روايات رومانسية

رواية قلوب حائرة الحلقة 14


انتظار انتظار انتظار … لا شئ سوي الانتظار !!
الجميع في حالة خوف ، قلق و ترقب .. يتابعون عقارب الساعة و باب غرفة العمليات بأعين متلهفة .. متلهفة لسماع خبر يسرهم .. خبر يرد اليهم الروح 
ظلت سمر تتجول ذهابا و ايابا و تفرك في يديها بتوتر شديد 
يوسف : اهدي يا سمر مينفعش كدا !! اهدي عشان مامتوا و اخواتوا علي الاقل
نظرت سمر الي والدتة عمرو الجالسة بجوار غرفة العمليات ممسكة بمصحف تقرأ فية بأعين دامعة و ايدي مرتعشة .. و الي اختة سلمي التي تبكي في صمت من شدة الخوف علي شقيقها و زوجها بجوارها يحاول ان يطمئنها .. و شقيقة فارس الذي يجلس في مقعدة صامتا .. لكن الخوف قد رسم علي وجهه لوحة ظاهرة يراها كل من ينظر اليه .. و الي والدة الذي يصلي في ركن بعيد هادئ و يدعو الله ان يحفظ ابنه
سمر : خااااايفة اووي يا يوسف اتأخروا اووي .. نفسي بس حد يطلع يطمننا .. يقولنا اي حاجة
يوسف : يا حبيبتي اهدي هما متأخروش ولا حاجة .. احنا بس عشان مستنيين الوقت يعدي ف بيمر ببطئ .. بصي .. و اخرج مصحف صغير من جيبة ، انا جبت المصحف دا معايا عشان تقرائي فيه و تدعيلوا ..
اخذت سمر المصحف من يدة و جلست بجوار والدتة عمرو تقرأ في المصحف و تدعو له
////////////////////////////////////////////////////////////// في تلك الاثناء رن جرس منزل فرح .. قامت لتفتح الباب
وجدت شاب وسيم يبدو علية انة في اواخر العشرينات .. عريض المنكبين .. طويل القامة
نظرت اليه بدهشة ثم ..
مين حضرتك ؟؟؟
الشاب مبتسما : فرح .. صح ؟؟
فرح بذهول : انت تعرفني منين ؟!!!
والدة فرح : ميييين يا فرح ؟؟؟
لم ترد ….
ذهبت والدتها لتري ما الامر
و عندما نظرت للشاب تجمدت مكانها .. ظلت تنظر الية و هي في حالة صدمة .. ثم خرج صوتها مبحوحا : مروان ؟!!!!!!!
هز الشاب رأسة بالإيحاب
لم تتمالك والدة فرح نفسها ووقعت مغشيا عليها !!!!!!
فرح : مامااااااااا !!!!!!!
///////////////////////////////////////////////////////////////
مر الوقت في غااااية البطئ الي ان خرج الطبيب من غرفة العمليات جري الجميع نحوة
لكن الوجوم الذي كان باديا علي وجهه اخرس الجميع !!! لم يقوي احد علي سؤال الطبيب ماذا حدث خوفا من سماع الاجابة !!
الي ان سأل فارس بصوت مبحوح خائف : خير يا دكتور ؟!!!
تعلقت انظار الجميع بالطبيب الذي نظر الي الارض في اسف قائلا : انا اسف يا جماعة والله عملنا كل اللي نقدر علية بس هو حالتة كانت متأخرة و القلب وقف كذا مرة اثناء العملية و اخر مرة مكنش في اي استجابة و مقدرناش نلحقة.. انا اسف البقاء لله
سمر بصرخة مدوية : عمرووووووو لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء !!!!!!!!
عمرووووووووووو لاااااااااااااااااااااااااااااااء !!!!!
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم .. مااالك يا بنتي بتصرخي كدا لييييية و مين عمرو داااا ؟!!!!!
سمر : ماماااا !!! انا فييين احنا امتي ؟!!!!
نجوي : مالك يا سمر انتي مش مضبوطة خاااالص الايام دي و انتي و اخوكي مخبيين حاجة عليااا ، احنا الفجر ، اتتي اية اللي نيمك علي الارض كدااا ؟!!!
سمر : هاااا !! لا ابدا مفيش
همت نجوي ان تنطق ، اسكتها طرق يوسف علي الباب
دخل مذعورا
يوسف : مااااالك يا سمر بتصرخي لييية و اية اللي منيمك كدااا ؟!!!!
سمر بأعين دامعة : مفيش بس كنت بصلي و بقرأ قرآن و محستش بنفسي و نمت .. حلمت بكابوس
يوسف و قد تفهم الامر : ماما معلش حبيبتي سبيني مع سمر شوية
نجوي : والله ما انا عارفة انتوا بنكوا اية الايام دي .. مخبيين عني اية ؟!!
يوسف : هقولك كل حاجة ف الوقت المناسب يا ماما
نجوي : و امتي الوقت المناسب دا بقااا ان شاء الله ؟!!
يوسف : قريب جدا .. بس ارجوكي سبيني مع سمر دلوقتي
بعد ان انصرفت الام
يوسف : قومي يا سمر اقعدي علي السرير
ساعدها علي النهوض و جلس امامها علي السرير
يوسف : ان شاء الله هيبقي كويس
سمر بصوت باكي : حلمت بكابوس يا يوسف .. حلمت ان مامتة بتعيط هي و اخواتة و انا قلبي كان مقبوض اووي و خرج الدكتور و قال انوا ……… لم تستطع ان تكمل و بكت بشدة
يوسف و هو يرتب علي كتفها : يا سمر اهدي مينفعش كدااا
سمر : انا حلمت كمان ب ريم انت كلمتها ؟؟؟!
يوسف : اه من شوية كانت بتطمن عليكي و مويايلك كان مقفول
سمر : انا حلمت بيها كانت بتكلمك و اخدت الموبايل برة المستشفي و لما جيت قولتلي انها سألت علي عمرو و عليا .. يوسف دا كان حلم صح صح ؟!!! انا كنت بحلم دا محصلش مش كداا ؟!!!
يوسف ناظرا اليها بدهشة : يا سمر اهدي انتي حالتك بقت صعبة اووي !!! دا كان كابووووس و وارد جدا تحلمي ب اي حاجة .. انتي نفسيا تعبانة و مش بتاكلي ولا بتنامي كل دا مأثر عليكي .. اهدي بقا شوية و حاولي تنامي الساعتين دول قبل ما نروح لعمرو .. ماشي ؟؟؟
سمر ببكاء : يوسف .. ينفع اكلمة ؟؟!
يوسف : دلوقتي !!!
سمر ببكاء اقوي : عشان خاطري يا يوسف انا حاسة انه مكنش حلم !!! عاوزة اسمع صوتة بس !!!
يوسف : لا حول ولا قوة الا بالله .. كلمية .. بس اكيد هو نايم دلوقتي
سمر : معلش .. هسمع صوتوا بس .. و انا عارفة انه قلقان و اكيد مش عارف ينام خالص
بعد انصراف يوسف
الوو
عمرو بلهفة : خييير يا سمر في حاجة ؟!!!
سمر بعد تنهيدة طويلة : الحمدلله
عمرو : مالك يا سمر ؟!!
سمر : مفيش .. انا اناااا كنت عايزة اسمع صوتك بس
عمرو بحنان : حلمتي بيا يا سمر . صح ؟؟!
سمر بدهشة : عرفت ازاي ؟!!
عمرو : حسيت بيكي
سمر : اوعي مترجعليش يا عمرو ! عمرو : قولي ان شاء الله
سمر : ان شاء اللي ترجعلي .. يااااا رب
//////////////////////////////////////////////////////////////////////////
حمل مروان امينة (والدة فرح ) الي الداخل و حاول ان يجعلها تستنشق عطر كي تستفيق
فرح : مامااا مامااااا ري عليااااا .. انت مييييين و لية اول ما شافتك حصلها كدااا ؟!!!!
مروان : اهدي بس .. و هتفهمي كل حاجة
استفاقت الام .. نظرت لمروان ثم احتضنتة بشدة و ببكاء : ابني !!!! يا حبيبي يا ابني !!!!!!
فرح بذهول : ابنك مين ؟!!!!
مروان و هو يخرج من احضان والدتة : انا اخوكي يا فرح
فرح : ازاي ؟!!!!!!!!!!!
//////////////////////////////////////////////////////////////
فرح : اخويا ازاي ؟!!!
امينة : تعالي اقعدي جنبي يا فرح و هحكيلك كل حاجة ..
جلست فرح بجوار والدتها و هي في حالة صدمة ..
بدأت امينة تستعيد ذكرايات الماضي …
(انا كنت متجوزة ابو مروان قبل باباكي و كنت عايشة معاة ف الامارات و بعد الجواز علي طول حملت ف مروان .. كانت حياتي هناك صعبة جداا و انا بعيدة عن اهلي و عن كل الناس اللي اعرفهم و كان مروان اول طفل ليا و كنت محتاسة بية ف الغربة لوحدي .. كنت محتاجة اووي وجود امي جنبي .. قعدت اترجاة انزل مصر بمروان و هو يجي اجازات مكنش موافق ابداااا و هددني انه هياخد مني مروان .. المهم استحملت و عشت معاة 4 سنين منزلتش فيهم مصر ولا مرة اجازة ولا شفت اهلي خااالص و لا هما حتي شافوا مروان غير صور بس كنت ببعتهلهم .. استحملت كل دااا عشان مروان يفضل معايا .. بس كنا علي طول بنتخانق .. لحد ما ف يوم صحيت لا لقيتة ولا لقيت مروان ف البيت !!!!
بدأت تبكي و اكملت
اتجننت و دورت عليهم ف كل حتة .. فص ملح و داب ملهمش اي اثر مسبتش مكان إلا و سألت فية و مسبتش حد إلا و سألتة
نزلت مصر و بعد فترة بسيطة لقيتوا باعتلي ورقة طلاقي علي بيت اهلي .. هو كان متأكد اني مش هستحمل اقعد هناك من غير مروان و هنزل مصر .. بعدها ب سنة اتجوزت ابوكي الله يرحمة يا فرح ، ابن خالتي اللي كان بيحبني من زمان .. اهلي اصروا اني لازم اتجوز و مفضلش لوحدي و كان قبل و بعد الجواز بيساعدني اني ادور علي مروان بس بردوا مفيش فايدة ، بعدين حملت فيكي ، و لا مرة حكتلك القصة دي و ان ليكي اخ عشان الكلام ف الموضوع دا كان بيقلب عليا المواجع و يتعبني) .. ثم تابعت ببكاء و هي ناظرة الي مروان .. والله عمري ما نسيتك يا ابني ، يعلم ربنا دورت عليك قد اية و قلبي كان محروق عليك قد اية
مروان بدموع : احنا كنا عايشين كل دا ف لندن ! بابا اتجوز واحدة من هناك هي مصرية بس معاها الجنسية .. كنت عارف انها مش امي .. مع اني كنت صغير اوي بس كنت فاهم كل حاجة .. مكنتش بتعاملني وحش بس انا عمري ما حبيتها .. كان والدها لي فضل كبير اووي علي بابا ف شغلة ، ف مكنش بيقدر يرفضلها طلب … لما كنت بسأل عليكي كان بيقولي انك مسافرة مكان بعيييد اوي مفهوش تليفونات خالص !! طبعا دا لما كنت صغير لما كبرت و بدأت افهم كنت كل ما اجبلوا سيرة الموضوع دا يتعصب عليا و يزعق و تقلب خناقة .. فبطلت اسأل .. و عشت حياتي كدا ، لحد ما من فترة صغيرة بابا تعب و نقلناة المستشفي و كانت حالتة خطيرة .. الدكاترة قالولي انه عاوزني ضروري ف موضوع مهم و عمال يندة ب اسمي دخلتلوا كان تعبان اووي بس جية علي نفسوا بالعافية و اتكلم و حكالي كل حاجة و قالي كل المعلومات اللي يعرفها عنك و اي حاجة ممكن تساعدني ف اني الاقيكي و قالي ادور عليكي و لما اقابلك اقولك تسامحية .. و اتوفي ف نفس اليوم الفجر .. و انا نزلت مصر و بقالي شهر بدور عليكي و مكنتش اعرف ان عندي اخت كمان .. عرفت من يومين بس كل حاجة عنكوا و كنت متردد اوي اني اجي و خايف و فجأة لقيت رجلي جيباني ل هنا
ثم نظر الي امة باستغراب
مروان : بس اخر مرة شوفتيي كان عندي 4 سنين .. ازاي عرفتيني اول ما شوفتيني كدا ؟!!!
امينة : معرفش !!! صدقني مش عارفة انا اول ما شفتك حسيت ناحيتك بحاجات غريبة .. حسيت بيك اول ما شفتك .. فيك ملامح كتير من فرح .. انا كنت كل ما ببص ل فرح بتخيل شكلك و انت بتكبر بقيت عامل ازاي .. اول ما شفتك لقتني بنطق اسمك من غير ما احس .. ثم ضمتة بشدة مرة اخري لا تصدق انه امامها بعد كل هذة السنوات !!!!!
///////////////////////////////////////////////////////////////////////// كان سيف يجلس في غرفتة يفكر ..
(انا كدا صح ، مينفعش اتنازال اكتر من كدا ، الحب قوة مش ضعف ! بحبك يا يارا و بعمل كل دا عشانك ، عشان تتغيري ، عشان تحسي بيا و اني ممكن اضيع منك .. و عمرك ما هتلاقي حد يحبك قدي )
//////////////////////////////////////////////////////////////////////////
في تمام التاسعة
توجهت سمر بصحبة يوسف الي المشفي .. وجدت والدة ووالدتة و اخوتة و زوج اختة و الجميع في حالة لا يرثي لها من الخوف و القلق و التوتر
قبل ان يدخل عمرو الي غرفة العمليات طلب ان يري سمر !
سمح لها الطبيب
طرقت الباب و دخلت ……..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى