روايات رومانسية

روايه خيوط الغرام الحلقه 3

 


وصل الي اذانهم صوت جرس الباب فقالت شروق مانعه تقدم يوسف…
-خليك انت يا يويو العبوا جوا دي طنط سلمي ..
وبذلك توجت الي الباب تفتحه بابتسامه بادلتها اياها سلمي الممسكة بعلبه من الشوكولا في يدها ….
-صباح الخير …
-صباح الخير اتأخرتي يا سلمي هانم !!
-انا اتأخرت ولا الهانم سهيت و متصلتش تأكد ظافر نزل ولا لا !! علي العموم انا قلت اكيد نزل ده شغله من 9 و الساعه 11 دلوقتي !!


قالت سلمي بحاجبين مرفوعين و هي تدلف و تغلق الباب خلفها ….
رفعت النوتيلا بين راحتيها قائله …
-معلاقتين و ورايا علي اوضتك !!
بذلك توجهت الي غرفه شروق و كأنها تملك المكان ، هزت شروق رأسها بضحك واسرعت لإحضار معالق لالتهام جنة الحياه بالنسبة لها …
بعد مرور 20 دقيقه …..
نظرت سلمي بذهول للعلبة الفارغة فوق معده شروق المنتفخة وقالت…
-هو ظافر مجوعك ولا ايه !!
تجاهلتها شروق وهي تلتهم اخر بقايا المعلقة لتردف…
-مجوعني شكولاتة عشان الدكتور قال ممنوع !!
-يانهارك اسود!!!! وجالك قلب تكليها !
-متخديش في بالك ده دكتور نص كم قال ايه الشكولاته بتهيبر الجنين ، بقي هرمون السعاده هيبره ….انتي بتبصيلي ليه كده ؟؟؟!!
نظرت لها سلمي شزرا لتردف …
-اخر مره اجبلك يا مستفزة !!! خافي علي نفسك و اللي في بطنك انتي معندكيش دم ، انتي عارفه في كام حد غيرك نفسه يجيب عيل و ربنا مش كاتب !!!!
قالتها سلمي بحرقه و نار تكوي داخلها بشكل شخصي هي من اكد لها الاطباء عدم امكانيه انجابها بالرغم من مرور 4 سنوات علي زواجها ….
شعرت بندم لوهله و لكن شروق تستحق حتي تهتم بجنينها اكثر ولكنها لم تتوقع دموع شروق التي انهالت بغزاره ، فاتسعت عيناها بصدمه وهي تعتدل بجوارها تحتضنها بشكل جانبي قائلة….
-انتي بتعيطي ليه يا بنتي ، انا مقصدش انا بس خايفه عليكي !!!
هزت شروق رأسها بالموافقة وهي تحاول ايقاف دموعها وبكن هرمونات الحمل تغلبت علي عقلها لتردف بعد مده …
-انا عارفه انك متقصديش وانك الوحيدة اللي خايفة عليا بجد !!
-الوحيدة !!! بالنسبه لظافر اللي بيلف حوالين نفسه عشان الهانم وهيموت من القلق عليكي…
ضحكت شروق بانكسار قائله….
-انتي بتضحكي عليا و لا علي نفسك ما احنا عارفين انه خايف علي اللي في بطني مش انا !!
هزت سلمي رأسها بتعجب لتردف بتأكيد…
-فعلا اللي ميشفش من الغربال يبقي اعمي !!
-تقصدي ايه ؟
-اقصد انك جبله ، ممكن تفهميني انتي بتقدمي ايه للراجل ده ؛ بلاش السؤال ده ممكن تقوليلي واحد معيش عياله علي كف عفريت عشان سلامه الهانم هيعمل كده عشان اللي في بطنك بس و بلاش ده كمان لما يقف الساعه 5 الفجر مستني الفرن اللي قدام البيت يفتح عشان الهانم بتتوحم علي كرواسون ده يبقي اسمه ايه !!
نظرت لها شروق وعقلها يعجز عن الإجابة لتردف قائله…
-اسمه ايه ؟
-اسمه انك واكله المستعبطه !! فوقي لنفسك بقي اللي حصل مكنش نهاية الدنيا …خلاص ده مكتوب ربنا وقدره بس طول ما ربنا مديكي نفس يبقي لازم تعيشي و تعيشي صح !!!
-مش سهل يا سلمي …انا لحد دلوقتي مش مصدقه اللي حصلي وانا في السن ده وبعدين يرضي مين اعيش و الغلبان ده ملحقش يتهنا معايا اسبوع !!!!
-انتي هتكفري ولا ايه !!! وبعدين ده شهيد عند ربنا و عريس في الجنة !!
-صعبان عليا اوي و صعبان عليا ضحكته اللي راحت و حنيته وخايفه يكون قراري غلط بس هو هيقدر مش كده !!
قالتها شروق وهي تستسلم لبكائها مره اخري …لتربت عليها سلمي لهدوء قائله….
-وحدي الله و كفايه عياط بقي عشان اللي في بطنك الواد اللمض ده وانا متأكده ان يحيي الله يرحمه هيبقي عايز كده محدش هيخاف عليكي او علي اللي في بطنك اكتر من ظاف ، انتي خدتي قرارك ولازم تكملي للأخر عشان تعيشي وتعيشي ابنك اللي هقطعه بوس لما يجي !!
قالتها وهي تنظر الي عيون شروق بنصف ابتسامه وتلمس بطنها بكفها بحنان بالغ و ترسل للطفل بالداخل قبله هوائية ….
ابتسمت شروق و امسكت بيد سلمي تربت عليها قائله….
-فالحه بس تنصحيني يا ابله فضيله وناسيه نفسك ، خلي عندك ايمان في ربنا وان شاء الله هتبقي احسن واحن ام قريب !!
ابتسمت لها سلمي بعيون حزينة وهي تحاول تغير الموضوع حتي لا تكشف امام شروق الكثير والكثير مما يحدث في حياتها فأبعدت يدها بمرح قائله…..
-اتفضلي يا هانم الساعه بقت 3 و محدش عمل غدا للرجالة الشقيانه دي !!
انتفضت شروق بهلع وهي تمسح دموعها …
-يالهوي يويو و فيري لازم ياكلوا دلوقتي !!! منك لله يا سلمي يا نكد انتي !!
نظرت لها سلمي بذهول واردفت …
-انا نكد يا قطه يا ناكره للجميل …. انا ماشيه يا واطيه وانتي شوفي عيالك اللي مجوعاهم ويارب ابوهم يجي شرير و جعان ويخربها علي دماغك …
ضحك الاثنان و اتجهت شروق معها حتي اطمأنت انها دلفت الي شقتها بالجهة المقابلة واغلقت الباب وهي تتجه الي غرفه الصغيران حيث يلعبان فصاحت بمرح وهي تطل من الباب ….
-مين عايز ياكل بورجر و بطاطس !!!.
قفز الصغيران بسعادة ….
-انا انا انا !!
لتلتفت شروق بمرح وهي تمسك بجنينها بيدها اليسرى و تشير للطفلين للهرع خلفها باليد اليمني قائله ….
-ورايا علي الفيزبا !!!
ضحك الصغيران وامسك يوسف بطرف ثوبها و تبعته فيري تمسك بطرف قميصه من الخلف بحماسه وفرح افتقداه كثيرا ……

……

في مكان عمل ظافر…..

جلس ظافر يفرك عينيه فقد ارهقه العمل علي الحاسب منذ ان جلس علي مكتبه في الصباح كمدير قسم البرمجيات في الشركة ولكن العمل عمل ومن يطلب العلا عليه الشقاء !!
ابتسم يبدو ان داء يوسف في الأمثلة المغلوطة انتقل اليه ….
و بالطبع كأي فكر اخر يراوده يجب ان يتلوه فكر عنها “شروق” لا يعلم لما و كيف تغلغلت داخله هكذا ربما حب يحيي لها و مديحه الدائم لها طوال شهور متواصلة حتي من قبل ان تعلم هي بوجوده و مراقبته لها ….
او ربما هدوئها وحبها الظاهر لأطفاله فيجد بها بديل لام افتقدوها ….
او ربما هو فقط يرفض الاعتراف بانها سلبت شيء من اعماقه من النظرة الأولي ….
شيء يرفض تحديده او الاشارة اليه ولكنه يشعره بالنقص بدونه والوحدة القاتلة !!!!!
تماما كحالة بوفاة يحيي اغمض عينيه بألم ، كم يشتاق الي ذلك العنيد السلس المعشر ، رحمه الله و يجعله في فسيح جناته ….
نظر له احد زملاءه قائلا…
-مالك يا ظافر ؟
نظر له ظافر بانتباه مشتت ليردف قائلا….
-مفيش حاجه صداع خفيف !!
هز رأسه و هو يعود الي عمله مره اخري ….
اما ظافر فقد غرق في ذكريات أليمه مر عليها شهور و لكن كل دقيقه تعود اليه وكأنها حدثت للتو ليفقد رفيق العمر الالاف المرات في اليوم …..

###############

فلااااااش باك….

جلس كالتمثال وسط شقته لا يصدق ما حدث منذ وصول الخبر المشؤم في الصباح الباكر “يحيي” من تبقي له من عائلته في هذه الحياه رحل عنه و تركه وحيدا !!
ليكون ونيسة الوحيد انه شهيد في الارض و حي يرزق في السماء !!
يتذكر ذلك ليشفي نار فقدانه ، زفر وهو يعاود الاستغفار ينظر حول الرقعة التي يجلس بها …
ويتذكر وقوفه في تلك الرقعة بالذات وسط أطفاله وكأنه طفل بينهم قبل ان يبدأ الغناء بمرح بأغاني الجيش والوطن وهو يمشي خطوات عسكريه سريعة وكأنه يقدم عرضا عسكريا حصري لأبناء ظافر فيصيح بمرح…
-ابطالنا في سيناء ….طيارانا فوقينا …حامين اراضينا ….
فيصيح اولاده بأصوات مبتسمه غير واعيه لمعاني ساميه ولكنها البداية ليلين القلب لام غالية ….
-وقالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه !!!!
فيلتفت بسعادة و جديه مصطنعة صائحا بصوتا اجش…
-لشهاده رايحين …ماتقولوا امين !!!
فيردد الطفلين بسعادة …
-اميييييييييييييين !!
تجمعت دموعه في مقلتيه و ذكرياته تعود به من بين اصوات ضاحكة عابثة انتهت من اداء تحية عسكرية وهمية لثلاثتهم فيبدأ المرح الحقيقي ويحيي يركض خلفهم و كأنها مداهمه لاصطيادهم ……
تنفس من فمه يحاول تمالك مشاعره و دموعه المحاربة للسقوط … لقد ظن ان تلك الدموع جفت بوفاة والدته رحمها الله ولكن الحياة تصر علي اختطافها من بين جفنيه ومعاقبته بالعيش وحيدا….
خيم عليه الحزن اكثر وهو يستمع الي اصوات البكاء من اعلي …..
ابن عمه والاخ وصديق عمره رحل في مقتبل العمر ، كزهره اقتطفت في اوج ازدهارها ….
ذلك العريس الذي لم يمضي علي زواجه السبعة ايام و زوجته الصغيرة يافعه الشباب و قلبها المحطم و صوت بكاءها الذي يرفض الابتعاد عن ذهنه !!!
اغمض عينيه بشده ليعاود فتحها وهو يتمني ان يكون مجرد كابوس و يستفيق منه في اي لحظه ….
صوت بكاء و صراخ هستيري يأتي من اعلي …تلك المسكينة ترفض مغادره عش الزوجية التي لم تتهنا به هي او هو…..
شعر بصغيريه يحاوطان قدميه بذعر….
فمال بحنان و قلق يرفع كلا منهما و يضعهم علي ساقيه يحتضنهم الي صدره قائلا وهو يري دموع صغيرته….
-ماتعيطيش يا حبيبه بابا مفيش حاجه …
-انا خايفه يا بابي !! ..
-وانا كمان !! هي طنط شيري مالها ؟!
قالها يوسف و هو الاخر علي حافه البكاء و لكن كعادته يحاول امساك دموعه امام والده و شقيقته الصغيرة حتي لا يزيد خوفها …
نظر لهم بحيره يبحث عن مقوله لا تكسر بخاطرهم و براءتهم في ان واحد و لكنه لم يجد….
-طنط تعبانة شويه بس متخافوش هي هتبقي كويسه قريب ، ممكن تبطلي عياط يا فيري عشان خاطر بابي مش بيحب يشوف الدموع دي !!..
قالها ظافر بنبرة حانيه و هو يزيل بقايا دموعها من علي وجهها الصغير البرئ ..
ظل يوسف ينظر له مطولا تلك النظرات الواعية التي تحزن ظافر علي ضياع طفولته ليلتفت له ظافر وهو يعقد حاجبيه بتساؤل فيبتسم الصغير قليلا و يعاود دفن رأسه في صدر والده ……

علت صرخات شروق القادمة من الشقة العلوية و ووصلت الي اذانه خبطات اقدام و كأنها تركض بحيره يمينا و يسارا فوق رأسه ..
تأكله القلق و قرر التدخل انسانيا علي الاقل وليس لأي غرض اخر يشعره بخجل وتأنيب الضمير !!….
حمل يوسف و فيري معا لتبرز عضلات يديه المكتسبة من العمل فقد شقى كثرا في شبابه هو و يحيي عندما فقدا كل افراد اسرتهم الصغيرة و المكونة من والده و عمه و زوجتيهم الواحد تلو الاخر ….
بدأت عندما فقد والده وعمه لواءين سابقين تم اغتياله بسبب احباطهم لبعض الارهاب مصادفة ….
ليليه والدته التي لم تتحمل الصدمة فيصبح يتيم الاب و الام و هو علي مشارف الجامعة …
لينتهي يحيي في الكلية الحربية راغبا في اتباع مسيرة والده و عمه و ان يفقد والدته سريعا بعد صراع مع المرض …
اما هو فلجأ لمجال اخر يبحث به عن حياة افتقدها ….
قد تبدو حياة تعيسة فاقدة لكلمة حياة حتي ولكنه ويحيي كانا سندا لبعضهم البعض وتعلما الفرحة والحب معا !!!
احبط بشده وهو يتذكر وقوعه في شباك الفتاة الغنية جميلة الجميلات ليتزوجها فيكتشف مع الايام انها قبيحة الروح و جافية القلب ليضيع من عمره ثلاث اعوام شاقه مع تلك البغيضة الشمطاء يحاول اصلاح الامور دون جدوي ؛ و الامر الجيد الذي خرج به منها ويريح قلبه هو يوسف الذي اكمل عامه الثاني حينها و فريدة التي تركتها له وهي رضيعه لم تكمل شهور بقسوة لم يعهدها او تقابله يوما !!!!!
نظر بأسي الي طفليه وهو يدثرهم بفراشهم و يتحسر علي فقدانهم لحنان الام و امانها فعلي الاقل هو عاش اسعد ايامه مع والديه وتعلم معني الاحتواء الذي يفشل هو بمفرده في توفيره …..
ابتسم قليلا ليوسف الذي يقسو عليه قليلا ليصبح رجلا و يتحمل مسئوليه ليست له و لكنه بكل شجاعة يصر علي اتمام دوره لإسعاده و حمايه شقيقته ….
امسك بيده الصغيرة يقبلها و يربت عليها فترتسم ابتسامه يوسف صراحه و فخرا لأنه يرضي والده ….
اتسعت ابتسامه ظافر بحب و فخر و عاد يقبل رأسه و يربت علي شعره مره قبل ان يردف قائلا….
-ناموا وانا هطلع اطمن علي طنط و هنزل اطمنكم ، اتفقنا ؟!…
-اتفقنا ….
قال الصغيران بصوت ناعس ليبتسم داخله ، يعلم تمام ان الاثنان سيغطان في نوم عميق ما ان يغلق الباب …..
ترك النور مضاء لإرضاء فريدة و ما ان اغلق الباب حتي زالت ابتسامته وهو يضع رأسه علي الباب و يرتسم الحزن ملامحه ، تنفس بعمق واتجه ليصعد ويرى ما يحدث بالأعلى!!! ….
وهو علي الدرج وصل الي اذنه صوتها الحزين الباكي….
-سيبوني حرام عليكم ؛ ابعدوا عني سيبوني سيبوني ، انا هقعد هنا !!
ليليها صوت والدتها العجوز …
-خلاص يا رامي سيبها تبات هنا انهارده عشان خاطري هي فيها اللي مكفيها …
كانت الاصوات تقترب يليه صوت فتح باب شقة بعنف و اذا بصوت اخيها البغيض يعلو…
-ماشي نسيبها لوحدها بس من بكره هتيجي معانا !!
استدار ظافر ليهبط الدرج مره اخري وهو يخرج مفاتيحه للدخول الي شقته ، لا يريد ان يزيد شقائها بان يعتقد ذلك البغيض انه معتاد علي الصعود اليها ….
لتقول والدة شروق الباكيه وهي تغلق الباب خلفهم ….
-يا ابني الرحمة سيبها وانا الصبح هاجي ابص عليها بلاش فضايح عيب كده !!
وقف ظافر يستمع اليهم من خلف الباب حتي اختفت همهماتهم ….
هز رأسه بغضب هو لم و لن يبتلع المدعو شقيقها يوما ….
-الله يرحمك يا يحيي و يحسن اليك !!
قالها من احشاء قلبه …… وهو يتجه الي غرفته لأداء صلاه اضافيه عسي ان تشفع له و لفقيده ….
وكان مع كل سجده يدعو علي هؤلاء القتلة و الخونة من يدخلون اسم الاسلام والله في اعمالهم القذرة و يحللون به ارهابهم للبشر ….
لينهي دعواته لبلد باركها الله بخير أجناد الارض !!!!
لا يعلم ظافر كيف مر الشهرين التاليين عليهم و لكنه يشعر بالهموم تزداد علي اكتافه يوما بعد الاخر وهو يستمع الي توسلات والده شروق و صياح اخيها كل يوم للعودة الي منزلها …….
يحيي كان لينتظر منه ان يحل تلك المعضلة وان يهتم بها …..
لم ينسي يوم استدعائه الطارئ عندما طرق بابه قائلا (لو حصلي حاجه شروق امانه في رقبتك )…..
زفر بيأس متمتما…..
-لا اله الا الله ….اعمل ايه بس يا ربي !!..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه احتلت قلبي الحلقه3

 

أخذ (ريان) نفس عميق فقد كان فى موقف لا يحسد عليه حقاً بينما نظرت له (ندا) بغيظ شديد فمنذ متى وهو متهور بتلك الدرجة فى حين كان (عبد الرحمن) يتابع نظراتهم لبعضهم البعض حتى استقرت عيناه على ابنة شقيقته وسئلها
-وهو دكتور (نور) ليه الحق أنه يدخل فى شئ يخصك كده .. هو ماله أصلاً!!
تنحنح (ريان) ثم قال متلعثما
-ا٠٠ أنا مقدر شعورك جداً وأى حد مكانك ليه الحق أنه يضايق ويمد ايده كمان ٠٠ بس ٠٠ حقيقى أنا ٠٠
توقف عن الحديث فلم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول ثم ابتلع ريقه فقالت (ندا)
-خالو ٠٠ دكتور (ريان) كان زميلى فى الدار كمان وهو صديق لمستر (رائد الشناوى) و ٠٠
لم تستطع إكمال حديثها فلا يوجد لها مبرر فيما حدث صرت على أسنانها لولا تهور (ريان) لما كان وضعهما بهذا الشكل حقاً لذا قرر (ريان) المصارحة فلا شيء غير المصارحة سيصلح هذا الامر فقال
-افتكر لو قعدنا نشرب حاجة أنا وأنت هيبقى أفضل وهنعرف نتكلم احسن
-اتفضل
قالها (عبد الرحمن) وهو يتجه إلى طاولة فارغة وجلس عليها فى حين نظر (ريان) بأسف إلى (ندا) لتقول هى بصوت خافت
-اتنيل صلح إللى نيلته ده
هز رأسه بآسى ثم أتجه نحو الطاولة الجالس عليها خالها فقد كان يشعر بإرتباك كبير فى حين كانت نظرات (عبد الرحمن) له قوية فقال بوضوح
-أنا عارف أنه من حقك حقيقى تنفعل وتبقى مش طايقنى ٠٠ بس أنا حقيقى اتقدمت لآنسة (ندا) بس هى أجلت أى ارتباط فى الوقت الحالى
اتسعت عينان (عبد الرحمن) ليبتلع (ريان) ريقه ويتابع
-اللى اعرفه عن (ندا) أن والدايها متوفيين وملهاش غير (نور) اختها مكنتش اعرف أن ليها خال ممكن اخطبها منه
صمت (عبد الرحمن) لبعض الوقت ثم قال
-ده ميدكش الحق أبداً فى اللى عملته
-معاك حق طبعاً ٠٠ أنا عادة مش متهور ودى اول مرة ابقى كده
-تمام ٠٠ طلب ارجوك تنفذه تبعد عن (ندا) ده احسن ليك وليها
قالها (عبد الرحمن) ثم نهض وترك المنضدة فصر (ريان) على أسنانه بغيظ شديد ٠٠
******************
فى تلك الأثناء كان (شادى) فى غرفته بالفندق يعمل على إكمال تصميم القرية التى تحلم بها (ريما) لا يعلم كيف اصبح يقضى أكثر يومه فى تصميم تلك القرية إرضاء لها ولذوقها فقط تلك المشاعر التى تنمو فى قلبه هى حقاً مشاعر صادقة ليست إعجاب فقط حتى استمع لصوت هاتفه فزفر بضيق ونظر للهاتف ليجد أن (ريما) هى المتصلة شعر بغرابة شديدة لما تتصل فى ذلك الوقت ولكنه لم يعطى لنفسه وقت للتفكير و أجاب على الفور وجدها تتحدث بسعادة
-أيوة يا (شادى) أنا مبسوطة جداً جداً بجد
-خير
-(رائد) كلمنى
شعر (شادى) بإحباط شديد فسئلها
-إنتى مكلمانى مخصوص عشان كده ؟!
-أيوة لأنى كنت فاكرة أن مراته هتلغى علاقتنا طلع مشغول شوية فى الشغل بتاعه أصلاً حتى مراته كلمتنى اتبسطت اووى ٠٠ أنا فعلاً كنت محتاجة أن مراته تكلمنى مش عاوزة اتحط فى مكان أنى بحاول اسرقه منها
ابتسم (شادى) وقال
-هو ده بس اللى كنتى محتاجة تثبتيه لنفسك مش كده ؟!
-مش فاهمة
-إنتى مكنش فارق معاكى مكالمة (رائد) يكلمك أو لا بدليل بتعرفى تبعدى عنه كويس إلا لو احتاج لدعمك مشكلتك كلها كنتى خايفة أن مراته تفتكر أنك بتحبيه وإنتى عاوزة توصلى ليها أن (رائد) وجوده عادى بالنسبة ليكى مش شئ ضرورى يعنى
صمتت (ريما) لبعض الوقت ثم قالت
-أنا مفكرتش كده ٠٠ أو يمكن مش عارفة المهم أنى مبسوطة هى مش مضايقة منى مش فاكرة أنى بحبه وهخطفه منها
هز (شادى) رأسه بآسى فحقاً هى كل ما تريده أن تثبت لزوجة (رائد) أن وجوده ليس أكثر من أنه قريب لها ثم تابعت حديثها
-وحاسة انى متوترة
-من ايه ؟!
-بابا كلمنى تانى ع نهاية الأسبوع هيكون العريس جاه إن شاء الله وأنا متوترة من المقابلة دى
زفر (شادى) بضيق ولكنه قال
-ربنا يوفقك ويختارلك الصالح ٠٠ عن إذنك مضطر اقفل ورايا شغل كتير
اتسعت أعين (ريما) من وقاحته كيف له أن ينهى معها المحادثة بتلك الطريقة فزفرت بضيق وقالت
-مع السلامة ٠٠
واغلقت الهاتف وهى تنظر له بغيظ وتردد بينها وبين نفسها
-فاكر نفسه مين ده !!
على الجانب الآخر زفر هو بغيظ شديد ثم حدث نفسه قائلاً
-حلوفة ٠٠
*******************
اثناء قيادة (ريان) لسيارته وهو عائد للمنزل فلم يستطع حتى أن يتحدث مع (ندا) لأنه يفتقدها للغاية .. شعر بغيرة لن ينكر الأمر بينه وبين نفسه عندما وجدها تبتسم إلى (عبد الرحمن) شعر بغيرة تنهش قلبه ولم يهدأ حقاً حتى علم صلة القرابة بينهم لذا قرر أن يذهب نحو منزلها هو يريد أن يعرف لما سافرت دون أن تقول له أو تودعه يريد أن يعلم أافتقدته هى أم لم تشعر بالشوق تجاهه فى خلال دقائق كان قد وصل إلى المنزل وجد سور كبير يفصل بين الشارع والفيلا التى تسكن بها لذا قرر أن يقفز ذلك السور حتى يراها ويعلم كل شئ منها وهل سيقف خالها ذلك كحاجز بينهم .. قفز على السور ثم قفز مرة آخرى ليسقط داخل الحديقة الخاصة بالمنزل فى ذلك الوقت كانت (ندا) تجلب الطعام الخاص لكلب الحراسة الخاص بها وهى تملس على وجهه بحنان وتقول
-وحشتنى أوى يا (سيمبا) بجد
فى حين كان الكلب يشعر بسعادة كبيرة وهى معه حتى استمع لصوت أحدهم قد قفز من أعلى السور فركض فجاءة لتصرخ (ندا)
-(سيمبا) تعالى هنا
ولكنه لم يستمع بها فركضت خلفه لترى ما الذى يجرى حتى وجدت (ريان) يقف مذهول وهو يرى ذلك الكلب الضخم يركض نحوه فصرخت نحو الكلب قائلة
-(سيمبا) خلاص اقف
ابتلع (ريان) ريقه فهو لديه فوبيا من الكلاب و لا أحد يعلم بذلك السر ولكنه يكره الكلاب بل ويخاف منهم أيضاً لاحظت (ندا) التعرق الذى على وجه (ريان) ولكن لم تعطى الأمر أهمية أى شخص سيخاف عندما يركض نحوه كلب ضخم مثل (سيمبا) لذا أمسكت (سيمبا) وقالت له
-ده دكتور (ريان) يا (سيمبا) مش غريب ٠٠ سلم عليه
ازداد العرق على جبين (ريان) وهو مازال على ذهوله ذاك فنظرت (ندا) له وقالت
-مد إيديك
حاول (ريان) المرواغة وقال
-أنا مش جاى اتعرف ع الكلب
فهم الكلب ليقترب من (ريان) فلم يشعر الكلب بالراحة منه فقال (ريان) وهو يبتعد كلما اقترب الكلب
-ابعدى الشئ ده عنى
لم تستطع (ندا) منع نفسها من الضحك وهى ترى الكلب يسير نحو (ريان) ويشمه بأنفه ويصدر صوت نباحه بينما كلما اقترب الكلب من (ريان) كان يبتعد بخوف واضح
-أنت بتخاف من الكلاب ؟
-إنتى اتجننتى
قالها وهو يحاول الثبات فظل الكلب يشتم رائحته فاغمض (ريان) عينه لتقول (ندا)
-تعالى هنا يا (سيمبا)
نفذ الكلب ما طلبته منه ووقف بجوارها فابتلع (ريان) ريقه وشعر بتوتر بالغ ثم قال
-ما تودى الكلب ده مكانه خلينى اعرف اكلمك
-هو ده مكانه ٠٠ وبعدين ازاى تنط السور كده قدر وقعت اتكسرت ولا مكنتش موجودة كان زمان (سيمبا) قطعك
-وأنا ايش عرفنى ان بنت زيك يكون عندها كائن هلامى زى ده
ضحكت (ندا) ثم سئلته
-دكتور ازاى أنت بس وأنت بتخاف من الكلاب
-ده شئ وده شئ ملكيش دعوة
ابتسمت وعقدت يدها نحو صدرها
-أنت عاوز ايه طيب ؟
-ايه موضوع خالك ده وليه مقولتيش أنك مسافرة ليه تحطينى وتحطى نفسك فى موقف زى ده ٠٠ هو مش طايقنى
هزت (ندا) رأسها موافقة على كلامه ذاك لتؤكد ما قاله
-خاالص بصراحة ولا طايق يشوف وشك
-إنتى السبب
-ماهو أنت اللى اتسرعت
-ماهو لو كنتى قولتيلى أنك مسافرة ومعرفانى كل شئ عنك مكنش ده حصل
-مش من حقك أصلاً
زفر (ريان) بضيق وقتا
-أنا بكره العند يا (ندا)
-(ريان) خالى عمل حادثة وصاحبه اتصل بيا عشان يعرفنى مكنتش هاخد الإذن منك يعنى عشان اشوف خالى واطمن عليه
-كان ممكن تتصلى تطمنينى عليكى حتى بمكالمة تليفون
-احنا اتفقنا ان الفترة دى هنبعد لحد ما تتأكد من مشاعرك
زعق بها بقوة
-بس لو إنتى حبتينى فعلاً كنتى كلفتى خاطرك وقولتيلى عشان مقلقلش لكن أنا ٠٠ أنا مش فى بالك أصلاً
أخذ الكلب ينبح تجاه (ريان) كأنه يزعق به هو الأخر حتى لا يتحدث مع (ندا) بذلك الإنفعال الواضح من مبرة صوته فابتلع (ريان) ريقه ثم قال
-عايز اقابلك بعيد عن الكائن ده مشيه
إجابته بغيظ شديد
-امشى أنت
-ماشى يا (ندا)
قالها ثم ذهب بعيداً كى يخرج من المنزل فزفرت هى بضيق وحدثت (سيمبا)
-كان مع (عتاب) بيتصرف بعقل عن كده وده كان سر إعجابى بيه بس كده هو متسرع واغلب قرارته وتصرفاته غلط ٠٠
******************
فى مساء اليوم التالى حيث كان (ريان) يتابع عمله بالعيادة الخاصة به ومع أخر مريض لديه شعر بإرهاق شديد وبأنه لم يعد قادراً على العمل أكثر من ذلك وفكر أن يأخذ عطلة من العيادة فكل الأمور تسوء من حوله الآن علاقته بالجميع أصبحت متوترة (أسما) .. (ندا) .. وخال الأخيرة وعليه أن يضع النقاط على الأحرف حتى دلفت السكرتيرة الخاصة بمكتبه وقالت
-مفيش مرضى تانى يا فندم .. حضرتك هتقعد تانى ولا .. ؟
قاطعها قائلاً
-لا يا (سهيلة) تقدرى تمشى إنتى .. وأنا هقفل العيادة أما اخلص
ابتسمت (سهيلة) ابتسامة ودودة ثم قالت
-تمام يا دكتور .. عن أذنك
انصرفت (سهيلة) بينما نهض (ريان) عن مكتبه وأخذ يلملم فى أغراضه حتى استمع إلى صوت أحدهم يدخل مكتبه رفع رأسه ليرى من القادم ليجد أنها (أسما) تبتسم له ابتسامة ودودة فابتلع هو ريقه ثم قال
-خير
-يعنى دى مقابلة ؟ وبعدين مفيش حد قاعد ع المكتب بارة عشان اقطع كشف
_إنتى عاوزة ايه (أسما) ؟
-هو مش أنا المريضة بتاعتك ؟! من حقى أجى وقت ما احب اتكلم مع الدكتور بتاعى
رفع (ريان) إحدى حاجبيه ثم جلس على مقعد مكتبه مرة آخرى وهو يقول
-وماله ؟! اتفضلى
ابتسمت (أسما) ثم جلست فى المقعد المقابل لمكتبه وقالت
-عندى مشكلة يا دكتور
-مش اتكلمنا قبل كده فى المشاكل دى
-بس دى مشكلة تانية
-خير
أخذت (أسما) نفس عميق ثم قالت
-بص يا دكتور أنت كان معاك حق لما قلت انى اتسرعت فى الجوازة دى بس المشكلة أن قلبى ابتدى يدق تانى لحبيبى القديم وفى مشاعر جوايا ناحيته هو ممكن يسامحنى يا دكتور ؟
تنحنح (ريان) قليلاً ونظر لأسفل لم يستطع النظر فى عينيها وقال
-(أسما) بلاش الطريقة دى أرجوكى
نهضت هى عن مقعدها وتقدمت نحو مكتبه فابتلع هو ريقه ونظر لها فأمسكت هى يده وقالت
-نفسى تسامحني ومستعدة اعمل أى حاجة أى حاجة بس اكون معاك يا (ريان) وننسى كل اللى فات
ظل (ريان) محدقاً بها فلا يعرف ما الذى يجب عليه قوله أو فعله .. فى تلك الأثناء شعرت (ندا) بأنها كانت قاسية مع (ريان) فى آخر مقابلة بينهم وفى النهاية هو من حقه أن يغار عليها فلم يكن يعلم أن (عبد الرحمن) خالها وكيف سيعرف وهى لم تحكى له شيئاً عنه بالأساس لذا قررت أن تترك المطعم وتستقل السيارة الخاصة بها وتذهب لمقابلته بالعيادة وتحاول أن تفكر فى حل معه يجعل خالها يتقبله على الأقل .. توقفت عند العقار الذى به العيادة الخاصة به وترجلت من السيارة من ثم دلفت للداخل وصعدت حيث عيادته وجدت الباب مفتوح ولم تجد أحد بالداخل شعرت بغرابة لأن حتى مساعدته الشخصية لم تكن موجودة لكنها استمعت إلى صوت بكاء يأتى من مكتبه فاقتربت قليلاً ووقفت أمام باب المكتب لتجد (أسما) جالسة أمامه على الأرضية كأنها تتوسل إليه بينما هو ممسك بوجهها ويمسح لها دموعها ارتفع إحدى حاجبيها وهى لا تصدق ما تراه فاقتربت للداخل فشعر اثنتيهم بأن أحدهم يتقدم نحوهم فأنزل (ريان) يده مسرعة من أعلى وجنة (أسما) لتعقد (ندا) يدها نحو صدرها ..
نهضت (أسما) من الأرضية ووقفت وهى تمسح دموعها بيدها فعضت (ندا) شفتاها وهمت لتقترب من (ريان)كى تصفعه على وجهه ولكنها تراجعت وركضت نحو الخارج حاول (ريان) منادتها لكنها لم تعبئ لصوته فركض خلفها وقبل أن يخرج من باب عيادته أمسكت (أسما) يده وقالت
-هى تهمك اوى كده ؟


اغمض (ريان) عيناه بغضب ثم قال بصوت مرتفع
-ايوة تهمنى .. تهمنى جداً يا (أسما) وإنتى بوظتى كل حاجة بينا وأصلاً أكبر غلطة عملتها انى وافقت انى تتناقش معاكى أو اساعدك .. العلاقة بينا انتهت يا (أسما) ومش هينفع تتشكل ولا تتحط تحت مصنف تانى ولو عاوزة دكتور الدكاترة مالية البلد سبينى فى حالى بقى
نظرت وهى لا تصدق كمية الغضب الذى يتحدث بها لتسئله
-تمام .. أنا مكنش قصدى غير ان لو فرصة بينا عشان نرجع تانى احاول ارجعها
ثم وضعت حقيبة يدها أعلى ذراعها واتجهت نحو الخارج فزفر (ريان) بكل الغضب الذى بداخله ثم قال محدثاً نفسه
-أنا تعبت كل حاجة بتتعقد .. وحقيقة مبقتش عارف ايه اللى أنا بهببه ده 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى