روايه ذوات الرحم الحلقه 8
توجهت ليلي الي الفراش و تدثرت سريعا بالغطاء حتي وجهها …
هز حمزة رأسه وكأن ذلك سيحميها من حبه ….
ولكنه قرر مجاراتها ودلف الي الفراش بجوارها …ظل يقترب منها حتي احاطها بذراعه و قربها اليه ..
شهقت لتردف…
-حمزة طيب ننام شويه…
-اه ما انا بنام اهوه….
-بص بص استني ياحمزه اهدي !!!
قالتها وهي تحاول وقف توغل قبلاته علي رقبتها ووجنتها دون خجل ….
-اهدي ايه بس …اهدي انتي بقي حرام عليكي انا بضيع هنا !!!
قالها وهو يقبلها حتي اخرسها تماما…
ويخطفها من كيانها ليعيشا معا في جنه المحبين مستشعرين لذه الروح والجسد الواحد ..
في الصباح …..
استيقظت ليلي مبكرا وهي تشعر بجسدها يؤلمها قليلا …خجلت وهي تعيد ما حدث بالامس والان ترا نفسها حبيسه لحمزة بين ذراعيه و قدماه …..
بعد مناورات طويله استطاعت الفرار والذهاب الي المرحاض…حماما ساخنا اراح عضلاتها واشعرها بتحسن ملحوظ…
بعد ان ارتدت ملابسها قررت تحضير الافطار له قبل ان توقظه ….
استيقظ حمزة علي رائحه السمن الذي يقدح ليعلم بمكان حبيبته علي الفور ..
مط جسده بكسل و تمعض لما ذهبت من بين احضانه كان يرغب في الاستيقاظ وملاقاه تلك العيون كل صباح و طول العمر….
لكنه قرر البقاء وانتظارها وانه لن يفتح عيونه حتي تأتي ، بالفعل بعد دقائق معدودة سمعها تدلف الي الغرفة وتضع شيء علي الطاولة …
واذا بها تجلس بجواره ، هنا فتح عينيه بابتسامه واحتضنها اليه بشده … فضحكت ليلي بمشاغبة و دلال لتردف…
-هتوقعني !!
-عيب عليكي اوقع مين ده انا حديد تحبي تشوفي !!
قالها بخبث فضحكت بخجل لتردف…
-طيب قوم يا حديد عشان نفطر ونشوف هنروح فين انهارده …
نظر لها بتعجب ليردف..
-هنروح فين ازاي يعني معلش ؟
-نتفسح مش احنا عرايس !!
-لا يا ماما نتفسح ايه انا مش هطلع من البيت ده لحد ال 3 ايام دول ما يخلصوا هو انتي فكرت هنعرف نعوضهم تاني ونكون لوحدنا !!
بس اوعدك هعمل المستحيل وان شاء الله هقدر الاقي شقه علي قدنا ومناسبه بس اجمع شويه فلوس وهننتقل من هنا ونكون اسرة خاصه بينا انا وانت يا جميل !!
ضحكت ليلي لتردف…
-اكيد ياحبيبي ربنا يخليك ليا و بعدين بقي بالنسبه للخروج احنا هنقعد نعمل ايه يعني ما ننزل !!!
اردف وهو يتجه الي مكان الطعام ويبدأ في الاكل…
-هنعمل ايه ؟! يا نهار اسود ده انا هعمل عمايل ، استني بس افطر وهوريكي !!
خجلت بشده لتردف…
-دماغك دي شمال والله !!
دوت ضحكاته في الغرفة لتبتسم هي رغما عنها بسعادة وحب لاتزال مبهورة من سرعته يبدو انها احبته طوال الوقت ولكن قلبها كان يعاند…..
مضي شهر علي زواجهم في هدوء تام وسعادة عارمه ….
صحيح لم يخل البيت من مشاحنات حمزة ووالده و احيانا سعيد مع فاتن ولكن التغير الملحوظ الطارئ في علاقتهم برز بشده ……
وليلي تدعوا الله ان تسعد والدتها وتهنئ بما تبقي من حياتها….
اما حمزة فقد قدم اوراقه في كل مؤسسه و شركه و مكان ……حتي جاء يوم السعد الذي قبلت فيه اوراقه في احدي الشركات بمرتب باهر…
رن هاتفه وهو يداعب خصلات شعرها بين احضانه …..ليزفر بحنق وهو يجيب…
-الو…
اعتدل في جلسته وهو يستمع الي الجهة الأخرى ليردف…
-ايوه انا يا فندم ….اه اه طبعا …بجد …..انا متشكر جدا ايوه ان شاء الله يوم الحد هبقي موجود من النجمه ….
ظلت ليلي طوال المكالمة في ترقب ليضحك حمزة بهستيرية ويحتضنها اليه بشده ….
ضحكت علي سخافته لتردف…
-ايه في ايه طمني ؟!
احاط وجهها بين كفيه وهو ينظر لها بحب و عشق من نوع خاص ليردف…
-في انك رزق من ربنا و احسن هديه في حياتي و هفضل لحد ما اموت اشكر واحمد ربنا عليها …
ضربته بخفه لتردف بحنق…
-بعد الشر حمزه لو سمحت متقولش كده تاني ربنا يجعل يومي قبل يومك….
ابتسم لها بحب ليردف….
-اتقبلت في الشركه…… وهبدأ الشغل من يوم الحد …
وضعت يدها علي فمها بصدمه فتلك الشركة معروفه بمرتباتها الطائلة !!
-بجد يا حمزة ….الف الف الف مبروك يا حبيبي….
قالتها وهي تبكي وتحتضنه بشده من الفرحة …اغمضت عيونها وهو ينام بها لتمد جسدها علي جسده وتضع رأسها علي صدره …..
وتتشبع من ذلك الشعور بالتفاؤل والاطمئنان وبان القادم هو الافضل لهم ……
بعد مرور سنه…
استيقظت قبل موعد عمله بنصف ساعه لتنظر له بابتسامه ناعسه ، وتقبل رأسه مطولا……
قامت بنشاط اغتسلت ، حضرت الفطور و حضرت الحمام والملابس له كعادتها…..
وزينت نفسها لتبدو له جميله…ففي خلال تلك السنه برزت تضاريس جسدها اكثر وزادت انوثتها المفرطة…..
دقائق ووجدت صوت الحمام يغلق
فأيقنت انه استيقظ لعمله….حانت منها التفاته الي منزلها الجديد الخاص بهم اكملو فيه عشر اشهر الان…
لاتزال تتذكر يوم انتقالهم وكأنه الامس لقد انتقلوا بغرفه واحده وهي غرفه النوم ليستطيع حمزة في شهور بسيطه استكمال اثاث الشقه ووعدها بتحسين اي شيء لا يلائمها في المستقبل ….
الا انها اخبرته بان كل قطعه جاءت بماله و حبه هي الافضل بالنسبه لها…..
ابتسمت لذاك الاحساس الخاص وبامتلاكها تلك الجنة الخاصة بها…..
بعد وقت ليس بطويل وجدته يخرج من الحمام ويتجه الي غرفتهم بنعاس واضح….
فدلفت اليه تقول بصوت ناعم…
-صباح الخير !!
اجابها بصوت اجش…
-صباح النور ياليلي !!!
كان يرتدي قميصه….اقتربت منه لتغلق له ازرار القميص بأبتسامه حانيه…..
بينما هو مازال تأثير النعاس بادي علي قسمات وجهه ،ارتدي ملابسه وبدأوا في تناول الفطور….
لاحظت شروده المتكرر وصمته الذي طال لتضع يدها علي يده قائله بحنو…
-مالك ياحمزه فيك ايه !!
نظر اليها مطولا يشعر بأنقباض من ان تتحول ملامحها الحانيه الي قاسيه يوما….
ليتنهد مطولا قائلا..
-مفيش ياليلي ضغط الشغل !!
حركت رأسها بحنو فهو يتعب في منصبه الجديد وقد تعين مساعد رئيس مجلس ادارة لشركه ذات اسم كبير ….
دقائق ووقف سريعا ليرحل بهدوء بث القلق في قلب ليلي…
لم يقبلها قبل ذهابه لعمله كالعاده ولم يحدثها ويمازحها كعادته فقط صامت….وهذا ما جعلها تقلق….
نظفت ليلي طاولة الطعام وقامت بترتيب المنزل وهي تهز خصرها بنعومه علي الانغام الشرقيه التي تحرك جسدها عليه…لطالما اخبرها انه يعشق جسدها الذائب علي الالحان الشرقيه….
اما حمزه فقد كان في مكتبه يحدق في الفراغ بهدوء…وهو يسترجع صوتها الذي يفيض لوعه ورغبه واضحه به…
بعد سنه من الاستقرار هاتفته تلك الاوكرانيه تخبره انها وفرت له كل ما يحتاجه في بلدها وعلي اتم استعداد بالزواج منه ……
لم يرفض ، نعم لم يرفض عرضها المغري وصمت لم يعطها جواب او يعطي لنفسه…..
رغم منصبه وحاله الميسور الان الا ان ذلك لا يمنع انها كانت احلامه يوما ما … حلم مراهقته وشبابه ان يسافر اي بلد اجنبيه ويبني ذاته بها….
والان جاءته ببساطه….
طرأت علي عقله ليلاه…تلك التي ذاقت العلقم وارتوت به منذ صغرها
وجه النعمة والفرح عليه…ايتركها ويسافر ببساطه…وضع سبابته علي صدغه مدلكا اياه بقوه وهو يخرج هاتفه ليحادث ليلاه….
بعد دقائق اجابت بصوتها المرح…
-اوعي تقول وحشتك!!
ابتسامه لاحت علي شفتاه ليقول بتأكيد..
-اوي !!
تذمرت لتقول بغيظ…
-انا بحب اسمعها مش ايوا او اوي !
ضحك ملئ فمه ليقول…
-وحشتيني ياليلي !!
ابتسمت برضا لتقول…
-كنت عايزه اروح لماما عشان اخد محمد يبات معانا يومين كدا…
خلل يده داخل خصلاته ليقول…
-لا خليكي انا هروح اجيبه بعد الشغل…..
اجابت نافيه…
-ياحبيبي انا هروح وبالمره اشوف ماما وتكون انتا رجعت البيت وارتحت علي مااجي….
بعد الكثير والكثير من الرجاء وافق علي طلبها…..
انقضي اليوم بتفاصيله الممله والشاقيه ليرجع حمزه الي منزله اخيرا فيجده ساكن تماما…دلف غرفته ليلقي نفسه علي الفراش بتعب واضح…..
دقائق وسمع صوت هاتفه يصدح في الصمت من حوله…ليرفع هاتفه الحديث الي وجهه ليجد رقم من خارج مصر الا وهي استيفاني….
اجاب بجديه مرحبا..باللغه الاجنبيه..
-مرحبا استيفاني….
تسمرت من كانت تقف خلف الباب وهي بهيئتها المبهرة…وتعلقت عيناها بالعلبة السوداء بيدها…
كانت تحضر له مفاجأة بمناسبة عيد زواجهم…وحاولت التزام الهدوء في تحضيراتها وهو في الداخل تتمني بقائه في قيلولة قصيره حتي تنتهي …
لكن وقفت كل حواسها وهي تسمع كلماته مع تلك الأجنبية…
يخونها! نعم يخونها…يقول حبيبتي ويخبرها اخبار يومه متناسيا…انه متزوج……
ألم …نعم الم غائر في قلبها ….
دموع ساخنه احرقت وجنتيها وتشعر بقدماها ترتعش حد اللين….
فتحت الباب ببطيء ليتسمر هو ويغلق الهاتف سريعا وهو يحدق في وجهها الباكي……
ترك الهاتف بتلكؤ وهو يقول بتوتر…
-ليلي انتي مروحتيش ل….
قاطعته ليلي بحركتها وهي تتجه الي خزانتها وتخرج روب طويل وتخرج من الغرفة متجاهله اياه تماما…
اصفر وجهه وهو يتمتم….
-سمعتني..
خرج من الغرفة ليجد السفرة في زاوية الردهة … مليئة بأصناف الطعام الشهي….
غير الورود المنتشرة بكل مكان وتلك الرائحة المميزة تضرب انفه…رائحة عطرها…
تجول بعينيه في المنزل ليجدها اخيرا في المطبخ تعد شيء ما او تعبث في الاغراض وهي تبكي صامته….
اتجه اليها وامسك يدها قائلا…
-ليلي الموضوع مش زي ما..
نفضت يدها من يده لتدخل غرفة محمد الخاصة به عندما يأتي…
واغلقت عليها باكيه بقوه…وهي تحديدا لا تعرف ماذا تفعل….فقد فعلت مافي وسعها لارضاءه حتي دراستها اهملتها سنه حتي يتم استقرارهم ولا تهمل فيه لحظه !!!!