شعرت (نورهان) بالضيق الشديد والأنفعاال ثم قالت
-برده يا (أكمل) مش هتبطل تظلم (نرمين) ؟! ٠٠ انت ليه عاوز تلبسها اى مصيبة وخلاص عملت ليك هى ايه ؟!
تنهد (أكمل) فقد شعر بثقل على قلبه ثم قال
-ارجوكى يا (نورهان) انا مش عاوز خناق من غير لازمة الموضوع قديم ٠٠ انا خطبتها بصراحة انتقاما مكنتش بحبها بس كنت عاوز اتجوزها عشان اذلها واقهر قلبها زى ما قهرت قلبى ع اختى
نظرت (نورهان) لأعلى ثم صمتت ثم اعادت النظر له وكادت ان تتحدث وهى تنظر فى عيناه فجعلها (أكمل) تصمت متحدثا
-اسمعينى يا نور من غير ما تقاطعينى عشان خاطرى لو ليا خاطر عندك
هزت (نورهان) رأسها بالإيجاب فتابع هو
– عيلتنا كلها كنا طالعين رحلة لمدة أسبوع فى الغردقة ٠٠ كانت (نيرة) واخدة (سلمى) معاها اللى شوفتيها هما كانوا اخوات مش بيفترقوا لحظة واحدة (نيرة) كان عندها مشكلة فى التنفس عندها ضيق تنفس شديد وانا كنت منبه عليها وحارمها تنزل المايا هناك فى الغردقة اتعرفت ع بنت اللى هى (نرمين) اتصحبوا و (نيرة) سمعت (نرمين) وهى بتكلم فى التليفون مع (يوسف) انه هيجى الغردقة عشان يوهم (نيرة) بحبه ويكمل تمثيل (نيرة) لما سمعت ده مستحملتش واتخانقوا وهما ع الشاطئ لحد ما غرقتها بس كان بليل مكنش موجود حد وقتها
نظرت له (نورهان) وهى لا تصدق
-ايه اللى بتقولوا ده ؟! ٠٠ و (نرمين) هتعمل كده ليه طيب ؟! ايه مصلحتها ؟
صر (أكمل) على اسنانه بضيق
-مصلحتها انها بتحب (يوسف) وانها متفقة معاه من حسن حظى ان (نرمين) مكنتش تعرفنى ولا عمرها شافتنى هى قابلت (نيرة) و (سلمى) بس وانا اول ما ارتبطت ب (نرمين) خفيت كل حاجة تخص (نيرة) حتى السلسلة اللى فى العربية محطتهاش الا بعد موتها بس واضح انى كنت غبى هى كانت بتقابل (يوسف) من ورايا برده متقنعنيش انها كانت بتعمل دعايا ليه بعد قصة الحب القديمة اللى كانت بينهم ٠٠ و (يوسف) اصلا بتاع بنات كان معلق (نيرة) بيه ع الفاضى (نيرة) مكنتش بتخبى عليا حاجة جت وقالتلى انها معجبة بيه لكن شافته مع بنت فى النادى كانت نايمة ع كتفه فى عيد ميلاد مستحملتش تشوف كده مشيت وسابت المكان وسمعت عليه كلام مش كويس فرفضته وانا منعتها انها تكلمه والموضوع انتهى بس الهانم شكلها اتغاظت من محاولات (يوسف) المستمرة فى انه يقرب من (نيرة) ٠٠
صمتت (نورهان) ثم ابتسمت بسخرية
-مين اللى قالك التخاريف دى ؟! (يوسف) ابعد ما يكون انه يكون بتاع بنات ده مبيعرفش يكلم كلمتين ع بعض مش ممكن اصدق ان (يوسف) كده وبعدين لما اختك ماتت غريقة و (نرمين) السبب عرفت منين وليه الشرطة محققتش فى الموضوع
-(سلمى) كانت معاهم وشافت كل ده وجت قالتلى وقت ما (نيرة) ماتت (سلمى) جالها انهيار تام وكانت بتتعالج نفسيا مكنش ينفع حد يحقق معاها ومكنش فيه شهود اصلا غير (نرمين) اللى قالت انها ماتت غريقة وحاولت تنقذها معرفتش (سلمى) لما فاقت حكتلى ع كل حاجة
شعرت (نورهان) بالضيق
-قمت مصدق (سلمى) ٠٠
-(سلمى) مش كدابة انا واثق من ده كوووويس دى انا مربيها
-والطب الشرعى متثبتش فيه ان حد حاول يغرقها ؟
هز رأسه نافيا
-مبناش حاجة
صمتت (نورهان) قليلا ثم قالت
-وساعة ما شفتك قدام مدفنها بتعيط ؟
ابتلع (أكمل) ريقه
-كنت بعيط ع اختى انى معرفتش اجيب حقها منها
نظرت له (نورهان) نظرة طويلة ثم شعرت بالضيق فقامت بإخذ حقيبتها ووقفت عن المنضدة وهى تزفر بضيق قائلة
-عن اذنك انا ماشية
وكانت على وشك الرحيل لولا ان (أكمل) وقف مسرعا ومسك يدها قائلا
-استنى هنا رايحة فين ؟!
تحدثت بإنفعال
-مش عاوزة اتكلم معاك يا (أكمل) ٠٠
ثم حاولت إن تتملص من يده قائلة
-لو سمحت سيب ايدى مش عاوزة اتكلم
لم يترك (أكمل) يدها قائلا
-ارجوكى استنى حرام عليكى ليه كده انا مرضتش اكدب عليكى وبينتلك وجهة نظرى
نظرت فى عينه بقوة
-المرة دى انا واثقة ان (نرمين) بريئة زى اللى قبلها ومادام انت مش عاوز تواجه (يوسف) انا هواجه وهعرف ايه العلاقة اللى كانت بينه و بين (نرمين)
تحدث (أكمل) بإنفعال
-مستحيل اخليكى تتكلمى مع (يوسف) حتى
تحدثت (نورهان) بعناد
-هتيجى معايا وتسمع كلامه مش عاوز هروح لوحدى
رمقها (أكمل) بنظرة طويلة ثم تحدث قائلا
-متعانديش يا (نورهان)
تنهدت بإسى وهى تضع يدها نحو صدرها وهى تقول
-ارجوك سبنى زى ما احب لو طلعت فعلا مش كويسة مش هدور على دليل لبرائتها بس انا واثقة انها بريئة ٠٠
ثم نظرت فى عينه قائلة
-سواء طلعت هى السبب او لأ متاخدنيش بذنبها يا (أكمل)
نظر لها (أكمل) بذهول وهو لا يصدق ما يسمعه منها
-انتى اتجننتى يا (نورهان) ٠٠ انا بحبك عشان كده صارحتك انتى حاجة تانية لا ٠٠ انتى حاجة اولى فى حياتى مقدرش استغنى عنها ولا ابدلها انا عارف وواثق فيكى كويس اولا لما ركزت وهديت افتكرت ان (نرمين) قالت انك عشيتى معظم طفولتك فى إيطاليا يعنى مستحيل تعرفى (نيرة) كمان المقابلة اللى بينك وبين (يوسف) فى القسم كان واضح انها اول مقابلة بينكوا وانك متعرفهوش اصلا كمان انتى لو تعرفى (نيرة) بجد مستحيييل تنسياها اصلا محدش بينسى اللى قتله ولا اللى شارك فى قتله يا (نورهان)
ابتسمت (نورهان) ابتسامة خفيفة لثقته بها ثم تحدثت قائلة
-يبقى سبنى ع راحتى لازم اعرف من (يوسف)
هز (أكمل) رأسه ايجابا على مضض ٠٠
*******************
انتهى دوام العمل لدى (فيروز) شعرت بالضيق والأختناق وكادت ان تبكى فقد كان اليوم حافل بالعمل ذهبت إلى المكتب الخاص بها لتأخذ اغراضها فتحدثت مع نفسها وهى تأخذ حقيبتها قائلة
-مش ممكن ده تعب اعصابى ٠٠ شغل ونزول مع وفود ده انسان مستغل
ابتسم (جاسر) الذى كان يقف خلفها قليلا فإلتفت هى لتغادر كادت ان تصطدم به ولكنها عادت إلى الوراء لتجده عابس الوجه شعرت بالأرتباك والخجل معا وحدثت نفسها قائلة
-معقول !! معقول يكون سمعنى ؟! ٠٠ ايه الوقعة دى بس ٠٠
نظر لها (جاسر) قائلا
-انتى مروحة
ثم نظر إلى ساعته مصطنعا الجدية فهزت رأسها ايجابا وهى تقول
-ا٠٠ ايوة ٠٠ فى مشكلة ؟
نظر لها جيدا وإلى ملامح وجهها الرقيقة وعيناها العسليتان سارحا بهم قائلا
-هو فى مشكلة كبيرة جدا بصراحة
فتحت فمها قليلا مندهشة لما يقول ثم قالت
-مشكلة ايه يا فندم ؟!
حاول كتم ابتسامته قليلا
-فى مشكلة ان بنت زيك حلوة تروح لوحدها
تنحنحت (فيروز) قائلة بثقة
-متقلقش حضرتك بعرف امشى لوحدى
-طب اوصلك
تحدثت بإصرار
-لا يا فندم شكرا ٠٠ عن اذن حضرتك
ولم تعطيه فرصه للأجابة فإنصرفت مسرعة من امامه بينما هو ظل ينظر لها قائلا
-شكلها متعب اوووى وزى القمر اوووووى
*****************
جلس (يوسف) فى شرفة غرفته فدخلت عليه (سچى) قائلة
-قاعد لوحدك ليه ؟!
نظر (يوسف) أمامه وقال
-مليش نفس يا (سچى) لا لأكل ولا شرب ولا أى حاجة كل حاجة عشتها كانت كدب ما عدا حبى ل (نيرة)
شعرت (سچى) بالحزن على حال شقيقها ثم قالت
-طب احكيلى بعد ما بلعت الخاتم وودتها للدكتور اعترفت تانى ليها بحبك ازاى ؟
تبدل وجه (يوسف) للعبوث قليلا ثم تذكر قائلا
(كان (يوسف) يجلس فى النادى ينتظر قدومها فهى تأتى دوما يوميا فى ذلك الموعد ينظر للساعة تارة وحولها تارة اخرى بحثا عنها حتى وجدها قد اتت وذهبت لأحدى الطاولات يبدو انها منتظرة شخص ما ذهب نحوها وجلس بالمقعد المقابل لها فشعرت (نيرة) بالتوتر ووضعت شعرها خلف اذنها
-فى ايه يا (يوسف) ؟! عيب كده لو سمحت امشى مش فى كل حتة تطلعلى كده
نظر لها (يوسف) بعيناها
– بحبك وعاوز اخطبك يا (نيرة) مش بلعب بيكى
ابتسمت (نيرة) بسخرية
-بلاش اللهجة دى لاحسن اصدق
اجابها (يوسف) بثقة
-وانا صادق يا (نيرة)
هزت (نيرة) قدمها بتوتر ثم قالت
-انت زودتها وبطل تفرض نفسك عليا اولا انا لسه صغيرة ومش بفكر فى الموضوع ده نهائى ولو فكرت تأكده انه مش هيبقى انت يا (يوسف)
نظر لها (يوسف) وهو لا يفهم ثم قال
-ليه يا (نيرة) .؟! انا حاسس انك بتحبينى
ابتسمت بسخرية قائلة
-بحبك مرة واحدة !!! ٠٠ انت جرى ايه فى مخك ؟! انا عمرى ما فكرت فيك حتى ولو اتعرضت ليا تانى يا (يوسف) انا هقول ل (أكمل) اخويا وهو يتصرف
نظر لها (يوسف) وهو لا يصدق ما يسمعه
-حصل ايه لكل ده ؟! انا مش فاهم ٠٠ انا متأكد انك عمرك ما اضايقتى بوجودى جنبك فى اى حتة ايه اللى حصل
-اللى حصل انى كنت بقول اكيد واحد مجنون وهيعقل استنيت كتيييييير ولكن مفيش بتزيد فيها وادى النتيجة فاكر انى مبسوطة
نظر لها (يوسف) غير مصدقا لما يسمعه ثم قال بصوت يشوبه الحزن
-خلاص يا (نيرة) انا اسف شكلى ضايقتك جامد وانا مش واخد بالى
ثم وقف عن المنضدة واغمض عيناه بخجل قائلا
-لو غيرتى رأيك انا هفضل طول عمرى مستنيكى
ثم تركها وانصرف بعيدا)
نظرت (سچى) إلى (يوسف) ونزلت دمعة من عيونها وهى تقول
-ايه البت الرخمة دى هى متعرفش انت مين ده انت اى واحدة تتمنى نظرة بس منك
-لو سمحت يا (سچى) متقوليش عليها اى كلمة قلبها مش بإيدها هى محبتنيش ماهوش بمزاجها
اتعست اعين (سچى) غير مصدقة
-ياااه لسه بتدافع عنها وبتحبها
وضع (يوسف) يده عند قلبه قائلا
-ده مش عارف يدق غير ليها ٠٠
-قابلتها قبل ٠٠ قبل يعنى ما تتوفى تانى ؟
هز (يوسف) رأسها بالإيجاب
-ايوة ٠٠ كنت بشوفها بإستمرار بس هى قبل وفاتها بشهريين اتحجبت وكان شكلها زى القمر برده بالعكس الحجاب زاد جمالها و اول مرة اشوفها بالحجاب واحد كان بيعاكسها الواد رجله اتكسرت تقريبا
ضحكت (سچى) قليلا فتابع (يوسف) قائلا
(بعد اسبوعان منذ ان قالت لها انها لا تشعر بالحب نحوه ظل (يوسف) لا يخرج ولا يذهب للنادى كى يراها حتى فى يوم شعر بإنه يريد ان يراها وبشدة فإرتدى ملابسه وقرر الذهاب إلى النادى ظل يبحث عنها بعينه وهو فى النادى ولكنه لم يجدها شعر بالضيق ثم نظر إلى ساعته وتمتم قائلا
-مش معقول دى بتيجى كل يوم فى نفس الميعاد ٠٠
شعر بالضيق لعدم رؤيتها حتى لمح صديقتها (سلمى) قطب جبينه فمادام صديقتها هنا اذا هى ايضا هنا وجد بجانب (سلمى) فتاة محجبة ملامحها تشبه إلى حد كبير (نيرة) اتسعت اعينه وهو لايصدق ايعقل ان تلك الفتاة المحجبة هى (نيرة) ابتسم دون ان يشعر وظل يراقبها بعينه حتى لاحظ وجود شاب ينظر فقط لها بإعين متسعة يدقق فى ملامح وجهها شعر (يوسف) بالدماء تغلى فى عروقه فكيف لذلك الشاب ان ينظر لها هكذا ويدقق فى ملامح وجهها لم يشعر بنفسه وهو يقترب منه ثم امسكه من تلابيب قميصه بعنف واصابه بلكمة فى وجهه اندهش الشاب من ذلك وقال منفعلا
-انت مين انت وازاى تسمح لنفسك انك ٠٠
قاطعه (يوسف) وهو ممسكا بقميصه
-مشوفكش بتبص عليها فاهم هخزق عينك لو لاقتها بتبص عليها
صوت صراخهم وصل إلى مسامع (نيرة) فنظرت لهم (نيرة) هى و (سلمى) فقالت (سلمى) بضيق
-هو (يوسف) مش هيجبها البر ؟! انا لاحظت ان الولد اللى بيضربه ده كان بيبصلك
وضعت (نيرة) يدها على فمها قائلة
-انا تعبت يا (سلمى) منه ٠٠ مش عارفة هيفضل يبطل يراقبنى كده لحد امتى ؟!
تنهدت (سلمى) بعدم راحة
-سيبك منه ده واحد صايع ٠٠ مورهوش غير اللف ع البنات
هزت (نيرة) رأسها بالإيجاب كان الفتى المعجب ب (نيرة) مازال يتشاجر مع (يوسف) وظل (يوسف) يضربه بعنف فى وجهه وقد اشتد الشجار فجعله طريحا على الارضية وظل يضربه فى قدمه لم تستطع (نيرة) تحمل المزيد فإقتربت من (يوسف) قائلة
-لو سمحت يا (يوسف) كفاية كده بطل فضايح امن النادى زمانه فى الطريق ارجوك انا مش حابة الفضايح دى
نهض (يوسف) وهو ينصاع لامرها مسح اسفل ذقنه ببرود ونظر لذلك الفتى الذى فر هاربا وكان يبدو انه لا يستطيع التحرك بشكل جيد بقدمه فقد كان يعرج قليلا فإبتسم (يوسف) بتشفى على حاله فنظرت له (نيرة) قائلة
-ارجوك بطل تدخل فى شئونى
شعر (يوسف) بالغضب قائلا
-كنت اسيبه ياكلك بعينه ٠٠ مبقاش راجل لو شفت كده وسكت
نظرت له (نيرة) نظرة لم يستطع فهمها ثم قالت بصوت خافت
-عن اذنك
تركته ولم تنتظر منه اى رد بينما ظل هو ينظر فى الاتجاه التى ذهبت إليه يتبعها بعينه )
نظرت له (سچى) بعدم فهم
-ولما جم بتوع الامن قلت ايه ؟
-قلت انه كان بيضايق واحدة قريبتى وخلاص مشى وبما ان الواد هرب محدش علق
-مش عارفة ليه حاسة انها كانت بتحبك ٠٠
-معتقدش ٠٠
سمعت (سچى) صوت هاتفها وجدت ان المتصل (فيروز) فإجابت
-ايوة ٠٠ تمام ٠٠ خلاص هجيلك نخرج سوا يلا سلام حبيبتى
اغلقت الهاتف ونظرت ل (يوسف)
-انا هخرج مع (فيروز) شوية
-ماشى يا حبيبتى ٠٠ وقت ما تقربى تيجى اتصلى بيا عشان اجيبك
-حاضر
*******************
فى المساء كانت (رحمة) فى العيادة الخاصة بها تشعر بالتعب والأرهاق وبعد ان انهت فحصها لطفل طلبت من الممرضة التى تعمل معها كوب من القهوة وان تدخل المريض التالى فإنصاعت الممرضة لأومرها وبعد قليل وجدت (وليد) يدخل عليها ومعه طفل صغير فقطبت حاجبها ونظرت له
-(وليد) !!
كان (وليد) يرتدى تى شيرت لونه اخضر وبنطال اسود يبدو عليه الوسامة فتحدث (وليد) قائلا
-ايه مكنتيش متوقعة ؟!
هزت كتفاها نافية وقالت
-لا
ثم نظرت للطفل الذى بيده
-مين ده ؟!
ابتسم (وليد) واقترب ليجلس على المقعد المقابل لها
-ده ابن عمى ٠٠ اعملك ايه مانتى دكتورة اطفال مكنش ينفع اجى اقطع تذكرة ليا فجبت اللى لاقته قدامى فى البيت
ضحكت (رحمة) قليلا فقال الطفل الذى يبلغ اربع سنوات
-انا عاوز حاجة حلوة يا (وليد) زى ما قلت ليا
-خلاص يا فوضحى هجبلك واحنا ماشيين
ابتسمت (رحمة) ثم اخرجت من حقيبتها قطعة من الشكولا واعطتها للطفل الصغير فإخذها الطفل وهو يشعر بسعادة كبيرة ثم توجهت (رحمة) بنظرها إلى (وليد)
-يعنى عادى عندى لو كنت دكتورة اى حاجة تانية واكشف ع رجالة زيك كده وشباب عادى
نظر فى عيناها قائلا
-لا ماهوش عادي ٠٠
ابتسمت قليلا ثم قالت
-خد حق التذكرة واطلع بارة عشان اكمل شغلى بقى
-لا انا مش هتحتح من هنا ٠٠
عقدت حاجبيها بعدم فهم فقال موضحا
-فى واحد جاى مع ابنه بارة مش هستحمل يبقى فى اوضة الكشف معاكى وانتوا لوحدكوا
-بس عادى ساعات بيحصل و ٠٠
قاطعها بإصرار
-لا ده زمان دلوقتى حاجة تانية
شعرت (رحمة) بسعادة كبيرة ثم قالت
-هتسيب شغلك وتقعدلى هنا ؟!
هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-شغلى الصبح واخر اليوم معاكى
-مجنووون ٠٠
*******************
جلس (منير) على الأريكة التى فى حديقة الفيلا وهو ينظر للساعة متمتما
-الساعة 9 !! والهانم استغلت انى مكنتش فى البيت وخرجت ماشى يا (سچى) بتعندى معايا !!! بس ع مين ٠٠ يومك زى وشك النهاردة
ثم تراجع قائلا
-زى وشها ازاى يعنى ؟!! دى زى القمر لا يومها زى وشى انا ٠٠ جننتينى يا (سچى)
وجدها تدخل من البوابة وكان يتبعها (يوسف) اشتعل عيظا فهو يريد معاقبتها ووجود (يوسف) الان معها يمنعه من التحدث معها صر على اسنانه بغيظ لاحظت (سچى) عينان (منير) التى تشتعل غضبا فشعرت بقليل من الرضا وابتسمت (سچى) بتشفى لانها تعلم انه لن يحدثها مع وجود (يوسف) معها فهم (منير) ما يجول بخاطرها وشعر بغيظ شديد دلف خلفهم وهو يشعر بالغضب والحنق فكم ود ان يصرخ بوجهها فوجد (يوسف) يقول
-هقولهم يحضروا لينا العشا بما اننا احنا التلاتة موجودين
فتثائبت (سچى) قائلة
-لا مش قادرة انا كلت كتيير يا چو ٠٠ اصل (امير) عازمنى انا و (فيروز) ع العشا وكلت كتييير اوووى كلت لمدة سنتين جايين
ونظرت ل (منير) بإنتصار بينما اشتعلت اعين (منير) غضبا ومسح وجهه بكف يده فقال (يوسف)
-(أمير) !!! ابن خالة (فيروز) ؟!
-اه واخوها فى الرضاعة اصلا لما انت اتأخرت عليا كان عاوز يوصلنى بس انا قولتله لا (يوسف) قرب يجى
تحدث (يوسف) بتلقائية
-بس انا مشوفتوش لما جيت أخدك
شعرت (سچى) بالضيق من (يوسف) وقالت
-كان موجود بس لما عرف انك جاى كان بيحضر العربية بتاعته عشان يوصل (فيروز) فانت شفت (فيروز) بس ماهى قالتلك (امير) دقيقة وجاى
-اه اه افتكرت جاى من البيت معرفش انه كان معاكوا
-لا كان بيجيب عربيته من ال parkin
-تمام ٠٠ انا هطلع انام مش قادر مادام مش هتتعشوا
ثم نظر (يوسف) إلى (منير)
-مش هتطلع اوضتك بقى
تحدث (منير) بإنفعال
-لا مش طالع قاعد هنا
قال جملته الاخيرة وهو ينظر إلى (سچى) فقالت (سچى) ببرود
-تصبح ع خير يا چو
ثم صعدت مسرعة إلى غرفتها وصعد خلفها (يوسف) بينما ظل (منير) جالس بالأسفل مشتعل غيظا وقف وظل يسير ذهابا وإيابا لا يعرف ماذا عليه ان يتصرف مع تلك العنيدة عض شفتاه بغيظ ثم صعد للطابق العلوي وتوجه إلى غرفة (سچى) فتح الغرفة دون ان يطرق الباب شهقت (سچى) حين رأته امامها وقالت بغضب
– اتجننت يا (منير) عشان تدخل الاوضة بالطريقة دى !!
نظر لها (منير) بغضب شديد ثم اخذ يبحث عن شئ ما فقالت (سچى)
-لو سمحت اخ٠٠
حدجها بنظرة نارية جعلتها تصمت وجد حقيبتها على الأريكة اخذها ثم ظل يبحث بها فقالت (سچى) بذهول
-انت بتعمل ايه يا (منير) ؟
اخرج (منير) مفتاح سيارتها ووضعه فى جيب بنطاله ثم اخذ هاتفها فقالت (سچى)
-انت خدت مفتايحى ليه ؟ انا عاوزة مفتاح عربيتى
اقترب منها (منير) وامسكها من رسغها بقوة قائلا
-بتعاندينى يا (سچى) بتخرجى من البيت ؟! مفتاح عربيتك مش هتشوفيها فااااهمة ؟! رجعالى الساعة 9 يا هانم وكنتى مع راجل كمان
تألمت (سچى) قائلة
-دراعى يا (منير) حصل ايه لده كله ؟! انا خرجت مع (فيروز) واخوها ايه مشكلتك ولما الوقت اتأخر كلمت (يوسف) يمشى ورايا بعربيته
ضم (منير) قبضة يده قائلا
-ماشى يا (سچى) هتشوفى مش هتعتبى بااارة والمرة دى بجد ع جثتى يا (سچى) لو خرجتى
ثم ابعد يدها بقوة فدلكت (سچى) ذراعها بتألم ونظرت له بلووم وجدته يبحث فى هاتفها عن شئ ما فقالت
-لو سمحت الفون بتاعى مينفعش كده
نظر (منير) إليها قائلا
-رقم (أمير) بيعمل عندك ايه ؟!
-(منير) لازم تفهم انه مفيش بينا حاجة انا سبتك يا (منير) افهم ده بقى انا مش بحبك زى زمان
نظر فى عيناها قائلا
-كدابة
ثم وضع هاتفها فى جيب بنطاله فنظرت له قائلة
-هات التليفون يا (منير)
-مفيش تليفون يا (سچى) ولا فى عربية الا لما ترجعيلى ورجلك فوق رقبتك
ثم اتجه نحو غرفة الباب فقالت (سچى) بضيق
-متستعبطش هات الفون والمفتاح
وقف (منير) قليلا ثم ابتسم بخبث والتف لها مرة اخرى قائلا
-تعالى طلعيهم من جيبى
اتسعت اعين (سچى) ثم قالت
-اتجننت يا (منير) !! مش هقرب منك انا
فتح (منير) ذراعه لها قائلا
-عاوزهم تعالى خديهم بنفسك انا مش ممانع
عضت (سچى) شفتاها بضيق ثم اقتربت منه قليلا فإبتسم (منير) وقالت
-هات الفون والمفتاح
-مدى ايدك وخديهم
-يا بايخ ٠٠ مش هقرب منك انا عارفة انت بتستغل الوضع
ابتسم (منير) قائلا
-تصبحى ع خير يا حبيبتى
ثم خرج و اغلق باب الغرفة خلفه فضربت (سچى) قدمها فى الأرض بضيق ٠٠
*******************
امسكت (نورهان) هاتفها وبحثت عن رقم (يوسف) ثم قامت بالأتصال به فجائها صوت (يوسف) مندهشا
-(نورهان) !!
-ممكن اقابلك بكرة إن شاء الله يا (يوسف) بليييز ضرورى
-فى ايه ؟!
-(نيرة) كانت بتحبك تعرف ده ؟! ٠٠