روايه ذوات الرحم الحلقه 6
وضعت فاتن اذنها علي باب غرفتها هي ترمش حتي تتضح رؤيتها من بعض الدموع التي تنازع لإخمادها قبل خروج سعيد ….
فلم تسمع صوت محمد ربما استيقظت ليلي واخذته معها …
لابد انها احتضنته بدلا منها ….لم تتوقف دموعها وهي ترا اهمالها لأطفالها….
ولكن ماذا تفعل هي انثي مجبورة لا تجد من يتحملها هي او اطفالها ويجب عليها العيش حتي تضمن مستقبلا ومأوى ملائما لهم ….
فتحت الباب بخفوت تحاول ان ترا من خلال تلك الفتحة الطفيفة فلم تجده ولكنها سمعت صوت ضحكاته فاطمئن قلبها وهدأت قليلا …
سمعت سعيد وقد اطفئ الماء فهرعت الي اغلاق الباب وعادت الي الفراش ….
التظاهر بالنوم هو الحل الافضل فلابد انه غاضب لانها لم تتجاوب معه و هب منفجرا….
الي متي سيرهقها هذا الرجل يبدو كمصاب الشيزوفرانيا يكون هادئ وينظر لها بمشاهر تشبه الحب ويتابعها داخل غرفتهم وهي ترتبها بريبه ارعبتها في اول الامر حتي اعتاد عليها …..
لينتقل في لحظه الي غضب وسب و شكوي دائما من طفليها مع انها ابدا لم تجرأ علي الشكوي من كره حمزة لها …
احيانا قليلا ينسيها الحياه و يشعرها كالملكه لتظهر جوانبه البغيضة ويضرب بها لسابع ارض….
وكأنه يتعمد ابعادها عنه سنتين طويله عاشتها معه ومازالت في خانه التوتر والقلق منه ….
اكثر ما يجعلها تكره نفسها انها تنسي كيانها عندما يعاملها جيدا وتشعر بتأنيب ضمير طفيف وكأنها تسترخص نفسها لانجرافها وراء حبه المذل …..
دلف سعيد الي الفراش غير عابئ بها فقد كان ينتظر قيامها الي المرحاض ثم الانضمام لابنها ….
نصف ساعه كامله مرت دون حركه حتي انفاسها منتظمة هل نامت بالفعل ؟!
الم يزعجها اقترابه منها وترغب في التخلص باي دليل علي هذا التقرب سريعا ….
تفننت فاتن في تمثيل النوم فقد اعتدته كثيرا ولكن ذلك التمثيل كاد يذهب مع الريح حين مد سعيد يده يربت علي شعرها ويرجعه بعيدا عن وجهها….
توقفت انفاسها ماذا يريد الان ؟!!!
لكنه صدمها مره اخري عندما وجدته يستقيم ويرتدي باقي بجامته ويتجه الي الخارج….
لم يستطع النوم فقد ظن انها ستخرج راكضه الي الصغير صحيح انه يكره الاطفال بعد حمزة ابنه ويراهم مزعجين ولكن ضميره لم يسمح له بالنوم …..
وقفت سريعا وهرعت الي الباب تفتحه بخفوت ترا الي اين يتجه فانقبض قلبها عندما وقف عند بابا غرفه اطفالها يستمع بهدوء ويده علي المقبض ….
وجدت يرفع رأسه وينظر الي غرفه حمزة المجاورة فترك المقبض وتوجه نحوها …..
فتح سعيد الباب بعد ان اخذ نفس عميق ووجدته يعقد ملامح وجهه التي كانت هادئة منذ لحظه وكأنه يفتعلها مخصوص قبل ان يفتح الباب….
-انتو لسه صاحين ؟؟؟
جاءها صوت حمزة الساخر وهو يقول…
-اه محمد هيلعب شويه وهينام جنبي متقلقش مش هيضايقك خد راحتك ع الاخر !!
رأت اذان سعيد تحمر قبل ان يردف بغضب…
-اتخمدوا انا مش ناقص صداع ….
اغلق الباب خلفه بغيظ وهو يزفر ويضع رأسه علي الباب ….سمعت صوت ضحكه محمد العالية ممزوجة مع ضحكات حمزة …يبدو انه قال شيء ضد سعيد ….
لكن ما اذهلها هي تلك البسمة الخفيفة علي وجه سعيد والتي سرعان ما اختفت ….شهقت بخفوت وهي تغلق الباب وتهرع الي فراشهم كما كانت….
دلف سعيد وخلع ملابسه واتجه الي فراشه وكأن شيء لم يكن وبدأ اقناع نفسه بانه فعل ذلك حتي لا تلومه ان حدث شيء للطفل فهو يعلم زن النساء…..
بينما بقيت فاتن تفكر طوال الليل في محاوله لفك شفره ذلك الرجل !!!
في الصباح تململت ليلي في فراشها لتجد الساعة الثامنة صباحا حاولت العوده الي النوم…
ولكن دون جدوي وقفت لتدخل الي المرحاض فوجدت فراش محمد فارغا ….شعرت بقلق فهذه الساعة مبكره جدا بالنسبة له لما سيستيقظ و اين يجلس قلقت بان يكون مع والدتها ويغضب سعيد اكثر …..
ظلت تحوم حول غرفه والدتها دون ان تدرى ماذا تفعل فجاء نظرها علي لكلوك محمد الملقي خارج باب غرفه حمزة !!!
اخيها لا يخلعه سوي قبل الدخول الي غرفه ما …ماذا يقعل مع حمزة في هذه الساعة ….بدأ عقلها وقلبها يشعر بالذعر علي اخيها رغما عنها فتوجهت بسرعه تفتح الباب دون خجل وكأنها ستجد شيء سيئا يحدث…
دلفت فوجدت محمد نائم ككيس البطاطا يبتلع الفراش بأطرافه المترامية حتي ان قدمه كانت علي رقبه حمزة المسكين الفاقد لملابسه العلويه …
افاقها هذا التفكير لتتمتم وهي تتفحص بعينيها بلا وعي ذلك الجسد الرجولي الغريب عليها ..
-مسكين اوي يستاهل اصلا يارب تتكسر رقبته !!….
جاءها صوت حمزة والذي يشوبه النوم…
-لو حابه تتفرجي اكتر ممكن اشيل بقيت الغطا….
اتسعت عيناها واحمرت وجنتها بخجل لتردف بحده تخفي بها خجلها…
-محمد نايم هنا ليه !!
لوي شفتيه قبل ان ينظر اليه يتأكد من غيابه في نوم عميق فيردف ببرود…
-كان خايف وراح لمامتك بليل دخلت لعبته شويه ونام اااه ومتخافيش ماتحرشتش بيه !!!
نظرت الي الارض فهي لن تنكر انها ظنت به الاسوء خاصا بعد فعلته معها لتردف…
-احم مقصدش…
ابتسم علي خجلها ليردف…
-التحرش ده ليكي بس ياحبي !!
ضيفت عيناها بحنق وقررت تركه وتجاهله ….
………
مرت ايام طويله مريره وقد تعمد حمزة ان يؤنبها بكلماته وكأنه وجدها في موضع اثم مع احمد ولم يكن يحادثها فقط …..
ترغب لو تصفعه في وجهه وتذكره بفعلته الحقيرة معها واغتصابه لأبسط حقوقها في الحفاظ علي قبلتها الاولي لذلك الزوج الخفي حتي الان…….
ظلت ترمقه بغيظ بينما يجلس حمزة مستمتعا بتلك النظرات فقد لاحظ انه بدأ يقلل تدريجيا حديثه مع تيفاني وان استطاع اجبار نفسه بتذكره حاجته اليها للسفر لا يتحدث سوي دقائق و يغلق سريعا….
وصل اخيرا لفكره ان تلك الفتاه ربطته بطريقه لم يألفها ويعتد عليها ….
لم ترفع شعره حتي للتأثير عليه وهاهو يتأثر ويدق قلبه باقل حركه او فعل منها ….
جاء موعد درس محمد وبدون كلمه اخذه حمزة لتوصيله فقد منعها من الخروج واخبرها بان تعطي الاعذار حتي انه عرض علي والدتها احضار الطلبات لها يوميا ….
جلست تشاهد التلفاز فانضم اليها وقد اصبح هذا الوقت معروف لديه بخلو المكان فوالده دائما ما يختلي بفاتن وقت دروس محمد…..
جلس بجوارها بثقه فقد اتعبه تجاهلها كثيرا ولا يلوم سواها فقد كان عاقلا لا تحركه مشاعر ….
نظر لها بغيظ فهي عاديه جدا !! بل اقل من عاديه ؛ لما كل هذا الانجذاب ؟!
زفر وظل يتفحصها بجانب عينيه ….
هو وسيم للغايه وتتهافت عليه الفتيات بينما تجلس هي تتجاهله وكأن وجوده جوارها هو اصعب مراحل حياتها التعيسة ….
نزل بعينيه ال شفتيها الوردية فتذكر تلك القبلة و ما اشعلته به ….
هز رأسه بحنق وحاول مشاهده التلفاز … الا ان نظراته خانته بالعودة اليها والي ملامحها الحزينة ….
مال قليلا و امسك جهاز التحكم يغير القناه….
نظرت له بحنق لتردف ….
-انا بتفرج علي الفيلم !!
اردف بلا مبالاه…
-طيب…
زفرت علي سخافته ووقفت تبتعد من امامه لتمر بينه وبين الطاولة الموضوعة امام الأريكة ….فاردف بخضه …
-ايه ده !!!!!!!!!
فزعت واختل توازنها لتسقط عليه وتلقاها ذراعيه المنتظرة …
-يالهوي اوعي ايدك !!
-اوعي ايدي ايه انتي اللي وقعتي في حضني انتي هتصيعي !!
-خلاص يا سيدي وقعت ممكن تسيبني اقوم بقي قبل ما اصوت وافضحك !!
قربها منه وهو يخرج لسانه ببرود وكانه سيلعقها لتخبئ رأسها بسذاجه في صدره …..
علت انفاسه في تلك اللحظة ودقات قلب كليهما …. توترت ليلي من دقات قلبه المتخبطه في وجهها بقسوة فابتعدت ببطيء حتي وقفت تماما بعيدا عنه وتوجهت بوجهه احمر الي غرفتها تختبأ من مشاعرها و طغيانه عليها و علي افكارها مؤخرا …..
سيظل حمزة الحقير ولكن لما يصر قلبها علي الخفقان حتي في تجاهله ….
جلس حمزة يحارب نفسه فقد تأكدت مشاعره نحوها وقلبه يرفض الخشوع ليصبح بين نارين الاولي حلمه وسفره والثانية ليلي تلك الفتاه البسيطة والتي تهدد مستقبله….
ثم يتجه عقله الي اهم موضوع يحاول تجاهله حتي لا يقتل احدا هل تحب احمد بالفعل ؟ الهذا تتجاهله ام انها صادقه وانه كان يحاول محادثتها فقط !!
شعر بجنون فقرر التدخل ومحادثتها ….
دق الباب مره قبل ان يدلف الي غرفتها بينما نظرت له بذعر واعين متسعه علي هذا التطاول ودار في ذاكرتها ما حدث في اخر مره تواجدا في هذه الغرفة معااا….
-عايز ايه ؟؟؟؟؟
قالتها بحده ليرد عليها بنفس الحده …
-انتي بتحبي احمد ؟؟
-ممكن تبطل جنون …ارحمني يا اخي !!!
اقترب قليلا من احدي المقاعد واردف بحده وتهديد…
-بصي بقي واسمعيني كويس ..موضوع احمد ده متفتكريش اني نسيته …انا مش عايز اقول لامك وابويا دلوقتي لغرض بس في دماغي !!
نظرت له بغيظ و كره لتردف….
-انت بتعمل ليه كده ؟؟ هتستفاد ايه ؟؟
-اهوه وقت فراغ ياستي وقررت فيه اخلي حياتك سوده طالما مش متربيه !!
-انا متربيه احسن منك وعشره زيك انا ابويا علي الاقل رباني قبل مايقابل ربنا ولا هو عشان ابويا مات اللي رايح واللي جاي يشتري فيا..
نظر لها بلا مبالاة ليردف …
-خلصتي ؟؟
بصي ياستي انا فكرت ولقيت ان انسب حل اننا نرتبط !!
نظرت له بذهول وكأنه باربع رؤوس لتردف بصدمه….
-هو في ايه !!! انت واعي للي بتقوله ؟!
وقف وهو يقترب منها بملامح جامده …
-الحل ده الامثل عشانك اصلا فكري فيها انتي تحمدي ربنا اني عرضت عليكي ….
قالت بعدم تصديق وسخريه …
-لا والله الحل الامثل ليا !!!! ده ايه الهنا اللي انا فيه ده !!!
كان حمزة يستشيط غضبا وهو يستشعر قرب رفضها لعرضه ……
فقرر استخدام كامل اوراقه ….
-انتي واحده والدها متوفي زي ما قولتي ومتفتكريش ان ابويا هيجهزك ولا هتلاقي واحد اصلا يتجوز واحده شاكك فيها لان ايوة احنا مجتمع ذكوري متعفن ياستي وشكاكين ولان والدك متوفي هنشك في تربيتك هاااه زي ماحصل وشفته بعيني الفضيحه اللي كانت هتحصل بينك انتي واحمد !!!!
كان الاثنان غافلان عن سعيد الذي شعر بهدوء مريب في الشقه وبدأ يبحث عنهم ليتأكد ان كلا في غرفته ليجذبه شجارهم فوقف يستمع اليهم من خلف الباب منذ مده ولكنه قرر التدخل عندما سمع بال فضيحه علي حد قول ابنه الذي كنلا يبدو يرغب بالزواج من ليلي وتلك الثقيلة ترفض وتحاول معاملته كما تعامله امها ….
لا يعلم ما الذي دفعه الي ما فعله بعد ذلك اهو حبه لابنه ورغبته في الوقوف بجانبه ام انتقاما من جميع الاناث واولهم زوجته !!!
دلف بغضب وترك الباب يدق بشده في الحائط وهو يردف بصوت عالي….
-فضيحه ايه اللي مع احمد دي ان شاء الله …انتي ياهانم يالي بره تعالي شوفي مصايبك اللي بتهل عليا ….
ركضت فاتن بذعر لتري سبب انفعاله وصوته العالي ….
-في ايه ؟؟؟
ليردف سعيد بغضب…
-في ان بنتك مش متربيه ياهانم ومستغفلانا وبتعرف رجاله….
اخذت ليلي تبكي بحرقه وصدمه بينما حاول حمزه برعب اسكاته…
-انت فاهم غلط يا بابا !!
-بس اخرس انا سامعك بوداني دول و كمان عايز تسترها وهي مش راضيه…
توجهت فاتن الي ابنتها الباكيه تشاركها البكاء بذهول وتنظر الي عينيها لتطمئن قلبها …
-والله العظيم يا ماما ابدا ده وقف كلمني بس !!!
ليرد سعيد سريعا ….
-وقف كلمك بس ايوه واضح ما انا بعلفكم عشان تدوري علي حل شعرك …..
اسمعي يا فاتن اللي هقوله ده ….بنتك تبعتيها لأهلك او لعيلة ابوها انا مش عايز سمعه علي بيتي…..