روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه 10



اتجه ظافر لمساعدتها فوجدها تتنقل بتوتر بين ارجاء المطبخ …رفع حاجبه وهو يسعل بخفه معلنا عن وجوده فرمقته بسرعه وابعدت بصرها لتعود و تقف امام الموقد تتحايل علي الماء لان يغلي فتهرب الي غرفتها وصغيرها !!
علت انفاسها قليلا وهي تفرك اصابعها معلنه عن تحول جسدها لشعله من القلق و التوتر و شعور اخر مخزي !!!
-روحي انتي ليحيي وانا هشيل الببرونات لما تغلي اجبهالك جوا !!
قال بصوت به بحه لم تعتادها وهو يستقر بجوارها …
-لا مفيش داعي انا خلصت اهوه !!


وقع الغطاء من يدها ليميل الاثنان لإحضاره فاصطدمت رأسها برأسه الصلبة !!
-ااي !!
قالتها وهي تستقيم وتفرك رأسها …فابتسم هو ليردف …
-اسف !! انا هجيبه !! ….
مال بنصف جسده يحضره من تحت اقدامها … فلامس ظهر يده بعفوية ساقها الظاهر من رداءها و الذي يرتفع عن قدمها بشبرين ولكنها لمسه صدمت الاثنان معا وجمدتهم مكانهم !!
شعر بها ترتعش بخفه ، فاشتعل قلبه بمشاعر يكبتها منذ زمن ……
اهتزت اصابعه وهو يقبضها ويبسطها علي ساقها يستشعر نعومة ورقه بشرتها كوردة في الربيع علت انفاسه قليلا وهو يرفع اصابعه تدريجيا ببطيء شديد متناسيا الغطاء الملقي علي الارض ……
اغمضت عينيها بقوة وهي تستمع الي انفاسهم العالية والتي ملأت الغرفة ممزوجة بصوت غليان الماء… و دقات قلبها تدق في اذنها….
احمرت اذنه بانفعال وهو يشعر برأسه يدور قليلا بنشوة وكأنه يلمس امرأه للمرة الاولي !!!!
ضغط بيده علي ساقها يحفر الشعور بملمسها تحت اصابعه في قلبه…
لامس طرف ردائها القطني يده وهو يستمر بملامساته ورفه يده بشوق ….
شعرت بثقل صدره وجبينه يميل نحوها و يلامس جانب جسدها وكأن قواه قد خارت فمدت يدها تمسك حافه الموقد بشده خوفا من ان تسقط كالماء بين يديه ……
-بابي !!!
انتفض الاثنان بخضه ليستقيم ظافر ويستدير نحو صوت طفله الناعس الذي يفرك في عينيه ….
-في حاجه يا يوسف …
قالها بصوت يشع بأحاسيسه المختلطة وهو يراها تطفئ الموقد متناسيه تجهيز اللبن للرضيع وتركض متخطيه يوسف الصغير دون ان ترفع وجهها لمره نحوه….
-عايز اشرب !!
-حاضر يا حبيبي !
قالها وهو يتابع اختفاءها بعينيه !!

تبا !!!! ما الذي حدث للتو !!!!!!!!!
ماهذا الجنون الذي انفجر داخله فيجعله يفقد السيطرة و يظهر كمراهق مذبذب المشاعر !!!!!!

هربت شروق وهي تغلق الباب بخجل …وضعت كفيها علي وجنتيها الحمراء الساخنة قبل ان تنقل احدهما الي صدرها تتحس قلبها المتسارع !!!
كيف ستريه وجهها بعد ما حدث بينهم !! هزت راسها بعنف و خجل ترفض التفكير ، سيكون مهمتها القادمة الابتعاد عنه قدر الامكان !!!

…………………………..

اسفل المبني………

اغلق سيارته وهو يرتدي نظارته الشمسية حتي يخفي نظراته المسروقة نحوها ….
فقد اتخذ القرار بانتهاء هذه المهزلة حتي لا يقودها للاعتقاد بإمكانيه حدوث امر بينهم !!!
عقد حاجبيه وهو يراها تقف بين شابين …انتب لحركه يدها وكأنها تخبرهم بالرحيل !!
هل يضايقونها ام ماذا ؟!
كانت منار في مزاج لا يطاق و حالتها مزرية فقد لاحظت تعمد مروان للصعود سريعا حتي انه صار لا يشتري الخبز منها …..
حتي مراقبته لها و التي دأب علي فعلها منذ شهور انهاها !!!
فانتهت بها الايام الماضية في مزاج يؤهلها لقتل اي كائن حتي زوج والدتها رحمها الله و شقيقها من والدتها لم يسلما من لسانها السليط !!
ولكنها لن تشعر بشفقه علي اي منهم !!
فما فائدة شقيق لا يهتم بها ويشاركم المأوي ليجد مكان ينام به ليلا … وهو الوقت الذي تسمح به لنفسها للعودة الي البيت لتفادي حركات زوج والدتها القذر ولكن شقيقها حتي وان اظهر لا مباله فيما بينهم متاكده انه يعود من اجلها !!
ليأتي هاذين الاحمقين الان وهي تراقبه يقطعان وقتها المقدس المخصص لمشاهدته وهو يعود الي منزله بهيئته الرائعة و ملابسه المنمقة و تلك الهيبة الي تسلبها عقلها !!
-يلا من هنا انت وهو ، مش ناقصه قرف علي المسا !!!
-ليه بس يا جميل ده احنا عايزين الرضا !!
قالها احدهم وهو يقترب لتصيح بحده وهي تعود بنصف جسدها للوراء و تفتح ذراعيها بغضب ….
-جرا ياض انت وهو ما تغورا بدل و ديني لأنسل اللي في رجلي علي دماغك انت وهو يا نص كم !!!
-ايه ده ايه ده !!! انتي هتعملي الشريفه !!!
قالها الاخر لتشهق باستنكار وتوعد وهي تميل ترفع رداءها وتعقده علي خصرها فتعود و تسحب خفها وسط ذهول الرجلين وذهول مروان الذي رمي حقيبه وهرع اليها بدماء تغلي وهو يحمد الله علي ذلك السروال القطني البشع التي ترتدي تحت فستانها !!!
عاد الشابين بصدمه الي الخلف وهي تهجم عليهم قبل ان ينضم اليها مروان فينهال عليهما ضربا دون كلمه !!!
عادت منار الي الوراء تراقب بسعادة وقلب متحمس والشابان يركضان بعيدا ….اعادت خفها الي قدميها واردفت ….
-عيال صايعة ماتربتش !!
-والله محد عايز يتربي غيرك !!!
اتسع فمها بصدمه وهو يمسكها بحده يجذبها الي الدكان …
-اي اي براحه !!!
-انتي اتهبلتي !! فاكرة نفسك راجل ولا ايه !!
جذبت يدها بغيظ قائله …
-انا مش راجل ده انا بميه راجل !!!
هز رأسه بغضب ليردف من بين اسنانه !!.
-وكنتي هتعملي ايه يا ميه راجل لما يتجمعوا عليكي ويرنوكي علقه ويا عالم كان ممكن يعملوا ايه تاني !!!
-يا سلام وانا مالي !!
-يعني ايه مالك ؛ انتي قاعده ليه لحد الساعة عشرة بليل في الشارع اصلا !!
-الله انا قاعده في اكل عيشي و هما اللي جاينلي اعملهم ايه يعني و لا انا اللي ندهتهم قولتلهم ونبي تعالوا زاولوني !!
-والله مش لاقي مبرر !!!
قالها باتهام ليزيد تنفسها بغضب وهي تضع يدها علي خصرها قائله ….
-وتلاقي مبرر ليه !!! محدش قالك اتدخل اصلا !!!
-وطي صوتك وانتي بتكلميني !!
قالها بحده و هو يرفع اصبعه بتحذير وكأنها طفله صغيرة…عضت علي لسانها وهي تري جديه ملامحه ونظرت بعيدا عنه عاقده ذراعيها باستنكار واعتراض…
زفر بحنق وهو يهز رأسه بقله صبر ليردف بعدها ….
-مش المفروض ابدا ان بنت تشتغل بعد الساعه عشرة بليل و لو صاحب الفرن هو السبب انا هكلمه !!!
-لا انا اللي عايزة اشتغل واقفل براحتي !!
قالتها وهي تنظر بعيدا رافضه ان تخبره بانها تنتظر حتي تضمن وصول شقيقها الي المنزل المكون من غرفتين فقط فتستطيع العودة والحصول علي بعض الراحة قبل الذهاب للعمل في الصباح الباكر قبل استيقاظهم والهرب من زوج والدتها !!!
-يا سلام ده انتي بجحه اوي !!
-يا سلا…
-بس متتكلميش !!!
قاطعها بحده لتزفر بغضب وهي تدور في المكان تحاول تجاهله …..فأخذت تخبط كل تقع يدها عليه ….
وضع مروان يده علي جانب وجهه بغضب محاولا التركيز والتفكير بهدوء حتي لا يجذبها من شعرها الغجري بلون العسل !!!!!
-ممكن تقفلي وتتفضلي تروحي !!

رمقته بطرف عينيها لتهز رأسها بالموافقة …. ساعدها مروان لينتهوا بعض دقائق ويتم اغلاق المكان !!

اتجه الي سيارته متوقعا منها اتباعه ولكنه فوجئ بها تفرد ردائها الذي تناسي وجوده حول خصرها و تتجه بعيدا عنه ….هرع خلفها يمسك بذراعها قائلا ….

-انتي رايحه فين !!

كانت تضع علكه جديده في فمها بدل التي بصقتها في الشجار …… فكادت تختنق بها وهي تشعر بقوة يديه تحيط بذراعها …..سعلت قبل ان تردف…

-مروحه ؟!

-انتي بتسألي و لا بتعرضي ولا في مكان تاني عايزة تروحيه !!
لمحت نظراته النارية المعلقة بها فتوترت قائله وهي تضرب كف علي كف ….
-يوووه مش قولت روحي !! اديني كنت مروحه اهوه هروح فين يعني !!
-اركبي يا منار انا اللي هوصلك !!
قالها بهدوء محاولا تمللك اعصابه والعودة الي ذلك الرجل المتحكم بانفعالاته …
كادت تضحك وهي تراه يرتدي قناع الهدوء و لم تقاوم مضايقته اكثر لتردف بدلع وهي تمضغ علكتها…
-اه ان كان كده ماشي !!!
تعلم تماما انه يغتاظ بشده من اصطناعها للجراءه فتتعمد جذبه بها ، حتي يخرج عن طور قناعاته الباردة ….
ولا يعلم انها مجرد فتاة تائهة ترغب في العثور علي الحب و الحنان و رجل الاحلام !!

وقف مروان يجذ علي اسنانه بغضب رافضا تماما تصرفات الصغيرة الوقحة حتي وان كانت موجهه له فمن يعلم مع من غيره تقوم بمثل هذه التصرفات !!

اغمض عينيه يستجمع قوته فلديه شعور قوي ان الدقائق القادمة ستكون اطول دقائق في حياته !!!

………………..

بعد يومين …..

دلف ظافر الي مكتبه بغضب فمنذ ما حدث بينه وبين شروق لم يرها فأصبحت تتعمد الابتعاد عنه والاختباء بغرفتها …..
حسنا ربما قد تخطي الحدود ولكنه رجلا قبل كل شيء وهي زوجته بالفعل فلا داعي لهذا العقاب الذي يزعجه بشده!!!
لم يكن يتصور انه اعتدها بهذا الشكل بحيث اصبح كالمجنون في يومين لاختبائها منه وغيابها عن انظاره ..
-ايه يا عم انت هتطلع نار من بقك ولا ايه ؟!!!
قال يزيد وهو يتابع صديقه يدور و يدور في المكتب غافلا عن صديقيه اللذان تبادلا النظرات محاولين تحليل الامر …
نظر له ظافر بحده رافضا الحديث فاردف مروان …
-اجيبلك لمون يهديك ؟
-مش عايز حاجه خليكوا في حالكم دلوقتي !!
مال يزيد علي مروان هامسا …
-شكلها منفضاله من ساعتها !!
لكزة مروان بحده حتي لا يسمعه ظافر فيجن جنونه ان علم بوصول الخبر اليهم والذي حدث بالصدفة البحتة عندما جاءت شروق لمحادثه سلمي فأخبرتها بما حدث بينها وبين ظافر غير منتبهين الي يزيد الذي كان يدلف ليغير ملابسه فوصل الامر الي مسامعه !!!
ومنذ ذلك الحين ويحاول الاثنان انقاذ صديقهم لينعم بحياة طبيعية سعيدة …….
تنحنح مروان قائلا…
-وشروق عامله ايه ؟
نظر له ظافر بحاجب مرفوع قبل ان يردف…
-كويسه !
-امممممم مع اني شفتها المرة اللي فاتت مرهقه انت مش بتاخد بالك منها ولا ايه …
وقف ظافربغضب قائلا..
-في ايه يا مروان انا مش ناقصك !!
رمقه مروان ببرود وثقه قائلا…
-ليه وراك ايه !!
-اه ، انت فايق و رايق شكلك ….
قالها وهو يسحب مفاتيحه و هاتفه ليوقفه مروان قائلا….
-خد بالك منها شروق شابه ولازم تعيش الحياة مش تدفنها بالحيا !!!
قذف ظافر ما بيده وهو يتجه بعنف نحوه يرغب في خنقه للحديث عن زوجته من الاساس فأوقفه يزيد بصعوبة امام مكتب مروان قائلا….
-مروان متستعبطش !!!
وقف مروان بهدوء ليدور حول المكتب فيقف امامهم تمام واضعا يده في جيب سرواله و يردف بتعجب ….
-لا برافو فعلا ، كمان مش قادر تواجهه افعالك !!
نظر ظافر لمروان شزرا قائلا بتحذير….
-مروان متخلناش نخسر بعض !!!
-انت مش هتخسرني انا لا بغباءك انت هتخسر كل حاجه !!! متخلهاش تصدق انك متجوزها عشان تحميها وفي المقابل تلاقي داده لعيالك !!!!
نظر يزيد بصدمه لمروان الذي تحولت ملامحه لجديه تامه و اتخذ الحوار منحني خطير …..
ضيق ظافر عينيه بقسوة وعلت انفاسه الغاضبة فاردف بحده مدافعا…
-انا عمري ما هعمل كده الولاد هي بتحبهم مش محتاجه امر مني و انا مش مقصر معاها زي ما يحيي وصاني !!!
نظر له مروان بنصف ابتسامه سخريه قائلا…..
-ونعمه الامانة اتجوزتها عشان تحكم عليها بالمقبض تعيش وحيده !!! لا كتر خيرك !!
انتفض يزيد بقلق عندما خبط ظافر كفه بعنف علي سطح المكتب بعيون غاضبه ليردف من بين اسنانه …..
-كلامك زاد عن حده يا مروان انا مش هسمح انك تتكلم معاايا بالاسلوب ده !!
وقف مروان بأسي علي صديقه الذي يرفض منح الفرصة لنفسه ولتلك الصغيرة للبدء في حياة سعيدة من جديد فقال بإصرار قاصدا تنبيهه وافاقته…
-يا ريتك سيبتها علي الاقل كانت لقت اللي يسعدها ….
تدخل يزيد مستكفي بهذه الدراما وهو يسحب ذراع مروان بحده للخارج قائلا….
-مروان متستعبطش انت زودتها اوي !!
لكن ظافر تبعه يبعده وامسك بياقة مروان بحده قائلا بجنون ….
-عايز توصل لايه يا مروان ؟
-طلقها وايه رايك اتجوزها انا علي الاقل هقدر اسعدها واقدملها حياة تستحقها !!!
لكمه ظافر لكمات مفاجأة و متتاليه بغضب اعماه عن صديقه الاقرب فأخذ جسداهما يتطحنان يسارا و يمينا لينجح يزيد بأعجوبة في التفريق بينهم ….
بصق مروان بعض الدماء من قمه قائلا…
– زعلان ليه مش دي الحقيقه !!! انت متجوز واحده عندها اتنين وعشرين سنه عشان تحرمها من الحياة ، هو ده تفسيرك لانها تكون امانه في رقبتك !!! مش بني ادمه دي عايزة تعيش و تحب و تتحب مش قد الجواز مكنتش اتجوزتها !!!!!
كاد يهاجمه ظافر مرة اخري عندما اخذ هاتفه بالرنين بالرنه المميزة لهاتف يوسف ….تنفس بحده محاولا الهدوء قبل ان يجيب خوفا من حدوث امر هام …
-الو يا يوسف ………..متعرفش مين ؟ لسه بتعيط ولا خلاص ؟! ماشي يا حبيبي انا جاي متقلقش خليك معاها و خد بالك من فيري !
نظر حوله يبحث عن مفاتيحه فالتقطها مروان قائلا بقلق …
-في حاجه حصلت !!
نظر له ظافر بغضب يرفض محادثته و مد يده يجذبها من يده فسحبها مروان قائلا ….
-يا عبيط انا اخوك ؛ عايزك تفوق قبل ما تندم انت لو لفيت الدنيا مش هتلاقي احسن من شروق !!!
زفر بغضب وهو يسحب مفاتيحه قائلا …
-هي دي طريقتك انك تبين اني اخوك !!
-لا بس كنت بتأكد بس انك لسه بتحب الستات عشان يزيد كان بيقول حاجه تانيه !!
قالها بابتسامه مشاكسه و واسعه ، رمش ظافر و هز رأسه بقله صبر وحيله بعد ان رمق يزيد بنظرة قاتله ، لما عليه ان يصادق اغرب شخصين علي وجه الارض ….
اقترب منه مروان يمد يده لمصافحته ، نظر له ظافر ثوان لاتزال كلتا يداه علي جانبي جسده ؛ مرت ثوان لم يتحرك ، فابعد مروان كفه وهو يهز اكتافه بلا مبالاه ثم اقترب منه يعانقه ويخبط علي ظهره ….
-عيش الحياة عشان بتجري بينا و متديش امان ليها اوي ، واقرب مثال كان يحيي !!! عيش يا ظافر و عيش اللي حواليك !!!!
رفع ظافر ذراعه يخبط علي ظهر صديقه بل اخيه واردف قائلا…
-مين كان يصدق مروان القديس يطلع مجنون !!!
-قديس ايه يا عم ده طلع قالب العداد انا كنت هطلع بيه من هنا علي مستشفي المجانين انا عمري ما شفت حد عايز يموت كده !!!
قال يزيد بسخريه و مرح وهو يعقد ذراعيه و يراقبهم بترقب من عند الباب …
عدل مروان ملابسه و خصلاته يرغب في العودة الي ذلك الشخص المتزن الهادئ المثالي !!!!!!!!
امال يزيد رأسه لليمين مازال عاقدا لذراعيه ، تفحص شفتيه الممزقة و جانب وجهه المائل للاحمرار ليردف وهو يمط شفتيه قائلا…
-لا التاتش الهادي مش لايق والجريمة دي في وشك ، مروان احب اقولك ظافر علم عليك !!
نظر له ظافر شزرا فلا زالت مشاعره تتحرك في كل الاتجاهات ما بين الغضب و العنف و الندم لأنه لم يستطع تميز نوايا رفيق العمر وانهال عليه ضربا دون تفكير ، حرك مروان رقبته يطقطقها ليردف بابتسامه واثق…
-بس انا الحريف ضربتي بتوجع وبتجرح لجوا اوي و مش بتبان !!!
ضحك ظافر بسخريه ليجيب يزيد بابتسامته السمجة …
-مروان واحد ، ظافر صفر ! عاش يا فنان !!
دفعه ظافر نحو باب غرفته بملل قائلا….
-طيب يلا انت وهو عشان مستعجل ؟
-ايه شروق حصلها حاجه ؟
اردف مروان ليتوقف ظافر امامه بمشاعره المنهكة قائلا بتحذير…
-مروان حاول متتكلمنش عن شروق قدامي الفترة دي عشان مش عايز اقتلك !!!
ارتسمت بسمه ببطء علي وجه مروان وهو يمرر يديه علي وجهه كإشارة للصمت وعدم الحديث مطلقا !!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه 10

 

فى المساء..
قرر (شادى) أن يتناول عشائه فى مطعم الفندق فلديه بالغد يوم طويل فى متابعة العمل داخل القرية الجديدة اقترب من طاولة ما وجلس وطلب الطعام من النادل فى حين كانت تبحث (ريما) عنه ولا تعلم ما السبب فى إهتمامها الزائد به فقد بحثت عنه فى حصة الغداء لكنها لم تجده فعلمت أنه مازال نائم ولكن الآن وجدته يجلس يتناول طعامه فابتسمت دون أن تشعر وعضت شفتاها فهل ستكون متطفلة أن جلست معه اقتربت دون أن تعلم ما السبب الذى يجعلها تتصرف معه على غير طبيعتها ثم قالت قبل أن تجلس

-شفت التصاميم ومتحمسة جداً بجد .. حاسة أنها هتطلع حلوة

قالتها فى محاولة منها أن تفتح معه موضوع فنظر لها وآشار لها بالجلوس ثم سئلها

-تتعشى معايا

جلست على المقعد ثم اصطنعت التفكير بعدها وهى تقول

-افكر

هز رأسه بآسى فسئلته بغيظ

-ايه الحركة دى يعنى مجنونة انا ؟
-وأنا أقدر اقول كده برده

طلبت العشاء من النادل هى الأخرى فسئلها هو

-كلمتى والداك ولا لسه

ضمت يدها قليلاً وحركتها بالهواء نحو الأعلى والأسفل قليلاً وهى تقول

-مش أوى
-إن شاء الله الأمور تتصلح بينكوا
-يارب

فى تلك الآثناء مرت فتاة بجوار (شادى) ثم قالت وهى تضع يدها على فمها

-مش ممكن !! .. (شادى نصار) عاش من شافك

نظرت (ريما) لتلك المتحدثة ثم نظرت تجاه (شادى) لترى هل يعرفها حقاً فوجدته يبتسم ويقول

-(فاتن) فينك يا بنتى

جلست (فاتن) معهم على الطاولة دون أن تستئذن وتحدثت بإريحية

-يااه من ساعة الجامعة منعرفش حاجة عن بعض الشلة كلها اتفرقت اللى اتجوز واللى سافر

ثم نظرت له وقالت

-واللى عامل نفسه مشغول طول الوقت وبيتقل علينا

ابتسم (شادى) ثم قال

-يا بنتى حرام عليكى بطلى ظلم .. أنا فعلاً مشغول

وضعت (ريما) يدها أسفل وجنتها وظلت تشاهد تلك المشاعر الفياضة بينهم وهى تحاول منع نفسها من التعصب على (شادى) فى حين نظرت (فاتن) تجاه (ريما) وقالت

-ايه ده أنت خطبت ؟! .. مش تعرفنا

راقبت (ريما) جيداً رد فعله حتى ترى ماذا سيقول بينما نظر هو بطرف عينه إلى (ريما) فقد خاف أن تتضايق من قول شئ كهذا فقال

-لا .. لا .. دى أنسة (ريما) صاحبة الفندق هنا وبينا شغل

صُدمت (ريما) من رد فعله فقد نفى وكأنها شخص لا تصلح له فى حين ابتسمت (فاتن) وقالت

-مانا برده بقول (شادى) يخطب .. ده أنت كنت ..

قاطعها قائلاً

-بلاش فضايح بقى

اتسعت عينان (ريما) وظلت تهز قدمها بإنفعال فابتسمت (فاتن) وظلت تثرثر هى و (شادى) فنهضت (ريما) وهى تقول

-انا رايحة ارتاح فى اوضتى .. اصل جالى صدا
ع
ثم تركتهم دون حتى أن تسمع إجابة أى منهما فقالت (فاتن)

-مالها دى ؟!

ابتسم وهز رأسه بآسى وهو يقول

-لا دى بالذات متركزيش معها هتتعبى بجد

ضحكت (فاتن) ثم قالت

-مش عارفة ليه يا واد حاسة أنها غيرانة

اتسعت عينان (شادى) ثم هز رأسه نافياً وقال

-لا طبعاً .. اتلاقيها بس اضايقت عشان اتجاهلنها واتكلمنا سوا هى مبتحبش حد يتجاهلها ولا بتحب أن فى حد يكون محور القعدة غيرها
-جايز .. بس ابقى ركز .. أنا حسيت هتضربنى بالنار

شعر (شادى) بسعادة ولكنه لم يرد أن يفترض ما ليس حقيقى ف (ريما) شخصية مغرورة بعض الشئ هى لا تشعر بالغيرة من أى انثى بالأساس كيف ستغار عليه .. وكيف ستغار عليه وهى لا تراه أصلاً هز رأسه نافياً تلك الفكرة ثم سئل (فاتن)

– لسه إنتى و (شريف) مخطوبين ؟
-اتجوزنا وعندنا دلوقتى (على) .. وع فكرة هو جاى دلوقتى أنا نزلت قبليه اطلب العشا عشان كان عنده مكالمة شغل ..هيفرح جداً لما يشوفك

ابتسم (شادى) ثم قال

-وأنا كمان نفسى اشوفه جداً ..
***********************
صعدت (ريما) غرفتها وشعرت بغضب شديد يسيطر على مشاعرها وظلت ذاهبة آتية فى غرفتها وهى تفكر لما كل الغضب هذا الذى يسيطر على مشاعرها وما تلك المشاعر التى تشعر بها هل هى غيرة ومن من؟ وعلى من ؟! أمسكت رأسها ثم جلست على حافة فراشها وأمسكت هاتفها لتتصل ب (رائد) الذى اتاها صوته وهو يقول

-عاملة ايه ؟
-الحمد لله .. (رائد) كنت عاووة اسئلك ع حاجة كده
-خير

صمتت (ريما) لبعض الوقت لترتب حديثها وكيف ستسئل فحسها (رائد) على الحديث

-فى ايه يا بنتى ؟

زفرت بكل الضيق الذى تشعر به ثم قالت

-يعنى ايه غيرة ؟! ازاى تعرف أنك غيران ع شخص

صمت (رائد) لوهلة ولكن سرعان ما انفجر ضاحكاً فاتسعت عينها وقالت بنبرة محذرة

-(رائد) !!! ..رد واخلص
-أنتى غيرانة يا (ريما) .. مش مصدق ده مين اللى امه داعياله وداعية عليه ده ؟!

رددت مندهشة

-داعية عليه ؟!
-بس داعيله

قالها (رائد) وهو يكتم تلك الضحكة فقالت (ريما) بغضب

-هترد ولا اروح اسئل حد تانى
-حد تانى مين يا متخلفة .. اهدى كده واضح انك متعفرتة .. ياما نفسى اشوفه
-(راااااائد) !!!!!

قالت بغضب واضح فشعر بغضبها هو وقرر إجابتها

-طب نهدى كده الأول .. بصى يا (ريما) واضح أنك غيرانه أصلاً ده مش سؤال مادام حسيتى انك غيرانة يبقى غيرانة .. مشكلتك بس أنك مش عاوزة تعترفى بده.. انتى نفسك تسمعى منى إجابة تريحك وهى انك مش غيرانة .. بس انتى غيرانة يا (ريما)

عضت (ريما) شفتاها بغيظ ثم قالت

-اقفل..اقفل يا (رائد)
-خلى بالك من نفسك يا (ريما) .. ومش عاوز سرمحة ها .. جواز ماشى .. لكن سرمحة لا .. اتقدمى للولد مادام بتحبيه مستنية ايه ؟! اوعى تلعبى بمشاعره

نفخت هى بغضب وقالت

-اقفل يا سخيف .. أنا غلطانة انى بسئل واحد زيك
-وانتى ليك حد تانى تسئليه مش كفاية انى مستحمل غتاتك كل السنين اللى فات .. الحمد لله اسمه ايه هيشيل معايا شوية .. هو اسمه ايه صحيح ؟!
-اسمه بارد وتنح ارتاحت .. مع السلامة

اغلقت هى الهاتف بينما لم يستطع (رائد) منع نفسه من الضحك فشاهدته (عتاب) حيث كانت بجواره

-بجد احرجتها ليه كده ؟!
-بس يا هبلة .. (ريما) لو مطرقعتش ليها كده هتفضل تكابر .. خلينا نخلص منها بقى
-طب قدر مبيحبهاش يعنى
-وهو فى عاقل يرفض (ريما) ؟

اتسعت عيناها وهى لا تصدق ما تسمعه للتو فلاحظ هو غضبها فاجاب مسرعاً

-عاقل يا حبيبتى .. عاقل .. أنا من ساعة ما شفتك وأنا مجنون بيكى

ابتسمت (عتاب) بسخافة وقالت

-ماهى كانت قدامك من قبل ما تجنن وتشوفنى

هز كتفاه بلا مبالاة وقال

-اديكى قلتى .. كانت قدامى
-يبقى ممكن هو كمان يكون مبيحبهاش
-ممكن .. بس ده احتمال ضعيف .. أنا و (ريما) متربين سوا طول عمرى بشوفها اختى معرفش احطها فى خانة غير كده .. لكن هو مش انا ..
عموماً (ريما) تستاهل تحب وتتحب بجد هى قلبها طيب
-ماشى
-وبعدين انتى غيرانة ؟! .. ده أنا اتمرمطت عشان توافقى عليا
-ووافقت .. عشان مفيش واحدة مجنونة ترفضك
-الله الله ع الكلام اللى يجنن ..

ثم غمز لها وقال

-ما تيجى نتعشا سوا فى اوضتنا
-انسى .. نام لوحدك النهاردة يوم (حفصة)
-هو ايه اللى يوم (حفصة) ده ؟!

قالها بغضب فردت هى

-انا تعبت منكوا .. هو أنا فيا منوم يعنى محدش فيكوا بيعرف ينام إلا بيا
-انا جوزك يا هانم وده حقى

فى تلك اللحظة كانت قد اتت (حفصة) وامسكت يد (عتاب)

-يلا بقى يا ميس عاوزة انام

قالتها وهى تتثائب فنظر (رائد) إلى (حفصة) بغيظ شديد فقالت ببراءة

-فى حاجة يا بابا
-لا يا عيون بابا ..

اشتدت نظرات (عتاب) له فتحدث هو بهدوء

-ماشى انا كمان طالع انام .. عندى شغل الصبح أصلاً.. بلاش دلع وقلة ادب

فضحكت (عتاب) عليه ثم أخذت (حفصة) ليناما سوياً ..
*****************
فى ظهيرة اليوم التالى ..
علم (عبد الرحمن) من صديقه (زياد) أن شقيقته بالنادى مع صديقتها حيث كان يجلس فى منزله ففكر لما لا يذهب ويراها هو فقط يريد أن يتأكد أن كانت تحبه بالفعل مثلما تقول (ندا) ولكنه تراجع قليلاً ما الفائدة من معرفة ذلك فكر أن يتراجع وأن لا شئ يرغمه أن يتصرف كمراهق هكذا ولكن بالنهاية رضخ لتلك الفكرة وهى أن يذهب ويراها بالنادى ارتدى ملابسه ثم خرج من منزله واستقل سيارته وتوجه نحو النادى دعا الله أن يجدها ولم تكن غادرت النادى مع صديقتها وفى خلال ربع ساعة كان قد وصل وبحث بعينه عنها حتى وجدها جالسة بمفردها مع شاب اتسعت عيناه ولم يكن يصدق أكانت تكذب على شقيقها وتخبره أنها مع صديقتها وهى تلهو مع ذلك الشاب ضم قبضة يده وحاول نفض تلك الأفكار السخيفة من رأسه ف (همسة) ليست كذلك ابداً لاحظ نظرات ذلك الشاب لها ففهم أنه ذلك المدعو (تامر) ولربما تكون شقيقته فى مكان ما بالقرب من هنا بالتأكيد أن (همسة) لن تجلس بمفردها مع ذلك الشاب جلس خلفهم وظل يتابع ما يحدث بينهم حتى وجد ذلك الوغد يبتسم لها وهى تتناول المثلجات التى أمامها فقال (تامر) لها

-متهيئلى اكتر حاجة بتحبيها هى الإيس كريم
-جداً

ثم نظرت حولها وقالت

-ايه الموضوع اللى أنت عاوزنى فيه ؟! أنت قولتلى أنه بخصوص شاهى
-بصراحة مش هكدب عليكى .. أنا اللى عاوز اشوفك كان نفسى اقابلك بعيد عن (شاهى) شوية نفسى اعرفك أكتر

اتسعت عينان (همسة) وشعرت بالغضب

-أنت بتهزر .. اكيد بتهزر صح .. أنت عارف انى كدبت ع اخويا بسببك وقولتله انى مع (شاهى) بس عشان قلقت ليكون فى حاجة خطرة لما قولتلى عاوز اقابلك بخصوصها

نهضت (همسة) وأخذت حقيبتها التى على الطاولة فأمسك يدها بغضب واشتد على معصم يدها وهو يقول

-أنا لسه مخلصتش كلامى

اشتدت نظرات (عبد الرحمن) لذلك الوغد ولم يدرى كيف وصل لهم وأمسكه من تلابيب قميصه وهو يقول

-سيب إيدها يا حيوان

ابعد (تامر) يد (عبد الرحمن) بغضب وهو يقول

-أنت مين أنت وايه اللى حشرك

شعرت (همسة) بالضيق والحزن فهكذا سيفهمها خطأ وهو أخر شخص تريده أن يكون هنا فى تلك اللحظة ولكنها صُدمت واتسعت عينها حين سمعته يقول وهو يكلم ذلك الوغد

-عشان أنا خطيبها يا ظريف

مسح (تامر) الدم النازل من فمه أثر تلك اللكمة ونظر إليها متسائلاً

-أنتى مخطوبة؟

حرك (عبد الرحمن) رأس ذلك الوغد تجاهه وهو يقول

-تبصلى ولا مبتعرفش تبص لرجالة

وقفت (همسة) خلف (عبد الرحمن) وقالت

-ايوة خطيبى وأرجوك امشى بقى

أخذ (تامر) أغراضه التى على الطاولة وهو فى قمة غضبه فأمسكه (عبد الرحمن) من تلابيب قميصه وقربه ليصبح وجههم مقابل بعضهم البعض وقال

-لو شفتك ماشى فى نفس الشارع اللى هى
ماشية فيه ولو صدفة .. هدفنك

ابعد (تامر) يده عنه وتركهم وغادر المكان وهو يتوعد له فى حين ظل (عبد الرحمن) ينظر فى ذلك الأتجاه الذى انصرف منه حتى استفاق على صوت (همسة)

-أنت طلعلتى منين ؟!

التف لها وهو غاضب ثم قال بعتاب

-أنا سمعت كل حاجة بتكدبى ع (زياد) وعشان مين علشان ده ؟!

نظرت (همسة) لأسفل ثم قالت

-لما كلمنى قالى عاوزك فى موضوع يخص (شاهى) قلقت عليها ونزلت اشوف فى ايه .. أنت مش هتقول ل (زياد) صح ؟ .. ده زعله وحش اوووى

زفر (عبد الرحمن) بغضب فترجته هى مرة آخرى

-أرجوك متقولوش
-هقوله .. بس مش هعرفه انك كدبتى عليها هقوله أن صاحبتك راحت الحمام
-ميرسى اوى يا (عبد الرحمن)
-امشى قدامى .. امشى

سارت أمامه ثم توقفت فجاءة وقالت

-أزاى تقول أنى خطيبتك كده
-امشى امشى انتى أصلاً ما صدقتى

قالها بطريقة استفزتها فوقفت أمامه وقالت

-مين دى اللى ما صدقت يا عقد أنت .. مستحيل اوافق عليك أصلاً

كتم تلك البسمة التى لاحت على شفتاها ثم قال

-ومين قال انى هتقدملك أصلاً.. ولا مسكتى فى الكلمة

ضربت قدمه فى الأرضية وهى تنفخ ثم قالت

-أنت بااارد وعقد ومش هتتغير .. وع فكرة مش محتاجة انك توصلنى

وهمت لترحل فأمسك ذراعها مانعاً إياها من الرحيل فرمقته بنظرة نارية فترك يدها ورفع يده مستسلماً وقال

-كبرتى وبقى ليكى صوت يا شبر ونص

زمت شفتاها ثم قالت

-أنت عاوز ايه

اضيقت عيناه ثم قال

-هتموتى وتسمعيها انتى ..

أخذت نفس عميق ثم قالت

-هتروحنى ولا اشوف تاكسى
-طبعاً هروحك .. قدامى بقى
******************

فى المساء ..

بعد أن انتهت (ندا) من العمل ذهبت إلى المنزل وبدلت ملابسها وارتدت منامة حريرية لونها وردى ودثرت نفسها بالفراش ثم أمسكت هاتفها وقررت أن تطمئن على حبيبها فقد افتقدته طوال يومها أرسلت له رسالة عبر تطبيق الواتس آب

(خلصت شغل ؟)

ظلت تنتظر ولكن لم يأتيها أى رد فغلبها النعاس حتى استمعت لصوت هاتفها فتحت عينيها ببطئ لتجد أن المتصل هو (ريان) شعرت بسعادة كبيرة واعتدلت من فراشها ووضعت وسادة خلف ظهرها واجابت ع الفور

-عامل ايه ؟

ابتسم عندما استمع صوتها ثم قال

-فى حاجة اسمها وحشتنى .. بحبك .. كده يعنى

عقدت حاجبيها بضيق ثم قالت

-بعينك
-وأنا مش عاوز حاجة تانى من الدنيا غير أنى اسمع صوتك

ابتسمت بخجل وقد احمرت وجنتيها وسئلته

-روحت ولا لسه ؟
-اه روحت لسه داخل البيت .. وأما شفت رسالتك مصدقتش
-ليه يعنى ؟!
-اصلك مش بتهتمى
-بس احنا دلوقتى يعتبر خلاص مخطوبين ؟ ..

ثم قامت بسؤاله وهى تفكر فى آمر ما يحيرها

-هو أنا يعنى لو مهتمتش بيك هتسبنى زى ما سبت (أسما) السؤال ده بفكر فيه دايماً
-لا طبعاً .. ومتحطيش نفسك فى مقارنة مع حد .. صدقينى أنا عمرى ما كنت عاوز حاجة زى مانا واثق فى انى عاوز اتجوزك .. مش هكدب عليكى كان فى مشاعر ناحية (أسما) وناحية (عتاب) بس تقدرى تقولى أن كل واحدة فيهم كان فيها صفات بتعجبنى وصفات بتشدنى .. إنما انتى .. شلت الباكيدج كله ع بعضه معاكى بحلوه ومره .. إحساس تانى خالص
-خلاص بقى بتكسف
-مش هتبلغونى بميعاد الخطوبة انتى وخالك .. ولا هتعزم مع المعازيم ولا ايه النظام

ضحكت (ندا) ثم قالت

-هقول لخالو يبلغك فى اقرب وقت .. يلا بقى روح اتعشى ونام
-بمناسبة الاكل .. وحشنى اكلك

ابتسمت وهزت رأسها بآسى

-هبقى ابعتلك دليفرى ع العيادة
-بس من ايديك انتى
-حاضر حاضر .. يلا تصبح ع خير
-وإنتى من اهله ..

***********************

فى صباح اليوم التالى قرر (عبد الرحمن) مقابلة (زياد) ليقص له ما حدث بالأمس وأن تلك الفتاة التى حذرته كانت محقة فعلاً فذهب إلى مقر الشركة الخاص بوالده حيث يعمل (زياد) وطلب مقابلته وبالفعل دخل على الفور إلى مكتبه وكانت معالم الدهشة تعتلى وجه (زياد) وهو يقول

-مقولتش انك جاى يعنى
-بصراحة أنا عاوزك فى موضعين وعارف انه مش مكانه .. بس تقدر تقول مجرد تلميح وجس نبض
-فى ايه قلقتنى

جلس (عبد الرحمن) على المقعد المقابل لمكتب (زياد) ثم قال

-امبارح كنت فى النادى وشفت (همسة) مع الزفت اخو صاحبتها .. هى كانت رايحة تقابل صاحبتها وهو جاه وصاحبتها دخلت الحمام وشفته شفته بيبص ليها بصات مش كويسة وحاول يمسك ايدها

غلى الدم فى عروق (زياد) واحمر وجهه من كثرة الغضب ليتابع (عبد الرحمن)

-اتخانقت معاه ولما سئلنى أنا مين قولتله خطيبها

رفع (زياد) إحدى حاجبيه مستنكراً فتابع الآخر

-كنت هقوله ايه يعنى وبأى صفة كنت ادخل

هز (زياد) رأسه بتفهم فتابع (عبد الرحمن)

-بس ده ميمنعش أنى بتقدم ل (همسة) بجد

لم يستعب (زياد) ما قاله صديقه للتو ونظر له مندهشاً فابتلع (عبد الرحمن) ريقه وشعر بتوتر فقال (زياد)

-(همسة) !!! وده من امتى يعنى ؟! أنا واثق انك مبتحبهاش .. ايه التخاريف اللى بتقولها دى
-وايه المشكلة اختك بنت محترمة ومؤدبة وجميلة

لم يكن يستعب ما يقوله له صديقه لذا أجاب عليه بسؤال

-انت ايه اللى وداك النادى امبارح ؟
-صدفة

اضيقت عينان (زياد) فقال (عبد الرحمن) بصراحة

-لا مش صدفة بالصراحة بما قولتلى انها هتقابل صاحبتها روحت اشوفها ومتسئلش ليه
-(عبد الرحمن) انت مش واثق من مشاعرك ولا فاهمها وجاى تتقدم ليها ؟!
-عشان انت صاحبى يا غبى ومينفعش اعمل ده من وراك انا لما حسيت انى ابتديت افكر فيها بطريقة مختلفة جتلك واتكلمت بصراحة
-والمفروض انى اسقفلك واقولك برافو ع صراحتك خد اختى جرب شوفها هتنفع معاك ولا لا
-هو انا جاى اشقطها انت كمان .. مانا بخطبها منك اهو اعمل ايه يعنى

صمت (زياد) قليلاً بالنهاية صديقه معه حق ولكنه يعلم جيداً ظروف (عبد الرحمن) وأنه رافض للزواج كيف تغيرت الفكرة الراسخة فى عقله هكذا ومن الجهة الآخرى هو لا يريد أن يفعل شئ من وراء ظهره واحترمه وجاء ليتحدث معه شعر بتشتت كبير ليشتته اكثر (عبد الرحمن) بسؤاله

-قلت ايه ؟!
-قلت ان (همسة) صاحبة القرار وهى اللى لازم تقرر حاجة زى دى
-تمام

قالها وهو ينهض ثم تابع

-هستنى ردك ورد (همسة) .. عن اذنك

ثم تركه وخرج خارج المكتب ووضع (زياد) اسفل وجنته وهو يفكر فى ذلك الأمر فلم يكن يتوقع ابدا أن صديقه صاحب العقد سيتقدم لشقيقته ليردف قائلاً

-عينى عليكى يا (همسة) ..

***************

بشرم الشيخ حيث كان (شادى) يمر على موقع البناء ومقر القرية فى ثانى يوم له وللعمال اقتربت (ريما) منه وهى فى قمة غضبها فمنذ أن تقابل مع صديقته بالجامعة تلك لم يهتم حتى أن يسئل عليها او يطمئن عليها او يسئل بما تركته ولم تنهى عشائها معه وكأنها لا تفرق معه حتى وقفت خلفه وتحدثت بشئ من السخافة

-كويس .. جاى ع الشغل ع طول

ابتسم (شادى) حين استمع إلى صوتها ثم إلتف لها وهو يقول

-عاملة ايه يا (ريما) ؟
-لو كنت بتسئل عموماً فانا الحمد لله كويسة .. ولو بتسئل تطمن عليا عشان اخر مرة قولتلك مصدعة وتعبانة ومحتاجة انام فكتر خيرك انك لسه فاكر

أضيقت عينان (شادى) من اسلوبها ذاك ثم سئلها

-انا مكنتش فاكر انك تعبانة اوى كده

ابتسمت بسخرية

-وانت تفكر ليه أصلاً ؟!

ثم نظرت حولها وكأنها تبحث عن شئ ما

-اومال فين (رغدة) مجتش معاك ليه ؟!
-(رغدة) !!

قالها بدهشة ثم تابع

-وهتيجى ليه ؟
-مش كنتوا شغالين سوا ع التصاميم وقلت انكوا ع طول مع بعض
-ده فى المكتب إنما مش هنا .. هنا أنا المسئول عن كل حاجة

ابتسمت بسخافة ثم تابعت



-واطمنت بقى ع مدام (شجن) اللى سابت الشغل يا حرام عشان تعبانة ولا نسيت برده

اضيقت عيناه بعدم فهم فتابعت هى

-طبعاً نسيت ما (فاتن) لحست مخك ورجعت شريط الذكريات كله

عقد يده نحو صدره ثم قال ببرود وكأنه قد بدء أن يفهم

-وايه كمان ؟!
-مستفز وبارد وشايف نفسك ع ايه مش فاهمة يعنى .. واحد غيرك يبوس ايده وش وظهر انى اديته مساحة فى حياتى وحبيته كمان

قالتها بذلك الكبر حتى لا يجرح كبريائها اعترافها ذاك وخاصة انها متأكدة انه لا يبادلها مشاعرها بينما ظل (شادى) محدقاً احقاً ما سمعه للتو ؟! .. فقد ظن لوهلة أن كبريائها جُرح منه فقط لانه أهتم بغيرها فى وجودها لكنها تشعر بالغيرة عليه وتحبه ذلك ما لم يكن يتوقعه استفاق حين وجدها تركض بعيداً عنه عائدة إلى الفندق ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى