روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه 4

 

فلاش باك مستمر …..

خرج يوسف و معه فريدة قائلا ….
-انا هقف علي الكنبه كأني ساكن فوق وانتي تخبطي علي ضهر الكنبة و هفتحلك تطلعي فهمتي !!!
هزت فيري رأسها بمرح طفولي وهي تمسك بلعبتها المفضلة وتركض للخلف …..
لمعت عيون ظافر بفكره لينادي عليهم …
-يوسف تعالي يا حبيبي …


-ايوة يا بابي ؟
-طنط شروق و حشتكم صح ؟!
-اه اه انا كمان انا كمان يا بابي اسوفها !!
قالت فيري بحماسه ليردف ظافر بجديه …
-طيب انا هخليكم تطلعوا بس بشرط !!
وقف ظافر عند باب الشقة يستمع الي طرقات يوسف الذي اتفق معه علي الصعود والاطمئنان علي حاله شروق و اخبارها بان والدهم بالعمل و انهم شعرا بالخوف وقرروا الذهاب اليها …
كما انه اعطاهم اكياس بها طعام جاهز املا في ان تأكل شيئا فقد سمع حسره والدتها وهي تشتكي فقدانها الشهية وفقدانها للكثير من الوزن…
سمع الباب يفتح ولكن صوتها الضعيف لم يصل اليه سوي كهمهمات خافته تبعه صوت طفليه السعيد واغلاقها للباب ….
تنهد واغلق الباب ينتظر اما مكالمه من هاتف ابنه المعلق برقبته والذي لا يفارقه مهما حدث بناء علي رغبته او هبوطهم بعد تناولهم الطعام سويا …..

اتجه ليستغل الوقت في انجاز بعد الاعمال علي حاسوبه يحمد الله ان مديره سمح له ببضعه ايام كإجازة الان للملمه شتات أموره …

بعد مرور ساعتين نزل الطفلين ليبدأ هو في استجوابهم عن احوالها و رده فعلها و هل تناولت الطعام معهم ام لا و الكثير و الكثير …..
-ايوة يا بابا هي تعبانة بس اكلت لما قولنلها مش هناكل من غيرها و كمان قالتلنا لما بابا يروح الشغل ويسيبكم لوحدكم اطلعوا وانزلوا قبل ما يجي بس…. قالتلنا منقولش قدامك !!
قال يوسف وهو يحاول تجميع كلماته فتعجب ظافر من هذا الطلب و لكنه مقدم له علي طبق من الذهب فبذلك سيضرب عصفورين بحجر واحد و سيطمئن عليها و علي اطفاله و سيزيل بعضا من شعوره بالذنب لتركهم وحدهم وقت العمل …..

-ماشي يا يوسف يا حبيبي انا موافق بس اوعي تقولولها اني عارف حاجه او اني بعتكم ليها ماشي يا شاطرين !!
وضعت فيري يدها في فمها وهي تهز رأسها علامه علي توترها لابد انه يضغط عليها و يشتتها ولكنها كذبه بيضاء لإرضاء الجميع …
ابتسم وهو يبعد اصبعها عن فمها ويمسحه بيديه ويقبلها قائلا…
-يلا روحوا العبوا في اوضتكم ؛ اه يوسف انا هتفق مع المطعم يوصلكم غدا كل يوم علي فوق ابقي اعمل نفسك انت اللي بتتصل بيهم….
-حاضر يا بابي …
قالها يوسف وهو يهز رأسه بتأكيد….
واستمرت الحياه علي هذا المنوال لأسبوعين تاليين ، هو يذهب لعمله ويجهز ابنائه للصعود اليها فينزلوا اليه قبل وصوله بنصف ساعه …
لن ينكر السعادة و التغير في حالتهم المزاجية منذ صعودهم اليها لابد انها تواسي حزنها بهم …..
ابتسم وهو يتذكر رفض فريده مساعده يوسف لها للذهاب الي المرحاض قائلاه انها ليست صغيره وانها لن تقبل ان يري فتي ” التوته ” خاصتها !!!!!!!
كان يهم بالرحيل عندما فوجئ بوصول مكالمه من هاتف صغيره …
-الو يا يوسف ؟
-بابي ..بسر عااه …شير..شيري وقعت ومش بترد !!
قالها يوسف بذعر والبكاء يتخلل جملته …
-متخافش يا حبيبي خليكوا جنبها اوعوا تتحركوا انا جاي حالا و خليك معايا علي التلفون اوعي تقفل يا يوسف وخد اختك جنبك !!!….
قالها ظافر محاولا التحكم في دقات قلبه المذعورة وهو يضغط علي البنزين ليصل اليهم في اسرع وقت ….

وصل اليهم في سرعه قياسيه وقد كاد ينقلب بسيارته عده مرات …. فتح له يوسف الباب فهرع نحو جسدها علي الارض يتأكد من تنفسها فيتنهد براحه عندما لامس وجنته هواء تنفسها الضعيف … وهو يتحسس نبض رقبتها في نفس الوقت …فيردف بسرعه….
-ورايا يا ولاد علي العربية بسرعه وهات المفتاح يا يوسف واقفل الباب ورانا …..
وبذلك حملها وهو يدفع ولديه للأسرع والهبوط امامه سريعا …..
كما انه اتصل علي والدتها وهو في الطريق ليتبعاهم الي المشفى …..
ويا ليته لم يفعل !!! فكر ظافر وهو ينظر الي شقيقها العابس الذي يزفر بحنق كل 5 ثوان فاتجه الي والدتها الجالسة بجوار طفليه يربت عليها ليهدئها…
-متقلقيش يا حجة ان شاء الله خير اكيد ضعف عشان مش بتاكل كتير…
ليردف رامي بحده …
-وانت عرفت منين انها مش بتاكل ؟!
زفر ظافر قائلا…
-اكيد عشان شكلها باين عليه انها مكالتش من شهرين !!!!!
-انا قولتلك بلاش الجوازة دي ، منكم لله انتوا السبب انت وابن عمك معدوم الضمير الله يجحمه !!!
هجم عليه ظافر متجاهلا اهانته ولكنه لن يرضي بان يسئ احدهم الي ابن عمه ذاك من يعتبر بطل و يلحق الفخر باسم عائلته…..
دفعه ظافر بحده وهو يمسك رقبته يضغط عليها قائلا…
-انا لولا اللي احنا فيه ده كنت كسرت كل عضمه في جسمك يا عديم الإنسانية والدين ؛ ايه متعلمتش انك متهينش حد ميت او ابشع انك تتكلم بالباطل علي الناس !!
لم يشعر سوي بشهقات ابناءه و بوالده شروق وهي تحاول افلات ابنها من بين اصابعه قائله….
-سيبوا يابني هو اعصابه بايظه عشان اخته ،سيبه عشان خاطري !!
نفض رامي ذراعي ظافر عندما خفف من قبضته وهو يرمقه بنظرات ناريه حقوده ….
اخرجهم من هذا الموقف خروج الطبيب فهرع ظافر وهو يمسك يد فيري الخائفة و تسبقه والده شروق اليه ….
-طمني يا دكتور …
قالت والدتها ليبتسم الطبيب لظافر قائلا….
-اطمنوا المدام حامل مبروك !!
شحب وجه الجميع لاختلاف الاسباب ….
-حامل !!!!!
قالت والدتها وهي ترمي بجسدها علي المقعد خلفها تفكر في مصير ابنتها كأم وحيده وارمله ……
بينما عادت الابتسامة علي وجه ظافر بذهول قائلا دون تصديق…
-حامل !!!!
-ايوة بس لازم تهتم بيها شويه لأنها ضعيفة جدا وعندها نقص حديد ولازم تواظب علي الأدوية دي !!
ليخرج صوت رامي صائحا …
-حامل ازاي انت مجنون !!
نظر له الطبيب بغيظ وسخافة قائلا….
-ايوة يعني مش فاهم قصدك ؟!!!
ليزم رامي شفتيه قائلا بجحود …
-مش عايزينه نزل اللي في بطنها !!
ليفقد ظافر ما تبقي لديه من صبر فيترك صغيرته ويباغته بلكمه وهو يهجم عليه بغضب بينما حاول الاطباء و الامن تفريقهم …..
-انتي ايه يا اخي حيوان مش بني ادم زينا !!!
قال ظافر ليرد عليه رامي بحده…..
-انت اللي انسان اناني وحقير وبعدين انت مالك انت هي قريبتك احنا حرين يااخي !!
-يا أساتذة عيب كده انتم في مستشفى عام يااما هنتصل بالبوليس ونعملكم محضر شغب !!!!
قال مدير القسم بحده لهم ليبتعد الاثنان بعنف ويتجه ظافر لامساك يوسف وفريده الباكيان ويتوقف عند والدة شروق بغضب قائلا…
-اسمعي يا حجة اللي في بطن بنتك ده علي جثتي انه ينزل ده اخر امل ليا مش من اخويا بس لا من عيلتي كلها ولو اي حاجه حصلت انا هرفع عليكم قضيه ومش بعيد اقتلك ابنك ده بايدي !!
-عيب الكلام ده يا ظافر انا مش صغيره !!
قالتلها والدة شروق بحرقه و غضب من المصائب التي تتوال عليهم….
-العفو يا حاجه بس انا مش برمي كلام في الهوا !!
ليأتيه صوت رامي المغيظ من الخلف…

-انا مش هسمح ان اختي تعيش مذلوله وحيده عشان حته عيل شايل اسم عيلتك ، انا هخليها تنزله و هجوزها يا ظافر من حقها تعيش حياتها و مش من حقك تدخل !!!
ليبتسم ظافر بسخريه قائلا…
-لا اخ الصراحة طول عمرك بتفكر فيها !!
ضيق رامي عينيه بغيظ لتقابله نظرات ظافر المتحدية قبل ان يعيد نظره الي والده شروق قائلا…
-لو علي الجواز هو اللي هيريحكم انا هتجوزها واعتقد مش هتلاقوا حد يخاف او يحافظ علي اللي في بطنها قدي !!
ليصيح به رامي مستنكرا …
-بعينك و انا ايه الي يخليني اجوز اختي لواحد مطلق و عنده عيلين مش كفايه المصيبة اللي في بطنها !!
جز ظافر علي اسنانه حتي لا يقتلع عينيه فتدخلت والدتها سريعا لأنهاء حده الموقف…
-روح ياابني انت و لما شروق تفوق هقولها وهنفكر ولو في نصيب هكلمك !!
شعر بالكذب يشع من بين كلماتها ولكنها هز رأسه باستسلام و غضب وهو يستمع لصغيريه يبكيان بهلع ……
فقرر الرحيل واتجه بهم الي المنزل ليهدئهم …..

انتهي الفلاش بااااك

##############

زفر ظافر وهو يفرك وجهه ليستكمل عمله محاولا نسيان الماضي قليلا راغبا في نسيان عيون خضراء ذابلة……كاد يندمج بعمله عندما وصل ذلك العطر اللعين الي انفه قبل طرقات حذائها ذو الكعب العالي ….
رفع رأسه بذهول مشدوها وهو يري زوجته السابقة تقترب من مكتبه بكامل اناقتها و مساحيق التجميل تكتسي كل انش من وجهها ، شعر بمعدته تعتصر باشمئزاز …
لماذا اتت الي هنا الا يكفيها مكالماتها التي لا تتوقف لاستعادته ، تلك الساحرة لا تسأل حتي علي اطفالها او تبدي مرة واحده رغبتها في رؤيتهم ، يقسم ان كانت قد طلبت رؤيتهم او بكت لأجلهم مرة واحده لكان اعادها و رضا بعذابه معها ولكنها انثي مجردة المشاعر والامومة …..
وقفت ” مني ” امام مكتبه بابتسامه مغرورة من سليلة الحسب والنسب و الجاه ، تلك من استطاعت الايقاع به هي و والدها ، من رسمت الحنان و الطاعة و الحب و الهيام !!
جلست بكل عنجهية غير مباليه بنظراته النارية و نظرات زملائه المتوترة ……
-ازيك يا بيبي ؟!
قالتها “مني” من بين شفين مرسومتين بعنايه بالغه باللون الاحمر القاتم …
-كنت كويس لحد ما شوفتك !!
قالها ظافر بابتسامه توازي ابتسامتها المقيتة …. وراقب تلك الابتسامة تهتز ولكنها اكملت بكل غرور..
-هتفضل طول عمرك عديم الذوق يا بيبي ، بس مش مهم اللي بينا اكبر من كده ولا ايه ؟
قاطعهم صوت احد الموظفين وهو يشعر باحتدام الموقف قائلا…
-احنا هناخد بريك قهوه بعد اذنك ؟!
هز ظافر رأسه واشار لهم بالذهاب بيده …
ما ان خلي المكتب لهم حتي قال ظافر بحده…
-عايزة ايه يا مني جايه هنا ليه؟
-وحشتني يا بيبي !!
وضع يده علي رأسه يفركها بغضب حتي لا ينفجر بها ولكنها تابعت في اذهاله بجراءتها و سفاقتها فتردف قائله ..
-وحشني دفا حضنك و لمسة شفاي….
-قد ايه انتي حيوانه و مش طبيعية !!!
قاطعها بتلقائية وهدوء دون ان يرمش له جفن …
-انت ليه مصر تنرفزني ؟!
قالتها بحده و صوت عال قليلا ليردف ظافر غاضبا….
-الكلام دا تضحكي بيه ع ظافر اللي وقعتيه ف شباكك وكان فاكر نفسه بيحبك لكن دلوقتي لا يا مدام !!
-ظافر بتاع زمان او ظافر بتاع دلوقتي انت ملكي و ولا حاجه من غيري !! انا في ايدي اضيعك حالا و دلوقتي قدام عينيك !!
ابتسم ببطء قائلا ….
-اعلي ما في خيلك اركبيه يا مني واتفضلي من غير مطرود!!
دوت ضحكاتها الشريرة لتردف بغل دفين برفضه الدائم لها…
-لا انت اللي مطرود يا يا بشمهندس !!!!!
راقبها ظافر وهي تتجه نحو السكرتارية فتخرج كارت والدها الشهير مفتاحها للعبث في الحياة و كأن البشر دمي من حولها …
شعر بغصة في حلقه عندما اشارت لها السكرتيرة بالدخول فتلتفت له بانتصار و تتجهت تتبختر في مشيتها متجهه الي صاحب الشركة!! ….
وقف ظافر يلملم اشيائه يعلم تماما انه سيطرد اليوم فامسك بورقه يسبقها الي نصرها ….
و ماهي الا دقائق حتي كتب استقالته ووضعها علي مكتب السكرتارية طالبا منهم تقديمها بالنيابة عنه و خروجه من المبني الذي شهد بدايات عمله و حلمه وشقاء ليالي كثيرة …..
…………..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه4

 


مرت الأيام سريعاً ولم يعد (ريان) يتحمل بعد (ندا) عنه بتلك الدرجة فهى لم تكن تريد سماعه ولم تجعله يشرح لها الذى حدث تتجنب مكالمته وتتجنب أيضاً رؤيته فلم يعد يراها بالمطعم الخاص بها ورغم أنه يعلم جيداً أنها تكون بالداخل وترفض مقابلته ولكن ما الذى يستطيع فعله ؟! فهى ترفض دوماً الإستماع له حتى أنه شعر أنها لم تعد تكن له مشاعر مما فى السابق ..
على الجانب الآخر كانت (أسما) تحاول التقرب له بشتى الطرق وكان (ريان) يراعى حالتها النفسية جيداً فلم يكن يرفض وجودها بشكل صريح ولكنه يحاول المراوغة والمماطلة وهى لم تيئس بعد فهى تشعر أن (ريان) يكن لها بعض المشاعر وعليها إستغلالها ..
فى الصباح قرر (ريان) أن يتوجه نحو (رائد) صحيح أن علاقته به غريبة للغاية فحتى تلك اللحظة لا يعرف تحت أى مسمى تجب أن تُصنف علاقتهم ولكن بالنهاية (رائد) مدين إليه بالكثير وعليه رد الدين ارتدى (ريان) ملابسه ثم استقل سيارته واتجه نحو الشركة الخاصة ب (رائد) وطلب من السكرتيرة الخاصة به مقابلته وعندما علم الأخير بإن (ريان) ينتظره بالخارج حاول أن ينهى ما بيده سريعاً حتى يرى فى أى شئ يريده وبعد مدة قليلة من الوقت طلب من السكرتيرة إدخاله ولم تمر ثوان حتى وجده (رائد) أمامه ونظر له بفضول شديد ابتلع (ريان) ريقه ثم قال
-صباح الخير
-صباح النور
قالها (رائد) وهو يشر بيده له بالجلوس فجلس (ريان) على المقعد المقابل لمكتبه صمت (ريان) لبعض الوقت لم يكن يعلم بماذا عليه أن يبدء حديثه فأخذ (رائد) كوب القهوة التى أمامه ليحتسيها وهو مازال ينظر له بذاك الفضول حتى تشجع (ريان) بالنهاية وقال
-أنا عكيت الدنيا
-ياريت توضح
ابتلع (ريان) ريقه ثم بدء يقص عليه كل شئ بخصوصه وخصوص (ندا) حتى آخر مقابلة بينه وبينها وبين خطيبته السابقة فسئله (رائد)
-أنت أصلاً سبت خطيبتك ليه ؟
اجابه بدون تفكير
-يعنى لما حبيت مراتك سبتها
اتسعت أعين (رائد) بشدة فابتلع (ريان) ريقه وشعر بغباء ما قال
-أنا كنت .. كنت .. أنا دلوقتى عاوز اصالح (ندا) .. انت مديون ليا لازم ترد الدين
هز (رائد) كتفاه بعدم فهم وهو يقول
– مش فاهم المفروض اكلم ليك (ندا) يعنى ٠؟!
-لا انت بتفهم فى الستات كويس أنا عاوزها تسمعنى وتعرف انى مظلوم
-بس أنت مش مظلوم أنت متردد يا (ريان) ومش عارف أنت عاوز مين
اغمض (ريان) عينيه بآسى ثم زفر بضيق وقال
-صدقنى شعورى ناحية (ندا) غير هى الوحيدة اللى مش بعرف معاها افكر بعقلى أنا حتى مش عارف أنا ازاى اتخانقت مع خالها من غير حتى ما اديها فرصة تقولى مين ده
-بس ده مينفعش أن مشاعرك ناحية (أسما) مذبذبة
اجابه (ريان) بإنفعال
-مش مذبذبة ولا زفت أنا حاسس بتأنيب الضمير من ناحيتها يا (رائد) ده غير أنى مش هنكر هى ليها مكان فى قلبى ومش قادر انسى إنها حاولت تنتحر بسببى وبسبب انى بارة حياتها هى بتعمل المستحيل عشان ارجع ليها بس بحاول اتجنب ده
-أنت بتحاول تتجنب ده لأن (ندا) بارة حياتك حالياً ومجرد ما (ندا) ما هتسامحك هترجع تانى للحيرة اللى ملهاش لازمة دى
-أنت هتساعدنى ولا لا ؟
-بوكيه ورد وعلبة شوكولا مع كارت تكتب فيه كلمتين حلوين وتقولها لازم تتكلموا عشان تشرح ليها الموقف ومش معقول هتشرح ده فى الكارت
هز (ريان) رأسه بعدم إقتناع وهو يقول
-(ندا) مش من النوع ده ولا الشوكولا ولا الورد هيأثروا فيها
– مفيش بنت مبتحبش الورد .. وبعدين لو رفضت لازم كل يوم تبعت لحد ما توافق تقابلك
-أنا بقول استنى لما تهدى و..
-أكبر غلط .. خصوصاً أنها واخدة عنك فكرة أنك مبتضعيش وقت خصوصاً فى الارتباط .. وهتفكر أن فى بينك وبين خطيبتك السابقة حاجة
-طب و (أسما) اعمل معاها ايه ؟!
نظر له (رائد) بشك
-أنت عاوز مين يا (ريان) ؟
زفر (ريان) بضيق ونهض عن مقعده فتابع (رائد)
-مش هسمحلك تأذى (ندا) مش عشان هى صاحبة مراتى
ثم آشار بسبابته نافياً وتابع
-لا .. (ندا) بنت محترمة واشتغلت معايا كتير وأنا بحترمها من زمان ولو مكنش فيه (عتاب) يا عالم خصوصاً انى بتشد للنوع ده بصراحة
اتسعت أعين (ريان) من وقاحته وضم قبضة يده بغضب فأمسك (رائد) الورق الذى أمامه على المكتب وقال
-اقفل الباب وراك وأنت خارج
فأتجه (ريان) نحو الخارج وهو يشعر بغضب شديد بينما ابتسم (رائد) ابتسامة تشفى وهو يقول
-جتلى برجلك محدش جابك ..
*****************
فى المساء استعدت (ريما) كى تقابل العريس الذى من المُفترض أن تقابله شعرت بالضيق والغضب معاً فهى ترفض الزواج من الأساس ولا تريد أن تشعر بالمسئولية ولا تريد أيضاً أن تخسر فى عملها هى متفرغة فقط لعملها كيف لها أن تخسر ما بدئته منذ سنوات ..
وقفت أمام المرآة وشعرت بالرضا عن مظهرها فقد كانت ترتدى فستان لونه ازرق يصل للركبة يتوسطه حزام فضى وشعرها القصير مائل نحو اليمين أخذت نفس عميق ونظرت بالساعة التى بيدها وجدتها الساعة التاسعة وربع فقد تأخرت ربع ساعة عن موعدها معه أخذت تدعو الله أن يكون قد مل وانصرف أخذت حقيبة يدها واتجهت نحو المطعم الخاص بالفندق وتوجهت نحو الطاولة التى من المفترض أن تقابله عليها وجدت شخص يجلس على الطاولة لم تعرف أن تتفحصه جيداً من الخلف لذا تقدمت نحوه أكثر ثم وقفت خلفه وسئلت بثبات
-أستاذ (زياد محى الدين)؟
-أيوة
اجاب(زياد) دون أن يلتفت نحو صوتها أو ينظر لها رفعت (ريما) إحدى حاجبيها بإستنكار ولكنها تقدمت وجلست فى الجهة المقابلة له وهى تقول
-(ريما شريف ابو المجد)
تلاقت أعينهم لبرهة فهى فتاة حقاً فاتنة وجميلة مثلما أخبره والده ولكنه سحب علبة سجائره الموضوعة على الطاولة ليسحب واحدة ويقوم بإشعالها بالقداحة الخاصة به ثم تحدث بهدوء
-تحبى تشربى ايه ؟!
شعرت (ريما) بالإهانة فذلك ثانى شخص يتجاهلها بتلك الطريقة بعد (منير) حتى أنها لم تقرأ فى عينيه أنه معجب بها مثل البقية فابتلعت ريقها ثم وضعت قدم فوق الآخرى وقالت
-أنت هتعزمنى فى فندقى ؟!
ابتسم (زياد) ثم هز رأسه بآسى وقال
-أنا (زياد محى) سنى 30 سنة رجل اعمال وعايش معظم حياتى بارة فى أمريكا وبنزل مصر كل فترة كده .. بس عشان اكون صريح معاكى أنا بحب واحدة تانية ومش هتجوز غيرها
اتسعت أعين (ريما) من وقحته أحقا هو يعترف لها بأنه لا يأبه لها اذا لماذا آتى لتلك المقابلة اهو مغصب هو الآخر لتسمعه يتابع
-أنا عارف أنك مستغربة من وجودى .. ابويا معجب ليكى جدا وشخصيتك المستقلة ونجاحك وفرض عليا أنى اجى هنا عشان اشوفك وفى نفس الوقت أنا بصراحة مقدرش اتجوز بالطريقة دى انتى بصراحة جميلة وفيكى كل المواصفات اللى يتمناها أى راجل بس أنا قلبى مشغول
ابتسمت بسخرية ثم قالت
-ثانية واحدة أنت ليه بتتعامل ع أساس انى جاية برضايا أصلاً .. زيى زيك ع فكرة والجواز ده أخر همى لولا ضغط بابا عليا مكنتش قابلتك أصلاً
-طب ده جميل .. ارفضينى وخلصنا ماهو مش معقول يعنى شاب چنتل مان زيى يرفض ليدى زيك
زفرت (ريما) بضيق فهى فى حيرة الآن لا تستطيع رفض (زياد) بسبب والداها ولن تتحمل رفض ذلك الوغد لها على الملأ فتابع (زياد)
-قلتى ايه ؟!
-مش هينفع .. بابا مصمم عليك
-والحل ؟!
هزت كتفها بعدم معرفة فتابع هو
-نحاول نلاقى حل للورطة دى
ثم أخرج من جيب بنطاله بطاقة عليها رقم هاتفه وقال
-ده رقمى هبقى اكلمك اكيد ونشوف هنتفق عليه
ثم نهض عن مقعده وهو يقول
-عن أذنك
ثم تركها وغادر فنظرت هى نحوه وهى تشعر بغيظ شديد من ذلك الشخص معدوم الشعور لما يتجاهلها بتلك الطريقة ولكنها أخذت نفس عميق ثم حدثت نفسها قائلة
-احسن أصلاً .. ده شكله بارد
*****************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ظلت (ريما) تفكر طوال الليل فى(زياد) ذاك فهو شاب رائع حقاً ولكنه اهملها ورفضها جرح كبرياء أنوثتها لا تعلم هل تلك النقطة فى مصلحته أم مصلحتها ولكن قررت بالنهاية أن يقوموا بمجرد خطبة صورية فقط وأن يفسخوا تلك الخطبة فيما بعد هذا حل سيرضى الجميع سيرضى والداها ووالد (زياد) ويرضيها هى و (زياد) ٠٠
أرتدت ملابسها وقررت الهبوط بالأسفل كى تتناول طعام الأفطار وجدت (شادى) على طاولة ما يتناول الطعام ترددت هل عليها أن تذهب إليه أم لا فأخر مرة تحدثا فيها قد كان قليل الذوق معها للغاية ولم يكمل حديثه معها عبر الهاتف ظلت واقفة لبضعة ثوان ومن ثم حسمت أمرها وقررت أن تجلس أمامه فجاءة وهى تقول
-صباح الخير
رفع (شادى) رأسه قليلاً ووجدها أمامه ظل يتأملها لبعض الوقت فقد كان يشتاق لها بعدها تنحنح قليلا وقال
-صباح النور
شعرت هى ببرودة حديثه فقالت
-لو مضايق اقوم
هز رأسه نافياً ثم تحدث بإستنكار
-وهضايق من ايه ؟!
-صراحة أنا اللى مضايقة منك ومن أسلوبك أخر مرة يعتبر قفلت فى وشى السكة
-أنا !!
قالها بدهشة فزفرت هى بضيق وأشاحت وجهها بعيداً ثم قالت
-معرفش
ثم عادت ونظرت فى عينه وقالت
-لو كان حد غيرك اللى عملها ٠٠ صدقنى مستحيل كان يبات ليلة واحدة فى القرية هنا
هز رأسه بآسى ثم سئلها
-واشمعنا أنا يعنى
-معرفش
قالتها بنبرة صادقة ليجيبها هو
-مغرورة
-(شادى) !!
-عاوزة ايه يا (ريما)
زفرت بضيق ثم قالت
-بص انا عاوزة اتكلم معاك محتاجة احكى مع حد وأنت بتسمع كويس عشان كده جتلك لكن أنت بارد
تناول طعامه بالشوكة وهو يهز رآسه يميناً ويساراً ثم قال ببرود
-احكى يا (ريما)
اغتاظت (ريما) من أسلوبه ولكنها حقاً كانت تريد التحدث معه لذا قصت عليه كل ما حدث بينها وبين (زياد) استمعها بهدوء شديد ثم أخبرها بنبرة تحمل فى طيتها سؤال لها
-أنتى أُعجبتى بيه يا (ريما)
-ده سؤال
ابتلع ريقه ثم قال
-أنا شايف كده
-هو مش بطال يا (شادى) بس رفضنى هو مش عاوزنى هو مجبور عليا احنا هنعمل التمثيلية دى ونخلص
-إنتى بتلعبى بالنار يا (ريما)
-ليه ؟!
-لو إنتى أُعجبتى بيه زى مانا شايف كده والخطوبة الصورية دى ممكن تزود إعجابك بيه وفى النهاية هتأذى قلبك بإيديك لو هو محبكيش
-أنا مش معجبة بيه الموضوع كرامة مش أكتر ٠٠ أنه يرفضنى دى إهانة ليا
حقاً كان يريد سماع منها تلك الكلمات لكن تلك الكلمات لن تجعل قلبه يهدئ كونها سترتدى خاتم خطبة أحدهم فهذا بمثابة خنجر يطعن قلبه لذا تحدث بضيق
-اللى عندى قلته مفيش حاجة اسمها خطوبة صورية مفيش حاجة اسمها كده وكده يا (ريما)
-أنت بتتعصب عليا
-أنتى عاوزة قلم يفوقك بجد من الهبل اللى بتقوليه
-أنت أصلاً مين ؟! وباخد رأيك ليه. ؟ أنا حرة اعمل اللى يعجبنى
-اعملى اللى يعجبك
قالها ثم نهض من مقعده تاركاً إياها وسط غضبها شعرت وكأن الجميع ينظر لها كيف لذلك الأحمق أن يتركها كذلك وكأنهم ثنائى قد تشجارا معاً لتوهم صرت على أسنانها غيظاً وتمتمت بداخلها
-معتوه ٠٠
******************
فى المساء ٠٠
وقفت (ندا) تتابع المطعم الخاص بها كانت تشعر بملل شديد صحيح بأن (ريان) كان يتصل بها يومياً ويأتى إلى هنا أيضاً فى المطعم لكن شعورها بأنه شخص هوائى إلى ذلك الحد الذى يجعله لا يترك لقلبه وقت ليضمد جراح من سبقتها يجعلها خائفة من التعامل معه .. هل مازال قلبه متعلق بخطيبته الأولى إذاً لما شغل قلبها لما كان يُحيطها بإهتمامه أغمضت عينيها بآسى ولم ترى سوى صورته هو و (أسما) وهو يمسح دموعها بيده عضت شفتاها بغيظ شديد ولكنها فتحت عينيها حينما استمعت إلى صوت آت من خلفها
-وحشتينى
ابتلعت ريقها ولم تكن تصدق ما تسمعه الآن هل هذا حقاً (زياد) !! إلتفت كى تتأكد واتسعت عينيها من الصدمة وهى تقول
-أنت !!
-اعمل ايه ؟! مانتى و (عبد الرحمن) سبتونى لوحدى وأنا مقدرش اعيش من غيركوا
تحدثت بجدية
-احنا اتكلمنا كتير فى الموضوع ده ٠٠ لازم تعرف أنت اخويا وبس يا (زياد) صحيح ليك مكانة خاصة بقلبى بس مش هتتعدى الأخوة والصداقة
-انا مش عارف افرح ولا ازعل من الكلام ده ؟!
ابتسمت على طريقته تلك ثم أجابته
-هتفضل ع طول مجنون
-بيكى
-وبعدين
قالتها بجدية فمسح (زياد) وجهه بكف يده وقال بضيق
-ايه اللى ناقصنى يا (ندا) رفضانى ليه أنا تعبت بحبك .. بحبك من زمان ومفيش فايدة
-أنت نزلت مصر ليه يا (زياد) ؟!
-عروسة جبها ليا ابويا
انفجرت (ندا) ضاحكة فرفع هو أحدى حاجبيه ثم سئلها
-مش شايف حاجة تضحك بصراحة
-أنت مش جاى عشانى ٠٠ أنت جاى للعروسة
-(ندا) !!
-دى الحقيقة يا (زياد) بطل جنان أنت بتحبنى صحيح بس مش الحب إللى أنت فاكره
-انتى مش هتعرفينى أكتر منى
-تمام أنت بتحبنى وعشان الحب ده يكبر لازم يبقى فى تبادل مينفعش تدى ومتاخدش
-(ندا) أنا جعان ٠٠ اطلبيلى اكل
قالها فجاءة دون مقدمات فابتسمت وهزت رأسها بآسى فى تلك اللحظة دلف (ريان) إلى المطعم وبحث بعينيه عن (ندا) وجدها تبتسم وهى واقفة مع شاب ما شعر بغيرة ولكنه لا يريد التعجل يكفى سوء الفهم الذى مرا به سوياً ربما يكون لديها خال آخر او أخ بالرضاعة أو عم أو أى رجل آخر محرم عليها لذا اقترب بهدوء منهما وهو يقول
-أزيك يا (ندا) ؟!
شعرت (ندا) بغضب شديد وهى تجده أمامها يحدثها بذاك البرود لذا قالت مندفعة
-أنت ايه إللى جابك ؟!
ابتلع (ريان) ريقه ثم نظر لذاك الشخص الذى يقف معهم فقالت (ندا) بإندفاع لإغاظته
-ده (زياد) صاحب خالو
اضيقت عينان (ريان) بعدم فهم ثم قال
-صاحب مين يا عينيا ٠٠ يعنى مش اخوكى فى الرضاعة ؟
انفجرت (ندا) ضاحكة بينما شعر (زياد) بإن ذاك المتطفل يبدو وأنه مقرب لحبيبته فسئلها
-مين ده ؟!
قام (ريان) بفرد ذراعه نحو صدر (زياد) وهو يقول
-اركن انت كده ع جنب
ثم أمسك يد (ندا) بغضب وهو يقول
-شكلك اتجننتى يا (ندا)


قامت (ندا) بدفع يده بعيداً ثم قالت
-قولتلك قبل كده متمدش ايدك عشان متوحشكش
حينها امسك (زياد) (ريان) من قميصه وهو يقول
-لا سبيلى انا الطلعة دى يا (ندا) !!
-اطلعوا بارة انتوا الاتنين مش عاوزة اشوف وشكوا
صرخت بهما (ندا) فنظر كلا من (ريان) و (زياد) تجاه (ندا) وقد كان مازال ممسك بتلابيب قميصه وتحدث مستعطفا إياها
-(ندا) أنا جعان وجاى من سفر
-قلت بارة ٠٠ والمطعم ده مش تكية خد اللى انت ماسكه واطلعوا بارة ومش عاوزة اشوف وشكوا انتوا الاتنين
قالتها ثم انصرفت نحو داخل المكتب الخاص بها بينما انزل (زياد) يده من اعلى قميص (ريان) وظلا يرمقا بعضهم البعض بغيظ شديد بعدها اخرج (زياد) علبة سجائرة وقام بإشعال واحدة على الجهة الآخرى كان (ريان) يريد أن يفهم طبيعة العلاقة بينهما التى لم تضح له ولكن بحدثه قد فهم أن ذاك ال (زياد) معجب بحبيبته فقام بضم قبضة يده بغضب شديد لكنه سيلقناها درساً قاسياً ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى