اقترب منها (أكمل) بضع خطوات وهى تنظر إلى اسفل قائلا
-(يوسف) !! ٠٠ طب ازاى ؟ شوفتيه فين ؟
ابتلعت ريقها ثم قالت حاولت ان تنظر له وجدت ملامحه غاضبة فنظرت مرة اخرى لأسفل وقالت بتوتر
-ج٠٠ جالى العيادة قطع كشف وجالى ع اساس انه مريض و ٠٠
قاطعها (أكمل) غاضبا
-وطبعا قعدتوا تحكوا مع بعض يا دكتورة مش كده ؟
هزت رأسها نافية ثم قالت
-ابداا ٠٠ محصلش ٠٠ الموضوع كله كان جاى يعاتبنى انى قطعت علاقتى بيه بالطريقة ومكنش عندى شجاعة اوجهه بس انا قولتله انك روحت ليه من ورايا ٠٠ وفهمته انه لحد دلوقتى بيحب اختك ومكنش بيحبنى من اصله و ٠٠هو فهم مشاعره غلط ٠٠ شاف ع المكتب بتاعى ورقة الرسمة والرموز وقال ايه ده فإنا رديت بحسن نية وبعدين (يوسف) مش سئ معتقدش ابداا انه ٠٠
قاطعها (أكمل) بغضب جامح وهو يقول
-انتى مجنونة ٠٠ رايحة تقوليله ليه واصلا بتكلمى معاه من اصله ليييه وانا مانعك يا هانم ٠٠ انتى ايه الاستفزاز ده بتعملى فيا كده ليه ؟!
شعرت (نورهان) بالخوف قليلا من نبرة صوته العالية تلك ثم قالت
-صدقنى انا قلت الحقيقة ومش قصدى استفزك طب هعمل كده ليه ٠٠ الموضوع بس انه شاف الورقة صدفة و ٠٠
انزلت كتفاها بإسف وهى تنظر للإرضية
-انا اسفة يا بشمهندس مش هعمل كده تانى مش هكلمه
ظهر على وجه (أكمل) شبح ابتسامة حاول اخفائها وهو يراها على تلك الحالة ضعيفة تستمع إلى حديثه ٠٠ اذا فإمره يهمها ولو قليلا اخفى (أكمل) تلك البسمة ثم تحدث بجدية
-بس انتى غبية ازاى تقوليله ؟
نظرت له (نورهان)
-سأل وجاوبت وبعدين (يوسف) مش وحش وهو ماله بالمشروب
نظر (أكمل) إلى الأعلى واغمض عيناه قليلا ثم نظر لها مرة اخرى
-تسمحى تقوليلى هيكون مين يعنى المقصود ٠٠ مين حاول يقتل (خالد) ؟ وحاول يقتله ليه ؟! ما تفهمينى ماهو لو مش (يوسف) ليه يد يبقى مين انا ولا (رحمة) ؟
ابتلعت (نورهان) ريقها ثم قالت
-وليه بتفكر بالطريقة دى ؟! ٠٠ مش يمكن فى سبب تانى و ٠٠
قاطعها (أكمل) غاضبا
-سبب تانى ايه يا (نورهان) ؟ّ هيكون ايه هو السبب يعنى وليه اصلا و ٠٠ انتى ناسية يا هانم ان (يوسف) كان بيشوف (نرمين) قبل موتها بمدة موضوع انها بتعمله دعايا ده مش داخل دماغى
زمت (نورهان) شفتاها ثم تحدثت قائلة
-لا مش صحيح ٠٠ فعلا (نرمين) عملت ليه دعايا انا جبت الجرايد بالتواريخ اللى قال عليها (يوسف) ولاقيت الدعايا بنفسى بإسم (نرمين) هيكدب ليه مش من مصلحته ٠٠
-مش قلتى ان الفلوس احتمال انها بتدل ع رجل اعمال
صمتت (نورهان) للحظة وكإنها تفكر فى ذلك الذى يتحدث عنه (أكمل) ثم قالت بصوت خافت قليلا
-معقول !!
-انا اتوقع اى حاجة من (يوسف) ٠٠ ما لو مش هو رجل الأعمال (خالد) مين موته اللى حاول يموت (خالد) ليه علاقة ب (نرمين) وده شئ واضح زى الشمس هو مش عاوز (خالد) يحقق اكتر من كده او شاف ان (خالد) عرف اكتر من اللازم
-انا مش قادرة اصدق ان (يوسف) كده ٠٠
-لا صدقى انا اكتر واحد عارف (يوسف) ٠٠
***************
طرقت (سچى) باب غرفة (يوسف) فسمعت صوته من الداخل يقول
-ادخل ٠٠
قامت (سچى) بفتح الباب ثم دلفت إلى الداخل وجدت (يوسف) يقرأ فى كتاب ولكنه يبدو شاردا لا يعى ما يقرئه فتحدثت (سچى) بإبتسامة ثم قالت
-مالك سرحان كده ليه يا چو
هز رأسه نافيا وهو يغلق الكتاب ويضعه على (الكوميدين) الذى بجوار فراشه وهو يقول
-ابداا بس زهقان شوية
-متأكد ؟
ابتسم (يوسف) قليلا ثم قال
-عاوزة ايه يا (سچى) ؟
فجلست بحواره على الفراش ثم قالت
-هو احنا بقى مش ناويين نفرح بيك
ابتسم (يوسف) بسخرية ثم قال
-يظهر مفيش امل
-ليه كده يا چو
ابتسم (يوسف) ناظرا لها واضعا يده على كتفاها
-لما افرح بيكى مع (عمر) الاول ٠٠ ولا ايه اخباركوا ؟
ارتبكت (سچى) قليلا ثم قالت
-(ع٠٠ عمر) !! لا يا چو شكلنا مش منسجمين
شعر (يوسف) بالحزن على شقيقته ثم قال
-إن شاء الله تلاقى واحد احسن منه ولو كده انا ممكن انهى كل حاجة بينكوا متقلقيش
ابتسمت (سچى) قليلا ثم قالت
-وانت بقى مش هتحب وتتحب ولا هتفضل عايش ع ذاكرها
ارتبك (يوسف) قليلا فقالت (سچى)
-صاحبة الصورة اللى فى الدرج
ابتسم (يوسف) لتذكره لها ثم قال
-عاوزة ايه يعنى ؟!
-انت حكتلى قبل كده انك حبيت واحدة وهى الله يرحمها يعنى ٠٠ وانا بصراحة شفت صورتها صدفة هى جميلة اووووى يا چو ربنا يرحمها
-ربنا يرحمها
-مش هتحكيلى عنها شوية
-عاوزة تعرفى ايه ؟
-اسمها ايه ؟
-(نيرة)
-جميل اسمها ٠٠ انت كنت معترف ليها بحبك
-اكيييد
-طب احكيلى بقى اول مرة تقولها بحبك كانت ازاى ؟
ابتسم (يوسف) قليلا ثم عاد بذاكرته إلى الخلف
(ارتدى (يوسف) تى شيرت لونه ابيض فوقه چاكت ازرق اللون وبنطال چينز نظر إلى نفسه فى المراءة ثم وضع عطره الخاص وابتسم قليلا وهو يقول
-هقولك النهاردة يا (نيرة) ٠٠ يااارب توافقى ٠٠
هبط (يوسف) الدرج ثم اتجه نحو الخارج واستقل سيارته ليذهب إلى النادى وجدها تجلس علة احدى الطاولات مع صديقتها المفضلة ابتسم قليلا ثم اتجه نحو النادل قائلا
-عملت اللى اتفقنا عليه
-حصل يا باشا
ابتسم (يوسف) قليلا ثم قال
-طب قوم بالتنفيذ
ابتسم النادل ٠٠
بعد قليل عاد النادل بصينية تحتوى على كوبان كبيران من المثلجات واقترب من الطاولة التى تجلس عليها (نيرة) وهو يقول
-النهاردة النادى بيحتفل بإعضائه المميزيين اللى طبعا حضرتك واحدة منهم وعشان كده ليهم الأيس كريم ده هدية و ٠٠
قاطعته (نيرة) وهى تنظر إلى اكواب الأيس كريم قائلة
-واااااو ده يجنن
ابتسم النادل ثم اعطى (نيرة) الكوب الخاص بها واعطى (سلمى) الكوب الأخر نظرت (سلمى) إلى الكوب الخاص ب (نيرة) ثم قالت
-انتى اشمعنا كوبيتك عليها شكولا كتير تعالى نبدل
كانت (سلمى) ستأخذ كوب (نيرة) لولا تلك النظرة الشرسة التى رمقتها بها (نيرة) ثم قامت بصفعها على يدها بخفة وهى تقول
-دى بتاعتى انا
فعوجت (سلمى) فمها بتذمر كان (يوسف) يتابع ذلك من على طاولة بالقرب منهم وهو يبتسم ٠٠
بدأت (نيرة) بتناول كوب المثلجات الخاص بها وهى تشعر بسعادة كبيرة حتى وصلت إلى منتصف الكوب و فجاءة صرخت بشدة ووضعت يدها عند حلقها فنظرت لها (سلمى) بهلع
-مالك ؟
اقترب (يوسف) من طاولتها مسرعا وهو يقول
-مالك فى ايه ؟
ظلت (نيرة) ممسكة حلقها بيدها فإتسعت عينان (يوسف) وهو يقول
-يخرب بيتك انتى بلعتيه ؟
هزت رأسها بالإيجاب وهى على وشك البكاء فإمسك (يوسف) يدها وسحبها ع سيارته تبعتهم (سلمى) وهى لا تفهم اى شئ ٠٠
وما إن وصلوا إلى المشفى حتى تحدث (يوسف) مع احدى الاطباء
-يا دكتور ضرورى بلعت خاتم خطوبة
اتسعت عينان الطبيب قائلا
-ايه ؟
ونظر إلى الفتاة وجدها تبكى فى صمت فإخذها مسرعا على غرفة الفحص وظل معها طوال ساعتان وبعد قليل خرج الطبيب فإتجه (يوسف) نحوه
-خير يا دكتور
-متقلقش يا بنى انا عملتلها اشعة وعملنا ليها منظار وخرجنا الخاتم تقدر تدخل تشوفها
اسرع (يوسف) نحو الداخل وتبعته (سلمى) كانت (نيرة) تبكى بشدة فنظر لها (يوسف) وهو يقول
-انتى بخير يا (نيرة) ؟
هزت رأسها بالإيجاب فتابع (يوسف) قائلا
-انا اسف مفكرتش ان ده ممكن يحصل حبيت اعملك مفاجاءة ٠٠ انا بحبك يا (نيرة) انتى اكيد حاسة بده
نظرت له (نيرة) بطرف عيناها وهى تشعر بالخجل من نفسها فنظرت لهم (سلمى) وهى لا تعى ما يحدث وقالت
-هو فى ايه ؟
تحدثت (نيرة) بصوت ضعيف ثم قالت
-مفيش يا (سلمى) ٠٠ يلا عاوزة اروح انا تعبانة ٠٠
نظر لها (يوسف) قائلا
-استنى هنا اروحك
هزت (نيرة) رأسها نافية وقالت وهى تنظر لآسفل
-ارجوك سبنى امشى ٠٠ مش قادرة اتكلم دلوقتى
شعر (يوسف) بالضيق وتركها تنصرف مع صديقتها وحدهما لرغبتها فى ذلك )
لم تستطع (سچى) منع نفسها من الضحك ثم قالت
-بتكلم بجد ٠٠ الجبارة بلعت الخاتم وبوظت المفاجاءة
ضرب (يوسف) مؤخرة رأس (سچى) بخفة وهو يقول
-بس يا بت متضحكيش عليها كده
ضحكت (سچى) وهى تقول
-وكان ايه مصير الخاتم ؟
-معايا
هزت (سچى) رأسها مشمئزة
-وجالك قلب يبقى معاك ؟
-قلت بس متتكلميش عليها كلمة واحدة يا (سچى)
ابتسمت (سچى) قليلا ثم قالت
-بس صحيح هى شعرها اصفر وعيناها خضراء عاملة زى الاجانب هى مصرية بجد ؟
ابتسم (يوسف) قائلا
-مصرية طبعا ٠٠ بس جدتها والدة والداها كانت من انجلترا وهى واخدة شوية من ملامحها
-اها قولتلى بقى ٠٠ وبعدين حصل ايه تانى ؟
-امشى بقى يا بت ع اوضتك كفايكى كده انا مش عاوز اتكلم
-طيب طيب يا ساااتر
***************
فى تلك الاثناء كان يقوم (أكمل) بإيصال (نورهان) فنظرت حولها وجدت انه الطريق إلى منزل خالتها فنظرت إلى (أكمل) قائلة
-سورى بجد انا مش مروحة عند خالتو
تحدث (أكمل) وهو ينظر إلى الطريق امامه
-امال رايحة فين ؟
-عند بابا بيت بابا
-طب قولى العنوان
-(٠٠٠٠٠٠٠٠)
نظرت (نورهان) إمامها وجدت سلسلة مفاتيح (أكمل) وبها تتدلى ميدالية بها حرف ال N نظرت جيدا للميدالية ثم قالت
-دى كانت معاك من زمان ٠٠ تخص (نرمين) مش كده ؟!
نظر لها بطرف عينه وابتلع ريقه ثم قال
-هتفرق معاكى ايه ؟ ٠٠ ارجوكى مش ع طول تغصبى عليا انى اتكلم
نظرت له (نورهان) وهى لا تفهم ثم هزت رأسها بالإيجاب قائلا
-تمام زى ما تحب ٠٠
وما إن اوصلها لمنزل والداها كانت ستترجل (نورهان) من السيارة ولكن اوقفها صوت (أكمل) قائلا
-استنى هنا ٠٠
التفت لتنظر له قائلة
-خير
نظر لها (أكمل) وهو مبتسم وظل ينظر إلى وجهها قليلا ثم قال
-عينيك بتوحشنى
احمر وجه (نورهان) ونظرت إلى اسفل وتحدثت بخجل
-وبعدين معاك يا بشمهندس
-ما احنا كنا ماشيين حلو وبتقولى (أكمل)
-انت عاوز ايه انا مش فاهماك ؟
ابتسم بخبث قائلا
-انتى فاهمانى كويس وفاهمانى كويس جدا كمان
رفعت عيناها لتنظر إلى تلك البسمة وغمازات وجهه الواضحة ابتسمت دون إن تشعر ثم قالت
-يعنى انت بجد بتحبنى ؟
نظر لها مسبلا عيناه
-امال بعمل كده ليه ٠٠ غاوى اعذب نفسى ؟
ابتلعت ريقها ثم قالت
-ماشى وانا موافقة عليك ٠٠ بس
شعر (أكمل) بسعادة كبيرة ثم قال
-شروطك مجابة طبعااا
-مش شروط ٠٠ انا بس مش عاوزك تكدب عليا فى حاجة ٠٠ مبحبش الكدب حتى لو هتقول اللى هيضايقنى بس متكدبش نبقى صرحة مع بعض اتفقنا
صمت (أكمل) قليلا وهو ينظر لأسفل ثم ابتلع ريقه قائلا بصوت ضعيف
-اتفقنا
ابتسمت (نورهان) قليلا ثم قالت
-يلا باااى
ارتبك (أكمل) قليلا ثم قال
-م٠٠ مع السلامة
ترجلت (نورهان) من السيارة فظل (أكمل) ينظر تجاهها وهو بداخله شئ ما ٠٠
***************
كانت (سچى) تمسك الهااتف الخاص بها وهى تشعر بقليل من الملل فشعرت بإنها تريد التحدث إلى (منير) ثم زمت شفتاها بطفولة
-المفروض هو يحس بيا ده المفروض ٠٠ وبعدين اشمعنا هو ها اشمعنا مش بيحس وجبلة مش عاوز يكلمنى اشمعنا ع طول انا بحبه وانا مش ع باله جبلة ٠٠ (منير) ده جبلة اوسكار احسن جبلة
وماهى الا ثوان حتى وجدت رسالة منه
(وحشتينى اوووى
عاوز اشوفك بس ميعاد العشا لسه بدرى عليه)
ابتسمت (سچى) وهى تقرأ الرسالة ثم قالت
-بحبه ٠٠ مين ده اللى جبلة ٠٠ ده حبيبى
ثم قامت بإرسال له رسالة
(طب هنعمل ايه يا مونى)
(من ناحية اعمل فإنا اقدر اعمل اجى اوضتك حالا من الشباك زى المرة اللى فاتت)
(لا اوعى تعمل كده
اولا عيب ميصحش تعمل كده ثانيا خايفة تقع وتتعور)
ابتسم (منير) قليلا ثم قام بإرسال
(أعمل معاكى ايه طيب ؟!
نفسى اشوفك بقولك)
(بليل يا جبلة)
نظر (منير) إلى شاشة الهاتف وهو لايصدق ما يقرأه ثم قام بإرسال
(جبلة !!)
ابتسمت (سچى) قليلا ثم قالت
(ايوووة ٠٠
عشان مش بتحس بيا ولا بقلبى)
هز رأسه مستنكرا لها ٠٠
ثم ظلا يتحدثان عبر تطبيق الماسنچر لمدة من الوقت ٠٠
*****************
فى المساء ٠٠
وصل (أكمل) إلى المنزل وكان يشعر بالضيق من حديث (نورهان) فهو يخفى عليها شئ ما ٠٠
يخفى شئ !! هو اخبرها بالحقيقة ولكن لم يخبرها بالحقيقة كاملة شعر بالحزن على حاله فلما كلما يشعر بالسعادة يعود للحزن مرة اخرى ٠٠
سمع صوت هاتفه فقام بإخراجه من جيب بنطاله وحين رأى رقم المتصل عقد ما بين حاجبيه ثم اجاب قائلا
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ازيك يا (أكمل) ٠٠ انا محتاجة اتكلم معاك
ما إن سمع صوت الفتاة حتى ابتسم بشدة وقال
-سمسمة !!! خير يا (سلمى) فى ايه ؟
شعرت (سلمى) بالخجل من نفسها ثم قالت
-انا راجعة مصر كمان يومين إن شاء الله ٠٠
ثم ظهر على صوتها البكاء وقالت
– بابا خسر كل شغله هنا ٠٠ وانا ٠٠ انا معرفش حد غيرك يا (أكمل)
مسحت دموعها ثم قالت
-لو ممكن اشتغل عندك اى حاجة او ٠٠
قاطعها (أكمل) قائلا
-فى ايه يا سمسمة انتى مكسوفة منى ٠٠ انتى زى (نيرة) بالظبط ٠٠ لما ترجعى كلمينى وانا هسوى كل امورك
شعرت (سلمى) بسعادة كبيرة وعادت إليها بسمتهت ثم قالت
-شكرا اووى ٠٠ انا مش عارفة اشكرك ازاى
ابتسم (أكمل) قليلا ثم قال
-فى انتظارك يا هبلة
-ميرسى اووى ٠٠ مع السلامة
-مع السلامة ٠٠
فى تلك الاثناء كانت تهبط (يمنى) الدرج فوجدت (أكمل) شارد قليلا فنظرت له
-مالك يا عمو ٠٠ كنت بتكلم مين فى الفون وانا نازلة سمعاك ٠٠
هز (أكمل) رأسه نافيا ثم قال
-السبب مش التليفون خالص ٠٠ اصلا دى (سلمى) صاحبة (نيرة) الله يرحمها
-اهااا ٠٠ انت لسه يا عمو بتفتكر (نيرة) ؟
شرد (أكمل) قليلا ثم قال
-ومن امتى كنت نسيتها يا (يمنى) ؟ ٠٠ مكنتش مجرد اخت ليا وبس يمكن متفتكريش بس انا و (نيرة) كنا بنحب بعض جداا ومتعلقين ببعض جدا
ابتسمت (يمنى) قليلا
-ولما ماتت (نيرة) ادتنى انا كل الاهتمام مش كده ؟ ٠٠
ابتسم (أكمل) قليلا ثم قال
-انا كنت بحبك من زمان يا (يمنى) وانتى عارفة كده
ابتسمت (يمنى) قليلا
-طب قولى يا هندسة مادام مش الفون اللى خلاك سرحان كده يبقى ايه ؟ ٠٠ وانا عندى امتحان بكرة بقى فخلينى اعرف بدل ما مذكرش وافضل افكر وانا بتلكك انى مش اذاكر اصلا
هز (أكمل) رأسه بإسى ثم قال
-عنادية ٠٠ عموما احب ابشرك واسعدك واقولك انى وقعت فى الحب
اتسعت عينان (يمنى) وهى لا تصدق ثم قالت
-انت بتكلم جد يا (أكمل) ؟
-جد الجد كمان ٠٠
-واااااو مين اللى عملت فيك كده ؟
-دكتورة نفسية ٠٠ اسمها (نورهان)
ضحكت (يمنى) قليلا فلم تستطع ان تقف الضحك فقال (أكمل) بغضب
-بتضحكى ع ايه يا بت
-اصلك واخد توكيل حرف ال N اختك وخطيبتك الاولى وحبيبتك دلوقتى
ابتسم (أكمل) قليلا ثم حرك رأسه بإسى قائلا
-يلا ع اوضتك يا هانم ٠٠ كملى مذاكرة
تحدثت (يمنى) بتذمر
-طيب ٠٠ طيب يا ساتر
انصرفت (يمنى) متجهة نحو الدرج بينما اتجه (أكمل) نحو مكتبه ٠٠
صعدت (يمنى) غرفتها فإراحت جسدها على الفراش وامسكت هاتفها ثم قامت بتصفح الصفحة الخاصة بموقع الفيس بوك وجدت تحديث على الصفحة الرئيسيه لها احدهم واضع صورة بها اشارة ل (عمر الألفى) نظرت للصورة وظلت فارغة فمها لمدة ثوان لا تصدق ما ترى فقد كان (عمر) يرتدى بالصورة قميص ازرق شمر عن ساعديه لا يرتدى نظارته تلك التى يرتديها دوما اصبحت لديه لحية خفيفة جعلته يبدو وسيما اكثر لم يكن انبهار (يمنى) بوسامة (عمر) اطلاقاا فهى تعلم كم هو وسيم ولكنه مت ابهرها تلك ٠٠ تلك التى تقف بجانبه هى ليست مصرية بالطبع من عيناها عيناها تلك التى بلون الخضرة وشعرها الأحمر المموج والنمش الذى يبدو على وجنتيها عضت شفتاها بغيظ شديد من تلك ؟!
ثم قرأت بالأعلى اسمها (إليزابيث چوزيف) القت (يمنى) بالهاتف على فراشها ثم قالت
-هو كل اللى بيروح الغردقة بيتجنن بالخواجات ولا ايه !!! ٠٠ من امتى (عمر) بيكلم بنات ويتصور معاهم من امتى الكشرى بيضحك !! ولا هو بقى ممثل ولا لاعب كورة مشهورة بيتصوروا معاه
ثم نظرت لسقف الغرفة
-انا عندى امتحان بكرة هنام وارتاح
حاولت النوم لم تستطع فإعتدلت جالسة على فراشها ثم قالت
-لا مانا مش هخلى حاجة كاتمة ع نفسى كده انا لازم ابعتله واعرفه انه سقط من نظر
ثم امسكت الهاتف مرة اخرى ودخلت على الرسايل التى بينهم ثم قامت بكتابة
(لا واضح انك سافرت الغردقة يا عينى عشان مصدوم فى قلبك تصدق صعبت عليا ومش صعبت عليا انا بس انت صعبت على كل الخواجات عشان كده بيهونوا جرحك وبيرجعوا البسمة على وشك ٠٠ سعيدة بيك يا (عمر) حقيقى مبسوطة انك عرفت تعيش حياتك من تانى)
على الجهة الأخرى ٠٠
سمع (عمر) صوت رسالة وهو يشاهد التلفاز فإخرج هاتفه من جيب بنطاله وفتح الرسائل ووجد تلك الرسالة من (يمنى) اتسعت عيناه وهو يقرأ غير مصدقا لم يستطع إن يجب عليها ظل يحدث نفسه قائلا
-معقول !! بتغييير !! ٠٠ طب ازاى ٠٠ طب ماهو كلامها ملوش معنى تانى !! هى بتغير
ظهر على وجهه ابتسامة خافتة وظل شاردا فى ملامج وجهها ٠٠
بينما هى رأت انه رأى تلك الرسالة ولم يجب عليها فعضت شفتاها بغيظ ثم ارسلت له مرة أخرى
(طبعا مش فاضى ترد هترد على مين ولا مين !!)
رأى (عمر) رسالة اخرى منها فإبتسم حين قرأها ثم قرر استفزازها مرسلا لها
(اخبارك ايه يا (يمنى) ؟)
اتسعت اعين (يمنى) من بروده ذاك فوجدته يكتب شئ اخر فإنتظرت ثم وجدته قد ارسل
(ايه مسهرك مش عندك امتحان بكرة اول يوم ليكى ؟! )
قالت (يمنى) بغيظ شديد
-يا بااااااارد
ثم ارسلت له
(مانت كل سنة بتبعتلى رسالة فيها ادعية اقولها قبل الامتحان معملتش السنة دى ٠٠ مش فاضى يظهر :/ )
ابتسم (عمر) قليلا
(وهو (سيف) مش بيبعتلك ولا ايه ؟! )
شعرت (يمنى) بالغيظ الشديد ولكنها حدثت نفسها قائلة
-انت اللى بدئت يا هندسة
ثم ارسلت له
(فكرك سيفو لو بعتلى رسالة هتبقى عبارة عن ايه غير ان كلها حب )
جز (عمر) على اسنانه ولم يرد لمدة دقيقة فشعرت (يمنى) بإنها قد اصابت هدفها فقالت
-احسن ٠٠ يا بتاع (اليزابيث)
فإرسل لها (عمر)
(معاكى حق ٠٠ تافهيين زى بعض)
لم تقرأ (يمنى) الرسالة فقد وجدت رسالة من (سيف) محتواها
(سهران ليه يا صغنن)
شعرت (يمنى) بالإرتباك والحزن لما كانت تتحدث مع (عمر) من الاصل !! ثم ارسلت له
(هنام ٠٠ كنت هنام)
عندما لم يجد منها (عمر) اجابة وانها لم تقرأ الرسالة شعر انها تتحدث مع شخص اخر لوهلة خمن انه (سيف) فإرسل لها ليتأكد
(بتكلمى (سيف) مش كده ؟!)
عندما قرآت (يمنى) الرسالة من الخارج شعرت بالتوتر ثم فتحتها لترسل له
(اه)
فهى لا تستطيع إن تكذب على (عمر) مهما حدث بل على العكس دوما صريحة معه تلجأ له حين يحدث لها شئ ما ف (أكمل) عصبى متهور يتصرف بعنف فى كثيرا من الاحيان اما (سيف) فدائما ما يبسط اضخم المشاكل لا تستفيد منه بشئ بينما (عمر) هو اعقلهم لذا هى صريحة معه دونن عن اى شخص اخر ٠٠
عندما قرأ (عمر) الرسالة ارسل لها
(إياكى تكلمينى تانى فاااهمة !! ٠٠ وملكيش دعوة بهبب ايه او لأ
ويااريت تقفلى من اصله الساعة 9 ونص نامى بدرى عندك امتحان واول يوم متنسيش ده)
عندما قرآت (يمنى) الرسالة شعرت بالضيق ونزلت دمعة على عيناها فإحست من حديثه بإنه يراها حقيرة لم تجب عن (سيف) حتى بل فعلت كما طلب اغلقت الهاتف كليا وذهبت لتخلد إلى النوم ٠٠
بعد خمس دقائق امسك (عمر) هاتفه ليجدها هل مازالت نشطة عبر تطبيق الماسنچر وجدها قد اغلقته منذ اربع دقائق ٠٠
ابتسم قليلا ثم نظر لسقف الغرفة
-ولما انتى بتحبينى ٠٠ خايفة من ايه بس !!
**************
سمع (أكمل) صوت هاتفه مرة اخرى فإحرج وجد ان احد موظفينه فى القرية السياحية بالغردقة فإجاب على الهاتف قائلا
-ايوة يا (رؤوف) خير فى ايه ؟
-كارثة يا باشا
-ما تنطق يا ابنى حصل ايه ؟
-المطعم اللى حضرتك كنت ناوى تعمله فى قلب البحر بنفس التصميم بنفس كل حاجة قرية (٠٠٠٠) الخاصة ب (يوسف البلتاجى) بدئت فى تنفيذه و ٠٠
اشتد غضب (أكمل) بشدة ثم قال
-انت بتقول ايه ؟ّ ٠٠
******************
اثناء طعام العشاء فى فيلا (آل البلتاجى) كان (منير) و (سچى) يختطفون النظرات إلى بعضهم البعض دون إن يشعر كلا من (يوسف) و (رضا) والد (منير) ٠٠
ابتسمت (سچى) بخجل ل (منير) فتحدث (رضا) قائلا
-ايه اخبارك انتى و خطيبك هتعملوا فرحكوا امتى ؟
بهت وجه (منير) وترك الطعام وشعر بالضيق بينما ارتبكت (سچى) قليلا ثم قالت
-ا٠٠ اصل ٠٠ يا عمى ٠٠
قاطعها (يوسف) قائلا
-ملهمش نصيب مع بعض يا عمى انا هنهى الخطوبة دى قريب ٠٠
ابتسم (منير) قليلا وشعر بالرضا ونظر ل (سچى) بهيام التى حاولت ان تتهرب من تلك النظرة لولا سماع صوت عمها غاضبا
-وبعدين معاكى بقى يا (سچى) ٠٠ ده تانى واحد ٠٠ ما يا تختارى عدل يا متتخطبيش ٠٠ لمعلوماتك لو اتخطبتى لتالت مرة مستحيل يبقى فيها رجعة هتجوزيه ورجلك فوق رقبتك
شعر (يوسف) بالضيق لأن عمه يتحدث مع شقيقته بتلك الطريقة وشعرت (سچى) بالخوف قليلا بينما نظر (منير) إلى والده بضيق شديد ٠٠
فإبتلعت (سچى) ريقها ثم قالت
-ح٠٠ حاضر يا عمى
ترك عمها الطعام ودلف إلى مكتبه بينما ربط (يوسف) على كتف شقيقته ثم وقف وقام بتقبيل رأسها قائلا
-متضايقيش كده ومتخافيش طول مانا جنبك
ابتسمت (سچى) لشقيقها بينما اتسعت اعين (منير) وصر على اسنانه فقرب كوب من الماء تجاه (يوسف) ثم ازاح الكوب بإصبع يده حتى انسكب على بنطال (يوسف) نظر (يوسف) بحدة إلى (منير) الذى اصطنع انشغاله بتناول طعامه فقال (يوسف) بضيق
-مش تحاسب
نظر (منير) إلى (يوسف) ببرود
-بفرد ايدى مخدتش بالى انها وقعت
زفر (يوسف) بضيق ثم نظر إلى (سچى) قائلا بحنان
-هاخد شاور واغير هدومى واجى اقعد معاكى فى اوضتك
ثم ربط على كتفاها بحنان مرة اخرى
-مش هتأخر
ترك (منير) الطعام وهو يشعر بإختناق فوقفت (سچى) وهى تقول
-تمام ٠٠ انا هخرج بارة اشم هوا شوية و هبقى اطلع اقعد معاك
هز (يوسف) رأسه موافقة ثم اتجه نحو الدرج وعندما تأكد (منير) من ان (يوسف) صعد إلى الطابق العلوى خرج حيث توجد (سچى) ظل يبحث عنها ولكنه لم يجدها فقطب حاجبيه ثم اتجه ليبحث عنها فى كل مكان فى الحديقة وجدها تمشى على يدها وقدميها مثل القطة وهى تبحث عن شئ ما وتبكى بشدة نظر لها مدهوشا ثم ثنى ركبتيه وهو يمسك كتفايها جاعلا إياها تنظر له فى عينه
-مالك يا (سچى) بتعيطى ليه ؟ انتى بتعيطى من كلام بابا ؟
بعدت كتفاه عنه مما جعله جليسا على الارض مثلها فنظر لها قائلا
-فى ايه يا مجنونة ؟!
جلست على الارضية وهى تضع يدها على وجنتيها قائلة ببكاء
-مش لاقية الخاتم يا مونى بتاع (عمر) اديله ايه دلوقتى ٠٠ اتصرف انت مش رميته اقول ايه ل (يوسف) لما يجى يسألنى عليه دلوقتى
ابتسم (منير) قليلا ثم قال
-ده اللى مضايقك يعنى ؟ ٠٠ خلاص هجبلك واحد شبهه ٠٠ اهدى بقى
مسحت (سچى) دموعها ثم قالت
-بجد يا مونى
قال مسبلا له عيناها
-بجد يا روح مونى ٠٠ بس انا زعلان منك
نظرت له بإهتمام
-ليه انا عملت ايه ؟
-متخليش (يوسف) يبوس راسك كده
فتحت (سچى) فمها دهشة ثم قالت بهدوء
-ايه
ابتلع (منير) ريقه
-اسمعى الكلام يا (سچى) بدل ما تشوفى جنانى
هزت رأسها قائلة لا تعب ما قاله
-ده اخويا يا مجنون
نظر لها (منير) بحدة قائلا
-انا قلت ايه ؟!
ارتعبت (سچى) من نبرة صوته قائلة بخوف وهى تهز رأسها بالإيجاب
-ح٠٠ حاضر
حاولت (سچى) تغسر الحديث فقالت
-مونى انا لو طلبت اعرف حاجة هتقولى ؟
-طبعا يا (سچى) ده سؤال برده ؟!!
-طب (سهيلة) ٠٠ ايه حكايتها ؟
صمت (منير) قليلا ثم قال
-ايه لازمته الموضوع ده دلوقتى
-عشان خاطرى يا مونى ٠٠
ابتلع (منير) ريقه وقال
-كنت بحبها وماتت فيها ايه دى ؟
-ماتت ازاى
-مش هتجبيها البر انتى ؟!
-عشان خاطرى يا مونى
زفر (منير) بضيق وقال
-حاضر ٠٠