روايات رومانسية

روايه العب يلا الحلقه 7

 

مشاعر غريبه مختلطه لم تختبرها قط تمر حولها وهي تشهر بذبذبات تتحكم بجسدها المرهق …… ذلك البغيض يملك شفاه سحريه بحق !!
ابتعد مالك ليقبل وجنتها برقه ويضع جبهته علي فمها بإنهاك عاطفي…
-يخربيت سنينك ؛ انتي ازاي كده !!! انا مش عارف افكر !!!
انتفض الاثنان بذعر عندما دق الباب بخفوت واتاهم صوت عامر…
-مالك انت كويس انا حاسس بهدوء من فتره !!


شهقت دعاء ليضع مالك يده علي فمها بنظره حاده قائلا…
-متخفش انا بتفاهم معاه اهوه وهو هيطلع ومش هيتعبنا !!….
ضيقت عينيها وهي تري عيونه الضاحكة و ترغب لو تصفعه ولكنه همس بحده وتأكيد….
-هتقومي تلبس وتستهدي بالله كده وتروحي معاايا عشان نحبكها !!
هزت رأسها بحده ليردف بلا مبالاة…
-خلاص انا هطلع احكي لأهلك ان كل ده كدب في كدب و هقولهم علي منير ابن عمك و رحمه !!
شحب وجهها لتهز رأسها يسارا ويمينا برفض ….
حاولت التكلم ولكنه منعها بيده قائلا بحده..
-اسمعي الكلام احنا بقينا الصبح هتروحي هنام ساعتين وبعدين نشوف الموضوع ده ولا نكشف كل الاوراق دلوقتي …..
هزت رأسها بالموافقة ليبعد يده بتوجس ويستقيم بعيدا قائلا….
-دقايق هطلع احبكها وارجع الاقيكي جاهزة يا حب الحب !!
احمرت وجنتها وهي تعض علي لسانها رافضه الاستجابة لاستفزازاته ولقبه المغيظ !!
استقامت هي الأخرى ليقول بحده وهو يفتح الباب….
-متحاوليش تتحديني يا دعاء هتندمي ؛ خصوصا دلوقتي !!!
بذلك خرج تاركا اياها تتمتم بغضب…
-ماشي يا ابن المبقعة ؛ انا هوريك التحدي اللي علي اصوله ؛ متفتكرش انك كسبتني !!!
قالتها بغيظ لتدلف رحمه سريعا تحاول الابتسام لتردف بخفوت….
-بحبك اوي !!!
نظرت دعاء بغضب للجهة الأخرى ؛ ها هم يزوجوها و يحاولوا التخلص منها كأنها وباء وهي من تضحي و تلعب ادوارا ميؤوس منها لأجلهم !!
( ناس معفنة 😂😂 )
اقتربت رحمه لتبكي بخوف من غضب شقيقتها عليها ….
-حبيبتي انا بحبك والله !!!
زفرت دعاء وهي تستغفر ربها فلماذا تعاقب المسكينة نفسيا لتتنهد وتحتضن شقيقتها الصغرى قائله ….
-انا عارفه يا رحمه !!
-الشيخ قال ان لازم تبعدي عن البيت حالا عشان الجن ميحاولش يدخلك تاني!!
-جن لما يبقي يجنن اهله البعيد الكداب ابن النصابة !!!
ضحكت رحمه قائله…..
-دعاء احمدي ربنا انك اتجوزتي مالك !!!
نظرت لها بغضب و كادت توبخها….لكن والدها الباكي اوقفها بصدمه وهو يعرج قليلا بمشيته ويحتضنها بقوة و هنا شعرت باي ذره جبروت بها تنهار فتسقط بين ذراعيه باكيه باستسلام…..
بقي عامر بالخارج يشعر بإرهاق جسدي ونفسي ولكنه اختلي بمالك قائلا…
-دعاء حاله خاصه لو مش قد المسئوليه سيبهالي و لو هتتعبها ويجي يوم تعايرها كل ذره احترام وحب ليك هتتحول لكره نحيتك ومش هرحمك ابدا !!!!
-اعايرها ؟!
قالها مالك بذهول ليردف عامر بإصرار

-انا مش عارف انت طبيعي ولا مسحور بس لو اختي اتعذبت اكتر من العذاب اللي بتشوفه كل يوم هقتلك بإيدي !!!
ضيق مالك عينيه بانزعاج ولكنه اعجب بحبه الاخوي الاكثر من رائع وجعله فخور لأنه شقيقها وصديقه….
ابتسم مالك مطمئنا ليقول…
-الايام جايه وهتشوف انا هسعد اختك ازاي متفتكرش اني هخدها منكم سلق بيض كده وخلاص لما تخف وتبقي كويسه هعملها اكبر فرح ومتنساش المؤخر اللي خليت المأذون يكتبه ؛ مسحور بقي ولا مش مسحور اختك مراتي ومحدش هيسعدها قدي !!
هز عامر رأسه بالموافقة يرغب لو يرفض ذهابها معه ولكن ذلك العجوز يخبرهم بان ذلك الجن العاشق قد يرتد لها في ثواني وانها بحاجه للابتعاد !!!
دلف ليجدها تجلس علي الارض وتضع رأسها في حجر والده وشقيقته الصغرى تقبل ظهرها وتملس علي كتفها ولأول مره يري الراحة في عيون والده الباكيه لا ينكر ان زواجها واكتسابها لحياه طبيعية كان امر بعيد المنال و لكنه يحدث الان وهو عاجز عن التفسير ولكن منذ متي واصبح هناك ما هو طبيعي فيما يخص المسكينة !!
مال يقبل رأسها لتقابله ابتسامه واهنه منها ….ربما يجب ان يزيل تشاؤمه والتوقع بان مايحدث لها هو للأفضل ….
دلف مالك قائلا بخفوت…
-الوقت اتأخر ومش لازم نتأخر اكتر من كده !!
شعر بحزن يتملكه وهو يري دموعها و عيونها الحمراء و لكن لم يفت عليه الراحة الظاهرة بوضوح علي افراد عائلتها البسيطة !!
وقفت تتجه نحوه بتعب شديد لاتزال مرتديه منامتها لتردف رحمه…
-مش هتلبسي طيب ، هتنزلي كده ؟!
ليردف مالك بمرح محاولا تخفيف الاجواء…
-يعني انا اللي بقصه !!! ما جمع الا ما وفق يا رحومه !!!
ضحكت رحمه وابتسم والدها و اتجهت والدتها تلحفها بشال اسود و تضع حجابها بإحكام لينتبه مالك ان ما حدث كله تم بدون ارتدائها لحجابها امام رجلين غريبين ….
حسنا خطأ سيحرص علي عدم الوقوع به اطلاقا !!!
هبط الجميع يودعهم و حاول الشيخ الصعود معهم الي السيارة و لكن مالك مال عليه هامسا…..
-لا كفايه اوي لحد هنا دورك تم و حقك وصل والباقي هبعتهولك بزياده !!
ليخبره الشيخ بخفوت ….
-انا عايز الباقي حالا !!
-اممم شكلك هتتعبني ؛ ماشي اركب !!
صعدت دعاء بالأمام و الدجال والمأذون في الخلف ……
انطلق بالسيارة ليعيد المأذون اولا شاكرا اياه ويتجه نحو احدي ماكينات صرف المال و اوقف السيارة و لكنه اخبر الشيخ بان يتبعه تاركا دعاء الصامتة تراقبهم من بعيد…..
-اتفضل و مشوفش وشك هنا تاني !!
ابتسم الدجال قائلا ….
-مش هتوصلني !
-لا اركب تاكسي …
قالها مالك باشمئزاز متجه نحو السيارة وهو يتذكر ما حدث بعدما اخطأ في الرقم ليتصل بهذا مدعي المشيخة وكيف توصل الي خطته و سهوله رضوخ الشيخ لمساعدته بها مقابل مبلغ من المال !!!
زفر بحنق لابد انه يخدع الكثير و لكنه محظوظ لاستطاعته ان يلعب به في سبيل نجاحه والزواج من تلك الشرسة بعيونها الخلابة !!!
رمقها فوجدها تنظر له باتهام و غيظ ليبادل نظراتها بأخري لا مباليه وضاحكه و كأنه يلوح بانتصاره في وجهها الاسمر الجميل !!
………………

في بيت مالك ……..
اخذت يمني تحوم في الردهة بقلق لأول مره يتأخر اخيها بهذا الشكل ويرفض اخذ هاتفه معه ……سمعت صوت الباب لتركض نحوه و تجده يدلف بملابسه البيتية !!!! وبجواره فتاه تلبس منامتها و حجابها !!!!

مالذي يحدث بحق السماء ؟!!!!!!!!
-مالك انت اتأخرت ليه كده و مين دي ؟؟
كان ذلك نفس السؤال الذي يراود دعاء ليجيب مالك باعتياديه رهيبة وهو يتثاءب….
-دي دعاء مراتي !!
-نعم؟!!!!!!!!!!!!!
زمت دعاء شفتيها بترقب ليردف مالك بهدوء…..
-يمني اختي !!
لكن يمني لم تنتهي و بدأت في البكاء…
-انت بتهرج تتجوز ازاي يعني ؟؟ و دي مراتك !!! وانا يا استاذ مش هسامحك ابدا ، ازاي متخدنيش معاك حاجه زي دي !!!!!!!
لا تعلم من اشد جنونا الشقيق المختل الذي تزوجها بمناماتهم البيتية ام شقيقته التي لا تحزن الا علي عدم حضورها ؟!
ابتسم مالك وهو يقلب عينيه ويضم شقيقته ….
-مش مهم هبقي اعزمك في الفرح !!
-اوعي كده ؛ انت صدمتني !!
قالتها وهو يقبل رأسها ليردف سريعا وهو يجذب دعاء …..
-طيب بكره نكمل حوار لأني هيغمي عليا من التعب وهموت وانام …
امسكت يمني بدعاء وسط صدمه الأخيرة قائله ..
-لا ونبي !! انت واخدها فين ؛ انا ملحقتش اكلمها حتي !
ابتسمت دعاء علي وجهها الطفولي الحانق علي مالك….ولكن كان لمالك رأي اخر فجذبها ليفلتها من يد يمني قائلا…
-بكره يا يمني ياحبيبتي ؛ انا طالع انام !!!
يصعد الي اين ؟؟ نظرت حولها فانتبهت ان للشقة درج داخلي موصول بشقة علوية ….
لاحظت ارتماء يمني علي الأريكة وهي تفتح التفاز وكأن ما حدث للتو هو اكثر الامور طبيعية !!!!
نظرت لظهر مالك بشك تري كم مره اتاها اخاها متزوج لتتصرف الصغيرة بتلك الطريقة ؟!!

دلف مالك ليغلق الباب خلفهم بأحكام والتفت لها مبتسما بمشاكسه ……اتسعت عيناها وهي تستوعب انها صارت وحيده معه مره اخري !!!!
-لو….
قاطعها بسرعه….
-مفيش لو !! كان نفسي والله بس انتي تعبتيني اوي ولازم انام بكره نشوف الموضوع ده ياحب الحب !!
-بطل تقولي كده !!
-يوووة بقي خلاص ياستي امري لله مكنتش اعرف انك متطلبه كده ؛ بلاش راحه انا ممكن امشي حالي دلوقتي وارتاح بعد مانخلص !!
نظرت له بعدم فهم قائله…
-نخلص ايه ؟!
غمز لها قائلا بابتسامه مشاكسه ….
-هنخلص ايه يعني يا عروسه !!
قالها وهو يقترب لتردف بسرعه…
-انت قليل الادب ؛ اوعي تقربلي !!
-لا اله الا الله !! ماانا قلت ننام معجبش !!
لتردف بتوتر وخجل…
-ننام اه انا تعبانة اوي !!
ابتسم قائلا بخفوت مغري…
-ننام يا حب الحب !!
ضيقت عيونها الحاده بغيظ منه ولكنه ضحك واتجه الي المرحاض يغتسل ويغير ملابسه ….
خرج بعد ان انتهي قائلا…
-ادخلي استحمي و غيري لو تحبي !!
-معنديش هدوم!
قالتها بهدوء ليتنهد و يتجه لخزانته فيخرج سروال قطني و تي شيرت خاص به …..
-اتفضلي !!
-مش بلبس هدوم رجاله !!
قالتها باستنكار ليضحك بشده قائلا…
-اولا انا جوزك ؛ ثانيا ده اللي عندي …
-ممكن اخد من اختك ….
وضع يده علي ذقنه بتفكير ليردف بثقه….
-صح ثواني هجبلك شورت وفن…..
-لا لا هات دول حلوين ….
خطفتهم بسرعه واتجهت تغتسل سريعا وتغير ملابسها…
ظلت تطوي السروال من الخصر ليتثبت بها قدر المستطاع ومن القدم حتي صار مناسبا لساقها الصغيرة …
خرجت فوجدته مستلقي علي الفراش مغمض العينين …… اين ستنام هي ؟!! فهي في هذا الوقت وبعد ما مرت به ترفض التفكير وترغب في النوم بشده ، اتجهت لأريكه موازيه للفراش لتتفاجأ بمالك خلفها تمام و يحملها ….
اطلقت صرخة خفيفة بخضه ولكنه القاها علي الفراش واصطنع امساك ظهره بالم…
-ضهري انتي 80 كيلو ولا ايه !!!
و كأي انثي حقيقيه نست انه حملها للتو وارفت بمدافعه….
-انا 68 كيلو يا محترم !!
قالتها بغيظ وهي تتكأ علي ذراعها وتتابعه وهو يستلقي بجوارها ويشد الغطاء عليهم ….
-مش باين انا بروح الجيم ضهري مش بيوجعني غير في اوزان ال 80 !!
قالها وهو يدفعها لتستلقي تماما فاستدارت الي جانبها تواجهه قائله بوجه احمر من الغضب ….
-80 عفريت يتنططوا عليك ؛ انا 68 كيلو و زي القمر !!!
اطلقت ضحكه قائلا…..
-طيب وحدي الله ونامي !!
وضعت يدها تحت رأسها متناسيه تماما انها في الفراش معه لتزم شفتيها بحنق قائله بخفوت….
– بردو جسمي متناسق جدا و يجنن انت اللي خرع !!
فتح عيونه مره اخري ليردف بتعجب…
-يابنتي نامي ؛ انتي لو قاصده تخليني اقوم اغتصبك مش هتقولي كده ؛ نامي الله يحرقك !!
-حرقه تحرقك انت !!!!
(تتحرقوا انتو الجوز انا اللي هموت وانام خلصوني من ام المشهد ده يا كفره 😂😂 )
اغمضت عينيها بغضب لتفتحها بعد دقائق بذهول واخيرا يصل لعقلها انها تشاركه الفراش نظرت له فوجدت مغمض العينين ويتنفس بانتظام وكل ملامحه تدل علي نومه ،تثاءبت وهي تشعر بإرهاق ما مرت به اليوم لتخونها عينيها بالانغلاق قبل ان تفكر حتي بالنهوض والنوم بعيدا !!!
………….

في الصباح…….

انكمش مالك علي نفسه برعب وقد ايقظته ضربه حاده موجها لمنتصف جسده ليأن بخفوت وهو يتنفس ….. اللعنة !! ما الذي يدور حوله ؟!
فتح عينيه وقد خرج من نعاسه سريعا يجذب الهواء من انفه ؛ نظر الي اسفل جسده ليري سروال يحاوط فخديه؟!!!
لما يوجد سروال فارغه عليه ؟!!!!!!!
رفع انظاره ليجد زوجته تنام كفتي مشاكس انهي مباراته لكرة القدم للتو !!
خصلات شعرها البني تغطي وجهها الاسمر المنحوت كقطعه فرعونيه محفوفه بالأوراق البردية ….
وشفتيها الرفيعة الرقيقة مفتوحه قليلا بإغراء كان كفيل بإيقاظ خلايا جسده كامله !!
-اللهم اغزيك يا شيطان ؛ متصطبح علي الصبح يا جدع انت !!!
هز رأسه بيأس من افكاره السابقة لأوانها وخرج من الفراش للهروب الي المرحاض ، خرج بعد دقائق عازم علي ايقاظها لإيجاد حل ووضع النقط علي الحروف ….
خرجت منه ضحكه سيطر عليها سريعا وهو يري سرواله التي ترتديه يتدلي من نهاية الفراش وقد اختفت قدماها بداخله ……
لمعت عيناه بمشاكسه واقترب بهدوء نحوها فامسك طرف السروال بهدوء شديد و بدأ يسحبه بتروي حتي خرج في يده من تحت الغطاء !!!!
ارتفعت ابتسامه شيطانيه علي وجهه الوسيم قبل ان يخفيه في الخزانة ؛ توجه نحوها لإيقاظها عندما سمع انينها ، قضب حاجبيه بتساؤل ليجد ملامحها منكمشة بألم ، هل تحلم بشيء مزعج ؟!
و ما ان لامس كتفها حتي شهقت و جلست بذعر وهي تبكي بشده !!!
ذهل من دموعها فاقترب يجاورها ويربت علي ظهرها و هو يضم رأسها بحنان وقلق الي صدره !!
-بسس بسسس اهدي ، ده كان حلم مش حقيقي !!
وضعت دعاء كلتا يداها علي وجهها تبكي بشده في بادئ الامر ظنت انه عامر شقيقها ولكن لمسته و صوته الخافت اعاد ذاكرتها الي ما حدث بالأمس فهي الان متزوجه و بعيده ؛ بعيده للغاية عن شقيقتها الصغيرة و عائلتها البسيطة التي ستعاني الكثير والكثير بدونها !!
كانت تتراكم افكارها وتزداد شهقات بكاؤها بشكل اربكه للغاية فظل يضمها حتي صارت تقبع فوق جسده كالطفلة الصغيرة تبكي همومها علي صدره …….
لا تدري لما استسلمت لهدهدته المنتظمة بالغه الرقة بشكل مناقض لخشونة مظهره الرجولي ….
زم شفتيه قائلا بنفاذ صبر….
-كفايه هزار لحد كده ؛ انا لازم افهم ايه اللي بيحصلك بالظبط ؛ افتحيلي قلبك يا دعاء انا جوزك خلاص وملكيش غيري !!
هزت رأسه بنفي وابتعدت تمسح دموعها قائله …
-انا لازم اروح دلوقتي حالا !!
-تروحي فين ؟!!!
-بيتي !!!!!
وضع يده علي وجهها يجذب انتباها الي ملامحه الجدية…
-ده بيتك !! خلاص الموضوع انتهي الجو القديم و الخزعبلات بقت صفحه قديمة في حياتك انا بس عايز اتأكد من حاجه في دماغي انتي عملتي ليه كده !! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه نيران صديقه الحلقه 7

 

تتوالى الأيام بدون جديد بروتينها المعهود.
مكة كما هي، وعلاقتها بتيمور تتطور حتى أن تيمور نسي أنها مريضة وسيأتي يوم وتسترد وعيها.
أما هي فكل مايشغل تفكيرها تيمور، و تأخيره ليلا ،والخوف من النتيجة التي شارفت علي الظهور.
أما آية كانت كما هي ،لكن علاقتها بتيمور وتيم على الحياد منذ أن تواجهوا .
بينما سما تمشي على خطى والدها و تنفذ الخطة، حتى أنها انتقلت للعيش كاملا مع أمها، كي توهم الجميع أنها بالفعل تغيرت وتريد حياة بدون حقد ولا غل وحيد، وعبدالله كان يساعدها بكل قوته لكي ينقذها من براثن وحيد.
صباحا فى فيلا المنصوري،

كانت مكة تنزل درجات السلم وهي مكفهرة الوجه
قابلها تيم واستغرب حالها وسألها بقلق جلي
“البرنسس مالها”
رفعت كتفيها بملل
” مفيش،قلقانه من النتيجه وكمان تيمور اتاخر في الشغل بقاله يومين مرجعش”.
” آااه فهمت، طيب بالنسبه للنتيجه انت عملتي اللي عليكي، أما بالنسبه لتيمور، فاقترب من أذنها هامسا
أنا لسه شايفه راجع حالا يدوب دخل أوضته”.
” انت متأكد”.
تيم حرك رأسه مؤكدا
” أيوه متأكد”.
بعد سماع مكة هذه الجملة انطلقت مسرعة نحو غرفة تيمور ودخلت بدون طرق الغرفه وهي متذمرة
“بقي كدا يا تيمور أنا زعلانه منك …”
وبترت جملتها عندما وجدته غارقا في النوم بملابسه دليلا على ارهاقه الشديد، اقتربت منه بهدوء وجلست جواره ووضعت يدها على وجهه تتأمل ملامحه المرهقه بحزن وشغف واضح
“وحشتيني يا تيمو “.
اقتربت منه بجرأة لكن فجأة توقفت كأنها تذكرت شيء ،وبدون إرادة قامت بإغلاق عينيها و فتحهما مرة أخرى، كررت العمليه كثيرا حتى أن الدموع ذرفت من مقليتها دون احساس منها، لكي تهبط على وجه تيمور تزعجه ليستيقظ و يرى مكة أمامه تبكي ،فانزعج وهب مرعوبا عليها
“مكة، مالك يا قلبي”.
فتحت عينيها ببطء وحركت رأسها بمعني لا
” لا إيه!، بتعيطي ليه؟”.
لتقول ببراءه
“أصلك وحشتني وتخيلت …”
لم تقو على إتمام الحديث وانفجرت باكيه مما جعل قلب تيمور يهوي خوفا عليها وضمها إلى حضنه سريعا
“اهدي يا قلبي اهدي، قولي ليا فكرتي في إيه؟”.
لتقول مكة مسرعه
“تيمور سيب الشرطة”.
” أفندم ،أسيب إيه؟، وليه أصلا؟”.
“تيمور أنا بحبك”.
” وأنا بعشقك يا قمري،بس دا ماله ومال شغلي”.
توسلته عيناها و تحدثت شفتاها
“انت بتسمع عن الحوادث اللي بتحصل ليكم ،بلاش، انتم حياتكم على المحك دايما ،أنا خايفه أخسرك”.
تيمور بتفهم
“آه، دي مشكلتك، طيب بصي، الموت والحياه في ايد ربنا، لما عمري يخلص هموت، سواء بقا في شغلي، على سريري، في عربيتي،
ربنا بيقول يأتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة
يعني مهما نبعد و نستخبى من الموت مفيش منه مهرب،الموت الحقيقة الوحيده اللي موجوده في حياتنا اللي لازم نقبلها ومنهربش منها، ثم شغلي دا واجب للوطن، مع كمان العلم إن بحبه جدااااا”.
لتسأله مكة
“أكتر مني؟!”.
ليرد بتيه و هو يضمها بقوة
” مفيش حاجة في الدنيا أكتر منك، انت عشقي يا مكة اللي قولت هيضيع مني ورجع ليا من غير تعب”.
اردفت باستغراب
” يعني إيه؟”.
ابتسم تيمور وهو يبعدها عن حضنه برفق
“يعني تقومي وتسبيني آخد شاور “.
أومأت برأسها
” اوك هستناك تخرجني، لأن سما وآيه مختفين تماما “.
تيمور بنظرات غامضة “اوك يلا اسبقيني”.
خرجت مكة من الغرفه واتجهت إلى الحديقه ووجدت تيم يقف ومن الواضح أنه يتحدث في الهاتف
اقتربت منه واستمعت إلى كلمات بسيطة
تيم بغضب” قولت نهدى ،وهآجي، تمام سلام “.
والتفت وهو يزفر بضيق و اصطدم بمكة
ليقول بارتباك جلي
“مكة انت هنا؟”.
مكة بمرح
” لا هناك ،ايوه طبعا قدامك أهو، هو انت كنت بتكلم مين نرفزك كدا “.
” دا شغل أنا خارج، عايزه حاجه؟”.
نفت مكة محركة رأسها
” لا ميرسي”.
وانشغلت مكة بالهاتف وانتظارها لتيمور
أقبل عبد الله عليها
“بنوتي القمر بتعمل إيه ؟”.
مكة باستغراب “بابي انت هنا “.
” آه كنت براجع ورق شغل مهم، وهتحرك على الاجتماع، مكة ما تيجي معايا بالمرة تشوفي الشغل، دا مالك في الأول
والآخر “.
” لا بلاش النهاردة وعد بكره “.
“من أول الاجازة بتقولي كدا، عموما براحتك “.
” بابي متزعلش وحياتي ،بس فعلا النهاردة خارجه مع تيمور”.
” طيب، أنا هشغل سما معانا في الشركة”.
مكة باستغراب “سما هتشتغل إيه؟!”.
“أي حاجة، البنت عايزة تصرف على نفسها، وبعدت عن وحيد ووالدتها ظروفها على قدها “.
” مين طلب منك تشغلها؟، وإلا انت اللي عرضت”.
“والدتها اللي طلبت، وأنا وافقت، انت اضايقتي؟”.
” لا أبدا، تيمور وصل أهو”.
ليبتسم تيمور لعبدالله” صباح الخير يا عمي “.
” صباح النور ،يلا أنا همشي سلام “.
” سلام “
و يوجه حديثه لمكة
“يلا يا مكتي هنقابل واحد صاحبي ومراته ونخرج سوا، عايز أعرفك عليهم”
صمتت مكة
فأعاد تيمور الحديث مرة أخرى، ولكن دون اجابه
ليتساءل تيمور بقلق
“مكة مالك؟”.
“بابي “.
“ماله ؟!”.
“تصرفاته غريبه ،تقلق، هيشغل سما معاه عادي ،اللي مش عادي إنه بيكلم والدتها وإنه مش عايز يرفض ليها طلب”.
” وفيها إيه؟”.
لتضيق عينيها “تفتكر بابي ممكن يتجوزها؟”.
انفجر تيمور ضاحكا
” انت أفكارك وصلت للدرجة دي ،عموما عمي لايمكن يفكر في الجواز “.
مكة بقلق غريب” ياريت ،يلا هنروح فين؟”.
“كنت ناوي أعرفك على جماعه صحابي ،بس نأجلها واخلي اليوم لمكتي وبس “.
ابتسمت فرحا “اوك يلا بينا”.
………………
في منزل مسعد
كانت عايدة تنهر أبناءها بسبب طلباتهم وصراخهم
“اسكتوا شوية بقا “.
لتقول آية وهي ترتدي حذاءها
“ويسكتوا ليه؟، دا العادي، أنا نازله “.
“رايحه فين إن شاء الله؟”.


” هغور في داهية، هروح فين؟، لسما النتيجه هتبان”.
عايدة وهي تجلس بتعب
“متتعبيش نفسك، نجحتي، سقطتي، ابوكي مش هيدخلك الجامعه “
آية بصدمة “مش إيه!!، ودا ليه إن شاء الله ؟”.
“اللي ميشفش من الغربال يبقي أعمى، هيجيب منين مصاريف جامعه ولبس وكتب، حلو قوي كدا عليكي “.
“ماما انت بتهزري صح !!”.
“لا يقلب أمك مش بهزر، ابوكي على آخره، اتلمي ودوري على شغلانه في أي محل وساعديه “.
آيه بعصبيه” انتو إيه!!، حرام عليكم هتدمروا مستقبلي، كل دا ليه ها ليه؟”.
وقفت والدتها في مجابهتها واردفت بعصبيه مختلطة بحزن “هيكون ليه؟، علشان الفلوس، فهمتي علشان إيه”.
” ملعون ابو الفلوس “.
“ألف مرة، اكتمي بقا “.
آيه بغموض” هتكتم، بس بكرة هفكرك أما يجي اليوم وابقى معايا فلوس زي الرز، وآه انسي فكرة أن مش هكمل تعليمي هشتغل أي حاجة، أي حاجة، المهم أوصل وأكمل دراستي ،انا ماشية “.
………….
و في آخر النهار كانت الصديقات مجتمعات في انتظار النتيجة .
سما كانت أول من تحدث
” عاملة إيه مع تيمور يا مكة “.
مكة بهيام واضح” عاملين حب وعشق ،عارفين
يا بنات”.
قالت آية “عارفين إيه؟”.
فردت مكة” إن تيمور دا عشق حياتي كلها،ومقدرش على بعده أبدا”.
لتبتسم سما “يا سيدي، إيه الحب دا كله”.
و تقول آية “اتمسكي بيه يا مكة وحافظي على حبكم دا “.
تعجبت سما و مكة من حزن آية الواضح على محياها
و سألتها مكة “مالك يا ايوش؟”.
” ابدا كبروا يلا نشوف النتيجة ولا بالنسبه ليا مش فارقه ابويا قرر مفيش جامعه “.
تساءلت سما “ليه ؟”.
ردت آية “علشان الفلوس”
وبغل قالت ” بكرة يبقا معايا فلوووس و….”.
لتقاطعها سما” النتيجه ظهرت “.
لتهتف مكة “بجد يلا نشوف النتيجة “.
و بينما سما ومكة تتابعان ظهور النتيجة اردفت آية بغل هامس
” هيبقي معايا فلوس واوريكم كلكم “.

كااااااااااااااات
الكاميرا تجهز علشان مشهد اللي جاي
بعد سنوات
في فيلا المنصوري تغيرت كثيرا الوجوه والقلوب
كان الجميع حول طاولة الطعام التي يترأسها عبد الله وكان المرض قد تملك منه بشكل كبير وإلى جانبه مكة على اليمين وكانت تغيرت كثيرا فكانت أجمل بكثير
عبدالله تحدث “مكة هتروحي المستشفى، وأنا كلمت الدكتور ساجد وهو مستنيكي “.
” تمام “.
وكان فى المقابل الجهة الأخرى تجلس سما في كامل أناقتها
اردفت سما” عبدالله اشرب العصير علشان العلاج “.
مكة بغضب “أنا قايمة علشان ألحق الشغل “.
و قالت سما ” وأنا كمان، يلا يا تيم علشان الاجتماع مع الوفد الإيطالي”.
ليقول تيم ” يلا عن اذنكم يا جماعه”.
وانطلق الجميع كل لوجهته
قال عبدالله محدثا تيمور الذي كان يتابع ما يحدث بغضب جلي
“لسه مش عارف تصالحها “.
تيمور ترك الطعام
“عمي مكة اتغيرت، أنا مش فاهم مالها “.
هز عبدالله رأسه حزنا “لو انت متعرفش مالها أمال مين اللي يعرف ،يا تيمور حافظ على مكة واديها مساحه حرية “.
ليقول تيمور غاضبا
“اكتر من كدا، دي سافرت لندن وكملت دراستها والمطلوب أن استني الهانم وكمان أوقف جوازك من سما علشان ترضي عني “.
قال عبد ا”لله جوازي من سما طلعو بره الحسابات “.
ليزيد غضب تيمور و يقول بصوت جهور
” اطلعه ازاي وهو سبب كل المشاكل اللي حصلت في
البيت دا ،انا خارج”.
وعندما خرج شاهد الجميع يقفون أمام الباب وملامحهم تعتليها الصدمة، اقترب وكلما اقترب اتضحت الرؤية، إنهم رجال الشرطة!!، لكن ماذا يفعلون هنا ؟.
واستمع لحديث تيم
“يعني إيه اختفت ؟”.
أردف الظابط” مع الأسف الانسه آية مسعد مختفيه من أكثر من أسبوع، ووالدها مقدم بلاغ اختفاء، وأنا جاي بصفه وديه لمدام سما وانسه مكة لأنهم أقرب ناس لانسه آية “.
سما ومكة نطقتا كل منهما على حد ه
“أنا مشفتش آية من اكتر من اسبوعين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى