روايات رومانسية

روايه ملازي الحلقه 12

 


اغلقت غرفتها وهي تزيل حجابها وتتجه الي هاتفها مقرره مهاتفة وليد والاء مطالبه بالحب والانتماء فقد كان وليد خير سند لها في الحياة خاصا بعد وفاه والديها بالتبني رحمهما الله قبل سنتين ….
ابتسمت وهي تتذكر بداية ارتباطهم معا …
##################

فلاش باااك…..
وجدت جميله نفسها تنظر من نافذه الحافلة التي استقلتها من الموقف مع ابويها الجديدان وقد واستها ابتسامه المرأة الحانية فوجدت نفسها تمسك ييدها اكثر …


نظرت حولها بفضول لتفاجأ بطفل اخر مألوف يركب بجواره بعائله اخري هو وليد اخاها في البيت والذي يكبرها بسنه واحده …
كانت تتابع ملامحه المتغيرة والغير مستقرة والتي تعكس نفس ملامحها ….
وجدت امرأه اخري تقبل رأس وليد وتضمه الي صدرها وتمسك بيده وكأنه الحياه تماما كما تفعل المرأة بجوارها الان …
بدأت الحافلة تتحرك ورأت بيتهم وكل ما تعرفه في الحياة وهو يبتعد من امام عينيها ….
شعرت بنوبه ذعر و خوف وبدأت تبكي بخفوت…..
توجهت نظراتها المذعورة الي وليد الشخص الوحيد ذو الألفة لها فوجدت ملامحه ثابته ونظراته معلقه بها لا تبتعد ….
حرك رأسه وكأنه يطمئنها ويري حالته فيها ولكن الفرق بينهم انه آبي اظهارها ، كان علي وشك البكاء ولكن ذره الاخوة بداخله ابت اظهار ضعفه و كما تقول ابله نبيله دائما ..
… علينا مراعاتكم و عليكم كصبيه كبار مراعاه اخواتكم الاناث ووضعهم في اعينكم …
صحيح كلمات لا يفهمها معظم الصغار ولكنهم ليسوا اي صغارا فقد شاهدوا من الحياه ما يكفي لتوعيتهم بما حولهم ….
ويبقي واجبه الواضح من الضباب الذي يحيط حياته الصغيرة هو الوقوف بجانب شقيقته في محنتها….
ومن خلال استماعه الي الحديث الذي يدور بين الرجلين ايقن ان االعائلة التي تبنته في نفس البناية مع العائلة التي تبنتها ….
يبدو ان القدر قد رفق بهم ووضعهم ملاذا لبعضهم البعض في هذه الحياه الجديدة ….

عاشت جميله مع عائلتها الجديدة وشعرت بالمحبة والانتماء معهم ولكن وجود وليد في حياتها كان له معني اخر لها يذكرها بأنها جزء من ماض فرض نفسه عليها ولا ترغب هي بنسيانه مهما طال العمر !!
وليد صديقها واخيها طوال تلك السنوات حتي بعد وفاه والديها ،كان اكبر سند وافضل اخ …
لن تنسي انه رفض السفر مع عائلته التي اعتادت علي قضاء صيفها في الإسماعلية وبقي هو زوجته بجوارها ….

انتهي الفلاش باااااك……

#######
احيانا يظهر رابط يكون اقوي من الدم هو رابط الإنسانية ؛ وقد حرمها الله من شيء ليمنحها ويكافئها بالأفضل ….
صحيح كانت ومازالت تخشي ان تخبر من حولها بأنها من دار للايتام فنظرة المجتمع لامثالها قاتله ..
مجتمع حول مفاهيم واضحه و ثابته الي كلمات بشعه مكروهة ….
ليتحول دار الايتام من بيت كبير يحوي اطفال لا ذنب لها في الحياة الي مأوي لكل ما هو مكروه و مبغوض كثمرة أثمه يسعوا للتخلص منها ….
تزال تتذكر كلمه لقيطه التي وصفتها بها احدي الفتيات في الدراسة ؛ بسبب عفويه لسانها و ثرثرتها التي اوقفتها تماما بعد ما عانته بحديثها عن ماضيها ؛
وقد انتهي الامر با ن قام اهلها بالتبني بتغير مدرستها و مطالبتها بعدم اخبار احد وبأن تنسي الدار ومن فيه وانهم عائلتها الان ….
لايزال يؤلمها بقسوة بان توصف بانها ابنه جاءت بالحرام !!…
مجتمع يريد ان يري ما يريد و يحيا بلا ضمير….
من قال لكم ان كل طفل يلقي هو ابن لزيجه محرمه ومن اعطاكم الحق …..
هناك اطفال تكون ضحايا لاب و ام متهورين تربطهم ورقه او صغر عمرهم او فقط عنادهم ….
واخرين ضحايا لحياة قاسيه قرر فيها الاهل الاستغناء عنهم لتربيه ما بين ايديهم من اطفال و منهم من ينعدم فيه الضمير و يتخلى بكل ساديه عن طفل يكون جزء منه !!!
” لقيط ” كلمه من اربع حروف لها معاني كثير ولكننا نصر علي اسوئها …..
….هناك مثل ان القوي يأتي علي الضعيف ، راسخ بقوه في عقولهم…
لا اعلم السبب ولكني اعلم ان في دين أيا منا يوصينا بالرحمة ،،
فأتقوا الله فيهم وفي انفسكم وتأكدوا ان كلمات بسيطة قد تبني او تهدم اشخاصا عمالقة فما بالكم بحفنه من اطفال مغلوبين علي امرهم كل ذنبهم انهم اتوا لأناس مثلكم تماما انعدمت فيهم الرحمة و الابوة!!!
نزلت دمعه منها ترفض فكره ان محمد حبها البريء قد يكون من هؤلاء الاناس ولكن غيابه في الاعتراف بها يجعل قلبها مذبذب وافكارها تلهو يسارا و يمينا !!
مسحت دموعها ترفض الشعور بالأسي علي امر لا ذنب لها به …
لتبتسم بقوة وهي تضغط الارقام وتضع الهاتف علي اذنها فيأتيها صوت الاء…
-الو يا جزمه ، مش تطمنيني !!!
-الو يا زفته …معلش حصل شوبه حاجات …المهم انتم كويسين !!
-الحمدلله خدي وليد عايز يطمن عليكي !!
اخذ الهاتف من الاء ليبتسم قائلا…
-ايوة يا جميله …اخبارك ايه …الانسان الرخم ده مضايقك ولا محترم نفسه معاكي ….
احمرت وجنتها وهي تتذكر قبلاتهم سويا لتتنحنح بحرج..
-اه كويس ومحترم متقلقش !!!…..
……………..

صعد محمد الي جميله فقد نسي ان يخبرها بحضور فهد و زوجته …. وبضرورة الانتقال الي غرفته وترك تلك الغرفه لهم ….
وصلته صوت ضحكاتها فارتسم علي وجهه الغيظ وهو متأكد ان سبب تلك الضحكات هو وليد الذي اكتشف من تحرياته انه اخ لهم في الدار قديما ولكنه لا يتذكر وجوده حتي …..
لم يحدد ما الذي يجعله ناقما عليه اكثر وجوده مع جميله منذ الصغر ام السعادة التي تشع من عينيها عند ذكر اسمه ورغبتها في ارضائه ، كل هذه العوامل تجمعت و ترفض النزول من عقله لابتلاع وتحمل هذا الانسان !!…
دق علي الباب مره ليفتح الباب دون استئذان …
-جميله عايزك !!
وضعت يدها علي الهاتف لتنظر له بتحذير قائله …
-معايا تلفون ثواني…
زم شفتيه بإصرار ينتظر ، لتنظر له بغيظ قبل ان تردف …
-طيب انا هقفل …لا يا حبيبي تمام والله …اه اه ماشي مع السلامه …
اغلقت الهاتف لتلقيه علي الفراش و تذهب اليه تضع كلتا يداها علي جانبيها لانعدام ذوقه واندفاعه دون استئذان …
-نعم ، مش تخبط الاول ؟
رفع حاجبه فمنذ لحظه كانت بين احضانه ساكنه والان تعترض علي دخوله ….
ضيق عيونه بغيظ ام انها منزعجه لانه قاطع مكالمتها بوليد …
ليردف بملل ….
-انتي متعصبه ليه ؟
تخطته واتجهت الي غرفه المعيشة بالخارج قبل ان ترتكب جريمة من الغيظ لتردف…
-انا مش متعصبه خاااالص انا هاديه اهوه…
قالتها وهي تعبث بوسائد الأريكة وتستشعر ضيقه من تلك الفوضى لتزيدها بان القت اثنان الي الارض….
لاحظت انه مهوس بالنظافة والترتيب… جيد يستحق ما ستفعله به ….
اردف بحنق وهو يراها تعبث بالاشياء….
-ممكن نبطل عبط بقي !!
-ممكن تقولي انت طالع عايز ايه مني !!
كانت عيونه تنتقل بينها وبين الوسائد وكأنه يحارب نفسه حتي لا يميل و يرفعها ليفرك عينيه بغيظ قائلا….
-هعوز منك ايه يعني …انا طالع اقولك انقلي حاجتك ضروري لاوضتي وتفضي الاوضه عشان فهد وحياة جايين !!
نظرت له بعدم فهم وكأنها تنتظر الترجمه ليزفر بحنق قائلا…
-انهارده هتباتي في اوضتي عشان الصبح هيوصلوا ….
ابتسمت بعدم تصديق واعين متسعه قائله …
-انت بتهزر صح !!!
-لا ….
ضيقت عينيها لتردف بتحذير…
-انت فاكر ايه عشان قدرت تقرب مني و و و..
توقفت وهي ترغب بذكر قبلاتهم ليرفع حاجبيه بغضب علي اتهامها وقد وصله المعني …
-نعم ياختي !! انتي كنتي راضيه ده اولا وثانيا والاهم الناس جايه فعلا يعني مش بخطط اوديكي اوضتي عشان اكلك واستفرد بيكي مثلا !!
شهقت بصدمه وخجل لتردف بغضب…..
-قليل الادب !!!!
-رخمه !!
-باااارد !
رفع يده لتبتعد بتوجس ، عض علي يده بغيظ واتجه نحو غرفته و كاد يغلق الباب ولكنه عاد نحوها بنظراته الغاضبة قبل ان يميل حولها ويعيد الوسائد الي مكانها وسط ذهولها وكبتها لضحكاتها علي جنون ذلك المهوس !!
لاحظت هذا الهوس من قبل ولكنها لم تتخيل انه بهذا السوء !!
صحيح لا تراه ينظف ولكنها لاحظت انه يحرص علي اعاده ايا كان في يديه الي مكانه ….
ابتسمت لهذا لا يحتاجوا الي خادمه اجابها ماجد من قبل ان البيت في حاله من الترتيب الدائم ولا وجود لفوضى فقد اعتادوا علي النظام منذ بداية حياتهم …..
وحتي الطعام كان يدلف ماجد لمساعدتها به حين عرضت قيامها بأعداد الطعام لهم ..
كما انها انتبهت رفضه لدخوله المطبخ معها وكان دائم الهروب من ماجد ، ابتسمت داخلها نقطه ضعف بالتأكيد ستفيدها كثيرا في ايامهم القادمه !!!!
كاد يدلف الي غرفته ليتوقف ويعود اليها مره اخري وهو يشير بأصبعه الي جسدها …
-اخر مره تخرجي من الاوضه كده ، خلاص مش هتبقي لوحدك !!
عقدت ذراعيها بملل وهي تنظر الي الجانب بأنف مرفوع ترغب في اشعاله لتردف…
-وانت مهتم ليه !!
-مش مهتم !!
عدلت رأسها تنظر له بحده قائله…
-اومال بتدخل ليه ؟!
-حقي انتي مراتي !!!!…
-علي ورق بس و وقتي فمتتحمقش اوي كده !!!!
علا صوت انفاسه فاكثر ما يزعجه تذكيرها له بانها لن تبقي ملكه كثيرا وكأنها تشتاق الي ذلك اليوم الذي تبتعد فيه عنه ….
تحرقه لوعه الحب والابتعاد وهي بارده بلا اي مشاعر واهتمام …
اردف بحنق…
-حتي لو ورقي الاسم مراتي ، عاجبك مش عجبك مراتي !!
تركها ليستدير و يدلف الي غرفته تاركا الباب مفتوح كأشاره ببدأ حمله انتقالها لتي لم تتعدي ال ربع ساعه فحقيبتها و الحقيبة الصغيرة التي احضرتها له الاء مازالت كما هي فقط بضع اشياء تستخدمها يوميا وضعتها مره اخري واتجهت الي غرفته وهي تدعوا الله ان يأتي الصباح بسلام ….
دلفت الي المرحاض لتغيير ملابسها وقد شعرت من التوتر ما جعلها تؤجل فتح حقيبة الاء التي كانت متحمسه لارتداء ما بداخلها فقط لتعذبيه بما في يده ولا يمكنه الحصول عليه !! ….
فقررت ارتداء بجامه ببنطالون قصير يصل حد ركبتيها و تي شيرت قطني قصير الاكمام ….
خرجت لتصعق عندما وجدته مستلقي علي الأريكة ويضع وساده علي رأسه ….
شعرت بدمائها تغلي من تجاهله و رغبته في الابتعاد عنها ذلك العنيد …
حسنا لا يعود و يلومها علي ما ستفعله به !!
توجهت الي فراشها تستلقي وهي تسب وتلعن ذلك المتعجرف !!
و كان اخر تفكير دار في رأسها قبل الخلود الي النوم هو ….
لن استسلم ستكون لي شئت ام ابيت يا ملاذي العنيد !!!
……………………..

في الصباح الباكر …..

وصل فهد و حياة الي فيلا الشناوي واستقبلهم محمد …
-حمدلله علي السلامه !!
-الله يسلمك يا صاحبي …
اشار الي حياه الواقفة بجواره بتوتر خفي ليردف..
-حياة مراتي …
هز محمد رأسه كتحيه قائلا …
-اهلا بيكي …. اتفضلي لو تحبي ترتاحي فوق في اوضتكم …
رد فهد سريعا …
-اه ياريت انا هموت وانام….
ليقول محمد بابتسامه صفراء…
-اتفضل معاها وريها الاوضه وانزلي تاني مفيش نوم دلوقتي ليك ….
لوي ملامحه بحنق ليردف…
-ماشي هطلع الحاجه وانزلك …..انهي اوضه؟!
-اللي علي اليمين اللي لازقه في اوضتي …انت عارفها ….
صعد فهد بحقائبهم ليفتح الغرفة ويغلق الباب خلفهم بهدوء ….
وقفت حياة مكانها لم تتحرك بينما تنقل هو يضع الحقائب واغراضهم …نظر لها بتعجب ليردف بتساؤل…
-مالك يا حياة واقفه ليه كده ؟!
ابتسمت بتهكم لتردف….
-مش قولت هتطلع الحاجه مستنيه تقولي اتحط فين عشان اتشال…
نظر لها بعدم فهم وكأنها مجنونه قائلا…
-بتقولي ايه ؟
لتردف من بين اسنانها ..
-اقصد مستنيه قرار حضرتك اقعد فين ولا انام و اعمل ايه بالظبط !!…
قست ملامحه ليردف بغضب مستتر…
-لا اله الا الله مالك يا بنتي علي الصبح انا كلمتك !!
-هي دي المشكله انك مش بتكلمني ….كل حاجه تخصني مباحه معاك…تتجوزني وتبعد سنين و ماله المهم انك مبسوط ، ترجع وتقول هاخدها معايا مصر بردو تمام خد البهيمه وراك !!!
ليردف فهد بغضب مماثل….
-يعني انتي زعلانه انك جيتي معايا !!
لترد عليه بدرجه غضبه …
-هو ده اللي فهمته من كلامي !!!
هزت رأسها بخيبة امل وهي تبحث بعينها عن المرحاض تدلف اليه تختبئ من حياتها ولو لحظات ….
جلس فهد يمسك رأسه …
نعم اخطأ لانه لم يحادثها في الامر ولكن الظروف جاءت سريعة كما انها ترفض محادثته حتي وتصده دائما ولم يكن سيسمح لها بالرفض !!!
ما يزعجه حقا انه تراه مخطأ لانه تركها وابتعد ….
ضرب بحده علي الطاولة الم تكن هي التي اجهشت في البكاء وكأنه شيطان سيأكلها ….فعل الصواب ولن يسمح لها بلومه ….يجب عليها ان تشكره فقد كانت طفله صغيره ….
اين المنطق في عقل تلك الفتاة و كيف تفكر؟؟!!!!!!
وقف يدق علي باب المرحاض …
-انا نازل شوفي لو احتاجتي حاجه انا تحت !!!
-ماشي …
قالتها بلا اي مشاعر ….ليجز علي اسنانه ويتجه الي محمد ليطلع علي كل ما غاب عنه في اجازته ….

…………..

-مالك انت كمان ؟!
قال فهد بنفاذ صبر علي عصبيه محمد الزائدة و اعصابه المنفلتة ….
ليردف محمد …
-مالي ؟
-مش عارف من ساعه ما قعدنا نشتغل والبيه عمال يشخط وينطر في الناس انا عارف انك دبش بس انهارده بزياده …
جحظ محمد عينيه ليردف بحنق…
-انت مش شايف اللي بيحصل وابويا اللي مرمي في المستشفى و كان ممكن يروح فيها و كله ده بسببي و سبب…!!!
قطع حديثه ينظر الي الجانب البعيد بغضب …ليضع فهد يده علي رأسه بقله حيله قائلا…
-ياااختي ….قلتلها كده ….ارجوك قولي انك مقولتلهاش كده !!
نظر له محمد وهو يرمش مره قبل ان يبعد نظره ووجهه العابس ….
ابتسم فهد باصفرار قائلا….
-انا مستغرب انك لسه عايش دي كان المفروض تضربك بالرصاص …انا عن نفسي عايز اضربك !!
كشر محمد ملامحه وهو يهز رأسه باتهام …..
-لا بجد علي اساس ان البيه توم كروز المنطقة ما الحال من بعضه !!
-لا معلش !! انا رحت برجلي ليها وجبتها يعني شغل علي مايه بيضه ….
ابتسم محمد ليردف ….
-وياتري قلتلها انك بتحبها ؟
احمرت وجنتيه ليقول بلا مبالاة …
-يابني قلتلك ميه مره مش حكايه حب هي اصلا مراتي ومسئوليه …
اطلق محمد ضحكه مدويه فقد كان يخبره دائما بان تعلقه و رد فعله الدفاعي وابتعاده هو حب دفين تجاه حياة ولكنه كان يكابر و يضع امام عينيه ما يريد تصديقه …..
اخرسه فهد بحنق عندما قال…
-علي الاقل انا عارف انا عايز ايه ، ومش بهرب !!
اختفت ابتسامه محمد ليرفع اصبعه بتحذير ….
-خليك في حالك انا غلطان اني حكيتلك !!
-لا مقطع الحكاوي انت لولا الكوابيس اللي كانت هرياك في الكلية و وجودنا في عنبر واحد الاربع سنين مكنتش حكيتلي و متزعلش مني ياصاحبي ابوك مديك فرصه انت بتضيعها من ايدك …..الوقت اختلف واللي كان غلط زمان …صح دلوقتي …افهم بقي….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه الخديعه الحلقه 12

 


في المشفي بعد منتصف الليل كان الوضع مسيئ للغاية ، من وقت نقل عاليا الي المشرحة ، انهارت رئيفة واغمي عليها ، لينقلها الأطباء الي غرفه العناية المركزة ، بينما نقلت حلم الي غرفة منتظرين افاقتها ، بينما علي الجانب الآخر كانت المباحث الجنائية في المكان تحاول الوصول إلي أي خيط في القضية ، بينما عمر هاتف عبد الرحمن الذي صعق من صدمته بموت اخته أو بمعنى أدق “قتلها”
ليقرر الرجوع بسرعه علي متن أول طائرة ، وبالفعل يصل للمطار ليصل بسرعه بالغه، باسم كان تائها لا يتحدث كان يبكى كالاطفال بجانب عمه الذي كان يشعر بريبة وغموض في الامر ، ليتحرك عمر الي غرفه حلم بغضب وحذر .



يدخل عليها يراها نائمه كانت تصارع كابوسا ليقترب منها ويهمس بجانبها .

– معقول يا حلم ،! معقول تهديدك بقي حقيقة ؟ معقول البنت اللي بتخاف من الدم ، تقتل ، ليقترب منها ليه حاسس إن في حاجة غلط .
وينظر للسماء بتعب وإرهاق واضح
_ يا رب اظهر الحق ، وينظر لحلم بحسرة وقوينى يا رب علي اللي جاى .

لتبدء حلم بتحريك جفنيها ، تشعر بثقل شديد لكن تحارب هذا الثقل وتفتح مقلتيها وتنظر جوارها ترى عمر واقفا بحزن واضح لتنتفض من مكانها وتهتف باسم عاليا امله أن يكون ما رأته فقط كابوس .
– عاليا !
هتفت بها برعب جلى ، لينظر لها عمر بحذر ويهتف بثقل
_ راحت !
لتحرك رأسها يمينا ويسارا لتنهار
– لا يا عمر ، اكيد غلط في حاجة غلط صدقنى ، وتمسك يده برجاء
_ عمر أنت بتكدب عاليا مش ممكن تسبنى .
ليقترب منها سامحا لقلبه أن يتغلب عليه
_ مع الاسف حقيقة ، ابشع حقيقة ممكن اشوفها أو افكر اقولها .
لتبدء في البكاء
_ ليه ، ليه كل اللي بحبهم يروحوا ابنى وأنت دا هى اللي كانت فاضلة ليا وعدتنى أنها لايمكن تسبنى ، يبقي ازاى تخلف وعدها .

ليبتعد عنها وينظر لها بحده
_ لكن أنت نفذتى وعدك صح ؟
لتنظر له ببكاء مصحوب بعلامات عدم فهم
_ وعد إيه ؟ مش فاهمه يا عمر قصدك ؟

ليربط جأشه فهذا ليس وقته ، ينتظر انتهاء التحقيق .

ليستمع لها تهمس بضعف
_ عايزة اشوفه يا عمر ، ارجوك .
ليغمض اعينه بوجع ويتحكم في دموعه
_ بلاش يا حلم ، مش هتستحملى
لتمسك يده برجاء
_ وحياتى يا عمر ،ارجوك
ليؤما لها ، ويمسك يدها ويتحركا تجاه غرفه الموتى .

في نفس التوقيت يصل عبد الرحمن المشفي ليقابله عامر
– البقاء لله يا ابنى ، ربنا يرحمها
لينظر له بدموع وتيه
– ازاى يا عمى ، أنا كنت لسه مكلمها وكنت مبسوطة ، مين ممكن يعمل كدا .

ليهتف باسم من خلفه بضعف
_ ماتت يا عبد الرحمن ، الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتى راحت ، كأن الدنيا استكترت عليا السعادة ، وقالوا لا باسم دا اتولد للقهر والوجع .

ليقترب عامر
– متقولش كدا يا ابنى ، دا قضاء ربنا قول إن لله وإن إليه راجعون .

لينظر له عبد الرحمن
– ماما وعمر فين ؟
ليجيب عامر بحزن
_ عمر مع حلم من وقت اللي حصل اغمى عليها ، ووالدتك تعبت شوية بس هتبقي كويسة .
لينظر له بقلق
– فين ؟ امى فين !

ليشير له ووقتها يروا عمر وحلم يقتربون وحلم تتكأ علي عمر ، لينظر عبد الرحمن وعمر لبعضهم البعض بحزن ليرتمى عمر في أحضان اخيه ويبكى بنحيب

_ عاليا يا عبد الرحمن ، عاليا .

ليتحكم عبد الرحمن في نفسه ويربط علي اخيه
_ اهدى يا عمر ، دا اختبار من ربنا .

وينظر عبد الرحمن لحلم لتنظر ارضا ليغمض اعينه بوجع

_ ماما حصلها ايه ؟

عمر وهو يمسح دموعه
_ بيقولوا صدمة عصبية ، مع بوادر ذبحه صدرية بس سيطروا علي الوضع
ليؤما له
_ الحمد لله .

ويعم الصمت المكان ليأتى وكيل النيابه

_ عامر بيه وجودكم هنا مش هيحل حاجة ، رفضك للتشريح بيضر مش بيفيد .

ليقترب منه باسم
_ لا تشريح لا ، مش هتبهدل هتلاقوا ايه اكتر من اللي حصل وبالطريقة دى .

لينظر لاخوات عاليا برجاء
_ بلاش ارجوكم ، عاليا مينفعش تتبهدل .

لينظر عبد الرحمن للطبيب
_ هو التقرير المبدئ مش يوفي بالغرض ، احنا رافضين التشريح .

ليقترب عامر
_ ارجوك نمشي الموضوع ودى .
لينظر لهم وكيل النيابة
_ تمام بس ياريت ناخد اقوالكم ، عارف أن المكان والتوقيت مش مناسبين بس دا شغلنا .

ليهتف عمر
_ أقوال ايه السكينه اللي كانت جنب ولم يستطع أن يكمل حديثه لا يستطع أن يتفوه بأن اخته مقتوله ولا يقدر علي أن يتهم حلم علي قتل اخته الوحيدة ليغمض اعينه ويحثه وكيل النيابه في الاسترسال
– كمل سكينه ايه ؟
لينظر له باسم برجاء
_ عمر سكينه ايه ؟ فهمنى ارجوك ؟

ليصمت عمر ويقدر وكيل النيابه حالتهم .

_ جماعة أنا مقدر حالتكم ، بس من فضلكم لازم كل اللى عنده حاجة يقولها .

ليؤما له عبد الرحمن
_ صح عندك حق .
ليقطب وكيل النيابة جبهته
_ حضرتك مين؟
تهتف حلم
_ دا دكتور عبد الرحمن اخونا الكبير
لينظر لها بوجع فهو يعلم ان جملتها صحيحة لكنها موجعه .
_ اهلا وسهلا ، طيب ممكن اتكلم مع مدام حلم لأنها الوحيدة اللي موجودة في البيت مخرجتش بشهادة الشهود .

لتمسك حلم في يد عمر برعب ، لينظر لها بهدوء
_ اهدى دول كلمتين وبس .

ليتدخل عبد الرحمن
– حضرتك اكيد مقدر بس فعلا احنا كلنا مش هنقدر نتكلم نهائى ، اعذرنا نكرم اختى وبعدها احنا تحت امرك .

ليؤما له ويتحرك وكيل النيابه من امامهم لتنظر حلم لعمر
_ ودينى ليها يا عمر !

ليؤما لها ويتحرك معها لغرفه الموتى وعبد الرحمن ورائهم .

لتدخل وتنظر لعمر أن يدخل معها
– مش قادر اشوفها كدا ، مش هقدر .
ليتدخل عبد الرحمن
_ تعالى معايا .
لتنظر له بقلق وتؤمى له ويدخلوا سويا

داخل غرفة الموتى

يفتح الممرض الثلاجة ويخرج الجثمان لتفرك حلم يدها ببكاء لينظر الممرض لهم
– ارفع ؟

ليؤما عبد الرحمن ، وبالفعل يزيح الممرض الملاية البيضاء من علي وجهها لتشهق حلم بألم بينما يختل توازن عبد الرحمن قليلا ، ثم يمسك باب الثلاجه ببكاء وينظر لها ويهتف بإسمها
_ عاليا ، حبيبتى ردى عليا .

ليبكى بصوت مسموع ويعدها
_ هجيب حقك يا عاليا ، حقك عليا يا قلب اخوكى من جوا هتقطعى بينا كلنا يا عاليا ، بس أنت طول عمرك ملاك ، ومتأكد إنك مع الملائكة في الجنه ، هتوحشينى يا عاليا .

لتبكى حلم بهستريا
_ عاليا لا يا عاليا ردى علينا ، أنت امبارح كنت بتردى علينا ، أرجوكى يا عاليا ردى ، دا مقلب صح أنت زعلانه منى طب أنا اسفه ، والله هبطل حبوب مهدئة ، وهسمع كلامك بلاش تبعدى عنى علشان خاطرى ، أنت لو روحتى يبقي عمرى كله راح أنا عمرى كله معاكى أرجوكى يا عاليا متبعديش عنى .

لينظر عبد الرحمن للممرض ليدخل الجثمان مكانه لتنهار وتصرخ

_ لا عاليا ، مدخلهاش جوا ،عليا بتخاف من الضلمه يا عبد الرحمن خرجها من هنا .

ليمسك عبد الرحمن ويخرج بها من الغرفه لترتمى بين احضان عمر وتبكى وتصرخ والجميع يبكون علي رحيل عاليا .

لينتهى الليل ويأتي وقت الجنازة وكانت جنازة كبيرة وحزينه ، كان الجميع يبكى ويصرخ بينما رئيفه لا تردد سوى الدعاء وتحتضن حلم الذي كانت تبكى دما وليس دموعا ، ليضع عبد الرحمن اخته بالقبر ويقبلها وعند غلق القبر عليها تنهار رئيفه
_ لا يا عبد الرحمن ، لا يا ابنى اختك بتخاف من الضلمه ، يا حبيبتى يا بنتى ، ربنا ينتقم من اللي حرق قلبنا عليكى .

ليقترب عبد الرحمن من والدته ويختضهنا
_ اللي هنا مجرد جثمان ، وروحها إن شاء الله في الجنه ، ادعيلها يا امى .

لتنتهى مراسم الدفنه والجنازة، ليصل وكيل النيابه العامه ويبدأ في التحقيق معهم .

وكيل النيابه : عامر بيه حضرتك كنت مش موجود وقت الحادثة ! كنت فين ؟

ليجيبه : كنت مع مدام رئيفه حصل خناقة كبيرة بين عمر ابنها وبنتى ، وخرج وروحنا ليه نفهم ،لكن لم روحنا لقيناه مش موجود فضلت ادور عليه لغاية ما رجع وش الفجر بس كان تعبان جدا وفضلنا معاها وجينا علي البيت وحصل اللي حصل.

: وحضرتك يا دكتور باسم ؟

ليجيبه بحزن : كان عندى حالة في المستشفى كان عندها انهيار عصبي وبعدين اتصلت بيا وقالت إن النور قطع فضلت اتكلم معاها لغاية ما عبد الرحمن اتصل بيها قفلت معايا وكلمته ، وفضلت اتصل مردتش حتى البيت محدش رد قولت يبقي ناموا خصوصا أن اليوم اصلا كان صعب .

ليقطب جبينه : ليه كان صعب
عمر : علشان يومها فقدت ابنى ، وطول اليوم كنا في المستشفي وبعدها وصمت .
: وبعدها إيه كمل أنا سمعك ؟
ليصمت عمر ليحثه هو علي الجواب
: طيب شفت المرحومة أو كلمتها يومها بعد خروجك ؟
لينفي له: محصلش أنا خرجت ورجعت تانى يوم سمعنا صراخ باسم .
لينظر وكيل النيابه لحلم
: يعنى مفيش غيرك كان هنا مع الشغالين ، ودا اللي هما اكدو .
لتؤما له : ايوة فعلا
لينظر لها : لم النور قطع كنت فين ؟ ليه ما اتحركتيش لعاليا وأنت عارفه من كلام الكل أنها بتخاف من الضلمه .
لتنظر لعبد الرحمن ليطمئنها
” أنا اللي قطعت النور اصلا عن الفيلا .
ليصدم الجميع وتجحظ اعينهم
-يعنى أنا صح ، شكى من الأول كان صح .
هتف بها عمر لتنظر له بصدمة كبيرة ، ليتدخل عبد الرحمن
_ حضرتك ممكن اقول حاجة ؟
– اتفضل فعلا كلام حلم صح ، هى اللي قطعت النور لأن كل اللي كانت عايزة تعمله ترعب عاليا الله يرحمها ، كانوا متخانقين مع بعض وهى حبت تعاقب عاليا علي طريقتها وأنا كنت مع عاليا علي الفون وحصل

فلاش باك

_ طيب اهدى يا عاليا ،والله حلم اللي عملت كدا ولو فتحتى الباب هتلاقيها قدامك زى زمان .

هتف بها عبد الرحمن وهو يصب كوب الشاي الساخن لتنفي حلم
– لا يا عبد الرحمن مش ممكن هى كبرت علي الكلام دا ، أنا خايفه ومش عايزة اكلم ماما وارعبها ، أنت بدافع عنها وخلاص زى عادتك بس هى فعلا اتغيرت والنهاردة كانت مرعبه .

– طيب نتراهن افتحى بس الباب ، بس وأنت بتقربي اتكلمى كأنك مرعوبة وخايفه وعايزة تروحى ليها جربي يا جبانه أنا معاكى اهو .
لتنفذ وهى تهتف بالكلمة التى استمعت لها حلم جيدا
_ عارف لو طلع صح يبقي الواد عمر دا فشنك ، وأنت اللي بتحبها بجد .
ليشرد في حديثها بحزن ، لتذهب وتفتح الباب بالفعل وترى حلم واقفه تنظر لها بغضب ماكر
لتنظر عاليا للهاتف تارة ولحلم تارة
– العب يا جامد يا عبد الرحمن .
ليبتسم هو_ شفتى بقي ، اقفلى واحتويها يا عاليا

لتغلق عاليا الهاتف لتمنعها حلم
_ سبيه عايزة اتكلم معاكم زى زمان

لتفتح عاليا مكبر الصوت

– عمر طلقنى .
هتفت بها حلم كأنها تتحدث من عالم اخر ، ليصدموا الاثنين ويهتف عبد الرحمن هامسا
_ غبي .
لتحتضنها عاليا
_ حبيبتى ، والله بكرة يندم ويرجع ونطلع عينه كمان .
لتبكى وهى تمسك عاليا
_ بس أنا مش عايزة اطلع عينه عايزاه يرجع يا عاليا ، علشان خاطرى يا عبد الرحمن خليه يرجع ويسامحنى ، عارفه أن طلبي قاسي عليك ، بس أنا من غيره اضيع مليش لازمه ، وحياتى يا عبد الرحمن .
ليغمض عبد الرحمن اعينه بألم ، ويتأكد أنها علمت بعشقه لها
– حاضر هكلمه وبكرة هيكون عندك ، بس اهدى هو يقدر يستغنى عنك ، دا كلام وبس اهدى أنت بس .
عاليا بإستحلاف
– برضه هطلع عينه ، بس وحياتى يا حلم كفاية مهدئات ، ونروح لدكتور ونتعالج
لتهتف بإبتسامه بسيطة
_ وليه نروح مع عبد الرحمن موجود وزى ما قولتى اكتر حد فاهمنى في الدنيا دى .

لتؤما لها عاليا ويستمعوا لصوته
” وأنا موافق ومن بكرة هبدا معاكى جلسات متخافيش أنا معاكى .
ليظلوا يتحدثون حتى تنفذ بطارية عاليا لتنظر لها بغضب
– عجبك كدا اهو الموب فصل اتفضلى بقي رجعى الكهربا
– حاضر هنزل علي طول اشغلها ، متخافيش
_ حلم متعرفيش حد إنك فصلتى الكهربا ولا إنك خرجتى اصلا علشان عمر ميعرفش ويزيد بينكم الزعل .
لتومى لها وتتحرك وبالفعل تصل التيار الكهربائي وتشتعل الانوار بالمكان كله ، لتشعر حلم بصداع شديد ولا تدرى بنفسها الا في اليوم التالى .

بااااااااك

ليهتف عبد الرحمن مع بكاء حلم
_ دا كل اللي حصل، دا قصدها لفصل الكهربا يا عمر ، حلم دايما كانت بتهدد عاليا زمان كدا لعب .

لينظر وكيل النيابة ليري أن ما يحدث غير منطقى

– طيب ولم صحيتى تانى يوم ليه مروحتيش تطمنى علي عاليا

_ حصل روحت وخبطت بس محدش رد بس سمعت حركة جوا افتكرت باسم رجع ، بس لم نزلت ولقيته مرجعش افتكرت عاليا بتجهز ليه مقلب مش اكتر ، ترد ليه أنه مجاش بليل .

ليرفع وكيل النيابه حاجبيه
_ مقلب ! طيب حد منكم عند شك في حد
لتنظر حلم لعمر بعتاب ليهتف بقسوة
_ أيوة أنا عندى شك

لينظروا له جميعا بينما عبد الرحمن يحذره أن لا يتحدث ويدع غضبه يسبق تفكيره

_ السكينة اللي كانت جنب عاليا ، هى نفس السكين
ليوقفه وكيل النيابه
_ ثوانى سكين ايه ، كل المتعلقات اللي في الاوضه مكنش في سكين نهائى .
لينظر له عمر بصدمة
– ازاى مفيش سكينه ، أنا متأكد كانت جنب عاليا ، متأكد .

لينفي وكيل النيابه
– وأنا بقول لحضرتك مفيش كل المقتنيات معايا عددهم واسمائهم مكنش في سكين ولا كان في أى ادوات قتل .

لتنظر له رئيفه
_ ايوة يا ابنى أنا مشفتش حاجة
_ يا امى أنت وقعتى علي الأرض جنبها والسكين لونها اسود زى لون المفرش ، لكن متأكد .
لينظر له باسم
– وأنا كنت جنبها ومتأكد مفيش سكينه خالص ، وبعدين هو اللي عمل كدا غبي علشان يسيب السكينه جنبها .

لينفي عامر هو الاخر وتهتف حلم
_ أنا اغمي عليا مشفتش إلى حصل

ليقبض عمر علي شعره
_ يعنى أنا اتجننت ، أنا متأكد

ليهتف عبد الرحمن
_ والكل بيأكد أنه مفيش .
ليقطع وكيل النيابة
_ بس أنا سؤالى عن الشك ، شاكك في مين يا استاذ عمر .

لينظر لحلم بحسرة وضعف
” مش في حد كان قصدى البصمات اللي عليها ممكن توصلنا ،ويهتف ساخرا بس واضح أن فعلا الحادثة اثرت عليا .

ليغلق وكيل النيابة الاستجواب

وينصرف لتنظر حلم لعمر بعتاب
_ أنت كنت شاكك فيا يا عمر ، رد عليا .

لتدخل رئيفه بإرهاق

– كفاية بقى يا ولاد ، وعمر اكيد مش قصده .

ليجلس عمر بصمت لتقترب منه بدموع
_ رد عليا كلامك ونظراتك معناها ايه ؟

لينظر بعيدا ويهتف ساخرا
– مش مهم ، طلع كان عندى تهائيات ،واضح إنك تاخدى المهدئات وأنا اللي يجيلى تهايئات .

ليهتف عامر بغضب
_ عمر دا اتفقنا وكلامنا معاك .

ليقف عمر
_ اللي حصل لغي أى كلام ، أنا متأكد أن شفت السكينه اللي كانت في ايد حلم وهى بتهدد عاليا ، وهى اعترفت أنها قطعت النور ، ما يمكن رجعت بعد كدا .

لتصرخ هى
_ يمكن إيه ، أنت مصدق اللي بتقوله يا عمر ، أنا حلم ، ولا فعلا علي رايئها حبك ليا فشنك فلصو .

عبد الرحمن ليوقف ما يحدث لا يريد أن يصل الحديث الي هنا
– قولت كفاية ، والنيابة بتحقق وعاليا اختنا وكلنا عايزين نجيب حقها ، وبعدين ليه متفكرش أن اللي حصل دا مقصود ، فوق يا عمر اياك تسمح لحد أنه يوقع بينا بعد العمر دا كله .

عمر بغضب ينسيه كل شئ
” أنا ليا اللي شفته ، أنا اللي شفت تهديدها ، وشفت السكينه ، واللي عندى قولته .

لتمسك يده بغضب
_ خلاص واقف ليه ، يلا اتحرك يلا روح قول اللي عندك للنيابة وخليهم يقبضوا عليا ولا اقولك روح اقول دى عندها شيزوفرنيا ، وقتلت اختى وهى مش وعيها .
هرجع الكهربا ليه لو عايزة اموتها ، كنت موتها بعد ما الفون فصل ، ولا هى استغربت وجود السكين في ايدى وقالت لعبد الرحمن ، لتضع يدها علي قلبها
– عارف ان حاسه بإيه علي موتها ، عاليا دى كانت حلمى ، كنت بقول يا ريت ، يا ريت يبقي عندى اخت ، عمرى كله معاها ، مفيش ذكرى ليا من غيرها ، ليه يا عمر ارغمتنى أن انزل ابنى أو بمعنى تانى ضحكت عليا ، وبعدها طلقتنى ودلوقت بتتهمنى أن قتلت ، الانسان الوحيد اللي يستاهل الموت دلوقت هو أنا .

لتنظر لعبد الرحمن
– طول عمرك كنت شايف أنى كابوس داخل حياتكم ، بس أنا كنت عايزة عايلة ، عايزة ناس تحبنى ، لم عمر دافع عنى كنت هموت من فرحتى اخيرا لقيت ضهر ، لم كنت اجيب درجه وحشه ولا اعمل مصيبة وعبد الرحمن يدارى عليا ، ولا عاليا اللي كانت حضنى وامانى .

ليهتف عمر
_ وايه المقابل ، وقعتينى كلنا وضعنا .

عامر بغضب
_ عمر أنا مقدر حالتك بس لا كفاية كدا

_ فعلا يا بابى كفاية ، عندك حق ممكن غلطتى من الأول أن فكرت احول مكانتك من اخ لحبيب ، حبيب ميعرفش عنى أى حاجة ،وفي المقابل في اخ يعرفنى اكتر من نفسي ، عندك حق أن صدقت من الاول وهم حبك ، اللي مش موجود .

لينظر لها بغضب
– زى عوايدك تقلبي الكلام وتطلعى دايما مظلومة ، بس خلاص يا حلم كفاية كدا بجد كفاية ، وصدقينى لو عرفت أن ليك يد في الله حصل ، مش هسكت .

لينظر له عبد الرحمن
_ عمر كفاية ، وأنا وكل اللي موجودين واثقين في حلم ، واستحاله حلم تعمل كدا علشان ببساطه حلم عندها فوبيا من الدم ، يبقي اقتلت ازاى يا استاذ .

ليصدم عمر كيف له أن ينسي هذا
_ أنا نسيت !

رئيفه بحزن
– لا أنت الغضب عمى بصيرتك ، ووجعك مخليك مش شايف قدامك مين بيحبك ومين يحب يوجعك .

لتنظر له حلم بحسره
– يا ريت كنت فكرت شوية ، بس عموما أنت حلتها امبارح وطلقتنى ، ودا انسب قرار خدته يا عمر .

لتقترب رئيفه
_ لا يا بنتى بلاش في لحظه غضب تضيعى كل حاجة .

– عمر اللي ضيعهم يا ماما مش أنا ، وبصراحه أنا لأول مرة احس ان اتخدعت وأن حبنا مجرد وهم خديعة ، وقعنا فيها احنا الاتنين .

لتتحرك من مكانها وتنظر له بقوة
_ عمر !

لينظر لها بأمل لترمى بأمالها عرض الحائط
_ ورقه طلاقي في اسرع وقت تكون وصلت .

لينظروا لها بصدمة لتستأذن منهم وتتحرك من مكانها

ليقف باسم جواره
_ بصراحه أنت ةاتسرعت ، أنا لو الدنيا حلفت ليا انهم شافوا حلم بتعمل كدا مش هصدق ، أنت ازاى شكيت .

_ من السكينه ، حطوا نفسكم مكانى.

عامر بغضب
_ سكينه ايه ، الكل قال مفيش بما فيهم وكيل النيابه ، يبقي ازاى تبنى اتهام علي دليل مش موجود ، وتنسي أنها بتخاف من الدم ، بجد انا اتصدمت فيك يا عمر .

لينظر عمر ارضا خاجلا من فعلته

_ عمى أنا
ليقاطعه عامر
_ طلب حلم يتنفذ يا عمر ، عبد الرحمن دى مسؤليتك ورقة بنتى تكون عندى في اسرع وقت .

لينظر عبد الرحمن بحيره بينهم ويصمت ويتحرك مع اخوه ووالدته لينظر باسم لعمه

– متخافش يا عمى كل شئ هيتصلح ، عمر وحلم ميستغنوش عن بعض .

ليزفر عامر
_لا يا ابنى ، اللي بين عمر وحلم عمره لا كان ولا هيكون حب ، حلم حبت في عمر أنه بينفذ رغباتها ذاكر المادة دى يذاكر ، اطلع الاول يطلع ، وهو حب فيها شكلها هدوئها ، لكن الحب اللي بجد يبنى ويعمر مش موجود ، لو موجود كان بقى جنبها يوم الإجهاض ملجأش لحيله علشان يريح دماغه ، لم فاقت كان خدها في حضنه و احتواها، عمر حس أن حلم عكس الصورة ال رسمها ليها ، ولم اعترفت أنها بتكذب وبتاخد مهدئات طلقها ، هو دا سبب لطلاق اصلا ، هو لقي تلكيكه علشان يخلص فهمت يا باسم .

ليجلس باسم جواره
– معقول يا عمى ، معقول حبهم وهم ، خديعة .

لينظر له بأسف
– مع الاسف ، دى الحقيقة ، حلم وعمر حبهم مجرد خداع لمشاعر تانية معرفوش يترجموها صح ، وأنا بدورى كأب ممرستوش ودى النتيجه بنتى مطلقه بعد كام شهر .

لينظر باسم لصورة كبيرة من حفل زفافه علي عاليا ، كان هو بجانب عاليا ، جواره عبد الرحمن وجوار عبد الرحمن حلم وعمر ، لينظر لهم بدقة ويري نظرات عبد الرحمن العاشقه لحلم ليعلم أن حلم بالفعل وقعت ضحيه لخديعه زيف مشاعرها ليس إلا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى