما طبيعة العلاقة التى تجرى بينها وبين (ريان) وبأنها ستبتعد تماماً عن (ريان) لأنها ادركت تمام الأدراك انه لم يكن لها يوماً وأن ما تفعله ليس إلا احراج نفسها ٠٠
فى تلك الأثناء كان (زياد) يخرج من متجر الملابس الذى بجوار المقهى حيث كان يبتاع له بعض الملابس فاتجه نحوه كى يبتاع كوب من القهوة الساخنة ليحتسيها اثناء القيادة وهو يتجه نحو خارج المقهى بالكوب الساخن لمح ذلك الشخص الذى طردته (ندا) معه فى ذلك اليوم وبحدثه قد فهم أنه يوجد شئ بينها وبين ذلك الشاب عض على شفتاه بغيظ شديد لكنه لمح تلك الحسناء التى معه فرفع إحدى حاجبيه بمكر لما لا يخبر (ندا) بذلك وبالمناسبة يسئلها من ذلك الشاب وكيف تعرفت عليه ٠٠
اتجه نحو السيارة الخاصة به وقرر العودة إلى المنزل فهو لم يجلس مع شقيقته كما يفعل كل مرة يعود فيها من الخارج ووعدها أن يتحدث معها اليوم وأن يقضى اليوم بأكمله معها استقل السيارة ثم اتجه نحو المنزل وبعد أن وصل ترجل من السيارة ووجد شقيقته تجلس على الأرجوحة بحديقة المنزل فاقترب منها دون أن يصدر صوت ثم جلس بجوارها وهو يقول
-سرحانة فى ايه يا حبيبتى
ابتسمت حين استمعت إلى صوت شقيقها ثم نظرت له وقالت
-قولتلى راجع ع طول
-معلش
ثم أخرج من الحقيبة التى بيده فستان رقيق لونه احمر ثم سئلها
-مش ده برده اللى بعتيلى صورته لما كنت فى شرم
وضعت يدها على فمها ثم قالت
-وااااااااو جميل اووووووى .. هو فعلا
هز (زياد) رأسه بآسى ثم قال
-جايبلك ساعة ماركة غالية وشيك لما رجعت من السفر معجبكيش وعجبك الفستان .. انتى غريبة جداً يا (همسة)
ابتسمت (همسة) وهزت رأسها بآسى ثم قالت
-عملت ايه صحيح مع العروسة بابا بيقول أنك مش هتقدر ترفض المرة دى
ابتسم (زياد) وأحال
-بصراحة صاروخ يا (همسة) .. مفهاش غلطة بس مغرورة شويتين
-طب والعمل ؟!
-أنا بحب (ندا) وانتى عارفة كده
زفرت (همسة) بضيق فهى لا تعلم لمت حظها هى وشقيقها بتلك الطريقة فهى أيضاً تشعر بالإعجاب نحو (عبد الرحمن) ولكنه لا يراها سوى طفلة وكذلك شقيقها ترى الحب فى عينيه تجاه (ندا) ولكنها لا تبادله أى مشاعر بل تتهرب من مشاعره دوما .. عندما لم يرى منها إجابة سئلها
-روحتى فين ؟
أجابت بتلعثم
-م.. موجودة بس بفكر فى عيد ميلادك اللى قرب ده وأنت ناسيه كالعادة
ابتسم ثم نهض عن مكانه وقال
-أنا طالع انام .. إنتى دماغك فاضية؟
ثم تركها واتجه نحو الطابق العلوى فشعرت هى بالحزن تجاه شقيقها وتمنت من كل قلبها أن لا يتألم مثلها فى الحب ..
******************
جلس (شادى) فى مطعم الفندق وهو يحتسى القهوة الخاصة به فى الصباح ونظر للساعة التى بيده كان يعلم جيداً أنها تتناول إفطارها فى تمام الساعة السابعة صباحاً ظل منتظرها حتى يودعها بعينه فهو قرر العودة إلى القاهرة والعمل على تصاميم القرية فى مكتبه الخاص فلا جدوى من جلوسه هنا ولا حتى يوجد جدوى من التقرب لها فهى لم ولن تشعر به وجدها دلفت بداخل المطعم وكأنها تبحث عن أحدهم ظل يراقبها دون أن تراه بصمت ولكنه لاحظ الغضب الواضح على وجهها جيداً ثم تلاقت عيناهم وهو يحتسى كوب القهوة فاتجهت نحوه والشرار يتطاير من عينيها فابتلع هو ريقه وشعر بتوتر كبير حتى وجدها جلست على نفس الطاولة التى يجلس عليه وتسئله
-احب اعرف ايه لعب العيال ده ؟!
نظر لها بدون فهم فتابعت هى
-سمعت من بابا أنك راجع القاهرة تخلص الشغل هناك ٠٠ ايه لازمتها يعنى ؟! ولا هو عشان اتخانقت معاك خناقة هتتقمص
وضع (شادى) كوب القهوة على المنضدة وكرر بذهول
-اتقمص !! اتكلمى بأسلوب احسن شوية عموماً أنا راجع اكمل التصاميم ومحتاج مهندس تانى يساعدنى فى الشغل ولما اخلص هرجع تانى محصلش حاجة لكل ده ملوش لازوم افضل هنا قبل ما نبدء شغل فى القرية أنا مبعرفش اشتغل غير فى مكتبى عندك مانع ولا حاجة
ابتلعت (ريما) ريقها وشعرت بالأحراج من نفسها ثم قالت بنبرة هادئة متلعثمة
-ا٠٠ أنا افتكرت أنك ٠٠
قاطعها قائلاً
-إنتى متفكريش تانى ياريت يعنى
ثم تركها واتجه نحو الخارج فشعرت (ريما) بإحراج شديد وشعرت بأن الجميع انظاره متعلقة بها فنظرت لأسفل وهى تحدث نفسها
-هو ازاى يمشى ويسبنى بالطريقة دى !! ٠٠
*********************
قرر (ريان) أن ينفذ ما قاله له (رائد) ولكنه يعلم جيداً أن علبة من الشوكولا وباقة من الورود لن يغير الكثير ف (ندا) ليست رومانسية ك (عتاب) وليست كمثل أى فتاة عرفها من قبل ولكن ما باليد حيلة فليس أمامه سوا التجربة لذا قام بإرسال باقة من الزهور مع علبة من الشوكولا معهم بطاقة مكتوب عليها بعض الكلمات فى غضون اليسير من الوقت كان قد وصل كلا من الباقة وعلبة الشوكولا إلى (ندا) بالمطعم استلمتهم (ندا) مع ابتسامة خفية ابت أن تظهر أو يراها أى شخص ولكنها حدثت نفسها قائلة
-اكيد من دكتور المجانين ٠٠ فاكر هيضحك عليا بالحاجات التافهة دى !!
ابتلعت ريقها ثم وضعت باقة الزهور جانباً على طاولة فارغة والتقطت الظرف الذى أعلى علبة الشوكولا فقد أصابها الفضول كيف يعتذر لها وبأى طريقة قامت بفتح الظرف وأخرجت البطاقة لتقرأ ما بها
(ما حدث ليس سوى سوء فهم
وليس من المعقول أن أبرر لكى ما حدث داخل بطاقة
اجعلينى اراكى ولو لمدة يسيرة
أحبك)
ابتسمت لا إرادياً منها على تلك الكلمة التى لها اثر كبير فى قلبها ما بال وأن اخبرها بها وجهاً لوجه ماذا سيحدث لها احمرت خجلاً من تلك الفكرة المجنونة ثم جلست على الطاولة ووضعت يدها اسفل ذقنها وهى تلوح بالبطاقة نحو وجهها كمروحة هوائية وهى تحدث نفسها
-خايفة اصدقك
ثم قالت بغيظ شديد بصوت مرتفع قليلاً
-قال بحبك ..كداب
حتى جاء من خلفها صوت فتاة هادئة وهى تقول
-لا ٠٠ هو بيحبك فعلاً
إلتفت كى ترى من تلك التى تحدثها وشعرت بصدمة حين رأت أنها ليست سوى خطيبة (ريان) السابقة اشاحت بوجهها بعيداً ثم قالت دون أن تنظر لها
-فى حاجة ؟!
-اه جاية اقولك كلمتين وامشى هقولهم ع الواقف ولا اقعد ؟!
شعرت (ندا) بالإحراج من نفسها ففى النهاية تلك الفتاة فى مطعمها لذا آشارت لها بالجلوس
-اتفضلى
ابتسمت (أسما) بهدوء ثم بدئت فى التحدث
-متستغربيش أنا عرفت المطعم هنا لأنى كنت بشوف (ريان) بيتردد عليه ٠٠ كنت براقبه من بعيد
شعرت (ندا) بغيظ شديد حتى تابعت (أسما) حديثها
-كل ده كان قبل ما ادخل المستشفى
قطبت (ندا) حاجبيها بدون فهم لتتابع (أسما)
-مش هكتر عليكى بتفاصيل ملهاش لازمة بس حاولت انتحر وعملتها فعلاً وانقذونى و بعد ما امى اتحايلت ع والدة (ريان) أنه يعالجنى وافق نفسياً مكنتش متظبطة وبعترف كنت واخدها خطوة عشان اقرب من (ريان) أكتر وأكتر
شعرت (ندا) بغرابة شديدة من صراحتها أو بالأخرى وقحتها ولكن بعد صمت (أسما) لبعض الوقت ادركت فيه (ندا) أن تلك الفتاة تحاول إلا تبكى أمامها تحاول أن تتماسك فقالت من بين عينيها الحزينة رغم تلك البسمة التى على وجهها لحفظ ماء الوجه ليس أكثر
-بس فشلت ٠٠ هو بيحبك يوم ما جيتى أنا اللى روحت ليه وكنت بتحايل عليه يدينى فرصة بس هو رفض قالى عرف معنى الحب الحقيقى معاكى
صمتت (أسما) لبعض الوقت ثم نظرت لأسفل لبعض الوقت وكأنها تحاول أن تتماسك بعدها رفعت وجهها مرة آخرى ونظرت بأعين (ندا)
-بحييكى عملتى اللى فشلت أنا اعمله ٠٠ بس نصيحة منى متعمليش زيى أنا من زمان كنت بحبه ولما اتخطبت ليه عملت بالظبط زى الطفل اللى كان شبطان فى لعبة جوه باترينا فى محل لعب وأول ما اشتريت اللعبة لعبت بيها شوية وبعدين حطتها وسط كراكيبى القديمة وبقيت ادور ع الجديد ٠٠ الحياة مش حب بس فى شغل واولويات والناصح اللى يدى كل شئ وقته وميجيش ع حاجة قصاد حاجة ٠٠ بلاش عناد ٠٠ إنتى حاسة بحبه متضيعيش الباقى فى عمرك وعمره فى حاجات ملهاش لازمة ووعد منى ليكى مش هتشوفينى تانى لا إنتى ولا هو ٠٠ أنا جربت حظى مرة وخلاص انتهت الدنيا ع كده متهيئلى آن الأوان اللى ارجع فيها ابص لمستقبلى أنا مش هبص تانى لحاجة انا ملكتها ولما املك حاجة هحاول أحافظ عليها ٠٠ عن أذنك
قالتها وهى تنهض فأمسكت (ندا) يدها وقالت
-إنتى قلبك ابيض وجميلة من جو وبارة
ربتت (أسما) على يدها بحنان ثم سحبت يدها واتجهت نحو الخارج بينما ظلت (ندا) تفكر فيما قالته لها (ريان) يحبها حقاً يحبها هى ليست فى حياته مجرد فراغ عاطفى فلا يوجد مبرر الآن لتعطيل خطبتهم سوى أن يُصلح علاقته مع خالها ٠٠
*******************
فى شرم الشيخ داخل غرفة (ريما) كانت تتحدث عبر الهاتف مع (رائد) وتقص عليه كل شئ حدث بخصوص (زياد) كما قصت له علاقتها أيضاً ب (شادى) فاستشاط (رائد) غضباً وتحدث بصوت مرتفع
-انتى عقلك فين يا (ريما) ؟!
تلعثمت قائلة
-م.. ماهو بابا اصله
قاطعها قائلاً
-اسكتى يا (ريما) مفيش أى مبرر ازاى تروحى تقولى لشاب تتخطبى ليه صورى لا وكمان تحكى لشاب تانى الهباب اللى بتقوليه ده
-(شادى) إنسان بثق فيه
-بغض النظر بس هو كلامه صح قدر حبتيه وهو محبكيش او العكس هو عجبته اللعبة ورفض يسيبك وتدبسى إنتى بتلعبى بالنار ليه يا (ريما)
زفرت (ريما) بضيق فكلاً من (شادى) و (رائد) محقين تماماً لذا قالت
-خلاص هكلم بابى
-ياريت
اغلقت (ريما) مع (رائد) الهاتف وشعرت بغبائها وبسخف ما كانت تفكر به ولكن هى تعلم جيداً حتى وأن تحدثت مع والداها فلن يوافق على رفضها تلك المرة أخذت نفس عميق وهى لا تعرف ماذا عليها أن تفعل مع ابن صديق والدها ذاك ٠٠
****************
فى صباح اليوم التالى ..
جلست (شجن) بالمكتب الخاص بها تتابع أعمالها والتصاميم المطلوبة منها حتى استمعت إلى صوت أقدام أحدهم فرفعت نظرها ووجدت (شادى) يدخل نحو المكتب فابتسمت ثم قالت له
-ايه المفاجأة الحلوة دى !! خلصت شغل فى شرم ؟!
ابتسم (شادى) ابتسامة هادئة ثم أجاب
-مش بالظبط بس هكمل شغل هنا افضل
شعرت بنبرة حزن تتخلل صوته فسئلته
-شكلك مش مبسوط .. ابقى متطفلة لو سئلت
ابتسم (شادى) ثم قال
-أبداً .. هو انتى قريبة من (ريما) ؟
-(ريما) !!! .. اطلاقاً أنا وهى علاقتنا مش كويسة اوى بس فى الوقت الحالى عادى .. هى ضايقتك ؟
-مش عارف المفروض اضايق ولا لأ أصلاً
-شكلك الموضوع كبير
ابتسم بسخرية على حاله وقال
-لا ده صغير .. صغير جداً
شعرت (شجن) بشئ ما فى نبرة صوته لذا سئلته كى ترى هل ما تفكر فيه صحيح أم لا
-تحب تشوفها قريب
اضيقت عينان (شادى) بعدم فهم
-ابيه (طلال) كان مسافر يكمل علاج بارة وهو حالته الصحية حالياً اتحسنت وخف وأنا و ( عتاب) و (جميلة) فكرنا فى حفلة مفاجأة ليه عشان هو هيرجع كمان يومين إن شاء الله وطبعاً (ريما) هتبقى معانا
قالتها وهى تغمز له بعينيها اليسرى فضحك على طريقة حديثها ثم قال
-طب أنتوا عيلة فى بعض أنا هعمل ايه معاكوا
-متقلقش هتصرف .. بس لو عاوز يعنى
حك مؤخرة رأسه بيده بتفكير ثم قال
-ياريت
-تمام .. بس أنت صادق فى مشاعرك مش كده ؟
هز (شادى) رأسه بالإيجاب فابتسمت (شجن) ..
*****************
فى المساء ..
قررت (همسة) أن تذهب لمقابلة (ندا) وتخبرها بأنها تريد أن تقيم حفل عيد ميلاد شقيقها هنا بالمطعم ارتدت ملابسها ثم استقلت سيارة آجرة وبعد وقت قليل كانت أمام المطعم الخاص ب (ندا) دلفت نحو الداخل وطلبت من نادل ما أن يخبر (ندا) بأنها تريد مقابلتها ظلت منتظرها على الطاولة لفترة بسيطة حتى تقدمت (ندا) نحوها وهى مبتسمة وتقول
-(همسة) عاش من شافك
نهضت (همسة) عن مقعدها ومدت يدها لتسلم عليها وهى تقول
-قال يعنى إنتى اللى مقطعة السؤال
-أنا عارفة أنى مقصرة معاكى بس صدقينى اليوم بيعدى هوا بين الدار والمطعم واختى (نور)
رمشت (همسة) بعينيها بتفهم ثم قالت
-عارفة صدقينى .. بس أنا جاية اطلب منك طلب
-اه طبعا اتفضلى
قالتها وهى تشير لها بالجلوس فجلست الفتاتان سوياً لتخبرها (همسة)
-عيد ميلاد (زياد) على نهاية الأسبوع .. وده أول عيد ميلاد ليه من كذا سنة يقضيه معايا أنا وبابا ففكرت اعمله حفلة عيد ميلاده هنا فى المطعم .. ممكن تساعدينى
ابتسمت (ندا) ثم قالت


-اه طبعاً .. ممكن جداً
وظلت الفتاتان تفكران سوياً فى عمل حفلة مختلفة نوعاً ما وفى اصدقاء (زياد) المقربين لدعوتهم للحفل وبعد أن انتهوا شكرتها (همسة) على مساعدتها لها واتفقت معها أنها ستمر كل يوم لها هنا بعد محاضراتها كى ينظما الحفل معاً صافحتها وبعد ذلك اتجهت نحو الخارج لتجد أمامها شخص ما يسد عليها الطريق رفعت رأسها قليلاً لتتسع عينيها من المفاجأة أحقاً ذلك (عبد الرحمن) كم مر على أخر مقابلة لهما ثلاث سنوات وقتها كانت هى فى الصف الأول الثانوى عندما قرر (عبد الرحمن) السفر فجاءة فقد كانت تراه كلما ينزل (زياد) فى عطلة حتى سافر معه منذ ثلاث سنوات فأنقطعت أخبره عنها وهى لم تحاول أن تلفت النظر ل (زياد) بإنها معجبة بصديقه بالطبع فكانت تترك شقيقها يخبرها بما يريد دون أن تلفت الأنتباه لحبها له قاطع أفكارها تلك حين سمعت صوته يقول
-آسف يا آنسة
وهما ليرحل لكنها وجدت نفسها تمسكه من ذراعه وتقول
-(عبد الرحمن) أنت مش عارفنى ؟
اتسعت أعين (عبد الرحمن) بدهشة ثم نظر بيدها الممسكة بمعصم يده وهو يقول
-أنتى تعرفينى ؟!
سحبت (همسة) يدها مسرعاً بخجل وشعرت بتوتر كبير فهو لا يتذكرها حتى بينما شعر هو بالفضول نحو تلك الفتاة الجميلة تفحصها جيداً يبدو أنها صغيرة بعض الشئ ترتدى فستان لونه وردى وحجاب ابيض تباً يشعر بأنه رأها من قبل ولكن لا يتذكر فكرر هو سؤاله
-تعرفينى؟!
-ا…أنا (همسة) يا (عبد الرحمن) .. اخت (زياد) مش فاكرنى ؟
قالتها بنبرة حزينة بينما اتسعت عيناه ذهولاً أتلك هى الفتاة الصغيرة التى تركها قبل السفر كيف اصبحت شابة جميلة هكذا هو يتذكر شعرها القصير بعض الشئ الذى كانت تعقده للخلف وملامحها البريئة الصغيرة ولكن لا أحد يظل كما كان فالزمن يفعل ما لا يتخيله العقل بالبشر بينما شعرت هى بالإحراج فهو لا يراها صغيرة فقط بل لا يتذكرها أيضاً لذا قالت
-حمد الله ع سلامتك .. عن أذنك لازم اروح عشان الوقت أتأخر
نظر (عبد الرحمن) للساعة وجدها التاسعة مساءاً ليقول
-خرجتى متأخر كده ليه ؟
-كنت محتاجة اقابل (ندا) وقلت اجى فى وقت اكون ضامنة أنها هنا
-طب تعالى اوصلك
شعرت بتوتر كبير وقالت
-ملوش لزوم .. أنا هاخد تاكسى و ..
ارتفع إحدى حاجبيه وقال
-كمان تركبى تاكسى لوحدك
-بس..بس أنت ملكش ذنب أنا هروح عادى زى ما جيت
ابتسم (عبد الرحمن) ثم قال
-أنتى مكسوفة منى ولا ايه ..أنا لو كنت اتجوزت كان ممكن بنتى تبقى ادك
اتسعت أعين (همسة) لا تعلم من وقاحته أم غبائه لذا قالت
-أنا مش عيلة صغيرة .. أنا عندى ١٨ سنة ع فكرة
-كبيرة جدا
زفرت بضيق فابتسم هو ثم تابع
-طب يلا عشان اوصلك .. مش فاهم (زياد) ده سايبك لوحدك فى وقت زى ده ازاى
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-يلا
تابعتهم (ندا) من بعيد ثم ابتسمت وتمنت أن تكون تلك الفتاة من نصيبه حقاً بعد ذلك أمسكت رأسها فقد كانت تشعر بصداع فى رأسها فقررت العودة إلى المنزل فهى لن تستطيع أن تجلس لنهاية اليوم ومن حسن الحظ أن المطعم بجوار المنزل على بعد عدة خطوات منه أخذت حقيبتها ثم اتجهت نحو الخارج فى غضون عشر دقائق كانت قد وصلت للمنزل فاتجهت نحو (سيمبا) وجلست معه فقد كانت تشتاق له كثيراً حتى سمعت صوت نباحه فجاءة فنظرت خلفها لتجد (ريان) رفعت إحدى حاجبيها فقال لها
-هنفضل زى القط والفار كده لحد امتى ؟! ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى