روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه8

 

-منار ازيك يخرب عقلك كنتي وحشاني بجد !!!!!!
اتسعت ابتسامه منار وزال توترها بأن تكون قد تخط حدودها وقالت…
-وانتي اكتر يا مدام شروق !!
-مدام !! مالك يا منار يا حبيبتي انا شروق بس !!
قالتها شروق بملامح منكمشه لتضحك منار قائله…
-معلش معلش انا كنت متوترة بس …
-طيب ادخلي وقفا ليه ؟


-لا مينفعش انا سايبه عم هلال لوحده تحت ، انا قولت اطمن عليكي بسرعه و اجبلك طلبك الدايم !!
-طيب استني اجبلك الفلوس !!!
مصمصت منار شفتيها قائله …
-فلوس ليه ان شاء الله ده هديه مني ولا منشبهش يعني !!!
ضحكت شروق قائله….
-طيب كتر خيرك يا ست منار و خلى عم هلال يخصمهم منك ….
خرجت ضحكتها الرنانة بعفوية لتهز رأسها قائله ….
-طيب يعملها كده وانا هاكل كل اللي في المحل !! يلا يسعد مساكي بقي انا هنزل عشان متأخرش !!
-الله يهنيكي ويسعدك يا ميرو ، لو عرفتي تفضي اطلعي اقعدي معايا انا بزهق لوحدي !!!
اتسعت ابتسامه منار وهي تهز رأسها بالموافقة و تهبط علي الدرج بسعادة…..

………………………..

في المساء ……..

دلف ظافر الذي غاب النهار بأكملة الي المنزل …. ابتسم تلقائيا وهو يستمع لأصوات ضحكاتهم العالية ….
اخذ يلملم الاكياس التي امضي ساعات طويله يتسوق بها لإحضار ما يمكن ان ينقص الطفل معتمدا علي خبرته مع يوسف و فريدة …. زادت ابتسامته وهو يتذكر العاملة بالمتجر وهي تدور حوله بنشاط طفولي مستمتعة ان هناك رجلا يقوم بتلك المهمة بدلا عن زوجته الحامل المتعبة لذلك فقد حرصت علي اعطائه كل ما ستحلم به امرأه من الوان زاهيه ملونه وملابس رقيقه مبطنة !!!
هز رأسه بابتسامه دائما ما يقع مصيره مع الصغيرات الحالمات !!!
تنحنح ينظف حلقه عسي ان تنتبه الي وجوده ….قبل ان يردف…
-يوسف ، يا فريدة ؟!
اقترب بعد دقائق من مصدر اصواتهم بغرفة الاطفال فوجد الباب شبه مفتوحا و رغما عنه وجد نفسه ينظر من تلك الفتحة ويبحث عن سبب ضحكاتهم تلك !!
فرغ فمه وهو يري شروق تجثو امام الفراش حيث يجلس طفليه بشعرها الاسود القصير بشكل يعطيه جاذبية خارقة …
تابع ملامحها ووجهها المشرق باحمرار وجنتيها من المجهود بالتأكيد وهي ترفع احدي الالعاب المحشوة فترسم بعض الاشكال المضحكه بوجهها و عينيها و تقول بصوت رفيع مضحك…
-انا عايز العب مع فيري يا فيري بقي ماليش دعوة !!
قالتها وهي تهز رأسها عمدا بالنفي فتتناثر خصلاتها علي وجهها ورقبتها بطريقه مغرية للغاية !!
زفر وهو يعود الي الوراء !!! تبا لتلك التخيلات اين ذهب تهذيبه و ايمانه ….هي لم تصبح زوجته بعد !!
ليرتفع وجهه بنصف ابتسامه قاسيه …. وكأن ذلك سيحدث فرقا بالطبع هي لن تقبل ان يكون زواجهم اكثر من زواجا ورقيا !!!!
احزنه ذلك التفكير كالعاده و شعر بغضب ينهش داخله !!
-شروق !!
هتف بحده وهو يعود نحو الاكياس !!
فانتفضت شروق برعب تبحث عن حجابها الملقي بجوارها بينما يسبقها يوسف وفريدة بسعاده الي والدهم …
-باااااااابي !!!
حمل الصغيرة الراكضة نحوه يقبلها ليميل نحو يوسف المحتضن لساقه مقبلا لرأسه…..
خرجت شروق تمرر عيونها علي كل تلك الاكياس ليدق قلبها بترقب و ذهول وهي تري اسماء تدل علي مقتنيات الاطفال قد تكون اغراض لفريدة ويوسف…
لا تريد ان تتحمس كثيرا فأعادت انظارها نحو انظاره المراقبة للهفتها فيمتلئ قلبه و داخله بسحابه دافئة ويتأكد له انه اتخذ الخطوة الصحيحة …
تلاشي غضبه الذي نشأ منذ قليل وهو يردف بهدوء ….
-الحاجات دي عشان البيبي مش هتيجي تتفرجي عليها !!
ابتسمت وهي تشعر بدموعها تحاول الهرب ولكنها ترفض البكاء في هذه اللحظه ، قد تكون تافهه للبعض و لكن اليها هي تعني الكثير والكثير !!
احاطها يوسف وفيري بترقب لتبتسم بسعادة وهي تري اعينهم تكاد تأخذ شكل القلوب من الالوان الزاهية والاغراض …
-اخر كيسين هناك بتوع فيري و يوسف ومحدش يمد ايده علي حاجه استنوا طنط شروق هتفرجكم !!….
قفزت فريده بسعادة قائله….
-يلا يلا ورينا يا سيري !!!!
بذلك التصريح اخذت تفتح شروق الاكياس بسعادة بالغه و يرافقها يوسف وفيري في ضحكاتهم وتعليقاتهم حول مدي صغر ذلك المولود المنتظر !!!
اما هو فقد جلس بعيدا يتابعهم بتمني من بعيد وعيونه تفترس اصغر ردود افعالها وكل تعبيراتها و يدها التي تلامس بطنها بين كل دقيقه والأخرى وكأنها تشاركه الحدث !!!
لقد نجح في كبح مشاعرهوهي زوجه يحيي اما الان وهي علي وشك الزواح منه ، ترفض مشاعره التأني او الصبر حتي الشعور بالذنب اصبح لا يؤثر في كبح دقات قلبه !!!

……………

في مكان اخر…..

-ممكن تقعدي زغللتيني …..
-اسكتي يا لولو انا متعصبه جدا !
اردفت مني يخنق وهي ترتمي علي الأريكة الهزازة في حديقة قصرهم … لتجيب صديقتها لمياء المقربة ……
-يابنتي نفضي هو اللي خلقه مخلقش غيره و بعدين رجاله النادي كلهم تحت رجليك و يتمنوا بصه منك ….
-لا انا عايزاه هو !! هو فاكر بعد ما يطلقني و يبعتلي ورقتي يوم حفلتي قدام الكل هسيبه يستمتع بحياته !! لا والف لا انا هقفلها عليه لحد ما بقي انا بس اللي قدامه و ساعتها هيجيلي يبوس القدم انا هذله ذل الكلاب !!…
-يابنتي ريلكس محدش فاكر اصلا وبعدين ده مين يعني ولا غني ولا فظيع معرفش متعلقه بيه علي ايه !!
-عشان مش انا اللي واحد زي ده يبيع و يشتري فيا لازم ادمره !!!
-طيب يلا عشان اتأخرنا علي حفله رودي !!
-لا ماليش نفس مودي باظ !
-بس رودي عامله نار و اغني الاغنياء هيحضروا ده غير انهم بيبقوا صغيرين وزي القمر …
نكزتها لمياء بنظرة ذات معزي وابتسامه ماكره…. لتزفر قبل ان ترمش بتفكير قائله….
-اذا كان كده يبقي يلا ا بينا !!!!

وبذلك وقفت العقربتان لبدأ التجهيزات عسي ان تنتهي الحفلة بسهره الي احدي القري الساحلية مع اوسم رجال الحفلة !! …..

………………..

داخل مبني الأصدقاء…..

أغلقت سلمي هاتفها مع الطبيبة بأسي بعد ان كانت في طريقها لتمضي الوقت مع شروق ولكن بالطبع الأخبار لا تسر …. توجهت لغرفتها مقررة الاختلاء بنفسها ، ظلت تجول حول نفسها بتفكير غير مهتمه بمنع دموعها قبل أن تجففها بعنف مقرره مواجهه يزيد بشكل مباشر ……
توجهت إلي غرفه الجلوس فوجدته يتربع الأريكة و هاتفه تحت أذنه و اوراق كبيرة متناثرة حوله ….
فالجميع في حاله تأهب لإعلان تلك الشركه الجديدة بين الأصدقاء….
سعلت بخفه تشير إليه برغبتها في التحدث……فعقد حاجبيه قبل أن يستأذن مغلق الهاتف في دقيقه ، نظر لها وهو يفرك جانب وجهه بتساؤل..
ابتسمت باتساع فكاد يبتسم بتلقائية ففي ابتسامتها تقبع سعادته …..ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!!
-مفيش امل خلاص عمري ما هخلف!!
غامت عينيه بتفكير محاولا لملمه أفكاره و التحكم في تعبيرات وجهه حتي لا يؤذي مشاعرها دون قصد …يكفي الحزن الدفين المنعكس في عينيها السوداء ليعلم أنها تنزف من الداخل …….
نظر للاوراق بحدة قائلا…
-طيب !!
دوت ضحكتها الجافة المكان لتردف وهي تقترب منه قائله…
-وبعدين !!
-مش مهم يا سلمي !
رفعت وجهه بين كفيها وهي تميل نحوه تقبل جبهته قائله بخفوت و حزن…..
-لا مهم يا يزيد …. عشان خاطري ريحني لو فعلا بتحبني متعذبنيش بالذنب اكتر من كده !!
جذبها نحوه لتستقر في أحضانه علي الأريكة ليردف بخفوت و إصرار..
-الذنب انتي اللي معيشه نفسك فيه يا حبيبتي ، عشان انتي مش عايزة تفهمي انك حبيبتي و قلبي اختارك انتي وهيختارك انتي طول ما انا فيا نفس !!
انهي كلماته وهو يتابع تساقط دموعها بحزن فيميل عليها يطبع قبله خفيفة علي وجنتها ……
رفعت كفيها تمررها علي وجنتيه المنبتة بشعرات قصيرة مرار و تكرارا وكأنها تلمسه للمرة الاخيرة تنظر له بعيون تشع بحب العالم لتردف بعد مده ….
-وعشان انا حبيبتك مستحيل ارضي بكده !!!
أغمض عينيه بغضب و حزن قبل أن يزيل يديها و يرفعها عنه يضعها علي الأريكة بجواره ويلملم اوراقه بتجاهل قائلا…
-انا طالع لمروان !!

وبذلك القول اختفي عن عيونها الباكية .


…………….

بعد فترة ……….

زفر ظافر بحنق قائلا….
-مش كنا استنينا الافتتاح ده بعد شروق ماتولد !!
-الله !! تاني يا ظافر !! ما قولنا السوق فرض اننا نبدأ بسرعه وبعدين ربنا سهل وقدرنا نشتري مكان جاهز من مجاميعه بموظفيه انت ايه مضايقك بس !!
قال يزيد للمرة الالف وهو يقف امام باب شقته منتظر خروج سلمي !!!
-مفيش بس الدكتوره قالت انها ممكن تولد في اي لحظه والتانية !!
قال ظافر بقلق………
-متقلقش متقلقش وبعدين دي حاجه بسيطه و مروان عامل مفاجأة بعرض مسرحي يعني لازم اعضاء الاداره التلاته يبقوا موجودين !!
هز ظافر رأسه بالموافقه وما هي الا دقائق حتي خرجت شروق مرتديه فستان اسود رقيق غاية في الرقة ويحيطها الحجاب الابيض الذي اصر علي ان ترتديه رافضا طقوسها بربط الحزن بالأسود فابن عمه شهيد حي في السماء ويجب ارتداء الابيض لا الاسود !!!
وقد رضخت له بعد مشادة حاده بينهم انتهت بتدخلات يوسف وفريدة وهم يتهمانه بسوء معاملتها !!!!
تبعها يوسف المرتدي قميص و شورت و صغيرته مرتديه فستان احمر منقط بالأبيض ، مال بنصف ابتسامه يحملها ويعدل فستانها متحسسا الشورت الابيض القطني ، يتذكر عندما جن جنون شروق حين عملت انه يجعلها ترتدي الفساتين علي ملابسها الداخلية فقط ، متهمة اياه بالإهمال !!
ماذا يعلم هو عن عالم النساء !! مالت نظرة منه لفستان شروق واتسعت ابتسامه بالتأكيد ترتدي هي الأخرى !!
التقت انظارهم لترتبك شروق وهي تراه ينظر الي فستانها وتتبع نظراته تخشي ان يكون قد اتسخ او شيء من هذا القبيل ولكنها لم تجد شيئا …
خرجت ضحكه خفيفة منه قبل ان يستدير ليتجه الي الاسفل….
عديم الذوق والادب !!!
فكرت بغضب وعقلها يدور حول سبب تلك الضحكات هل يري مهرجا امامه ذلك اللعين !!
تخطت قامته وهي تري يزيد يمسك بيد سلمي ولاحظت تشنج جسد صديقتها لتقطب حاجبيها بتفكير …

هل تشاجرا ام ماذا ؟!

………………..

مال يزيد علي سلمي محذرا…
-بطلي تفركي مش هسيب ايدك طول اليوم ده !!
نظرت بعيدا بغضب لتردف بعد دقائق …
-عزمت مامتك واختك ؟
لم يجيبها لتهز رأسها بحنق و تزم شفتيها بالتأكيد لم يفعل فهي هادمه العائلات ….
صعدت معه السيارة ليترك يدها اخيرا فتلوح لشروق المتساؤله مطمئنه اياها ان كل شيء علي ما يرام !!
بغد مرور ساعه وقف مروان ينتظرهم بالخارج بابتسامه بالغه ليردف بسعادة عند نزولهم ….

-يلا العرض هيبتدى !!

دلفت شروق الممسكة بيد يوسف الصغير تنظر حولها بانبهار لتقف عند بوستر كبير معلق بفخر فتحنو عيناها و ترتسم شفتيها بابتسامه حزينة ….

اهداء الي العنصر الذهبي في حياتنا ….البطل و الشهيد يحيي الراوي رفيق الدرب !!!!

نظرت الي الاسفل تحادث صغيرها بالداخل حديث فخر و حب يفهماه هما وحدهما …..

-تعالي اقعدي …

قال ظافر بهدوء وصوت محشرج بالمشاعر وهو يدلها علي مكانها ، جلس جوارها وفريده علي ساقه تشعر بالخوف للجلوس وحيده وسط هذا الجمع من الناس !!
اما يوسف فجلس بثقه بجوار مروان …
بعد مقدمات و دقائق طويله اشعرته بالملل حتي وان كان هو من يتوسط الاضواء و الاحداث ، بدأ اخيرا العرض المسرحي باسم ( وطن )……
احتضن فريدة اليه وقلبه يتقلب داخل صدرة ويتم آسره من اول كلمة تخرج من فتي صغير مرتدي زيا عسكريا ويتوسط خشبه العرض….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه 8

 

ستمع كلاً من (شادى) و (ريما) إلى صوت تلك الفتاة فنظرا سوياً تجاه الصوت ابتسم (شادى) ل (رغدة) ثم قال بممازحة

-ورايا ورايا حتى بارة المكتب
-أنا ما صدقت الاقى حد اعرفه .. (شجن) اللى عزمتنى ومكنتش اعرف أن حد غيرى جاى من الشركة واتكسفت اروح اقعد معها وجوزها جنبها

ابتسم (شادى) ثم نظر تجاه (ريما) الذى وجدها تنظر لكلايهما ببعض من البرود وقال

-افتكر اتعرفتوا ع بعض عندى فى المكتب

هزت (ريما) رأسها بالإيجاب وقالت

-اه فاكراها

ابتسمت (رغدة) ومدت يدها لمصافحتها وقالت

-ملحقتش اقعد معاكى المرة اللى فاتت .. معجبة بأفكارك جداً

ابتسمت لها (ريما) مجاملة ومدت يدها لتصافحها ليقول (شادى)

-عشرية درجة أولى

هندمت (رغدة) من ملابسها تصنعاً بالفخر ثم قالت

-الكل بيقول كده

فى تلك اللحظة اقتربت (شجن) منهم وقالت

-عاملين ايه مبسوطة انكوا جيتوا جداً

ابتسمت لها (رغدة) وقالت

-الحفلة عظيمة .. وواضح انكوا بتحبوه جداً
-طبعاً أبيه (طلال) ده احسن راجل فى الدنيا

اقترب منها (وليد) ووضع يده على كتفها وهو ينظر لها بغيظ فابتلعت ريقها وتابعت حديثها

-بعد (وليد) طبعاً

ضحك جميعهم عليهما فقالت (شجن)

-أنت جاى الشركة بكرة يا (شادى) مش كده ؟!
-اه
-تمام هبقى اشوفك فى المكتب بكرة بما أن اونكل (محمد) مسافر عاوزك فى موضوع
-تحت امرك

ابتسمت له ثم نظرت إلى (ريما)

-هتقعدى معانا مش كده ولا هترجعى شرم ؟

اخذت (ريما) نفس عميق وقالت

-مش عارفة بجد لسه .. لسه هشوف داد محتاجة اتناقش معاه فى حاجات كتير
-ربنا معاكى

ثم نظرت تجاه (وليد)

-تعالى بقى نسلم ع باقى صحابنا .. عن اذنكوا يا جماعه

قالت جملتها الأخيرة وهى تنظر لهم فهزوا رأسهم بتفهم بينما نظرت (رغدة) إلى ساعة يدها وقالت

-يا خبر ده الوقت أتأخر وأنا طريقى طويل شوية

ثم نظرت تجاه (شادى) وقالت

-اشوفك بقى بكرة فى المكتب .. تسمحلى اقولك (شادى) اصلى مش بحب الألقاب بتخنقنى

عقد يده نحو صدره وقال وهو يبتسم

-سمحتلك
-أصلاً أنت مدير كيوت ومتفهم ولو لو يعنى راحت عليا نومه وجيت متأخر مش هتخصم ليا ولا حاجة عشان عارف انى كنت فى حفلة وكدن

اضيقت عينان (شادى) وهو يكتم ابتسامته

-حلنجية درجة أولى

ابتسمت له ثم قالت وهى تودعه بيدها

-باى بقى

ثم سارت بعيداً عنهم فنظر (شادى) إلى (ريما) ولم يستطع أن يميز بما تشعر لجمود ملامحها قليلاً فسئلها

-هتكلمى والدك امتى ؟

ابتسمت بسخرية ثم قالت

-ياه أنت لسه فاكر كنا بنتكلم فى ايه قبل ما تيجى (رغدة) و (شجن) ده أنا نسيت .. وكلهم خدوا مواعيد منك الصبح

ابتسم ثم قال

-تحبى تاخدى ميعاد إنتى كمان ؟!

اتسعت عيناها ثم قالت

-ظريف أوى أنت
-هو أنا قلت حاجة تضايقك دلوقتى يا (ريما) ؟!

ابتلعت ريقها وحاولت تهدئة نفسها ثم تحدثت بهدوء

-متشغلش بالك .. أنا بس مرهقة شوية
-تحبى اوصلك ؟!

هزت رأسها نافية ثم قالت

-هقعد لآخر الحفلة أنا مش تعبانة .. مرهقة بس
-اه .. عموماً أنا معايا هدية لابن عمك ابقى اديهاله إنتى عشان أنا معرفش حد هنا
-ابن خالتى مش ابن عمى .. يبقى ابن عم (شجن)

قالت جملتها الأخيرة وهى تصر على اسنانها

-تمام هى فى العربية وأنا ماشى هديهالك
-اوك .. عن أذنك هروح اسلم ع باقى قرايبى
-اه طبعاً اتفضلى ..

سارت بعيدة عنه وهى لا تفهم سر مشاعرها المششتة تلك وسبب غضبها بالأساس ..
شعرت (ندا) بالغضب والضيق من نفسها مما سمعته من (ريان) فهى لم تقصد أن تتجاهله كل ما فى الأمر أنها كانت تريد أن تجد حلاً يجعل (عبد الرحمن) يحبه ويوافق على زواجهم لذا اقتربت من (عتاب) واستأذنت منها فشعرت (عتاب) أنه يوجد بينها وبين (ريان) خطب ما لذا لم ترد إزعاجها فى الوقت الحالى وتركتها على راحتها ..
غادرت (ندا) الحفل وقادت سيارتها متجهة نحو منزل (زياد) وبعد ربع ساعة قد وصلت وطلبت من الخادمة مقابلة (زياد) وفى خلال دقائق قد وصل (زياد) للطابق السفلى ووجد (ندا) تبكى فأسرع نحوها وجلس أمامها وسئلها وهو يشعر بالقلق عليها

-خير يا (ندا) فيه ايه قلقتينى

مسحت (ندا) دموعها وبدئت أن تقص عليه ما حدث بداية من رفض (عبد الرحمن) التام وحتى ما قاله لها (ريان) صمت (زياد) لبعض الوقت ولم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول حقيقة أخر ما يفكر فيه هو مساعدة حبيبته فى أن تحل مشاكلها مع حبيبها ولكنه وعدها سابقاً أن يساعدها فأخذ نفس عميق ثم قال

-بصى يا (ندا) إنتى غلطانة .. كان لازم تقوليله باللى قاله ليكى خالك
-خفت يزعل
-وهو كده يعنى مزعلش من تجاهلك ليه ؟!
-والعمل
-ابقى ابعتيلى اللوكيشن بتاع العيادة بتاعته أنا هحاول أفهمه وهتكلم معاه

نظرت إليه بإمتنان شديد ثم قالت له بنبرة آسفة

-أنا عارفة انى بتقل عليك جداً وأنك مش مضطر تعمل حاجة زى دى بس غصب عنى أنا معرفش حد غير خالو وخالو رافض و …

قاطعها قائلاً بنبرة حنونة

– بصى يا (ندا) احنا متربين سوا ومشاعرى أنا المسئول عنها متلوميش نفسك عليها ولازم يبقى فيه قبول من الطرفين حبى لوحده مش هيعيش وع فكرة جو الشعارات بتاع اللى بيحب مش بيستنى مقابل ده غلط أى علاقة فى الدنيا عشان تستمر لازم يكون فى خد وهات
-أنت جميل اوى يا (زياد) بجد
-هعتبر دى معاكسة وما هصدق ع فكرة

قالها مازحاً فابتسمت له ثم نهضت عن مقعدها وقالت

-عن أذنك
-اتفضلى

انصرفت (ندا) من أمامه فظل ينظر فى ذلك الإتجاه الذى سارت منه ودون أن يشعر نزلت من عينيه دمعة لمحت (همسة) شقيقها من الشرفة بعد أن استمعت لحديثه الذى دار بينه وبين (ندا) دون أن يراها احد فخرجت من الشرفة وتقدمت نحوه لتقول

-أنت فعلاً جميل زى ماهى قالت وتستحق احسن واحدة فى الدنيا

قالتها وهى تقف أمامه ثم مسحت تلك الدمعة التى نزلت من عينه فابتسم لها ثم ربت على كتفها وقبل رأسها

-بطلى دلع وروحى نامى

ابتسمت له وهزت رأسها بالإيجاب ثم قالت

-تصبحى ع خير ..
*******************
فى مساء اليوم التالى ..
انتظر (زياد) بالعيادة الخاصة ب (ريان) حتى انتهى من فحص جميع المرضى حينها أخبرت السكرتيرة الخاصة به أن أحدهم يريد رؤيته خرج (ريان) من غرفة الفحص ووجد أنه (زياد) لذا طلب من السكرتيرة الخاصة به أن تتركهم وانصرف فانصرفت هى فى حين نظر (ريان) إليه وقال مستفهماً

-تحب تتكلم فى مكان تانى
-ملوش لزوم أنا جاى اقولك كلمتين وامشى

هز (ريان) رأسه بتفهم ثم اقترب منه وجلس بجواره على الأريكة وقال

-خير
اجابه (زياد) بهدوء

-بص يا سيدى (ندا) جتلى امبارح وحكتلى امبارح ع اللى حصل

اضيقت عينان (ريان) وقاطع حديثه مستفهماً ويبدو عليه بعض الضيق

-جتلك فين ؟!

اغمض (زياد) عيناه وحاول تهدئة نفسه ثم اجابه

-قبل كل حاجة لازم تفهم كويس أن (ندا) ملهاش حد غير خالها واختها وهى مش لجئت ليا عشان سواد عيونى هى عارفة كويسة انى اقدر اقنع خالها بيك فأنا حقيقى مش مستفاد حاجة أصلاً وميهمنيش غير انى اشوف (ندا) مبسوطة مع أى حد كان غير كده بقى (ندا) بتحبك بجد أنا عمرى ما شفت (ندا) بتعيط بعد وفاة أمها وابوها هى فعلاً عيطت من اسلوبك معها لانها بتحبك ومكنتش عارفة تقولك ايه بعد رفض خالها ليك فكانت هتحاول مع خالها اكيد وتكلمك

لم يهتم (ريان) بكل ما قاله (زياد) بعد أن سمع عن بكائها لذا سأله

-عيطت!! .. أنا مكنش قصدى فعلاً أنا بس كنت عاوزها تبطل الطريقة بتاعتها الغريبة فى المعاملة تبعد وقت ما تحب وتقرب وقت ما وتحب
-(ندا) ضعيفة وملهاش خبرة فى الحياة ده غير انى متأكد أنك أول راجل تحبه وهى مش متعودة حتى أن يبقى فى راجل فى حياتها تقوله تفاصيل يومها وعشان كده هى ماشية ع طول بدماغها عشان تحمى نفسها هى واختها خصوصاً بعد وفاة والداها وسفر خالها بمعنى اصح مش متعودة يبقى فى راجل تستأذنه فى حياتها أصلاً .. وظروف (عبد الرحمن) النفسية هى اللى أجبرته يسيب مصر كلها مش بنت أخته بس مكنش سايباها بمزاجه يعنى
-فى حاجة يعنى ؟!
-ملوش لزوم الكلام فى المواضيع دى .. أنا جيت اقولك الكلمتين دول وأعرفك كمان أن عيد ميلادى بكرة وهيتعمل فى المطعم عند (ندا) ودى فرصة كويسة تيجى وتشوفها وتعتذر ليها
-طب و (عبد الرحمن) ؟
-متقلقش أنا اللى عازمك مش (ندا) وأنا اعرف اتصرف مع (عبد الرحمن)

نظر له (ريان) بإمتنان شديد فابتسم له (زياد) ابتسامه هادئة وهما لينهض من الأريكة ولكنه وجد تلك الفتاة تدخل داخل العيادة شعر (ريان) بتوتر شديد عندما وجد (أسما) أمامه وقالت

-سورى يا (ريان) جتلك من غير ميعاد بس عاوزك فى خدمة

ابتلع (ريان) ريقه ثم بينما نظر (زياد) لكلا منهما ولم ينهض من الأريكة بل قام بفرد ذراعه خلف (ريان) وبيده الأخرى أمسك (ريان) من قميصه وقربه له وسئله بصوت خافت

-مش دى اللى شوفتك معادها قبل كده
-اه

اجابه (ريان) بصوت خافت فشعرت (أسما) يخطب ما ثم قالت

-طب شكلك مشغول ابقى اجيلك فى وقت تانى

أراد (ريان) أن يثبت ل (زياد) أنه لا يفعل شئ خطأ يخاف منه لذا قال

-اتكلمى يا (أسما) .. (زياد) مش غريب

رفع (زياد) حاجبيها بفضول فأخذت (أسما) نفس عميق ثم قالت

-أنت عارف كويس أنى قررت أتفرغ للرسالة بتاعتى من تانى وهعيد إن شاء الله اللى كتبته عشان كده فكرت يعنى انى اخد منك شوية كتب كنت بستخدمهم ايام زمان بس طبعاً محتاجة كل حاجة دلوقتى من تانى يعنى اوفر وقت وجهد .. أنت عندك مكتبة هايلة بصراحة

ابتسم لها وقال مشجعاً لها

-طبعاً فى أى وقت تخديهم
-تمام هبقى اجيلك بكرة البيت إن شاء الله

اتسعت أعين (زياد) وقام بإمساك (ريان) مرة آخرى من قميصه ليجذبه إليه وقال بصوت خافت

-هى عادى تجيلك البيت كده
– يا عم عادى أمها صاحبة أمى وأمى موجودة فى البيت ال ٢٤ ساعة

قالها بصوت منخفض فتفهم (زياد) فترك القميص وابتعد قليلاً عن (ريان) فنظرت لهما (أسما) بغرابة ثم قالت

-تمام وشكراً جداً يا (ريان) ..معلش بتعبك معايا
-خالص يا (أسما)
-طيب عن اذنكوا

حينها نهض (زياد) هو الأخر وقال

-مش يلا
-روح انت أنا هقفل الدنيا هنا وهنزل ع طول

هز (زياد) رأسه بتفهم ثم خرج من العيادة واتجه نحو المصعد ليجد تلك الحسناء مازالت تقف تنتظر المصعد ابتسم وهو يجدها تتفحص الهاتف الخاص بها وعندما أتى المصعد قام بفتحه وتركها تدخل أولاً ثم دخل خلفها فقالت له

-ميرسى
-أنتى تقربى ل (ريان) ؟

سئلها وقد أراد أن يقارن إجابتها بإجابته فأخبرته هى

-مش بالظبط .. بنت صاحبة مامته وكنا مخطوبين من فترة

ارتفع حاجبه قليلاً ثم ابتلع ريقه وتفهم إذاً لما تغار منها (ندا) حقاً فهى محقة فى غيرتها وصل المصعد للأسفل فخرجت هى ثم تابعها (زياد) وانصرف كلاً منهما فى طريقه ..
*****************
جلس (شادى) متكأ على فراشه بغرفته الخاصة يتفحص هاتفه وهو يشعر بالضجر والملل حتى قاطع تفحصه ذاك إتصال ليتفاجئ برقم هاتف (ريما) ينير رقم هاتفه فأجاب على الفور

-إنتى كويسة يا (ريما) ؟

ابتسمت هى على تلك اللهفة التى سمعتها من صوته ثم قالت

-اه الحمد لله
-كلمتى والدك حصل بينك وبينه مشكلة ؟
-اه كلمته وكلمت (زياد) كمان قولتله مش هينفع لأنه واضح أنه خارج من علاقة فاشلة وأن مشاعره مش هتكون مظبوطة وهو تفهم بصراحة وقالى معاكى حق
-طب كويس .. ووالداك ؟

أخذت نفس عميق ثم أجابته

-كلمته وحاسة أنه مضايق منى جداً هو مزعقش ولا ثار زى ما كنت متخيلة بس مش عاوز يكلمنى تانى
-معلش مجرد وقت وهيعدى
-إن شاء الله

صمت كل منهما حتى قالت (ريما)

-وأنت عملت ايه النهاردة اليوم كان كله مقابلات مشغول جداً مش كده ؟
-لا عادى خالص زى كل يوم
-أزاى بقى و (رغدة) و (شجن) ؟

قالتها بنبرة غيظ ولكنها حاولت السيطرة قليلاً حتى لا يظهر ذلك فى صوتها فأجاب هو وكأنه يتذكر

-اهاااا بس عادى يعنى مش حاجة مهمة .. كده كده أنا و (رغدة) شغالين سوا وع طول مع بعض

عضت شفتاها بغيظ ليتابع هو

-أما (شجن) فكانت عاوزة تاخد اجازة شوية لأنها بقت تتعب بسبب الحمل وعشان قربت تولد
-اه .. بس شكلكوا قريبين من بعض مش كده ؟

انفعل (شادى) وهو يجيب

-ايه الجنان ده يا (ريما) دى ست متجوزة

شعرت (ريما) بغبائها وعلى الرغم من أنها كانت تقصد (شجن) لكنها قالت

-مش بتكلم ع دى بتكلم ع التانية اللى ع طول مع بعض

هدئ (شادى) قليلاً ثم قال

-تعرفى أول مرة اشوفها اليوم اللى جتيلى فيه المكتب بس هى من النوع اللي تحسى انك تعرفيه من زمان .. عشرية حبتين

عضت (ريما) شفتاها بغيظ ولا تعرف لما تشعر بالغيظ من الأساس لذا قالت

-أنا عاوزة انام .. معلش اقفل عشان هرجع شرم

وعلى الرغم من أنه كان يريد أن يطلب منها أن تبقى لأيام ولكنه شعر بالغضب من اسلوبها ذاك لذا قال

-مع السلامة

أغلقت (ريما) الهاتف وهى تقول بنبرة خافتة

-مع السلامة

ولا تعرف ما سبب غضبها حتى أنها لم تتصل به لتقص عليه ما حدث مع والدها و (زياد) بل اتصلت لفضولها فى ماذا تريده (شجن) وما طبيعة العلاقة بينه وبين (رغدة) زفرت بضيق ثم اتجهت نحو الفراش كى تنام ..
*******************
عندما وصل (زياد) إلى المنزل قام بالإتصال ب (ندا) وإخبارها عما حدث بينه وبين (ريان) حتى أنه أخبرها بأمر (أسما) وأن طبيبها كان يتعامل معها بطريقة عادية ليست مميزة فى شئ بل وأنه يحترمها فى غيابها مثلما فى وجودها شعرت (ندا) بسعادة شديدة فشهادة (زياد) تلك أسعدتها للغاية وتأكدت تأكد تام أن طبيبها الخاص متأكد من مشاعره تلك المرة ولا يوجد أى ذبذبة مثلما كان مع (أسما) و (عتاب) ثم أخبرت (زياد)

-ممكن اطلب منك طلب
-يا منجى يارب
-هقول ل(ريان) يجيب (أسما) معاه فى عيد ميلادك
-ايه الطلب الغريب ده .. وتيجى معاه ليه أصلاً ؟
-(أسما) ظروفها صعبة جداً جداً (ريان) سابها بطريقة مش كويسة وسمعها كلام أنها مش بتهتم بنفسها و..

قاطعها (زياد) قائلاً

-مين دى بس اللى مش بتهتم بنفسها؟
-ما هى مكنتش كده .. (ريان) حكالى زمان ع اد ايه كانت عملية وكل اللى يهمها بحثها ورسالتها وبس فهو سابها .. وهى عشان كانت بتحبه مستحملتش راحت اتجوزت واحد بس مكنش محترم

وظلت تقص له ما حدث لها بعد طلاقها ومحاولة انتحارها ورغم إنها مازالت تحب (ريان) إلا أنها حاولت الإصلاح بينها وبين (ريان) ثم تابعت

-حاسة أنها ملهاش صحاب ومبتخرجش وشكلها هترجع زى زمان وتهتم برسالتها بفكر اجيبها تغير جو وهبقى ع اتصال بيها دايماً

ابتسم (زياد) ثم قال

-أنتى طيبة جداً يا (ندا) واحدة غيرك متهتمش أصلاً
-حاسة أنها كان ممكن تبقى حد احسن لولا حبها ل (ريان) وتسرعها
-اعملى اللى يعجبك طبعاً المطعم مطعمك
-شكراً اوى يا (زياد)..
****************
فى مساء اليوم التالى ..
داخل المطعم الخاص ب (ندا) كانت قد أعدت كل شئ بخصوص عيد ميلاد (زياد) وكانت (همسة) تشرف على كل شئ تقريباً حتى تسعد شقيقها وتحاول أن تجعله ينسى ما حدث بينه وبين (ندا) ودعت الله كثيراً حتى يعوضه بدلاً عن (ندا) بفتاة تقدر قلبه الكبير وتشاركه حياته بحلوها ومرها.. فقد كان سقف القاعة ملئ بالبالونات الوردية بجميع ألوانها وفى منتصف القاعة معلق بعض البالونات التى عليها أحرف أبجدية إنجليزية مكونة من اسم شقيقها Zayed
وكانت أضواء القاعة خافتة مائلة للون البنفسجي الفاتح .. وجدت (همسة) (عبد الرحمن) يقف بعيداً فاقتربت منه وسئلته

-ايه رأيك ؟

نظر (عبد الرحمن) حوله وهز رأسه على مضض وهو يقول بغير اقتناع

-جميل



اضيقت عينان (همسة) وقالت

-شكلك بيقول غير كده .. ايه اللى مش عجبك يعنى ؟! ممكن ميعجبش (زياد) يعنى!
-الصراحة يعنى تحسى كل حاجة بنتيتى اووى pink. و purple اوفر اوووى مش عيد ميلاد بنت اختك هو

زمت (همسة) شفتاها وأشاحت بوجهها للإتجاه الأخر ثم قالت

-زيزو مش عقد زيك أكيد هيعجبه

اتسعت أعينه غير مصدقاً ما قالته تلك الصغيرة وردد بإندهاش

-عقد !!
-اه عقد جداً بصراحة .. محسسنى أنك كبير وعجوز يعنى كل الموضوع انك عندك ٣٣ سنة عايش سن غير سنك وزمن غير زمنا .. فك كده شوية يا شيخ خنقتنى

قالتها ثم ابتعدت عنه بينما ظلت عيناه محدقة وهو لا يستعب ما قالته للتو تلك الصغيرة احقاً هى تشعر بمشاعر نحوه كما اخبرته (ندا) ..
وصل كلاً من (ريان) و (أسما) إلى المطعم التى كانت لا تريد أن تأتى فهى لا ترغب بأن تسبب أى مشكلة بين (ريان) و (ندا) ولكن بعد أن أخبرها (ريان) أن (ندا) هى التى تريدها فى الحفل ومع إلحاحه جاءت معه لمحتها (ندا) هى و (ريان) يدخلون من باب المطعم فابتسمت ثم اقتربت منهم وقالت

-أنا حقيقى مبسوطة أنك جيتى

ابتسمت (أسما) بهدوء بينما قال (ريان)

-مكنتش عاوزة تيجى خالص ..

نظرت (ندا) إليها وهى تشعر بالحزن تجاهها ووجدتها تشعر بالخجل فطلبت من (ريان)

-لو سمحت يا (ريان) ممكن تسبنا شوية

هز رأسه بتفهم ثم ابتعد عنهم فنظرت لها (ندا) ثم تحدثت إليها

-أنا عارفة أنه مش منطقى اللى بيحصل ده وأنى اجيبك هنا .. وعارفة أنك إنتى كمان حاسة بكده .. بس يا (أسما) مامتك ومامت (ريان) صحاب علاقتهم متأثرتش لما أنتى و (ريان) سبتوا بعض ولا أتأثرت كمان لما أنتى اتجوزتى ومش عاوزها تتأثر بسبب وجودى كمان فى حياة (ريان) .. أنتى إنسانة من جواكى قلبك ابيض بس اتسرعتى فى جوازتك من (تامر)
-اكبر غلطة عملتها فى حياتى .. مش هكدب عليكى أنا غلطت كتير كتير اوى يا (ندا) غلطت فى حق نفسى قبل أى حد تانى
-عندك فرصة تبقى احسن واعتبرينى أخت ليكى لو مش هيضايقك وجودى مع (ريان) فى حياتك

ابتسمت لها (أسما) ابتسامة هادئة ثم قالت

-أنتى طيبة اوى .. اووى يعنى .. لو كنت مكانك مستحيل اعمل اللى بتعمليه ده انا حاولت اسرقه منك

أخذت (ندا) نفس عميق ثم قالت

-أنا مش ملاك أنا بشر .. بس أنا عكسك شوية إنتى متهورة ومتسرعة وبتعملى غلطات مش بتفكرى فى عواقبها أنا بقى هادية شوية الحياة علمتنى ادرس كل خطوة كويسة ومنكرش انى هديت نفسى كتير من ناحيتك عشان اكلمك بالأسلوب ده لأنى ببساطة حطيت نفسى مكانك .. أنتى محاولتيش تسرقيه أنتى كنتى بتدافعى عن حبك ليه ولو فى شعرة ممكن توصلكوا ببعض كنتى عاوزة تستعمليها بس لما عرفتى أن (ريان) بيحبنى مترددتيش انك تيجى توضحى ليا سوء الفهم

ابتسمت (أسما) بهدوء لها ثم نظرت تجاه (ريان) وأخبرت (ندا)

-ع فكرة (ريان) هيولع .. شكله عاوز يكلمك

ابتسمت (ندا) وكادت أن تتجه نحو طبيبها إلا أنها عادت مرة آخرى واقتربت من وجنة (أسما) وقبلتها ثم ابتعدت قليلاً وأخبرتها

-المكات مكانك طبعاً

ثم تركتها واتجهت نحو (ريان) فابتسمت (أسما) وهزت رأسها بآسى .. اقتربت (ندا) من (ريان) ونظرت له بإشتياق واضح فقال هو مازحاً

-ع فكرة أنا كمان ممكن اتباس عادى

فقد كان يرمى على قبلتها ل(أسما) فأتسعت عينان (ندا) على وقاحته تلك وقالت

-أنت قليل الأدب وأنا أصلاً زعلانة منك
-أنا آسف يا (ندا) .. بس بضايق لما بتتجاهلينى
-مش قصدى
-فهمت .. (زياد) قال انك مش متعودة أن فى راجل يبقى فى حياتك وانك لابخة وبتغرقى فى شبر مايا و ..

قاطعته قائلة

-هو قال كده ؟
-يووووه ده قال كتير

قالها وهو يشر بيده لأعلى دليل على المبالغة فعضت (ندا) شفتاها ليتابع (ريان)

-وع قلبى زى العسل

ابتسمت وشعرت بالخجل فنظر لها بإعجاب بينما كان يتابع (عبد الرحمن) ذلك المشهد من بعيد وقد شعر بغضب شديد وقرر أن يتجه نحوهم ..
فى تلك الأثناء قررت (أسما) أن تتجول داخل المطعم فهى لا تعرف أحد هنا واتجهت نحو نافذة لتشتم بعض الهواء المنعش حتى شاهدت أحدهم بالخارج من خلال زجاج النافذة فاتسعت عيناها قليلاً ونظرت بدهشة ولكنها هزت كتفاها بعدم اهتمام فلا تهتم لما يحدث بالأصل 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى