روايات رومانسية

روايه نقطه وسطر جديد الحلقه1


في شقة ( حسان ) .. ديكورها حديث جدا بالرغم من ان العمارة في منطقة شعبية

تدخل الأم (شاهيناز) غرفة ابنتها ( نور )
شاهيناز : نور … يا نور قومي عشان تلحقي تلبسي و تفطري اخواتك
نور : خلاص بقي يا ماما هقوم اهو
شاهيناز : يلا قومي اغسلي وشك و اتوضي و صلي و صحي إسلام
نور : طيب يا ماما قومت اهو … صباح الفل يا شاهي
شاهيناز : صباح النور يا حبيبتي يلا حضري الفطار عشان مش هلحق اجهزه رايحة المستشفى بدري


************************************
حسان ( الاب ) : موظف في بنك بيحب ولاده و عاقل في بعض الأمور

شاهيناز ( الام ) : دكتورة باطنة، عصبية أحيانا ، لكن طيبة و بتحب ولادها جدا ..
خرجت نور و هي بتلم شعرها بالتوكة و بتخبط علي باب الحمام

نور : 22 سنة خريجة تربية فرنساوي ، قريبة جدا من اسلام اخوها، بتحب تساعد كل الناس باللي تقدر عليه ، بيضاء شعرها بني ملامحها رقيقة عينيها بني فاتح ..مرحة.. بتتصرف بطبيعتها مبتعرفش تتصنع

اسلام :24 سنة دخل كلية تجارة انجلش و حول في سنة تانية لأنه مرتاحش فيها و كان داخل المدرسة متأخر سنة ف حول تربية فرنساوي بعد ما نور اقنعته يدخل معاها و بقي قدها .. أقرب حد ليه نور مالوش اصحاب كتير لأنه بيعتبر نور صاحبته الوحيدة ، شعره بني غامق ، ملامحه هادية .. عينيه عسلي عنده دقن خفيفة وسيم ، مرح

عدي : 25 سنة خريج حاسبات و معلومات بيشتغل مهندس كمبيوتر في شركة عصبي في بعض الأمور .. مبيعرفش يحسبها بالعقل .. بيحسب كل الأمور بمشاعره ، شعره اسود و عينيه بني و طويل نسبيا __________________________________
خرجت نور و هي بتلم شعرها بالتوكة و بتخبط علي باب الحمام

نور : ماتيلا بقي يا عدي
عدي : حاضر يا زفتة اهدي
نور : يا عدي الحمام ده مش بتاعك لوحدك فيه بني أدمين معاك في البيت حس علي دم اهلك بقي
عدي فتح الباب
عدي :كفاية رغي رغي رغي افصلي ياختي
نور : اوعي كدا

خرجت نور من الحمام و دخلت المطبخ تحضر الفطار في نفس اللحظة عدي اخوها دخل المطبخ بيشرب و موبايله بيرن

عدي: الو .. عاملة ايه … وانتي كمان اه هقولها انهاردة و يارب بقا تقتنع ماشي هكلمك تاني سلام

نور بصوت عالي: هتفطر سيادتك ولا ايه
عدي : أيوة هفطر والنبي يا نور اكويلي القميص بتاعي ده عشان اللي انتي كويتيه فيه حتة مش نضيفة
نور : مش كفاية بتكلمني ب قرف و مستحملاك و بعملك فطار و بكويلك ليه يارب مخلقتنيش ولد
عدي قاطعها: ياريت عشان ارتاح من قرفك
نور : كدا ماشي يا عدي خليك فاكرها
عدي : يا بت بهزر معاكي انتي اللي علي طول متعصبة
نور : طيب هات القميص
عدي : حبيبتي يا نور
_____________________________________
دخل ل باباه الصالون و اخد الجرنال من علي الكنبة
عدي : بابا انا نازل الشغل
حسان ( الاب ) : ايه يا عدي مفيش صباح الخير حتي
عدي : صباح الفل يا حبيبي المهم عايزك تكلم ماما في الحوار بتاعي
حسان : حاضر يا عدي هكلمها انت يابني مش ناوي مرة تسيبلي الجرنال اقراه عايز اعرف البلد بيحصل فيها ايه
عدي: هيحصل ايه يعني يا بابا اللي بيحصل انهاردة هو اللي بيحصل بكرة هو اللي هيحصل بعده طوابير العيش زحمة .. الشباب مش لاقي شغل الحكومة بتقول كلو هيتغير و هيكون تمام.. ناس ماتت .. ناس اتقتلت .. عربيات اتقلبت .. و الاهلي كسب كالعادة
_____________________________________
في مكان آخر
في فيلا ( عمرو السعدني)
ماسك في ايديه صورة والده و والدته و بيقبلها دخلت عنده زوجته

سمر : صباح الخير يا حبيبي
عمرو : صباح النور يا سوسو
سمر بتمسك الصورة من ايديه : ربنا يرحمهم يارب
عمرو : حلمت بيهم
سمر : وانا كمان بابا و ماما وحشوني اوي مع اني مش فاكرة ماما بس كان نفسي يكونو موجودين
عمرو : يا حبيبتي مانا معاكي اهو انا كمان ماليش غيرك انتي و جوري
سمر : ربنا ميحرمناش منك يا حبيبي
عمرو بيقبلها من خدها : انا لازم انزل يا حبيبتي عشان عندي Meeting “اجتماع” مهم
سمر : ماشي يا حبيبي طب مش هتفطر
عمرو : هما جهزوا الفطار؟
سمر : اه دادة صباح جهزت كل حاجة
عمرو : ماشي هاكل حاجة بسيطة كدا
************************************
عمرو : 29 سنة مهندس مدني عنده شركة مقاولات بيحب مراته و بنته جدا ، طيب، عصبي أحيانا ناجح في شغله عنده بنت اسمها جوري ، عينيه عسلي شعره بني ،قمحي البشرة
سمر : 27 سنة زوجة عمرو جميلة و جذابة بملامح هادية شعرها بني طويل لنصف ظهرها و قمحاوية
_____________________________________
بتدخل “نور” غرفة اخوها “إسلام ” و بتشغل نغمة المنبه علي موبايلها ( يا صباح الرعب _ شركة المرعبين )
” ياصباح الرعب .. الساعه سته وعلى المقيمين خارج مدينة الرعب المحافظة على فروق التوقيت .. درجة الحرارة في الظل خمسة وعشرين وده كويس للزواحف .. و إحتمال يبقى جو هايل للكسل في السرير .. أو النوم .. أو أقولّك الأحسن؟ .. عمل تمرينات للمخوفاتيّه! “
إسلام وضع المخدة علي رأسه: اطفي البتاع ده عايز انام
نور : إسلام اصحى بقى یلا الفطار جاھز … یا إسلام اصحى بقى ..بس فالح تزن عليا اصحيك بدري عشان تنزل معايا نجيب النتيجة والنبي شكلك شايل السنادي و خايف تنزل
إسلام : بس بقا يا فقر فال الله ولا فالك انا بجيب كل سنة امتياز يا بنتي
نور : طيب يلا قوم
_____________________________________
علي تربيزة السفرة بيفطر عمرو و جوري بنته و سمر
عمرو : تسلم ايدك يا دادة كنت جعان فعلا
صباح : بالهنا و الشفا علي قلبك يا باشمهندس
عمرو : يلا انا لازم امشي عايزة حاجة يا حبيبتي
سمر : اه كنت عايزة فلوس عشان هعمل شوبينج
عمرو خرج من محفظته فلوس : اوكيه اتفضلي
سمر قبلته من خده : تسلملي يا حبيبي
____________________________________
علي الفطار
شاهيناز : ربنا ينجحكوا يا حبايبي يارب
نور : ادعيلي انت كمان يا بابا
حسان : ربنا ينجحك يا حبيبتي و يوفقك في شغل مناسب ليكي
نور : ماتكمل الدعوه یاعم الحج ولا عامل علیا
تخفیض
حسان (باباها) بيضحك و فهم قصدها: لا یا حبیبتى الشغل اھم دلوقتى ف الزمن ده وان شاء الله تتجوزي انتي و علي قريب
نور : یارب یا بابا
إسلام : ايه يا بت مستعجلة علي ايه
نور : ماهو البنت مصيرها ايه مش الجواز
إسلام : طيب يلا ياختي عشان منتاخرش

نزل إسلام و نور و وصلوا الكلية

في كلية تربية قسم فرنساوي
إسلام :ما تخلیكى جدعة و روحى شوفی النتيجة وتعالى قولیلى
نور: یا حسره ع الرجالة
إسلام : خلاص انا رایح اھو الواحد ما بیعتقش من لسانك ده
نور : استني يا إيسو جاية معاك

قرب منهم بنت صاحبة نور

شيماء : نور انتوا اتأخرتوا ليه ده النتيجة اتعلقت من بدري
نور بتوتر: بجد طب طمنيني انا نجحت ولا ايه
شيماء : مش عارفة لسة انا مستنياكوا تعالي نشوف ..
نور : يارب انجح بقي يارب انا مش عايزة أتعلم تاني خلاص

راحت نور مع إسلام يشوفوا النتيجة

نور بتوتر: بصوا انتوا كدا
اسلام: لالا بصي انتي انا مش قادر
نور :طب بصي انتي يا شيمو انا خايفة ماهو يا هنتخرج من الجامعة الرخمة دي يا هنلزق فيها
شيماء : لا انا خايفة برضو شوفي انتي
نور بتبص علي النتيجة :بسم الله الرحمن الرحيم ….
شهقت بصرخة:انا نجحت نجحت
اسلام: وانا يا نور بصي
نور بفرحة : وانت نجحت .. امتياز يا معلم
شيماء بسعادة : ايه ده وانا وانا نجحت
نور :أيوة بقا أخيرا اتخرجنا افراااج بقا ولا تقولولي مذاكرة ولا بتاع
إسلام : اه اخيرا
شيماء : مش هنتعلم تاني بقي .. كفارة يا نور

رجعت نور البيت و اسلام وصلها و خرج مع صحابه طمنت والدتها و والدها في الموبايل و في المساء

دخلت اوضتها تنام لاقت موبايلها بيرن و كان علي خطيبها
نور :مساء الورد يا علوش لسة فاكر
علي : معلش يا حبيبتي كان عندي شغل و لما روحت نمت و لسة صاحي قولت اكلمك
نور : ماشي يا حبيبي ربنا معاك
علي : المهم طمنيني.. عملتى ایه انهاردة جبتي الشهادة
نور : طب كويس انك فاكر يا حبيبي
علي : عيب عليكي ده انتي نور برضو هو انا عندي اغلي منك
نور : ايوة ثبتني ثبتني
علي : اثبتك ايه بس ده انتي اللي في القلب برضو
نور : ماشي يا علي عموما انا نجحت
علي : بجد مبروك يا حبيبتي
نور : الله يبارك فيك
علي : طب حبيبتي هاكل و اكلمك ميار بتسلم عليكي
نور : الله يسلمها هكلمها بعد ما تاكل

قفلت نور ولسة هتطفيء النور لاقت باب اوضتها بیخبط
نور: ادخلي يا ماما انا صاحیة
شاهيناز: انا كنت داخلة انام لاقيت النور فقلت تلاقیكى نمتى كالعاده وھو شغال
نور بتضحك : وتتأكدي انا متغطیة كویس وقافلة البلكونة كویس ودفیانة ولا لا
شاهيناز بیضحك: ايه ده انتى بتسمعينى شطورة حبيبة ماما ايه اللي مصحيكي بقي
نور: انا كنت بكلم علي وھنام اھو لو متصلش بيا
شاهيناز: یلا تصبحى ع خیر
نور: وانتى من اھله
_______________________________________________
في اليوم التالي
عمرو : سمر … يا سوسو انتي نايمة في مية يا حبيبتي قومي بقا عشان تلبسي جوري و تديها الحقنة
سمر : اووف بقا عايزة انام مصدعة يا عمرو
عمرو : من ايه طيب و بعدين انتي بتنامي كتير اوي
سمر: مفيش اصل اتمشيت كتير اوي مع رحمة امبارح
عمرو قرب منها و بيحضنها و هي نايمة : طب يلا بقا يا حبيبتي عشان تغيريلها هدومها و تاخد الحقنة
سمر : يا حبيبي ما تشوف دادة صباح انا عايزة انام
عمرو : حاضر يا سمر نامي يا حبيبتي نامي
سمر : عمرو بليز قول ل صباح تعملي النسكافيه بتاعي
عمرو : ماشي

بعد ما عمرو نزل

سمر بتتصل ب رقم متسجل ( رحمة )
سمر : الو
…. : ايه يا قلبي وحشتيني
سمر بتضحك بدلع: وانت كمان وحشتني اوي يا حسام
حسام : بقولك ايه يا قلبي كنت محتاج كدا 2000 جنيه ضروري
سمر : حاضر يا حبيبي هاخدهم من عمرو و هو رايح الشغل
حسام : طب ما تخليهم 3000 ماهو علي قلب امه قد كدا برضو
سمر : حاضر يا روحي
حسام : طب ايه الزفت ده هينزل امتي وحشتيني و عايز اكلمك براحتنا
سمر : هيفطر و هينزل اهو
_____________________________________
دخل المطبخ فتح الثلاجة خرج منها حقنة الانسولين سرح فيها لحظات بحزن و دخل عند بنته كانت قاعدة في الريسبشن و بتتفرج علي Tv لكن سرحانة قرب منها بهدوء و قبلها من خدها

عمرو : بتعملي ايه يا جوري
جوري: قاعدة بفكر
عمرو رفع احدي حاجبيه : بتفكري بتفكري في ايه بقا
جوري : ولا حاكة ( حاجة )
عمرو : ولا حاكة خالص
جوري هزت رأسها : أيوة يا بابي .. هي مامي فين
عمرو : مامي نايمة و بعدين سيبك من مامي دلوقتي يلا عشان تاخدي الحقنة بقا
جوري بملامح غضب : طيب
عمرو حاول يغير مزاجهها وقرصها من خدودها بحنية : يلا اهو مش هنحس بحاجة خالص خالص هييييح اخدناها

دخل الحقنة في رجلها و وضعها جنبها
جوري : هو انا امتي بقا هخف يا بابي و ابطل اخد الحقن دي
عمرو بيحاول يتماسك : قريب يا حبيبتي هتخفي و هتكوني بخير
جوري : طيب امتي مش هتمنعني اكل شوكليت و حلويات و ايس كريم زي كل صحابي في الكلاس اشمعنا هما بياكلوا كل حاجة
عمرو بيحاول يكتم دموعه تنزل : انا جعان اوي يا جوري عايز اكل يلا قومي عشان تغيري هدومك علي ما اقول ل دادة صباح تجهز الفطار
جوري : اوكيه
عمرو : استني
جوري بصتله تاني : ايه
عمرو : هاتي بوسة
جوري قبلته من خده و هو بيحضنها

عمرو دخل المطبخ كانت صباح بتحضر الفطار

عمرو : صباح
صباح : نعم يا باشمنهدس
عمرو : جهزي الفطار عشان جوري لسة اخدة حقنة الانسولين
صباح : حاضر من عينيا انا قربت اهو
عمرو : اه صحيح نسيت اطلعي غيريلها هدومها و انا هكمل الفطار ليها
صباح :لا ميصحش انا اسفة اني اتأخرت
عمرو : لا طبعا متقوليش كدا عادي اهو تغيير يلا بقا اطلعي قبل ما تقلب الدولاب كلو

جهز قهوته المظبوطة و بيعمل نسكافيه و ساندويتشات في صينية و طلع بيهم غرفة سمر

عمرو : سمورة …. سوسو انا جبتلك النسكافيه بتاعك
سمر بتتمطع : ايه ده معقولة بنفسك
بيقبلها من شفايفها : متاخديش علي كدا بس هي مرة
سمر : ربنا يخليك ليا يا حبيبي
عمرو : يلا يا حياتي افطري و اشربي النسكافيه بتاعك لاني نازل الشغل
سمر : ماشي يا روحي بس بشرط تأكل معايا
عمرو : اكيد طبعا
سمر بتاكله بايديها
عمرو : ده ايه الدلع ده بس
سمر : حبيبي هو ممكن طلب
عمرو : ايه ي حبيبتي
سمر : هو ممكن يعني عايزة منك 3000 جنيه
عمرو باستغراب : مش انتي لسة اخدة امبارح 1500
سمر بدلع: يا حبيبي فيه دريس “فستان” عجبني عايزة أجيبه ل رحمة ما انت عارف هي جابتلي واحد قبل كدا
عمرو : بس بصراحة بتاعها مكنش غالي كدا ده تقريبا ميجيش 500 جنيه
سمر بلخبطة: لالا ده ب 3000 ده انا كنت معاها و هي بتجيبهولي
عمرو :بس كدا حاضر هسيبلك فلوس قبل ما انزل
سمر و هي بتحضنه: يا حبيبي ربنا يخليك ليا
__________________________________________________________________
سمر دخلت عمارة من شكلها باين أنها قديمة في حارة شعبية فتحت باب الشقة بالمفتاح و دخلت اوضة النوم كان نايم علي السرير

سمر :يا حوس حبيبي اصحي
حسام : سمورتي وحشتيني
سمر بتقبله من شفايفه: وحشتني اوي يا حوس
حسام بيشدها تنام جنبه : وانتي كمان وحشتيني اوي الزفت بتاعك ده خرج
سمر : أيوة اول ما راح الشغل ع طول جيتلك

لاحظت أنه متضايق
سمر : مالك يا حبيبي شكلك متضايق
حسام : اعملك ايه يعني مش كفاية بتنامي في حضن راجل غيري و مستحمل قولتلك اتطلقي منه بقا و خلصينا
سمر : يا حبيبي مانا مش عايزة اتطلق منه حرام عليك يا حسام ده انا كل شهر باخد منه اكتر من 15 الف ولا 10 الاف وانت تقولي اتطلق
حسام : ما هو ع قلبه اد كدا ياختي المهم بقا فكري في حل كدا خلينا نخلص
سمر : اعمل ايه يعني يا حسام
حسام : اتطلقي بس قبلها نطلع منه ب قرشين حلوين كدا
سمر : ماهو المؤخر بتاعي مش كبير ده مبلغ تافه
حسام : اوف طب و بعدين
سمر : ده غبي جدا بيضيع فلوسه ع الفاضي ع الأعمال الخيرية و الحاجات دي يا حسام ده فيه صفقة معروضة عليه هياخد منها مبلغ كبير جدا و الغبي رفض قال ايه فلوسهم حرام و صفقاتهم مشبوهة و مش عايز يتعاقد معاهم
حسام : مالو الغبي ده
سمر : مش عارفة بقي سيبك منه خلينا مع بعض دلوقتي
حسام : لا استني بس ركزي معايا كدا معاكي رقم الراجل اللي عايز يشاركه ده
سمر : حسام بتفكر في ايه
حسام : هقولك
____________________________________
تاني يوم راحت سمر من ورا عمرو شركة عدوه و منافسه اللي حابب يعمل معاه صفقة دخلت قابلته في الشركة و طلبت تتكلم معاه

هاني : اهلا خير حضرتك
سمر : مبدئيا بلاش عمرو يعرف بالمقابلة دي
هاني ساب الملف اللي في ايديه و بصلها : اشمعنا
سمر : مستر هاني حضرتك انا عرفت في الفترة الأخيرة ان حضرتك عايز تكون شريك مع عمرو و تعملوا مشروع و صفقات مع بعض و هو رفض بحجة انك بتشتغل شغل مشبوه و مش مطمنلك
هاني : مظبوط
سمر : و اللي يقنعهولك يوافق
هاني قرب منها : ده انا ابوسه
سمر : هههههه لا البوسة دي مش بفلوس انا عايزة حاجة تاني
هاني : المبلغ اللي تختاريه
سمر : 500 ألف جنيه
هاني : موافق طبعا
سمر :يبقي اتفقنا
____________________________________
في المساء
سمر : حبيبي هو انت ليه مش ناوي تشارك هاني ده ده حتي الصفقة دي باين عليها عالية و أرباحها جامدة
عمرو باستغراب : دي اول مرة تقولي رايك في شغلي
سمر : يا حبيبي مانا لما بسمعك بتكلمه كتير و ترفض صعب عليا قولت اقولك رأيي
عمرو : ميصعبش عليكي غالي يا حياتي الراجل ده يا حبيبي صفقاته مشبوهة اصلا و بيتاجر في المخدرات بس من تحت لتحت كدا و بيدخلهم مع الصفقات دي يعني الشغل ده وهمي اصلا للشغل الأصلي اللي هو المخدرات
سمر : ايه ده معقولة
عمرو : اه ولله
سمر : عشان كدا انت رافض تشاركه
عمرو : بالظبط
____________________________________
مر شهرين و كان قبل الدراسة ب يومين
في كلية تربية
في مكتب العميد
العميد : للاسف مفيش تعيينات يا إسلام
إسلام : نعم ازاي و زميلي اتعين ازاي حضرتك انا طالع الأول علي دفعتي مع مرتبة الشرف يبقي من حقي اتعين معيد في كليتي ازاي حضرتك ترفض انا عايز افهم انا عملت ايه مذاكرة و ذاكرت 4 سنين و تعبت و بطلع كل سنة الأول ع الدفعة
العميد:يا إسلام انا مرفضتش انا بس أجلت طلبك شوية
_____________________________________
رجع عمرو من الشغل و لاحظت أنه متضايق
سمر : مالك يا حبيبي متضايق ليه
عمرو : مفيش يا حبيبتي بس بهاء تعبان جدا و محتاج يعمل عملية ضروري بعد يومين
و طبعا مينفعش حد يسافر معاه غيري و كنت متفق مع الدكتور علي اساس يعمل العملية بعد شهر لاني كنت مرتب كل حاجة علي أساس كدا
سمر : طب هيقعد كام يوم
عمرو : يعني اسبوع علي ما الحالة تستقر
سمر :طب خلاص يا حبيبي سافر الاسبوع ده و متقلقش من حاجة
عمرو : ازاي بس يا حبيبتي انا عندي ورق مهم محتاج يتمضي و للأسف مش هقدر أمن حد عليه
سمر: وانا موجودة
عمرو باستغراب : لا طبعا انتي مش هتفهمي حاجة في شغلي يا سمر
سمر : يا حبيبي ما انت هتبقي مسافر و مين هيدير الشغل غير حد بتثق فيه زيي كدا عشان كدا ده أنسب حل و غير كدا انا مش هعمل حاجة الورق اللي محتاج امضتك هتصل بيك و تقولي امضي عليه و خلاص
عمرو : عندك حق و اهو كلها اسبوع كدا كدا
سمر بدلع:تمام دلوقتي بقا نروح عشان تعملي توكيل رسمي منك بالتحكم في كل املاكك عشان اقوم بدورك وانت مش موجود بس انت هتوحشني اوي يا عمرو معقولة اسبوع من غير ما اشوفك
عمرو : وانا ولله بس ان شاء الله هيعدي بسرعة و بهاء يقوم بالسلامة
سمر : انا مستغربة بجد انت بتضيع في فلوسنا ع الفاضي
عمرو : فاضي ايه بس انتي عارفة الولد ده انا بحبه اد ايه و ابوه الله يرحمه كان غالي عليا جدا و هو مالوش حد غيري هيعمله العملية من بعد موت ابوه و امه
سمر : لا ليه عمو طبعا موجود
عمرو : انتي مش عارفة عمو ده مستحيل يعملو العملية دي ده حتي التبرعات اللي لمها من الناس صرفها لنفسه عشان كدا مش هستني يعمل حاجة
سمر : طيب يا حبيبي اللي انت شايفه بس مش تفرتك الفلوس ع الفاضي كتير
_____________________________________
سمر اتصلت علي حسام و حكتله كل اللي حصل

حسام : الله عليكي يا سمورة لا بتفهمي ولله
سمر : انا معرفش قولت كدا ازاي بس قولت الفرصة جات لحد عندنا
حسام : طبعا انا بجد مبسوط بذكاءك ده يا روحي المهم هيسافر امتي
سمر : بعد بكرة
حسام : اخيرا بقا

و هي بتتكلم في الموبايل الباب اتفتح مرة واحدة و سمر اتخضت ان اللي علي الباب سمع كل حاجة

🌸 حد سمع سمر و هي بتكلم حسام؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

روايات رومانسية

روايه نجمه الباشا الحلقه 1

 

خرجت “نجمة” من كلية “الآثار” بملامح بيضاء طفولية رقيقة تنبض بالإرهاق بعد يوم طويل في المحاضرات، عدلت خصلاتها السوداء الناعمة خلف أذنها منزعجة من تمردها، نظرت أمامها مباشرةً متمنية إيجاد وسيلة مواصلات فارغة تنقلها فورًا لمنزلها، فاستوقفها رؤيته…!
وقف “سليم” مستندًا بظهره على سيارته عاقدًا ذراعيه معًا يرتدي بذلته السوداء الخاصة بالشرطة والتي تكرهها، تقابلت أعينهم في وصال سريع مخضب بالمشاعر، تكره حصاره لها وحضوره الطاغي، وتكره نظراته الرجولية التي تسبر أغوارها فترسل لها ذبذبة من المشاعر تبعث فيها ما تحاول هي دفنه.
أما هو فلم يكن أفضل حالًا منها وعيناه تأبى أن تطيعه فتظل مُثبتة عليها وكأنها لا تبصر غيرها، تأسره بطلتها المُهلكة رغم شحوبها بل تأسر قلبه الذي يذوب فيها كل مرة يقع نظره عليها، فتشدد على أقفال قلبه المغلقة بمفاتيحها…

سرعان ما أنهت وصال الأعين لتحرمه حلاوة النظر لهما وشوقه لتلك العيون التي سرقت منامه منذ النظرة الأولى، ضاقت عيناه بنفاذ صبر وغضب عندما نظرت له من أعلاه لأسفله بنظره يعلمها جيدًا، وأكملت طريقها دون أن تتوقف وكأنها لا تراه…
كان يعلم أنها لن تكلف نفسها عناء التحدث معه او حتى نهره، ولكن ماذا يفعل في قلبه العصي الذي يختض داخله قلقًا عليها خاصة كل يوم أحد منذ بداية هذا الفصل الدراسي اللعين فهو يعلم أن محاضراتها تنتهي في وقت متأخر أكثر من اللازم، فيظل ينتظرها كل أحد طوال شهرين مضوا حتى تنتهي ثم يراقبها بحرص حتى تصل بيتها دون علم منها ولكنه اليوم تعمد إعلان حضوره ووجوده بصراحة بعد شجارهم الأخير الشرس التي افتعلته هي بدون مبرر لتخبره بعدها برغبتها في الابتعاد عنه!.
تحركت “نجمة” مبتعدة عنه في عناد، عندما استوقفها نداء أحد زملائها لأسمها قبل ان يمد الأبلة يده بتلقائية يلامس ذراعها كي يوقف تقدمها لاهثًا بسبب ركضه خلفها:

-انتي بتجري كده ليه يا نجمة!
مش قولتلك هوصلك في طريقي.

عادت نجمة خطوة للخلف محاولة عدم احراجه فخالد لطيف ومهذب ويساعدها كثيرًا عند غيابها بل ويتكبد عناء الامضاء في كشف الحضور بدلًا عنها دون طلب منها، ثم هزت رأسها نافية بابتسامة مُجاملة تشكره:

-لأ شكرًا يا خالد أنا هروح لوحدي وكده كده هاخد تاكسي متتعبش نفسك.

هز خالد رأسه بإصرار، فهو ينتظر ذلك اليوم من الأسبوع للأسبوع حتى يتقرب منها بأي طريقة لكنها كل مرة تهرب منه:

-تعب إيه بس، مفيش تعب ولا حاجة يا ستي، الوقت اتأخر واحتمال كبير متلاقيش مواصلات دلوقتي،
واحنا طريقنا واحد يعني مش هروح حته مخصوص.

تحركت نجمة من جديد وبنبرة رقيقة شاكرة ردت في محاولة لتثنيه عن إصراره:

-صدقني مفيش داعي، شكرًا جدًا بجد.

أما “سليم” فكان يتابعهما في صمت قاتل وكل ثانية تمر تجعله يتراقص على جمر الانتظار لا يصدق أنها تتجرأ على محادثة رجل غيره أمام عينيه، ازدرد ريقه محاولًا إطفاء نيران صدره وهو يراها تتحدث مع ذلك الأحمق بينما هو مُحرم عليه سماع صوتها أو التثبت بحق امتلاكها ….. وفوق ذلك هي تقف هناك بكل وقاحة توزع ابتسامات لا يحق لغيره أن يغرق في حلاوتها…
كان يحاول تكبيل غضبه وغيرته ولكن زمام انفعالاته فلت من يده ووقت وقوفهما سويًا يزداد، تقدم نحوهما بخطى نارية حتى أصبح أمامهما مباشرًا، ودون أن يعير الأحمق الواقف أمامه أي اهتمام كان يحادث “نجمة” في نبرة أجشه تحمل الكثير من الغضب والوعيد المكتوم :

-امشي قدامي على العربية.

حاولت هي كبح الدهشة التي استباحت ملامحها لتدخله الغير مسبوق بينما تجهم وجهه خالد وهو يشاهد في دهشة دخول شاب من رجال الشرطة بينهما فقاطعه بنبرة منذهله لا يستوعب المنافسة:

-إيه ده، مين ده يا نجمة وساحبك يوصلك ليه مش فاهم!

اقترب منه “سليم” خطوة وأردف من بين أسنانه بنبرة خافتة مُقلقة:

-اسحبها؟
لا أنا ابقى ابن عمها يا خفيف يعني مش ساحبها ولا حاجة وأحمد ربنا اني هعدي وقفتكم دي على خير لكن اعمل حسابك لو اتكررت تاني،
ساعتها أنت اللي هتتسحب معايا، فاهم يالا ؟!

أغمضت نجمة عيناها في ذعر تستغفر بصوت منخفض وهي تدعو ألا يتضخم الأمر لشجار يسبب لها فضيحة أكبر، فرفعت يداها امام سليم تفصل بينه وبين زميلها المسكين المرتبك ورددت بحروف متوترة كحالها:

-خلاص يا سليم ، شكرًا يا خالد وبعتذرلك عن سوء الفهم.

استدارت حتى تذهب وهي تواكب خطوات سليم مشيرة بنظرة غاضبة متوعدة إليه بينما هو ينفث الدخان من أنفه خاصةً حينما استطرد “خالد” بنبرة أرادها أن تعكس التهكم لكنها خرجت مهتزة قليلًا:

-ولا يهمك يا نجمة انا بس مش فاهم الكابتن دخل حامي علينا كده ليه؟

-كابتن؟!

كز سليم على أسنانه وكاد يعود إليه لولا نجمه التي وقفت له بالمرصاد تقتله بنظراتها، فزمجرت تحاول إيقافه عن أخذ دور الفرعون المُدمر محذرة:

-سليم!

حاول بصعوبة تمالك أعصابه حتى لا يتسبب لها بمشكلة تكون جدار عازل جديد بينهما، فيما حاول خالد ألا يظهر قلقه من تهديد سليم له تاركًا لنجمة إبراز ملامحها بالنفور والغيظ من استغلاله لسلطته بهذه الطريقة..!
ولم ينتظر سليم أكثر بل تمادى بسحب نجمة من ذراعها نحو سيارته وما إن ابتعدوا خطوتين حتى نفضت ذراعها بعيدًا عنه لكنها استمرت في سيرها مزمجره فيه وقد زالت قشرة الهدوء والتماسك ليتناثر الغضب على ثناياها:

-أنت بتتدخل وبتعملي مشاكل كمان، وفرحان أوي بالبدلة اللي أنت لابسها.

لم يرد سليم عليها حتى لا يطحنها بكلمات سامة، ولكنها لم تصمت بل ازداد سعير غضبها من صمته المستفز:

-أنا بكلمك يا بني ادم ولا أنت مش بتنطق وتتشطر غير على الغلابه!

رفع سليم حاجبه الأيسر ساخرًا:

-الواد الصايع ده غلبان؟
والنبي انتي اللي غلبانه وهبلة!

انفعلت أكثر عندما وصلا للسيارة ووقف جوارها في ثبات يحجز جسدها من التراجع ويدفعها للركوب وبعد إغلاق الباب اتجه بخطوات قوية تصرخ بالهيبة قبل أن يجاورها في كرسي السائق وينطلق بالسيارة فصاحت فيه بغيظ:

-وأنت مالك أصلاً، أنا مش قولتلك ابعد عني، جاي الكلية ورايا ليه؟!

حينها استدار لها سليم قائلًا بصوته الرجولي الخشن وبثبات أذهلها:

-عشان أنتي عارفه وانا عارف إني مش هبعد إلا أما اكون متأكد إنك فعلاً مش عايزاني،
إنما أنتي مرة تشغليني ومرة تتجنني زي دلوقتي، انتي عايزه ايه بالظبط يا بنت الناس؟!

أشارت نجمة بيدها نحو صدرها وهي تتشدق بانفعال وارتباك:

-أنا مش بشاغل حد أنا كنت بعتبرك صديق .. اه .. صديق .. واديني رجعت لعقلي ومش عايزة يكون ليا أصدقاء شباب في حياتي، مش طيقاك يا أخي الله!
عايز تتأكد أكتر من كده إيه؟

فعليًا لم يعد يفهم ما يدور في دواخلها، احيانًا يشعر أنه نجح في تسلق جدران قلبها وانه تسلل داخلها مسيطرًا على وهجها العاطفي، واحيانًا اخرى يشعر أن كل خلية بها تنفر منه بل أسوأ هي تجعله ينفر من نفسه بنظراتها تلك..!

زفر أنفاسه بحدة وهو يقول مستنكرًا:

-انتي ليه مصره تستفزيني بأسلوبك ده؟

استدارت بنصف جسدها ترفض النظر نحوه أو الإجابة وقالت في قسوة:

-أنا مش مُلزمه أتكلم معاك أكتر من كده، انت أصريت تشبهني واللي حصل حصل خلاص … يا… يا باشا!

ارتفع طرف فمه في شبة ابتسامة قاسية كي لا ينسى رزانته ويمطرها بوابل من الشتائم الوقحة لأنها تصر على جرح كبريائه والاستهزاء بمركزة دون أي مبرر، فأخبرها ساخرًا:

-أشبهك؟
ليه ركبتي العربية مع قَتْاَل قُتله؟

عادت ترمقه في غل وقالت بنبرة تتقطر بالتهكم:

-يمكن ومين عالم اللي في إيده سلطة بيعمل أيه في خلق ربنا!

-سلطة أيه هو انا رئيس الجمهورية!
وبعدين مهما كانت سلطتي قوية أكيد مش أقوي من سلطة ربنا،
تفتكري لو مشيت أضر في الناس زي ما خيالك المريض مصورلك، السلطة دي هتفدني بأية قدام ربنا؟

-بقولك أيه متعملش نفسك مؤمن أوي انتوا مفترين ومعدومين الضمير أصلًا!

-هما مين دول اللي مفترين يا بنت ال…

عض سليم فوق شفتيه يكبح كلماته القاسية فطبيعة عمله أجبرته على كسب بعض الخصال الحادة في طباعه منها رفض الإهانة بشكل قطعي ولكن نجمة هي النجمة التي تعتلي عرش قلبه رغم جحودها وقسوتها الغير مبررة نحوه.

قطعت أفكاره عندما التفتت نحوه تلوح بيدها في وجهه مؤكدة:

-شوفت مقدرتش تستحمل كلمة واحدة، وبتسأل مش طيقاك وبكرهك ليه ده أنت جبروت.

أوقف السيارة في حدة والتفت يميل نحوها مجبرًا جسدها على الابتعاد للهرب منه قليلًا في خوف.
انتقلت عيونه كالقناص فوق ملامحها ووجهها المتخضب بحمرة فجائية بسبب قربه، ثم سرق منها شهقة رفيعة عندما مد كفه يلامس معصمها يستشعر نبضاتها الهادرة مع ملمس بشرتها الناعمة بينما كفه الاخر يقبض على جانب عنقها ووجهها في قوة يجبرها على النظر في عينيه بثبات، مستطردً في غموض حاد:

-نجمة بتحبيني ولا لا؟

كانت تنظر له ببلاهة عاجزة عن الرد بل عاجزة عن التنفس وقد اقترب منها لهذه الدرجة لأول مرة ورغم لمسته الخاطئة الغير مقبولة إلا انها لم تقوى على منع مشاعرها نحوه من الانتفاض بكل الزوايا داخل صدرها لكنها تمالكت نفسها بما يكفي لتجيب في ارتباك حاد وعيون مرتعشة:

-قولت لا، الله .. هو.. هو بالعافية..

أبعدت عيناها عنه تشعر كمن يتعرى من مشاعره بنظراته الثاقبة ثم دفعت كفه عن وجهها.
عادت ابتسامته الجذابة تتسع فوق شفتيه وتنير محياه قبل ان يخبرها في ثقة مخلوطة مع نبرة جفاء أثناء تعديله لجلسته مشغلًا سيارته:

-كل حرف بيطلع منك كدب، انا مش بس ظابط بيشم الكدب من على بُعد ميل أنا واخد دورات لغة جسد كمان فلما تحاولي تكدبي سيطري على جسمك أكتر من كده.

كانت تنظر له بأعين وفم منفرجين يعبران عن ذهولها مما يتفوه به لكنها هتفت في غصب:

-أنت مش طبيعي … لا لا أنت مش طبيعي …

-اه فعلًا، أنا اللي فضلت ألاعبك ٨ شهور، وبعدين جيت قولتلك من غير أي مبرر اني هقطع علاقتي بيكي وكسرت قلبك مش كده؟

أخبرها في تهكم أثناء انشغاله بالطريق، فاعتدلت تزمجر اعتراضها في غرور :

-اولًا كان في مبرر اني مش هرتبط بظابط، ثانيًا أنا ملعبتش بيك احنا كنا مجرد اصحاب مش ذنبي انك فهمت علاقتنا غلط.

توقفا في اشارة المرور فالتفت برأسه يطالعها من اسفلها لأعلاها قبل أن يردف ساخرًا:

-اه فعلا الحق عليا انا اللي فضلت اشاغلك عشان اوقعك على جدور رقبتك مش كده،
يا شيخه منك لله ده أنا هاين عليا اخزق عنيكي دي بإيدي!!

-أنت .. أنت إنسان مش محترم وانا ندمانة اني قربت منك في يوم!

قالت نجمة في غيظ تخفي مشاعر الخجل داخلها، فجاءها رده السريع الحازم:

-ابقي قابليني لو عرفتي تبعدي!

جزت على اسنانها ثم التفتت تنظر للنافذة في غضب عندما تجاهل النظر نحوها تمامًا وملامح الرضا تملئ وجهه فعضت على شفتيها تكبح غيظها ثم عقدت ذراعها أمام صدرها في دفاعية.
أغمضت جفونها تبتلع إحراجها وخجلها الذي سببه بتصريحاته ولعنت ذلك القلب الذي يرفض الانصياع لها ويذوب في تصريحاته الصارمة ويتركها هاربًا نحو ذكريات تتمنى نسيانها.

***

مطت نجمة رأسها من باب الغرفة الخاصة بالعروس داخل القاعة واتسعت ابتسامتها وهي ترى العريس يتقدم أصدقاءه متجهًا في حماسة شديدة نحو الغرفة، فسرق انتباهها صوت ضحكة رجولية مشاكسة بطريقة جذابة حولت نظرها لذلك الشاب الذي يجاور صديقه يحاول مواكبة خطواته الحماسية قبل أن يهتف ممازحًا في نبرة مغيظة تستهدف صديقة دون خجل:

-أنت على طول مستعجل كده، رامي أنا مش مرتاحلك، انت هتفضحنا مش كده؟!

حرك العريس كفه بإهمال غير مبالي بكلماته المغيظة أو بضحكات رفاقهم مقتربًا أكثر من الباب فاتسعت أعين نجمة التي تخلت عن هيامها بذلك الوسيم وابتسامته الجذابة مغلقة الباب بإحكام تمنع دخولهم وهي تلتفت نحو العروس المحاطة بأكثر من شخص ما بين ترتيب ثوبها ووضع أحمر شفاهها:

-يلا بسرعة بسرعة العريس وصل!

صرخت “نجمة” بصديقتها العروس “داليدا” التي قابلتها بصرخة حماسية متجاهلة عامل التزيين الذي يضع بصعوبة لمساته الأخيرة فوق وجهها دون أن يلطخ فستان زفافها الأبيض البراق.

-اوعي تخلي يدخل يا نجمة لحد ما اجهز.

-عيب عليكي يا أنا يا هو انهارده.

انفتح الباب فاندفعت نجمة تتمسك بقبضته مطلة برأسها صارخة وسط ضحكاتها:

-ممنوع ممنوع لازم تستنى الفريست لوك.

-يا نجمة بطلي سخافة عايز أشوف مراتي.

تلك الفتاة الضحوكة المسماة “نجمة” اسم يجسد أحلامه حرفيًا اجبرت ابتسامه كبيرة بلهاء على وجه سليم الواقف بجوار صديقه المتذمر والذي يحاول دفع الباب ليدخل لكن نجمة العنيدة اندفعت للخارج لتمنعه.
توهجت عيون سليم وقد سرقت انفاسه بفستانها الذهبي الملفوف باحترافية حول جسدها الممتلئ نوعًا ما، زم شفتيه وارتفع حاجبه متفاجئ باكتناز خصرها الصغير مقارنةً بما تملكه من مفاتن أسفله.
أغلقت نجمة الباب في قوة فانتشلته من جموده ثم سندت بجسدها الصغير فوق الباب الخشبي لاويه معصمها للخلف كي تمسك المقبض بأصابعها الرقيقة غير مبالية بأظافرها المنمقة بلون …آآمم … حسنًا هو لا يعلم مسمى هذا اللون الباهت المريب وحقيقةً لا يريد.
حرك سليم رأسه متعجبًا من التفاهة التي تتقاذف داخل أفكاره، ولكنه يميل لذلك حين يتشتت انتباهه وتلك الفتاة نجحت بجدارة في لفت انتباهه بخيوط الشقاوة المنبعثة من عيناها وقد جذبته لها دون أن يدري.

-دي بتهزر يا سليم قولها تدخلني، مش كده!

قطع رامي المزمجر أفكاره وهو يطلب مساعدته، فوجد نفسه يتحدث دون تفكير بصوت شارد:

-ايه يا رامي سيبها براحتها!

شعر بقلبه ينقبض بشعور غريب يجتاحه لأول مرة عندما ارسلت نجمة ابتسامة واسعة تخصه بها وحده، وزاد تيهه وارتباكه أكثر حين علت الزغاريد وبعض الكلمات التي لم يستوعبها قبل أن تبتعد “نجمة” عن الباب سامحة لصديقه بالدخول بحركة مسرحية.
تابع حركة أصابعها وهي تميل للأمام فتحركت عيناه تلقائيًا فوق عودها الملفوف ثم تنحنح مبعدًا أنظاره عن جسدها صعودًا لعينيها ولدهشته كانت الفتاة تطالعه بابتسامة مشاكسة تخبره بأنه تم القبض عليه متلبسًا ونظراته المشتعلة تأكل جسدها الشبيه بجسد الحوريات.
ارتفع حاجبه في ذهول ولكنه ابتسم لها بتروي وقد أثارت جنونه بتلك النظرة المشاغبة التي رمقته بها فأججت نيران رجولته في أعماقه قبل أن تخفض في خجل عيونها المكحلة بطريقة تبرز لون العسل في عينيها.
خرج سليم من صومعة أحلامه الحارة عندما استدارت متجاهلة إياه منضمة للهرج والمرج في الداخل وكأن تلك اللحظة الخاطفة لم تسرق كيان كلاهما.
تنفس بعمق لا يصدق انه يقف في قاعة عُرس صديقه يتصرف كالمراهق تاركًا تلك النجمة التي لم يرى مثيلها مهمة التلاعب بمشاعره … أين الثبات يا باشا ؟!
فكر متهكمًا ثم حرك كفه على وجهه يحاول تمالك رباط جأشه والاحتفاظ بابتسامته الواسعة على محياه وهو يقابل العروسان اللذان خرجا بملامح تفصح عن السعادة التي تتملكهما ليبدأ بذلك الاحتفال الكبير.
مر الوقت سريعًا في الاحتفال وكل ما كان يفكر به سليم هو انه يفقد صوابه تدريجيًا فها هو يراقص أصدقائه وعيونه لا تحد عن جسدها حوري الهيئة متابعًا عن كثب تحركات “نجمة” التي تتجاهله وترفض عيناها الاعتراف بوجوده وكأنها تتعمد عدم النظر نحوه.
الأمر الذي أثار حنقه وغضبه بشكل غير مبرر، فبالرغم انه مر بعدد ليس قليل من العلاقات النسائية خاصة مع كونه “الضابط” الذي يجذب بهيئته ومركزه الكثير من الجميلات إلا انه لم يشعر بمثل هذا الشعور الغريب من قبل فهو لا يعرف الفتاة نجمة من الأساس ومع ذلك يشعر بالامتلاك بل أسوأ هو يشعر بخليط من مشاعر التحدي والرفض بينما يراها لاهيه برقصاتها السخيفة مع صديقاتها بأصواتهم العالية المزعجة.
أقترب سليم من الركن البعيد من حلبة الرقص واندس بين أصدقائه القدامى سامحًا لهم بجره لمشاركتهم المرح بل سامحًا لنفسه بإبعاد تفكيره عنها ولكنه ظل يتلصص بنظراته نحوها كل بضع ثواني حتى التقت أعينهم أخيرًا فوجد نفسه يرسل لها ابتسامه صغيرة عاودتها هي بكل ترحاب ومرة أخرى تسرق أنفاسه وفضوله بتلك النظرات الحارقة قبل ان تستدير بعيدًا عنه.
عضت نجمة فوق شفتيها لا تصدق أنها نجحت في لفت انتباه الوسيم ذو العيون الرائعة، ثم اتجهت تعانق العروس أثناء ميلها نحوها هامسة في نبرة ممازحة:

-داليدا الف مبروك وكل حاجة بس صاحب جوزك قمر وانتي لازم تخليه يتجوزني هالحين.

ضحكت داليدا وهي تضع شفتيها قرب أذنها قائلة:

-انهي واحد عشان في ماسورة رجالة قمر ضربت قدامي.

-الأسمر الطويل اللي واقف بين رامي والولد الأبيض ده.

-قصدك سليم؟
أيه ده، ده بيبص عليكي!

انفرجت أسارير نجمة واتسعت عيونها في رضا هامسة:

-يا بركة دعاكي يا أمي بيبص عليا و “سليم” وانا بعشق الاسم ده،
لا لا جوزونا بسرعة بدل ما أروح أقوله بحبك وافضحكم!

-والله مجنونة، بت ده بجد مش بيشيل عينه من عليكي، انتي عملتيله ايه؟

ضحكت نجمة بمكر هامسة :

-ده سر الصنعة يا ماما خليكي في جوزك وسيبيني أنا هعرف اجيبه على بوزة.

قطع حديثهم وصله جديدة من الأغاني التي استدعت استعراض العروسين فوقفت نجمة تصفق بابتسامه سعيدة سامحه للعريس بسحب زوجته ولم تنتبه لذلك الذي جاء بجوارها يطالعها وكأنها أحجية.
شعرت نجمة بنظرات حارة تخترق جانب وجهها فمالت برأسها تطالع الواقف جانبها لتتقابل عيناها بعينيه البنية وكعادته قابلها بابتسامه رائعة خطفت أنفاسها فارتبكت نظراتها وابعدت عيناها بوجه أحمر عن مرماه.
الان تخجل فكرت ساخرة بينما ارتفع جانب وجه سليم متعجبًا للون القرمزي الذي تملك وجهها في تصريح واضح يعبر عن خجلها فأصبح أكثر تشتتًا بالإشارات المختلفة التي ترسلها إليه.
مر أحدهم بجواره فدفعه مجبرًا إياه على ملامسه كتفه بكتفها فزادت ابتسامته عندما نظرت له باعين متسعة قبل ان تلتفت بارتباك بعيدًا عنه، علت ابتسامه واسعه على وجهه قبل ان يميل قليلًا نحوها ليخبرها:

-متأسف والله في واحد خبط فيا، مكنتش أقصد.

ارسلت له ابتسامه صغيرة خرجت خجلة رغم رغبتها في رسم المبالاة واجابته:

-حصل خير.

-انا اسمي سليم على فكرة، صاحب العريس.

-وانا نجمة صاحبة العروسة.

-نجمة … اسمك جميل أوي شبهك يا نجمة.

ضحكت ممتنه قبل ان تخبره بشجاعة تحاول امتهانها:

-اعتبر دي معاكسة؟

ارتفع جانب وجهه في ابتسامه جذابة متعجب للمشاغبة التي تتنقل من عينيها لتستقر داخله فتبهت عليه وهو يؤكد بنبرة أكثر مشاغبة:

-حسب هترضي ترغي معايا بعدها ولا هتنفضيلي؟

وضعت نجمة يدها فوق فمها تخفي ضحكة عالية قبل ان ترمش بعيونها الواسعة مؤكدة:

-أسفة مش برغي مع شباب معرفهاش.

رمقته بنظرتها المراوغة التي أثارت فضوله نحوها اكثر وأكثر وذهبت بعيدًا وسط صديقاتها ولكنه لم يستلم وتتالت لقاءات الأعين بينهما، فهي تبعث له بابتسامات خجلة تارة ونظرات ماكرة تارة أخرى وكأنها تعلم تمامًا انها أشعلت فتيل فضوله والتحدي داخله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى