روايات رومانسية

رواية تضحية من اجل العشق كاملة جميع الفصول بقلم ندي شريف

ثم حاولت قطع العلامه الحمراء، لكني شعرت بصدمه عندما انطلق سن صغير الحجم من الظرف الى عنق ساره..

توقعت ان تصرخ او يُغشىٰ عليها، لكنها كانت منشغله في ذلك الظرف المفتوح…

قُلت لها في ريبه:_

ساره انتي كويسه؟!

نظرت لي بعدم فهم وقالت:_ مش فاهمه تقصد ايه؟!

:_في سِن في رقبتك!

مدت يدها تتحسس رقبتها حتىٰ شعرت به فاخرجته وهيا تقول:_

محستش بيه خالص!!

:_الحمدلله انا افتكرتك هتموتي..

نظرت لي بإستنكار على صراحتي وقالت وهيا تخرج ورقه من داخل الظرف:_

:_ استنى اشوف في ايه البتاع دا..

:_ مكتوب كلام غريب!! بلغه أغرب!

أمسكته منها وكانت على حق..

:_ سيبهولي انا هبقى اشوف حواره بعدين خلينا نتبسط بالجو دا..

“_ يعني اعترفت ان العيشه البسيطه احلىٰ..

:_ لأ معترفتش، انا بجاريكي، المكان مرعب، انتي شايفه الست اللي هناك دي، بقالها ساعه بترضع ابنها…والواد مش طايقاها اساسا وهيا مكمله..

” _ وانت مالك انت ومالها..

:_ لا حول الله يا بنتي مش لازم ابص على الوسط المحيط..

في الاسابيع التاليه توطدت علاقتنا للغايه، حتىٰ تِلك الليله التي قررت فيها أن أعترف لها بما يوجد في قلبي تجاهها..

كنا نَجلس نتناول “الأيس كريم” علىٰ أحد أرصفه الشوارع ونحن نرتدي ملابسنا المعتاده في هروبنا من حياتنا المعتاده..

:_ ساره

“_ نعم يا سيدي

:_ كنت عايز اقولك حاجه..

” _ اممم

:_ يا بنتي سيبي ام الأيس كريم، هقولك حاجه مهمه..

قالت وهيا تعقد حواجبها وترفع صوتها:_

في ايه!! ما تسبني أكل…انا بسمع على فكره..

أخذت شهيق وتحدثت وانا أحاول أن أكون راقي في أسلوبي:_

الحقيقه يا ساره اني اول مره شوفتك كنت مش طايقك، وخصوصا لما شتمتيني، بس مع معرفتي ليك في الشهرين دول، بقيتي أغلى الناس عندي، تقريبًا انتِ وأمي في نفس الغلاوه..

قالت في صدمه:_ أمك؟!

:_ في ايه بهزر…وبعدين متبوظيش اللحظه وبطلي أكل..

“_ عندك حق…انا بصراحه بحب اوي ننزل سوا، يعني في حد بيشاركني حياتي..

:_ تتجوزيني يا ساره؟!

لا أعرف ان تلك الكلمات موتره لهذه الدرجه!! لقد شعرت بصدمه!! ونظرت بعيد وقالت في إرتباك:_

انا.. انا يعني…بصراحه.. اا..

:_ لا حول الله انا اروح اشوف واحده تانيه بتعرف تتكلم مع البشر…

قالت في لهفه وخجل:_

لأ لأ خًد، انا موافقه خلاص اقعد هنا…

:_ تصدقي وتؤمني بالله!

” _ لا إله الا الله!

:_ انتي خساره فيكي الرومانسيه، دمرتي اللحظه بكرشك دا..

“_ ليه يعني هو الايس كريم تاعبك في ايه!!

:_ ساره بصي في الموبايل على شكلك….انت طلعلك شنب شوكولاته يا ساره…هتجوز مدحت شلبي..

لم تأتي نهاية الأسبوع حتى تقدمت لخطبتها!! كان أباها شديد الطمع..لكني لن أستغنىٰ عنها لمجرد بعض الأموال!!

لكن دائمًا ما تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن!

بعد أسبوعان من خطبتي لها، مرضت ساره بِشكل مُفاجئ!!

بدأت تشعر بهذل وتثاقل، تفقد وزنها بسرعه كبيره! ويُغشىٰ عليها كثيرًا!! حتىٰ هذا لم أكن أشعر بخطر!!

إلا ان بعد بضعه أيام جائني خبر أنها تقبع في مشفىٰ (….).

هرولت في إتجاهها مُسرعًا لكنِي تأخرت كثيرًا!!!

رأيتهُا تنام علىٰ الفراش في غرفتها في المشفىٰ، كانت نائمه، لكن بشرتها مال لونها للأصفر!! وصارت باهته، ومُتصل بِأوردتها أجهزه كثيره..

حدثني حينها الطبيب قائلًا:_

الحقيقه انا مش قادر احدد مرضها ايه؟ وخصوصا انها كانت بصحه كويسه والتحاليل بتقول ان كل حاجه سليمه!

:_ اتصرف يا دكتور اكيد في سبب!

” _ يا أستاذ علي الأمور مش بتتاخد كدا، الأنسه ساره لما وصلت كانت شبه الأموات!! وكانت بتصرخ من ألم جسمها، بس اللي ملاحظينه ان معدل ضربات قلبها بيقل، بالإضافه ان ضغطها بيقل كمان..

:_ انا هاخدها واسافر ألمانيا، هناك في دكاتره كويسين..

رحلت في توهان، كيف حدث هذا! أيعقل هذا، كيف لا يستطيعون تحديد مرضها!!

مرت الأسابيع خلف الأسابيع حتى مَرَّ شهر كامل دون جدوىٰ، لكن التغيير كان في صحتها، كانت تسوء، لقد بدأت عظام يدها في الظهور، صارت نحيفه للغايه، وشاحبه،لا تستيقظ مطلقًا وحينها قال الطبيب أنها في”غيبوبه”، دقات قلبها بطيئه للغايه، وتنفسها كان يسوء، لم يكن في استطاعتي فعل شيء!

إستدعيت طبيب من فرنسا كنت على معرفه به، وكان حديثه يشابه حديث ذلك الطبيب، لا يعرفوا ما مرضها؟!

كانت خيبات الأمل تحيط بي، في كل مره أنظر في وجهها النائم، كنت أراها جثه هامده، لاحول لها ولا قوه.

حتى جائني ذلك الإتصال في المساء.. كنت أجلس فوق فراشي لأستعد للنوم حتىٰ رن هاتفي ولكن لن يظهر رقم المتصل؟!

:_ الو

” _……

:_ الو

“_ لو عايز علاج ساره يبقى تقابلني بكرا في طريق اسكندريه الصحرواي، استناني عند اليافطه، الساعه 2 بليل…هستناك!

“_ لو عايز علاج ساره يبقى تقابلني بكرا في طريق اسكندريه الصحرواي، استناني عند اليافطه، الساعه 2 بليل…هستناك!

” _ انت مين؟

إنقطع الإتصال، لم أستطيع النوم تلك الليله من كثره التفكير، من هذا؟ وكيف يمتلك علاج ساره؟

لم أذهب للعمل هذا اليوم وظللت أترقب الساعه حتى وصلت للحاديه عشر مساءًا..

صعدت سيارتي وأدرت محركها وانا في حاله من التوتر….

لا اعرف من سأقابل حتىٰ!

وصلت قبل موعدي بكثير وظللت أنتظر، كانت السيارات تمر من جانبي وانا انتظر داخل سيارتي في المكان المحدد..

ها هيا الساعه الثانيه منتصف الليل، لم يأتي أحد!!

ظللت أترقب أن يقتحم شخص سيارتي أو اتعرض للأغتيال لكن لم يحدث شيء!!

مر خمس دقائق وكنت قد فقدت الأمل وقولت في داخلي انها مجرد خدعه!!

إستعدت لإداره مُحرك السياره لكني توقفت حينما رأيت ظلًا أسود لشخص ما يقف خلف سيارتي وعيناه تلمعان في وسط الظلام!

شعرت بقشعريره تجتاح جسدي من هيئته المرعبه، نظرت خارج نافذه السياره لكي أتطلع عليه لكني لم أرىٰ أي أحد…وهذا جعلني أتسبب عرقًا من الرعب..!!

نظرت في المرأه فوجدت ملتصق بالمرأه، حينها تملك الرعب مني لأنه لا يوجد أحد بجانب النافذه!!

لكني شعرت نفسي يضيق ثم شعرت أنني أسقط داخل دوامه سوداء… ثم فقدت الوعي!!

إستيقظت في الصباح وجدت نفسي داخل سيارتي في نفس المكان من ليلة أمس!! لم أدرك ماذا أفعل سوا أن أتحرك لأرىٰ ساره في الحال!!

حينما وصلت أمام المشفىٰ دلفت مهرولًا في إتجاه غرفتها، وكالعاده كانت نائمه وفاقده للوعي…

إقتربت منها قليلًا وجلست بجوار فراشها، ظللت أتأمل ملامحها الباهته، لكني تذكرت ما حدث بالأمس وشعرت بريبه..

مددت يدي لأمسك يدها لكني وجدتها تقبض على شيء ما أسفل الغطاء..لأجدها ورقه مكتوب بها باللغه العربيه:_

(الحُب تضحيه…وكُلًا منا يُضحي على قدر ما يمتلك!!)

لم أفهم ماذا يعني هذا لكني تفاجئت بشاب يقف خلفي في الغرفه..

صِحت فيه:_ انت مين وازاي دخلت من غير استأذان..

رَد بإبتسامه:_ انا جاي عشان أساعدك…

ثم نظر لساره وأردف:_ مسكينه البنت، صحتها بتتدهور، وقربت من الموت، فلوسك منفعتكش دلوقتي مش كدَ!!

قُلت بغضب شديد:_ وانت مالك انت، اطلع برا..

:_ حاضر….هخرج..

نظرت له بغضب وانا اتتبعه بعينيّ، قال وهو يخرج من باب الغرفه:_

مسألتش نفسك…اللي رن عليك وطلب يقابلك مقابلكش ليه؟!

تخشبت في مقعدي…كيف عرف بهذا الإتصال، ركضت خلفه وفتحت الباب لكني لم أجده!!

سألت إحدىٰ الممرضات إن كانت رأت شاب يخرج للتو من الغرفه ولكنها أجابت بِ لا..

دلفت لساره مره اخرىٰ وانا أكاد أقترب من الجنون…نظرت لها وأخذت تلك الورقه وغادرت المشفىٰ…

في نفس الليله كنت أجلس فوق فراشي كعادتي أفكر في ذاك الشاب، وأحزن على حبيبتي التي أكاد افقدها…

لكن سُرعان ما شعرت أنني أسقط في بئر عميق فأغمضت عيني ظنًا مني انه وهم من كثره التفكير، ثم شعرت بألم في رأسي ومن ثم قمت بفتح عيني لأجدني في غرفه فارغه لا يوجد بها سوا كرسيّ يجلس فوقه ذاك الشاب اللذي رأيته صباحًا في المشفىٰ..

تلفت حولي في خوف ثم تسألت ودقات قلبي تتسارع:_

انت مين؟

:_ ولو انك المفروض متعرفش بس هقولك!…انا أيمن.

:_ انا جيت هنا ازاي؟ ثم إقتربت منه وجذبته من ملابسه وانا اقول في تهديد:_ وعملت ايه في ساره؟!

تفاجئت بي أر”تطم في الحائط بقوه وشعرت بش*لل في حركتي…

رأيته وهو يقول بإبتسامه:_شاب بسيط، اتربيت في ملجأ، وهربت منه وبدأت أشحت في الشوارع، دوقت الفقر بكل انواعه، فقر الصحه، فقر المال…

انا عارف انك مخضوض، ومش فاهم حاجه بس اسمحلي احكيلك..

في يوم وانا بشحت شافني راجل باين عليه العز، خدني معاه، وعشان مطولش عليك الراجل دا رباني، بس الحقيقه ان الراجل دا مكانش عادي! كان ساحر…

كنت بشوف شيا*طين كتير…قاعدين معانا في البيت، واسمع أصوات غير مفهومه، لحد ما مات الراجل، وللأسف كان وحيد، ولما مات جات عيلته واخده البيت وانا رجعت تاني للشوارع….

بس اللي فضل معايا الشيا*طين، بيني وبينك عيشوني مَلك!!

أتعلمت السحر براحه، واهو بفضلهم بقيت اللي قدامك دَ.. بس الفلوس مش بتيجي بالسحر!! الفلوس بتيجي بالنصب!

الحقيقه انِي بنقي زبايني، ناس أغنيه ومرتاحين…وأسلبهم أغلى حاجه عندهم وفي المقابل باخد الثمن…

انت كا*فر

قال لي بإبتسامه:_ بس مبسوط، الحقيقه يا صديقي ان انت زبوني الجديد، من بداية معرفتك لحبيبتك ساره كانت من اربع شهور…

في يوم كنتوا راكبين مركب في النيل، وساعتها بعتلها ظرف مبيتفتحش اللي بأيدها هيا وبس!!

الحقيقه ان الظرف دا محدش شافوا غيركم انتو الاتنين بس…

انا مراقبك من ساعتها، بس مرضتش اتدخل دلوقتي، يعني قولت هتشك في السن اللي رش*ق في رقبتها..

“_ يا ابن ال…

:_ تؤ تؤ كدا ازعل….

شعرت بش*لل في اعصابي وألم يتسرب في جسدي ثم رأيت عروقي تدفق وتب*رز من جلدي حتى كانت تنف*جر ثم عادت لطبيعتها…

:_ زي ما انت شوفت، اقدر انهي حياتك في ثانيه…بس انا مش عايز روح*ك في حاجه…انا عايز فلوسك…

تحدثتُ بوهن من شده الإرهاق:_ هديك اللي انت عاوزه

:_ عايز ثروتك، كل ما تمتلك…

تحدثتُ بوهن من شده الإرهاق:_ هديك اللي انت عاوزه..

:_ عايز ثروتك، كل ما تمتلك…

لم أستطيع التحدث ثم وجدتني أسقط داخل تلك البقعه السوداء وأشعر بألم في رأسي!!

أمسكت رأسي من الألم ثم فتحت مقلتيّ عينِي…وجدتني ما زلت أجلس فوق فراشي….شعرت بإرهاق في جسدي فأغمضت عيني واستسلمت للنوم…

في صباح اليوم التالي أستيقظت على صوت رنين هاتفي، كان الدكتور المُعالج لساره…..حبيبتي..

:_ الو

“_ استاذ علي محتاجينك دلوقتي حالًا…

:_ ليه في ايه؟ انطق..

“_ الأنسه ساره جسمها متش*نج وبتص*رخ بإسمك….

أغلقت الإتصال وإرتديت ملابسي مسرعًا ثم هرولت للمشفىٰ..

حينما وصلت لغرفتها وجدت الغرفه مليئه بالممرضات والأطباء، وساره جسدها مستلقي على الفراش، عيناها مفتوحتان علىٰ آخرهم، وجسدها مُتخش*ب!!

تصر*خ بِشده والجميع يقف إما خائف او لا يعلم ماذا يجب ان يفعل..

إقتربت منها وتحدثت بصوت مرتفع وانا أقبض اكتفاها بين يديّ:_

ساره فوقي انا جيت اهو….انا علي يا ساره..

توقفت عن الصراخ ووقالت بصوت غليظ ليس بصوتها:_

علي…

ثم مالت بأرسها بحركه مرعبه وقالت بنفس الصوت الغليظ:_

هسيبك لحد بكرا…وقبل غروب شمس بكرا….تكون فكرت يإما…..

ثم أرتخىٰ جسدها فجاءه وفقدت الوعي مجددًا، وأصدرت الأجهزه الموجوده بالغرفه صوت صاخب….

نظرت بها وانا غير مصدق…..نظرت وانا حادق العينين للأطباء من حولي وجدتهم ينظرون برعب وفي حاله من الصدمه…

نظرت في وجوههم لكني ارتعبت حينما رأيت ذاك الشاب يقف بينهم مبتسم ويقول:_

تيك توك..تيك توك..

ركضت في إتجاهه لأهجم عليه لكنه إختفى وظهر في مكان أخر…ظللت أركض خلفه واحاول ضربه في جنو*ن…

لكني تفاجئت بالأطباء يقيضوني ويعطوني مُهدئ….أخر ما سمعته كانت تلك الممرضه التي تقول:_

لا حول ولا قوة الا بالله دا شكله اتجنن خالص..

في المساء إستيقظت ووجدتني في غرفه تقبع داخل المشفىٰ، تذكرت ما حدث….هبطت من فوق الفراش وفتحت باب الغرفه وخرجت وسط صوت الممرضه التي كانت تمنعني من الخروج…

تحسست جيبي الخلفي فوجدت هاتفي، أكملت طريقي وركضت خارج المشفىٰ…..ذهبت لبيتي وصعدت غرفتي وظللت أبحث عن الظرف…أين وضعته؟!

ها هو لقد وجدته، أمسكته وجلست على مقعد مجاور من فراشي، قمت بفتحه…

لم يتغير به شيء!!! اللعنه علىٰ هذا الظرف!! ألقيته علىٰ الأرض وأمسكت رأسي بيأس…ثم….تذكرت ما طلب!

ثروتي! كل ما أملك…لقد ظللت سنوات وسنوات أجتهد لأكون ما أنا عليه اليوم، مَالك لشركه نفط(بترول)!!

لكن ساره! لن أتخلىٰ عنها…

تذكرت وعدي لها…

______________________________________________حينما كنا نمشي سويًا ليلًا وقالت لي:_

علي.. احنا هنفضل سوا صح!!

:_ صح يا حبيبي..

“_ ممكن تتخلىٰ عني؟!

:_ أفديكي بِكُل ما أمتلك يا ساره…دا انتِ حُبي يا بت..

____________________________________________

رجعت من تلم الذكرىٰ وانا اتذكر ضحكاتها!! رقتها…همساتها… نظرتها البريئة….انها ملاذي في تلك الدنيا..

ظللت أُفكر كثيرًا…إستغرقت الليل كُله..لم يعد أمامي وقت..

حسمت قراري وقررت أن أذهب لساره في الحال…

لكني لم أُكمل تفكير ووجدتني أسقط داخل تلك البقعه السوداء وأشتد عليّ ألم رأسي..

ثم شعرت وكأني جسدي يرتطم أرضًا…

سمعت صوته يقول:_

مش محتاج تروح لساره عشان تكلمني….انا جنبك على طول…مستنيك تقرر…

فتحت عيناي في بُطء وانا أقول:_

أنا موافق!!

قال وهو يجلس على مقعد مجاور له:_

غريب الحب برضه….الحب تضحيات زي ما بيقولوا..

ثم إبتسم وقال:_

انت مُخلص أوي يا علي…

ثم تغيرت ملامح وجهه وقال:_

مستعد تضحي بِكُل ما تملك!!

هززت رأسي بالموافقه، ثم شعرت بألم شديد في إصبع الإبهام…

نظرت له فَ قال:_

نقطه الدم دِ عشان أمحي أي ذكرىٰ لشركات المليونير علي الجَمَال….كأن مفيش حد إسمه علي الجمَال…!

ثم قال وهو ينظر لي:_

إتخلص انت كمان من أي دليل يفكرك بيا….فرصه سعيده يا علي باشا…

ومن ثم سقطت في البقعه السوداء…

حينما عاد وعيي تحسست إصبعي فوجدته ينزف دماء…لم يكن حلم…

رن هاتفي فَ قمت بالرد دون أن أرىٰ المتصل

:_ الو..

“_ البقاء لله يا أستاذ علي…احنا مقدرناش نعمل حاجه..

:_ انت بتقول ايه؟ البقاء لله في مين؟

” _ الأنسه ساره….اتوفت..

:_ الو..

“_ البقاء لله يا أستاذ علي…احنا مقدرناش نعمل حاجه..

:_ انت بتقول ايه؟ البقاء لله في مين؟

” _ الأنسه ساره….اتوفت..

وكأنك صببت فوق رأسي ماءًا بارد…سقطت علىٰ الأرض في إنهيار….لقَد خُدعت!!

لقد….لقد رحلت ساره….م”اتت..لن أراها مجددًا…

ظللت أحملق أمامي في صدمه…..لم أستطع كبت دموعي…أخفيت وجهي بين راحه يدي….ظللت أبكي…لا أعرف كم إستغرقت من الوقت وانا هكذا…

بعد وقتٍ طويل رفعت وجهي لأستنشق بعضًا من الهواء…ورأيت ذاك الظرف مُلقىٰ أمامي كما ألقيته منذ ساعات قبل أن ألتقي بذاك المخادع…

شعرت بغضبٍ شديد، نظرت له بِحنق وأمسكته وأقسمت أن أح”رقه!!

ألقيت به في نار المدفأه وظللت أنظر عليه وهو يحترق…لقد تلاشىٰ وسط النيران…

إرتديت ملابسي وانا اتألم من الداخل…توجهت للمشفىٰ وليس في بالي شيء سوا ذكريات مع روح فؤادي…لقد سلبها مني ذاك المخادع…

عندما وصلت للمشفىٰ تباطئت في خطواتي…لا أريد أن أراها وهيا بهذا الحال…

لكني ما إن اقتربت من غرفتها سمعت صوت ضحكات وتسفيق حار….فتحت الباب ببطء ووجدت الغرفه مزدحمه…حينما دلفت وجدت ساره تجلس فوق الفراش في صحه ممتازه!!!

قلت بدهشه:_ساااااره

نظرت لي ثم ركضت وأحتضنتني وقالت وسط البكاء:_

علي…كنت فين..

أبعدتها عني وانا اقول:_

بس ازاي!؟ انتي انتي م”وتي ازاي عايشه…

قال الطبيب اللذي كان يدون شيئًا ما منذ وصولي:_

احنا حصلتلنا معجزه!!! لما اتصلت بيك كانت دقات قلبها وقفت وفق”دت الحياه….لكن بعدها بعشر دقايق تقريبًا لاقينا دقات قلبها رجعت وصحتها رجعت بشكل طبيعي…واتفاجئنا بيها بتصحىٰ…

نظرت لها ثم تذكرت جمله ذاك الشاب (إتخلص انت كمان من أي دليل يفكرك بيا)… أچل هذا الحل…كان يجب أن أتخلص من أي دليل يوحي أن هذه القصه حدثت!! ليكون كما قال…وكأن شيء لم يحدث!!!

حسنًا لقد اشتهرت ساره كثيرًا بسبب تلك المعجزه لكنهم لا يعلمون حقيقتها، وبعد فحوصات كثيره وبحثًا طبيًا عما حدث لها فهذا شيء خارج قانون الطب…لكنه من قوانين الس”حر…

أنتظرت أن أُفلس أو تذهب عني أملاكي!! لكن لم يحدث شيء…

أخبرت ساره بِكُل شيء منذ مرضها من شهران…ولكن لقد صدق هذا الشاب…فَبعد أول ليله من زواجي لساره…أصبحت مفلسًا لا أمتلك شيء…

وقالت ساره لي هذا اليوم:_

الشاب انتظر لما نتجوز وبعدها ينفذ العهد….كأنه كان عارف انك مش هتعرف تتجوزني غير لو انت غني…اظن انه مش شرير اوي كدا..جواه طيبه قليله…

لم يكن شريرًا للغايه…لقد ترك مبلغًا من المال وأستطعنا أن نشتري منزل بسيط في ذاك الحي اللذي قابلت فيه ساره اول مره وهيا متنكره (إمبابه)

_________________بعد ١٢ عامًا_____________________________

قال حسن بإنبهار:_ واااااو…يعني انت استغنيت عن كل فلوسك عشان تنقذ ماما يا بابا…

قلت وانا أمشط لحيتي أمام المرآه:_ ايوا يا حبيبي….زي ما قولتلك….الحُب تضحيه…وكُل واحد بيضحي على قد إمكانياته!

قالت مروه وهيا تعقد يدها أمام صدرها:_ بس انا كنت عايزه الفلوس الكتير يا بابا…عشان أشتري شيبسي ومصاصه كتير..

ضحكت علىٰ براءه تلك الطفله وركعت على مفصلي وتحدثت:_

الفلوس رزق يا مروتي…ربنا هو اللي بيجيبها…والمهم اننا مع بعض… ويلا عشان ماما حاطه الأكل بقالها ساعه وهتيجي تزعقلنا….

__________

تمت بحمد الله♥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى