روايات رومانسية

روايه نيران في خيوط الغرام الحلقه 5

 

علا صوت رنين الباب في شقة شروق فهتفت سلمى :
-أنا هفتح الباب!
فتحت لتجد يزيد مستند على قائم الباب الخشبي فقابلها بأبتسامة واسعة أشرقت ملامح الطفولي وأبرزت وسامته وسرق بها عقلها ولكنه قتل اللحظه بقوله :
-مساء الخير، أتمنى تكون الاجازة سعيدة و لطيفة على قلب معاليكي يا قلبي!
انكمشت ملامحها كي لا تنفجر ضاحكة وتؤكد صحة كلماته فمن غيره يفهم تفكيرها بمثل هذه الدقة، عقدت ذراعيها لتقول بتهكم وابتسامة صفراء:
-وتكون سعيدة عليك يا باشا!


حرك حاجبيه وهو يتمطأ بأبتسامة مؤكدًا:
-اه والله كانت سعيدة جدًا!
ارتفع حاجبها الأيمن بأستنكار وقالت:
-بجد والله؟!
ضحك وهو يقذفها بغمزة من عيناه الساحرة ثم رد بصدق:
-الصراحة أنا نمت نوم منمتهوش من يوم ما أبنك اتولد، بس انتي وحشتيني موت، فأنا قررت انها فل لحد كده أنتي شحنتي وأنا شحنت نعيش طبيعي بقى!
ابتسمت وهي تقول بغرور :
-اه وحشتك بأمارة مرمطك ورايا عشان تصالحني!
دفعها في كتفها بمشاكسة قائلًا :
-إنتي هتعيشي الدور ما احنا دافنينه سوا ده انا كل متصل بيكي بتبقي نايمة!
-ايوه زي ما انا كل ما ارد اتصالك الاقيك نايم!
قالت مدافعة فأرتفع فمه في ابتسامة اظهرت كل أسنانه وأردف وهو يربت على وجنتها بمرح :
-يبقى خالصين، يلا بقى هاتي الحلوف الصغنن اللي جوا ده ويلا علي بيتنا!
عكست حركته وهي تلكز كتفه قائلة:
-متقولش حلوف على ابني، وبعدين انزل واسيب البنات بعد المصيبة اللي عملتها وخربت بين الكل!
انعقد حاجبيه بملل وقال بنفاذ صبر:
-مكنتش غلطة كلكم هتذلوني عليها وبعدين مروان خلاص صالح منار وحاليًا وجودك هو اللي واقف قدام صلاح حال شروق وعمك ظافر!!
تخصرت بكفيها قائلة بنبرة متهكمة:
-والله دلوقتي بقيت أنا مفرقة الجماعات!
-ايون و اتفضلي اتكلي من غير لماضة هاتي أبنك!
كادت تجيبه عندما أتى صوت شروق مت الخلف:
-ازيك يا يزيد، اتفضل واقف برا ليه؟
-لا تسلمي انا بس جي اخد سلمى وتيم بس هي تقلانة عليا شوية!
ابتسمت وهي تتمنى موقفه ذلك من زوجها الأحمق وقالت:
-انزلي يا مستفزة مع جوزك!
-انا غلطانه إني مش عايزة أسيبك!
قالت سلمى بحنق وهي تنظر لها بأتهام فضحكت شروق وردت بسخرية:
-لا متشكرين يا ستي!
دلفت سلمى بأنف مرفوع وهي تتمتم ليزيد:
-استنى دقيقة هجيب الولد واجي!
وبعد دقائق قليله خرجت بطفلها وهاتفها ثم قالت لسلمى :
-هبقى اطلع اخد حاجتي بعدين.
-ماشي يا حبيبتي الوقت اللي يعجبك.
وبذلك أغلقت الباب خلفهم، تنهدت و أسندت رأسها على الباب حين سمعت صوت فريدة الحزين:
-هو بابي مش هيصالحنا إحنا كمان يا مامي اصله وحشني أوي!
نظرت لها شروق بشفقة ومالت تقبلها وأخبرتها:
-وانتي كمان وحشتيه قوي، طيب تحبي تنزلي تقعدي معاه شوية؟
هزت الصغيرة رأسها بعناد لتقول:
-هو اللي يطلع يصالح ستاته مش العكس!
ارتفعت شفتي شروق في ابتسامة لتدفع الصغيرة بخفة للداخل قائلة:
-طيب ادخلي يا أم لسانين ألعبي مع أخواتك!

*****

وقف ظافر أمام شقتهم ومعه أكياس محملة بالألعاب للأشقياء الخونه، طرق الباب ليفتح له يوسف بعد ثوان، فنظر له ظافر ومد يده بتهكم قائلًا:
-اهلًا بيوسف حبيب بابا وسنده!
رد عليه يوسف التحيه بأبتسامه مهتزة قائلًا:
-أهلًا يا بابي!
-بابي بابي بابي!
ركضت فريدة نحوه وخلفها يحيي المغمغم بكلمات لاتزال غير مفهومة فالتقط والدهم كلاهما بين ذراعيه يضمهم بقوة و حنان ويقبل وجنتي كلاهما قائلًا:
-حبيبة بابي السوسة الصغيرة، وحشتيني، وانت يا صغنن ياشقي واضح اني وحشتك ياض يا أصيل!
ابتسم وهو يشعر بالصغير يمرغ وجهه بعنقه وقميصه تمامًا كما تفعل والدته، احتضنته فريدة بقوة أيضًا وقالت بطفولية:
-وانت كمان وحشتني اوي وكمان وحشت مامي خالص، احنا حقيقي زعلانين منك إنك مش صالحتنا كل ده!.
هز يوسف رأسه بموافقه وعقد ذراعيه ثم قال بأنف مرفوع :
-انت مش المفروض تزعل مامي أبدًا!
ترك الصغيرة من يده ومال نحو صغيره العنيد ليهمس له:
-ومش المفروض بردو لو بابي حصل و زعل الملاك بتاعتكم اننا نلطف الجو ولا نشعللها أكتر!
ضاقت عيون الصغير وهو يهمس لأبيه بصدق وعفوية :
-أنا عايز مامي سعيدة ومش عايز اضايق صافي !

كاد ظافر يصفعه على رأسه لغرورة ولكنه تمالك أعصابه علي اخر وقت ليحمحم قائلًا :
-انا كمان عايزها سعيدة يا سي يوسف، وبعدين حصل ايه لبوسه الحب السحرية راح فين الكلام ده ثم مين صافي دي أصلًا!
أخبرته فريدة وهي تقفز بحماس:
-دي اختنا، احنا قررنا نسميها صافي!
طالعهم ظافر بأحتقار وهو يقول بتعجب :
-هتسموا بنتي علي اسم رقاصة؟
ضرب يوسف كفه على جبينه ليقول بقلة حيلة ونفاذ صبر:
-رقاصة ايه يا بابي، دي صاحبتنا في الكلاس بس جميلة أوي شبه روبانزل اللي بتحبها فيري!
صفقت فريدة بسعادة وهي تعرض ببساطة:
-الله نسميها روبانزل!
-بأذن الله نسيب الحوار ده بعدين، ونركز في المهم بصوا أنا جبتلكم أيه؟
خرجت أصوات الحماس و الواو من أفواههم بلا توقف وهم يلاحظون الأكياس المحملة بالألعاب ولكن ظافر اوقفهم قبل هجومهم على الأغراض قائلًا :
-الأول اوعدوني إنكم مش هتعملوا كدة تاني وهتسمعوا الكلام من هنا ورايح!
جاءت الموافقة سريعة من فريدة ولكن صغيره العنيد وقف مفكرًا قبل أن يطالب:
-يبقي توعدني إنك مش هتزعل مامي تاني!
-ماشي يا لمض، انت مش هتحب ماما أكتر مني على فكرة بس هعديهالك!
قال ظافر بحنو وهو يعبث بخصلات الصغير ويفسح لهم الطريق للالعاب ثم أخبرهم بعيون ماكرة وابتسامة واسعة:
-اه وفي حاجه كمان!

التفت الصغار له بأعين متسعة كلها انتباه ماعدا يحيى المنغمس في محاولات فتح الأكياس..

*****

مسحت شروق بكفها البخار على المرآة بعد أن أخذت حمام ساخن مريح للأعصاب في المرحاض الملحق لغرفتها، تفحصت وجهها قليلًا قبل أن تتنهد بحزن وترتدي رداء ما بعد الاستحمام (البُرنْوس) وتخرج لغرفتها، خرجت منها صرخة خافته ما أن لاحظت الجسد الذكوري الممدد بأريحية على فراشها فسألت:
-انت بتعمل أيه هنا؟
وقف من مكانه بأنسيابيه واتجه نحوها بعيون متفحصه قائلًا:
-مراتي حبيبتي ووحشتني فقولت اشوفها!
عقدت ذراعيها حول جسدها تحاول احكام الرداء حولها بحرج وردت بنبرة خجلة:
-واديك شوفتها اتفضل يلا!
لكنه تجاهلها ومد يده بلا مبالاه وأخذ يعبث بخصلاتها القصيرة ليهمس بتساؤل:
-مش هتبطلي تقصي شعرك!
هزت رأسها برفض لتخبره:
-لا انا بحبه قصير!.
-وأنا كمان بحبه كده أوي، عارفة ليه؟
رمقته بتوتر منتظرة إجابته فأجابها بنبرة حانية وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويركز انظاره علي انظارها:
-عشان بيخليني أسرح في عنيكي وكأنها حتة من الجنة.
نظرت إليه بنصف عين رغم احمرار وجهها و ازدياد دقات قلبها لتقول بنبرة متهكمة:
-وأنت شوفت الجنة فين يا مؤمن!
-شوفتها بين إيديكي!
قالها بمشاكسة وهو مستمر في بعثرة خصلاتها المبلله وبعثرة مشاعرها وهو يتعمد ملامسه عنقها بأطراف أنامله، صمتت بأرتباك تحاول تمالك مشاعرها وهي تهرب من نظراته الحارقة، رفع ظافر ذقنها لتنظر إليه ويهمس بخفوت يذيب القلب:
-بحبك.
أغمضت عيونها تستلذ بتلك الكلمة القادرة علي بعثرت دواخلها واعاده ترميمها بحروف أسمه قبل أن تجيبه بأستسلام:
-وأنا كمان بحبك!
جمع خضلاتها المبللة في كفه خلف رأسها بعيدًا عن وجهها وعنقها قبل أن يميل ويطبع قبلات خفيفة بتلك الأماكن، ارتفع ذراعيها لأمساك ملابسه في محاولة لتخليد كل لمسة منه لكنها قبل ان تغرق بين سحر شفتيه انتفضت برعب للخلف صائحة:
-الولاد!
خرج ظافر من خضته لفعلتها واقترب يحاول ضمها لجسده وهو يجيبها:
-مش هنا !
غطت فمها بكفها واتسعت مقلتيها ليقول سريعًا:
-متخافيش مبعتهمش لعصابات الاعضاء!! ايه الاوفر ده!
دارت عيونها داخل مقلتيها بغيظ لتقول بلهجة حادة:
-ايوة يعني ودتهم فين؟
لمعت عيونه بخبث واستشفاء وهو يجيبها بفخر:
-مع عمهم حبيبهم يزيد!
حمحم واقترب منها مرة أخرى ليقول بمشاكسة:
-مش هتقلعي البتاع المبلول ده لتبردي!
امسكت رداءها بأحكام لتقول بدلال:
-لا مش هبرد!
-لا هتبردي!
قالها بإصرار أكبر وهو يحاول نزع اطرافه من بين أصابعها وكادت ضحكة تفر من بين شفتيها وهي تحارب جذبه للقماش وقالت:
-لا يا بايخ!
-اقسم بالله عايزة تقلعيه لتبردي !
ضحكت هذه المرة مما سمح له بجذب اطراف الرداء وتقريبها نحوه، التقت عيناهم في محبة وسعادة قبل أن تتأوه بأعتراض حين ركلتها الصغيرة بالداخل :
-اه يابت ال…
قطعت سبها وزمت شفتيها مشتكية لزوجها:
-بنتك بتستنى اشوفك بس وتفضل ترفص!
ضمها نحوه بنعومة ورد بلهجة مداعبة:
-حبيبة بابا اللي بقيالي، ولا انتي مستكترة عليا حد يحبني!
نظرت له بغيظ لتغمغم بحنق:
-سم انت وبنتك!
قبل وجنتها ضاحكًا وضمها إليه حتى صارت ملتصقة به تمامًا ثم انتقل بقبلات خفيفة في تروي إلى فمها الصغير الناعم كبتلات الزهور وكاد يلثمه حين شعر بخبطات طفيفة تأتيه من بطنها المنتفخة المستندة على جسده فأبتعد ضاحكًا وقال:
-لا ده انتي بنت كلب بقى زي أخواتك!
ضحكت شروق هي الأخرى واسندت رأسها على صدره تحاول استعادة شعورها بالأمان بين ذراعيه، شعرت بأنامله تعبث بردائها وخرجت ضحكة طفيفة منها على إصراره، فأبتعدت بثقة خطوتين للخاف ورمت الرداء ببطء من كل اكتافها مستمتعة بأشتعال عينيه وتشربه العْطِش لكل تفاصيلها، تركته يضمها نحوه واستسلمت لشفتيه القوية الملتهمة لشفتيها في توق واشتياق،وبعد دقائق مُذهبه للعقل أنهى قبلتهم المجنونة ليحملها إلى الفراش في لهفة مشتاف لصب جام عشقه وطوفان عواطفه في لمساته المجنونة لجسدها الرقيق، ليصل بها بلهيب عشقه إلى أعلى درجات العاطفة و الجنون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه نيران صديقه الحلقه 5

 

التفت الجميع إلى بعضهم البعض يتسائلون بصدمة
مكة خطيبة تيمور كيف حدث هذا ؟
أول من أفاق من صدمة حديث الطبيب وتحدث مسرعا كان تيم
“وقفتنا كدا مش هتفيد بحاجة، احنا ندخل ونفهم، أكيد بتهزر، أصل الكلام مش منطقي”.
رد عبدالله مؤكدا
” أيوه صح، يلا ندخل نطمن عليها”.
بينما التفت آية لسما وتحدثت
” هو إيه اللي بيحصل!؟، انتِ فاهمه حاجة!!”.
سما رافعه حاجبيها وضاربة كفا بكف
“ولا فاهمه أي حاجه، تعالي ندخل، وإلا أقولك بلاش، منضمنش رد فعلها”.
لتقول آية بعد تفكير” هادخل أنا، وأشوف الأخبار وأعرفك، تمام”.
كانت الفكرة نجدة لسما التي أسرعت بالقول “أيوه، ادخلي انتِ”.
……………………
في غرفة مكة
كان عبدالله هو أول من دخل للغرفة غمرته السعادة لرؤية ابنته تتنفس، بعد كل هذا
و انحنى عليها يحتضنها
“حمد الله على السلامة يا حبيبتي”.
لتبتسم قائلة ” حبيبي، الله يسلمك”.
ليتدخل تيم بخفة دمه المعتادة
“إيه يا برنسس، مش عارفه تعملي حادثه كويس، طيب قوليلي وأنا أعرفك الطريقه”.
لتجيبه “تيم مش هتبطل تهزر، عموما تتعوض المره الجايه هسألك، بس إيه نظام الحوادث عندك”.
عبدالله ناهرا بحزم مصطنع “بس يا تيم بلاش كلام في سيرة الحوادث تاني، كفايه الرعب اللي عشنا فيه طول اليوم”.
لتبادر مكة للقول “سوري، حقكم عليا”.
ابتسم تيم قائلا “ولا يهمك، المهم انك بخير، وإلا إيه”.
ولكز تيمور الذي كان يقف بجانب أخيه ولم يتحدث مطلقا منذ دلوفهم الغرفة
فانتبه تيمور و قال بارتباك “آه، آه طبعا، المهم انك كويسه”.
لتقول مكة بسرعة البرق حزينة ولمعة الدموع في عينيها ” انت زعلان مني يا تيمور”.
لجمته الصدمة محدثا نفسه إنها تقول اسمي فقط بدون أي ألقاب، حاول التبرير لنفسه، إنه أثر المخدر ليس إلا، بالتأكيد المخدر
و سيطر على صدمته قائلا “لا، أزعل منك ليه؟”.
“علشان دايما تقولي بلاش اجري، وأنا دايما مش بسمع الكلام، آسفه يا تيمو والله ما هتكرر تاني”.
رفع تيمور حاجبيه و قد استبدت به الدهشة محدثا نفسه يا الله ما الذي يحدث لها؟ وأشار على نفسه بعدم تصديق
” تيمو دا أنا!!”.
أطلقت مكة ضحكة خافتة متناسبة مع آلامها
” أيوه إنت، مالك يا حبيبي؟، هو أنا اللي عملت الحادثه وإلا انت”.
ليهز رأسه يمينا و يسارا غير مستوعب
” بصراحه مش عارف”.
ليحاول تيم فك لغز ما يحدث
” بيهزر يا قلبي، باقولك يا مكة، هو حصل إيه بالضبط؟”.
“أبدا آية قالت إن تيمو وصل ومستنيني علشان نروح الأتيليه، خرجت جري ومختش بالي من الطريق”.
و نظرت لتيمور
“بس أوعدك هاخف بسرعه، ونعمل أحلى حفلة خطوبه”.
تساءل عبدالله بغير استيعاب لما يقال أمامه
” مكة، خطوبة مين يا عمري؟”.
مكة بقلق “خطوبتي أنا وتيمور!!”.
ليقول تيمور و هو يشعر أنه في حلم ” نعم، تيمور مين؟”.
تعجبت مكة من موقفهم “هو في إيه؟!، مالكم؟”.
ليتدخل تيم كالعادة” انت، هيكون تيمور مين؟”.
لتدلف آية إلى الداخل قائلة ” مكة ازيك؟”.
لتقول مكة “يوكا، أنا زي الفل، بس تقريبا الناس دي هي اللي مش كويسة”.
” إزاي يعني مش فاهمة؟”.
ليتنهد تيم “وربنا ولا إحنا فاهمين حاجه إحنا كمان”.
و قفز السؤال إلى لسان عبدالله
” مكة انت وتيمور مخطوبين!! إزاي؟، من امتى يعني؟”.
زمت شفتيها ثم قالت
” آه ، انتم بتختبروني علشان تتأكدوا إن الإصابه مأثرتش عليا، عموما تمام،
في عيد ميلادي السنة اللي فاتت، اعترفت ليك إني باحبك وانت كمان، وقولت عيد ميلادي دا هنتخطب”.
حثها عبدالله على إكمال الحديث و قد بدأت الصورة في الاتضاح شيئا فشئيا بالنسبة له
” آه، طيب وبعدين”.
غضبت مكة” بعدين إيه؟، انتم مالكم؟، كإني بحكي فيلم هندي”.
ليقول تيمور” دا فيلم ميتصدقش”.
تساءلت مكة “ليه ميتصدقش؟ ممكن تفهموني”.
ليقول تيمور بلا وعي منه ” لإن أصلا عيد ميلادك اللي فات انت اعترفتي بحبك آه، بس مش….”.
ليقوم تيم بمقاطعه تيمور و استدراك الخطأ الذي كاد أن يقع فيه
“قصده إن الحفله إتأجلت علشان الامتحانات بتاعتك، وسفره هو الشغل”.
وأمسك يد أخيه هامسا
” اصبر وحياة أهلك، خلينا نفهم، شكلها مش بتهزر، بلاش أي كلام ممكن تتهور بسببه”.
تيمور ضاغط على أسنانه “سكت”.
بينما آية ألقت آخر كارت لتتأكد من حديث مكة
“مكة سما بره، عايزة تدخل، بس مكسوفه”.
مكة باستغراب “مكسوفه!!، من امتى؟، هي بتتكسف أصلا، هي فين؟، دخليها”.
آية هامسة وهي متجهة نحو الباب “لا وربنا، لا اتجننت إيه، لا أنا اللي اتجننت”.
ليقول عبدالله
” حبيبه بابا، نامي، واحنا شوية وراجعين”.
تساءلت ” هتروحوا فين؟”.
ليجيب تيم “أبدا، نطمن هتخرجي امتى”.
لتقول بلهفة “روحوا انتم و خلوا تيمور معايا”.
تيمور مسرعا ” لا، قصدي أنا عندي تليفونات شغل كتير، وبعدين آية وسما معاكي ثواني وراجعين”.
مكة باستغراب “أوك”.
دلفت آية تتبعها سما وكان حالهما مثل حالة عائلة مكة بل أسوء، غير مستوعبتين لما يحدث .
…………………
في غرفة الطبيب
قال تيمور بغضب و قد كاد يمسك بتلابيب الطبيب
“أنا عايز أعرف انت عملت فيها إيه؟، وإيه الهبل اللي هي بتقوله ده”.
ليبتعد الطبيب عن تيمور إتقاءا للشر الواضح في عينيه
” ممكن تهدوا علشان افهم”.
ليقول عبدالله “اهدى يا تيمور، يا دكتور بنتي بتقول أحداث محصلتش أصلا، وبتقول على ناس صفات مش فيهم، يعني تيمور دا ابن عمها وبس، ولغاية الصبح كانت بتقوله يا ابيه، إزاي فجأة بقى حبيبها واعترفوا بحبهم وفي حفلة خطوبة كمان”.
تعجب الطبيب ” إزاي الكلام دا؟”.
تيمور ضاربا كفا على كف ” والله إحنا اللي بنسأل، دا أنا أطربق المستشفى على دماغكم، إنتم جربتم علاج جديد عليها، وإلا إنت نيلت إيه؟، انطق”.
ليهز الطبيب رأسه نافيا اتهامات تيمور
” محصلش، لو كلامك صحيح، دا ييقا مشاكل نفسيه، ملهاش علاقه بالحادثه ولا العملية، ثواني، هاكلم الدكتور النفسي ونتكلم معاه”.
عبدالله شاكرا
” طيب، بسرعه لو سمحت، واعذر ابن اخويا على كلامه”.
“لا و لا يهمك ابدا، ثواني والدكتور يكون هنا”.
ليقول تيم ببرود
” مش عارف مالكم!!، ما الموضوع اتحل من عند ربنا، ومكة حبتك، عايز إيه تاني”.
تيمور بغضب “انت حمار، حبيت مين؟، لو كلامها صح يبقى قصدها انت، لأنها اعترفت ليك مش ليا، فوق”.
ليقول عبدالله “اهدوا انتم الاتنين، دلوقتي نفهم”.
ودلفت آية تتبعها سما،
ليقول تيم بغيظ “انتم بتعملوا إيه؟”.
لتقول آية ” مكة صاحبتنا، ومن حقنا نطمن عليها”.
وقطع الحوار الساخن دخول الطبيب النفسي، ليعرفهم عليه الطبيب
” أحب أعرفكم، دكتور إيهاب”.
ليرحب به عبدالله
و تحدث إيهاب “اتفضلوا، أنا سامعكم”.
فسردوا على آذان الطبيب كل شيء، بدئا بمشاعر مكة لتيم حتى حادثه العيد ميلاد السابق وصولا لأحداث اليوم.
ليقول إيهاب بعد بتفكير
” دا ملوش غير معنى واحد، إنها نسجت حكاية”.
تساءل تيمور “يعني إيه؟”.
رد إيهاب ” ببساطة، هي عدت بمواقف كتير، والحادثه آخرهم، فعقلها الباطن قرر ينسج ليها حكاية علشان تواجه وتقوم، نوع من أنواع الهروب من الحقيقه”.
تيمور بوجع “إنها بتحب تيم ومش طايلاه”.
إيهاب بابتسامه” لا، إنها بتحبك انت، بس مش عارفه، أ, الأصح مش مستوعبه، ودا لصغر سنها، لإنها ببساطة لو بتحب تيم، عقلها الباطن هينسج الحكايه عليه هو، مش انت”.
آية مؤكدة” صح، هي الصبح قالت إنها حاسه أحاسيس غريبه، ومش فاهمه مالها مع تيمور”.
ليقول إيهاب ” هو دا السبب إن العقل الباطن نسج الحكاية دي”.
ليقول تيمور” أنا مش فاهم أي حاجه”.
ليضربه تيم في كتفه “مش فاهم إيه؟، بيقولك بتحبك انت، وإن اللي مفكراه ناحيتي وهم، وأنا وانت عارفين سببه”.
وأشار بعينه على سما وآية
تساءل عبدالله ” طيب حاليا نقولها الحقيقه”.
رفض إيهاب قائلا ” لا طبعا، لأن هي مصدقه جدا اللي بتقوله، أي شوشرة منكم على أفكارها ممكن توصل لاكتئاب حاد، أو الجنون، المطلوب انكم تتماشوا مع أفكارها عادي جدا، وخليها هي اللي تتكلم أكتر، لان كلامكم انتم ممكن تغلطوا فيه”.
تيمور بخوف ووجع ” ولما تفوق”.
رد إيهاب ” هتفوق لما تعرف الحقيقه وتهدى نيران قلبها، وتقيم علاقتكم صح، على فكرة ممكن تكون عملت حاجة هي اللي وصلت عقلها إنه يعمل كدا”.
تيمور باستغراب “أنا!!”.
فقال إيهاب “كله مع الوقت هييان”.
ليسأله عبدالله “طيب المفروض هتخرج امتى؟”.
ليقول الطبيب المعالج “هي من الناحية الصحيه ممكن تخرج الصبح، بس مفيش مجهود وتتبع العلاج وتنام كويس”.
ليوافقه عبدالله “أكيد إن شاء الله”.
وخرجوا جميعا، وعند خروجهم أمسك تيم كل واحدة من يدها وقام بإلصاقهما في الحائط وصاح مهددا
” ورحمه أمي وأبويا، لو مكة حصلها حاجة لانسفكم نسف ،سامعين وسمعتم الدكتور مكة خطيبه تيمور،لو فكرتم تلعبوا بس وتعرفوها الحقيقه وحصلها حاجة انتم عارفين أنا أقدر أعمل إيه، قسما بالله أدفنكم ولا حد هيسأل عليكم، مفهوم”.
لتقول آية و الخوف منه يستبد بها ” على فكرة بقى إحنا بنحبها وعمرنا ما نأذيها انت اللي حاططنا في رآسك على الفاضي”.
و تحاول سما اصطناع القوة قائلة بغل “باقولك إيه، خلي تهديدك لنفسك، سامع”.
قبض تيمورعلى شعر سما حتى صرخت،قائلا
” اتعدلي بدل ما أعدلك واللي حصل الصبح هاعديه بمزاجي بس علشان حاله مكة مفهوم”.
لتقول آية مهدئة للوضع “تمام، تمام، يلا يا سما”.
………………

تيم بعد ذهابهما” يلا غوروا في داهيه”.
عبدالله باستبيان سائلا تيمور “هو حصل إيه قبل الحادثه؟”.
تيمور بارتباك “اللي ..حصل … آه أنا هاحكي ليكم”.
ليقول تيم “مش باقولك الموضوع كبير، احكي”.


……………………..
في صباح اليوم التالي
خرجت مكة برفقة تيمور ،بعد أن أصرت أمس أن يذهب الجميع ونامت متوسدة ذراعه، وكان طوال الليل بجانبها خائفا من انتهاء هذا الحلم وأن يفيق على أسوأ كابوس، ولكنه قرر أن لا يشغل عقله بالمستقبل وليعيش اليوم بما فيه.
………………..
في فيلا عبدالله
دخلت سيارة تيمور ومكة بجانبه، لا بل بحضنه و هتفت مسرعة
“تيمور، استني ثواني هنا”.
تيمور باستغراب “هنا ليه؟!”.
“استنى بقى”.
“أمرك يا ستي، أهو وقفت”.
وارتجلت من السيارة وأطلت برأسها من الزجاج لتيمور قائلة
“انزل، إيه مستني عزومة!!”.
أطفأ تيمور محرك السيارة و فتح الباب، وارتجل هو الآخر
“آديني نزلت، خير؟!”.
أمسكت يده بحنان
” تعالى معايا، في حاجة نفسي أعملها من أول ما فوقت، بس وعدت نفسي أعملها هنا، في أول مكان حصلت فيه”.
تيمور محاولا التفكير ما الذي جمع بينه وبين مكة في هذه الحديقة الخلفية
لكنه فشل فتساءل
“هو إيه اللي حصل بينا هنا؟”.
مكة بتكشيرة “معقول مش فاكر يا تيمو، هنا أول مره قولنا لبعض مشاعرنا”.
ليقول محاولا الهروب من مشاعره
“آه، وانتِ عايزه تقوليلي دا تاني، بعدين نرغي براحتنا، لأن أكيد عمي مستنينا وقلقان”.
مكة بغيظ “لا مش جايه هنا أقول إني باحبك ،مع إنه أمر مفروغ منه، بس أنا قولت حاجة أعملها، وعملناها هنا من سنه”.
تيمور بتيه في الحديث ” معلش أصل أنا لما باكون مش نايم بابقى مش مركز، هو ايه اللي حصل؟”.
“بوستني”.
تيمور شارقا “نعم، أنا… أنا بوستك… إزاي،…امتى دا؟”.
مكة أطلقت ضحكة ” مالك هو أنا بدبسك فيا، بوستني هنا عادي يعني”
وبدلال قضى على آخر ذرة في مقاومة تيمور قالت
“مش انت حبيبي، عادي انك تبوسني”.
” آه طيب، يلا ندخل بقى”.
مكة بجرأة “بقولك هاموت واعملها من إمبارح”.
ليقول غير مصدق ” انت …،انت…. عايزاني أنا أبوسك… صح”.
لتقول بلهفة” أخيرا فهمت، انت متأكد إنك ضابط”.
” بعدين يا مكة نبقى نعمل اللي نفسك فيه”.
“لا، دلوقتي، مش بعدين”.
“وأنا قولت بعدين، يلا ندخل”.
وحاول الخروج بها من الحديقة، لكن مكة كانت الأسرع وقامت هي بتقبيله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى