روايه قانون ايتن الحلقه 4
قاطعها بحدة ممزوجة بندم:
-لا لا انا عايزها مش خوف منك بس انا فعلا ندمت وعايز مراتي بس مش حاجة تاني
-تمام اتمنى تفضل علي كدا عشان معايا نسخة لكل حاجة عندي وموبايلك هرجعهولك مع صاحبي اللي لاقاه بس برضو هتديله فلوس..وانا رأفة مني هنزلك المبلغ..بس حطيت نفسي مكان مراتك عشان جوزي كان زيك..عشان كدا كلمتها ومحكيتلهاش تفاصيل بس اديتها رقمي و قولتلها لو جوزك عمل حاجة ابقي كلميني…اللي انا عملته ده يعتبر قرصة ودن بس
ثم أغلقت الخط
بعد صمت دقائق.. تنحنح ليقول بأسف:
-لميا انا عايز نقطع كل إللي فات ده ونبدأ صفحة جديدة..انا فعلا ندمت وربنا هو اللي يعلم انا ضميري مأنبني قد ايه..
قاطعته بغضب :
– اسأل كده نفسك لو كنت انا الخاينة كنت هتسامحني؟
حقا لو تبدلت الادوار لو هي من قامت بالخيانة فهل كان سيسامحها ؟ ولو سامحها كان سيعود كما كان بسهولة ؟! لا يوجد شيء اصعب من الخيانة فالمرأة مثل الزجاج كما قال الرسول “رفقا بالقوارير” فخيانتك لها كأنك احدثت شرخ في قلبها وهي كأي انسان يتأثر وخصوصا بالخيانة..
أما هى فالظاهر انه بدلاله الزائد لإمرأة أخري وخيانته لها أصبحت ترى انه لا قيمة لها
اجابها الإجابة المعتادة والمبرر لأي رجل خائن:
-متقارنيش دي بـ دي الراجل حاجة والست حاجة
اجابته بنبرة ساخرة:
-بس الجرح واحد يا جاد..انت كسرتني، وأنا فرحت لما شوفتك مكسور زيي عشان تحس بيا.. انا كنت فاكرة لما تسيبها وترجعلي هسامحك وخلاص هعدي كل اللي فات..بس اكتشفت اني مش قادرة انسي ..عشان كده انسب حاجة لينا اننا ننفصل بهدوء وخلاص
قاطعها بتوسل وندم:
-لالا انتي بتقولي ايه ..انا مقدرش اسيبك انا فعلا حسيت بقيمتك متأخر بس فكرة الطلاق دي مستحيل اوافقك عليها .. اديني حتي فرصة ..وانا والله ما هعمل حاجة غلط تاني حتي موبايلي هسيبهولك مفتوح قدامك اي حاجة انتي عايزاها انا هعملهالك بس فكرة انك تسيبيني دي لا
_________________________________
كانت منة تجلس فى الشرفة مع والدتها تتصفح احدي مواقع التواصل الاجتماعي قائلة بدهشة وهيام:
-ايه القمر ده إللي بيظهرلى الاكونت بتاعه كتير علي الفيسبوك ..عقبال ما يظهرلى في بيتنا يارب
-وريني كده
نظرت الأم فى هاتف منة،قائلة بسخرية:
-ايه الأشكال دي ذوقك يقرف والله
منة بنفى:
-ده قمر على فكرة
صاحت الام بزهق:
-انا قولت هفتح الصور الاقي حاجة عدلة بس بجد ذوقك زفت ..ده سرسجي تقريبا؟
منة بتصحيح:
-سرسجي بس قمر
__________________________________
في اليوم التالي
في الكافيه الذي تقابل فيه معظم عملائها، كانت تجلس مع لمياء فهذه آخر مقابلة بينهم
لمياء بابتسامة واسعة قائلة بامتنان:
-انا عايزة اقولك شكرا.. علي انك غيرتيني.. اللي عملتيه ليا ده خلاني اقوي انا كنت جبانة وبخاف من المواجهة بس انا لما عاتبته واتكلمت معاه ارتاحت اوي حسيت اني قلت كل اللي في نفسي
ايتن بفضول:
-بس انا مستغربة انتِ دلوقتي ناوية تعملي ايه مع جوزك؟
– بصي هو فضل يحاول معايا بكذا طريقة انه يراضيني وانا يمكن حسيت بصدق ندمه بس مقدرتش اسامحه حاسة اني لسة شايفاه بيخوني وبشوف الست دي كل ما ابص في وشه عشان كده قلتله يديني وقت احاول انسي واعدي الفترة دي ولو لاحظت أنه اتغير فعلا هسامحه
-وهو وافق؟
اومأت بإيجاب :
-أيوة ما صدق اصلا ..لأن انا كنت هسيب البيت وهو قالي انا هسيبك علي راحتك خالص لحد ما تاخدي وقت ولما تلاحظي ان بجد اتغيرت تديني فرصة نرجع زي الأول
-طيب تمام .. مبروك يا حبيبتي
-حقيقي لولاكي مكنتش هعرف ارجع جوزي ليا وكان هيروح مني خالص ..فعلا مندمتش اني سمعت كلام صاحبتي اللي جربتك وقالتلي عنك
ثم اخرجت من حقيبتها مبلغ من المال:
-طيب اتفضلي ده باقي الفلوس اللي اتفقنا عليها .. وانتِ خلاص نفذتي المطلوب وكدا تمام جدا
ايتن بابتسامة:
-لا طبعا انا مش هاخد حاجة منك..حسابي وصلني من جوزك مع بسام..انا عملت كده عشان يتقرص..وعموما خدي باقي الفلوس بتاعته لأن ده كان اكتر من المطلوب بس خديهم ليكي انتي
ابتسمت لمياء بسعادة:
-انتي بجد جميلة اوي وذكية كمان..حقيقي مبسوطة ان اتعرفت عليكي
__________________________________
كانت تتحدث مع يارا علي الهاتف في سيارتها
ايتن بسعادة:
-وأخيرا خلصت من مشكلة لمياء
-اه الحمدلله أخيراً بقى ..المهم يا بنتي قابلى بقى البنوتة اللى خللت دي
-اعمل ايه طيب مبعرفش اركز في مهمتين مع بعض وبعدين مكنتش فاضية
– طيب هبعتلك رقمها حددي معاها ميعاد وقابليها ده صاحبتها جاتلي الاتيليه كذا مرة، وزعلت فكرتني مطنشة اقلك
أومات بايجاب:
-حاضر هكلمها واقابلها
__________________________________
في الكافيه
تجلس أمامها فتاة في منتصف العشرينات، بيضاء،عينيها بنى، شعرها أشقر قصير بالكاد يغطي عنقها، ملامحها حادة وجميلة،تبدو حزينة او منكسرة قليلا
قاطعهم صوت النادل وهو يعطيهم المشروبات التي طلبوها
ايتن بابتسامة :
-تمام يا شذى احكيلي بقي مشكلتك وعرفيني بنفسك الأول
شذى بتنهيدة:
-انا اسمي شذى عندي 27 سنة وبشتغل في وظيفة كويسة جدا وعايشة مع والدي لأن والدتي متوفية.. باختصار شديد من 7 سنين ارتبطت ب ابن خالة صاحبتي وكنا مع بعض في كلية واحدة بس هو اكبر مني بسنتين..ارتبطنا فترة وكان المفروض انه هيخطبني ويكلم بابا وبعدها بكام يوم قالي انه بيجهز لمشروع التخرج بتاعه وكان فيه بنت في التيم معاه وبيخرجوا مع بعض وبيتكلموا بخصوص شغلهم سوا وانا كنت واثقة فيه..وجيت في يوم لقيت واحدة صاحبتي بتقولي ان هو بيخوني ومقضيها معاها..مسكت موبايله بالصدفة لقيت بينهم رسايل كأنهم مرتبطين وصور خروجات دايما ومقضيها معاها.. واجهته قالي انا محبتكيش اصلا..وانتِ كنتي بتصعبي عليا عشان كدا كنت ببعد عنك كتير واسيبك..وكويس انك عرفتي من نفسك..قولتله بس انا حبيتك مصعبش عليك انك كنت بتضحك عليا.. ولما كنت بتقولي بحبك وانتِ ليا وغيرتك عليا كل ده ايه ؟؟ قالي بكرة هتنسيني وعادي..كنت كل شوية أضعف واكلمه تاني وبتوجع منه ويستقوي عليا .. انا معرفتش اسيطر علي نفسي من جوايا وانسي وأعيش حياتي هو لو كان قالي من الأول أنه مبيحبنيش مكنتش اتعلقت بيه وفضلت أحبه طول السنين دي.. ده حتي مش حاسس بالذنب خالص وشايف انه عادي وايه يعني يكسرني
-مقدرتيش تنسيه كل ده ؟
بدأت الدموع تتلألأ في عينيها:
-صدقيني مقدرتش ..الجرح بيعلم وبيكبر اكتر واكتر انا مقدرتش اسيطر علي نفسي الفترة دي بقالي 6 سنين مش عارفة اتحرك ولا اعدي كل ده 6 سنين حرفيا بموت كل يوم من الوجع .. الموضوع أيوة خلص بس لسة بحبه وفي نفس الوقت نفسي ارتبط واحب بس معرفتش ..هو أثر عليا وعلي كل حياتي
اخر مرة كلمته فيها عشان اخليه يرجعلي قالي جملة كسرتني اوي ..
لقيته بكل قسوة وبرود بيقولي خليكي انتي متدمرة كده انا عايش حياتي ومبسوط..وقفل معايا
ايتن بمحاولة اقناعها:
-بصي يا شذى طول ما انتي بتحاولي هتفضلي مكانك كده..لازم تاخدي موقف من جواكي قرار مترجعيش فيه ولازم تركزي في شغلك وحياتك واتعلمي حاجات جديدة ومتقعديش لوحدك كتير..حاولي تبعدي عن اي حاجة بتفكرك بيه..فكري كده لما ترجعيله تاني.. حاجة هتتغير فعلا؟ وهتكوني سعيدة ولا هيعوجك تاني ؟!
قاطعتها شذى بحدة وهى تهز رأسها يمينا وشمالا:
-انا عارفة كل الكلام ده ..صدقيني انا مش جاية اسمع كل ده ..انا جايالك عشان تساعديني وانا تحت امرك في اي حاجة تطلبيها
ايتن بتساؤل:
-عايزة ايه ؟
شذي بغضب:
-عايزة ادوق حمزة كل وجع دوقته في الست سنين دول ..عايزة انتقم منه واكسره زي ما دمرني
-ازاي؟
-حمزة لحد دلوقتي مرتبطش من يومها.. انا عايزاه يرتبط وبعد كدا يتجرح وقتها بس هقدر اعيش حياتي طبيعية
ايتن بحدة:
-اهدي كده يا شذي إللي انتِ بتطلبيه ده مش صح .. وبعدين اللي انتي طالباه مني ده هيطول اوي وانا مبشتغلش في النوع ده
عادت تتوسلها من خلال دموعها المتزايدة:
-انتِ لازم تنقذيني وتساعديني..ارجوكي انتِ الوحيدة اللي تقدري تنقذيني ..خديجة قالتلي عنك كتير اوي وان مشكلتي دي اكيد صغيرة بالنسبة لمشاكل تانية بتجيلك..انا حياتي واقفة بسببه..ارجوكي ساعديني انا كنت .. هنتحر بسببه مرتين ..بصي ايدي
شمرت اكمام قميصها لتريها اثار محاولتها للانتحار علي يديها
شهقت لتجيبها بصدمة :
-معقولة انت حاولتى تنتحري عشانه؟
-مكنش قدامي حل غير كده وكل مرة كانوا بيلحقوني ..انا تعبت وهو ولا حاسس بيا.. ارجوكي انتِ الوحيدة اللى تقدري تساعديني وانا مستعدة ادفعلك اللي تطلبيه واكتر
__________________________________
كان جالسا في صالة المنزل يريد يشاهد التلفاز..فقال بصوت عال لابنه:
-عمر تعالى يا حبيبي عايزك
خرج من غرفته ليعرف ماذا يريد والده منه:
-نعم يا بابا
والده بهدوء:
-أنزل جيب الطلبات دي من السوبر ماركت
-مش فاضي قول لمنة تروح هى
زفر بضيق:
-منة مش هنا ..عند خالتك وبعدين مش فاضي بتعمل ايه يعني الباشا وراه ايه
-ورايا مهمات بجهزلها
رد بسخرية:
-تقصد مصايب يعني.. ده بدل ما تشوف مذاكرتك ودروسك
-انا مخلص الهوم ورك ومراجع مع ماما
والده بحيرة:
-ما هو ده إللى هيجنني..انك رغم كل ده شاطر في دراستك وبتقفل امتحانات وفي نفس الوقت شقي جدا
-دي قدرات يا بابا.. يلا عن أذنك انا داخل أكمل اللى ورايا
هتف بحدة:
– خد يا عمر هنا مش بكلمك لسة.. انزل جيبلي الطلبات دي ومسمعش كلمة تانية يلا
عمر باستسلام:
-طيب ..هات الورقة والفلوس
بعد دقيقتين من خروجه سمع صوت صراخه، هتف بقوة عندما سمع صوت تأوهه وفتح الباب ليتفاجأ به
__________________________________
في آتيليه خديجة
-ديچا انا مش عارفة صدقيني ..انا أول مرة اشتغل في حاجة زي كده
-بس البنت صعبت عليا اوي
ايتن بحزن:
-أيوة ده السبب إللى ممكن يخليني اوافق .. بس الفكرة دي هتطول اوي وهتاخد وقت ده غير ان انا هظهر في الصورة
خديجة بتفكير:
-طيب ما تجربي يا ايتن..لو معرفتيش خلاص
ايتن بتذمر:
– صدقيني مش عارفة انا قُلتلها هفكر بس مش عارفة اتصرف ازاي، وخايفة تعمل حاجة في نفسها تاني
خديجة وقد انتبهت لشيء في الورقة التى تملؤها كل عميلة لايتن عن تفاصيل لحياة الشخص
شهقت خديجة بدهشة :
-ايه ده! ايتن بصي كده؟