روايه ذوات الرحم الحلقه 5
دلفت الي غرفتها وجلست علي فراشها لتخرج اجندتها الصغيرة من اسفل الوسادة…كادت ان تكتب ولكنها لاحظت ان اوراقها امتلأت بشكواها….
تنهدت بضجر لتضع حجاب علي رأسها وتتجه الي خارج المنزل حيث اقرب مكتبه اليها…
خرجت وهي تدعو الله ان تري ذاك اللطيف الذي يتغزل بها دائما….
ولكن عندما خرجت من البنايه تبخر املها لتتجه الي اقرب مكتبه وهي تجر اذيال الخيبة….
دلفت الي المكتبه لتجد احمد يقف مكان البائع ولكن ما لفت انتباهها هو ابتسامته الي تلك الفتاه و ثرثرته معها…تجاهلت توترها وتنحنحت قائله…
-لو سمحت عايزه اجنده صغيره….
ميز احمد صوتها لينظر لها نظرته التي تعودت عليها منذ ايام الا وهي الحزينة المنكسرة…..
اخذت الأجندة واخرجت نقودها من محفظتها الصغيرة….
ليقول احمد بجديه…
-خلاص خلي يااا انسه ليلي !
قالها بجديه مخلوطة بتأنيب لتقول هي بنفي…
-لا شكرا اتفضل…..
وضعت النقود وخرجت سريعا من المكتبة ليلحقها احمد الي سلم البناية
-ليلي استني ؟
توقفت بقلب يكاد يخرج من مكانه لتردف…
-نعم ؟
نظر لها بحب وعتاب ليردف…
-مش ناويه تحني عليا بقي !!
نظرت الي الجهة الأخرى صامته فاستغل هذا الصمت ليقترب اكثر وهو يقول…
-بقالي يومين مشفتكيش مش هاين عليكي تخليني اشوف عنيكي حتي واملي روحي منها ….
قالها وهو يمرر اصابعه علي يدها لتتجمد هي مكانها بخوف وصدمه ….
لم تدم هذه الصدمة طويلا لتتلوها صدمه اكبر اذ اتت قبضه من لامكان الي وجه احمد الواقف امامها ويد اخري تدفعها بقسوة الي الخلف ….
وضعت يدها علي وجهها بخضه تكتم صرختها ….
-انا تغفلني يا ابن الكلب وتتعدي علي حرمه بيتي….
دفعه احمد من فوقه وتبعها بلكمه قويه شقت شفه حمزة السفلي ليردف…
-انت مالك انت دي مش اختك!!
انهال عليه حمزة بضربات متتاليه ليسقطه اسفل الدرج ويوجه نظره المجنون الي ليلي المنهاره من البكاء …
اهتز داخلها رعبا فصعدت راكضه وهو يركض خلفها حتي امسكها امام شقتهم وهو يردف…
-بتستغفلينا يا صايعه ده انا هكسر عضمك بتفضحينا !!!!
كرهت كلماته البشعه وهي تخشي الدخول من والدتها ولكنه جذبها خلفه وهي تتوسل اليه ان يرحمها ولا يطلق الشائعات امام اهلهم…
نظر حوله لم يجدهم فدلف الي المطبخ عله يجد والدتها ويشكو لها ولم يجدها هناك ايضا فعلم انهم بخلوتهم حتي الان ….
افلتت ليلي من بين يديه وهي تركض بسرعه نحو غرفتها لتغلق الباب خلفها ولكنه لحق بها ودلف بعدها ليدفعها ويغلق الباب خلفه…
قالت ليلي ببكاء…
-والله العظيم ما عملت حاجه ده كان بيكلمني بس…
اقترب منها وهو يستشاط غضبا لم يحدد منبعه ولكنه يؤجج داخله ….
-ارجوك ياحمزة صدقني ….
رفع يده يصفعها بشده المتها وصدمتها قبل ان يجذبها من حجابها اليه ليردف بقسوة….
-انا شايفه بيلمسك بعيني ومين عالم عملتوا ايه غير كده وانا اللي حمار وفاكرك محترمه……
نزلت دموعها بمراره وهي تدفعه بهستيريا وتردف بقهر…
-انت مجنون مجنووون محصلش حاجه ارحمني مفيش بينا حاجه شوف نفسك الاول والشمال اللي بتحبها ….
ظل الاثنان يندفعان ذهابا وايابا وسط هجومها ومحاولته في السيطره عليها ….
امسك كلتا يداها خلف ظهرها وهي تحاول نطحه بقوة داخليه لم تعهدها من قبل ….
امسك فكها بيده ليشل حركتها تماما وهو يدفعا للحائط ويثبت قدماها بساقه ….
رأي شراسه عيونها الحمراء وتاه في جمالها المتمرد ولم يشعر سوي بنفسه يميل عليها ويخطف منها قبلتها الاولي !!!!
اتسعت عيونها وشهقت قبل ان يبتلعها بفمه ليقبلها قبلات متتاليه باحتراف افتقرت هي له وهي تقاومه وتقاومه حتي انها عضت شفتيه ولكنه ابتعد لحظات…
وهي ترا في سواد عيناه الجنون ليعود لمعاقبتها بقبلاته حتي ضعفت تلك المقاومه من شراسه الهجوم الذي جعل رأسها تدور وتشهد مولد مشاعر لم تفقه وجودها من قبل ….
ورغم تلك المشاعر كانت تلك القبله جديده وصامه ، دفعته عنها بقوه لتتسبب في جرح شفتيها لتنهمر منها الدماء …..
كانت تنظر له بصدمه ودموع في ان واحد….
ليرتبك هو ويقول بتشتت….
-ليلي انا أاا بجد ما قصدتش انا مقدرتش اسيطر علي نفسي وانتي الي غل…..
قاطعته عندما رفعت يدها لتصفعه ولكن امسك بيدها قائلا بنفس التوتر والتأنيب…
-هسكتلك المرادي لاني الغلطان…
-انا هقول لماما !!!!
قالتها بحرقه وكأنها ترغب في اذلاله…
تسمر مكانه وهو يبلل شفتيه لتعود تلك الابتسامة الحقيره مره اخري وهو يردف ….
-وماله قوللها وانا كمان هقولها وهقول لابويا كنتي بتعملي ايه علي السلم مع احمد لوحدكم….
تركها مصدومه بخوف وغادر الغرفة وهو متفاجأ من نفسه…
الموضوع تطور…تطور جدا اصبحت شهواته تتغلب عليه اصبحت تلك الفتاة تحرك داخله احاسيسه الذكورية بدون سبق انذار….واجتياحها كأنثى لذاته….
اتجه الي غرفته سريعا وهو يشد علي خصلاته غير مصدقا ما فعله للتو ومع من ليلي تلك الصغيرة !!!!!
بينما الأخرى في غرفتها تمسح شفتيها بعنف وهي تبكي و تمتم في نفسها…
-هو فاكرني صايعه زي ماقال يقدرياخد مني الي هو عايزه ، منك لله يا حمزة منك لله …
دفنت وجهها في الوساده وبكت هامسه بأسم اباها….
وشئ واحد يتردد داخل عقلها…اليتم سئ ..سئ جدا..ولك اليتم ام كونها انثي اسوء لم تقرر بعد !!
ف علي مايبدو الجميع اخذ حق التدخل في حياتها كيفما يشاء وبطريقته …..
وبين دموع ومحاولة اخماد الضمير…….
هناك شخص اخر نائم علي فراشه الصغير وهو يسترجع كلمات رفيقه في درس الدين…
-محمد خد بالك عم سعيد دا اكتر واحد بيزعق في المنطقه وممكن يضرب الي يزعله !!
نطق الطفل بتلك الكلمات بملامحه البريئه وطريقته الطفولية لتتوسع عين محمد بصدمه ويقول….
-بيضرب !!!
-اه وممكن يضربك لو زعلته !!
احمر وجه الصغير خوفا من كلمات صديقه فما من احد ضربه في حياته سوى جده عندما اعترض علي زواج والدته وكانت ضربات خفيفة يعوضها بالكثير من الحلوى ….
تقلص الصغير منكمشا في نفسه
وهو ينظر الي اخته النائمة
ليتجه لها هامسا بخوف….
-ليلي …قومي ياليلي انا خايف !!!
كانت ليلي نائمه بعمق بعد بكاؤها فلم تسمعه فقد ذهب بها عقلها المتعب الي ثبات عميق…..
مسح تلك الدمعة التي كادت ان تقفز من عينيه…ليخرج من غرفة شقيقته متجها الي غرفة والدته….
طرق الباب مثلما قالت له ليلي سابقا وهو يقول بصوت طفولي خائف….
-ماما انا انا خايف افتحي!!!
لم تكن نائمه لنقول ان زوجها يأخذ حقوقه الزوجية منها….
سمعته وكادت ان تبتعد ولكن يد سعيد امسكتها بحنق قائلا..
-لو قومتي متلومنيش عن اللي هيحصلك حياتك فيها انا بردو زي عيالك !!!
همست بترجي…
-سعيد محمد خايف هنيمه واجيلك مش هاخد دقيقه….
لم يسمع لها انما جذبها ليكمل ما يفعله بحنق ورفض…ليطرق محمد الباب مره اخري قائلا ببكاء…
-ماما انا خايف افتحي!!
ليصرخ سعيد بغضب….
-روح نام انت مش صغير بدل ما اطلعلك !!
دمعه ساخنه مشتركه هبطت من عين الام وولدها…ولكن مابيدها حيله…..
في ذات الوقت كان حمزه يخرج من غرفته ليتجه الي المطبخ يروي عطشه….
وجد محمد جالس بجوار غرفة سعيد متكوم في نفسه يبكي بارتجاف….
اقترب منه سريعا وهو يرفع رأسه بقلق…
-ايه يامحمد مالك ؟
لم يجيبه محمد ولكن صفعه والده الي زوجته وهو يهدر بها..
-ماتتعدلي بقا وبطلي زن اقولك غوري من وشي !!
ليفهم حمزه ما يدور ليهز رأسه بعنف وهو يمسك بكف الصبي قائلا…
-طيب بتعيط ليه قوم معايا كده انت راجل ماتعيطش ؟
ازدات دموع محمد ليقول بشهقات…
-خايف انام لوحدي وعايز ماما !!
لم يدري حمزه ما يفعله في مثل ذاك الموقف سوى انه قال…
-بتعرف تلعب ساب واي ؟
مسح محمد دموعه ليقول بنفي وعبوس..
-لا الواد صاحبي في درس الدين معاه تلفون تلفزيون صغير وبيلعبها عليه و قولتله عايز العب مرضاش !!
انهي كلماته بأسي ليضحك حمزه قائلا…
-طب تعالي هخليك تلعبها وتنام جنبي….
وبعدين متأكد ان ده صاحبك انا لو منك اقطع علاقتي بيه اااه الصاحب اللي ميخلنيش العب ساب واي معاه ميبقاش صاحب ….
هز محمد رأسه بانصات شديد و تركيز اذهل حمزة ولكنه ابتسم وهو يعطيه هاتفه ويشغل اللعبه له ….
…………….
اما سعيد فقد اخذ حماما يحاول فيه ازاله ما تبقي من ضميره و ذلك الصوت المؤنب بداخله ….فقد تعمد التأخر لعلمه انها لن تتجرأ علي التحرك الي الخارج دون استحمام …..
زاده ذلك التفكير غضبه هي لا تطيق رائحته عليها حتي تلك المشعوذة التي تحارب لإفساد مخططاته بالحياة دون قلق او مشاعر !!
……