روايات رومانسية

روايه ملازي الحلقه 8

 

لم تتحمل جميله الخوف والقلق لتخرج من مخبأه وهي تستمع الي صيحات محمد امامها والحارس المحذر من خلفها ….
ركضت بسرعه نحو البوابة لتفاجأ بماجد غارق في دماءه بين ذراعي محمد شهقت بهلع وهي تضع كلتا يداها علي فمها ليتخطاها محمد بغضب و كأنه رأي شيطان امامه ليسرع نحو السيارة وهو يمطر الحارس بوابل من الشتائم ويردف بغضب لها …
-اركبي العربية مفيش وقت ، الراجل هيموت في ايدي !!


تحركت كالمغيبة تركب بجوار السائق وتنظر الي الخلف ببكاء لا يتوقف وهي تري محمد يحاول مساعدته باي طريقه ويخلع قميصه يضغط به علي الحرج وهي تنظر حولها تحاول مساعدته !!
بينما رفض محمد مقابله عيونها ويشعر بغضب عارم لابتعاده عن مهمته وترك نفسه مسيرا خلفها بدون اي تركيز ليكون هو السبب الاول في كل ما يصيب والده !!!!
-باااباا انت سامعني… حاول متستسلمش للنوم وافتح عنيك ارجوك يا بابا !!
التفت الي السائق وهي تري عيونه مشتعله بغضب وجنون ليردف…
-اجري بسرعه !!!!!
بعد دقائق وصلوا الي اول مشفي بالقرب منهم ليهرع محمد حاملا اياه الي الداخل ……
تم استدعاء الاطباء و اتجه الجميع الي غرفه العمليات …..
وقف محمد كالتمثال خارج الغرفة لا يتحرك منه الا ارتفاع صدره وانخفاضه ……
كان الغضب وتأنيب الضمير ينهش داخله وخوفه علي ماجد يكاد يفقده عقله !!
توجهت تواسيه بخوف فقد استمر بإرعابها بنظراته كلما اقتربت منه …
رفعت يدها تلامس قبضته بجواره ليجذبها بحده وكأنها تكويه بنار و ينتقل بعيون مشوشه غائمة نحوها ….
ارتعبت قليلا من رد فعله لتردف بخفوت …
-انت كويس يا محمد ؟!
هز رأسه بالنفي وهي تري عيونه تتجمد بمشاعر اقوي من ضربات السكين داخل صدرها !!
-ابعدي عني !
………………

في بني سويف ……

كان فهد كالبركان فهد مضي ثلاث ليال معها ويشعر انه علي وشك قتلها هي وعائلته التي تدخله في دوامه من الاحاديث والتفاهات ….
اقترب منها وهي ترتب غرفه الطعام لتلمحه وتبتعد الي غرفه اخري هاربه بعيدا مالمعتاد منذ ما حدث بينهم ؛ شعر بحراره وهو يتذكر قبلاته علي بشرتها الناعمة !!
ابعد تلك الافكار سريعا عنه وهو يتبعها ليردف بحنق…
-حياة !!
وقفت بلا مبالاة لتردف…
-نعم تؤمرني بحاجه !
حك انفه بغيظ قائلا…
-عايز اشرب !!…
لمعت عيناها بغضب طفيف وتوجهت دون اي كلمه الي المطبخ لإحضار الماء …
فرك رأسه بغيظ علي غباءه ليري عمر اخيه ينظر له بحاجب مرفوع !
-مالك يا فهد انت عيان ولا ايه !
-احم لا اصل كنت عطشان …
ارتفع كلا حاجبيه وابتسم ليردف…
-انت كده المفروض بتصالحها يعني ، لا واعر يا خويا !!…
نظر له فهد بغضب…
-واد انت اتلم انا اخوك الكبير وبعدين اصالح مين وليه يعني انا مش غلطان معاها في حاجه !!
وقف عمر وهو يلملم اوراق دراسته ليردف بلامبالاة والتي كانت سببا بان تتغير لهجه الشباب عن والداهما بلهجتهم الصعيدي الصرف فأصولهم تأتي من قلب الصعيد ..
-صحيح انا مالي …اللي بيشيل اربه مخرومه بتخر علي دماغه …
كاد فهد يصفعه علي رأسها عندما دلفت حياه واعطته الماء بغيظ لتقول وهي تجز اسنانها…
-بالشفا…
ابتسم بسخريه ليردف..
-قصدك بالسم الهاري ..ما تفردي وشك ده !!
رسمت ابتسامه مصطنعة علي وجهه لتقول…
-تؤمر بحاجه تانية ؟!….
ضحك عمر بخفه فرمقه فهد بنظره اخرسته …ابتعد فهد وهو يخبرها…
-خلصي اللي وراكي واطلعي انا عايزك !!
خجلت قليلا من ان تقع الكلمات بالفهم الخاطئ علي عقل عمر الذي يلاحقها في كل مكان ويحثها علي استماله اخيه وكأنها قصرت في شيء من قبل … هذا الدار نسي ان خيار البعد كان منه هو وحده ولم تكن هي طرف فيه !!
-حاضر….
ابتعد فهد فتوجه عمر لها سريعا يجذب قطعه القماش المتسخة من يدها وهو يدفعها بالقوة خلف اخيه ويخبرها بعينيه ان لا تنسي وصاياه العشر ……
تمتمت بغيظ…
-انت مزقوق عليا يا ابن الحلال ما تبعد عني !!
التفت اليهم فهد فابتسم له عمر وهو يحرك القماشة في الهواء وكأنه يبعد حشره فرمقهم نظره شك واستكمل طريقه….
زفرت وتركت عمر تلعنه في سرها لتذهب في اعقاب زوجها….
دلفت خلفه وهو يمسك الباب لها ….
الان يظهر جانبه المهتم !!…
اعصابها تحترق مع مرور كل دقيقه ومصيرها يتقرر امامها بصمته حول مصيرهم معا …..
فاستنتجت انه قرر المتابعة في حياته والسفر وتركها ولكنها قررت التدخل في قراره هذه المرة ومطالبه الطلاق !!
شعرت بحزن يكسوها قمراره لمحه هو حين مرت امامه في عيونها الحزينة ليمسك ذراعها وهو يغلق الباب قائلا…
-في ايه ؟!
حاولت ابعاد يده فشعر بغضبه يتكاثر ما سر رغبتها الدائمة في الابتعاد عنه ، منذ ان اقترب منها ذلك اليوم وهو تضع وساده كبيره بينهم وكأنها تحتمي بها ….
اولا ترتدي ثياب تقتله قتلا ثم تتجاهله وتدعه يموت شوقا !!
-سيبني !
جذبها اليه وهو يقول بعناد …
-ليه ؟
-من غير ليه ،، مش بحب حد يلمسني !!
-ولما عمر بيهزر معاكي وبيلمسك مش بتفتكري انك مش بتحبي حد يلمسك !!
حاولت جذب يدها بغضب لتردف…
-عمر حاجه وانت حاجه !!…
هزها وهو يمسك كلتا ذراعيها يقربها الي صدره وهو يشعر بأعصابه تنفلت وتهدد بالثوران قائلا..
-انا الوحيد اللي ليا حق المسك عمر ولا حاجه ، انا كل حاجه !! …
لم تقاومه تلك المرة وثبتت نظراتها بعيونه الهائجة وكأنها تتحداه بتلك العيون وتسخر منه …كادت تخبره بان يذهب الي الجحيم وانه بالذات لا حق له بلمسها ولكنه باغتها حين ترك ذراعيها ليحاوط وجهها بكفيه ويضع شفاه علي شفاهها….
اتسعت عيناها وتسمر جسدها …
يقبلها !!
دبدب قلبها بسرعه وشعرت باللون الاحمر ينتشر علي وجهها وهي تحاول الافلات منه ولكنه اصر علي اكمال تجربتهم تلك علي اتم وجه …
ابتعد عنها ونظر لها نظره حب تتوق اليه منه ، ليقربها بجسده الي الحائط ويثبت وجهها بين راحتيه و يعاود تقبيلها وهذه المرة اغمضت عينيها تماما كما فعل هو !!!…
تركت لنفسها عنان الاستمتاع بقبلته ..فقط تلك المرة قبل الافتراق….
غاب فهد عن كل العالم وتاه في لذه شفتيها الناعمة قليله الخبرة وهو يشعر باصابعها تتمسك بذراعيه وكأنه الحياة…
كاد قلبه ينفجر وهو يتذوق براءتها قلبا وقالبا …
تركها بعد دقائق محاولا التقاط انفاسه وهو يتابعها بعيون مخدره …
وهي تائهة بين ذراعيه بعيونها المغلقة و انفاسها اللاهثة …
ضيق عينيه وهو يعض علي شفتيه مازالت تلك البريئة مهما مضت السنوات او زادتها الحياة أنوثه …
فتحت حياه عينيها بعد لحظات لترمش عده مرات قبل ان تضع يدها علي صدره تدفعه بهدوء وضعف ابتعد عنها خطوه ليعود ويضغط عليها وعلي يدها بصدره مره اخري …
هزت رأسها بالنفي وتوبيخ واعادت فرد ذراعها ببطء في صدره ….
ابتسم لها ابتسامته الجذابة الرجولية التي تخطف قلبها لتقع في حبه للمرة الالف هذا اليوم وهو يعاود الالتصاق بها بلا شبع….
رفعت يدها وهي تتنفس بصعوبة وهبطت بها علي وجنته بضعف شديد….
زادت ابتسامته لتخرج منه ضحكه خفيفة ليقول…
-لو ده المفروض يبقي قلم … تبقي فضيحه لو حد عرف انك مراتي !!
اصابت كلماته الجرح لتدفعه بغضب وقد قضبت حاجبيها بعد ان طرد غباءه اكثر لحظاتها رومانسية لتقول…
-متخافش محدش هيعرف !!…
وبذلك اندفعت خارجه من الغرفة
وضع يده علي رأسه وهو يزفر بغيظ …
كيف يتفاهم معها وكل كلمه ينطقها تتضايق منها وتغضبها لما لا تحاول مثلما يحاول هو !!
لايهم فقد اتخذ القرار وسيخبر به الجميع سواء شاءت ام ابت !!!!
………….

نعود الي المشفي بالقاهرة ……

-ابعدي عني !!!
حاربت دموعها التي نزلت اكثر ولكنها اردفت بشجاعة …
-لا مش هسيبك و ابعد يا محمد !!!
التقت عيناه المشتعلة بعيونها الحزينة وقلبها يدق بهلع مثله تماما وهم يروا مصائبهم تتكرر مجددا ……

################

فلاش باااااك…..

جلست نبيله مديره الدار تزم شفتيها تستعد لخطابها مع محمد المشاغب ذو الرابعة عشر من العمر بعد ان اعلنت الاسرة الرابعة رفضها لتبني جميله والمطالبة باقتراح اخر خوفا من هذا الصبي المجنون الذي يقف مهددا لهم بتهديدات تتخطي سنه !!..
-بص يا حبيبي انا عارفه انك متعلق ب جميله وانها زي اختك بس انت كبير وعارف الدنيا فيها الحلو والوحش ….
وقفت من مقعدها تتكأ علي المكتب امامه وهو ينظر لها بصمت لتعقد ذراعيها مستكمله ….
-مش معني اننا كلنا بنحب بعض يبقي جميل وحلو لا في حياه افضل للطفل لما تيجي اسره بديله وتتبناه انت كده بتدي الطفل كل حاجه بيتمناها وليه هو لوحده …
جميله معرفتش اب او ام طول حياتها لكن انت مجرب يرضيك تتحرم من ده كله !!!
ابتلع محمد ريقه بتوتر ليردف…
-حضرتك يا ابله نبيله بتقوليلي الكلام ده ليه ؟!..
خلعت نظارتها وهي تجثو امامه وتربت علي ركبتيه….
-انا عارفه انك بتطفش اي اسره بتقرب من جميله ومش عايزاك تكدب لأني اتأكدت بنفسي من الاسر دي بعد ما كل مره يرفضوا الاقتراح بتاعي و يشفوها ويشفوك !!
لم يحاول الكذب وظل ناصتا لها لتستكمل …
-بص يا محمد انت راجل دلوقتي ومبقتش صغير لو فاكر انك هتحميها ف انت كلها سنتين تلاته بالكتير وهتخرج من المؤسسة وتنتقل مكان تاني او هتنفصل بحياتك بعيد عننا ؛؛ هيرضيك ان يجي حد تاني زي مسعود وساعتها ممكن حظها ميكونش حلو و محدش هيلحقها منه !!
انقبض قلبه الصغير وهو يتخيل ما حدث الاسبوع السابق عندما اكتشفوا تحرش امين المخازن مسعود بمعظم بنات الدار ويتذكر جنونه وهو يحث جميله علي الاعتراف بانه قد اقترب منها عاقد النية علي قتله ان لمسها لكنه تأكد انه نجت من قذاراته …..
ليهز رأسه ويردف…..
-هو حضرتك عايزة ايه ؟!
نظرت الي اسفل قبل ان تقطب حاجبيها بإصرار وتردف..
-في اسره هوريهم جميله ومحتاجه انك تسيبها تعيش وترتاح قولت ايه ؟!…
شعر بدموعه تتسابق للنزول وبوجهه ينكمش في مقاومه قبل ان يهز رأسه بالموافقة …
سقط قناع الصرامة عن وجه نبيله التي تمزق قلبها وهي تتابع اول دمعه تهرب منه فالأخرى ….. لطالما عدت كل فرد في مؤسستها ابن او ابنه لها لتنحني اليه تحتضنه اليها وتتركه يبكي وتشاركه هي بدموع خفيه ….
الإنسانية والمحبة مفاهيم تناساها البشر …ان تذكروا منها ولو قليل لاختلف العالم الان …..الحب لا عمر له خاصا البريء ….رأت امثال محمد وجميله كثيرا منهم الجيد ومنهم السيء ومنها ما انتهي بزواجهم عن طريق المؤسسة …
لو تذكر كل فرد في المجتمع اننا سواسيه و ان الطفل لا ذنب له باخطاء والديه و عاش كلا منا كانسان عادي لا محلل لأخطاء الغير و حاكم عليهم ….
لوصلنا الي درجه من الرقي و الراحة نقرأها في النماذج المثالية فقط……
تنهدت وهي تمرر اصابعها علي رأسه وتجفف دموعه لتردف…
-انت احسن ولد شفته هنا ومر عليا يا محمد …انت نقي جدا من جواك بدليل محافظتك علي بنوته متقربش ليك اي حاجه …ولازم يكون عندك ثقه ان ربنا هيبعتلك الاحسن والصح ….
هز رأسه بحزن دون ان يستمع الي نصف حديثها وهو يحاول التغلب علي أنانيته وتركها تنعم بحياة هادئة عاشها هو قبلها وتبقي ارفع امانيه العودة اليها …
……………

مر يومين قبل ان تأتي اليه جميله باكية وتطالبه بأبعاد تلك الأسرة عنها كعادتهم وهي تشعر بالخوف يسيطر علي قلبها الصغير …..
ليردف بانزعاج ينافي الالم داخله….
-بس يا جميله يا اما هقول لابله امل عليكي انتي مش طفله ولازم تسمعي الكلام !!…
اردفت وهي تبكي وتتعلق بلعبتها…
-يعني انا مش هبقي صديقك الصدوق خلاص !!
وضع صخره علي قلبه وهو يقول بحزم …
-مفيش حاجه اسمها صديقي الصدوق انا كنت بهزر معاكي وبعدين انا خلاص همشي من البيت هنا وهروح بيت تاني عشان انا كبرت وانتي كمان كبرتي ولازم تروحي مع الناس الكويسة دي ولا انتي هتفضلي طول عمرك مش بتفهمي وبعقل حمامه !!
بكت بغيظ وعناد لتردف..
-خلاص برحتك انا همشي اهوه !! ….
تركته وركضت باكيه لتقف عند منتصف الطريق بعيون حمراء وتعود اليه مره اخري تحتضنه ببكاء وكأنها تواسي قلبها الصغير علي فراقه لتردف..
-طيب انا اسفه بس ممكن افضل صديقك الصدوق !!..
سقطت منه دموعه ليقبل جبينها برقه وبراءه ويردف…
-لو روحتي هتفضلي صديقي الصدوق ولما تكبري هدور عليكي وهنبقي مع بعض علي طول اتفقنا !!
ابتسمت وهي تبكي وتجفف دموعها لتردف ..
-لا اوعدني انك مش هتتأخر !!
رفعت اصبعها الصغير ترغب بان يشبك اصبعه الصغير به وكأنه بذلك يوعدها بمعاهده اقوي من الدم ابتسم بحزن وهو يشبك اصبعه بأصبعها ليردف بصوت به بحه متقطعة حزينه…..
-اوعدك مش هتأخر يا رجل الحمامة !
لكزته ليضحك الاثنان معا بألم محفور بقلبين صغيران علمتهم الحياة اكثر مما ينبغي ….
ابتعدت جميله بعدها لتبدأ حياة جديدة…حياة سعيدة خاصة بها كما اخبرها …. ولكنها حياة بدونه !!!

انتهي الفلاش باك…..

##########

عضت علي لسانها عندما علت شهقاتها وجهها ينكمش في بكائها امام عينيه ليزداد غضبه علي قلبه الضعيف امامها وكرهه لبكاءها ليصرخ بها…
-كفااايه بقي ارحميني ….انتي عايزة مني ايه …حرام عليكي !!!



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه الخديعه الحلقه 8

 


من يوم شرود “عبد الرحمن” وتخيله ما لايرضي الله ، كان يبيت بخارج المنزل طوال اليومين السابقين ، لتفق “حلم” من نومها وتبحث عنه لتستغرب هو في العادة يبيت في الليل بالخارج وماداما سطع ضوء النهار ، يدخل للمنزل مسرعا ، لتخرج للخارج تراه مستلقيا ، مكانه لتقترب منه بقلق وهى تتلفت يمينا ويسارا .

– “عبد الرحمن ” أنت نايم لسه ، قوم النهار طلع .

لكن لا إجابة ، لتخشي وتقترب منه وتبدا بهزه بلطف رويدا رويدا ، لكن لا إجابة لتهزه بقوة اكثر وتتحسس جبهته لتستشعر حرارته المرتفعة لتشهق برعب ، وتحاول حمله لتدخل به للداخل ، ثم تغلق الباب جيدا وتتدخل به الي غرفتها فهى الغرفة القريبة وبابها مفتوح ، ليصل في نفس الوقت “عمر” ويري “حلم” وهى تحاول أن تتحرك و”عبد الرحمن” ملتصقا بها ، ليهتف بإسمها بصدمة ، لتنظر له بإرتباك

– ” عمر” الحقنى “عبد الرحمن” سخن جدا ، كان نايم في قدام الباب .

ليهرول تجاه اخيه ويبعده عن حبيبته ويستلقي علي السرير ، ويتحسس جبهته ، ليري بالفعل أن حرارته مرتفعه للغاية .

لينظر لها بقلق
– وبعدين بقي دا وقته ، “حلم” خليكى هنا هوصل اقرب صيدلية اجيب ليه اي أدوية وارجع علي طول .

لتؤما له بعد خروج “عمر” تهرول للداخل وتضع مياه في طبق كبير وتبدأ بعمل كمدات له ، بعد برهه يعود “عمر” ويعطيه الدواء ويكمل هو الكمدات له وبعد مده يفق هو وينظر حوله ليري أخيه ليتفاجا من وجوده .

– أخيرا فقت يا استاذ ، كنت نايم في الشارع ليه .

لتتدخل “حلم”
– والله قولت ليه كذا مرة بس هو رافض تماما .

ليعتدل في جلسته يإعياء

– أنا كويس أنت هنا ليه ؟ وازاى تيجى مش ممكن متراقب .

– لا متخافش ، ما هو لم شفتك كدا نسيت اقولكم ، براءه “حلم” ظهرت .

لتنظر له بعدم تصديق

– أنت بتقول ايه ؟ بجد !

– اه يا قلبي بجد ، خلاص مفيش هروب ولا قلق .

ليتدخل “عبد الرحمن”

– لا براحه كدا علشان نفهم ، ايه اللي حصل بالظبط ؟

ليقص “عمر” عليهم ما حدث ، لتسعد ” حلم” أنها وأخيرا حره .

– شكرا بجد شكرا .

ليرفع “عمر” كتفيه
” علي إيه ، أنا معملتش حاجة الراجل اللي اعترف علي نفسه .
يزفر ” عبد الرحمن ” بإرتياح

– وأخيرا ، يلا نلحق نسافر علشان كمان نطمن علي عمى ” عامر”

لتهتف بقلق
– بابي ماله يا ” عمر” حصله إيه ؟



لينظر لأخيه بغضب
– ولا حاجة يا قلبي ، هو بس مرهق شوية بسبب قلقه عليكى ، هنروح النيابه نخلص كل حاجة ، ونطلع عليه .

لتنظر له بعدم تصديق

– نروح ليه فين؟

ليتحمم “عمر” بإضطراب
– في المستشفي .
لتجحظ اعينه بدموع ، ليقاطعها ويهدء من روعها بإحتضانه لها .

– اهدى هو كويس مجرد ارهاق ، ولم عرف اللي حصل مستنيكى ، متخافيش .

لتحتضنه بقوة ، بينما ينظر ” عبد الرحمن” ارضا ويزفر بضيق .

– يلا نلحق نتحرك .

لينطلقوا بالفعل الي النيابه أولا لتنتهى اجراءات الأفراج عنها ، وتذهب مسرعة الي المشفي ، لتقابل ” عليا” أولا التى هرولت تجاها بسرعة.

– حمد لله على السلامه ، وحشتينى يا “حلم”

لتبادلها ” حلم” الحضن التى افتقدته من مدة
_ وأنت كمان ، وحشتينى جدا ، بابي فين ؟

لتشير لها علي غرفته ، لتفتح الباب بسرعة وتدخل الي الداخل وتراه مستلقيا علي ظهره ، موصول بالمحاليل الطبية ، والأجهزة لتنظر بصدمة ، ليضع ” عمر” يده علي كتفها .

– هيبقي كويس ، هو بس محتاج “حلم” زى ما كلنا كنا محتاجينك .

لتقترب منه بهدوء وتمسك يده برفق ، وتقبلها
-بابي ! أنا رجعت ، وأنت وحشتنى جدا .
ليفتح اعينه بثقل ، ويهتف بإعياء

– “حلم” وحشتينى ، حمد الله على سلامتك .

– الله يسلمك ، أنت ايه تعبك ؟

لتدخل رئيفه الغرفة ، وتقف خلفها

– “حلم” الحمد لله يا رب ، حمد لله على السلامه يا بنتى .

– داداه بابي ماله ؟ حصله إيه ؟

– اهدى يا بنتى هو هيبقي بخير ، وطالما أنت موجودة كل حاجة اتحلت .

لتقطب جبينها
– ايه الألغاز دى مش فاهمه حاجة .

ليدخل الطبيب ويخبرها حالة والدها لتوقع علي موافقتها علي العملية ، وبالفعل يدخل العملية .

كان علي السرير المتحرك ، يذهب لغرفة العمليات .

– “حلم” قربي ، لتقترب منه ثم يشير لعمر
أنت كمان يا “عمر ” قرب .

ليقترب ويمسك يده ، ويحاول “عامر” أن يهدء من روعه ” حلم”
– أنا كويس وهخرج من هنا متخافيش .
لتؤما له وهى تبكى بغزاره
– عارفه إنك هتخرج ، أنا مستنايك .

لينظر لعمر
– اسمعنى كويس الفترة اللي غابت فيها بنتى عرفت قد ايه أنت بتحبها ، وأنك بتحاول تثبت برائتها ومسكت الشركة ، ولم سألت “عليا” قالت انكم بتحبوا بعض ، اعتبرها وصية يا “عمر” خلى بالك من ” حلم” عوضها وخليها تعيش اسعد ايام ، اعملها فرح كبير سامع .

ليؤما له بالموافقة بينما تنهار ” حلم” لتضمها رئيفة

– أنا مطمن عليكى طالما اخواتك ورئيفه جنبك والاهم “عمر” جنبك اوعدنى يا ” عمر”

ليعده أنه لن يتخلى عنها مطلقا ، وبالفعل يمضي ساعات بالعمليات لتنجح العملية الجراحيه ، وينتظرون أن يفق في وقت الانتظار تصل “نهال” ووالدها ليطمئنوا علي حالة “عامر”

……………………؟………
بعد شهر ……..
كانت حالة “عامر” استقرت تماما بينما مستوى الشركة كان مستقر بفضل “عمر”

كانت “حلم” تنتظر “عمر” لترى “عبد الرحمن ” عائدا من العمل .

– حمد لله على السلامه ، اخبارك ؟

لينظر للأرض
_ تمام ، أنت اخبارك ايه بطلتى تنزلى الشركة .

– كنت مشغولة مع بابي ، ونسيت اشكرك خالص علي الوقت اللي قضيته معايا في البلد والاهم ثقتك فيا .

لينظر لها بهدوء

_ لازم تعرفي أن أنا فى ضهرك ، زى اخوكى ، لا مش زى ، أنا اخوكى يا حلم .

لتؤما له بسعادة كبيرة
– شكرا ، عارفه إنك اخويا .
لتقترب منه وتقبله ، لترى سيارة ” عمر ” تقترب لتهرول عليها ، لينظر بحزن بالغ عليها لتقترب ” عليا”

– دا الصح ، يا “عبد الرحمن”

ليتنفس بعمق
_ عندك حق ، سعادة اخويا وسعادتها أهم .

– حبيبي وحشتنى .
– وأنت كمان يا قلبي ، وعندى ليك مفاجاه تجنن .

لتقطب جبينها
– مفاجاه ايه ؟
– بليل هاجى اتقدم ليك رسمى .
– تتقدم إيه ، بابي قال انه موافق لازمته ايه .
– حبيبي لازم تعيش فرحة كل لحظة من اول ما اتقدم لغاية الفرح .
لتقفز في الهواء ، وتختضنه بقوة
– بحبك يا عمر .
– مش قدى ، بحلم باليوم اللي هنتجوز فيه ، علي فكرة دفعت مقدم الشقه ، اللي هنتجوز فيها .

لتنظر له بحالميه
– اخيرا كل حاجة هتظبط ، تعالى نقعد .
لتجلس علي مقعد ويجلس بجانبها يخططون لمستقبلهم .

في المساء …………………

كانوا يجلسون جميعا وبعد كلام جانبي كثير ، هتف “عبد الرحمن ” بهدوء
– طبعا حضرتك يا عمى مربينا ، وعارف “عمر” كويس ، واحنا لينا الشرف أن “حلم” تكون من عايلتنا الصغيرة ، والحمد لله ، اخويا أجر شقه كبيرة ومع الوقت .
ليقاطعه ” عامر”
– لا استنى ، شقة إيه ؟
لينظروا لبعضهم البعض بقلق ، خوفا أن يكون ما هتف به أمام العمليات كان نتاج قلق من العملية ليس إلا .

– خير يا عمى ، هو أنا قولت حاجة غلط .

– طبعا غلط ، شقة إيه يا ” عبد الرحمن ” أنت متخيل أن ممكن اسمح أن بنتى تعيش بعيد عنى .

لينظروا لبعضهم البعض بإضطراب .

– حضرتك الموقف دا كان هيكون لأي حد في مكانى ، ولا علشان بس انا “عمرالأباصيري “

لتنظر له “حلم” بحزن
– اكيد لا طبعا يا “عمر” بابي بس بيحبنى زيادة .

عامر بهدوء
– بص يا “عمر” كلامى اللي قولته وقت العملية هو هو ، متغيرش بس ، دى بنتى اكتر حاجة مهمة في حياتى وأنا مطلبتش أى حاجة ، كل اللي طلبه أن بنتى تفضل جنبي .

ليقف “عمر “
– أنا اسف يا عامر بيه ، عن اذنك .”
لتقف ” حلم” بإعتراض ، بينما يهتف “عامر” بحزن
– بيه ، من امتى يا “عمر” طول عمرك ابنى ، وموافقتى علي جوازكم دا أمر مفروغ منه ، بس دى بنتى لم تخلفوا هتحس بيا كويس ، وتقدر موقفى ، وبعدين ماهى الفيلا في الأول والاخر بتاعت “حلم” وولادها .

ليعترض “عمر”
– اهو حضرتك قولت “حلم”
_وقولت كمان ولادها ، اللي هيبقوا ولادك .

ليتدخل ” عبد الرحمن ” بعدما رأي حزن “حلم”

– طيب أنا عندى حل يرضي الطرفين .

لتنظر له حلم برجاء
– ايه هو ؟

– ننتقل احنا للشقه اللي ” عمر” جابها ، وأنا اتكفل بإيجارها ، و”عمر” يدفع إيجار المكان هنا ، ويشارك كمان في مصاريف .

لتهتف ” حلم” بسعادة
” Yes,اظن كدا حل احسن حلو ، هو صحيح هفتقد “عليا” بس علشان جوازنا اضحى .

لينظر لها عبد الرحمن بحزن لكن يكفى سعادتها هذه .
– قولت ايه وعلي اقتراح اخوك ؟

لا يجوز رد كلام اخيه الكبير ، ولا هدم هذه السعادة ، لكن لا يوافق علي هذا الأمر ، فقرر يوافق حاليا علي أمل مع الأيام يستطيع أن يشترى مكان اخر ويكون لهم خصوصية .

…………………..
لتنتهى ايام نقل عائلة “عمر” بسرعة مع تجهيز “حلم” للزفاف ، وكانت في غاية السعادة ، وكانت مدللة تماما مهما طلبت يلبي طلباتها ، ليأتى اسعد يوم في حياتها ، يوم الزفاف ، لتستقيظ مبكرا وتبدا في تجهيز نفسها برفقة “عليا” و “رئيفه “

بينما “عمر” يستعد بجانب أخيه وكان” عبد الرحمن يرسم ابتسامه مصطنعة على وجهه ، بينما “عمر” يذكر نفسه بحديث والدته أن لايوجد شئ في قلب اخيه تجاه حبيبته .

بعد ما الليل اسدل ستائره ، كانت الحديقة مزينه بشكل جذاب ، وكانت ” حلم” جميلة جمال مبهر .

ليقف “عمر” في انتظارها ، وينظر لها وهى تقترب له برفقه ابيها ، كان مع كل خطوة تخطوها كان يدق قلبه بسعادة , إلي أن اقتربت منه ، ليمد يده اولا يسلم علي والدها ويستمع الي وصيته ، ثم يمد يده لها ويقبل راسها بهدوء ، ويبدأ الحفل كان عشقهم واضح وضوح الشمس للأعمي قبل البصير .

بينما كان ” عبد الرحمن” يقف بعيدا عنهم يراقب سعادتهم بحزن ، لكن هذه هى الحقيقة المره .

بينما كانت “حلم” تتراقص علي نغمات الموسيقي بجانب “عمر” وكانت في غاية السعادة لتشعر بأحد يربط علي كتفها ، لتنظر له لترى شاب اشقر بأعين شبيها لقطط يهتف بهدوء
– مبروك .
لتهز رأسها بإبتسامه ، ليتحرك من امامها ،لتنظر ل “عمر” .

-أنت تعرفه ؟

لينفي معرفته به ، لتستغرب ثم تهتف بحماس .

– مش مهم ، المهم مبسوط .

– مبسوط دى كلمه قليلة ، اخيرا هنبقي سوا ، اخيرا نفذت وعدى وبقيتى “حلم الأباصيري “

لتحضنه براحه
– واخيرا هحضنك من غير ما ماما ” رئيفه ” تقولى ها قولنا إيه .
ليقهقوا الاثنين ، لتستمع لصوت والدها ينادى عليها بحماس شديد .

– حلم ، شفتى من جه يحضر فرحك .
لتنظر له بعدم فهم، ليقدم لها الشاب الاشقر ورجل اخر شبيه من والدها لكن لم تشعر بالراحه تجاه مطلقا .

– إيه مش عارفه مين ؟

كان سؤاله هو من اخرجها من دوامه شرودها
– عمك ، عمك “غافر” ودا بقي ” باسم “
لتشعر بقبضه في قلبها ، لا تعرف سببها ليتقدم “باسم”بسعادة طاغية .

– مبروك ، بجد فرحت جدا لم عرفت أن فرحكم الليلة ، ” عمر” خلى بالك منها ، اه دلوقت أنا بقيت اخوها وأنت حبيها .

لينظر له “عمر” بهدوء
_ الله يبارك فيك .
بينما يتقدم ” غافر” بحتضن بنت اخيه لتشعر بغربه وخوف ، لتبتعد عنه وتتمسك بيد ” عمر” جيدا لعلها تجد الأمان الذي شعرت للتو أنه فر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى