روايات رومانسية

روايه فرط الحب الحلقه 17

 

دخل ريان إلى المنزل بأكتاف معبأة بالكثير من الإرهاق النفسي وذهنه لايزال مشتت في كل الاتجاهات.
الحياة تضغطه بشكل كامل فمن طرف هناك أخويه المفتقدان للكثير من الحب والرعاية في حياتهما.
ومن طرف أخر هناك ريم وعلاقتها بأحمد المخالفة لكل ما يؤمن به كرجل يعشق زوجته ويغار عليها.
جز على أسنانه يحاول تنظيم أنفاسه ما ان تذكر زيارة أحمد خلسة في الصباح على أمل ترتيب أفكاره كي لا يخرج خاسرًا من معركة يجهلها فتلك العلاقة صارت كشباك العنكبوت تبتلع ضحاياها لتلتهمها بعد أن تتلاعب بحبال اعصابها وثباتها الانفعالي.


جديًا هو غير قادر على تحليل أوفهم المغزى التي تريد زوجته ايصاله اليه بسماحها لرجل مهما كان بالحضور إلى منزلهما خاصة رجل يرغب في الزواج منها فمن يدري ربما ذلك الأحمد يخدعها من البداية ويرغب في كسب ثقتها تحت مسمى العجز والمرض.
والاقبح هو التساؤل حول عدد زياراته السابقة خلال سفره فبالتأكيد حين حضر أحمد لزيارتها اليوم لم يكن يدري بوجود ريان، لقد كانت تلك الزيارة عفوية بل أبشع تلقائية.
يشعر بالنقمة على الظروف التي منعته من الضغط على “ليان”، رغم انه كان قادر على إخراج منها الكثير والكثير مما تخفيه دون سبب واضح له ولكنها في الأغلب تحاول تصحيح أخطاءها بالتستر على خطأ ريم وربما هذا الغموض أو الإخفاء عنه هو الذي يأكله.
انتبه لجسد ريم المستلقية في صمت فوق الاريكة بالردهة دون أن تلتفت لحضوره طالعها بتفحص وكأنها في عالم أخر لا تشعر بأحد من حولها ترى من يجسد ذلك العالم الخاص معها هو أم أحمد؟!
أغمض جفونه يرفض الانسياق خلف منحنى أفكاره ثم ألقى بنظره فوق عمر الغافي في هدوء وسط ألعابه أمام التلفاز ليتجه في صمت نحو غرفته كي يغير ملابسه ومحور أفكاره رافضًا تسليم عقله لتلك الشكوك المحرضة لأنها ستكون المسمار الأخير في نعش زواجهما إذا كرر خطأه السابق بالانسياق ورا أوهامه.
كاد يمزق أزرار قميصه بشده، فأصابعه تعبر عن مشاعره المختنقة في براعة، خلع القميص ودون شعور وجد نفسه يضغط فوق طيات القماش كمجنون يشعر بالبركان داخله يزأر رافضًا الخمود، قذف القميص المسكين اخيرًا بأنفاس لاهثة تكسر الصمت من حوله ثم اندفع للخارج دون هدف واضح أمام عينيه مغلقًا الباب خلفه.
عاد جسد ريم للحياة على صوت الباب فاعتدلت تطالعه متعجبة متى عاد بالتأكيد، فكر ساخرًا وهو يتابع حركت شفتيها:

-لقيت بيجاد؟

-أيوة.

-كله تمام يعني؟

ابتسم في غموض ساخر ورأسه يميل لليسار قليلًا رافعًا حاجبه في تساءل:

-انتي شايفه ان كله تمام؟

رفضت ريم الإجابة عن السؤال المبطن بالكثير والتي يتكهن به حدسها فسعلت في خفة مغيرة الحديث قائلة بنبرة منهكة:

-بعد اذنك دخل عمر على سريره، انا هاخد شور.

اتجهت ريم للداخل حارصة على تخطيه دون ملامسته وعيناها ترفض ملاقاه عيناه المشتعلة بتفسيرات حارقة مهوسة حول تصرفها.
وقفت ريم أمام الخزانة مستكينة كالصنم غير قادرة على أخذ فعل أو التفكير بشكل جيد، كانت تشعر كمن وُضع داخل حلة المغسلة وكل أحبائها يتسارعون للتفرج عليها تدور وتدور على أمل تنظيف روحها بشكل يتناسب مع وجهة نظرهم هم لا هي .

أغمضت جفونها وهي تستشعر خطوات ريان المتقدمة نحوها فاحتلت كلمات أحمد ونظراته المتخاذلة مكنوناتها لتزداد حقدً وغضب على الذات بعد أن فرك فشلها في قسوة لامتناهية بوجهها.
لقد صدق أتهام أحمد لأنها صارت أنانية لا تفكر سوى بأحلامها الوردية، وتلك الأنانية غرسها ذلك الأنسان الأناني الاكبر القابع خلفها.
شعرت بأنفاس ريان الهادئة على غير العادة قبل ان تشعر بأنامله المتصلبة تمسك بطرف خصله هاربة من كحكتها الملتوية في عشوائية بمنتصف رأسها.
حركت ريم رأسها بعيدًا عنه تشعر بالاشمئزاز للقبول والمتعة التي افرزتها لمسة صغيرة منه نحوها بينما غيرها يتألم ويذوب بلا ذنب في مصائب كانت هي بمثابة حبل النجاة لها.
حرك ريان لسانه فوق شفاه السفلى يبلل جفافها بمرارة رفضها للمسته، لكنه لم يبالي واستمر على نفس المنوال يلامس ذراعها بطرف اصابعه متسائلًا بنبرة تخفي الكثير من الصقيع الداخلي الذي يغمر صدره:

-مالك، مش طايقه لمستي ليه؟

التفتت ريم تناظره بعيون خاوية وقالت بأنف مرفوع في شموخ واهي:

-وانا من أمتى بطيق لمستك؟

خرجت من صدره ضحكة ساخرة بينما يجلدها بتلك النظرة الصارخة ” لقد فقدت القدرة على عد اللحظات التي تذوبين فيها بين ذراعي”.

ابتلعت ريم لعابها في توتر لكنها تمسكت بشجاعتها الزائفة، قائلة بنبرة أرادتها قوية لكنها خرجت مهزوزة غير واثقة:

-أنا مش مبسوطة ومش راضية عن اللي بيحصل بينا.

-عادي ما أنا كمان مش راضي.

حدقته بنظرة جافة تحمل الكثير من اللوم وكأنها تستحضر كل ذكرياتهم السيئة معًا فلمعت عيناه في غضب قاتل لان ما يراه هو روح مسيرة فزوجته بلغت من الضعف بأن تترك لغيرها أن يتحكم بها بكل سذاجة فلم يستطع كبح غضبه أكثر ليردف باتهام من بين أسنانه:

-أنتي انسانه ضعيفة.

صُدمت ريم من كلماته التي ضربتها في مقتل لتبتعد خطوتين عنه تهرب من شعورها كالعصفور السجين بين أقفاص شخصيته القوية الواثقة ثم زمجرت في غضب منصب عليه:

-ضعيفة عشان سمحت لواحد زيك يدخل حياتي من تاني بكل سهولة.

رفع يده في وجهها مؤكدًا بنصف ابتسامه تشع منها الجنون والشك الذي يحاول اخفائهما دون جدوى:

-لا يا ريم انتي ضعيفة عشان ده مش كلامك، ده كلام أحمد مش كلامك!

-لا ده كلامي أنا بس أنت اللي مغرور مش شايف غير نفسك.

صرخت تخفي مشاعرها المتخبطة وكلماته تؤجج اعتقاد داخلها ترفض حتى الاعتراف بوجوده فصرخ في وجهها وهو يحاصرها ويقربها منه ممسكًا بذرعها:

-أحمد ده من هنا ورايح تنسيه وتنسي وجوده من حياتك نهائي،
انتي سمعاني!

طالعته في صدمه واندفعت تعكس عنف حركته تحاول الابتعاد عنه والانفلات من اصابعه المحكمة حول معصمها وهي تخبره دون اهتمام بفلتره الهياج المشتعل داخل صدرها من مشاعر متباينة بين كره ومسامحه:

-أنت انسان أناني وعندك جنون السيطرة على كل حاجة حواليك،
أحمد طول الوقت كان بينبهني قد ايه انت انسان اناني وانا كنت بدافع عنك بكل غباء.

جذبها ريان نحوه في حركة عنيفة دون تفكير بضعف جسدها الهش يحصرها بينه وبين الخزانة بقوة ضاغطًا فوق كتفها هاتفًا بين أسنانه في اتهام مُخزي:

-عايزة تعيشي دور الضحية عشان تبرري علاقتك بأحمد مش كده؟

-مفيش حاجه غلط في علاقتي بأحمد عشان ابررها.

صرخت وهي تهاجمه جسديًا وقد خرجت عن طور تعقلها منفجرة تحاول قطم أصابعه الممسكة بوجهها رافضة شعورها الخانق بانها عروس ماريونيت.
فعكس ريان صخبها بشكل أعنف وهو يكبل ذراعيها في علامة أكس أمام صدرها ضاغطًا على جسدها للخلف وكأن شيطانه يهيأ له الراحة في تحطيمها، ليزمجر بنبرة انتقامية غاضبة:

-علاقتك بأحمد كلها غلط، كلها غلط يا ريم مش حاجه فيها،
انت كلك على بعضك انسانه مجنونه وتصرفاتها غلط في غلط.

-انا مش مصدقه اني كنت بحبك في يوم واني مضطرة أتحمل وجودك في ذكرياتي طول العمر.

همست كلماتها بنبرة مرتعشة وجسد مهزوز كم على وشك السقوط بنوبة هلع من نوع ما وهي تشعر كالسجينة بين أصابعه القاسية.

-انا عمري ما حبقى ذكرى في حياتك.

بصق حروفه في هدوء ينذر بشر انفعالاته أمام وجهها وكل نبضه في صدره تتمزق بفعل الغيرة الحارقة ومشاعرها تلك المبعثرة الرافضة تكوي مشاعره قبل رجولته، هدأت حركتها فقط لتخبره بشفاه جانبية مرفوعة نحوه بتقزز:

-انت واهم نفسك بأيه؟
هاه عايز تثبت أيه باقتحامك لحياتي من تاني ؟

-انا بحارب نفسي ونفسك عشان مخسركيش،
بحارب وبثبت لنفسي ان انتي اللي مصره تدمرينا وتخسرينا.

-اخسرنا؟
ريان انت اناني فعلًا للدرجة انك اندمجت في الأنانية دي ومبقتش قادر تميزها عن شخصك.

خرجت كلماتها كالفحيح وهي تنفض ذراعيها منه وتضربه فوق صدره بكل ما تملكه من قوة وغضب مكبوت صارخة بجنون:

-انا خسرتك وخسرت نفسي، أنا كنت بتمنى الموت عشان محسش بالوجع اللي انت كنت سبب فيه!

ارتعش قلبه لاعترافها هذا بألم موجع عميق لم يتخيله يومًا، ألم أشد قوة من طلقات الرصاص لكنه همس مدافعًا عن بصيص الأمل داخله:

-مهما قولتي من اتهامات فبردو مش هقول غير اني حبيتك وهحبك طول العمر،
اللي بيتكلم ده سموم أحمد اللي انتي بنفسك ادتيه فرصة عشان يغرسها جواكي، فوقي لنفسك قبل فوات الأوان.

انهى جملته وهو يبتعد بجسده عنها للخلف فهمست تنفس بقايا غضب كمن انتزعت روحها:

-انت كذاب أنت عمرك ما حبتني ربع حبي ليك، أنا مكنش لازم أتمنى لنفسي الموت.

ضاقت عيون ريان وهو يتابع انكماش ملامحها الثائرة بعمق جراحها قبل أن تقذف كلماتها كالسهام الحادة المغمسة في السموم لتستقر في جوف صدره بقولها:

-أنا كان لازم أتمنى موتك أنت.

جزت على أسنانه التي تتخبط في بعضها من شده انفعالاتها المضطربة وهي تشير للأرض أسفلها هاتفة في كره:

-حياتي كانت هتبقى أسهل لو اتمنيتلك الموت، لو انت كنت موت أنا كنت هرتاح وهقدر أعيش.

دبدبت بقدميهما كمن تلبسها الجنون تستكمل صراخها بوجه أحمر مفتقد الاكسجين ثم احتضنت رأسها بين أصابعها:

-أنا بتمنى أنك تموت و و …..

تدرجت حده كلماته حتى صمتت تمامًا عندما توقفت عيناها فوق وجهه الصارخ بصدمته وعيناه المتألمة اللامعة بدموع العتاب التي يرفض كبريائه ذرفها رغم هول كلماتها التي ضربته في الصميم وجعلته كطفل صغير طردته والدته من رحمتها للتو.
ألهذه الدرجة وصل كرهها له …لدرجة تتمنى له الموت وترى فيه راحتها…

أخفض انظاره عن عيناها الباكية والتي صار غير قادر على تحمل المشاعر داخلهما.
فوقف كالأبله غير قادر على التحرك من مكانه او إبداء رد فعل ولكن انظاره ارتفعت نحوها مع ارتفاع بكاءها الحاد بشكل هستيري وشعر بصدره يضيق أكثر وأكثر لمعاناته وهي تقترب منه:

-يارب .. يارب ..لا..

قالت وسط بكائها الممزق لنياط القلب بينما تخفي وجهها بمعصميها قائلة بحرقة لا تصدق أنها تفوهت بهذا الجنون:

-أنا أسفة، أنا أسفة، أنا أسفة مستحيل أتمنى لك الأمنية البشعة دي.

رمت جسدها فوق صدره هامسة في حزن بصوت مبحوح وسط شهقاتها العالية:

-انا انسانة بشعة، انت عندك ابنك عمر ازاي قدرت انطقها، انت لازم تكرهني.

-أنا عمري ما هكرهك.

همس وهو يضمها اليه يربت على رأسها وكأنه لم تنفجر به وتحطمه لأشلاء منذ ثوان ولكن ما باليد حيله فهكذا هو الحب معطاء حد الجنون.

ضغطت ريم على كتفيه مفتتة بالذنب، تقربها أكثر منها وتخفي انينها الباكي في صدره ثم همست في صدق:

-يارب كنت موت أنا قبل ما أوجعك بالطريقة دي…
يارب أنا راضيه …. انا راضية …

توالت كلماتها الهستيرية وقد سيطر عليها الذنب والصدمة صافعه رأسها القابع فوق صدره فجذ ريان على أسنانه ممسكًا معصميها قبل أن يضرب احدهما فوق جانب وجهه سارقًا شهقة معترضة من فمها، معترفًا:

-عايزة تضربي اضربيني أنا، عايزة توجعي اوجعيني أنا مش همانع.

خبط بمعصمها فوق جانب وجهه وعنقه بقوة ارعبتها فعادت من جنونها الهستيري صارخة في استنكار وخوف:

-كفاية كفاية…أرجوك…

-لا مش كفاية اضربي وطلعي شحنة الكره والغضب اللي جواكي….
اضربي يا ريم بس اياكي تتمنى الموت لنفسك لانك ساعتها بتقتليني….
اضربي عشان تطلعي كل المشاعر الوحشة وتنتهي الحكاية….

صرخ بأخر كلماته وهو يضاعف حركه يدها فوق وجهه كأنه يعاقب ذاته على كل خطيئة وأذى ارتكبه في حقها ولم يتوقف إلا حين ارتمت ريم المرتعشة بين ذراعيه غير قادرة على حمل ثقلها لينشغل بإحكام ذراعيه حول جسدها المتراخي يثبت وجهها الباكي فوق صدره النابض بقوة متجهلًا جانب وجهه النابض من عنف صفعاته.
حملها ليستقر بها فوق ساقيه على أحد المقاعد ويخفي جسدها المنتفض بين ذراعيه هامسًا بقله حيلة لا يبالي لما يدور داخل صدره من مشاعر أشد جنونًا واضطرابًا من مشاعرها:

-بحبك يا ريم وربي المعبود بحبك.

اشتدت دموعها المتساقطة في خجل وقهر ثم ضغطت بوجهها فوق صدره تخفي نهنهت بكائها وهي تحارب للالتصاق بجسده كأنها ترغب في الاختفاء داخل جسده وكأنها تختبئ وتشكي منه إليه.

-أنا عايز مكاني الطبيعي كزوج في حياتك انا عايز قلبك وثقتك مش جسمك وخلاص،
عايز مشاعرك وتفكيرك اللي بتمنعيه عني ومتعلقة بوجود أحمد بسببه.

-ريان انا ماليش حد في الدنيا لا أب ولا أم ولا أهل، أحمد هو أهلي خصوصا لما انت اتخليت عني..

أخبرته ريم بصوت متقطع أثر بكاءها ووجهها يترجم مدى ذعرها ورعبها من وحدتها في الحياة، فرد ريان في نبرة صادقة وهو يمسح عبراتها ويرفع ذقنها نحوه ممسكًا بنظراتها:

-انا عمري ما سيبتك يا ريم، اه حصل سوء تفاهم فترة لكن أنا عمري ما سيبتك،
لو اتخليت عنك مش هبقى قاعد قدامك هنا بطالب بحقي في اني أكون أهلك وأنتي اللي رافضة.

-أنا مش رافضة، أفهمني أرجوك انا خايفة لدرجة اني مش عارفة انا عايزة ايه ولا المفروض اتصرف ازاي،
انا ضايعة وتايهه في حياتي أوي ومحدش حاسس بيا واللي مريت بيه مقيدني.

أعاد ريان رأسها للاستقرار فوق صدره ثم مرر أصابعه فوق وجنتيها الحمراء سامحًا لعيناه بالانتقال على وجهها المحتقن في حزن وأسى قبل أن يتنهد مؤكدًا لها:

-أنا مش هضغط عليكي، انا هديكي مساحتك ووقتك بس من غير ما تبعديني عن حياتك،
صدقيني مش هقدر أستحمل فكرة انك تبعديني عن حياتك.

لمست نبرته الخافتة الصادقة قلبها فأخرجت زفير قوي تلاه شهيق أقوى تتمنى لو تلملم شتات ذاتها كي تستريح من هذا الضغط المقيت الجاثم فوق صدرها.
وبدون تفكير أو وعي أعادت رأسها ليسقط فوق صدره مكتفية بالصمت الذي قابله هو بسكون راضي وقلبه يدق بتفاؤل فعل الأقل هي تتطلب قربه رغم اعترافها برغبتها في مساحة بعيدًا عنه.
ريم لا تزال ريم تلك المرأة المفعمة بروح الطفولة الصافية التي حرمت من عواطف وعلاقات طبيعية، تشعر بالنقص وعدم القدرة على التأقلم في أمور قد نراها أمور عادية في حين ان ذلك الأمر قد يجعلها في أشد لحظاتها تشتتًا.
ريم وقعت ضحية لشخص مستغل مريض نفسيًا يلعب على أوتار مشاعرها وانتمائها ويحركها بما يتناسب مع مصالحه وسيحارب بضراوة ليثبت لها ذلك عاجلًا أم أجلًا.

*****

-ادخلي غيري هدومك وتعالي شقتي وهوريكي طريقة أحلى صنيه بسبوسة في الدنيا..

قالت والدة وسام فضحكت ليان لتهز رأسها في موافقة مرحة:

-موافقة خمس دقايق وأبقى قدامك.

التفتت ليان بابتسامه خفيفة نحو الغرفة لتغيير ملابسها وهي تشعر بخفة حركتها وكأن جبال قد انزاحت من فوق كتفيها، أما والده وسام فنظرت لأبنتها في غيظ متسائلة:

-ممكن أفهم سيباه كل ده لوحده في الاوضة ليه؟
مصيبة لتكوني مستنياه هو اللي يعتذر.

زفرت وسام وهي تنظر نحو السماء تدعو الثبات ثم ردت في هدوء:

-انا سيباه يهدى شوية يا ماما وهدخل اعتذرله، ممكن تهدي وتسبيني اتصرف انا عارفة انا بعمل ايه!

-وربنا ما حد هيجلطني غيرك،
يا بت الواد بيحبك اتلحلحي وجبيه سكه ليطفش من فقرك.

-ماما قومي ولديني أحسن عشان خلاص بقيت على أخري.

قالت وسام مستنكره من بين اسنانها تطلب فقط ان تتركها والدتها وشأنها وقفت تتجه نحو الغرفة التي يحبس بها بيجاد نفسه من مغادرة ريان ثم نظرت خلف ظهرها تطالع والدتها المتفحصة المحركة ذراعيها بحركة دفع وهميه تحثها على الدخول.
قلبت وسام عيناها في غيظ طفولي من تصرفات والدتها الغير منصفة وفتحت الغرفة في عزم.
التقت عيناها بعيون “بيجاد” المتعجبة ما ان دخلت فانشغلت بإغلاق الباب خلفها دون تبرير ثم انتقلت عيناها فوق جسد “بيجاد” الذي تجاهلها وعاد لاستكمال استعداداته للخروج فهمست بصوت ضعيف:

-أنت خارج؟

-أيوة.

اجابها باقتضاب دون تطويل، فابتلعت شعورها بالأحراج والتطفل فهي زوجته، لتتساءل في اصرار من جديد:

-أنت رايح فين؟

رمقها في حده ليجيبها في جمود:

-حاجه متخصكيش.

اقتربت منه بتروي وتأكدت انه يستشعر قربها عندما تصلبت عضلات جسده المشنج فوقفت على أطراف أصابعها تربت بيدها فوق كتفيه تنفض غبار وهمي وانتهت تلامس ذراعه هامسة في حب وعتاب:

-مش هتسامحني؟

أغمض “بيجاد” جفونه يكبح مشاعره الجياشة التي تتلهف في شوق نحوها وركن داخله يخشى فتح أبواب اللوم والعتاب بينهما فهو لا يزال في زاوية مظلمة يحقد على ذاته في كره لأنه صفعها وتسبب في أذاها في لحظة غضبه.
فابتعد عن لمستها كالملسوع يخبرها بقناع من البرود:

-انتي معملتيش حاجه اسامحك عليها، اللي حصل حصل وانتهى.

-اللي بينا عمره ما هينتهى،
قولي عايز أيه وأنا هعمله وبلاش تموتني ببرودك ده.

أجبر أصابعه على حمل عطره المفضل يرش ملابسه محتفظًا بهالة تجاهله كعقاب له ولها لتهتف في غضب أنثوي:

-أنت رايح تقابل واحدة مش كده؟

اتسعت عيناه في المرآة يرمقها في تعجب قبل ان يلوي وجهه مؤكدًا على حالتها الميؤوسة من الجنون فرد متهكمًا:

-متقلقيش الست اللي هقابلها مش هخبيها في اوضة نومي…

-حرام عليك يا بيجاد هفضل لحد امتى اقولك أنا اسفة وسامحني،
بلاش تلعب عليا انت عارف ومتأكد اني عملت كده عشان خايفة عليك.

لامست وجهه وهي تقترب منه تسعى لتحطيم مقاومته وسيطرته فانتفض بأنفاس متوترة تحولت للغضب عندما تذكر تقربها الأخير منه التي استغلته لتهريب الرجل من براثنه، فوقف يخبرها في وجوم وصدق:

-طالما الخوف مبرر لتصرفاتنا الغلط،
يبقى متزعليش من تصرفي.

عقدت حاجبيها في توجس بينما تمنعه بجسدها من تخطيها والخروج من الباب لتسأله في نبرة خافتة متوترة:

-قصدك أيه؟

-انا وانتي مش هنكمل مع بعض،
عشان أنا للاسف خايف عليكي انتي وابني من نفسي…!

اتسعت عيناها لتهدر في شراسة غير مبالية ببطنها المنتفخ بينهما وهي تقترب محذرة:

-خايف علينا تاخد خطوة إيجابية مش تهرب مننا،
بلاش حجج واهية وقولي مين اللي لفت عليك وفكرها انها هتقدر تسرقك مني.

لمعت عيناه في تسلية غامضة قبل أن يبتسم ساخرًا:

-حيلك حيلك، بلاش العصبية الزايدة دي،
حاولي تسيطري على غضبك عشان منضطرش نعالجك بعد كده.

انهى جملته بابتسامه مغيظة ضربتها في مقتل ليدفعها في كتفها بخفة من امامه مغادرًا فركضت خلفه تحاول اصلاح الوضع خاشية من مغادرته وعدم عودته مرة أخرى:

-طيب هتيجي تتعشى معانا؟

عاملها بتجاهل مقصود لا يفهم مبرره لكن جزء كبير داخله مستمتع بتذوقها من نفس سلاح الجفاء التي قتلته به مرارًا ليخبرها في اعتيادية بدون مبالاة:

-لا أنا هتأخر محدش يستناني.

أغلق الباب خلفه لترتسم ابتسامه فوق صدغيه في رضا وهو يستمع لدبدبت قدمها الصغيرة ووصله غمغمتها الغاضبة.
هبط على الدرج وهدأت خطواته في الدور السابق لهم بينما يصله صوت باب المنزل يفتح ويغلق قبل أن تطرق زوجته باب والدتها.
اتسعت ابتسامته أكثر في تشفي وكاد يسقط أرضًا في محاولته لكبح ضحكاته عندما هتفت والدتها في وجهها:

-دخلا عليا بالحزن والدموع يا مجاب الغراب لامه، ادخلي يا روح أمك ادخلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه تحدي حبك الحلقه 17

 


عادا على وخيال من شرم الشيخ بعد ان اتما الصفقة
وعاشا لحظات من الحب والرومانسية وبعدما وعدها على ان ياتيا مرة اخرى الى هناك …….
بالرغم من ان خيال لم تعترف لعلى بحبها له
ولكن تصرفاتها كانت تشعره دائما بما لاتستطيع هى البوح به ……

وبالرغم ايضاااا انهم الى الان حياتهم لم تكن كاى زوجين
الا ان على كان صابرااا عليها دائما ولم يرد ان يشعرها باى شى
حتى لاتفعل هى مالا تشعربه كان يريدها دائما تفعل مايدلها عليه قلبهااا مثلما يفعل هو دائما
يكفى قربهم من بعض الذى كان يشعرهم بالحب والسعادة والامان ……….

فى اليوم الذى عادا فيه على وخيال من شرم الشيخ
لم يخرج على من المنزل وانما قضى مع خيال بقية اليوم …….
دخلت خيال حجرتهاا ابدلت ثيابها وصلت فرضها وارتدت فسان رقيق يبرز مدى جمالها واسدلت شعرها الحريرى على ظهرها
وخرجت لتجلس مع على
بينما على هو الاخر دخل غرفته اخذ حمامه وارتدى ثيابه
وخرج وجدها تنتظره
فطلب طعام من احد المطاعم التى يحبها ليتناولوها سويااا ……

على بحب :يااااااااااه البيت كان واحشنى بشكل
خيال باابتسامة جذابة : للدرجة دى…. انت بتحب البيت اوى كدااااا
على وهو ينظر فى عيونهااا :يعنى انتى مش عارفة
خيال بدلع :تؤ تؤ مش عارفة بتحبه اد ايه
على وذاب على دلعها فقال بهيام :
بحبه اووووى
ثم وهو يتفحصهااا بعينيه :
البيت دا اصله كل يوم بيحلو كدااا وبيبقى زى القمر
دا غير لما بيدلع عليا …فتلاقينى بعشقه …
خيال بدلع :طب وقولت له بقى انك بتحبه كل الحب داا ولا لسه
على وهو يقترب منها ومازال ينظر فى عيونها :
قولت له ان انا بحبه وبموووت فيه كمان
بس هو عمال يتقل عليا ومش راضى يصارحنى بمشاعره
خيال وهى تبتعد عنه :
مش يمكن خايف
على :خايف من ايه بس ..هو بس يفتح لى قلبه ومالوش دعوة ..
خيال بتلقائية وهى تنظر فى عيونه :
هو كمان قلبه بيحبك من زمان
على باابتسامة خبث :هو مين داااا اللى قلبه بيحبنى
خيال بانتبااه واحمرت خجلا :البيت ياعلى ..هيكون مين يعنى ..
ماان انهت خيال جملتهاااا حتى انقطع نور الشقة …….
خيال بخضة :تاانى .. انا بخاف من الضلمة ..
عمرو بخبث وبفرح يظهر فى كلامه :
دى اجمل لحظة بعيشها فى حياااتى
فهمت خيال مايرنو اليه واحست به يقترب منهااا فاابتسمت بخجل
ونهضت من مكانها مسرعة واتجهت الى غرفتها واغلقتهااا عليها جيدااا…
قام على هو الاخر واتجه الى غرفتها وحدثهاا من خلف الباب :
ماااشى ياخيال اهربى واتقلى زى ماانتى عاوزة
بس انتى فى الاخر بتاعتى ملكى وحلالى
وزى ماقولت لك قبل كداا:
اناااا مش مستعجل ياخياال الصبر حلوووو
ثم قال بحب :تصبحى على خير ….ودخل الى غرفته …
ماان انهى على كلامه حتى ابتسمت خيال بفرحة ونسيت امر النور ونسيت كل شى تماماااا وظل يتردد فى بالها كلمة ملكى وحلالى التى كثيراااا مايرددها على والتى تشعرها بالسعادة …………..
____________________________________
فى صباح اليوم التالى …..
خرجا معا الى الشركة واخبرا مراد بما قاما به
وكانت سعادة مراد لاتوصف بسبب اهتمام على بعمله وظنه الذى دائمااا يكون فى محله ……….
انهى على وخيال عملهم فى ذلك اليوم واوصلها الى منزلهم واخبرها انه خارج مع احد اصدقائه ………
قام على بالاتصال بعمرو ولكن وجد هاتفه مغلقاااا كالعادة
ولكنه حاول بكل الطرق الوصول اليه
حتى استطاع ان يصل اليه ورد عليه عمرو اخيراااااا…..
على :اخيراااا رديت عليا انت فين ياابنى
عمرو وهو مخنوق :ايوة ياعلى
على :والله ايوة ياعلى ….
انت فين يابنى مقموص زى العيال ليه هو انا عملت لك حاجة
عمرو :مفيش حاجة ياعم
انا بس كنت تعبان شوية وخلاص هرجع الشركة من بكرا
على بلوم وعتاب :انت مفكرنى متصل عشان الشغل والشركة
مايتحرق الشغل ياعم انا متصل عشان اطمن على صاحبى ولا ايه ياصاحبى
سكت عمرو ولم يرد……..
على :عمومااااا انا فى كافيه (_______) على النيل مستنيك
عمرو : انا مش هينفع …….لم يكمل عمرو كلامه ……
حتى قاطعه على :مستنيك ياصاحبى

قفل على الخط قبل ان يسمع اى ارد او اعتراض من عمرو …..
قام عمرو من مكانه وارتدى ملابسه واخذ هاتفه ومفاتيح سيارته ونزل …..
بعد وقت قصير وصل عمرو الى مكان وجود على
على بضحك :ايه داااا اول مرة اشوفك بدقن
عمرو وهو يجلس :اخلص ياعلى منزلنى ليه
على :طيب ياعم بالراحة عليا وبعدين اتكلم يللا انا سامعك
عمرو باستغراب :على انت اللى منزلنى عاوزنى اقول ايه
على بدون مقدمات وهو ينظر لصديقه :بتحب فريدة من امتى
اتصدم عمرو من على وظل ينظر له وسكت لم يرد…….
على باستهزاء وهو يخرج مابداخل صاحبه :
كنت حاسس انك عيل اساساا …….ونهض من مكانه …….
عمرو بتوسل :استنى ياعلى
على :عاوز ايه
عمرو :اقعد طيب عشان اعرف اتكلم
جلس على مرة اخرى فتحدث عمرو …..
عمرو بثقة : انا مش عيل ياعلى وانت عارف كده كويس
ولو كنت عاوز اعمل حاجة من وراك كنت عاملتها بس انا مش كده ياصاحبى
عاد على سؤاله مرة اخرى :
بتحب فريدة من امتى
عمرو وهو ينظر ارضااا :من زماااااااااان اووووووووووى من واحنا صغيرين
ثم رفع راسه ونظر لعلى :


انت الوحيد ياعلى اللى عارف انا شوفت وعرفت بنات اد ايه بس والله مفيش واحدة فيهم قدرت تخرج حب اختك من قلبى
على :ياااااااه للدرجة دى بتحبهاا

عمرو وادمعت عيونه :
مش عارف اللى انا فيه داا ازاى يعنى الحب اللى فى قلبى لفريدة اكبر مما اى حد فى الدنيااا يتصور بالرغم ان احنا مفيش بينا غير السلامات
عارف ياعلى كل يوم بخاف اكتر من اليوم اللى قابله ان حد يتقدم لها وتوافق عليه حتى لما دخلت الجامعة كنت مرعوووب تحب حد وهو كمان يحبها ويجى يتقدم لها وتوافق كانت هتبقى نهايتى
ثم اكمل ومازالت الدموع تترقرق فى عيونه :
مش قادر اتخيل حياتى مع حد غيرها ولا حتى اقادر اتخليها مع حد غيرى

على :وليه ماقولتليش قبل كداااا ليه ماطلبتش ايدها منى او من ابويااا
عمرو :ماكنتش عاوز اخسرك ياعلى انت صاحب عمرى
وبعدين يعنى انت كنت هتوافق عليا وانا طالب فى الجامعة ومعنديش حتى شقة وهى ماشاء الله عايشة فى افخم فيلا فى مصر
على : واشمعنة دلوقتى قولتيلى
عمرو :مش عارف حسيت انى خلاص مش قادر استحمل اكتر من كدا
كل مرة كنت بلاقى الفرصة عشان اكلمك وافتحك فيها بس كنت بخاف

على باستغراب :بتخاف من ايه
عمرو :بخاف ترفضنى وعلاقتنا تتدمر وانا ماليش غيرك ياعلى
سكت على ولم يرد على كلام عمرو وظل ينظر له ………
عمرو وهو ينظر لعلى بقوة وقال بصدق يشع من عينيه :
انا اسف ياعلى بس انت اللى طلبت تعرف
وانا مش قادر اخبى عليك اكتر من كدا
بس صدقنى اقسم بالله انا عمرى مافكرت فى اختك غير على انها تكون حلالى ومحاولتش ولا مرة واحدة فى حياتى
انى اقرب منها من ورا ضهرك
ولما لقيت ان دنيتى خلاص مستحلية من غيرهاااا كلمتك علطول مع ان ردت فعلك صدمتنى بس عزرتك ياصاحبى اكيد بتتمنى لها اللى انا كنت بتمناه لاختى بس والله ياعلى مهما حصل عمرى مااقدر اخسرك
وانا فعلا بتمنى يجى اليوم اللى فريدة تكون فيه زوجتى حلالى
سحب عمرو مفاتيح سيارته ونهض من مكانه وكاد ان يمشى حتى استوقفه على ……….
على :انا موافق ياعمرو
وقف عمرو مكانه مذهولا ثم استدار مرة اخرى ونظر لعلى وهو لا يصدق نفسه
عمرو بلغبطة :انت ….انت…. انت قولت ايه
على :قولت ان اناا موافق ايه يااطرش ماسمعتش
عمرو بفرحة شديييييييدة :بجد ياعلى انت موافق بتتكلم جد ولا بتهزر
على بضحك :داانت واااااااااقع اوووى بقى
عمرو وهو يجلس ويتنهد بشدة :اكتررررررر مما تتوقع

على :كل السنين دى ماكنتش بتصاحب ولا بنت عشان خاطر اللى معششة فى قلبك وانت ماكنتش بترضى تحكيلى
ولما اسالك ليه مش بتصاحب تقولى قلبى مش ملكى
وماكنتش فاهم قاصدك ايه ……..
بس دلوقتى فهمت
عمرو :سيبك من الكلام دا دلوقتى ابوس ايدك ركز معايا كدااا
على :عاوز ايه تانى ماانا قولت لك موافق
عمرو بلغبطة واضطراب :
يعنى انت هتقولها امتى ولا هتفاتح عمى مراد الاول فى الموضوع ولا اروح اقوله انااا اعمل ايه ياعلى
على وهو يضحك بشدة :ياض متبقاش خفيف كدااااا
انا بجد مش مصدق انك عمرو صاحبى
حاسس انى لسه بكتشفك يابنى والله
ظل على وعمرو يتحدثوا بعض الوقت وقلب عمرو كاد ان يخرج من مكانه من شدة الفرح ……
______________________________________
بعد ان ترك على عمرو عاد الى منزل والده …….
امال :على حبيبى كدا ياواد يعنى تتجوز ومااشوفكش غير كل فين مرة
على وهو يقبل يد والدته:
هو انا ليا غيرك داانتى الخير والبركة
امال :ماشى يابكاااش امال فين خيال
على وهو يلتفت حوله :لا اصل انا جاى من برااا على هنا
فين فريدة ياماما
امال :فى اوضتها ياحبيبى اطلع لهااا
صعد على الى غرفة فريدة ودق الباب حتى اذنت له بالدخول ……….
فريدة :بجد مش معقولة البوب بنفسه فى اوضتى انا مش مصدقة نفسى
على وهو يجلس :بطلى لماضة يابت انتى واقعدى عاوزك
فريدة :خير ياعلوة
على :فريدة هو انتى وافقتى على احمد ابن عمو عادل
فريدة باستغراب :بتسال ليه
على :هو ايه اللى بتسال ليه مش اخوكى انا ولازم اعرف
وبعدين ابوكى حكى لى كل حاجة
فريدة بحزن :وماقالكش ليه ان انا رفضت
بص ياعلى انا موافقتش ومش هوافق ولو بابا اللى باعتك عشان تقنعنى
يبقى بتتعب نفسك على الفاضى
على بتلميح :ليه يافريدة …..هو فى حد تانى ولا ايه…….
فريدة بخضة من تلميحاته وتلعثم فى الكلام :
لا طبعااا…ايه اللى انت بتقوله دا ياعلى
على بتوجس :امااال ماوافقتيش ليه
فريدة ومازالت مخضوضة :
عشان ..عشان ..يعنى انا لسه بدرس وانا قولت لبابا كده
على :امممممممممم…يعنى مش هتوافقى على اى حد عشان لسه بتدرسى
فريدة بثقة :ايوة طبعااا ياعلى
ثم اردفت قائلة :على هو انت بتسال ليه
على وهو ينظر بقوة فى عينيها ويحاول ان يكون بارداااا :
عادى يعنى يافريدة اصل فى واحد صاحبى اتقدم لك بس خلاص انا عرفت جوابك… كويس انك قولتيلى
فريدة وقلبها ينبض بعنف حتى كاد ان يخرج من مكانه:
صاحبك..صاحبك مين دااا ياعلى
على ومازال ينظر بقوة فى عينيها ويحدثها بلا مبلاة :
مفيش ياستى دااا عمرو صاحبى ما انتى عارفاه
ماان ذكر على اسم عمرو حتى لمعت عيونها بشدة وكاد قلبهاااا يخرج من مكانه وظلت صامتة لم تتفوه بحرف ……
اابتسم على بخبث على منظرهاااا…….

على وهو يقوم من مكانه :ماشى ياحبيبتى اسيبك انا عشان تنامى تصبحى على خير وقبلها من راسهااا وتركها وغادر….
(كان على دائمااا يشعر ان فريدة كانت تخبا بداخلها مشاعر جميلة وصادقة لشخص ما وشعوره بذلك بسبب قربه منها
ولكن فى الفترة الاخيرة بعدما اعترف له عمرو بحبه لفريدة
وغيابه عن الشركة
اظهر مابداخل فريدة لانه كلما ذكر اسم عمرو فى اى وقت
ونظر لاخته
يجدعيونهاااا تلمع بشدة وتبتسم دون ان تشعر
ولكن شكوكه تاكدت بعد الموقف الذى حدث بينهم فى مكتب خيااال وتاكد اكثر بعدما اخبرها بطلب عمرو لخطبتها )
_______________________________________
على الجانب الاخر عاد عمرو الى منزله
وهو يشعر بالفرحة والسعادة الشديييييييييييدة بعدما اخبره على بالموافقة على طلبه بالزواج من فريدة
كان لا يصدق نفسه هل هو فى حلم ام حقيقة ؟
ظل مبتسم طوال الطريق وقلبه لم يتوقف عن النبض بعنف
كلما تذكر انه اخيراااااا سينال مااراد وستكون حبيبته من نصيبه
حتى انه لم ينتبه للطريق ولم يعرف كيف وصل الى منزله

أكمل القراءة »

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى