روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه 12

 


-مين دي ؟
اردفت شروق لا تزال مشدوها ….ليتخطاها ظافر مجيبا ….
-طلقتي !
اضطربت مشاعرها بصدمة لمعرفه ان تلك المرأة ذات الجاذبية الحادة كانت زوجته فقد صور لها غضبها و كرهها لها بسبب تركها لطفليها انها قبيحة لا تطاق ….
ولكنها جميلة و جميله جدا بل اجمل منها بمراحل و مراحل !!!!!!


اخذ شعور مزعج يتولد داخلها دون مبرر لما قد يفكر حتي بالاقتراب منها ومتابعه ذلك الزواج !!!
حسنا !! انتي تعطين الامر اكثر من حجمه ، ربما كانت لحظه ضعف لا اكثر فهو رجل في النهاية !!!!
اغضبها هذا التفكير الاخير بشده ورغبت بالصراخ و البكاء في ان واحد …ماذا الم يكتفي القدر بما لاقته فيرميها بالمزيد من الدراما …..الا بحق لها ان تنعم قليلا بشعور هادئ ….
وتلك الحياة الوردية التي سمحت لنفسها برسمها ولو لبضع دقائق قبل اخمادها قتلت للتو !!!

دلف غرفته بغضب فقد حولت مزاجه بالكامل في لحظة كم يكره تلك الحقيرة ، جاءت الي مكان ابناءها دون ان تلتفت بشوق حتي لرؤيتهم او تبرر مجيئها برغبتها في رؤيتهم تلك المتحجرة معدومة القلب ، اغلق الباب قبل ان يفتحه مره اخري قائلا بحده …
-متفتحيش الباب لو خبط !!
وجدت نفسها تستدير نحوه بغضب لتردفت بهجوميه وصوت عال قليلا…
-حاضر ممكن ادخل اعمل الغدا و لا مينفعش العب بالنار !!
زم شفتيه يرمقها بغيظ فهذا ما ينقصه الان …. امسك بنظراتها الغاضبة يحاول تفسير كتله المشاعر المختلطة التي تبثها نحوه ولكنه اكتفي بقوله ….
-بالظبط متلعبيش بالنار عشان هي والعه لوحدها !!
بذلك اغلق الباب منهيا جدال الاعين المشتعل بينهم …..
زفر ليستغفر الله في سره وهو يشتعل بنار الغضب ….. رن هاتفه في نفس الوقت الذي استمع فيه لصراخ اطفاله معلنين عن بدأ شجارهم…حاول تجاهل الامر للتحدث مع احد العملاء …..
ولكن الضجيج مع انفلات اعصابه جعله كمن يمشي علي حبال من الجمر !!!
-متأسف يا استاذ كمال مضطر اقفل و هتصل بحضرتك قريب !!
فتح باب غرفته بغضب وهو يتجه لمصدر الضجيج ،علا صوته بغضب فانتفض الصغيران برعب وعيون متسعه …
-مش معقول مش عارف اعمل حاجه في البيت ده بهدوء !! انا مش منبه ميه مره قبل كده مش عايز عراك !!!
هرعت شروق بذعر نحوهم لتجد الصغيران يرتجفان بخوف يكادوا يلتصقان ببعضهم البعض ، توجهت نحوهم تقف امامهم قائله بغضب …..
-ممكن براحه شويه دول اطفال !!
-لو سمحتي متدخليش !!
اردف قائلا بنبرة نهائية ….علت انفاسها فحساسيتها تجعلها تميل للبكاء مهما كان نوع مشاعرها فأردفت بحده وتحدي …
-لا هتدخل !!!!
كانت عيناه تشتعلان بغضب وهو يمسك بنظراتها متعجبا من تحديها له ….وصل اليهم صوت بكاء يحيي فهذا ما ينقص ، توقع ذهابها اليه ولكنها اكتفت بارتعاشه عينيها مره قبل ان ترمش بأنفاس عاليه مستمرة بالوقوف امام طفليه وكأنه وحش سيلتهمهم !!
كل ما كان سيفعله هو توبيخ و عقابهم بالبقاء بغرفتهم !!
شعر بانزعاج وهو يراها متجاهله الصغير الذي يزداد بكاءه ليهتف بضيق…
-مش سامعه اللي بيعيط !!
-مالكش دعوة متدخلش !!!
اغلق عينيه محاولا الهدوء وهي ترد له كلماته منذ قليل فوجدها تمسك بولديه تدفعهم نحو غرفتهم ….
خبط كف علي كف بعنف جعل ثلاثتهم ينتفضون بخوف ….ليتركهم قبل ان يجن واتجه للصغير الباكي !!!
دلفت شروق الي غرفتهم قائله بصوت خافت وهي تميل لمسح دموع فريدة من علي وجنتها الحمراء….
-بس ياقلبي متخافيش ده بابي متضايق شويه عشان الشغل !!
ربتت علي وجهه يوسف الحزين لتردف بلين….
-يوبعدين ينفع كده نزعل بابي منا ، انا مش قلت بابي بيجي تعبان ولازم نبقي هادين !!
هز الصغيران رأسهم بالموافقة لتردف فريدة….
-انا مقصدس انا كنت عاوزة العب بدوبي و يويو مس راضي يدهولي !!!
-خلاص خلاص مش مهم ، حصل خير …انا عايزاكم تقعدوا مؤدبين شويه هروح اشوف اخوكم وانا متأكده بابي هيجي يصالحكم دلوقتي تمام !!!
-حاضر يا مامي !!
فال يوسف ليرتفع حاجبي فريدة بتعجب طفولي قائله …
-اسمها سيري دي مس مامي !!
نظر لها يوسف وكأنها غبيه او كائن من نوع اخر فيردف بتأكيد طفولي….
-يا عبيطه دي مرات بابي يعني مامي كمان عشان احنا اكبر من يحيي لازم تبقي مامي عشان احنا اخوات !!!
وضعت فريده يدها علي ذقنها بتفكير وكأنه تنهي احدي مسائل اينشتاين لتردف بعد ثواني بابتسامه واسعه ….
-صح وانا يبقي عندي مامي زي توتا صاحبتي !!
هز يوسف رأسه بفخر و كأنه من منى عليها بالأمومة ….اكتفت شروق بضحكه صغيره وهي تشعر بقلبها يتضخم بحب لأنها اسعدتهم …..لتردف ….
-ايوة مامي هتروح شويه وترجع زي ما اتفقنا !!!
قبلت فيري التي تضحك بشده وبعدها يوسف لتتجه للخارج راكضه نحو غرفتها بتوتر وقد صمت صغيرها منذ مده !!!
دلفت لتجد ظافر مستلقي علي فراشها يداعب صغيرها بهمهمات غير مفهومه ….حافظت علي جمود ملامحها لتقترب بقلب ينبض بقوة متجاهله خطورة المشهد امامها علي قلبها الصغير !!
امسكت الصغير بحاجب مرفوع تخطفه من بين احضانه لينظر لها بغيظ وهي تقطع مداعبته للصغير الذي هدأ من روعه كثيرا ….
اردف بغيظ و اتهام ….
-يا سلام !! مش ده اللي كان بيعيط و سيباه !!
وضعت الصغير في فراشه الهزاز وهي تخفي احمرار وجهها بخصلات شعرها القصيرة المموجة….
-وانت الحنين اللي خايف عليه ؟
-غصب عنك علي فكره حنين !!
نظرت له بغضب تقترب منه خطوتين فتردف بقله صبر….
-واللي عملته في العيال ده كان حنيه !!!
-هو انا كلمتهم !!!!!
-هو انا هستناك لما تكلمهم !!
-لا و دي تيجي نشوف النكد فين و نلف وراه !!!!
رفعت اصبعها في وجهه قائله ….
-اتفضل روح صالحهم الاولاد خايفين منك !!!!!
عقد حاجبيه وهو يعقد ذراعيه للخلف ليمنع نفسه من جذبها لأحضانه بتلك الهالة الطفولية المراوغة التي تفقده عقله ليردف …..
-حضرتك تؤمري بحاجه تانيه يا مدام شروق مع الاوردر !
رفعت ارنبه انفها بغرور قائله …
-لا ثانكس و ماتتكررش تاني !! …
استدارت بكل عنجهية تعد خطواتها بتوتر للهرب من امامه حتي يهدأ قلبها الثائر ….
بينما ارتسمت ابتسامه مشاكسه علي وجهه الجذاب خفقت عيونه العسلية عن كبح لمعانها …..
رفع رأسه للسماء يشكو لابن عمه رحمه الله متمتما !! …
-سبتني مع اربع عيال و خلعت ، عاجلا ام اجلا سنلتقي و هنفخك !!!
وبذلك اتجه لغرفه اولاده ليبدأ رحله مراضاتهم ليس امرا من الكونتيسه و لكنه لا يقدر علي معاقبتهم كثيرا !!!
…………….
في شقه مروان…
كان يجلس مروان يدبدب بيده علي مكتبه بالمنزل غير قادر علي العمل و افكاره تنحرف نحو الوقحة الخاصة به !!
لما تضايقه وقاحتها نحوه فبداخله يعلم انها مجرد فتاه سخيفة تحاول الظهور بمظهر الأنثى كاملة الأنوثة فينتهي بها الامر تقلب كيانه هو فقط !!!
اخبره عقله بتهكم ذلك لأنك تقترب من الاربعين و علي وشك بدأ مرحله ما يعرف بالمراهقة المتأخرة !!
زم شفتيه بغضب لما عليه ان يكون في عمر والدها بل لما عليه ان يشعر بحب وتملك نحوها و لما يغضب من تعاملها العنيف مع الشباب وكأنها شاب مثلهم وليست امرأه مكتملة الأنوثة منحوتة علي يد فنان ايطالي شهير …..
اعده عقله الي صورتها وهي تعقد ردائها الواسع كاشفه عن ذلك السروال القبيح الذي يغريه لمعرفه ما يخفيه بالفعل !!!
( عشان تعرفوا ان الواحده ملهاش غير كلسونها اللي حاميها😂😂)
اتاه صوت جرس الباب لتتبعه عده طرقات خلفها …رفع حاجبيه متعجبا من ذلك الازعاج ….ليفتح مستعدا للهجوم علي ذلك الزائر لتتسع عيناه وهو يري شقيقته !!!
-داليا ؟!
-انت فين يا مروان من الصبح بكلمك ماما تعبت اوي و راحت المستشفي !!
-ايه اللي حصل ، هي كويسه ؟
اردف بلهفه خوف لتقول بنبره اكثر هدوءا ….
-ايوة متخافش بس الدكتور قال هتحتاج ترتاح يومين وتظبط شويه عشان السكر ، بس هي عايزة تشوفك ؟
نظرت له بلوم لغيابه عن زيارتهم لشهرين متحججا اما بأعماله او ان اختيارهم لذلك المحيط الغني الصاخب لا يلائمه !!
من الذي سيعيطه الله كل هذه الاموال ولا يستقر بأحد القصور و يبقي متمسكا بمكان نشأته فقط للبقاء بالقرب من رفاق الطفولة !! بالطبع لا احد سوى اخيها المزعج !!
-تعالي ثواني هجيب مفتاح العربيه !!
قال وهو يتجه للداخل …لتعقد ذراعيها بملل قائله….
-لا هستناك هنا متتأخرش !!
اسرع مروان في لملمه اشيائه ليشير لها بالهبوط امامه….هز رأسه وهو يتفحص ملابسها الضيقة بالطبع فالمال مرتبط بأحدث الصيحات مهما كانت فاضحه، وان تحدث اصبح رجعي لا يطاق !! ويتساءلون لما يبتعد عنهم …..
وقفت داليا تبحث عن سيارته ليضع يده علي ظهرها يوجهها الي مكان السيارة قبل ان يركب كلاهما وينطلق مسرعا ….
غافلين عن عيون تتابعهم بغضب وحزن ….
شعرت منار بهالة من الحزن والشفقة علي النفس تحيطها بالطبع ستسلب تلك المدللة الأنيقة الغنية صاحبه القوام الممشوق قلبه !!
ابتسمت ابتسامه جانبيه اختفت سريعا بألم رفعت اصابعها تلمس جانب وجهها الازرق …
هديه مقاومتها لاحدي تحرشات زوج والدتها الاحمق في الامس ….حاولت مقاومه ابتسامه اخري وهي تتذكر نطحها له بوعاء الطبخ فيسيل الدماء من مقدمه رأسه ولكن السمين استطاع ضربها بقوة قبل ان تهرب الي الطرقات فتعيد الكره بان تبقي هناك حتي تطمئن لوصول شقيقها حينها فقط تسمح لنفسها بالعودة و النوم قليلا حتي الصباح !
هزت رأسها متمته بحنق …
-ماهي سوده من كل جانب هتبقي وردي مع سي مروان يعني !!

……….

كان مروان في طريق عودته من المشفى الي منزله بعد ان وعد والدته بزيارتها يوميا …
زفر بغضب وهو يستغفر الله تلك الفتاة بائعه الخبز تراود افكاره بلا هوادة ….. جراءتها و مشاغبه ملامحها تناديه بقوة …
لما لا ينسي مخططه بعدم مراقبتها لدقائق ويسترق بضع نظرات لها …. بالتأكيد لن تشعر به فقد عمل علي تجاهلها طويلا ….

وصل بعد مده و ركن سيارته في مكانها متعمدا الوقوف دقائق امامها لرؤيتها …وجدها جالسه تراقبه !!
عيناها اخترقت عينيه بألم ما ان التقيا … صعق لثواني ولكنه ضيق عينيه وهو يري جانب وجهها المصاب …
اقترب سريعا بذعر قائلا …
-ايه اللي في وشك ده !!.
هزت اكتافها وهي تضع ساق علي الاخري بغيظ !! يتذكرها الان و يحادثها بعد محاولاتها العديدة بلفت انظاره ؛ بالطبع لن ينظر لها وكل تلك الجميلان تحاوطه !!
-مفيش ، قرصه نموسه !!
قالتها بملل ازعجه بشده فاردف باندفاع وغضب…
-قرصه نموسه !!
-اه وعن اذنك بقي عشان بنقفل !!
قالتها وهي تتجه للداخل تطفئ الانوار مكتفيه بهذا القدر من العمل و الضغط النفسي…تبعها مروان بغيظ ليمسك ذراعها بقوة ويديرها نحوه قائلا بحده….
-ممكن تبطلي استعباط واعرف في اي بالظبط ومين ضربك !!
حاولت جذب ذراعها بغضب لما يهتم بها !!
-اوعي بس ايدك دي ، انت فاكرني من حريمك ولا ايه !!
-حريمي !! انتي بتخرفي !!
دون وعي منها مدت ذراعها تجذبه من قميصه نحوها فنظر لها بصدمه قبل ان تردف من بين اسنانها !!
-اه ولا نسيت الموزة اللي كانت معاك من ساعتين !!
ارتفع كلا حاجبيه بذهول هل تغار الوقحة عليه !! وبخ نفسه رافضا الابتسام و قيادتها في الطريق الخطأ فتظن انه يحبها لا سمح الله !!!
او انه يذوب بعينيها الشقية و يعشق ملامح مشاعرها المكشوفة ويضعف كثيرا جدا امام اشعاع عينيها بمشاعر حبها له !!
ترك ذراعها بهدوء وامسك يدها يحاول افلات ملابسه من قبضتها ليردف رافضا تغير الحديث …
-الشباب بتوع الخناقه من يومين هما اللي عملوا فيكي كده !!
تركته وهي تضع يدها بجانبها وترفع رأسها لتنظر الي وجهه فتردف بنصف ابتسامه …
-حاجه متخصكش !!
شعر بدمائه تغلي من رفضها لما تجعل الامور صعبه عليه !!
-منار ، مش لعبه هي دي مصيبه !!
كانت منار مستشيطه غضبا من عدم انكاره لوجود علاقه بينه وبين تلك الفتاه ولكنه لم تتوقع غضبه هكذا واهتمامه بما يحدث لها وترغب في المماطلة حتي تستحوذ علي اهتمامه ولو لفتره قصيرة و يا حبذا لو تجعله يعترف باهتمامه التي تتوق له ….
-وانت مهتم ليه ؟
-مش مهتم !!!
اردف بحده فاختفت ابتسامتها وهي تقول بعناد …
-طيب اتفضل عشان عايزة اقفل !!
-انتي ليه صعبه كده ما تقولي و تريحيني !!
-قولي انت مهتم ليه وانا اريحك ، ولا انت فاكرني سهل كده اي راجل يتدخل في حياتي !!
ضحك بسخريه ليردف بغيظ…
-لا ابدا اطلاقا !!
التفت له بتهكم قائله …
-تقصد ايه يا مسكر !
-اتكلمي عدل انا مش صغير معاكي !
شهقت بإستنكار وهي تشير الي جسدها متمايلة امامه…
-وانا مش صغيره بصلي كويس يا مسكر وانت تعرف !!
ضرب مروان بيده الطاولة خلفها ليردف بغضب ارعش جام جسدها مقررا ترك الهدوء والاستسلام لتوحش مشاعره ….
-ما تتلمي بقي ، ايه متربتيش قبل كده وعرفتي ان عيب تتجاوزي بكلامك مع رجاله ،ايه مسكر دي ما تفوقي لنفسك، فين اهلك انتي !
علت انفاسها بغضب هل تلك فكرته عنها !! انها فتاه عديمة التربية …ابتلعت اهانته فأردفت بخفوت ارغمه اختناقها…
-ماتوا !!!
وضع يده علي عينيه يفركهم بقسوة قبل ان يردف بعد ان لملم افكاره …
-الله يرحمهم بس بردوا مينفعش اللي بتعملي ده يا منار انتي بنت واللي بتعملي ده ممكن تخلي الناس تطمع فيكي !!
-انا مش بعمل كده مع اي حد !!
قالتها وهي تمسك بنظراته وكأنها ترجوه بأن يشفق عليها و يهتم بها هي سترضي بذلك !!!!
تلجلج مروان من ذلك الاعتراف الغير مباشر وشعر بتوتر فاردف بهدوء…
-اقفلي عشان اوصلك الوقت اتأخر …
ابتسمت بتهكم وهي تخرج خلفه و احكم الاثنان اغلاق المكان ،توجه مروان بصمت نحو سيارته متوقعا اتباعها له ولكن بالطبع لم تفعل …
سارت منار بغضب وكأنها تغتال الطريق بأقدامها تشعر بغضب عليه وعلي نفسها و بانزعاج علي اندفاعها الغير محسوب الذي جعله يظنها فتاة سهله المنال !!

بالطبع رجل كباقي الرجال !! ليعارض قلبها بانه ليس كأي رجل بل هو رجل مكتمل الرجولة وسيم و هادئ و يملك الكثير والكثير من المال لما سينظر لها بالرغم من محاولاتها الوقحة والمباشرة للتقرب منه !!!

نظرت الي اسفل بحزن وشهقت بخضه وهي تشعر بأحد يمسك ذراعها ويديرها للجهة الأخرى لتجده هو ..

-خضتني !!
-انا مش قولت هوصلك !!

عقدت ذراعيها بعناد قائله…

-لا معلش انا بحب امشي !!
-اركبي يا منار انا مش ناقص !!
-لا يا مسكر مش هركب !

وبذلك نفضت ذراعها وتركته لترحل مرفوعة الرأس …..
ضرب مروان الارض بقدمه مره بقوة قبل ان يغلق سيارته و يسير خلفها لما لايقتلها وينتهي من الامر برمته وينتهي من لقبها المزعج ..

شعرت منار بخطواته فالتفتت نحوه هاتفه بغضب …

-الله انت جي ورايا ليه ؟!

هز اكتافه بلا مبالاة قائلا…

-ومين قال اني جي وراكي انا رايح اشتري سجاير !!

اشارت الي بائع بجوارهم فأردفت بسخريه وهي تهتز بخصرها لليمين…

-السوبر ماركت اهوه !!
-انتي مالك انا بشتري من مكان معين !! وبطلي المياعه دي في الشارع !
-انا بحب المياعه يا سيدي ، ليك فيه ؟!

شعرت بغضبه يشتعل وهو يعض شفته السفلي فاتسعت عيناها بخوف قبل ان تستدير و تتابع سيرها بعيدا عنه وبالتأكيد استمرت خطواته خلفها …..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه 12

 

فذكريات خطبتها وما بعد خطبتها لاحت فى مخيلتها فلم تستطع تحمل المزيد لذا خرجت خارج القاعة ووقفت خلف عمود تبكى لاحظ (زياد) هروبها من القاعة وتردد ايذهب خلفها أم لا ولكن بالنهاية خرج خلفها وبحث عنها حتى لاحظ طرف فستانها خلف عمود ما ابتلع ريقه فتقدم نحوها بخطوات ثابتة ثم وقف أمامها واخرج من جيب بنطاله محرمة ورقية ليعطيها لها رفعت طرف عينيها لتتفاجئ بذلك الشاب مرة آخرى فهى حتى لا تتذكر اسمه فقالت وهى تأخذ المحرمة

-أنت تانى؟!

ابتسم لها ثم قال

-الاسم زياد .. المهنة بياع مناديل ليكى

كانت تمسح دموعها ولكنها ابتسمت بالنهاية وهزت رأسها بآسى فشعر ببعض الفضول

-بصراحة مستغرب .. لما إنتى لسه بتحبيه اتجوزتى ازاى قبل كده ؟

نظرت نظرة طويلة ولا تعرف بماذا عليه أن تجيبه فشعر هو بتدخله فيما لا يعنيه فتابع

-أنا آسف .. مقصدش ابقى متطفل خالص .. بس حقيقى مستغرب

هزت رأسها نافية ثم قالت

-مش حكاية بحبه .. او انى لسه بحبه بس افتكرت يوم خطوبتنا افتكرت ذكريات لينا سوا .. افتكرت اد ايه كنت غبية ومتهورة لما حبيت انتقم منه عشان سابنى بس عشان أنا مكنتش مهتمة بعلاقتنا كنت انانية شويتين عاوزة كل حاجة عاوزة ريان والوظيفة والرسالة وفى الأخر كله ضاع .. ضاع .. وليه عشان أنا انتقمت من نفسى مش من (ريان) روحت ضيعت حياتى مع الحيوان اللى اتجوزته .. اللى كل حياته غلط فى غلط بدل ما اصلح من نفسى واشوف العيب فين زودت عيوبى أكتر وأكتر مش هنكر اتجوزته عشان اغيظ (ريان) وعشان فلوسه برده .. أنا مش مادية .. بس كنت كنت ..

لم تستطع أن تكمل حديثها وانهارت من البكاء فشعر (زياد) بالحزن من أجلها ولم يعلم بماذا عليه أن يخفف عنها فتحدث بهدوء

-اهدى .. اهدى .. إنتى ليه زعلانة من نفسك كده .. الحكاية مش مستاهلة وحياتك مضاعتش ولا حاجة إنتى لسه شابة ودكتورة وفى اول طريقك وتعرفى تعوضى كل اللى راح

مسحت دموعها ثم نظرت له وقالت

-ميرسى ع كلامك .. وع تشجيعك ليا .. ومعلش لو صدعتك بكلام ملكش دخل فيه
-ع فكرة أنا اللى سئلت
-بس عاوزك تعرف حاجة عشان أنت شكلك قريب (ندا) صدقنى أنا مش بكرهها بالعكس ولا بكره (ريان) ولا غيرانة منها أنا بس زعلانة ع حالى

اماء بعينه متفهماً ثم قال

-عارف وفاهم .. وع فكرة أنا مش قريب (ندا)

اضيقت عيناها بعدم فهم فتابع هو

-انا وبلا فخر .. صاحب خالها وكنت بحبها بس رفضتنى

اتسعت عينيها بعدم تصديق ثم انفجرت ضاحكة فسرعان ما شاركها الضحك ثم قال

-الحال من بعضه يعنى

هزت رأسها إيجاباً وقالت

-طب يلا ندخل عشان محدش يدور علينا
-يلا ..
*********************
بعد مرور ستة أشهر كان (ريان) قد جهز ورتب عش الزوجية الخاص به و ب (ندا) فلم يكن يوجد أى داعى لتأجيل حفل زفافهم بعد الآن لذا قررا فى بداية الشهر المقبل سيكون موعد زفافهم ويبدئوا حياتهم معاً ..
بينما كان (عبد الرحمن) و (همسة) بدئت علاقتهم تأخذ منحنى آخر وبدء يشعر بمشاعر تجاهها لم يكن يتخيل انه سيشعر بها معها فاصبحت كل حياته وأصبح لا يرغب فى الاستغناء عنها ولو لدقيقة واحدة بينما هى كانت تشعر بأنها تحبه أكثر وأكثر ولكن ما يزعجها انه لم يعترف لها بحبه فعلمت أنه لا يبادلها تلك المشاعر التى تشعر بها على الرغم من انه يعاملها بطريقة جيدة ويحضر لها كل ما تتمنى دون حتى أن تطلب لكن هى لا تريد أن تكون حياتهم أداء واجبات تجاه بعضهم البعض ..
أما عن (شادى) فقد قام بخطبة تلك المغرورة أخيراً واراد أن يتم عقد قرانهم سوياً حتى تكتمل تلك القرية لكنها رفضت وعللت ذلك بأنها تريد أن تعيش معه كل المراحل من خطبة وعقد قران وزواج دون أن تلغى أى مرحلة بحياتهم فهو الرجل الأوحد الذى استطاع أن يسرق قلب (ريما الدمنهورى) وليس من المعقول أن تتخطى أى مرحلة دون أن تعيش تفاصيلها وبالنهاية رضخ (شادى) لرغبتها فهو لا يريد إلا سعادتها ..
مرت الأيام سريعاً وكان عرس كلاً من (ريان) و (ندا) فشعر الجميع بالسعادة من اجلهم رقص (ريان) مع (ندا) التى كانت تشعر بالسعادة فأخيرا ذلك المتردد لم يصبح متردداً بعد وبسببها نظرت فى عينيه ثم قالت

-مين يصدق أنك متترددش معايا ولو لحظة واحدة ؟ حاسة انى عملت حاجة شبه خارقة

ابتسم (ريان) على حديثها الطفولى ذاك ثم قام بإخبارها

-من الاول كنت قايلك .. التالتة تابتة .. معروفة يعنى

هزت رأسها بآسى ثم نظرت بعيداً وتغيرت ملامح وجههت قليلاً فسئلها

-مالك يا حبيبتى ؟ شكلك اتغير كده ليه ؟
-مش متخيلة انى هبات فى مكان من غير (نور) و (سيمبا) ؟ اتحيلت عليك كتير اننا نقعد فى الفيلا معاهم وانت ..

لم تستطع أن تكمل حديثها بعد أن رأته اشاح بوجهه بعيداً ولا يريد النظر لها فتابعت هى

-أنا مش عارفة انت واخد الموضوع بحساسية ليه كده كل حاجة ملكى هى ملكك
-العكس يا (ندا) .. اللى ملكك هيفضل ملكك واللى ملكى هيبقى ملكنا .. وبعدين ما (عبد الرحمن) هيبقى قاعد مع (نور) فى اول اسبوعين من جوازنا وبعد كده قولتلك (نور) تيجى تعيش معانا انا معنديش مشكلة خالص وانتى عارفة
-عندك مشكلة بس مع (سيمبا)

اضيقت عيناه ثم قال

-انسى يا (ندا) .. انسى

ضحكت (ندا) كثيراً عليه ثم قالت

-خلاص طيب .. متكشرش كده الناس تقول ايه طيب

ابتسم ثم قبل رأسها وقال

-ربنا يخليكى ليا

شعرت بسعادة كبيرة ثم ابتسمت له بسعادة فى حين كان (عبد الرحمن) يقف بجوار (همسة) ثم سئلها

-منفسيكش يجى اليوم اللى زى ده لينا ؟

احمرت وجنتيها فالحقيقة هى تتمنى ذلك اليوم أكثر منه فمنذ أن بدئت تعى وتفهم ما حولها وهى لم تجد سواه يستحق قلبها فنظر لها وهو يتأمل وجهها ثم قال

-بحب خجلك ده جداً .. وبحبك أنتى شخصياً

اتسعت عينان (همسة) بعدم تصديق وظلت تحملق فيه لبرهة ثم خرجت من صمتها

-أنت قلت ايه ؟

شعر بالفرح وهو يرى تلك السعادة تقفز من عينيها ثم قال

-بحبك .. بحبك بجد يا (همسة)

آشارت له بسببتها محذرة

-اوعى تكون بتكدب عليا يا عُقد أنت
-برده عُقد !! بعد بحبك .. ما العقدة اتفكت ايه .. اتفكت ع الآخر
-الله اكبر .. مش مصدقة

ابتسم عليها ثم قال

-طب ايه مش هتقولى انك إنتى كمان بتحبينى ؟
-أنت عارف كويس .. بس بحبك بجد

حاول أن يمسك يدها وهى تقف بجواره فضربت يدها بيده ثم قالت

-مش للدرجة يا بودى
-قفلتينى ببودى بتاعتك دى

ابتسمت وهى تنظر للإتجاه الآخر فهى حتى الآن لا تصدق أن الحلم الذى حلمته قد اصبح الآن حقيقة ..
كان (زياد) يتحدث عبر الهاتف فخرج خارجاً كى يسمع المتحدث جيداً فالصوت مرتفع للغاية داخل القاعة واذا به يجدها تدخل القاعة مع والداتها فلمحته هى بعينيها وتوقفت لتقول والداتها

-هروح اسلم ع حد اعرفه ادخلى انتى لطنط (نادية)
-ماشى يا حبيبتى

وقفت خلفه دون أن يشعر وانتظرت أن ينهى تلك المكالمة التى معه وما أن انهاها حتى إلتف لكى يعود داخل القاعة فكاد أن يصدمها لولا انها تراجعت قليلاً للخلف فعقد حاجبيه ثم قال

-انتى بتتصنطى عليا ولا ايه

رمقته بغيظ وقالت

-وانا هتصنت عليك ليه يعنى

ثم تركته ورحلت فدعاها

-(أسما) .. استنى هنا

شعرت بسعادة لأنه مازال يتذكر أسمها فهة لم تراه منذ ستة أشهر ولكنها لا تعرف ما سر تلك السعادة بالأصل فتوقفت دون أن تلتف له فسار خطوتين ووقف أمامها ثم قال

-بهزر ع فكرة

هزت كتفيها بلا مبالاة بعد أن رسمت الجمود على ملامحها قليلاً وقالت

-عموماً أنا قلت اسلم عليك لما شوفتك بس مكنتش اعرف انى هبقى متطفلة اوى كده .. عن اذنك

وهمت لترحل ولكنه قال

-(أسما) .. إنتى زعلانة عشان (ريان) بيتجوز يعنى؟ فبتطلعيه عليا

اتسعت عيناها وهى تحملق به من وقاحته ثم قالت

-أنا قلت اجى اسلم عليك عشان أنت اخر مرة ادتنى طاقة إيجابية واتحمست اكتر ان انسى كل الماضى بحلوه ومره وده جميل مش هنسهولك طول عمرى .. بس مش أكتر لا زعلانة ولا حاجة .. عن أذنك عشان ماما قعدة لوحدها جوا
-اه .. اه اتفضلى

دلفت للداخل وابتسمت حين رأت (ريان) و (ندا) سوياً ففى الفترة الماضية استطاعت تخطى مشاعرها نحو (ريان) بل والأكثر من ذلك أنه يقوم بمساعدتها فى الرسالة الخاصة بها واصبحت هى و (ندا) ايضاً شبه اصدقاء فقد ساعدتها كثيراً فى تخطى حالتها النفسية السيئة فكانت تتحدث مع والداتها وهى تبتسم كان (زياد) يتابعها بعينه ويتابع تحركتها ولا يعرف ما السبب فى ذلك أخذ نفس عميق وكان يفكر هل من الممكن ان يكون ؟! حتى انه طول الستة اشهر الماضية لم تغب عن باله لكنه كان يظن انه نوع من انواع الفضول أو مجرد عطف عليها وشفقة لأنها مثله تماماً فحبيبها تزوج حبيبته لكن حينما رأها اليوم شعر بمشاعر مختلفة وكأنها احيت بداخله مشاعر لم يكن يتخيل أنها ستأتيه بتلك السرعة ولكن عليه التمهل ربما ما يشعر به نحوها مجرد إعجاب وليس أكثر لذا عليه التمهل وليرى ماذا يخبئ لهم المستقبل ..
*******************
وقف (شادى) مع سائحتين فى باحة الفندق يتحدث مع إحدهما وقد كانت تسئله عن مكان ما تريد زيارته هى وصديقتها فأجاب عليهم وظلا يتحدثان معه لبعض الوقت فى حين كانت (ريما) تشرف على الفندق لاحظت وجود السائحتين معه فى البداية وحاولت ضبط مشاعرها فلا شئ يستدعيها أن تغار ثم ذهبت لموظف الأستقبال كى تراجع معه بيانات بعض النزلاء ثم نظرت مرة آخرى تجاه (شادى) وجدته مازال يقف مع السائحتين ضربت بيدها على الطاولة الفاصلة بينها وبين موظف الاستقبال ثم اتجهت نحوهم وتأبطت ذراع (شادى) وقالت بالإنجليزية بلهجة سمجة

-عذراً .. أنه خطيبى .. وأنا بحاجة إليه الآن

لم تنتظر ردهم وسحبته ليبتعدا سوياً وما أن ابتعدا حتى تركت يده وتحدثت بنبرة غاضبة

-ممكن افهم ايه ده ؟! ربع ساعة بتكلموا ؟!
-متكبريش الموضوع ربع ساعة ايه بس ؟
-(شادى) انا جيت هنا فى الاستقبال الساعة 2 وربع ودلوقتى 2 ونص ايه مش حاسس بالوقت اوى كده معاهم
-يا بنتى كانوا بيسئلوا ع مكان عاوزين يروحوه
عقدت يدها نحو صدرها وهى ترفع حاجبيها
-والله ؟! .. وهو اللى بيوصف لحد مكان حاجة بيفضلوا يضحكوا ويهزروا .. وعين الملونة الصفرا دى كانت عليك

ابتسم (شادى) ثم قال بنبرة خافتة

-اه قمر بنت الايه

اتسعت عينان (ريما) وهى لا تصدق ما سمعته للتو فقالت بغيظ ملحوظ

-ع فكرة سمعتك

اصطنع (شادى) التوتر ثم قال

-انا مكملتش الجملة ع فكرة بقولك قمر بنت الاية بس ولا يهمنى هو اللى خاطب (ريما الدمنهورى) يبص لغيرها .. معقول يعنى ؟

قالها ببراءة شديدة جعلتها تهز رأسها بعدم تصديق كيف له أن يغير مجرى الحديث كذلك فتابع هو

-والله بحبك يا قمر أنت ومليش غيرك

احمر وجنتيها ثم طلب منها بتوسل

-بقولك ايه القرية بتاعتك دى قدامها 6 شهور كمان انا هقعد استنى كل ده عشان نتجوز
-مش اتفقت مع داد ع كده
-ايوة بس .. بجد حرام وكتير

أشارت بسبابتها نافية وهى تقول

-تؤ تؤ .. الجواز بعد القرية
-طب كتب كتاب بس

هزت رأسها نافية وقالت

-برده لا
-طب بوسة

حملقت به وهى لا تصدق ما قاله للتو ورمشت بعينيها عدة مرات فقرر إصلاح ما قاله للتو وهو ينظر متفحصا الفندق

-طب بصى بقى فى شوية تجديدات لو اتعملت هنا فى الفندق هتبقى تحفة بجد

اضيقت عينها بعدم تصديق ثم ربتت على كتفه وقالت لترواغه مثلما يرواغها بالحديث

-الفندق ده ملك (شريف الدمنهوري) وأى تجديدات تحصل هنا لازم (شريف) يعرف ويمضى .. غير كده .. هتوحشنا يا (شادى)

ابتلع ريقه ثم قال بصوت خافت

-علمناهم الصياعة
-بتقول حاجة يا حبى
-بقول انا رايح الموقع اكمل شغل .. بلاش قلة ادب وشيلى ايدك كده .. احنا فى فندق محترم

قال جملته الاخيرة وهو يزيل يدها من على كتفه فابتسمت وهزت رأسها بآسى على ذلك المجنون الذى تعشقه ..
********************
بعد حوالى اسبوعين من زفاف (ريان) و (ندا) قاما بدعوة خالها وخطيبته وشقيقتها على الغداء فأصر (زياد) على الحضور فهو لن يترك شقيقته بمفردها مع صديقه وإلا لن تحضر شقيقته ذلك الغداء..
فى تمام الساعة الثانية ظهراً قد وصلا جميعهم اسفل العقار الذى يسكن به (ريان) ثم ترجلا من السيارة ودلفوا نحو الداخل واستقلوا المصعد وفى غضون ثوانى كان يرحب (ريان) بهم وبوجودهم دلفوا جميعاً وجلسوا يتحدثون ثم قاما الشباب بلعب الكورة بألعاب الفيديو بينما ظلت الفتيات يتحدثن فى أمور شتى حتى حان موعد الغداء فأعدت الفتيات المائدة من ثم دعوا الشباب تناولا الطعام فنظر (عبد الرحمن) إلى (زياد) ثم قال

-يعنى مش فاهم ايه اللى جابك هنا أصلاً تناحة وخلاص؟

فقالت (ندا)

-بس يا (عبد الرحمن)..(زياد) مرحب بيه فى أى وقت طبعاً..

هندم (زياد) من ملابسه ثم قال

-شايف الكلام الحلو..

ثم وجه حديثه نحو (ريان)

-ينفع اسيب اختى تروح فى حتة لوحدها معاه؟

ابتسم (ريان) ثم قال

-لا طبعاً.. سبحان الله اللى عمله معايا انت بتعملوا فيه
-بقى كده!!

قالها (عبد الرحمن) وهو يصر على أسنانه فابتسما جميعاً ثم استمع (ريان) لصوت هاتفه فنظر عبر الهاتف ليزفر بضيق فسئلته (ندا)

-مالك وشك قلب كده ليه؟

لم يجب (ريان) على الهاتف وجعله صامت ثم قال

-مفيش غيره.. هيكون مين يعنى؟ دكتور (جلال).. اكيد عاوز يسئلنى عن رأيها.. أنا أصلاً محرج مش عارف اقولها ايه دونن عن كل الناس ينقينى أنا الوسيط بينهم
-يمكن ميعرفش انكوا كنتوا مخطوبين
-يعنى عرف كل حاجة عنها وانها كانت متجوزة وعارف ان امى صاحبة امها وميعرفش ان كان فى بينا علاقة ومخطوبين

ترك (زياد) الطعام فقد فهم أن الحديث على (أسما) فأجابت (ندا)

-أصلاً كبير عليها اوى.. مش معنى انها اتجوزت قبل كده ترضى بواحد اد ابوها وبعدين دى متعتبرش جوازة دى مكملتش حتى شهرين مع الحيوان الأول

نظرت (همسة) بعدم فهم وسئلت

-مين دى؟



قصت لها (ندا) عن (أسما) وحياتها وأن ذلك الطبيب يكبرها بعشرون عاماً وأن (ريان) يشعر بالخجل بالطبع فى مفاتحة (أسما) بذلك الموضوع كيف سيخبرها أن أحدهم بعمر والدك يطلب يدك للزواج رغم كل ما حدث بينهم حتى وأن كانت علاقتهم قد تحسنت ولكن ليس لدرجة ان يخبرها بوجود عريس لها وبتلك الصفات .. ترك (زياد) الطعام ونهض فجاءة عن المائدة فقالت

-كمل اكلك.. انت مكلتش حاجة
-شبعت.. انا بس رايح الحمام
-اه اه اتفضل

فتابعت (همسة) حديثها مع (ندا)

-بس فعلاً هو كبير عليها جداً .. 20 سنة ده فرق رهيب انا اقصى حاجة افضلها زيى انا وبودى كده اكتر من 15 حقيقى مشكلة فى حاجات كتير

اخذ (ريان) نفس عميق ثم قال

-فاتحيها انتى يا (ندا).. وعرفيها انى لا انا ولا إنتى موافقين .. بس دى مجرد رسالة بنوصلها

هزت (ندا) رأسها إيجاباً ثم اكملا باقى اليوم ولكن كان (زياد) الحاضر الغائب فلم يكن يتحدث بالمرة يفكر فى تلك الفتاة التى أن وافقت سيضيع شبابها وحياتها معاً ..
*********************
ما أن انتهوا من السهرة حتى عاد كلاً من (زياد) وشقيقته للمنزل التى لاحظت تبدل حاله بعد أن تحدثوا عن تلك الفتاة التى لم تراها من قبل ولكن هل لذلك علاقة فعلاً بتغير الحالة المزاجية ل (زياد)؟ هل يعلم تلك الفتاة من الأصل ام ربما تلك مجرد مصادفة وأن كانت مصادفة فما السبب الذى بدل مزاجه لتلك الدرجة لم تستطع الصمت والتفكير بينها وبين نفسها لأكثر من ذلك لذا سئلته

-مالك يا (زياد)؟

شعر (زياد) بالتوتر ثم قال بتلعثم

-م.. مالى؟ مانا زى الفل اهو؟!
-لا مش زى الفل انت بتحبها مش كده؟

ابتسم بسخرية ثم قال

-لا طبعاً..احب مين بس يا بنتى؟

اضيقت عينان (همسة) بخبث ثم قالت بمرواغة

-مكنش لازم تيجى يا زيزو يعنى دول عرسان جداد وطبيعى يبقى فيه دلع قدمنا.. أنت مكنش ينفع تيجى أصلاً وتشوفهم سوا
-ا.. إنتى قصدك (ندا)؟.. لا يا شيخة ده موضوع واتقفل

وضعت (همسة) يدها نحو خصرها

-يعنى انت كنت تقصد (أسما) شفت انك بتفكر فيها انت حتى محطتش ربع احتمال انى ممكن اكون بتكلم عن (ندا).. ايه حكايتك معها محكتليش عنها خالص

تعصب (زياد) ثم قال

-عشان مفيش حكايه.. مفيش حكاية من اصله يا (همسة)
-بتحبها؟
-دى واحدة مشوفتهاش غير مرات تتعد ع الصوابع وكانت متجوزة قبل كده كمان ومش بس كده كانت مخطوبة ل (ريان) اللى هو جوز (ندا) يقولوا ايه بعند معاه قمت روحت خدت حبيبته القديمة زى ماهو خد حبيبتى.. بطلى هبل بقى

رددت (همسة) سؤالها مرة آخرى وكأنها لم تسمع ما قاله للتو

-بتحبها؟

لم يستطع النظر فى عينيها واعطاها ظهره

-بابا مش هيوافق عليها عشان كانت متجوزة قبل كده
-بتحبها؟
-معرفهاش كويس يا (همسة)

زفرت (همسة) بضيق وسئلته مرة آخرى

-بتحبهايا بارد؟

أمسك (زياد) رأيه ثم جلس نحو اقرب مقعد ووضع رأسه بين راحة كفى يده وقال

-مش عارف.. ملحقتش.. صعبانة عليا متعاطف معها.. لكن حب مش معقول

ثم رفع رأسه وقال بعصبية

– بس هى متخلفة وهتوافق وهتشوف انه فرصة ليها كمان.. هى مش هترضى بيا أصلاً مش هترضي تخيلي انها هى اللى مش هترضى

-هو عموماً حقها.. بس ليه؟
– مش هترضى تظلمنى.. عشان هى مطلقة
-فاتحها الاول وشوف مش يمكن توافق وتكون دماغها مش مكلكعة زيك
-افاتحها وانا مش فاهم طبيعة مشاعرى ليها.. انا مش واثق أصلاً
-طب خلاص هبقى اعرف من (ندا) ميعاد خطوبتها ع عريسها الجديد

صرخ بوجههة محذراً

-(همممممممسة)

اخذت نفس عميق ثم قالت بهدوء

-كل واحد فينا فيه مزايا وعيوب والعيوب والمزايا مختلفة من شخص لشخص ممكن انا اشوف ميزة فيك حد غيرى شايفها عيب.. شوف اللى يناسبك يا (زياد)
-انا مش هنكر.. معجب بيها.. بس جواز ومستقبل مش عارف مش عارف فى حاجات كتير بفكر فيها

ابتسمت ثم جلست بجواره وقالت

– هبقى اكلم (ندا) بكرة بليل اعرفلك رأيها

ابتسم (زياد) وهز رأسه إيجابا فقبلت (همسة) رأسه ثم نهضت من جانبه ودعت الله أن يفعل الله الصالح لشقيقها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى