روايات رومانسية

روايه خيو الغراام الحلقه 9

○° وطن °○

دنيا ، بشر ، حياة ، أديان ، أفكار ، أحلام ، و انتماء لوطن !!! انتماء نسينا غرسه في أبنائنا ، انتماء لوطن ينتظر استيقاظنا و العودة لتلك القيم الماضية ، انتماء لوطن يقف كأم تحاوط كرة بلورية تضم أبنائها وشعبها ، تقف تشاهدهم وحيدة باكية …….
ليأتي صوتا في الخلفية بموشح لطالما اراح القلوب……
●●مولاي إني ببابك قد بسط يدي ، من لي الوذ به اياك يا سندي ●●…….
جلست معدله وشاحها تتنهد براحه بتلاوة الصوت الملائكي وتنظر الي يمناها ويسراها ……
وتركز بأنظارها داخل كرتها المتوهجة و تلامس بعينيها اكوام تراب متسلسله….
يزينها قطع رخام متوهجة بشعاع من منور متألقة ……


بسطت يديها امامها تقرأ آيات لحبات مسقيه بما هو اطهر من حبات الندي ….
تربعت مكانها تمسح علي رداءها المزين برقع حياة منذ المشيئة تبدو متفرقه ولكنها بالوصال متأصلة …..

●●مولااااااااااي يااااا مولااااااااي ●●……

اغلقت عيناها تخرج ورقه بردية من طيات ردائها وتخرج قلما ممزوج بحبر لونه الدعاء و الفرج ….
تضعها علي حجرها وتهز جسدها تقرأها وكأنها ممتلئة متصورة كلمات علي وشك كتابتها (هي) بعيون تائهة بروح بائسه ، علي ابناء ارهقهم الخلاف وتناسوا الانتماء …..
نزلت الدمعة الاولي بأول كلمة تعلو شأنها السموات والارض ….

(الله)

لا اله الا هو … ساتر عرضنا وحامي قلوبنا وناصرنا من حزننا ..

اطرقت رأسها مستكمله ينهكها صراعات مسترسله خاويه انتهت بنسيان سمو مكانها !!…..
(الرحمن)

راحم ضعف قلبها و ابناء روحها ….

(الرحيم)

واصل الخلق برحمته ، التي ملأت جدرانها ولولاه لفني اسباطها ، واهبها خير اجناد الارض…..
(الملك)
مالك الملك ذو الجلال والإكرام … كارمها بأشجع الشجعان و بقلوب لا تموت محفوره بالأذهان ….

(القدوس)

الذي باركها في كتابه و لايزال يطهرها بدم أحب الاحبة …

( السلام )

الذي نرفض هديه احتوائه منغمسين في احكام الاهواء…..

(المؤمن)

هادي الايمان الذي رسخه داخل قلوب صبيه بعيون نجلاء، فتلهو به انقاصكم فيصبح منسيا…

(المهيمن)

المراقب لدائكم و المسيطر علي سوء نواياكم لوطن ضاع بين فواحش رؤياكم ….

(العزيز)

المعز لأولئك الذين ضحوا بقلوب اباءهم لينعموا بتاج الفخر ارتداه اباء من ضحي في سبيلها …..

(الجبار)

القادر علي تدميركم ولكن له حكمته ،ليضع جنودها صوابكم فتنالوا نصيبكم ويبقي النصيب الاكبر في يد الجبار ، فجنودنا لهم حسن الاخرة و انتم تائهين بين نكوصكم القاحلة ؛ منه جابر خواطرهم و الجبار علي بغض نفائسكم !!….

(المتكبر)

الاعظم هادي النفوس ، المتكبر عن كل سوء يحدث لذرات باركها بكلماته انزلها جبريل علي المصطفي عليه الصلاة والسلام …..

(الخالق)

خالق الخلق بقسميهم المؤمنين و العابثين واليه هو حكم المصير !!

(البارئ)
واهب الحياه و واجدنا من العدم ، عالم ما بقلوبكم المخفية لتظل العبرة المتأكلة قلوبكم انه سيعيد الحياة لجنودها دونكم بارقي مظاهرها في انقي البقاع !!

(المصور)

راسم ملامحنا و مرتب امورنا من تخطيتموه بدناءة افكاركم و ووسمتم اليه في ضلال افعالكم …..

(الغفار)

اتركوها أمنه عسي يغفر لكم يوما من تتزلزل بحروف أسمة سبع سموات وأرض كانت مهد للأنبياء …

(القهار)
قاهر الظلم و العنف و البغضاء … جنودها عائدون اليه علي اجنحه الملائكة وفحواهم باقيه اما انتم فيقهركم الله بالذل والفقر والمرض …..

●● مولاااااااااي اني ببابك قد بسط يدي ●●

تتقطع انفاسها وتتوقف عن التدوين تلجأ لذلك الصوت طالبه الراحة لقلبها من نقاء كلماته الصادقة .

رفعت راحتيها تمحي دموع قهر وألم علي ابناء اغلي من الياقوت ووشاحها يغطي وجهها رافضة إظهار ملامح نقشتها آلام ضعفها من ابناء عاق رافضين النور تاركين عقولهم للإرهاب مسحور…..

انحنت بحسرة نحو برديتها مستكمله كلمات تبقي جريحه بقلبها…..تخط كلماتها بوتيرة تواكب اعاصير و زوابع تهب داخلها ….

(الوهاب) (الرزاق) (الفتاح) (العليم) (القابض) (الباسط) (الخافض) (الرافع) (المعز) (المذل) (السميع) (البصير) (الحكم) (العدل) (اللطيف) (الخبير) (الحليم) (العظيم) (الغفور) (الشكور) (العلي ) (الكبير) (الحفيظ) (المقيت) (الحسيب) (الجليل) (الكريم) (الرقيب) (المجيب) (الواسع) (الحكيم) (الودود) (المجيد) (الباعث)

*******(الشهيد)*******

اغمضت عيونها بقسوة تبعد غشاوة دموع سيطرت علي عيونها الحانية التي ارهقت منذ ايامها الفتيه !! ….

ليعلوا حولها بصخب صوت إيمانها بقوة مذكرا إياها بقوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم…..
(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ*فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ……
صدق الله العظيم ….
فالشهيد الذي ضحّى في حياته وجاهد في سبيل الله و وطنه يحتل في الدار الآخرة أعلى مراتب الجنة ، وله أن يشفع لسبعين من أهله، ويُغفر له ذنبه ، ويُعتق من النّار، ويلبس على رأسه تاج الوقار، و لا ينقطع أجر عمله الصالح إلى يوم القيامة فيُنميّه الله له ويُضاعفه……
اترون !! اتشعرون !! ألازلتم ضالون !!!

لتعيد طي برديتها المطلية بدعاء ام يغلي قلبها كالبركان ، تنعي بنار رجال اشداء امتطوا خيول التحدي في سبيل الله و رموا بأنفسهم في جنات من الخلد !!……

لا تحزني امنا كوني هنية ….
فأبناءك يرغبوك كالجبال شامخه فتيه ….
ولا تهرقي دماء عيونك المخملية …
وكوني الي الصلاح مهديه …
فقد سمع ابناءك نداء الحق …..
ليسعي اليه القلب قبل الساق لوصول العلا…..
لينالوا الشهادة في ساحة الشرف ….
اما هم فالموت يأتي اليهم …
فوق فراش من الذل استوي !!

عيشي قوية …. كوني هنيه …

وللأبيض مرتدية ….

فأبناءك نور في جنة ربك الهنية !!!

……………………..

شعر ظافر بدقات قلبه تضرب في اذنه بشده ولكنه انتبه لأنفاس شروق العالية و عيونها الحمراء الباكية انتفض بخضه يمسك يدها القابضة علي المقعد بقسوة متسائلا…

-مالك يا شروق ؟!

نظرت له بألم مكتوم و ذعر قائله…

-انا بولد !!!!!!!!!!!

……………

في المشفي……….

اخذ ظافر يأتي و يذهب امام غرفه العمليات و قلبه يعتصر بخوف رهيب …. و عقله يعود به الي جملتها الاخيرة وهي تدلف مع الاطباء بهلع تناديه قائله …
– لو حصلي حاجه ابني امانه في رقبتك زيه زي يوسف يا ظافر !!!
زفر بحنق يدعوا الله بان ينتهي الامر علي خير و يزيد بجواره يربت علي ظهره ….
-ربنا كبير متقلقش !!.
-بقالها اكتر من ساعه جوا !
قالها بتوتر كبير ليردف يزيد مطمئنا…
-هي العمليات القيصري كده !!
-بس الزفت ده قال ساعه الا ربع و عدي ساعه كامله !!
-وبعدين يا ظافر انت بتقلق نفسك و خلاص ايه يعني 15 دقيقه زياده وانا هتصرف يا سيدي !!.
اتجه يزيد بثقه نحو باب جانبي يطل ايضا علي غرفه العمليات يدق مرتين قبل ان تفتح له احدي الممرضات فتحه صغيره بتساؤل ليردف بأدب…
-لو سمحتي احنا عايزين نطمن علي مدام شروق !!
-لسه يا فندم لكن الحالتين اللي جوا تمام !!
ليأتي صوت ظافر العاصف فتنتفض الممرضة بخضه …
-لسه ايه يعني !!! مين بيولد في ساعه !!
ابعده يزيد وهو يرسل اسفه للفتاه بعينيه قائلا….
-معلش هو متوتر بس !!
رمقته الممرضه بحده قبل ان تغلق الباب في وجهيهم ليضيق يزيد عينيه بأتهام قائلا…
-عجبك كده !! في ايه يا ظافر ما تهدي شويه !!
زفر ظافر وهو يبعد يد يزيد عن صدره ليتجه الي باب العمليات الرئيسي يدعوا ويدعوا فان حدث لها شيء لن يتيتم الصغير فقط بل ابناءه ايضا للمرة الثانية علي التوالي ويعلم جيدا انه بفقدانها سيتحطم قلبه كليا !! ….
اغمض عينيه وهو يسند برأسه للخلف حتي انفتح الباب لتخرج شروق علي السرير المتنقل !
انتفض نحوها يحمد الله علي سلامتها بينما التفت يزيد يسارا ويمينا متساءلا…
-ايه يا جدعان اومال فين النونو ؟!
-حضرتك اتفضل ناحيه اوضه الاطفال هتشوفه من الشباك !!
-اشوفه من الشباك !! هو انا بحجز سينما فين الواد ؟!
اردف يزيد ليتجاهله ظافر و يتجه اليها سمح لنفسه بملامسه يدها قائلا…
-حمدالله علي السلامه !!
هزت رأسها بتعب وحاولت الابتسام قليلا …..
مرت لحظه صامته تتحادث بها اعينهم قبل ان تتحرك بها الممرضة الي غرفتها ..
وقف ظافر ويزيد عند غرفه الاطفال وانظارهم معلقه علي ذلك الطفل الصغير النائم بهدوء بينما يبكي الاطفال حوله !!
ابتسم يزيد قائلا…
-نومه تقيل زي ابوه الله يرحمه !!
ابتسم ظافر نصف ابتسامه وهو يشعر بسعادة لم يتوقعها تنتشر داخله ….

…………….

بعد مرور ثلاث أسابيع …..

-مش اسلوب ده علي فكره يا زلومتي انا بقالي تلت اسابيع مش عارف اشيل الولد !!!
نظرت له سلمي شزرا وهي تهز الطفل بين ذراعيها وتداعبه بفمها ….
ابتسم يزيد رغم غيظه ونظر حوله قبل ان يميل يقبل رأسها سريعا و يبتعد …
-يزيد !!!!
-انا كان قصدي ابوس الولد !!!
-بردو مش هدهولك !! ….
دلف ظافر يضع بعض الاكواب امامهم قائلا….
-لا انت ولا هي هاتوا يحيي واتفضلوا بقي من غير مطرود عايزين ننام !!!
اخذ الطفل من احضان سلمي التي لازمت شروق الاسابيع الماضية وتحملت الكثير معهم …
-ماشي يا استاذ ظافر !! تصبح علي خير !!
-وانتوا من اهله خدوا الباب وراكم !! اما انت بقي فتعالي يا استاذ نام اخواتك بيناموا خلاص نام بقي و ريح امك شويه !!
لمس وجنته الصغيرة قبل ان يميل اليه يقبله …..
وضعه في فراشه الصغير بجوار فراش والدته واخذ يهزه بعناية و هدوء …..
تثائب بتعب فقد كانت الايام الماضية متعبه للغاية ما بين جنون اطفاله وبكاء يحيي الدائم و شروق التي يراها تدور حول نفسها حتي تنهار في البكاء ليلا حين لا تعتقد ان احدهم يستمع اليها ولكنه يفعل !!
ابتسم لعل افضل ما حدث في تلك الايام هو اتمام زواجه منها فتصبح زوجته علي سنه الله ورسوله وعودته للنوم في غرفته ليس حبا بها ولكن تلبيه لرغبه قلبه في البقاء مع عائلته في نفس المكان …
نظر الي الساعة بتعجب لقد ذهبت لقراءة قصه للصغيرين قبل النوم ، لما تأخرت هكذا ؟!
لم يكن يعلم ان صغيريه مرهقين الي هذا الحد حتي احضر تلك المربية التي عاشرتهم اسبوع وهرعت تهرب من مهامها مستنكره رفض الاطفال الدائم لها و رغبتهم في شروق فقط فيبدو ان الخوف من وجود غريم جديد يتملكهم بشده ليستقر به الامر بأحضار فتاة متوسطة العمر لتقوم بالأعمال المنزلية يوميا !!!
اعاد نظره الي يحيي الصغير فوجده نائم بعمق ، قرر الذهاب لألقاء نظره عليها ثم اخذ حمام دافئ ليبسط عضلاته ….
فتح باب غرفة الصغيران يبحث عنها بعيونه ليبتسم وهو يراها تتوسطهم و تغط في نوم عميق ….
اتجه ببطء نحوها قبل ان يتوقف ويبيح لنفسه تفحص وجهها الجميل رغم تعبها و ارهاقها الواضح ؛ طالت نظراته اقل مما ينبغي علي جسدها الصغير الممتلئ في اماكنه الصحيحة !!
هز رأسه باستنكار من افعاله ليميل نحوها يهزها مرتين فتفتح عيونها بذعر …شهقت بخضه وهي تعتدل ….
فوضع ظافر يده علي فمها وهو يشير لها بالهدوء بأصبعه حتي لا توقظ الاطفال فيهمس قائلا….
-اهدي !! انتي نايمه هنا و يحيي نايم جوا ، انا قولت اصحيكي تروحيلوا عشان لو عيط !!
هزت رأسها وقلبها يدق سريعا وهي تشعر بكفة الدافئ يحاوط شفتيها المرتعشة …
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يستشعر توترها ليتنحنح وهو يعود للوراء يبعد يده غصبا ويتجه للخارج وهي تتبعه ….
وقفت تفرك اصابعها بتوتر لتعود وتمرر اصابعها بين خصلات شعرها ….لابد انها تبدو كالزومبى بينما يقف هو كنجم متألق بلا اي مجهود يذكر !!!
-امممم انا هنام !!

قالتها وهي تتجه الي غرفتها بينما هز هو رأسه يرغب فقط لو يتجه خلفها ويخطفها بين احضانه !!

ما ان اغلقت الباب حتي زفر بحنق لطالما كان التسرع في رفع الآمال العيب الاكبر بشخصيته ، بالطبع هي لن تلاحظ وجوده كزوج و رجل هي فقط تريد السند والحماية والاب لطفلها وبالطبع هو لن يبخل بذلك ابدا !!!

……………

في شقه يزيد و سلمي ……

اخذ يهز ساقه بعنف وهو يجلس بجوارها يشاهدها تقرأ كتاب متجاهله إياه تماما …
لم تكن تقرأ كلمه مما تراها وعقلها منغمس بتحليلاتها قد يبات و يصبح يحلف لها انه يرغبها و لا يرغب بطفل ولكن وصول يحيي الصغير و جنون يزيد وحبه له اثبتلها صحه قرارها وان كان هناك شك ولو بسيط في قرارها فقد زال تمام …….
نظف حلقه وهو يتثاءب و يحاول وضع ذراعه حولها ولكنها اعتدلت برفض وهي تغلق الكتاب قائلة….
-طلقني !
كان لايزال ذراعه بالهواء فأعاده بجواره متجاهلا اياها واتجه لمشاهده التلفاز …
-يزيد بكلمك رد عليا !!!
-وانا مش عايز اتكلم يا زلومتي !!
-طلقني لاني بكرهك وهرجع لاهلي !!
رمقها بنظره لو كانت موجهه لرجل لهرع هاربا فاردف بهدوء ينذر بالشر…….
-ترجعي عند اهلك مين ؟
عقدت ملامحها بغيظ فبداخلها تعلم ان اسرتها البسيطة سترفض بقاءها والابتعاد عن زوجها خوفا من ان يلتصق بها لقب مطلقه ولكنها اكملت بشجاعه …
-بيت اهلي يا يزيد ايه نسيت ان ليا اهل !!
-لا منستش بس عندي فضول اعرف هتقوليلهم ايه ؟؟
نظرت له بصمت قبل ان تخفض بصرها قائله ..
-هقولهم اني مستحيل اخلف واننا اتفقنا ننفصل !!
-احنا مين يا سلمي ؟! القرار ده ليكي لوحدك !!
-متصعبش الامر علينا اكتر من كده لو سمحت طلقني واتجوز غيري !!
-مش هطلقك يا سلمي !!
جزت علي اسنانها بغضب لتردف بغضب منفجر ….
-طلقني بقي انا زهقت انت ايه يا اخي معندكش دم !!! انا مش عايزة اعيش معاك مش طيقاك مش طيقاك !!!!
وقف بحده يطيح بالطاولة امامه فتصرخ بخضه وهي تضع يدها علي رأسها تستمع الي صراخه المدوي…..

-انتي اللي معندكيش دم !! ارحميني بقي انتي كل يوم بتموتيني بكلامك ده انتي كل ثانيه بتدبحيني بغباءك ؛ ارحميني يا شيخه و ارحمي عيشتنا اللي بقت سوده !!
كانت تبكي بشده جعلت سائر جسدها يرتعش ….جثا امامها قائلا بغضب وهو يمسكها بحده يحاول ادخال كلماته الي عقلها عنوة !!
-اسمعيني كويس !! انا مش هطلقك و شغل الجبروت اللي بقيتي فيه ده مش عليا انا عامل حساب لحب كان بينا وعارف ومتأكد انك بتحبيني وإنك مصره تكرهيني فيكي !!!!
خرجت شهقات بكاءها وهي تبعد عيناها عن نظراته المتهمة فأردفت بقله حيله و حزن …
-انا اسفه بس ارجوك ابعد عني و طلقني !!
-بصيلي وانا بكلمك !!!!!!!!!
علا صوته وهو يهزها بعنف حتي اعادت رأسها تنظر الي عينيه بنظراته التي تعكس موت قلبه ….. هز رأسه بخيبه امل ليردف….
-لو فاكره اني هطلقك يبقي اكيد اتجننتي يمكن انتي سهل تنسي حبك ليا وتنسي اني كنت في يوم كل حياتك ويمكن انتي خدعتيني من الاول ومحبتنيش اصلا !! متقاطعنيش !!!.
صرخ بحده عندما حاولت التحدث لتغلق فمها و دموعها تهبط ….استكمل حديثه وهو يشد علي كل كلمة قائلا….
-لو وصلت اني اكسرك واعيد تأسيسك من اول و جديد مش هتهز وانا بعملها بالذوق بالعافيه هتفضلي جنبي انا مش لعبه في ايدك تقرري تخديها او تسيبيها في اي وقت ، انتي فاهمه !!
نظرت له مذهولة وهي تشاهد عيونه تزداد سوادا بغضب و غل مع كلماته حتي دفعها تماما بحده واتجه كالإعصار يبحث عن مفاتيحه ؛ سحب هاتفه قبل ان يخرج من الشفه تماما غير ابهه انه يخرج بملابسه البيتيه !!
اما هي فقد انتهي بها الامر متكورة علي ذاتها تخرج كل احزانها في دموع حارقه تخرج من قلبها الممزق كارهه مصيرها داعيه الله ان ينهي هذا العذاب ……

…………………………

في شقه ظافر……

كاد يستسلم للنوم عندما اتاه صوت بكاء الرضيع …. تنهد بتعب عندما استمر بكاءه فقرر رؤيته خوفا ان تكون شروق منهكه تماما ولا تسمعه …..
رأي نور المطبخ مشتعلا وسمع صوت الماء ، لابد انها تغلي بيبرونات الصغير لاعطاءه اللبن ….
دلف يحمل الصغير بين ذراعيه يهدهده بحذر شديد من ان يضره بيداه الكبيرتان واخذ يهمس له بابتسامه ….
-ماما جايه بالأكل خلاص بطل فجعه !!
قلقت شروق عندما توقف الصغير عن البكاء وما ان اشعلت النار علي الماء حتي توجهت سريعا للغرفه ….
توقفت عندما رأت طفلها بين ذراعي ظافر ….انتفض قلبها ينقبض و ينبسط ….و مشاعر غريبه عليها بدأت تحيط بها كسحابة كبير ماذا يسمي هذا الشعور الذي يعصف بداخل الانسان فيسرق منه الكنون !…
ارتسمت بسمه خفيفه علي وجهها وهي تراه يضع الصغير النائم بهدوء بالغ و رقه لم تعهدها منه …….
هل هذه اللمسات الرقيقة تقتصر علي من يحب ، تري ماذا سيكون شعور يديه القوية علي بشرتها !!
اتسعت عيناها بخجل وهربت مسرعه الي المطبخ …. هل فقدت عقلها تماما !!! و علي ماذا ستعلق تلك الرغبة الغريبة فلا وجود لهرمونات الحمل للومها !!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه 9

 


اقترب (عبد الرحمن) من كلاً من ابنة شقيقته وذلك الطبيب حتى اسرع (زياد) نحوه ووقف أمامه وأمسكه من كتفاه ليهدئ من روعه وحدثه قائلاً

-مالك رايح زى التور الهايج كده ليه .. ع فكرة أنا اللى عزمه

اتسعت عينان (عبد الرحمن) بعدم تصديق

-يا سلام .. المفروض أصدق يعنى
-دى الحقيقة يا (عبد الرحمن) .. عموماً ده لا وقته ولا مكانه .. بس عاوز اعرفك حاجة لازم تاخد بالها هو بيحب (ندا) و (ندا) وبتحبه ايه مشكلتك أنت .. معلش يعنى يا (عبد الرحمن) أنت جاى تعمل عليها راجل دلوقتى ومن حقك تختار شريك حياتها كنت فين من ٣ سنين وهى قعدة بطولها هى واختها هى الأب والأم والأخت والراجل ل (نور) عمرك فكرت فيها أو فى مشاعرها هى محتاجة ايه ولا لمين

رمقه (عبد الرحمن) بنظرة نارية فتابع (زياد)

-أنا عارف كلامى جارح .. بس أنت عارف كويس أن دى الحقيقة هروبك من (نرمين) خلاك تتصدم أنا اكتر واحد فاهمك ومش بلومك ع فكرة وجايز جداً لو كنت مكانك كنت عملت كده أما اكتشف أن الأنسانة الوحيدة اللى حبتها موجودة فى حياتى عشان طماعنة فى بنت اختى .. بس هروبك مكنش حل .. قولتلك ده لا وقته ولا مكانه .. بس بلاش تدمر حياة (ندا) سيبها مع الانسان اللى حبها ومطلعش عقدك عليها

-عقدى !!

رددها (عبد الرحمن) بغضب فتابع (زياد) وهو يربت على كتف صديقه بحنان

-قدامك احسن ما يكون من وراك

هدء (عبد الرحمن) قليلاً واتجه نحو (ندا) بهدوء فتنحى (زياد) جانباً اقترب (عبد الرحمن) من (ندا) فابتسم له (ريان) ومد يده ليصافحه فسلم عليه (عبد الرحمن) ببرود شديد فتحدث (ريان) بهدوء

-ع فكرة أنا طلبت أنى اقابلك و ..

قاطعه قائلاً

-وأنا رفضت المقابله

تجهم وجه (ريان) وشعرت (ندا) بالإحراج ليتابع خالها قائلاً

-بس معنديش مانع احدد معاك ميعاد تانى واقابلك والقرار اللى هقوله بعد المقابلة دى هيبقى قرار نهائى

ابتسمت (ندا) وشعرت بأن خالها قد لان قليلاً بينما شعر (ريان) بالطمئنينة قليلاً من نبرة صوته الهادئة الغير متوترة لذا أجابه

-وأنا هحاول أكون عند حسن ظنك

فى تلك الأثناء اقتربت (نور) من (ريان)

-دكتور (ريان) !! .. وحشتنى جداً يا دكتور

ابتسم (ريان) بهدوء وأجابها

-أنتى كمان وحشتينى جداً وأخبارك ايه ؟
-الحمد لله
-شدى حيلك السنة دى عاوزك متفوقة
-متقلقش .. طبعاً متفوقة خليك فاكر بس

شعر (ريان) بالسعادة من أجل (نور) بينما لاحظ (عبد الرحمن) السلاسة التى تتحدث (نور) بها مع ذلك الطبيب على الرغم أنه يعلم جيداً أنها فتاة هادئة خجولة لا تتحدث بإريحية هكذا مع أى شخص غريب عنها ..
تابعت (أسما) تلك الفتاة التى دلفت للمطعم مرة آخرى مع صديقتها التى اقتربت من (زياد) صاحب عيد الميلاد اتسعت عيناها ولم تفهم العلاقة بينهم شعرت بتوتر كبير وهل عليها إخباره بذلك أم تصمت ولكن تصمت وتتدمر حياة فتاة مثلما دمرت حياتها .. ولكن ما أدرها بالإساس ما طبيعة علاقة تلك الفتاة بهذين الشابين ربما .. ولكن نظرات ذلك الوغد .. أمسكت رأسها فقد شعرت بألم فى رأسها من كثرة تلك الأفكار حتى وجدت (زياد) يقف بمفرده الآن أخذت نفس عميق ثم اخرجت علبة صغيرة نوعاً ما من حقيبة يدها واقتربت من (زياد) ووقفت أمامه لتقول وهى تمد يدها بتلك العلبة

-كل سنة وأنت طيب

نظر (زياد) متفحصاً لها فقد كانت ترتدى فستان لونه أسود يصل لبعد الركبة بقليل والجزء العلوى منه وأذراعه مطرزة بالدانتيل رمشت بعينيها لبعض الوقت عندما لم تجد منه رد فقالت مرة أخرى

-كل سنة وأنت طيب .. سورى أن مكنتش تعرفينى .. ب. بس (ريان) و (ندا) عزمونى ..

لاحظ (زياد) وقاحته معاها وهو لم يكن يقصد ذلك أبداً بل كانت رأسه مزدحمة بالأفكار لذا قاطعها قائلاً

-لا لا طبعاً فاكرك .. منورة
-ميرسى .. مش هتاخد الهدية

قالتها ويدها مازالت ممدودة فقال (زياد)

-مكنش ليه لازمة حقيقى خالص تعبك خصوصاً يعنى انك جاية مع صحابك و ..

صمت قليلاً وحك مؤخرة رأسه بيده فوجد أن ما يقوله يحرجهم سوياً أكثر لذا مد يده وقال

-شكراً جداً

ابتسمت (أسما) بهدوء ثم ترددت فيما ستقوله لكنها قالته بالنهاية وقالت

-حبيبتك أمورة وشكلها هادية وجميلة ومحترمة

نظر لها (زياد) بعدم فهم وقال متعجباً
-حبيبتى أنا !!

هزت رأسها بالإيجاب ثم قالت

-اه

فنظر (زياد) تجاه (ندا) وسئل نفسه كيف علمت أنه يحب (ندا) هل أخبرها (ريان) ؟ .. كيف سيخبرها بأمر كذلك ما هذا السخف الذى يفكر به لذا سئلها مستفهماً

-معلش يعنى حبيبتى مين ؟!

عقدت (أسما) حاجبيها ثم آشارت بعينها تجاه تلك الفتاة الواقفة مع أصدقائها فنظر (زياد) حيث تنظر (أسما) وأجابته هى

-البنت اللى لابسة فستان بنفسج .. مش دى حبيبتك برده
-(همسة) !! .. (همسة) دى أختى
-اختك !!

قالتها بصدمة إذاً لا شك أن ما فهمته صحيحاً عليها أن تنبه شقيقها ولكن ماذا ستقول له نظرت لأسفل تفرك جبينها ولا تعرف هل عليها أن تقول أم أنها ستكون متطفلة سئلها (زياد)

-هو فى حاجة ؟!

نظرت له وقالت بهدوء

-مش عارفة .. بص أنا هقولك وخلاص .. وأنت خلى بالك من اختك .. البنت اللى واقفة معاها هناك اسمها (شاهندة الصياد) هى تبقى أخت (تامر) طليقى أنا كنت واقفة عند الشباك هناك لاقيت (تامر) بيوصل اخته تقريباً هو عادة يعنى (تامر) مش الچنتل اللى يوصل اخته ولا هو الراجل اللى يخاف ع اخته .. عموماً عشان مطولش عليك نظراته لأختك مش كويسة خالص خلى بالك منها .. عن أذنك مضطرة اروح مش قادرة اقعد تانى

صُدم (زياد) مما سمعه ولكنه تفهم موقفها وأنها تريد الجلوس بمفردها الآن لذا عرض عليها

-تحبى اوصلك ؟!

هزت رأسها نافية ثم قالت

-لا طبعاً .. عن أذنك

ثم تركته وذهبت بعيداً حتى دون أن تودع (ريان) أو (ندا) فقد كانت تريد الجلوس بمفردها فأخرج شئ كانت تريد رؤيته رأته بالفعل اليوم تذكرت كيف كانت نظراته لها ومع ذلك أكملت تلك الزيجة كيف كانت غبية .. غبية أم تريد أن تنتقم من (ريان) أم أنها كانت تطمع فى نقود (تامر) أى كان ما كان فقد كانت هى الخاسرة الوحيدة ..
بعد أن انتهى الحفل اقتربت (همسة) من (زياد) وسئلته

-عجبتك الحفلة ؟
-طبعاً مش منك !! .. ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى

ثم اقترب منها وقبل رأسهها فشعرت (همسة) بالسعادة من أجل شقيقها ابتعد عنها (زياد) قليلاً ثم قال

-عاوز نتكلم مع بعض شوية قبل ما نروح

هزت رأسها بالإيجاب ثم اتجهوا نحو الطاولة فكر قليلاً كيف يبدء معها الحديث فهو يثق بشقيقته تمام الثقة ولا يريد أن تفهم خوفه عليها بإنه قلة ثقة اضيقت عينها وهى لا تفهم ما باله ثم سئلته

-فى حاجة ولا ايه؟

هز رأسه نافياً ثم قال

-هدردش معاكى عادى .. بس أنتى تعرفى واحدة اسمها (شاهندة)
-اه صاحبتى اتعرفت عليها اول ما دخلت الجامعة
-جميل .. احكيلى عنها شوية

ابتسمت (همسة) ثم سئلته

-أنت معجب بيها ولا ايه يا زيزو

هز رأسه نافياً ثم قال

-لا طبعاً هو أنا اعرفها أصلاً
-ما تخليك دوغرى كده يا زيزو فيه ايه

ابتلع ريقه ثم قرر أن يحدثها بصراحة

-كان فى واحد بارة بتسلمى عليه كان واقف معاكوا
-اه ده (تامر) أخوها
-طب ايه احكيلى كده

هزت كتفها بعدم فهم ثم قالت

-احكى ايه ؟!
-تعرفيه كويس يعنى
-لا عادى اخو صاحبتى وشفته مرات تتعدى ع الصوابع مرة كنت بذاكر مع شاهى والوقت أتأخر وأصر أنه يوصلنى كان زوق جداً بصراحة .. ومرة تانية كنت فى النادى مع شاهى وعزمنا ع ايس كريم وكان عاوز يوصلنى بس رفضت وقلت مفيش داعى الوقت كان لسه بدرى
-طب ودلوقتى انتى عزمتيه فى العيد ميلاد يعنى ؟!
-لا خالص ده كان جاى يوصل شاهى وقالى أنا جاى مخصوص أسلم عليكى فعزمته يدخل قالى أنه زعلان انى معزمتوش أصلاً وهو جاى يوصل اخته وعنده شغل أصلاً

ضم (زياد) قبضة يده وقال بغيظ

-اهاا .. كان معها حق

قال جملته الأخيرة بنبرة خافتة ثم نظر لها وقال

-طب يلا عشان نروح يا حبيبتى
-يلا



ثم ذهبا معاً نحو الخارج واستقلوا سيارته ليعودوا إلى المنزل ..
******************
مرت الأيام سريعاً وفى نهاية الأسبوع كان قد اتفق (عبد الرحمن) مع (ريان) على المقابلة كى يتحدثان سوياً فى حين كان الأول عقله كان مزدحم من كثرة الأفكار بخصوص ابنة شقيقته وبخصوص (همسة) فهو يفكر فى حديث (ندا) معه بعد أن أخبرته أن تلك الفتاة تحبه هل حقاً هى تحبه كيف ومتى وكيف لا يلاحظ هو وحاول أن يتذكر جميع المقابلات بينهم كى يثبت لنفسه أنها لا تحبه لكنه فى النهاية اكتشف أن كل حديثها سهل أن يُفهم منه أنها تحبه ولكن الأمر ليس بالسهل فهو بعد حبه ل (نرمين) الكبير أصبح يكره الحب ولا يصدق فيه حتى ظل حبيس تلك الذكريات المؤلمة فقد كان هو الواصى على أملاك كلاً من (ندا) و (نور) وبالرغم من ذلك كان لديه عمله الخاص الذى تعرف من خلاله على تلك الحية وبدئت مشاعره تكبر وتكبر وكان يحكى لها كل شئ عن حياته الخاصة وعلاقته ببنات شقيقته وأنه فى المساء يهتم فى المساء بأمر المطعم الخاص بوالداهم وهو من يتصرف فى ممتلكاتهم وتطورت العلاقة أكثر فأكثر وأخبارها بمدى حبه لها وأخبرته هى أنها تبادله نفس المشاعر واتفقا أنه سيأتى لمقابلة والداها ويطلب يدها منه حتى فجائها بأن (ندا) قد أتمت سن الرشد والآن هو رد تلك الأمانة لها فانفعلت هى عليها وأخبرته كيف يفرط فى ذلك الكنز بل عليه أن يستمر وخصوصاً أن الفتيات تحبه وأن يتصرف فى أملاكهم كيفما يشاء فصُدم بها وعلم أنها لم تحبه يوماً بل أنها تطمع فى أموال البنات فترك العمل وترك البلد حتى أنه وكل (ندا) فى التحكم بنصيب شقيقتها فلم يرد أن يفكر مثل تلك الحية وسافر ليعمل مع (زياد) وحاول أن يبدء حياة جديدة بعيدة عن ذلك الماضى المؤلم لكنه لم يتصور يوماً أن (همسة) تحبه لم تخطر على باله تلك الفكرة حتى ..
فى حين كان (زياد) يشعر بالغضب من (تامر) ذاك وظل يفكر ايذهب ويواجهه ولكن من السهل جداً أن ينكر وخاصة أن شقيقته غبية لا تفهم حتى نظراته وتعتقد أنه شخص فى منتهى الذوق أم ينتظر حتى يخطأ ولكن أن أنتظر فلربما يخدع شقيقته بكلامه المعسول ولربما يميل له قلبها كان فى حيرة لا يعرف كيف أن يخرج منها وقرر أن يأخذ رأى صديقه فى ذلك الأمر لربما ينصحه بما لا يستطيع أن يراه هو ..
بينما انتهى (شادى) من تصميم تلك القرية الصغيرة التى تريدها حبيبته وسافر إلى شرم الشيخ فهو قد اشتاق لها كثيراً فقد كان يعمل كثيراً حتى ينهى تلك التصاميم ويبدء فى التنفيذ حتى يحظى بمقابلتها ..
وصل (شادى) إلى الفندق وطلب أن يُقابلها فلم تستطع (ريما) أن تصدق أنه بالخارج فتلك كانت مفاجأة لها ولا تعرف لما قلبها يدق ولما تغزو السعادة داخل قلبها كل ذلك وجدت نفسها تفعل ما لم تفعله يوماً وهى أن تنظر لنفسها فى مرآة صغيرة وترى هل يبدو مظهرها على ما يرام فهى دوماً واثقة أن مظهرها جذاب وأنها جميلة ومن لا يعترف بجمالها يكون أعمى لكن مع (شادى) يبدو الأمر مختلف قطبت حاجبيها بعدم فهم وتركت المرآة الصغيرة على مكتبها وزفرت بضيق فأصبحت لا تفهم حقاً نفسها مؤخراً وخاصة معه قامت بإمساك الهاتف وطلبت من السكرتيرة الخاصة بها أن تدخله وفى خلال ثوان كان قد طرق (شادى) باب المكتب ثم دلف فوجدت (ريما) نفسها تبتسم لا إرادياً وقالت

-حمدالله ع السلامة

ابتسم هو بهدوء وقال

-الله يسلمك

فمنذ تلك المهاتفة الأخيرة التى حدثت بينهم وكانت هى دون الذوق معه لم يحدثها فأصبح لا يريد أن يُعلق نفسه بأمال كاذبة ففتاة بجمال (ريما) ونجاحها وحول كل هؤلاء الراجل وأى رجل يتمنى ولو كلمة منها كيف لها أن تنظر له أو تعجب به .. نظرت له ثم قالت

-واقف ليه .. اقعد

جلس (شادى) بالمقعد المقابل لمكتبها فتابعت هى

-ايه المفاجأة الحلوة دى

نظر لها بإندهاش فتارة تعامله كأنه مقرب وتارة آخرى تعامله كأنه لا شئ لذا أجاب بهدوء

-خلصت أنا والمهندسة (رغدة) التصاميم اللى شغالين عليها وهنبدء إن شاء الله فى التنفيذ الفعلى

تجهم وجهها حين ذكر أسم (رغدة) ثم ابتسمت بسخافة

-طب كويس ..

لاحظ هو تقلب مزاجها ولم يفهم ما السر لذا نهض عن مكانه وقال

-طيب أنا هروح ارتاح فى الأوضة بتاعتى شوية عشان جاى تعبان

شعرت هى بالضيق فقد كانت تريد أن تتحدث معه أكثر ولكن ما العمل فأجابت

-اه .. تقدر تتفضل

انصرف هو بينما ضربت هى قدمها فى الأرضية وهى تشعر بالغضب ثم قالت

-كل شوية (رغدة) .. (رغدة) .. اوووف مفيش مرة أكلمه إلا ويجيب سيرتها .. متخلف .. الله وانا مالى أصلاً .. أوف ..
*******************
كان اليوم هو اليوم المحدد لمقابلة كلاً من (عبد الرحمن) و (ريان) واتفقا أن يتقابلا فى مطعم (ندا) وأصر (عبد الرحمن) أن لا تكون (ندا) موجودة بالمطعم فى موعد وصوله فلم ترد هى إزعاجه ونفذت له ما طلبه ..
جلس (عبد الرحمن) على طاولة ما بالمطعم ونظر إلى الساعة ليجد أنه تأخر قليلاً فزفر بعض الشئ فهو من الأصل لا يريد تلك المقابلة ومع ذلك ذلك المتهور وهو المتأخر حتى وجده يدخل من باب المطعم أقترب (ريان) من حيث الطاولة التى يجلس عليها (عبد الرحمن) وقال متأسفاً

.-معلش الطريق كان زحمة

آشار له (عبد الرحمن) بالجلوس فجلس (ريان) وصمتا كلاً منهما فكان على الثانى أن يبدء الحوار لذا قال

-احب الأول اعرفك بنفسى أنا (ريان) دكتور نفسى عندى ٣١ سنة خطبت مرة واحدة ومحصلش نصيب .. أنا عارف أن فى سوء فهم حصل بينى وبينك وللأسف ده من أول مقابلة .. أنا كل اللى كنت أعرفه أن والد ووالدة (ندا) متوفيين وطلبت من (ندا) أنى اتجوزها بحكم أن معرفش حقيقى أن ليها خال مسافر وأكيد لو كانت وافقت كنت هسئلها لو فى حد من أهلك اقدر أكلمه

هز (عبد الرحمن) رأسه بالإيجاب ليتابع (ريان)

-هى مرفضتش ومقبلتش برده كانت عاوزنى أتأكد من مشاعرى الأول خصوصاً أنى كنت لسه فاسخ الخطوبة .. وأنا وافقت طبعاً واحترمت رأيها .. وفجاءة لاقيتها اختفت تليفوناتها مقفولة ولما سألت هنا فى المطعم قالوا إنها سافرت كنت هتجنن مدة كبيرة مشوفتهاش ومش عارف راحت فين هى كويسة وبخير ولا حصلها ايه لحد ما لاقتها فى المطعم معاك وانتوا داخلين سوا مقدرتش استحمل أنا معرفش هى فين وقلقان عليها والاقيها بكل برود داخلة مع راجل تانى ومعرفش مين ده
-وده يديك الحق انك تشك فيها ؟

قالها (عبد الرحمن) بإنفعال فهز (ريان) رأسه نافياً وقال

-لا طبعاً .. بس كان عندى مشاعر مضطربة كتير غيران وقلقان وخايف تكون ضاعت منى .. أنا عمرى ما كنت متهور ولا منفعل وطبيعة شغلى خلتنى كده وأكتر كمان .. بس أنا بحبها وغيرت بجد واختفائها كان أهم سبب فى ده كله .. أنا حقيقى بحبها ومش هقدر أتخيل حياتى من غيرها أنت شوف عاوزنى اثبتلك ازاى انى بحبها وأنا هنفذ

شعر (عبد الرحمن) بصدق كلامه فسئله

-للدرجة دى بتحبها ؟
-وأكتر كمان (ندا) كل حاجة فى حياتى مقدرش أتخيل أنها تبعد عنى لو بعدت أنا حقيقى ممكن يجرالى حاجة

ابتسم (عبد الرحمن) ثم قال له

-خلاص متاخدش راحتك اووى كده فى الحكى دى بنت اختى برده

ابتسم (ريان) له ليتابع الأخر

-حسيت فعلاً بصدق مشاعرك مش هكدب عليك .. وأنا ميهمنيش حاجة فى الدنيا غير أن (ندا) تكون سعيدة ومبسوطة .. أنا موافق

اتسعت أعين (ريان) فرحاً وقال غير مصدق

-بجد !! .. أنت بتكلم بجد

هز (عبد الرحمن) رأسه بآسى ثم قال

-سبنى اتكلم مع (ندا) ونتفق ع الخطوبة
-طبعاً .. زى ما تحب ع مهلكوا .. أنا متشكر جداً أنك حاولت تفهمني

ابتسم له (عبد الرحمن) بهدوء فنهض (ريان) قائلاً

-عن أذنك وأكيد هبقى على اتصال بيك إن شاء الله
-إن شاء الله

انصرف (ريان) بينما ظل (عبد الرحمن) سعيداً لأن ذلك الطبيب يحب (ندا) حقا ومستعد أن يفعل أى شئ حتى يكونا سوياً بالنهاية وقاطع تلك الأفكار صوت هاتفه ووجد أن المتصل صديقه فأجاب على الفور وطلب منه (زياد) مقابلته فأخبره على الفور بإنه فى المطعم الآن وينتظره .. أغلق الهاتف (عبد الرحمن) وفى غضون دقائق كان قد وصل (زياد) وكان يبدو مهموماً بحث بعينه عن (عبد الرحمن) وعندما وجده اقترب من الطاولة الجالس فنظر له الأخير بإندهاش وسئله

-مالك فى ايه ؟! شكلك ميطمنش

شعر (زياد) بالضيق وهز رأسه إيجاباً ثم بدء يقص عليه كل شئ بخصوص (تامر) وإهتمامه ب (همسة) فاتسعت عينان (عبد الرحمن) ثم قال

-طبعاً تكلمه .. وأنت هتجرب فى اختك وتستنى لما يغلط
-مش سهل يا (عبد الرحمن) أقوله ايه يعنى متبصش لاختى أنت مجنون .. ما أكيد هينكر
-يبقى تكلم اختك متروحش لأخته دى تانى
-والبنت ذنبها ايه ؟!
-لازم تفهم اختك هى مش صغيرة .. كبرت ولازم تفهم اللى قدامها

قال (عبد الرحمن) جملته الأخيرة وهو لا يصدق حقاً ف (همسة) لم تعد صغيره الجميع يراها الآن أنثى لما هو أعمى بشأنها هكذا عليه أن يعترف هو الأخر أنها قد كبرت ولم تعد طفلة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى